السادسة و الثلاثون من حكمه عليه السّلام
(36) و قال عليه السّلام، و قد لقيه عند مسيره إلى الشّام دهاقين الأنبار فترجّلوا له و أشتدّا بين يديه فقال عليه السّلام: ما هذا الّذي صنعتموه فقالوا: خلق منّا نعظّم به أمراءنا، فقال: و اللَّه ما ينتفع بهذا أمراؤكم، و إنّكم لتشقّون على أنفسكم في دنياكم، و تشقون به في آخرتكم، و ما أخسر المشقّة وراءها العقاب، و أربح الدّعة معها الأمان من النّار.
اللغة
(الدّهقان) معرّب إن جعلت النون أصلية من قولهم تدهقن الرّجل و له دهقنة موضع كذا صرفته لأنه فعلان، و إن جعلته من الدّهق لم تصرفه لأنّه فعلان و (انبار) اسم بلد- صحاح. (اشتدّوا) عدوا بين يديه، و (شقّ) على الشي ء شقا و مشقّة- صحاح. (الدّعة) السكينة، الرّاحة و خفض العيش- المنجد.
الاعراب
و قد لقيه عند مسيره، جملة حالية برابطة قد و الواو، ما هذا الّذي- إلخ- لفظة ما، اسمية استفهاميّة خبر مقدّم لهذا الّذي، ما أخسر المشقّة، بصيغة التعجّب، يفيد الاستغطام و التحسّر، و مثلها أربح الدّعة المعطوفة على أخسر.
المعنى
نهض الإسلام و القرآن بالبشر نهضة ديموقراطية عميقة مقرونة بالعلم و المعرفة، فرفع العرب من حضيض الجهالة فصاروا أمّة عالمة ديموقراطا بطبعهم المنزّه عن تشريفات ملوكية مصنوعة في الفارس و الرّوم، و هذا هو سرّ تقدّم المسلمين الجدد في القرون الاولى الهجرية و نشر الاسلام في بلاد كفارس و الرّوم المكبّلة بقيود التشريفات منذ قرون، فكان من شأن الإسلام تحرير النّاس عن هذه القيود الثّقيلة، و كان الإمام عليه السّلام في هذا المضيق من الفرصة و على اهبة سفر مهيب شاغل إلى مقصد هائل و هو معركة صفّين الدامية الهدّامة، يفتح مدرسة جديدة في محيط الإسلام و يبدأ تعليمات عالية انسانيّة في هذه الجمل القصار الوجيزة نلخّصها في الأعداد التالية: 1- التشريفات البلاطية بهذه الصّور ممّا لا ينتفع به الامراء نفعا عقلانيا للدّنيا أو الاخرة، فهي من اللهو الباطل الممقوت.
2- تحمّل هذه المشقّات مبغوض عند الإسلام و موجب لعذاب الاخرة.
3- أخسر المشقّات ما يتبعها العقاب، و أربح الاستراحة الاشتغال بما فيه أمان من النّار.
الترجمة
علي عليه السّلام بسوى شام سفر كرد و چون بشهر أنبار رسيد- در كناره فرات- دهقانان أنبار در برابر آن حضرت از مركب هاى خود پياده شدند و در جلو او دويدند- و باصطلاح پاكوبى كردند- علي عليه السّلام به آنها فرمود: اين كار شما چه معنى دارد در پاسخ گفتند: اين رسمى است كه ما بوسيله آن امراء خود را تعظيم مى كنيم- إظهار احساسات- آن حضرت فرمود: بخدا اين كار براى امراء شما سودى ندارد و براستى كه شما خود را بدين كار در دنيا رنج مى دهيد و در ديگر سراى بدان بدبخت مى شويد، وه چه بسا زيانبار است رنجى كه عذابش در دنبال، و چه بسيار سودمند است استراحتى كه قرين أمان از دوزخ و وبال است.
- كار مولا چه به پيكار كشيد در ره شام بأنبار رسيد
- بر علي چشم دهاقين افتادهمه از شوق شعف در فرياد
- مى دويدند به پيشش چالاك پاى كوبان همه اندر سر خاك
- گفت مولا بدهاقين كاين چيستهمه گفتند كه يك رسم شهى است
- ما به پيش امرا مى تازيم نرد تعظيم چنين مى بازيم
- گفت: اين كار ندارد سودى كه تن خويش از آن فرسودى
- خويش را رنجه بدنيا سازيدبا شقاوت سوى عقبا تازيد
- چه زيانبار بود آن سختى كه بدنبال كشد بدبختى
- چه خوش آن راحت بى درد و وبالكه أمان آورد از وزر و وبال
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص70-72)
|