الثالثة و العشرون بعد المائة من حكمه عليه السّلام
(123) و قال عليه السّلام: توقوا البرد في أوّله، و تلقّوه في آخره فإنّه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوّله يحرق، و آخره يورق.
اللغة
(توقّى) توقيا فلانا: حذر و خافه، تجنّبه (أورق) الشجر: ظهر ورقه- المنجد.
الاعراب
توقّوا البرد، أمر من باب التفعّل، و البرد مفعوله، في أوّله، ظرف مستقرّ حال عن البرد، يحرق و يورق متروكا المفعول، و نزّلا منزلة اللازم، و لم نجد في اللغة أورق متعديا يفيد هذا المعنى المقصود في المقام.
المعنى
المستفاد من هذا الكلام دستور صحّي لزمن الانتقال من حرّ الصيف و الخريف إلى برد الشتاء، فالبدن يعتاد الحرارة في طول أيّام الحرّ، فاذ جاء البرد يؤثّر فيه و يسبّب أمراضا كثيرة، فيلزم حينئذ توقّي البرد و دفعه بالوسائل المعدّة لذلك من اللّباس و المنزل الدافي ء.
و لكن بعد مرور الشتاء و حلول فصل الربيع اعتاد البدن بالبرد و استعدّ لتحمّله، فالتعرّض له و تلقّيه بتخفيف اللّباس و الخروج إلى البساتين و المتنزّهات غير مضرّ، بل نافع للبدن موجب لنشاطه و تقويته و تجديد قواه، كما أشار اليه بأنّه يورق و ينفخ روح الحياة في الأشجار.
و قد أعطى اللَّه هذا الأثر الحيوي للربيع بوسيلة الأمطار النازلة من السماء كما أشار اليه في غير واحد من آي القرآن الشريفة مثل قوله تعالى «5- الحج- «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ».
الترجمة
فرمود: خود را نگهداريد از آغاز پيدايش سرما، و در پايان با آن درآميزيد زيرا با تن شما همان كند كه با درختان ميكند، آغازش خزان سوزنده است، و پايانش برگ سبز پرورنده.
- ز آغاز سرما نگه دار خويش ولى آخرش را بياور به پيش
- كه سرما كند در بدنها اثرچنانى كه دارد اثر در شجر
- در آغاز سوزد بباد خزان در انجام برگ آرد و ارغوان
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص195و196)
|