(354) و قال عليه السّلام: يأتي على النّاس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلّا رسمه، و من الإسلام إلّا اسمه، و مساجدهم يومئذ عامرة من البناء خراب من الهدى، سكّانها و عمّارها شرّ أهل الأرض، منهم تخرج الفتنة، و إليهم تأوى الخطيئة، يردّون من شذّ عنها فيها، و يسوقون من تأخّر عنها إليها، يقول اللَّه سبحانه: في حلفت لأبعثنّ على أولئك فتنة أترك الحكيم [تترك الحليم ] فيها حيران، و قد فعل، و نحن نستقيل اللَّه عثرة الغفلة.
المعنى
قال ابن ميثم: رسم القرآن أثره و هو تلاوته.
أقول: الظاهر أنّ المراد من رسم القرآن خطوطه و نقوشه، فانه المفهوم من رسم الخطّ و رسم المصحف فانّه قلّ في زماننا هذا تلاوة القرآن و كثر طبعه و نشره و هل يشمل كلامه عليه السّلام لزمانه أم هو إخبار عمّا بعده، ظاهر كلام الشارح المعتزلي ذلك اعتمادا على قوله عليه السّلام (و قد فعل) قال: و ينبغي أن يكون قد قال هذا الكلام أيّام خلافته، لأنها كانت أيام السيف المسلّط على أهل الضلال من المسلمين و كذلك ما بعثه اللَّه تعالى على بني اميّة و أتباعهم من سيوف بني هاشم بعد انتقاله عليه السّلام أقول: تاويله هذا مبنيّ على تفسيره الفتنة في قوله (على اولئك فتنة) بالاستيصال و السيف الحاصد، و فيه تأمّل كما أنّ حمل الاناس المذمومين على من سلّط عليهم السيف مورد تأمّل.
و لا بدّ حينئذ من حمل قوله: يأتي على معنى الحال، فلا يشمل كلامه ما بعد زمانه إلّا على جواز استعمال الفعل المضارع في الزمان الشامل للحال و الاستقبال معا، و هو خلاف ظاهر كلام النحويّين و مورد إشكال و خلاف ظاهر كلامه.
و الظاهر أنّ المقصود من قوله عليه السّلام: (و قد فعل) أنّه فعل الحلف أو تأكيد على إنجاز هذا الوعيد في موعده، فانّ الوعيد غير لازم الانجاز، بخلاف الوعد. و كلامه هذا ينطبق على زماننا هذا، فانّ المساجد عامرة البناء جدّا و لكن خراب من الهدى و من السكان، و عمّارها الأيدي السائسة الخبيثة و مثيرى الفتن في الأرض و مأوى الخطايا و المظالم الكبرى يسوقون الناس إلى الفتنة و الحيرة بكلّ شدّة، و هم غير سكانها من العجزة و المساكين و فئة من المسلمين الّذين يلجئون إليها من الفتن و الشرور.
الترجمة
فرمود: زمانى بر سر مردم آيد كه از قرآن جز رسمى نماند، و از إسلام جز اسمى، مسجدها در اين زمان از نظر ساختمان آبادانست و از نظر هدايت و رهنمائى ويران، ساكنان و آباد كنندگان مساجد بدترين مردم روى زمين باشند، فتنه از آنها برآيد و خطاء بدانها گرايد، هر كه از فتنه بركنار ماند بدانش برگردانند و هر كس از آن بدنبال باشد بسوى آتش برانند، خداوند سبحان مى فرمايد: بخودم سوگند بدانها يك فتنه برانگيزم كه هر بردبارى را گيج كند و اين كار را هم كرده و ما از خدا خواستاريم تا از لغزش غفلت ما درگذرد.
- بمردم زماني رسد تيره وشز قرآن نماند بجز رسم خوش
- ز اسلام جز نام چيزى نباشدز ايمان كسى بذر در آن نپاشد
- بناى مساجد بعمران گرايدو ليكن هدايت از آن بر نيايد
- بتر مردمانند عمار آنهاكه فتنه بزايد چه آتش از آنها
- خطا گردشان حلقه دارد چه هالهنمايند هر كس بسويش حواله
- خدا خورده سوگند بر ذات خويشكه يك فتنه آرد در آنها به پيش
- كه حيران بماند در آن هر حليمكند گيج فرزانگان حكيم
( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 453 و 454)
|