الاربعون بعد المائتين من حكمه عليه السّلام
(240) و قال عليه السّلام: عرفت اللَّه سبحانه بفسخ العزائم، و حلّ العقود (و نقض الهمم، في ج 19 من ط مصر).
اللغة
(عزم) عزما و عزيما على أمر: عقد قلبه على فعله، العزيمة ج: عزائم الارادة المؤكّدة.
المعنى
إنّ اللَّه تعالى قد نصب لعباده دلائل كافية على معرفته و بيّنها لهم في ضوء العقل و على لسان أنبيائه و رسله، و نظمها في خارج وجود الانسان و على صفحات كتاب الكون الوسيع الناطق على وجود الباري و الصانع بلسان طبيعي فصيح، و بوّبها على أبواب لا تحصى من السماوات العلى، و بسيط الأرض و الثرى، و أمواج البحر ذي الطمى و الشموس المشرقة في الضحى، و الأقمار المنيرة في الليل إذا سجى، و النجوم الثاقبة على اولي النهى.
و دبّرها في باطن الانسان و داخل وجوده اللّاصق به حتّى لا يعتذر بعذر في الجهل به تعالى، بل في التجاهل باللّه عزّ و علا، و قد نبّه عليه السّلام في هذه الحكمة إلى درس معرفة اللَّه من صفحات وجود الانسان بعينه، و دلّه على مطالعة كتاب نفسه في معرفة ربّه.
قال الشارح المعتزلي: هذا أحد الطرق إلى معرفة الباري سبحانه، و هو أن يعزم الانسان على أمر و يصمّم رأيه عليه ثمّ لا يلبث أن يخطر اللَّه تعالى بباله خاطرا صارفا له عن ذلك الفعل و لم يكن في حسابه انتهى.
و أنتج منه أنّه لا بدّ من الاعتراف بمؤثر خارج عن وجود الانسان في الصرف عن عزيمته و حلّ عقوده و نقض همّته، و لا يصل يد أحد إلى عمق وجود الانسان و مركز إرادته إلّا قدرة اللَّه الّذي خلقه فصوّره.
الترجمة
فرمود: من خداوند سبحانه را از اين راه شناختم كه تصميمهاى قطعي را از هم مى ريزد، و پيمانها را مى گسلد، و همّتهاى سخت را درهم مى شكند.
- علي آن شناساى پروردگار بعرفان حق شد چنين راهدار
- خدا را شناسم كه تصميم رابهم مى زند من ندانم چرا
- ز هم بگسلاند همه عقده ها بهم بشكند همّت اژدها
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص316و317)
|