حکمت 359 نهج البلاغه : روش برخورد با دنيا

حکمت 359 نهج البلاغه : روش برخورد با دنيا

متن اصلی حکمت 359 نهج البلاغه

موضوع حکمت 359 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح شیخ عباس قمی

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی حکمت 359 نهج البلاغه

359 وَ قَالَ عليه السلام أَيُّهَا النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاة قُلْعَتُهَا أَحْظَى مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا وَ بُلْغَتُهَا أَزْكَى مِنْ ثَرْوَتِهَا حُكِمَ عَلَى مُكْثِريها بِالْفَاقَةِ وَ أُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ وَ مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرِيهِ كَمَهاً وَ مَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّعَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمِيرَهُ أَشْجَاناً لَهُنَّ رَقْصٌ عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ هَمٌّ يَشْغَلُهُ وَ هَمٌّ يَحْزُنُهُ كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ فَيُلْقَى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ هَيِّناً عَلَى اللَّهِ فَنَاؤُهُ وَ عَلَى الْإِخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ وَ إِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ وَ يَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الِاضْطِرَارِ وَ يَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَ الْإِبْغَاضِ إِنْ«» قِيلَ أَثْرَى قِيلَ أَكْدَى وَ إِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ هَذَا وَ لَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ

موضوع حکمت 359 نهج البلاغه

روش برخورد با دنيا

(اخلاقى، معنوى)

ترجمه مرحوم فیض

359- امام عليه السّلام (در دورى نمودن از دنيا) فرموده است 1- اى مردم كالاى دنيا گياه خشك خورد شده وباء آورنده تباه كننده است پس دورى كنيد از چراگاهى كه كوچ كردن و نماندن در آن از آرام گرفتن در آن سودمندتر است (چون ماندن و دل بستن بآن سبب بدبختى است) و اندك روزى و خوراك آن (به اندازه اى كه اين راه سر رسد) پاكيزه تر است از دارائى در آن (چون رنج دنيا و حساب آخرتش كمتر است) 2- مقرّر شده است براى كسيكه (بر اثر حرص و آز) بسيار در آن دارائى گرد آورد فقر و بى چيزى (آخرت چون در دنيا گرفتار بوده و نتوانسته توشه اى بردارد) و يارى شده است كسيكه (با قناعت) از آن بى نياز مانده (جمع آورى نكرده) به آسودگى (در روز رستخيز) 3- و كسيرا كه زينت و آرايش آن به شگفت آورده هر دو چشمش را كور مادر زاد گردانده (مانند آنكه نشان بينائى در او نيست) 4- و كسيكه دوستى آنرا روش خود نمايد خاطرش را پر از اندوهها كند كه آن اندوهها را بر دانه دل او نگرانى است، اراده و قصدى (براى بدست آوردن كالاى آن) او را مشغول و گرفتار مى سازد، و اراده و قصدى او را اندوهگين، و همچنين پيوسته در كشاكش اندوهها و گرفتاريها است تا آنكه راه نفس او (گلويش) گرفته شود (بميرد) پس او را بصحراء اندازند (در گورستان بخاك سپارند) در حاليكه دو رگ دل او قطع شده است (هلاك گشته) و بر خدا نابود شدنش و بر برادران و ياران انداختنش (به گورستان) سهل و آسان مى باشد، 5- و مؤمن بچشم عبرت و آگاهى بدنيا مى نگرد، و باندازه نيازمندى شكم از روى اضطرار و ناچارى قوت و روزى بدست مى آورد، و به گوش خشم و دشمنى (گفتار در باره دنيا را) مى شنود (و امّا حال انسان در دنيا) 6- اگر گفته شود فلانى توانگر و بى نياز شد (پس از چندى) گفته ميشود فقير و بى چيز گرديد، و اگر ببقاء و هستيش شاد شوند (روز ديگر) بفناء و نيستيش اندوهگين گردند، اينست حال انسان در دنيا و حال آنكه نيامده است روزى (قيامت) كه در آن (دنيا دوستان بر اثر سختى عذاب و گرفتارى جاويد از رحمت خدا و آسودگى) نوميد ميشوند.

( . ترجمه وشرح نهج البلاغه(فیض الاسلام)، ج 6 ، صفحه ی 1257 و 1258)

ترجمه مرحوم شهیدی

367 [و فرمود:] مردم خواسته دنيا خرده گياهى است خشك و با آلود كه از آن چراگاه دورى تان بايد نمود. دل از آن كندن خوشتر تا به آرام رخت در آن گشادن، و روزى يك روزه برداشتن پاكيزه تر تا ثروت آن را روى هم نهادن. آن كه از آن بسيار برداشت به درويشى محكوم است و آن كه خود را بى نياز انگاشت با آسايش مقرون. آن را كه زيور دنيا خوش نمايد كورى اش از پى در آيد. و آن كه خود را شيفته دنيا دارد، دنيا درون وى را از اندوه بينبارد، اندوه ها در دانه دل او رقصان اندوهيش سرگرم كند و اندوهى نگران تا آن گاه كه گلويش بگيرد و در گوشه اى بميرد. رگهايش بريده- اجلش رسيده- نيست كردنش بر خدا آسان و افكندنش- در گور- به عهده برادران. و همانا مرد با ايمان به جهان به ديده عبرت مى نگرد، و از آن به اندازه ضرورت مى خورد. و در آن- سخن دنيا را- به گوش ناخشنودى و دشمنى مى شنود. اگر گويند مالدار شد- ديرى نگذرد- كه گويند تهيدست گرديد و اگر به بودنش شاد شوند، غمگين گردند كه عمرش به سر رسيد. اين است- حال آدميان- و آنان را نيامده است روزى كه نوميد شوند در آن.

( . ترجمه نهج البلاغه شهیدی، ص 425 و 426)

شرح ابن میثم

348- و قال عليه السّلام:

يَاأَيُّهَا النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ- فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ قُلْعَتُهَا أَحْظَى مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا- وَ بُلْغَتُهَا أَزْكَى مِنْ ثَرْوَتِهَا- حُكِمَ عَلَى مُكْثِرِيهَامُكْثِرٍ مِنْهَا بِالْفَاقَةِ- وَ أُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ- مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَيْهِ كَمَهاً- وَ مَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمِيرَهُ أَشْجَاناً- لَهُنَّ رَقْصٌ عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ- هَمٌّ يَحْزُنُهُ- حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ فَيُلْقَى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ- هَيِّناً عَلَى اللَّهِ فَنَاؤُهُ وَ عَلَى الْإِخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ- وَ إِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ- وَ يَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الِاضْطِرَارِ- وَ يَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَ الْإِبْغَاضِ- إِنْ قِيلَ أَثْرَى قِيلَ أَكْدَى- وَ إِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ عَلَيْهِ بِالْفَنَاءِ- هَذَا وَ لَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ

اللغة

أقول: القلعة: الرحلة. و الحظوة: المنفعة. و راقه: أعجبه و الكمه: العمى خلقة. و الأشجان: العوارض المهمّة. و الرقص: الغليان و الاضطراب. و الأبهران عرقان متعلّقان بالقلب. و أكدى: قلّ خيره. و الإبلاس: اليأس من الرحمة. و في الفصل فايدتان:

إحداهما نفّر عن الدنيا بامور:

أحدها: أنّ حطامها موبى ء: أي مهلك، و استعار لفظ الحطام لمتاعها باعتبار سرعة زواله و قلّة الانتفاع به كما قال تعالى إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ«» الآية. و كونه موبئا استلزم اقتنائه و الاعتناء بجمعه للهلاك في الآخرة و لذلك أمر بتجنّب مرعاه: أى رعيه أو محلّ رعيه و هو الدنيا. الثاني: قلعتها و عدم القرار بها أنفع من الطمأنينة إليها لما يستلزمه من الشقاوة في الآخرة بمحبّتها و السكون إليها. الثالث: أنّ الاقتصار على البلغة من العيش فيها أزكى من الثروة بها لما تستلزمه من الثروة بها من الشقاء الاخروىّ. فالاقتصار على القدر الضروريّ منها أطهر و أسلم من غوائلها. الرابع: حكم بالفاقة على مكثرها. أمّا فيها فلأنّ كلّ زيادة منها موجبة للحاجة إلى أخرى فلذلك كان أكثر الناس حاجة فيها الملوك ثمّ من دونهم على اختلاف درجاتهم فيها، و أمّا في الآخرة فلفقر المكثر فيها المشتغل بها من ملكات الخير و الفضائل. الخامس: أنّ من غنى عنها بزهده فيها اعين من اللّه بالراحة منها. السادس: أنّ من أعجبته زينتها فأنصب إليها عمى عمّا فيها من العبر عمّا وراءها من أحوال الآخرة، و استعار لفظ الكمه للمعقول من عمى البصيرة عن الاعتبار لأنّ ذلك أشدّ من العمى كما قال تعالى فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ«». السابع: أنّ من اتّخذ محبّتها شعارا ملأت قلبه هموما و غموما و أحزانا على ما لم يحصل منها بطلبه، و على ما فات منها بالأسف عليه. و استعار لفظ الرقص لتعاقب تلك الأحزان و الهموم، و اضطرابها في قلبه إلى غايه الأخذ بكظمه، و كنّى به عن الموت، و بإلقائه بالفضاء عن دفنه. و منقطعا و هيّنا حالان.

و الفائدة الثانية. أنّه أرشد إلى صفات المؤمن في صحبة الدنيا:

إحداها: أنّه إنّما ينظر إليها بعين الاعتبار ليحصل منها عبرة، و ذلك هو الّذي خلق لأجله. الثانية: و يقتات منها ببطن الاضطرار. و كنّى به عن كونه لا يتناول منها إلّا بلغته و مقدار ضرورته. الثالثة: و يسمع فيها باذن المقت و الإبغاض. و كنّى به عن بغضه لها فهو لا يسمع ما تمدح به، بل معايبها. و قوله: إن قيل أثرى. إلى قوله: الفناء. أراد أنّ الإنسان فيها منغّص اللذّة مكدّر العيشة بينا هو مثر إذ لحقه الإكداء و الفقر، و فرح ببقاء حبيب إذ لحقه الحزن عليه. و هذا الكلام لاحق بالفائدة الاولى في وصف حال الإنسان في الدنيا و من تمامه، و وصف المؤمن هنا اعتراض. و قوله هذا و لم يأتهم: أي هذا البلاء و لم يأت الناس يوم القيامة الّذي لشدّة هوله ييأسون فيه من الرحمة. و الفائدة الثانية. أنّه أرشد إلى صفات المؤمن في صحبة الدنيا:

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 421 - 423)

إحداها: أنّه إنّما ينظر إليها بعين الاعتبار ليحصل منها عبرة، و ذلك هو الّذي خلق لأجله. الثانية: و يقتات منها ببطن الاضطرار. و كنّى به عن كونه لا يتناول منها إلّا بلغته و مقدار ضرورته. الثالثة: و يسمع فيها باذن المقت و الإبغاض. و كنّى به عن بغضه لها فهو لا يسمع ما تمدح به، بل معايبها. و قوله: إن قيل أثرى. إلى قوله: الفناء. أراد أنّ الإنسان فيها منغّص اللذّة مكدّر العيشة بينا هو مثر إذ لحقه الإكداء و الفقر، و فرح ببقاء حبيب إذ لحقه الحزن عليه. و هذا الكلام لاحق بالفائدة الاولى في وصف حال الإنسان في الدنيا و من تمامه، و وصف المؤمن هنا اعتراض. و قوله هذا و لم يأتهم: أي هذا البلاء و لم يأت الناس يوم القيامة الّذي لشدّة هوله ييأسون فيه من الرحمة.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 421 - 423)

ترجمه شرح ابن میثم

348- امام (ع) فرمود:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ- فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ قُلْعَتُهَا أَحْظَى مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا- وَ بُلْغَتُهَا أَزْكَى مِنْ ثَرْوَتِهَا- حُكِمَ عَلَى مُكْثِرٍ بِهَا بِالْفَاقَةِ- وَ أُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ- مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَيْهِ كَمَهاً- وَ مَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمِيرَهُ أَشْجَاناً- لَهُنَّ رَقْصٌ عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ- هَمٌّ يَشْغَلُهُ وَ غَمٌّ يَحْزُنُهُ- كَذَلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ فَيُلْقَى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ- هَيِّناً عَلَى اللَّهِ فَنَاؤُهُ وَ عَلَى الْإِخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ- وَ إِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ- وَ يَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الِاضْطِرَارِ- وَ يَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَ الْإِبْغَاضِ- إِنْ قِيلَ أَثْرَى قِيلَ أَكْدَى- وَ إِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ- هَذَا وَ لَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ

لغات

قلعه: كوچ كردن حظوة: سود، منفعت راقه: باعث شگفت شد، او را خيره كرد كمه: كورى مادرزاد اشجان: گرفتاريهاى مهم رقص: جوشش، نگرانى ابهران: دو رگ مربوط به قلب اكدى: كم فايده ابلاس: نوميدى از رحمت

ترجمه

«اى مردم كالاى دنيا گياه خشك و وباآور است، پس دورى كنيد از چرا گاهى كه رفتن از آنجا سودمندتر از ماندن در آن جاست، و اندك خوراكى آن پاكيزه تر از دارايى آن است، و براى هر كه دارايى زياد در دنيا جمع كند، تنگدستى مقرر شده، و هر كه بى نياز از آن باشد، كمك به آسايش او شده است و چشمان كسى را كه زينت دنيا خيره اش كرده كور مادر زاد ساخته است و هر كس دوستى آن را پيشه كند، خاطرش را پريشان سازد، كه آن پريشانيها اعماق قلبش را بيازارد، هدفى او را به حدى غمگين سازد كه راه خشم او را گرفته، و او را در بيابانى اندازد در حالى كه رگهاى دلش قطع شده و بر خدا نابودى اش و بر يارانش انداختن او آسان مى باشد. مؤمن با چشم عبرت به دنيا مى نگرد، و به اندازه نيازمندى شكم، غذا به دست مى آورد، و با گوش خشم و دشمنى مى شنود، اگر گفته شود كه فلانى بى نياز شد، گفته مى شود فقير شد و اگر به هستى اش شاد باشند به نيستى اش غمگين شوند اين است حال انسان در دنيا، در حالى كه هنوز نيامده است آن روزى كه نااميد مى گردند».

شرح

در اين بخش از سخنان امام (ع) دو فايده است: يكى آن كه امام به وسيله چند چيز از دنيا بر حذر داشته است: 1- كالاى دنيا گياهى خشك و وباآور، يعنى كشنده است، كلمه: «حطام» را براى كالاى دنيا- به دليل زودگذر بودن و بى فايده بودنش- استعاره آورده است، همان طورى كه خداى متعال فرموده است: إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ«» و وباآور بودنش، مستلزم آن است كه اندوختن و توجه به گرد آوردن آن، باعث هلاكت اخروى شود، و از اين رو امام دستور به دور شدن از آن يعنى از چريدن و يا محل چراندن (دنيا) فرموده است.

2- رفتن و كوچ كردن از آنجا مفيدتر از ماندن است، به دليل اين كه لازمه دل بستن و آرامش در آن، شقاوت و بدبختى در آخرت است.

3- اكتفا كردن بر اندك خوراكى از زندگى دنيا، پاكيزه تر از دارايى است، از آن رو كه مالدارى در دنيا باعث بدبختى در آخرت است. پس اكتفا كردن به مقدار ضرورت پاكتر و سالمتر است تا گرفتاريهاى آن.

4- براى آن كه در دنيا دارايى زياد جمع كند، تنگدستى مقرّر شده است- امّا در دنيا چنين است، زيرا هر زيادتى در دنيا نياز به ديگرى را مى طلبد، از اين رو است كه بيشترين نياز را در دنيا سلاطين دارند و بعد از آنها پايين تر از ايشان با اختلاف درجه مالدارى در دنيا، و اما در آخرت، بيچاره است، چون كسى كه در دنيا دارايى زيادى داشته به جاى صفات نيك و فضايل، سرگرم به مال و دارايى بوده است.

5- و هر كه با زهد و كناره گيرى از دنيا، بى نيازى از آن پيدا كند، از طرف خداوند به آسايشش كمك شده است.

6- براستى كسى را كه زينت دنيا به خود جلب كرده و در نتيجه دلباخته دنيا شده، دنيا او را نسبت به عالم بعد يعنى احوال آخرت كور مادرزاد نموده است.

كلمه: كمه (كور مادر زاد) را براى نابينايى عقلى و عدم بصيرت نسبت به عبرت گرفتن از دنيا استعاره آورده است، زيرا اين حالت از كورى چشم بدتر است، همان طورى كه خداى متعال فرموده است: أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ«» 7- و هر كه دوستى دنيا را پيشه كند، قلبش، پر از غم و اندوه و پريشانى گردد، به خاطر آن چيزهايى كه نتوانسته به دست آورد، و يا از دستش رفته است.

كلمه رقص (زير و رو شدن) را براى پشت سرهم آمدن غمها و پريشانيها و نگرانيها تا آنجا كه قلبش را فرا گيرد، استعاره آورده است، و اين كنايه است از مردن، و در بيابان انداختن كنايه است از دفن كردن او. و كلمات: منقطعا و هيّنا حال مى باشند.

فايده دوّم- آن است كه امام (ع) ويژگيهاى مؤمن را در ارتباط با دنيا بيان كرده است: 1- مؤمن به چشم عبرت به دنيا مى نگرد تا از آن پند گيرد، و اين همان هدفى است كه براى آن آفريده شده است.

2- و از دنيا به اندازه قوت لازم و ضرورت بسنده مى كند، كنايه از اين كه جز به مقدار حاجت و ضرورت از خوردنيهاى دنيا نمى خورد.

3- با گوش خشم و دشمنى مى شنود، كنايه از دشمنى با دنياست كه به مدح دنيا گوش فرا نمى دهد بلكه عيبهاى او را مى شنود.

مقصود از جمله ان قيل اثرى... الفناء آن است كه انسان در دنيا ناكام و تيره روز است با اين كه چيزدار است چون به دنبال آن تنگدستى و بى چيزى است، و اگر به هستى دوستى، دلخوش است، اندوهى به دنبال دارد. و اين مطلب در وصف حالت انسان در دنيا مربوط به فايده أوّل و مكمّل است و صفت مؤمن در اينجا معترضه است.

و عبارت: هذا و لم يأتهم يعنى: اين گرفتارى [در دنيا] براى آنها است با اين كه هنوز روز قيامت نيامده روزى كه از سختى عذابش آنان از رحمت خدا نااميد مى گردند.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 713 - 716)

شرح مرحوم مغنیه

366- يا أيّها النّاس متاع الدّنيا حطام موبى ء فتجنّبوا مرعاه. قلعتها أحظى من طمأنينتها، و بلغتها أزكى من ثروتها. حكم على مكثر بها بالفاقة و أعين من غني عنها بالرّاحة. و من راقه زبرجها أعقبت ناظريه كمها. و من استشعر الشّغف بها ملأت ضميره أشجانا لهنّ رقص على سويداء قلبه همّ يشغله و همّ يحزنه، كذلك حتّى يؤخذ بكظمه فيلقى بالقضاء، منقطعا أبهراه هيّنا على اللّه فناؤه و على الإخوان إلقاؤه، و إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الاعتبار. و يقتات منها ببطن الاضطرار. و يسمع فيها بأذن المقت و الإبغاض. إن قيل أثرى قيل أكدى. و إن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء. هذا و لم يأتهم يوم فيه يبلسون.

المعنى

الحطام: ما يتكسر من اليابس، و موبى ء: من الوباء أي المرض العام، و القلعة- بضم القاف- الرحلة، يقال: هذا منزل قلعة أي هو للرحيل لا للبقاء، و أحظى: أسعد، و البلغة: الكفاف، و المكثر: الغني، و الفاقة: الفقر، و غني عنها استغنى عما زاد على الكفاف، وراقه: أعجبه، و الزبرج: الزينة، و الكمه: العمى منذ الولادة، و المراد بالرقص هنا الحركة، و سويداء القلب حبته و قوامه، و الكظم: مخرج النفس، و الأبهران: عرقان متصلان بالقلب و منهما تتشعب كل الشرايين، و إلقاؤه: طرحه في القبر، و بطن الاضطرار: يعطي البطن على قدر الضرورة، و أثرى: استغنى، و أكدى: بخل في العطاء، و يبلسون: ييأسون. عاد الإمام الى الدنيا و شرها و غدرها، و إثمها و سمها، و بطشها و فتكها، و هدف الإمام التأكيد على ان الدنيا لا تطلب لذاتها، بل كوسيلة الى الآخرة، و ان الانسان خلق لهذا لا لتلك.. و لكن ما هو السبيل الذي يجعل الانسان ينظر الى الدنيا كوسيلة لا غاية. و لا جواب عند الإمام إلا الواقع فهو بطبعه يدعو الانسان و يفرض عليه أن ينظر من خلاله الى كل شي ء. و اذا سأله مرة ثانية: و أي شي ء يلزم الانسان بذلك كرر الجواب بحروفه حيث لا شي ء عند الإمام إلا الواقع، و يطلب من الناس أن يكونوا على طرازه، و هم يأبون إلا العيش في عالم آخر، و لا يستجيبون لدعوته، و يصر هو عليها، و لهذا الإصرار اغتالوه غيظا و حنقا.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج 4، ص 428 و 429)

شرح شیخ عباس قمی

شرح منهاج البراعة خویی

(352) و قال عليه السّلام: [يا] أيّها النّاس، متاع الدّنيا حطام موبى ءٌ فتجنّبوا مرعاه، قلعتها أحظى من طمأنينتها، و بلغتها أزكى من ثروتها حكم على مكثريها بالفاقة، و أعين من غنى عنها بالرّاحة، و من راقه زبرجها أعقبت ناظريه كمها، و من استشعر الشّعف بها ملأت ضميره أشجانا، لهنّ رقص على سويداء قلبه، همّ يشغله، و همّ يحزنه، كذلك حتّى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء، منقطعا أبهراه، هيّنا على اللَّه فناؤه و على الإخوان إلقاؤه، و إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار و يقتات منها ببطن الاضطرار، و يسمع فيها بأذن المقت و الإبغاض إن قيل أثرى قيل أكدى، و إن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء، هذا و لم يأتهم يوم فيه يبلسون.

اللغة

(الحطام): ما تكسّر من الحشيش و اليبس. (موبي ء): محدث للوباء، و هو مرض مهلك معروف. (مرعى): بقعة ترعى فيه الماشية كقولك: مأسدة أي فيه الأسد (القلعة): الرحلة و الانخلاع. (الحظوة): المنفعة و اللّذة (البلغة): ما يتبلغ به من القوت (الثروة): اليسار و الغنى (راقه): أعجبه (الزبرج): الزينة (الكمه) العمى الشديد و قيل: العمى خلقة. (الشغف): الحبّ النافذ في القلب. (الأشجان) الأحزان و العوارض المولمة. (الرقص) بفتح القاف: الغليان و الحركة و الاضطراب (الكظم) بفتح الظاء مجرى النفس (الابهران): عرقان متّصلان بالقلب (أكدى): قلّ خيره (الابلاس): اليأس من الرحمة.

الاعراب

موبى ء: من أوبى يوبى صفة لحطام. أحظى وصف تفضيل: خبر لقوله: قلعتها كمها مفعول ثان لقوله: أعقبت و فاعله ضمير مستتر راجع إلى الدّنيا، همّ خبر لمبتدأ محذوف أي هي همّ و جملة يحزنه صفة له. منقطعا حال من الضمير في قوله: يلقى نائب مناب الفاعل و أبهراه مفعول لقوله: منقطعا، و هيّنا حال بعد حال. أثرى فعل من باب الافعال و فاعله ضمير مستتر يرجع إلى الموصول في قوله: من استشعر و كذا قوله أكدى، فرح مبني للمفعول و له نائب عن فاعل، و حزن مبنى للمفعول و عليه نائب مناب فاعله.

المعنى

قد نبّه عليه السّلام على أنّ متاع الدّنيا سواء كان مالا أو جمالا أو جاها موجب لتعرّض النفس الانسانية بمرض مهلك و هو حبّ الدّنيا، و حبّ الدنيا للرّوح كالوباء للجسم قلّما ينجو منه المبتلى به، و يصعب البرء عنه، فالأولى الاجتناب عنه رأسا و الانخلاع عنه و عدم التملك منه إلّا بمقدار الضّرورة و رفع الحاجة الماسّة.

ثمّ نبّه على أنّ الاكثار من حطام الدنيا ليس موجبا لرفع الفاقة و الحاجة بل موجد للفاقة و مزيد الاحتياج إلى حفظه و تنميته.

قال الشارح المعتزلي: و إنّما حكم على مكثريه بالفاقة و الفقر لأنّهم لا ينتهون إلى حدّ من الثروة و المال إلّا و جدّوا و اجتهدوا و حرصوا في طلب الزيادة عليه، فهم في كلّ أحوالهم فقراء إلى تحصيل المال كما أنّ من لا مال له أصلا يجدّ و يجتهد في تحصيل المال، بل ربما كان جدّهم و حرصهم على ذلك أعظم من كدح الفقير و حرصه.

فمن غني عن متاع الدّنيا أى ترك ما لا ضرورة له به فقد استراح من كثير من الكدّ و الهمّ، و لكن من أحبّه من صميم قلبه و نظر إليه كمحبوب بالذات يملأ ضميره من الأشجان و الهموم التي ترقص دائما على صفحة فؤاده، و تسلب عنه الراحة و السكون في كل أوقاته، و يعروه همّ نافذ في القلب يسدّ عليه التّنفس و يطيره في الفضاء حتّى يلقى هالكا يقطع عروق قلبه أي يسلب عن قلبه التعلّق بالعلم و العمل الاخروى.

و كأنّه مقتبس من قوله تعالى: «حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي»- 31- الحجّ» و قد سقط عن عين عناية اللَّه فيهون عليه فناؤه و عن عين الاخوان المؤمنين فيهون عليهم إلقاؤه في هذه المهلكة.

و لكن المؤمن يتوجّه إلى الدّنيا باعتبار أنّها توجب العبرة و تدفع الاضطرار في المعيشة و إدامة الحياة، فلا يأخذ منها إلّا مقدار القوت، و لا يسمع رنينها الفتانة إلّا بالبغض، لأنّ من أحبّها ذا أثرى و حصل متاعها قلّ خيره و اشتدّ فقره، و إن سرّ أصدقاؤه بلقائه لم يلبثو أن يحزنوا بموته و فنائه، و ان له يوم الابلاس و الافلاس من رحمة اللَّه.

الترجمة

أيا مردم، كالاى دنيا هر چه باشد خرده گياه خشكيده و وباء خيزيست خود را از چراگاه آن بر كنار داريد، دل كندن از آن لذت بخش تر است از دلدادن بدان و قوت زيستن آن دلنشين تر است از ثروت و انباشتن آن، هر كس بسيارش بدست آورد محكوم بنيازمندي شود، و هر كس از آن بى نيازي گزيد باستراحت خود كمك گرفته، هر كه را زيورش دل ربود دو چشمش را بدنبال كورى مادرزاد و عميق سپرد و هر كس عشقش بدل گرفت درون خود را پر از غمهاى متلاطم ساخت كه بر صفحه قلبش رقصانند، دچار اندوهى پيوسته شود كه نفس را بگيرد و بپرتگاهى او را بپراند و رگهاى دلش را بگسلاند، نابوديش در نظر خداوند آسان آيد، و به پرتگاه افتادنش نزد و دوستانش سهل و بي أهميت جلوه گر شود، و كسى بر هلاكتش أفسوس نخورد همانا مؤمن دنيا را بديده عبرت انگيز نگرد، و باندازه رفع ضرورت قوت از آن بخورد، آهنك دلرباى آنرا با گوش دشمنى و بغض نيوشد، دوست دنيا را تا گويند كه توانگر شد گويند بي خير و بينوا گرديد، و تا وجودش را مسرت بخش يابيد از مرگش بايست گريه كرد و ناليد، با اين حال هنوز روز بدبختي و نوميدى آنان نرسيده و در انتظار آنها است.

  • كالاى جهان حطام تب خيز وبا استبر صاحب خود غم است و اندوه و بلا است
  • دوري كن از اين چراگه زهر آلوددل بر كن و آسوده زى و بى تش و دود
  • هر كس كه غني تر است محتاج تر استآسوده تر آن كس كه ز دنيا بدر است
  • هر ديده كه از زيور آن شد روشندر عاقبتش كوري آن مستيقن
  • هر كس كه بدان عاشق و دلباخته شدصد كوره غم در دل او ساخته شد
  • غمها همه در صفحه قلبش رقصاناندوه بر آرد نفسش در خفقان
  • پرتاب شود چنانكه برّد دو رگشاز قلب برآيدش جان ز لبش
  • از ديده حق سهل بود نابوديشوز ديده خلق سرنگون بودن و ريش
  • مؤمن بجهان ز چشم عبرت نگردجز رفع ضرورتى از آن برنبرد
  • آهنگ جهان گوش خراش است بر اونه سور و نه كاسه و نه آش است بر او

( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 448 - 451)

شرح لاهیجی

(401) و قال (- ع- ) يا ايّها النّاس متاع الدّنيا حطام موبئى فتجنّبوا مرعاة قلعتها احظى من طمأنينتها و بلغتها ازكى من ثروتها حكم على مكثريها بالفاقة و اعين من غنى عنها بالرّاحة من راعه زبرجها اعقبت ناظر به كمها و من استشعر الشّعف بها ملأت ضميره اشجانا لهنّ رقص على سويداء قلبه همّ يشغله و همّ يحزنه كذلك حتّى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء منقطعا ابهراه هيّنا على اللّه فنائه و على الاخوان القائه يعنى و گفت (- ع- ) متاع دنيا و دولت دنيا شكننده لذّات اخرتست و وباء و طاعون آورنده است در اخرت پس دورى كنيد چرا گاهى را كه بر كندن از ان سودمندتر است از ارام گرفتن در ان و معيشت بقدر كفاف ان پاك تر است از مال و دولت بسيار ان حكم كرده شده است بر بسيار گرداننده ان بفقر و احتياج در اخرت و يارى كرده شده است بكسى كه بى نياز شد از ان براحت داشتن در اخرت كسى را كه خوش ايد زيب و زينت دنيا در عقب در ارد دنيا هر دو چشم او را كورى اصلى باطنى و كسى كه بگرداند محبّت بدنيا را شعار خود برگرداند دنيا دل او را اندوههائى كه باشد از جهة انها اضطراب و جوششى در دانه دل او كه عزم كند بكارى كه مشغول سازد او را و عزم كند بكارى كه محزون سازد او را بر چنان حالت باقى باشد تا اين كه گرفته شود مجراى نفس او پس انداخته شود در فضاء قبر در حالتى كه بريده گردد دو رگ شريان او بسبب مرگ باسانى باشد بر خداى (- تعالى- ) نيست گردانيدن او و بر برادرانش انداختن او در گور او

( . شرح نهج البلاغه نواب لاهیجی، ص 324)

(402) و انّما ينظر المؤمن الى الدّنيا بعين الاعتبار و يقتات منها ببطن الاضطرار و يسمع فيها باذن المقت و الابقاض ان قيل اثرى قيل اكدى و ان فرح له بالبقاء حزن له بالفناء هذا و لم يأتهم يوم فيه يبلسون و نگاه نمى كند مؤمن بسوى دنيا مگر بچشم عبرت گرفتن و قوت و روزى بر مى دارد بقدر اضطرار و احتياج شكم و مى شود سخنان متعلّقه بدنيا را بگوش غضب و دشمنى داشتن اگر گفته شود از براى دوستدار دنيا كه مال دار است گفته شود كه گدا و مسكين است در حقيقت و اگر شاد شود از براى او بسبب باقى بودن او در دنيا اندوه داشته شود از براى او بسبب نيستى و مرگ او اينست وصف اهل دنيا و حال آن كه نيامده است ايشان را روزى كه در ان مأيوس باشند از رحمت خدا

( . شرح نهج البلاغه نواب لاهیجی، ص 324)

شرح ابن ابی الحدید

373: أَيُّهَا النَّاسُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ- فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاةً قُلْعَتُهَا أَحْظَى مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا- وَ بُلْغَتُهَا أَزْكَى مِنْ ثَرْوَتِهَا- حُكِمَ عَلَى مُكْثِرِيهَا بِالْفَاقَةِ- وَ أُغْنِيَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ- مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَيْهِ كَمَهاً- وَ مَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ بِهَا مَلَأَتْ ضَمِيرَهُ أَشْجَاناً- لَهُنَّ رَقْصٌ عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ- هَمٌّ يَشْغَلُهُ وَ غَمٌّ يَحْزُنُهُ- حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ فَيُلْقَى بِالْفَضَاءِ مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ- هَيِّناً عَلَى اللَّهِ فَنَاؤُهُ وَ عَلَى الْإِخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ- وَ إِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الِاعْتِبَارِ- وَ يَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الِاضْطِرَارِ- وَ يَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَ الْإِبْغَاضِ- إِنْ قِيلَ أَثْرَى قِيلَ أَكْدَى- وَ إِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ- هَذَا وَ لَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ متاع الدنيا أموالها و قنيانها- . و الحطام ما تكسر من الحشيش و اليبس- و شبه متاع الدنيا بذلك لحقارته- . و موبئ محدث للوباء و هو المرض العام- . و مرعاة بقعة ترعى- كقولك مأسدة فيها الأسد و محياة فيها الحيات- . و قلعتها بسكون اللام- خير من طمأنينتها- أي كون الإنسان فيها منزعجا متهيئا

للرحيل عنها- خير له من أن يكون ساكنا إليها مطمئنا بالمقام فيها- . و البلغة ما يتبلغ به و الثروة اليسار و الغنى- و إنما حكم على مكثريها بالفاقة و الفقر- لأنهم لا ينتهون إلى حد من الثروة و المال- إلا و جدوا و اجتهدوا- و حرصوا في طلب الزيادة عليه- فهم في كل أحوالهم فقراء إلى تحصيل المال- كما أن من لا مال له أصلا- يجد و يجتهد في تحصيل المال- بل ربما كان جدهم و حرصهم على ذلك- أعظم من كدح الفقير و حرصه- و روي و أعين من غني عنها- و من رواه أغنى أي أغنى الله- من غني عنها و زهد فيها- بالراحة و خلو البال و عدم الهم و الغم- . و الزبرج الزينة و راقه أعجبه- . و الكمه العمى الشديد و قيل هو أن يولد أعمى- . و الأشجان الأحزان- . و الرقص بفتح القاف- الاضطراب و الغليان و الحركة- . و الكظم بفتح الظاء مجرى النفس- . و الأبهران عرقان متصلان بالقلب- و يقال للميت قد انقطع أبهراه- . قوله و إنما ينظر المؤمن- إخبار في الصورة و أمر في المعنى- أي لينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار- و ليأكل منها ببطن الاضطرار- أي قدر الضرورة لا احتكار أو استكثار- و ليسمع حديثها بأذن المقت و البغض- أي ليتخذها عدوا قد صاحبه في طريق- فليأخذ حذره منه جهده و طاقته- و ليسمع كلامه و حديثه لا استماع مصغ و محب وامق- بل استماع مبغض محترز من غائلته- .

ثم عاد إلى وصف الدنيا و طالبها فقال- إن قيل أثرى قيل أكدى و فاعل أثرى- هو الضمير العائد إلى من استشعر الشغف بها- يقول بينا يقال أثرى قيل افتقر- لأن هذه صفة الدنيا في تقلبها بأهلها- و إن فرح له بالحياة و دوامها قيل مات و عدم- هذا و لم يأتهم يوم القيامة يوم هم فيه مبلسون- أبلس الرجل يبلس إبلاسا أي قنط و يئس- و اللفظ من لفظات الكتاب العزيز

نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا و صروفها

و قد ذكرنا من حال الدنيا و صروفها- و غدرها بأهلها فيما تقدم أبوابا كثيرة نافعة- . و نحن نذكر هاهنا زيادة على ذلك- . فمن كلام بعض الحكماء- ويل لصاحب الدنيا كيف يموت و يتركها- و تغره و يأمنها و تخذله و يثق بها- ويل للمغترين كيف أرتهم ما يكرهون- و فاتهم ما يحبون و جاءهم ما يوعدون- ويل لمن الدنيا همه و الخطايا عمله- كيف يفتضح غدا بذنبه- . و

روى أنس قال كانت ناقة رسول الله ص العضباء لا تسبق- فجاء أعرابي بناقة له فسبقها- فشق ذلك على المسلمين فقال رسول الله ص- حق على الله ألا يرفع في الدنيا شيئا إلا وضعه

- . و قال بعض الحكماء- من ذا الذي يبني على موج البحر دارا- تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا- .

و قيل لحكيم- علمنا عملا واحدا إذا عملناه أحبنا الله عليه- فقال أبغضوا الدنيا يحببكم الله- . و

قال أبو الدرداء قال رسول الله ص لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا- و لهانت عليكم الدنيا و لآثرتم الآخرة

- . ثم قال أبو الدرداء من قبل نفسه- أيها الناس لو تعلمون ما أعلم- لخرجتم إلى الصعدات تبكون على أنفسكم- و لتركتم أموالكم لا حارس لها- و لا راجع إليها إلا ما لا بد لكم منه- و لكن غاب عن قلوبكم ذكر الآخرة- و حضرها الأمل فصارت الدنيا أملك بأعمالكم- و صرتم كالذين لا يعلمون- فبعضكم شر من البهائم التي لا تدع هواها- ما لكم لا تحابون و لا تناصحون في أموركم- و أنتم إخوان على دين واحد- ما فرق بين أهوائكم إلا خبث سرائركم- و لو اجتمعتم على البر لتحاببتم- ما لكم لا تناصحون في أموركم- ما هذا إلا من قلة الإيمان في قلوبكم- و لو كنتم توقنون بأمر الآخرة كما توقنون بالدنيا- لآثرتم طلب الآخرة- فإن قلت حب العاجلة غالب- فإنا نراكم تدعون العاجل من الدنيا للأجل منها- ما لكم تفرحون باليسير من الدنيا- و تحزنون على اليسير منها بفوتكم- حتى يتبين ذلك في وجوهكم و يظهر على ألسنتكم- و تسمونها المصائب و تقيمون فيها المآتم- و عامتكم قد تركوا كثيرا من دينهم- ثم لا يتبين ذلك في وجوههم- و لا تتغير حال بهم يلقى بعضهم بعضا بالمسرة- و يكره كل منكم أن يستقبل صاحبه بما يكره- مخافة أن يستقبله صاحبه بمثله- فاصطحبتم على الغل و بنيتم مراعيكم على الدمن- و تصافيتم على رفض الأجل- أراحني الله منكم و ألحقني بمن أحب رؤيته- . و قال حكيم لأصحابه- ارضوا بدنئ الدنيا مع سلامة الدين- كما رضي أهل الدنيا بدنئ الدين مع سلامة الدنيا- .

و قيل في معناه-

أرى رجالا بأدنى الدين قد قنعوا و لا أراهم رضوا في العيش بالدون

فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما

استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

- . و في الحديث المرفوع لتأتينكم بعدي دنيا تأكل إيمانكم- كما تأكل النار الحطب

- . و قال الحسن رحمه الله- أدركت أقواما كانت الدنيا عندهم وديعة- فأدوها إلى من ائتمنهم عليها- ثم ركضوا خفافا- . و قال أيضا من نافسك في دينك فنافسه- و من نافسك في دنياك فألقها في نحره- . و قال الفضيل طالت فكرتي في هذه الآية- إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها- لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا- وَ إِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً- . و من كلام بعض الحكماء- لن تصبح في شي ء من الدنيا- إلا و قد كان له أهل قبلك- و يكون له أهل من بعدك- و ليس لك من الدنيا إلا عشاء ليلة و غداء يوم- فلا تهلك نفسك في أكلة- و صم عن الدنيا و أفطر على الآخرة- فإن رأس مال الدنيا الهوى و ربحها النار- . و قيل لبعض الرهبان كيف ترى الدهر- قال يخلق الأبدان و يجدد الآمال- و يقرب المنية و يباعد الأمنية- قيل فما حال أهله- قال من ظفر به تعب و من فاته اكتأب- . و من هذا المعنى قول الشاعر-

و من يحمد الدنيا لعيش يسره فسوف لعمري عن قليل يلومها

إذا أدبرت كانت على المرء حسرة و إن أقبلت كانت كثيرا همومها

- . و قال بعض الحكماء- كانت الدنيا و لم أكن فيها- و تذهب الدنيا و لا أكون فيها- و لست أسكن إليها- فإن عيشها نكد و صفوها كدر- و أهلها منها على وجل- إما بنعمة زائلة أو ببلية نازلة أو ميتة قاضية- . و قال بعضهم- من عيب الدنيا أنها لا تعطي أحدا ما يستحق- إما أن تزيد له و إما أن تنقص- . و قال سفيان الثوري- أ ما ترون النعم كأنها مغضوب عليها- قد وضعت في غير أهلها- . و قال يحيى بن معاذ الدنيا حانوت الشيطان- فلا تسرق من حانوته شيئا- فإنه يجي ء في طلبك حتى يأخذك- . و قال الفضيل- لو كانت الدنيا من ذهب يفنى- و الآخرة من خزف يبقى- لكان ينبغي لنا أن نختار خزفا يبقى على ذهب يفنى- فكيف و قد اخترنا خزفا يفنى على ذهب يبقى- . و قال بعضهم- ما أصبح أحد في الدنيا إلا و هو ضيف- و لا شبهة في أن الضيف مرتحل- و ما أصبح ذو مال فيها إلا و ماله عارية عنده- و لا ريب أن العارية مردودة- . و مثل هذا قول الشاعر-

و ما المال و الأهلون إلا وديعة و لا بد يوما أن ترد الودائع

- . و قيل لإبراهيم بن أدهم كيف أنت- فأنشد

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى و لا ما نرقع

و زار رابعة العدوية أصحابها- فذكروا الدنيا فأقبلوا على ذمها- فقالت اسكتوا عن ذكرها و كفوا- فلو لا موقعها في قلوبكم ما أكثرتم من ذكرها- إن من أحب شيئا أكثر من ذكره- . و قال مطرف بن الشخير- لا تنظروا إلى خفض عيش الملوك و لين رياشهم- و لكن انظروا إلى سرعة ظعنهم و سوء منقلبهم- . قال الشاعر

أرى طالب الدنيا و إن طال عمره و نال من الدنيا سرورا و أنعما

كبان بنى بنيانه فأقامه

فلما استوى ما قد بناه تهدما

- . و قال أبو العتاهية-

تعالى الله يا سلم بن عمرو أذل الحرص أعناق الرجال

هب الدنيا تساق إليك عفوا

أ ليس مصير ذلك إلى الزوال

و ما دنياك إلا مثل في ء أظلك ثم آذن بانتقال

- . و قال بعضهم الدنيا جيفة- فمن أراد منها شيئا فليصبر على معاشرة الكلاب- . و قال أبو أمامة الباهلي- لما بعث الله محمدا ص- أتت إبليس جنوده و قالوا- قد بعث نبي و جدت ملة و أمة- فقال كيف حالهم أ يحبون الدنيا قالوا نعم- قال إن كانوا يحبونها فلا أبالي ألا يعبدوا الأصنام- فإنما أغدو عليهم و أروح بثلاث- أخذ المال من غير حقه- و إنفاقه في غير حقه و إمساكه عن حقه- و الشر كله لهذه الثلاث تبع- . و كان مالك بن دينار يقول- اتقوا السحارة فإنها تسحر قلوب العلماء يعني الدنيا- .

و قال أبو سليمان الرازي- إذا كانت الآخرة في القلب جاءت الدنيا فزاحمتها- و إذا كانت الدنيا في القلب لم تزاحمها الآخرة- لأن الآخرة كريمة و الدنيا لئيمة- . و قال مالك بن دينار- بقدر ما تحزن للدنيا يخرج هم الآخرة من قلبك- و بقدر ما تحزن للآخرة يخرج هم الدنيا من قلبك- و هذا مقتبس

من قول أمير المؤمنين ع الدنيا و الآخرة ضرتان- فبقدر ما ترضي إحداهما تسخط الأخرى

- . و قال الشاعر

يا خاطب الدنيا إلى نفسها تنح عن خطبتها تسلم

إن التي تخطب غدارة

قريبة العرس من المأتم

- . و قالوا لو وصفت الدنيا نفسها- لما قالت أحسن من قول أبي نواس فيها-

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق

- . و من كلام الشافعي يعظ أخا له- يا أخي إن الدنيا دحض مزلة و دار مذلة- عمرانها إلى الخراب سائر- و ساكنها إلى القبور زائر- شملها على الفرقة موقوف- و غناها إلى الفقر مصروف- الإكثار فيها إعسار و الإعسار فيها يسار- فافزع إلى الله و ارض برزق الله- و لا تستسلف من دار بقائك في دار فنائك- فإن عيشك في ء زائل و جدار مائل- أكثر من عملك و أقصر من أملك- . و قال إبراهيم بن أدهم لرجل- أ درهم في المنام أحب إليك أم دينار في اليقظة- فقال دينار في اليقظة- فقال كذبت إن الذي تحبه في الدنيا- فكأنك تحبه في المنام- و الذي تحبه في الآخرة فكأنك تحبه في اليقظة- . و قال بعض الحكماء- من فرح قلبه بشي ء من الدنيا فقد أخطأ الحكمة- و من

جعل شهوته تحت قدميه فرق الشيطان من ظله- و من غلب علمه هواه فهو الغالب- . و قال بعضهم- الدنيا تبغض إلينا نفسها و نحن نحبها- فكيف لو تحببت إلينا- . و قال بعضهم الدنيا دار خراب- و أخرب منها قلب من يعمرها- و الجنة دار عمران و أعمر منها قلب من يطلبها- . و قال يحيى بن معاذ العقلاء ثلاثة- من ترك الدنيا قبل أن تتركه- و بنى قبره قبل أن يدخله- و أرضى خالقه قبل أن يلقاه- . و قال بعضهم- من أراد أن يستغني عن الدنيا بالدنيا- كان كمطفئ النار بالتبن- . و من كلام بعض فصحاء الزهاد- أيها الناس اعملوا في مهل- و كونوا من الله على وجل- و لا تغتروا بالأمل و نسيان الأجل- و لا تركنوا إلى الدنيا- فإنها غدارة غرارة خداعة- قد تزخرفت لكم بغرورها- و فتنتكم بأمانيها و تزينت لخطابها- فأضحت كالعروس المتجلية- العيون إليها ناظرة- و القلوب عليها عاكفة و النفوس لها عاشقة- فكم من عاشق لها قتلت- و مطمئن إليها خذلت- فانظروا إليها بعين الحقيقة- فإنها دار كثرت بوائقها و ذمها خالقها- جديدها يبلى و ملكها يفنى- و عزيزها يذل و كثيرها يقل- و حيها يموت و خيرها يفوت- فاستيقظوا من غفلتكم- و انتبهوا من رقدتكم قبل أن يقال- فلان عليل و مدنف ثقيل- فهل على الدواء من دليل- و هل إلى الطبيب من سبيل- فتدعى لك الأطباء و لا يرجى لك الشفاء- ثم يقال فلان أوصى و ماله أحصى- ثم يقال قد ثقل لسانه فما يكلم إخوانه- و لا يعرف جيرانه- و عرق عند ذلك جبينك- و تتابع أنينك و ثبت يقينك- و طمحت جفونك و صدقت ظنونك- و تلجلج لسانك و بكى إخوانك- و قيل لك هذا ابنك فلان و هذا أخوك

فلان- منعت من الكلام فلا تنطق- و ختم على لسانك فلا ينطبق- ثم حل بك القضاء- و انتزعت روحك من الأعضاء- ثم عرج بها إلى السماء- فاجتمع عند ذلك إخوانك- و أحضرت أكفانك- فغسلوك و كفنوك ثم حملوك فدفنوك- فانقطع عوادك و استراح حسادك- و انصرف أهلك إلى مالك- و بقيت مرتهنا بأعمالك- . و قال بعض الزهاد لبعض الملوك- إن أحق الناس بذم الدنيا و قلاها- من بسط له فيها و أعطي حاجته منها- لأنه يتوقع آفة تغدو على ماله فتجتاحه- و على جمعه فتفرقه- أو تأتي على سلطانه فتهدمه من القواعد- أو تدب إلى جسمه فتسقمه- أو تفجعه بشي ء هو ضنين به من أحبابه- فالدنيا الأحق بالذم و هي الآخذة ما تعطي- الراجعة فيما تهب- فبينا هي تضحك صاحبها إذ أضحكت منه غيره- و بينا هي تبكي له إذ أبكت عليه- و بينا هي تبسط كفه بالإعطاء- إذ بسطت كفها إليه بالاسترجاع و الاسترداد- تعقد التاج على رأس صاحبها اليوم- و تعفره في التراب غدا- سواء عليها ذهاب من ذهب و بقاء من بقي- تجد في الباقي من الذاهب خلفا- و ترضى بكل من كل بدلا- . و كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز- أما بعد فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة- و إنما أنزل إليها عقوبة فاحذرها- فإن الزاد منها ربحها و الغنى منها فقرها- لها في كل حين قتيل- تذل من أعزها و تفقر من جمعها- هي كالسم يأكله من لا يعرفه و هو حتفه- فكن فيها كالمداوي جراحه- يحمي قليلا مخافة ما يكرهه طويلا- و يصبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء- فاحذر هذه الدنيا الغدارة المكارة الختالة الخداعة- التي قد تزينت بخدعها و فتنت بغرورها- و تحلت بآمالها و تشرفت لخطابها- فأصبحت بينهم كالعروس تجلى على بعلها- العيون إليها ناظرة و القلوب عليها والهة- و النفوس لها عاشقة و هي لأزواجها كلهم قاتلة- فلا الباقي بالماضي معتبر- و لا الآخر بالأول مزدجر- و لا العارف بالله حين أخبره عنها مدكر- فمن عاشق لها قد

ظفر منها بحاجته- فاغتر و طغي و نسي المعاد- و شغل بها لبه حتى زلت عنها قدمه- فعظمت ندامته و كثرت حسرته- و اجتمعت عليه سكرات الموت بألمه- و حسرات الفوت بغصته- و من راغب فيها لم يدرك منها ما طلب- و لم يرح نفسه من التعب- خرج منها بغير زاد و قدم على غير مهاد- فاحذرها ثم احذرها- و كن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها- فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور- أشخصته إلى مكروه- و السار منها لأهلها غار- و النافع منها في غد ضار- قد وصل الرخاء منها بالبلاء- و جعل البقاء فيها للفناء- فسرورها مشوب بالأحزان- و نعيمها مكدر بالأشجان- لا يرجع ما ولى منها و أدبر- و لا يدرى ما هو آت فينتظر- أمانيها كاذبة و آمالها باطلة- و صفوها كدر و عيشها نكد- و الإنسان فيها على خطر إن عقل و نظر- و هو من النعماء على غرر و من البلاء على حذر- فلو كان الخالق لها لم يخبر عنها خبرا- و لم يضرب لها مثلا- لكانت هي نفسها قد أيقظت النائم و نبهت الغافل- فكيف و قد جاء من الله عنها زاجر- و بتصاريفها واعظ- فما لها عند الله قدر و لا نظر إليها منذ خلقها- و لقد عرضت على نبيك محمد ص بمفاتيحها و خزائنها- لا ينقصه ذلك عند الله جناح بعوضة- فأبى أن يقبلها- كره أن يخالف على الله أمره- أو يحب ما أبغضه خالقه- أو يرفع ما وضعه مليكه- زواها الرب سبحانه عن الصالحين اختبارا- و بسطها لأعدائه اغترارا- فيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أكرم بها- و ينسى ما صنع الله تعالى بمحمد ص- من شده الحجر على بطنه- و

قد جاءت الرواية عنه عن ربه سبحانه أنه قال لموسى- إذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته- و إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين- و إن شئت اقتديت بصاحب الروح و الكلمة عيسى- كان يقول إدامي الجوع- و شعاري الخوف و لباسي الصوف- و صلائي في الشتاء مشارق الشمس- و سراجي القمر و وسادي الحجر- و دابتي رجلاي

و فاكهتي و طعامي ما أنبتت الأرض- أبيت و ليس لي شي ء- و ليس على الأرض أحد أغنى مني

و في بعض الكتب القديمة أن الله تعالى لما بعث موسى و هارون ع إلى فرعون- قال لا يروعنكما لباسه الذي لبس من الدنيا- فإن ناصيته بيدي ليس ينطق- و لا يطرف و لا يتنفس إلا بإذني- و لا يعجبكما ما متع به منها- فإن ذلك زهرة الحياة الدنيا و زينة المترفين- و لو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا- يعرف فرعون حين يراها- أن مقدرته تعجز عما وهبتما لفعلت- و لكني أرغب بكما عن ذلك- و أزوي ذلك عنكما و كذلك أفعل بأوليائي- إني لأذودهم عن نعيمها- كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة- و إني لأجنبهم حب المقام فيها- كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك العر- و ما ذاك لهوانهم علي- و لكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفورا- إنما يتزين لي أوليائي بالذل و الخضوع و الخوف- و إن التقوى لتثبت في قلوبهم- فتظهر على وجوههم- فهي ثيابهم التي يلبسونها- و دثارهم الذي يظهرون- و ضميرهم الذي يستشعرون- و نجاتهم التي بها يفوزون- و رجاؤهم الذي إياه يأملون- و مجدهم الذي به يفتخرون- و سيماهم التي بها يعرفون- فإذا لقيهم أحدكما فليخفض لهم جناحه- و ليذلل لهم قلبه و لسانه- و ليعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني بالمحاربة- ثم أنا الثائر به يوم القيامة

- . و من كلام بعض الحكماء- الأيام سهام و الناس أغراض- و الدهر يرميك كل يوم بسهامه- و يتخرمك بلياليه و أيامه- حتى يستغرق جميع أجزائك و يصمي جميع أبعاضك- فكيف بقاء سلامتك مع وقوع الأيام بك- و سرعة الليالي في بدنك- و لو كشف لك عما أحدثت الأيام فيك من النقص- لاستوحشت من كل يوم يأتي عليك- و استثقلت ممر الساعات بك- و لكن تدبير الله تعالى فوق النظر و الاعتبار- .

و قال بعض الحكماء- و قد استوصف الدنيا و قدر بقائها- الدنيا وقتك الذي يرجع إليه طرفك- لأن ما مضى عنك فقد فاتك إدراكه- و ما لم يأت فلا علم لك به- و الدهر يوم مقبل تنعاه ليلته و تطويه ساعاته- و أحداثه تتوالى على الإنسان بالتغيير و النقصان- و الدهر موكل بتشتيت الجماعات و انخرام الشمل- و تنقل الدول و الأمل طويل و العمر قصير- و إلى الله تصير الأمور- . و قال بعض الفضلاء- الدنيا سريعة الفناء قريبة الانقضاء- تعد بالبقاء و تخلف في الوفاء- تنظر إليها فتراها ساكنة مستقرة- و هي سائرة سيرا عنيفا و مرتحلة ارتحالا سريعا- و لكن الناظر إليها قد لا يحس بحركتها فيطمئن إليها- و إنما يحس بذلك بعد انقضائها- و مثالها الظل فإنه متحرك ساكن- متحرك في الحقيقة و ساكن في الظاهر- لا تدرك حركته بالبصر الظاهر بل بالبصيرة الباطنة

( . شرح نهج البلاغه (ابن ابی الحدید) ج 19، ص 285 - 297)

شرح نهج البلاغه منظوم

[358] و قال عليه السّلام:

أيّها النّاس متاع الدّنيا حطام موبى ء فتجنّبوا مرعاة قلعتها أحظى من طمأنينتها، و بلغتها أزكى من ثروتها، حكم على مكثريها بالفاقة، و أعين من غنى عنها بالرّاحة، و من رّاقه زبرجها أعقبت ناظريه كمها، و من استشعر الشّعف بها ملأت ضميره أشجانا، لهنّ رقص على سويداء قلبه، همّ يشغله، و همّ يحزنه، كذلك حتّى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء، منقطعا أبهراه هيّنا على اللّه فناءه، و على الإخوان إلقاؤه، و إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الإعتبار، و يقتات منها ببطن الاضطرار، و يسمع فيها بأذن المقت و الإبغاض، إن قيل أثرى قيل أكدى، و إن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء، هذا و لم يأتهم يوم فيه يبلسون.

ترجمه

مردم، كالاى جهان همچون گياهى است خشك شدنى، و با دارو تباه شدنى، بنا بر اين دور شويد از اين چراگاهى كه كوچيدن و نماندن در آن از آرامش و ماندن در آن نيكوتر و كم خوراكى در آن پاكيزه تر است تا ثروتش را داشتن، آنكه ثروتى كلان در آن گرد كرد، بفقر و فاقه اش فرمان راندند و آنكه از آن بى نياز ماند بيارى دادن و آسوده ماندش صلا زدند، آن كس كه زيور و زيب اين جهانش خوش آيند افتد ديدگانش را كور مادرزاد سازد، و آن كس كه شعار و رفتارش دوستى دنيا باشد درونش از اندوها مالامال گردد بطورى كه آن اندوهها در سويداى دلش برقص افتند و بالا و پائين شوند (بيچاره اين بشر كه در چنگال خواهش نفس و پرستش جهان تا چه اندازه گرفتار و درمانده است) قصدى گرفتارش كند، و اراده اندوهگينش سازد، همينطور هميشه با اندوهها و گرفتاريها در كشمكش است، تا اين كه راه نفسش گرفته آيد و بصحرايش سرنگون در اندازند (چه انداختنى و با چه حالى) در حالى كه رگهاى دلش گسيخته و نابوديش بر خداى و بگودال در افكندنش بر دوستان آسان است (بنا بر اين مؤمن هوشيار كه زيور و زيب جهان فتّان دلش را بتاب و طپش نيفكنده است) در جهان بديده اعتبار مى نگرد، و باندازه شكم روزى از آن بدست مى آورد، و سخنان جهان را بگوش خشم و دشمنى مى شنود (حال هيچكس در جهان بيك منوال نيست و بشر همواره در آن متزلزل است) تا مى گويند فلانى ثروتمند و غنى شد، چيزى نگذرد كه گفته شود نيازمند و فقير شد، تا مى روند ببودنش خورسند شوند بر نابوديش غمگين و نژند گردند، حال بشر در دنيا (ئى كه همه گونه راه تدارك و تلافى برويش باز است) چنين است در صورتى كه هنوز روزى كه در آن نا اميدى و محروميّتى فراوان است فرا نرسيده است.

نظم

  • هلا كالاى گيتى چون گياهى استكه گردد خشك و در حال تباهى است
  • بنزد بخردان آن را بها نيستنتاجش جز غم و درد و وبا نيست
  • چراگاهى است پر خار مغيلانبدرّد نيش خارش پاى و شريان
  • از اين دشب بلا گر كس رهاندخودش را و فرس بيرون جهاند
  • فشاند بال و پر ز آميزش خاكشود سيمرغ سان بر اوج افلاك
  • در آن نيك آشيان پرواز گيرددرونش نقش آسايش پذيرد
  • اگر يابد بدنيا روزئى كمبه از بسيار كان آيد فراهم
  • در دولت جهان بر هر كه وا كردبفقرش روز ديگر مبتلا كرد
  • ز مالش هر كسى دامان تكانيددلش آسود و از غم جان رهانيد
  • هر آن دل را بزيب و زيورش شيفتز نيرنگش بصدها رنگ بفريفت
  • دو روزش بعد ديدم داد دارددرون چون كور مادر زاد دارد
  • دو گوشش هست ليك از پندها كردو چشمش هست ليكن كور منكر
  • گرفتار غم و رنج و ملال استدلش ز اندوه و محنت مال مال است
  • بود قلبش اگر همچون صنوبرندارد آن صنوبر غير غم بر
  • بلا در خاطرش ريشه دواندهبرگها رنج بيخش را كشانده
  • بهر قصديش بيند خود گرفتاربهر غرمش محن بر خاطرش بار
  • هميشه مغز از فكرش مشوّشهماره با حوادث در كشاكش
  • خلاصه بهر وى آسودگى نيستو را بهره بجز افسردگى نيست
  • چنين تا آنكه ديگر ناورد دمنفس پائين رود جان از تنش كم
  • بصحرايش در اندازند و هامونشود در گور تار و تنگ مدفون
  • بحالى كه ندارد راه چارهدو رگهاى دلش قطع است و پاره
  • بنابوديش عزم ايزد پاكبدفنش دوستان در خاك بيباك
  • نه زن ديگر كند يادش نه فرزندنه خويشانش بديدار آرزومند
  • ولى مؤمن كه پابند جهان نيستبسان سرو خرّم ميكند زيست
  • دو چشمش باز و بينا ز اعتبار استبچنگش رزق قدر اضطرار است
  • سخن گر از جهان گويند جائىندارد آن سخن را اعتنائى
  • بدوزد زان ز فرط روشنى چشمسخنها بشنود ليك از سر خشم
  • هماره حال اين دنيا چنين استبفرزندان خود در قهر و كين است
  • فلانى تا كه نامش گفتنى شددو روزى مال دار آمد غنى شد
  • نگشته نام وى ورد زبانهاكه بر جانش زند دوران زيانها
  • بدارائى نگشته شاد و خورسندكه از فقرش فتدبر دست و پابند
  • بساطش ناشده از عيش رنگيندلش گردد ز رنج و طيش غمگين
  • و حال آنكه ره نبود بوى تنگره آوردى نياورده فرا چنگ
  • برويش در گه امّيد باز استهمه بيچارگى را چاره ساز است
  • نه بيند سخت و دشوارش تداركبخاكش خورد با سختى چو تارك
  • زمانه روزگارش بر سر آردسر از گورش بدر در محشر آرد
  • همه اميد بيند نا اميدىبدل بر روسياهى رو سپيدى
  • تمامى سود خود را ديده خسرانتمامى آرزو را رنج و حرمان
  • پشيمانى ندارد سود ديگرمگر رحمى كند خلّاق داور

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج 10، صفحه ی 138 - 141)

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

حکمت 306 نهج البلاغه : روش برخورد با متجاوز

حکمت 306 نهج البلاغه موضوع "روش برخورد با متجاوز" را بیان می کند.
No image

حکمت 436 نهج البلاغه : ارزش تداوم کار

حکمت 436 نهج البلاغه به موضوع "ارزش تداوم کار" اشاره می کند.
No image

حکمت 74 نهج البلاغه : دنيا شناسى

حکمت 74 نهج البلاغه به موضوع "دنيا شناسى" می پردازد.
No image

حکمت 61 نهج البلاغه : غفلت دنيا پرستان

حکمت 61 نهج البلاغه موضوع "غفلت دنيا پرستان" را بررسی می کند.
No image

حکمت 420 نهج البلاغه : شناخت روز عید

حکمت 420 نهج البلاغه به موضوع "شناخت روز عید" اشاره می کند.
Powered by TayaCMS