(456) و قال عليه السّلام: إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه.
المعنى
الحشمة هى التحفّظ على الانانية و التشخّص تجاه الغير طلبا للامتياز و إظهارا للكبر و الانحياز، فمنها حشمة الملوك و الامراء يضربون على نفوسهم الأستار و يقيمون على أبوابهم البوّابين و الحفاظ، فلا يقدر المراجعون من مواجهتهم و مكالمتهم إلّا نادرا و على شرائط ثقيلة خاصة، و يتنزل تلك الاداب إلى المراتب النازلة بحسب حال كلّ مرتبة، فالحشمة بأنواعها حجاب و فراق بين المحتشم و سائر الناس و من مزايا الدّين الاسلامى البليغة التساوي بين المسلمين و التاخى بينهم بأدقّ معانيه و أصرحها: فالاحتشام بنفسه مفارقة بين المحتشم و المحتشم له لا أنّه أمارة عليها أو علّة لها كما توهّمه الشارح المعتزلي فقال: ليس يعنى أنّ الاحتشام علّة الفرقة بل هو دلالة و أمارة على الفرقة.
و نختم الكلام في شرح حكم مولينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بخبر المؤاخات بين المؤمنين و المسلمين و حدودها الّذي رواه في الكافي الشريف في باب حقّ المؤمن على أخيه عن عليّ بن الحكم، عن عبد اللَّه بن بكير الهجرى، عن معلّى بن خنيس عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: قلت له: ما حقّ المسلم على المسلم قال: له سبع حقوق واجبات ما منهنّ حقّ إلّا و هو عليه واجب إن ضيّع منها شيئا خرج من ولاية اللَّه و طاعته و لم يكن للَّه فيه نصيب، قلت له: جعلت فداك و ما هي قال: يا معلّى إنّي عليك شفيق أخاف أن تضيع و لا تحفظ و تعلم و لا تعمل قال: قلت له: لا قوّة إلّا باللّه.
قال: أيسر حقّ منها أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك و تكره له ما تكره لنفسك و الحقّ الثاني أن تجتنب سخطه و تتّبع مرضاته و تطيع أمره، و الحقّ الثالث أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك، و الحقّ الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته، و الحقّ الخامس أن لا تشبع و يجوع و لا تروى و يظمأ و لا تلبس و يعرى و الحقّ السادس أن يكون لك خادم و ليس لأخيك خادم فواجب أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه و يصنع طعامه و يمهّد فراشه، و الحقّ السابع أن تبرّ قسمه و تجيب دعوته و تعود مريضه و تشهد جنازته و إذا علمت أنّ له حاجة تبادره إلى قضائها و لا تلجئه أن يسائلكها و لكن تبادره مبادرة، فاذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك.
و قد شرحت هذا الحديث في شرح اصول الكافي الشريف و ترجمته بالفارسية «ج 2» من أراد الاطلاع فليرجع إليه، و يظهر منه أنّ المسلمين كاسرة واحدة يشدّ بعضهم بعضا. فلا مقام للاحتشام بينهم بوجه، و نقل في سيرة النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله أنه يجلس في حلقة المسلمين كأحدهم، و كذلك كان مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام.
الترجمة
چون مؤمن در برابر برادر دينى خود حشمتجو شد از او جدا شده است.
( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 546 و 547)
|