السابعة و التسعون من حكمه عليه السّلام
(97) و قال عليه السّلام: يأتي على النّاس زمان لا يقرّب فيه إلّا الماحل و لا يظرّف فيه إلّا الفاجر، و لا يضعّف فيه إلّا المنصف، يعدّون الصّدقة فيه غرما، و صلة الرّحم منّا، و العبادة استطالة على النّاس فعند ذلك يكون السّلطان بمشورة الإماء [النّساء] و إمارة الصّبيان و تدبير الخصيان.
اللغة
(محل) محلا به إلى الأمير: سعى به إلى الأمير و كاده فهو حامل، (ظرف) كان ذكيّا و بارعا. (الغرم) ما يلزم أداؤه من المال، ما يعطي من المال على كره (استطال) استطالة عليه: تفضّل و أنعم.
الاعراب
الماحل، مستثنى مفرغ نائب مناب الفاعل لقوله لا يقرّب، و كذلك الفاجر و المنصف، غرما، مفعول ثان لقوله يعدّون، و ضمير الفاعل يرجع إلى النّاس.
المعنى
هذه الحكمة تعدّ من الاخبار عن المستقبل و هو نوع من الكرامة و قد بدأ هذا الزّمان في تاريخ الإسلام من عصر تسلّط بنى اميّة على الحكومة الإسلاميّة فانهم بداوا بتقريب السّعاة و الماحلين و الهزل و الأنذال إلى بلاطهم تأييدا لسلطانهم و دخلت النساء في أمر السّلطنة لجاهها و نفوذها، كامّ خالد بن يزيد تزوّجت مروان بعده و كانت لها سلطة في أمر الخلافة، و روي أنّه لما عزل مروان خالدا ابنه عن ولاية العهد و عقدها لبنيه غلظت عليه و أمر الجواري ليلة بخنقه في فراشه. أو جمالها و دلالها على الخليفة و رجاله و اشتدّ هذه المداخلة في دولة بني العبّاس كما يظهر من مطالعة تاريخ خيزران امّ الهادى و زبيدة زوجة هارون الرشيد و امّ الأمين.
و يعدّ في هذه العصور الفجرة من الرّجال الأكياس و يحوّل إليهم المناصب الجليلة كما صنعه معاوية بزياد بن أبيه، و ابنه بابنه عبيد اللّه.
و إذا كان المدبّر و السائس من أهل الفجور فتضعيف أهل العدل و الانصاف من لوازمه، و إذا كان ساسة النّاس أهل الفجور و السعاة و اضطهد أهل العدل و الحقّ يزول الايمان عن قلوب النّاس، فالزكاة الّتي يأخذها الحاكم يعدّ غرامة و تؤدّى على كراهة و غيظ فيفسد الأخلاق، و يخل الأمن و الأمانة فيتوسل أهل الجاه لحفظ حرمهم باتخاذ المماليك الخصيان و يعتمدون إلى تدبيرهم لامورها.
الترجمة
بر سر مردم دوراني آيد كه در آن دوره جز سخن چين را تقرّبي بدست نيايد، و جز مردم فاجر و هرزه را زيرك و با سياست نشمارند، و جز مردم عدالتخواه و منصف زبون شمرده نشوند، مردم در اين دوره زكاتى را كه بپردازند وام بحساب آرند و بدلخواه پرداخت نكنند، و در احسان بخويشاوندان خود بر آنها منّت نهند، و در عبادت و پرستش خداوند بر مردم سرفرازى فروشند، در چنين دوره ايست كه سلطنت بمشورت با زنان باشد، و فرمانروائى بكودكان رسد، و تدبير امور بدست خايه كشيده ها صورت گيرد.
- علي گفت آيد زماني دژم كه باشد مسلمان گرفتار غم
- تقرّب نجويد بسوى شهانبجز از سخن چين كژدم زبان
- ندانند زيرك بجز فاجران زبون مى ندانند جز منصفان
- زكاتى كه مردم بحاكم دهندشمارند زور و غرامت كشند
- باحسان با خويش منّت نهند براى تسلّط عبادت كنند
- در اين روزگاران بود سلطنت بشور زنان پر از مفسدت
- امارت بصبيان شود واگذاربمردان بي خايه تدبير كار
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص150-152)
|