خطبه 92 نهج البلاغه : علل نپذيرفتن خلافت

خطبه 92 نهج البلاغه : علل نپذيرفتن خلافت

موضوع خطبه 92 نهج البلاغه

متن خطبه 92 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 92 نهج البلاغه

علل نپذيرفتن خلافت

متن خطبه 92 نهج البلاغه

و من كلام له (عليه السلام) لما أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه

دَعُونِي وَ الْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ وَ لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ وَ إِنَّ الْآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ وَ الْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ. وَ اعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَ عَتْبِ الْعَاتِبِ وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ وَ لَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً

ترجمه مرحوم فیض

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است هنگام بيعت كردن مردم با آن بزرگوار

(روز جمعه بيست و پنجم ذى الحجّة سال سى و پنج از هجرت) پس از كشته شدن عثمان: دست از من برداشته ديگرى را بطلبيد (و او را امير و خليفه گردانيد، چون بعد از رحلت رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله خلفايى كه بنا حقّ روى كار آمدند سنّت و سيره او را تغيير داده بيت المال را از روى عدل و درستى ميان رعيّت قسمت نكردند، بلكه به دلخواه هر كارى خواستند انجام و عرب را بر عجم و قوىّ را بر ضعيف ترجيح دادند، و عثمان اقارب و خويشاوندش را از بنى اميّه بر سائر مردم برترى داد و سالهاى دراز بهمين منوال رفتار شد، و مردم سنّت و سيره رسول اكرم را از ياد بردند، اكنون كه آمده بودند با امام عليه السّلام بيعت نمايند منظورشان آن بود كه آن حضرت هم به رويّه سه خليفه پيش از خود رفتار كند، پس آن بزرگوار براى اتمام حجّت و اينكه بدانند او بر خلاف سنّت و سيره پيغمبر اكرم كارى انجام ندهد و آنها نقض بيعت خواهند نمود، اين سخنان را فرمود، بنا بر اين درست نيست كه گفته شود: اگر آن حضرت از جانب رسول خدا بخلافت نصب گرديد و در حقيقت امامت و امارت از آن او و قيام بآن برايش واجب بود، چگونه استعفاء مى نمود. چون امام عليه السّلام مى دانست كه بالأخره ايشان دست از عهد و پيمان برداشته و با او همراه نخواهند بود، از اينرو مى فرمايد:)

ما بكارى اقدام مى نماييم كه آنرا روها و رنگهاى گوناگون است (به مشكلاتى بر خواهيم خورد «از قبيل جنگ با ناكثين يعنى طلحه و زبير و سائر اصحاب جمل كه پيمان خود را شكستند، و با قاسطين يعنى معاويه و لشگر شام كه به آن حضرت ياغى شدند، و با مارقين يعنى خوارج نهروان كه كافر شدند» بطورى) كه دلها بر آن استوار نيست (مردم در اين پيش آمدها شكيبائى ندارند) و عقلها زير بار آن نخواهند رفت (بلكه انكار خواهند نمود) آفاق را ابر سياه (ظلم و ستم و بدعت) فرو گرفته (خورشيد حقّ و حقيقت زير آن پنهان گشته) و راه روشن (حقيقت احكام اسلام) تغيير يافته، و بدانيد اگر من دعوت (بيعت) شما را بپذيرم طبق آنچه خود مى دانم رفتار خواهم نمود (شما را بر مركب حقّ سوار نموده در راه راست سوق مى دهم و بر خلاف رضاء و خوشنودى خدا و رسول سخنى نگفته قدمى بر نمى دارم) و (اگر خلافت را قبول كرده سوار بر كار شوم) به سخن گوينده (اى كه گفتارش بر وفق خواهش نفسانىّ و بر خلاف شرع بوده) و به سرزنش توبيخ كننده (اى كه مرا ملامت كند كه چرا به رويّه خلفاى پيش رفتار نمى كنم) گوش نمى دهم، و اگر مرارها كنيد (و بخلافت نگماريد) مانند يكى (از افراد) شما هستم و شايد به سخنان شما (در باب رفتار نارواى خليفه نا حقّ) بيشتر گوش دهم (و از حقوقتان دفاع نمايم) و فرمان كسيرا كه شما او را بر كار خويش والى و زمامدار قرار مى دهيد (اگر دستورش مطابق دستور اسلام باشد) بهتر انجام دهم (بنا بر اين) و زير و مشاور بودن من براى شما بهتر است از اينكه امير و زمامدار باشم (خلاصه حضرت اتمام حجّت مى فرمايد كه بعد از بيعت كردن ايشان اگر بر خلاف خواهشهاى آنان رفتار نمود ايراد نكنند كه ما نمى دانستيم چنين رفتار مى نمايى و گر نه با تو بيعت نمى نموديم).

ترجمه مرحوم شهیدی

مرا بگذاريد و ديگرى را به دست آريد،

كه ما پيشاپيش كارى مى رويم كه آن را رويه هاست، و گونه گون رنگهاست.

دلها برابر آن برجاى نمى ماند و خردها برپاى.

همانا كران تا كران را ابر فتنه پوشيده است

و راه راست ناشناسا گرديده،

و بدانيد كه اگر من درخواست شما را پذيرفتم با شما چنان كار مى كنم كه خود مى دانم،

و به گفته گوينده و ملامت سرزنش كننده گوش نمى دارم.

و اگر مرا واگذاريد همچون يكى از شمايم،

و براى كسى كه كار خود را بدو مى سپاريد، بهتر از ديگران فرمانبردار و شنوايم.

من اگر وزير شما باشم، بهتر است تا امير شما باشم.

ترجمه مرحوم خویی

از جمله كلام بلاغت نظام آن إمام عاليمقام است وقتى كه اراده شد بر بيعت بعد از كشته شدن عثمان بى ايمان مى فرمايد: ترك نمائيد مرا از اين كار و معاف بداريد و طلب كنيد غير مرا پس بدرستي كه ما استقبال نمايندگانيم كارى را كه مر او را است وجهها و رنگهاى گوناگون كه نمى ايستد و صبر نمى نمايد آن كار را قلبها، و ثابت نمى شود بر آن عقلها، و بدرستى كه آفاق و اطراف عالم را ظلمت گرفته و راه روشن شريعت تغيير يافته، و بدانيد اين كه بدرستي من اگر اجابت نمايم و قبول كنم حرف شما را سوار گردانم شما را به آن چه كه خودم مى دانم و گوش نمى دهم بگفتار گوينده و ملامت ملامت كننده، و اگر بگذاريد مرا بحال خود و معذور بداريد پس من مى باشم مثل يكى از شماها، و شايد اين كه گوش دادن و اطاعت نمودن من بيشتر از شماها باشد بكسى كه والى امر خود قرار بدهيد، و من از براى شما در حالتى كه وزير باشم بهترم از براى شما از من در حالتى كه أمير باشم زيرا كه در حالت أمارت و بسط يد تكليف من قيام نمودنست بمحض حق و آن صعب است در حق أكثر مردم، و أما در حالت وزارت تكليف من نصيحت است و مشاورت و بس خواه و الى امر قبول نمايد و خواه قبول ننمايد

شرح ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان

دَعُونِي وَ الْتَمِسُوا غَيْرِي- فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً- لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ- لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ- وَ لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ- وَ إِنَّ الْآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ- وَ الْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ- . وَ اعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ- رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ- وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَ عَتْبِ الْعَاتِبِ- وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ- وَ لَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ- لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ- وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً- خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً

المعنى

أقول: حاصل هذا الفصل أنّه لا بدّ لكلّ مطلوب على أمر من تعزّز فيه و تمنّع.

و الحكمة في ذلك أنّ الطالب له يكون بذلك أرغب فيما يطلب فإنّ الطبع حريص على ما منع سريع النفرة عمّا سورع إلى إجابته فيه فأراد عليه السّلام التمنّع عليهم لتقوى رغبتهم إليه فإنّه لم يصل إليه هذا الأمر إلّا بعد اضطراب في الدين في قتل عثمان و الجرأة على الدم فاحتاج في تقويم الخلق و ردّهم إلى قواعد الحقّ إلى أنّ يزدادوا فيه رغبة بهذا الكلام و مثله فقال: دعونى و التمسوا غيرى. ألا ترى أنّه نبّههم بعد هذه التمنّع على أنّ هاهنا امورا صعبة مختلفة يريد أن ينكرها عليهم و يقاوم ببعضهم فيها بعضا و يحملهم على الصلاح، و جعل استقباله لتلك الامور الصعبة علّة لاستقالته من هذا الأمر فقال:

قوله فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تقوم له القلوب

فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تقوم له القلوب: أى لا تصبر و لا تثبت عليه العقول بل تنكره و تأباه لمخالفته الشريعة و مضادّته لنظام العالم، و ذلك الأمر هو ما كان يعلمه من اختلاف الناس عليه بضروب من التأويلات الفاسدة و الشبهات الباطلة كتهمة معاوية و أهل البصرة له بدم عثمان و كتأويل الخوارج عليه في الرضا بالتحكيم و نحو ذلك، و هو المكنىّ عنه بالوجوه و الألوان كناية بالمستعار.

و قوله: و إنّ الآفاق قد أغامت و المحجّة قد تنكّرت.

و قوله: و إنّ الآفاق قد أغامت و المحجّة قد تنكّرت. استعار لفظ الغيم لما غشى آفاق البلاد و أقطار القلوب المتغيّرة العازمة على الفساد من ظلمات الظلم و الجهل، و وجه المشابهة ما تستلزمه هذه الظلمات من توقّع نزول الشرور منها كما يتوقّع نزول المطر و الصواعق من الغيم، و أشار بالمحجّة إلى واضح طريق الشريعة، و تنكّرها جهل الناس بها و عدم سلوكهم لها.

و قوله: و اعلموا. إلى قوله: عتب العاتب.

و قوله: و اعلموا. إلى قوله: عتب العاتب. لمّا تمنّع عليهم و علم صدق رغبتهم فيه شرع فى تقرير ما يريد أن يفعله تقريرا إجماليّا عليهم مع تمنّع دوين الأوّل فأعلمهم أنّه على تقدير إجابتهم إلى هذا الأمر لا يركب بهم إلّا ما يعلم من أمر الشريعة و لا يصغى إلى قول قائل خالف أمر اللّه لمقتضى هواه، و لا عتب عاتب عليه فى أنّه يفضّله أو لم يرضه بما يخالف ما يعلم من الشريعة إذ القائل و العاتب فى ذلك مفتر على اللّه و عاتب عليه و لقد وفى عليه السّلام بما وعدهم به من ذلك كما سنذكره فى قصّة أخيه عقيل لمّا استماحه صاعا من برّ أو شعير فحمى له حديدة و قرّبها منه فأنّ عقيل فقال له: ثكلتك الثواكل أتإنّ من حديدة حماها إنسان للعبة و لا تأنّ من نار أجّجها جبّار لغضبه. و لفظ الركوب مستعار لاستوائه على ما يعلم.

و قوله: و إن تركتمونى إلى آخره.

أى كنت كأحدكم فى الطاعة لأميركم بل لعلّى أكون أطوعكم له: أى لقوّة علمه بوجوب طاعته الإمام، و إنّما قال لعلّى لأنّه على تقدير أن يولّوا أحدا يخالف أمر اللّه لا يكون أطوعهم له بل أعصاهم و احتمال توليتهم لمن هو كذلك قايم فاحتمال طاعته و عدم طاعته له قائم فحسن إيراد لعلّ، و الواو فى قوله: و أنا. للحال، و وزيرا و أميرا حالان، و العامل ما تعلّق بهما الجار و المجرور، و أراد الوزير اللغوىّ و هو المعين و الظهير الحامل لوزر من يظاهره و ثقله، و ظاهر أنّه عليه السّلام كان وزيرا للمسلمين و عضدا لهم، و الخيريّة هاهنا تعود إلى سهولة الحال عليهم فى أمر الدنيا فإنّه إذا كان أميرا لهم حملهم على ما تكره طباعهم من المصابرة فى الحروب و التسوية فى العطايا و منعهم ما يطلبون ممّا فيه للشريعة أدنى منع، و لا كذلك إذا كان وزيرا لهم فإنّ حظّ الوزير ليس إلّا الشور و الرأى الصالح و المعاضدة فى الحروب و قد يخالف فى رأيه حيث لا يتمكّن من إلزام العمل به و إنّما كان هذا لتمنّع دوين الأوّل لأنّ قوله: إن أجبتكم. فيه إطماع لهم بالاجابة.

و باللّه التوفيق.

ترجمه شرح ابن میثم

شرح خطبه در خصوص بيعت

دَعُونِي وَ الْتَمِسُوا غَيْرِي- فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً- لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ- لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ- وَ لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ- وَ إِنَّ الْآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ- وَ الْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ- . وَ اعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ- رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ- وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَ عَتْبِ الْعَاتِبِ- وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ- وَ لَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ- لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ- وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً- خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً

ترجمه

از سخنان آن حضرت (ع) است كه پيش از بيعت كردن مردم با آن بزرگوار بعد از كشته شدن عثمان بيان فرموده است.

«مرا وانهيد و ديگرى را بخلافت برداريد، زيرا ما نگران حادثه اى هستيم كه داراى رنگهاى گوناگون است (اگر حكومت را چنان كه شما متقاضى هستيد.

بپذيرم هر روز بايد با گروهى بجنگم) پس اگر من خلافت را بپذيرم، دلها بر آن نپايد و عقلها بر آن استوار نماند، كران تا كران جهان تاريك و راه روشن ناپيداست.

(رهبران حكومت پيش از من در امر ديانت اخلال كردند و اسلام را بدين روز سياه نشاندند) بايد توجّه داشته باشيد كه اگر من خلافت بر شما را بپذيرم (گوش به سخن كسى نمى دهم و از ملامت، ملامت گران باك نخواهم داشت) آن را كه صلاح بدانم بر شما فرمانروا مى كنم. ولى اگر مرا بحال خود رها كنيد، مثل شما يك فرد به حساب مى آيم و شايد هم نسبت به خليفه اى كه شما انتخاب كنيد مطيع و فرمانبردارتر باشم. من اگر وزير شما باشم بهتر از آن است كه امير شما باشم».

شرح

از محتواى سخن امام (ع) در اين خطبه چنين استفاده مى شود، كه براى ايجاد علاقه در هر امر مطلوبى لازم است كه دشوارى و منعى بوجود آيد، تا قدرش بخوبى دانسته شود. فلسفه و حكمت اين امر اين است، كه اگر كسى چيزى را به اصرار بخواهد و از آن باز داشته شود، در به دست آوردن آن حرص مى ورزد. طبيعت انسان چنين است كه نسبت به امور ممنوعه حرص دارد. و از آنچه سريع به دست آورد، بزودى متنفّر مى شود. امام (ع) با عدم پذيرش خلافت در آغاز رغبت و ميل آنها را شديدا بر انگيخت تا در قبول خلافت اصرار بورزند.

زيرا انتقال خلافت به امام (ع) بعد از دگرگونيهايى بود كه در دستورات دينى پديد آمده بود و قتل عثمان اتّفاق افتاد و مردم بر ريختن خون او جرأت يافتند در زمينه اين حوادث و تحولات، نياز بود كه روحيّه مردم را تقويت و آنها را بر قواعد حق و دستورات الهى تشويق كند تا رغبت و ميل آنها را بر خلافت خويش بيش از پيش فزونى بخشد. با توجّه به وضع موجود و عاقبت نگرى لازم،

فرمود: دعونى و التمسوا غيرى

مرا رها كنيد و ديگرى را براى اين امر بجوييد.

مگر نمى بيند كه پس از انكار قبول خلافت امام (ع) آنها را توجّه مى دهد كه: فرا روى ما حوادث گوناگون و مشكلى قرار دارد. مقصود حضرت از تذكّر مشكلات آينده، جلوگيرى از اشكال تراشى است تا وحدت كلمه پيدا كرده برخى از آنها موجب پايدارى ديگران گردند و در نهايت صلاح پذير و آماده رويارويى پيشآمدهاى سخت و دشوار آينده باشند.

علّت نپذيرفتن خلافت، حوادث ناگوار آينده و پيمان شكنى بعضى از عناصر نامطلوب بود كه در آغاز خلافت اصرار فراوانى بر قبول حكومت امام (ع) داشتند. مانند طلحه و زبير.

نظر به مشكلات و حوادث آينده بود كه فرمود: به پيشواز امورى مى رويم كه چهره ها و رنگهاى گوناگونى دارد، بدان هيبت و صلابت كه دلها تحمّل صبر بر آن امور را ندارند و خردها نه تنها پذيراى آنها نيستند، بلكه از قبول آن امور به دليل مخالفت با شريعت و نظام هستى ابا و انكار دارند. امور آينده اى كه امام (ع) بر آنها واقف و آگاه بود، اختلاف مردم و تحليلهاى نادرست و شبهات بيهوده و باطلى بود كه بعدها تحقق پذيرفت مانند تهمتهايى كه معاويه و مردم بصره بر آن حضرت زدند و او را متهم به قتل عثمان كردند و يا خوارج او را متّهم به قبول حكميت در جنگ صفّين كردند. چهره ها و رنگهاى مختلفى كه در عبارت حضرت آمده است استعاره بالكنايه از همين اتهامات مى باشد.

قوله عليه السلام: و إنّ الآفاق قد أغامت و المحجّة قد تنكّرت

ابرهاى تيره ظلم و جهل اطراف بلاد و دلها را فرو پوشانده و نادانى مردم شريعت را منكر گرديده است امام (ع) در عبارت فوق لفظ «غيم» را براى فروپوشى آفاق و كرانه دلها استعاره به كار برده و كنايه از اين است كه تاريكهاى ستمگرى و نادانى دلها را در جهت فساد و تباهى دگرگون كرده است. وجه شباهت اين است، چنان كه از ابر و رعد و برق چيزى جز نزول باران انتظار نيست از دلهاى تاريك ستمگران چيزى جز شرّ و فساد انتظار نمى رود.

عبارت «محجّة» اشاره به آشكار بودن راه شريعت و انكار آن به دليل نادانى مردم و عدم رفتار به احكام آن مى باشد.

قوله عليه السلام: و اعلموا الى قوله عتب العاتب.

پس از آن كه امام (ع) قبول خلافت را رد كرد و صداقت آنها را در تمايل بخلافت خويش دانست شرايطى براى قبول خلافت بيان كرد و نحوه برخورد خود با مسائل اجتماعى و يا كيفيّت عمل خود را به اجمال توضيح داد و به آنها فهماند كه در صورت پذيرش خلافت جز آنچه از شريعت مى داند در كار خلافت توصيه كسى را قبول نمى كند، و سخن كسى را كه به خواهش هواى نفس و مخالف شريعت گفته شود نمى پذيرد، و به تهديد و ارعاب كسى كه فزون طلب و يا ناراضى باشد در باره امرى كه بيقين مخالف شريعت است ترتيب اثر نمى دهد، زيرا ناحق گو و تهديد كننده بر خدا افترا بسته و خدا را در حقيقت تهديد كرده است. در حقيقت امام (ع) به آنچه وعده كرده بود وفا كرد. بزودى و به تفصيل در داستان برادرش عقيل توضيح خواهيم داد. كه چگونه وقتى عقيل از آن حضرت تقاضاى يك صاع گندم يا جو اضافى كرد آهنى را داغ كرده و به دست عقيل داد. و عقيل از سوز دست فريادى بر آورد. امام (ع) خطاب به عقيل فرمود: گريه كنندگان بحالت گريه كنند آيا از گرماى آهنى كه انسانى ببازيچه داغ كرده است فرياد بر مى آورى چگونه من از آتشى كه خداوند با خشمش بر افروخته است فرياد برنياورم.... لفظ «ركوب» در عبارت امام استعاره از استوارى حضرت بر امور يقينى و علمى خود مى باشد.

قوله عليه السلام: و ان تركتمونى الى آخره...

يعنى اگر مرا به خودم واگذاريد و قبول خلافت را از من نخواهيد، در فرمانبردارى اميرى كه انتخاب كنيد همچون يكى از شما نه، بلكه شايد فرمانبردارتر از شما نسبت به آن امير خواهم بود. اظهار اطاعت امام (ع) از خليفه اى كه آنها انتخاب مى كردند به دين دليل بود كه امام (ع) وجوب اطاعت از پيشوا را از ديگران بهتر مى دانست.

در اين كه امام (ع) فرمود شايد فرمانبردارتر باشم بدين لحاظ است كه اگر به فرض آنها اميرى براى خود انتخاب مى كردند و آن امير بر خلاف فرمان خدا عمل مى كرد امام (ع) در برابر چنين اميرى فرمانبردارتر از آنها نبود كه بماند مخالفت هم مى كرد، پس چون احتمال اين كه آنها اميرى انتخاب مى كردند و او موافق يا مخالف فرامين الهى عمل مى كرد بوده است، بكار بردن كلمه «شايد» بجا و مناسب بوده است.

كلمه «واو» در كلام امام (ع) كه فرمود «و أنا» به معناى حال و كلمه «وزيرا و اميرا» حال هستند. عمل كننده در اين دو حال فعلى است كه جار و مجرورها بدان متعلق هستند. يعنى فعل «كنت» معناى كلام چنين است: در حالى كه من وزير شما باشم از اين كه فرمانروا و امير، براى شما باشم بهتر است.

مقصود امام (ع) از وزير، معناى لغوى، يعنى كمك كار و پشتيبان مى باشد. كه بار سنگين مشورت را بدوش دارد. روشن است كه امام (ع) همواره وزير مسلمين و معاضد و پشتيبان آنها بود.

خيريّت امير نبودن امام (ع) براى مسلمانها سهولت كار آنها در امر دنيا بوده است. چه اگر آن حضرت خليفه مى بود آنها را بر امورى كه بر خلاف طبع و ميل شان بود مانند پيكار در راه خدا و صبر و استعانت وا مى داشت بعلاوه بيت المال را بطور مساوى بين مستمندان تقسيم مى كرد، چنان كه انجام داد و آنها را از چيزهايى كه مختصر منعى در شريعت داشت باز مى داشت و اين همه بظاهر خير آنها نبود و آنها را بمخالفت وا مى داشت چنان كه وا داشت.

امّا اگر وزير مى بود اين مشكلات نبود، چون وزير وظيفه اى جز مشورت و راى زنى شايسته و كمك در جنگ ندارد. و هر گاه مسئول را نتواند بر كار نيك الزام كند بر خلاف نظر او رأى مى دهد. البتّه اين خيريّت ما در آغاز كه خلافت را در نمود مطرح كرد، زيرا جمله «اگر فرمانم را اجابت كنيد» براى به طمع انداختن مردم بر اجابت و پذيرش آورده شده است.

شرح مرحوم مغنیه

دعوني و التمسوا غيري فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان. لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول. و إنّ الآفاق قد أغامت و المحجّة قد تنكّرت. و اعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم و لم أصغ إلى قول القائل و عتب العاتب، و إن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن و لّيتموه أمركم. و أنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا.

اللغة:

الآفاق: جمع أفق، و هو الناحية، و الخط: الذي ينتهي عنده امتداد البصر.

و أغامت: غطيت بالغيم. و المحجة: الطريق الواضح المستقيم.

الإعراب:

أمرا مفعول «مستقبلون». و أنا مبتدأ، و خير خبر، و لكم متعلق به، و وزيرا حال، و مثله أميرا.  

المعنى:

(دعوني و التمسوا- الى- قد تنكرت). نطق الإمام (ع) بهذا حين أراده الناس على البيعة بعد مقتل عثمان، و تقدم في شرح خطبة الشقشقية حكاية هذه البيعة مفصلا، و نعطف عليها ما قاله كاتب مصري معروف، و هو الاستاذ عبد الكريم الخطيب، له العديد من المؤلفات الاسلامية، و ما قاله حول بيعة الإمام خير تفسير لهذه الخطبة، و نقتطف منه ما يلي: قال في كتابه الكبير «علي بن أبي طالب بقية النبوة و خاتم الخلافة» ص 264 و ما بعدها طبعة سنة 1967: «قال البلاذري في أنساب الأشراف ج 5 ص 18: جاء الناس كلهم يهرعون الى علي، أصحاب النبي و غيرهم، و هم يقولون: ان أمير المؤمنين علي.. و قال الطبري في ج 5 ص 152: أتاه أصحاب رسول اللّه (ص) و قالوا له: قد قتل هذا الرجل، و لا بد للناس من إمام، و لا نجد اليوم أحق بهذا الأمر منك، و لا أقدم سابقة، و لا أقرب من رسول اللّه. فقال لهم: لا تفعلوا، فإني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا.. و في رواية أخرى يقول الطبري: اجتمع الأنصار و المهاجرون، و فيهم طلحة و الزبير، و قالوا: يا أبا الحسن هلم نبايعك.

فقال: لا حاجة لي في إمرتكم. فقالوا: و اللّه ما نختار غيرك.. و قال ابن قتيبة: أكثر الناس على طلحة و الزبير، و اتهموهما بقتل عثمان، و قالوا لهما: أيها الرجلان قد وقعتما في أمر عثمان، فخليا عن أنفسكما.. فقام الزبير، و حمد اللّه و أثنى عليه، و قال فيما قال: قد تشاورنا و رضينا عليا فبايعوه».

ثم قال الأستاذ الخطيب: «قد تردد عليّ أول الأمر، و حق له ذلك، فإن الأمر خطير، و العب ء فادح و ثقيل.. و لكن أمر المسلمين في معرض الضياع و التلف، و إذن فهي المخاطرة في لقاء هذا الموقف، و تحمل تبعاته.. انها معركة تقرر مصير الإسلام.. و لا يقوم بهذا الأمر إلا أولو العزم.. و لم يكن لعلي أن يتلبث أو يحجم عن خوض المعركة غير ناظر الى ما يكابده من محن، و ما يصيبه من ضر حتى و لو ذهب ذلك بنفسه، و قضى على حياته، و ما عمل الإمام حسابا لوجوده مع وجود الإسلام، و لا لحياته مع حياة الإسلام».

قبل الإمام (ع) البيعة، و ما استقر بعدها لحظة واحدة، ثم ختمت حياته بالشهادة، و لكنه أنقذ من الاسلام ما يمكن إنقاذه.. و من يدري: هل يبقى للإسلام من باقية لو أصر الإمام على رفض البيعة.. صحيح ان الحروب في عهده قامت و لم تقعد، و لكن كان من نتائجها أن عرف الناكثون، و تميّز المارقون عن غيرهم، و افتضحت الفئة الباغية بقتل عمار بن ياسر.. و صدق اللّه العظيم: «ما كان اللّه ليذر المؤمنين- أي الذين يتظاهرون بالايمان- على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب- 179 آل عمران».

و قال الشيخ محمد عبده في تعليقه: «إن الأطماع كانت قد تنبهت في كثير من الناس على عهد عثمان، بما نالوا من تفضيلهم بالعطاء، فلا يسهل عليهم فيما بعد أن يكونوا في مساواة مع غيرهم، فلو تناولهم العدل انفلتوا منه و طلبوا طائشة الفتنة طمعا في نيل رغباتهم، و أولئك هم أغلب الرؤساء في القوم، فإن أقرهم الإمام على ما كانوا عليه من الامتياز فقد أتى ظلما، و خالف شرعا، و الناقمون على عثمان قائمون على المطالبة بالنصفة، ان لم ينالوها تحرشوا للفتنة، فأين المحجة للوصول الى الحق على أمن الفتن و قد كان بعد بيعته ما تفرس به قبلها».

(و اعلموا انني ان أجبتكم ركبت بكم ما أعلم) من كتاب اللّه و سنّة نبيه، و كان الإمام مشهورا بهذه القوة و الصلابة في حق اللّه، و تواتر عن عمر انه قال يوم الشورى: لو وليها عليّ لحملكم على الجادة (و لم أصغ الى قول القائل، و عتب العاتب). أبدا لا يصغي علي إلا لدينه، و هو غني به عما سواه، أما دنياه فهي آخرته، و لا يرتجي غيرها، و لأجلها قبل البيعة، كما قال: لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجة بوجود الناصر، و ما أخذ اللّه على العلماء ان لا يقاروا على كظة ظالم، و لا سغب مظلوم- لألقيت حبلها على غاربها.

(و ان تركتموني فأنا كأحدكم). لأنهم اذا تركوه يكون بلا ناصر و معين، و عليه يتحتم السكوت (و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن وليتموه أمركم). ما شك الإمام لحظة في ان الخلافة حق له دون غيره، و لكنه لا يحارب من أجلها إلا اذا ضاعت حقوق المسلمين، و وجد الناصر و المعين على حفظها و اقامتها. و من أقواله: «و اللّه لأسلّمن ما سلمت أمور المسلمين، و لم يكن فيها جور إلا عليّ خاصة».

و بهذا نجد تفسير قوله: «و لعلّي أسمعكم و أطوعكم» أي بشرط أن تسلم أمور المسلمين، و تكلمنا عن ذلك في شرح الخطبة 73. و قال هيثم البحراني: «أشار الإمام بقوله: «لعلّي» الى انهم اذا ولّوا أحدا يخالف أمر اللّه تعالى فلا يكون الإمام أطوعهم بل أعصاهم».

(و انا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا). و ذلك ان الإمام يحملهم على الحق و هو صعب مستصعب، و قال بعد أن ولي الخلافة: اني لأعرف ما يصلحكم، و لكني لا أفسد نفسي بصلاحكم، و قال معاوية: لو لا علم عقيل بأني خير من أخيه ما تركه. فقال عقيل: أخي خير لي في ديني، و أنظر لنفسه منك، و أنت خير لي في دنياي، و انظر لي من نفسك، و قد آثرت دنياي، و اسأل اللّه العفو.  

شرح منهاج البراعة خویی

و من كلام له عليه السّلام لما اريد على البيعة و هو الواحد و التسعون من المختار فى باب الخطب

و قد رواه غير واحد من العامة و الخاصة حسبما نشير إليه دعوني و التمسوا غيري، فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان، لا تقوم له القلوب، و لا تثبت عليه العقول، و إنّ الآفاق قد أغامت، و المحجّة قد تنكّرت، و اعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، و لم أصغ إلى قول القائل، و عتب العاتب، و إن تركتموني فأنا كأحدكم، و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم، و أنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا.

اللغة

(غامت) الآفاق و أغامت و اغيمت و غيمت تغييما و تغيمت غطاها الغيم، و غيم اللّيل جاء كالغيم و (المحجّة) الطريق الواضح و (التنكّر) التّغير عن حال تسرّك إلى حال تكرهها و الاسم النّكير و (العتب) كالعتاب الملامة و (الوزير) حباء الملك أى جليسه الذى يحمل ثقله و يعينه برأيه

الاعراب

قوله عليه السّلام: و أنا لكم آه الواو للحال، و الجملة بعدها منصوبة المحلّ على الحاليّة، و أنا مبتدأ و خير خبره و الظرفان متعلّقان به، و وزيرا و أميرا منصوبان على الحال، و اختلف علماء الأدبية في عامل الحال إذا وقع في مثل هذا المثال، فمنهم من جعله أفعل التفضيل، و منهم من جعله كان محذوفة تامة صلة لاذا و التقدير أنا إذا كنت لكم وزيرا خير منّي لكم إذا كنت أميرا و تحقيق ذلك أنّهم بعد حكمهم على عدم جواز تقديم الحال على عامله إذا كان اسم تفضيل من حيث ضعفه في العمل لأجل شباهته بالفعل الجامد في عدم قبوله علامة التأنيث و التثنية و الجمع كما يقبلها أسماء الفاعلين و المفعولين و الصفة المشبهة فلا يتصرّف«» في معموله بالتقديم كما لا يتصرّف في الفعل الجامد، استثنوا من ذلك ما إذا كان اسم التفضيل عاملا في حالين احداهما مفضلة على الاخرى فانه يجب حينئذ تقديم الحال الفاضلة لخوف اللبس، و مثلوا له بقولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا، قال سيبويه في المحكيّ عنه: انتصب بسرا على الحال من الضمير فى أطيب و انتصب رطبا على الحال أيضا من الضمير المجرور بمن، و العامل فيهما أطيب بما فيه من معنى المفاضلة بين شيئين، كأنه قال: هذا في حال كونه بسرا أطيب من نفسه فى حالكونه رطبا، تريد أن تفضل البسر على الرطب، قال: فأطيب ناب مناب عاملين، لأنّ التقدير يزيد طيبه في حالكونه بسرا على طيبه في حالكونه رطبا و أشار بذلك«» إلى التمر، و المعنى بسره أطيب من رطبه انتهى و به قال غير واحد من النحاة كالمازني و الفارسي و ابن كيسان و ابن جنى و ابن هشام في التوضيح، و ذهب المبرّد و الزّجاج و ابن السّراج و السيّرافي إلى أنّ النّاصب في المثال كان محذوفة تامة صلة لإذا و إذا فان قلت ذلك و هو بلح فالمقدر اذا و ان قلته و هو تمر فالمقدر إذ، و الصاحبان المضمران في كان لا المضمر في أطيب، و المجرور بمن و قدم الظرف يعنى إذا و إذا على أطيب لاتساعهم في الظروف و لهذا جاز كلّ يوم لك ثوب و لم يجز زيد جالسا في الدّار و كيف كان فقد اتفق الفريقان بعد اختلافهم في عامل الحال على وجوب تقديم أحد الحالين على اسم التفضيل و تأخير الآخر ليظهر الفضل بين المفضّل و المفضّل عليه إذ لو أخّرا جميعا حصل الالتباس.

فان قيل: إن جعل أحدهما تاليا لأفعل لا يحصل الالتباس، قلنا يؤدّى إلى الفصل بين أفعل و بين من و مجرورها و هو غير جايز لكونهما بمنزلة الصّلة و الموصول فان قلت: فكيف فصّل بالظرف في كلام الامام عليه السّلام قلت: ذلك فصل جايز للاتّساع في الظروف بما لا يتّسع في غيره

المعنى

اعلم أنّ المستفاد من الروايات الآتية و غيرها في سبب هذا الكلام هو أنّ خلفاء الجور بعد ما غيّروا سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيرته التي كان يسيرها من العدل بالقسمة و المواساة بين الرّعية، ففضّلوا العرب على العجم، و الموالي على العبيد، و الرؤساء على السفلة، و آثر عثمان أقاربه من بني امية على ساير الناس و جرى على ذلك ديدنهم سنين عديدة، و اعتاد الناس ذلك أزمنة متطاولة حتّى نسوا سيرة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كان غرض الطالبين لبيعته عليه السّلام أن يسير عليه السّلام فيهم مثل سيرة من سبق عليه من المتخلّفين من تفضيل الشريف على الوضيع، و كان عليه السّلام تفرّس ذلك منهم و عرفه من و جنات حالهم.

خاطبهم بهذا الكلام إتماما للحجّة و إعلاما لهم بأنّه عليه السّلام إن قام فيهم بالأمر لا يجيبهم إلى ما طمعوا فيه من الترجيح و التفضيل فقال عليه السّلام (دعوني و التمسوا غيرى) للبيعة (فانّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان) و هو إنذار لهم بالحرب و إخبار عن ظهور الفتنة و اختلاف الكلمات و تشتّت الآراء و تفرّق الأهواء، يعنى أنّى إن أجبت إلى ملتمسكم فلا بدّ من ابتلاء أمر له أحكام صعبة و تكاليف شاقة من محاربة الناكثين و القاسطين و المارقين و التسوية في القسمة و العدل بين الرّعيّة الى غير ذلك و هو مما (لا تقوم له القلوب) أى لا تصبر عليه (و لا تثبت عليه العقول) بل تنكره (و انّ الآفاق قد أغامت) أى أظلمت بظهور البدع و خفاء شمس الحقّ تحت سحاب شبه أهل الباطل (و المحجّة قد تنكّرت) أراد به تغيّر الحنيفية البيضاء و الملّة الغرّاء و جهالة جادّة الحقّ (و اعلموا أنّي إن إن أجبتكم) إلى ما تلتمسونه منّي (ركبت بكم ما أعلم) أى جعلتكم راكبين على محض الحقّ و أسير فيكم بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (و لم أصغ إلى قول القائل و عتب العاتب) أى لم يأخذني في اللّه لومة لائم (و إن تركتموني فأنا كأحدكم) يعنى إن تركتموني فهو أنفع لكم و أرفه لحالكم لأنّى حينئذ أكون مثل واحد منكم و المراد بتركهم إيّاه عدم طاعتهم له و اختيار غيره للبيعة حتى لا تتمّ شرايط الخلافة لعدم النّاصر كما قال في الخطبة الشقشقيّة: لو لا حضور الحاضر و قيام الحجّة بوجود النّاصر لألقيت حبلها على غاربها، و ليس الغرض ردعهم عن البيعة الواجبة بل إتمام للحجة و توطئة لابطال ما علم عليه السّلام منهم من ادعاء الاكراه بعد البيعة كما فعل طلحة و الزّبير بعد النّكث و قوله (و لعلّى أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم) لعلّه عليه السّلام أراد أنه إذا تولى الغير أمر الامامة و لم تتم الشرائط في خلافته عليه السّلام لم يكن ليعدل عن مقتضى التقيّة فيكون أكثر الناس إطاعة لوالي الأمر بخلاف ساير النّاس فانّه يجوز عليهم الخطاء (و أنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا) يعني وزارتي خير لكم من امارتي، لأنّ فيه موافقة الغرض أو سهولة الحال في الدنيا، فانّه على تقدير الامارة و بسط اليد يجب عليه القيام بمحض الحق و هو صعب على النفوس و لا يحصل به آمال الطامعين بخلاف ما إذا كان وزيرا فانّ تكليف الوزير هو الاشارة بالرأى مع تجويز التأثير في الأمير و عدم الخوف و نحوه من شرايط الأمر بالمعروف، و لعلّ الأمير الذي يولّونه الأمر يرى في كثير من الامور ما يوافق آمال القوم و يطابق أطماعهم و لا يعمل بما يشير الوزير فيكون وزارته أوفق لمقصود القوم فالحاصل أنّ ما قصد تموه و طمعتم فيه من بيعتي لا يتمّ لكم، و وزارتي أوفق لغرضكم، و المقصود إتمام الحجّة و إفهام حقيقة الأمر كيلا يعترضوا عليه بعد البيعة إذا لم يحصل غرضهم منه عليه السّلام و لا يقولوا: إنّا كنّا عن هذا غافلين، هذا.

و اعلم أنّ ما ذكرته في شرح هذا الكلام له عليه السّلام هو الذي ينبغي أن يحمل الكلام عليه و هو أقرب و أظهر ممّا قاله الشّارح البحراني «قد» من أنّ مراده عليه السّلام بكلامه ذلك هو التمنّع عليهم لتقوى رغبتهم إليه، فانّه لا بدّ لكلّ مطلوب على أمر من تعزّز فيه و تمنّع، و الحكمة في ذلك أنّ الطالب له يكون بذلك أرغب فيما يطلب فانّ الطبع حريص على ما منع، سريع النفرة عمّا سورع إلى اجابته فيه.

و أمّا الشّارح المعتزلي فقد تمشّى فيه على مذهبه و قال: هذا الكلام يحمله أصحابنا على ظاهره و يقولون: إنّه عليه السّلام لم يكن منصوصا عليه بالامامة من جهة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إن كان أولى النّاس بها و أحقّهم بمنزلتها، لأنه لو كان منصوصا عليه بالامامة من جهة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما جاز له أن يقول: دعونى و التمسوا غيرى، و لا أن يقول: و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم، و لا أن يقول: و أنا لكم وزيرا خير لكم منّى أميرا. ثمّ ذكر تأويل الامامية بأنّ الخطاب للطالبين منه أن يسير فيهم مثل سيرة الخلفاء بتفضيل بعضهم على بعض في القسمة و العطاء، فاستعفاهم و سألهم أن يطلبوا غيره ممن يسير بسيرتهما إلى أن قال: و قد حمل بعضهم كلامه عليه السّلام على محمل آخر فقال: هذا كلام مستزيد شاك من أصحابه يقول عليه السّلام لهم: دعوني و التمسوا غيري، على طريق التّضجر منهم و التّسخط لأفعالهم، لأنّهم كانوا عدلوا عنه من قبل و اختاروا غيره عليه فلما طلبوه بعد أجابهم جواب العاتب المتسخّط ثمّ قال: و حمل قوم منهم الكلام على وجه آخر فقالوا: إنّه أخرجه مخرج التّهكّم و السّخرية، أى أنا لكم وزيرا خير منّى لكم أميرا فيما تعتقدونه كما قال سبحانه: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.

أى بزعمك و اعتقادك ثمّ قال: و اعلم أنّ ما ذكروه ليس ببعيد أن يحمل الكلام عليه لو كان الدّليل قد دلّ على ذلك، فأمّا إذا لم يدلّ عليه دليل فلا يجوز صرف اللّفظ عن ظاهره. و نحن نتمسّك بالظاهر إلى أن يقوم دلالة على مذهبهم تصدّنا عن حمل اللّفظ على ظاهره، و لو جاز أن يصرف الألفاظ عن ظواهرها لغير دليل قاهر يصدّ عنها لم يبق وثوق بكلام اللّه عزّ و جلّ و بكلام رسوله، انتهى كلامه هبط مقامه.

و أورد عليه المحدّث العلامة المجلسىّ طاب رمسه في المجلّد الثّامن من البحار بعد نقل كلامه بقوله: و لا يخفى على اللّبيب بعد الغماض عن الأدلّة القاهرة و النّصوص المتواترة لا فرق بين المذهبين في وجوب التّأويل و لا يستقيم الحمل على ظاهره إلّا على القول بأنّ إمامته عليه السّلام كان مرجوحا و أنّ كونه وزيرا كان أولى من كونه أميرا، و هو ينافي القول بالتفضيل الذي قال به، فانّه عليه السّلام إذا كان أحقّ بالامامة و بطل تفضيل المفضول على ما هو الحقّ و اختاره أيضا كيف يجوز للناس أن يعدلوا عنه إلى غيره و كيف يجوز له عليه السّلام أن يأمر الناس بتركه و العدول عنه إلى غيره مع عدم ضرورة تدعو إلى ترك الامامة و مع وجود الضّرورة كما جاز ترك الامامة الواجبة بالدّليل جاز ترك الامامة المنصوص عليها، فالتأويل واجب على التقديرين و لا نعلم أحدا قال بتفضيل غيره عليه و رجحان العدول إلى أحد سواه في ذلك الزمان، على أنّ الظّاهر للمتأمّل في أجزاء الكلام حيث علّل الأمر بالتماس الغير باستقبال أمر لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول و يتنكّر المحجة و أنّه إن أجابهم حملهم على محض الحقّ، هو أنّ السّبب في ذلك وجود المانع دون عدم النّص و أنّه لم يكن متعيّنا للامامة أو لم يكن أحقّ و أولى به و نحو ذلك

تنبيه

متضمّن لبعض الأخبار المناسبة للمقام، قال ابن الأثير في المحكيّ عنه في كتاب الكامل: لما قتل عثمان اجتمع أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من المهاجرين و الأنصار و فيهم طلحة و الزّبير فأتوا عليّا عليه السّلام فقالوا له لا بدّ للناس من إمام، قال: لا حاجة لي في أمركم فمن اخترتم رضيت به، فقالوا: ما نختار غيرك و تردّدوا إليه مرارا و قالوا في آخر ذلك: إنّا لا نعلم أحدا أحقّ به منك و لا أقدم سابقة و لا أقرب قرابة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال عليه السّلام: لا تفعلوا فاني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا، فقالوا، و اللّه ما نحن بفاعلين حتّى نبايعك.

قال عليه السّلام: ففي المسجد فانّ بيعتي لا يكون خفيّا و لا يكون إلّا في المسجد و كان عليه السّلام في بيته، و قيل: في حايط لبني عمرو بن منذر، فخرج إلى المسجد و عليه ازار و قميص و عمامة خز و نعلاه في يده متوكّئا على قوسه، فبايعه الناس فكان أوّل من بايعه طلحة بن عبيد اللّه، فنظر إليه حبيب بن ذويب فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، أوّل من بدأ بالبيعة يد شلاء لا يتمّ هذا الأمر، و بايعه الزبير و قالا بعد ذلك: إنما صنعنا ذلك خشية على أنفسنا، و هربا إلى مكّة بعد قتل عثمان بأربعة أشهر و بايعه الناس و جاءوا بسعد بن أبي وقاص فقال عليّ عليه السّلام: بايع، قال: لا حتّى يبايع النّاس و اللّه ما عليك منّي بأس، فقال عليه السّلام: خلّوا سبيله، و جاءوا بابن عمر فقالوا: بايع فقال: لا حتى يبايع الناس، قال: ائتني بكفيل قال، لا أرى كفيلا، قال الأشتر: دعنى أضرب عنقه قال عليه السّلام: دعوه أنا كفيله.

و بايعت الأنصار إلّا نفرا يسيرا منهم حسان بن ثابت، و كعب بن مالك، و مسلمة بن مخلد، و أبو سعيد الخدري، و محمّد بن مسلمة، و النعمان بن بشير، و زيد ابن ثابت، و كعب بن مالك، و رافع خديج، و فضالة بن عبيد، و كعب بن عجرة كانوا عثمانية فأمّا النعمان بن بشير فانه أخذ أصابع نائلة امرئة عثمان التي قطعت و قميص عثمان الذي قتل فيه، فلحق بالشام فكان معاوية يعلّق قميص عثمان و فيه الأصابع فاذا رأوا ذلك أهل الشام ازدادوا غيظا وجدّوا في أمرهم قال: و روى أنهم لمّا أتوا عليّا عليه السّلام ليبايعوه قال: دعوني و التمسوا غيري فانّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول، فقالوا ننشدك اللّه ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى الاسلام ألا ترى الفتنة ألا تخاف اللّه فقال: قد أجبتكم و اعلموا أني إن أجبتكم أركب بكم ما أعلم فان تركتموني فانما أنا كأحدكم إلّا أنّي من أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه و روى الشّارح المعتزلي عن الطبري و غيره أنّ الناس غشوه و تكاثروا عليه يطلبون مبايعته و هو عليه السّلام يأبى ذلك و يقول: دعونى و التمسوا غيرى فانّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تثبت عليه العقول و لا تقوم له القلوب، قالوا: ننشدك اللّه ألا ترى الفتنة ألا ترى إلى ما حدث في الاسلام ألا تخاف اللّه فقال عليه السّلام: قد أجبتكم لما أرى منكم و اعلموا أنى إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم و إن تركتموني فانّما أنا كأحدكم بل أنا أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم، فقالوا: ما نحن بتاركيك.

قال عليه السّلام: إن كان لا بدّ من ذلك ففي المسجد إنّ بيعتي لا يكون خفيّا و لا يكون إلّا عن رضاء المسلمين و في ملاء و جماعة، فقام و النّاس حوله فدخل المسجد و انثال عليه المسلمون فبايعوه و فيهم طلحة و الزبير و في البحار من المناقب في جمل أنساب الأشراف أنه قال الشعبي في خبر: لما قتل عثمان أقبل الناس إلى عليّ عليه السّلام ليبايعوه و مالوا إليه فمدّوا يده فكفّها، و بسطوها فقبضها حتّى بايعوه و في ساير التواريخ أنّ أوّل من بايعه طلحة بن عبد اللّه و كانت أصبعه اصيبت يوم أحد فشلّت، فبصر بها أعرابيّ حين بايع فقال: ابتدأ هذا الأمريد شلاء لا يتمّ، ثمّ بايعه الناس فى المسجد، و يروى أنّ الرّجل كان عبيد بن ذويب فقال: يد شلاء و بيعة لا يتمّ و فى البحار و بويع يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين من الهجرة، و عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّ اليوم الذي بويع فيه أمير المؤمنين ثانية كان يوم النيروز، هذا و لمّا بويع عليه السّلام انشأ عطيّة هذه الأبيات:

  • رأيت عليّا خير من وطى ء الحصاو أكرم خلق اللّه من بعد أحمد
  • وصيّ رسول المرتضى و ابن عمّه و فارسه المشهور في كلّ مشهد
  • تخيّره الرّحمن من خير اسرةلأطهر مولود و أطيب مولد
  • إذا نحن بايعنا عليّا فحسبناببيعته بعد النبيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

و أنشأ خزيمة بن ثابت

  • إذا نحن بايعنا عليّا فحسبناأبو حسن ممّا نخاف من الفتن
  • وجدناه أولى النّاس بالنّاس انه أطبّ قريش بالكتاب و بالسنن
  • و انّ قريشا لا تشقّ غبارهإذا ما جرى يوما على ضمر البدن
  • ففيه الذي فيهم من الخير كلّه و ما فيهم مثل الذي فيه من حسن
  • وصيّ رسول اللّه من دون أهلهو فارسه قد كان في سالف الزّمن
  • و أوّل من صلّى من الناس كلّهم سوى خيرة النسوان و اللّه ذى المنن
  • و صاحب كبش القوم في كلّ وقعةيكون لها نفس الشجاع لدى الذقن
  • فداك الذي تثنى الخناصر باسمه إمامهم حتّى اغيّب في الكفن

شرح لاهیجی

و من كلام له (علیه السلام) لما اريد على البيعة بعد قتل عثمان يعنى از كلام امير المؤمنين عليه السّلام است در وقتى كه اراده بيعت او كردند بعد از كشته شدن عثمان دعونى و التمسوا غيرى فانّا مستقبلون امرا له وجوه و الوان لا يقوم له القلوب و لا يبثت عليه العقول و انّ الافاق قد اغامت و المحجّة قد تنكّرت يعنى واگذاريد مرا و التماس نمائيد غير مرا در بيعت كردن با او بسبب آن كه ما رو آورده ايم بامرى كه از براى او صورتها و رنگها است يعنى امريست كه احتمال وجوه مختلفه و حالات متلوّنه را دارد و هر وقتى بطورى و بهر مقامى بنحوى بايد اجرا بشود و حال آن كه نايستاده اند از براى او دلها و ثابت و لازم نيستند بر او همه رايها و بتحقيق كه ابر جهالت فرو گرفته است ولايتها را و راه جاده ناپيدا و متروكست و چون امر خلافت بوحى و نصّ است نه ببيعت و اجماع و در باره خليفه بر حقّ وحى و نصّ متحقّق بود و به بيعت غصب حقّ شده بود لهذا اظهار اكراه كردند از حيثيّت بيعت نه از جهت خلافت زيرا كه ايشان از جانب خدا و رسول خليفه بودند چه در زمان عدم بيعت و چه در وقت بيعت و باين جهة گفتند كه التماس بيعت بغير من كرده باشيد يعنى آن چه بر شما است از حقّ من اطاعت و انقياد از روى قلب و اعتقاد است نه بيعت در ظاهر با اغراض و اطماع حطام دنيوى و فرو گرفتن ضلالت دلهاى اهل افاقرا و انكار مردم راه جادّه حق را و عدول از صراط مستقيم بسوى طريق شيطان رجيم را و اعلموا انّى ان اجبتكم ركبت بكم ما اعلم و لم اصغ الى قول القائل و عتب العاتب و ان تركتمونى فانا كاحدكم و لعلّى اسمعكم و اطوعكم لمن ولّيتموه امركم و انا لكم وزيرا خير منّى لكم اميرا يعنى بدانيد كه من اگر اجابت التماس شما كردم و بيعت با شما كردم متحمل مى سازم شما را باحكام خدائى كه من مى دانم و گوش نمى دهم بسوى قول قائل و لوم لائم يعنى بگفته شما و خواهش شما عمل نخواهم كرد آن چه خدا گفته است از ان فرار خواهم كرد و با شما رفتار كرد اگر چه خلاف خواهش شما باشد و باكى از سرزنش شما نخواهم داشت و بيم من از عتاب خدا است من خليفه خدا و رسول و حاكم باحكام ايشان نه امير به بيعت شما و محكوم خواهش شما و اگر واگذاريد مرا و اطاعت من نكنيد چنانچه واگذاشته بوديد پس من مثل يكى از شما باشم كه تكليف اجراى امر خلافت از من ساقط خواهد بود و تسلّطى نخواهم داشت كه بخلاف خواهش شما با شما رفتار كرده باشم و اميد هست كه من شنواتر و اطاعت كننده تر از شما باشم از براى كسى كه شما امر خلافت را باو واگذاريد زيرا كه تكليف من در انوقت مدارا خواهد بود تا توانم اجراى احكام خدا بقدر مقدور كرد و شيعيان خلّص را از شرّ اشرار محفوظ داشت و من از براى شما وزير باشم بهتر است از اين كه من از براى شما امير باشم يعنى شما مرا خليفه بوحى و نصّ و وزير از جانب خدا بدانيد انفع و اصلح دنيا و اخرت شما است از اين كه مرا امير بسبب بيعت شما بدانيد زيرا كه البتّه شنيده ايد از رسول خدا (صلی الله علیه وآله) حديث علىّ منّى بمنزلة هرون من موسى و خوانده ايد در قران ايه وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي كه موسى على نبيّنا عليه السّلام درخواست كرد از خدا وزير بودن برادر خود هرون را و هرون بحكم خدا وزير و خليفه موسى شد پس هرگاه من بمنزله هرون و برادر باشم از براى رسول (صلی الله علیه وآله) خدا پس البتّه خلافت و وزارت من نيز بحكم و وحى خدا باشد نه به بيعت شما پس اگر مرا وزير خدا بدانيد و اطاعت خدا را كرده باشيد سعادت دنيا و اخرت شما را خواهد بود و الّا بجز شقاوت و خسارت حاصلى از براى شما نخواهد داشت

شرح ابن ابی الحدید

و من كلام له ع لما أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه

دَعُونِي وَ الْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ وَ لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ وَ إِنَّ الآْفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ وَ الْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ . وَ اعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَ عَتْبِ الْعَاتِبِ وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ وَ لَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً في أكثر النسخ لما اراده الناس على البيعة و وجدت في بعضها أداره الناس على البيعة فمن روى الأول جعل على متعلقة بمحذوف و تقديره موافقا و من روى الثاني جعلها متعلقة بالفعل الظاهر نفسه و هو أداره تقول أدرت فلانا على كذا و داورت فلانا على كذا أي عالجته . و لا تقوم له القلوب أي لا تصبر و أغامت الآفاق غطاها الغيم أغامت و غامت و أغيمت و تغيمت كله بمعنى و المحجة الطريق و تنكرت جهلت فلم تعرف و وزيرا و أميرا منصوبان على الحال . و هذا الكلام يحمله أصحابنا على ظاهره و يقولون إنه ع لم يكن منصوصا عليه بالإمامة من جهة الرسول ص و إن كان أولى الناس بها و أحقهم بمنزلتها لأنه لو كان منصوصا عليه بالإمامة من جهة الرسول ع لما جاز له أن يقول دعوني و التمسوا غيري و لا أن يقول و لعلي أسمعكم و أطوعكم لمن وليتموه أمركم و لا أن يقول و أنا لكم وزيرا خير مني لكم أميرا و تحمله الإمامية على وجه آخر فيقولون إن الذين أرادوه على البيعة هم كانوا العاقدين بيعة الخلفاء من قبل و قد كان عثمان منعهم أو منع كثيرا منهم عن حقه من العطاء لأن بني أمية استأصلوا الأموال في أيام عثمان فلما قتل قالوا لعلي ع نبايعك على أن تسير فينا سيرة أبي بكر و عمر لأنهما كانا لا يستأثران بالمال لأنفسهما و لا لأهلهما فطلبوا من علي ع البيعة على أن يقسم عليهم بيوت الأموال قسمة أبي بكر و عمر فاستعفاهم و سألهم أن يطلبوا غيره ممن يسير بسيرتهما و قال لهم كلاما تحته رمز و هو قوله إنا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول و إن الآفاق قد أغامت و المحجة قد تنكرت . قالوا و هذا كلام له باطن و غور عميق معناه الإخبار عن غيب يعلمه هو و يجهلونه هم و هو الإنذار بحرب المسلمين بعضهم لبعض و اختلاف الكلمة و ظهور الفتنة . و معنى قوله له وجوه و ألوان أنه موضع شبهة و تأويل فمن قائل يقول أصاب علي و من قائل يقول أخطأ و كذلك القول في تصويب محاربيه من أهل الجمل و صفين و النهروان و تخطئتهم فإن المذاهب فيه و فيهم تشعبت و تفرقت جدا . و معنى قوله الآفاق قد أغامت و المحجة قد تنكرت أن الشبهة قد استولت على العقول و القلوب و جهل أكثر الناس محجة الحق أين هي فأنا لكم وزيرا عن رسول الله ص أفتي فيكم بشريعته و أحكامه خير لكم مني أميرا محجورا عليه مدبرا بتدبيركم فإني أعلم أنه لا قدرة لي أن أسير فيكم بسيرة رسول الله ص في أصحابه مستقلا بالتدبير لفساد أحوالكم و تعذر صلاحكم . و قد حمل بعضهم كلامه على محمل آخر فقال هذا كلام مستزيد شاك من أصحابه يقول لهم دعوني و التمسوا غيري على طريق الضجر منهم و التبرم بهم و التسخط لأفعالهم لأنهم كانوا عدلوا عنه من قبل و اختاروا عليه فلما طلبوه بعد أجابهم جواب المتسخط العاتب . و حمل قوم منهم الكلام على وجه آخر فقالوا إنه أخرجه مخرج التهكم و السخرية أي أنا لكم وزيرا خير مني لكم أميرا فيما تعتقدونه كما قال سبحانه ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ أي تزعم لنفسك ذلك و تعتقده . و اعلم أن ما ذكروه ليس ببعيد أن يحمل الكلام عليه لو كان الدليل قد دل على ذلك فأما إذا لم يدل عليه دليل فلا يجوز صرف اللفظ عن ظاهره و نحن نتمسك بالظاهر إلا أن تقوم دلالة على مذهبهم تصدنا عن حمل اللفظ عن ظاهره و لو جاز أن تصرف الألفاظ عن ظواهرها لغير دليل قاهر يصدف و يصد عنها لم يبق وثوق بكلام الله عز و جل و بكلام رسوله ع و قد ذكرنا فيما تقدم كيفية الحال التي كانت بعد قتل عثمان و البيعة العلوية كيف وقعت

فصل فيما كان من أمر طلحة و الزبير عند قسم المال

و نحن نذكر هاهنا في هذه القصة ما ذكره شيخنا أبو جعفر الإسكافي في كتابه الذي نقض فيه كتاب العثمانية لشيخنا أبي عثمان فإن الذي ذكره لم نورده نحن فيما تقدم . قال أبو جعفر لما اجتمعت الصحابة في مسجد رسول الله ص بعد قتل عثمان للنظر في أمر الإمامة أشار أبو الهيثم بن التيهان و رفاعة بن رافع و مالك بن العجلان و أبو أيوب الأنصاري و عمار بن ياسر بعلي ع و ذكروا فضله و سابقته و جهاده و قرابته فأجابهم الناس إليه فقام كل واحد منهم خطيبا يذكر فضل علي ع فمنهم من فضله على أهل عصره خاصة و منهم من فضله على المسلمين كلهم كافة ثم بويع و صعد المنبر في اليوم الثاني من يوم البيعة و هو يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقين من ذي الحجة فحمد الله و أثنى عليه و ذكر محمدا فصلى عليه ثم ذكر نعمة الله على أهل الإسلام ثم ذكر الدنيا فزهدهم فيها و ذكر الآخرة فرغبهم إليها  

ثم قال أما بعد فإنه لما قبض رسول الله ص استخلف الناس أبا بكر ثم استخلف أبو بكر عمر فعمل بطريقه ثم جعلها شورى بين ستة فأفضي الأمر منهم إلى عثمان فعمل ما أنكرتم و عرفتم ثم حصر و قتل ثم جئتموني طائعين فطلبتم إلي و إنما أنا رجل منكم لي ما لكم و علي ما عليكم و قد فتح الله الباب بينكم و بين أهل القبلة و أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم و لا يحمل هذا الأمر إلا أهل الصبر و البصر و العلم بمواقع الأمر و إني حاملكم على منهج نبيكم ص و منفذ فيكم ما أمرت به إن استقمتم لي و بالله المستعان ألا إن موضعي من رسول الله ص بعد وفاته كموضعي منه أيام حياته فامضوا لما تؤمرون به و قفوا عند ما تنهون عنه و لا تعجلوا في أمر حتى نبينه لكم فإن لنا عن كل أمر تنكرونه عذرا ألا و إن الله عالم من فوق سمائه و عرشه أني كنت كارها للولاية على أمة محمد حتى اجتمع رأيكم على ذلك لأني سمعت رسول الله ص يقول أيما وال ولي الأمر من بعدي أقيم على حد الصراط و نشرت الملائكة صحيفته فإن كان عادلا أنجاه الله بعدله و إن كان جائرا انتفض به الصراط حتى تتزايل مفاصله ثم يهوى إلى النار فيكون أول ما يتقيها به أنفه و حر وجهه و لكني لما اجتمع رأيكم لم يسعني ترككم ثم التفت ع يمينا و شمالا فقال ألا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار و فجروا الأنهار و ركبوا الخيول الفارهة و اتخذوا الوصائف الروقة فصار ذلك عليهم عارا و شنارا إذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه و أصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون فينقمون ذلك و يستنكرون و يقولون حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا ألا و أيما رجل من المهاجرين و الأنصار من أصحاب رسول الله ص يرى أن الفضل له على من سواه لصحبته فإن الفضل النير غدا عند الله و ثوابه و أجره على الله و أيما رجل استجاب لله و للرسول فصدق ملتنا و دخل في ديننا و استقبل قبلتنا فقد استوجب حقوق الإسلام و حدوده فأنتم عباد الله و المال مال الله يقسم بينكم بالسوية لا فضل فيه لأحد على أحد و للمتقين عند الله غدا أحسن الجزاء و أفضل الثواب لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجرا و لا ثوابا و ما عند الله خير للأبرار و إذا كان غدا إن شاء الله فاغدوا علينا فإن عندنا مالا نقسمه فيكم و لا يتخلفن أحد منكم عربي و لا عجمي كان من أهل العطاء أو لم يكن إلا حضر إذا كان مسلما حرا أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم ثم نزل

. قال شيخنا أبو جعفر و كان هذا أول ما أنكروه من كلامه ع و أورثهم الضغن عليه و كرهوا إعطاءه و قسمه بالسوية فلما كان من الغد غدا و غدا الناس لقبض المال فقال لعبيد الله بن أبي رافع كاتبه ابدأ بالمهاجرين فنادهم و أعط كل رجل ممن حضر ثلاثة دنانير ثم ثن بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك و من يحضر من الناس كلهم الأحمر و الأسود فاصنع به مثل ذلك . فقال سهل بن حنيف يا أمير المؤمنين هذا غلامي بالأمس و قد أعتقته اليوم فقال نعطيه كما نعطيك فأعطى كل واحد منهما ثلاثة دنانير و لم يفضل أحدا على أحد و تخلف عن هذا القسم يومئذ طلحة و الزبير و عبد الله بن عمر و سعيد بن العاص و مروان بن الحكم و رجال من قريش و غيرها . قال و سمع عبيد الله بن أبي رافع عبد الله بن الزبير يقول لأبيه و طلحة و مروان و سعيد ما خفي علينا أمس من كلام علي ما يريد فقال سعيد بن العاص و التفت إلى زيد بن ثابت إياك أعني و اسمعي يا جارة فقال عبيد الله بن أبي رافع لسعيد و عبد الله بن الزبير إن الله يقول في كتابه وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ . ثم إن عبيد الله بن أبي رافع أخبر عليا ع بذلك فقال و الله إن بقيت و سلمت لهم لأقيمنهم على المحجة البيضاء و الطريق الواضح قاتل الله ابن العاص لقد عرف من كلامي و نظري إليه أمس أني أريده و أصحابه ممن هلك فيمن هلك . قال فبينا الناس في المسجد بعد الصبح إذ طلع الزبير و طلحة فجلسا ناحية عن علي ع ثم طلع مروان و سعيد و عبد الله بن الزبير  فجلسوا إليهما ثم جاء قوم من قريش فانضموا إليهم فتحدثوا نجيا ساعة ثم قام الوليد بن عقبة بن أبي معيط فجاء إلى علي ع فقال يا أبا الحسن إنك قد وترتنا جميعا أما أنا فقتلت أبي يوم بدر صبرا و خذلت أخي يوم الدار بالأمس و أما سعيد فقتلت أباه يوم بدر في الحرب و كان ثور قريش و أما مروان فسخفت أباه عند عثمان إذ ضمه إليه و نحن إخوتك و نظراؤك من بني عبد مناف و نحن نبايعك اليوم على أن تضع عنا ما أصبناه من المال في أيام عثمان و أن تقتل قتلته و إنا إن خفناك تركناك فالتحقنا بالشام .

فقال أما ما ذكرتم من وتري إياكم فالحق وتركم و أما وضعي عنكم ما أصبتم فليس لي أن أضع حق الله عنكم و لا عن غيركم و أما قتلي قتلة عثمان فلو لزمني قتلهم اليوم لقتلتهم أمس و لكن لكم علي إن خفتموني أن أؤمنكم و إن خفتكم أن أسيركم

. فقام الوليد إلى أصحابه فحدثهم و افترقوا على إظهار العداوة و إشاعة الخلاف فلما ظهر ذلك من أمرهم قال عمار بن ياسر لأصحابه قوموا بنا إلى هؤلاء النفر من إخوانكم فإنه قد بلغنا عنهم و رأينا منهم ما نكره من الخلاف و الطعن على إمامهم و قد دخل أهل الجفاء بينهم و بين الزبير و الأعسر العاق يعني طلحة . فقام أبو الهيثم و عمار و أبو أيوب و سهل بن حنيف و جماعة معهم فدخلوا على علي ع فقالوا يا أمير المؤمنين انظر في أمرك و عاتب قومك هذا الحي من قريش فإنهم قد نقضوا عهدك و أخلفوا وعدك و قد دعونا في السر إلى رفضك هداك الله لرشدك و ذاك لأنهم كرهوا الأسوة و فقدوا الأثرة و لما آسيت بينهم و بين الأعاجم أنكروا و استشاروا عدوك و عظموه و أظهروا الطلب بدم عثمان فرقة للجماعة و تألفا لأهل الضلالة فرأيك . فخرج علي ع فدخل المسجد و صعد المنبر مرتديا بطاق مؤتزرا ببرد قطري متقلدا سيفا متوكئا على قوس فقال أما بعد فإنا نحمد الله ربنا و إلهنا و ولينا و ولي النعم علينا الذي أصبحت نعمه علينا ظاهرة و باطنة امتنانا منه بغير حول منا و لا قوة ليبلونا أ نشكر أم نكفر فمن شكر زاده و من كفر عذبه فأفضل الناس عند الله منزلة و أقربهم من الله وسيلة أطوعهم لأمره و أعملهم بطاعته و أتبعهم لسنة رسوله و أحياهم لكتابه ليس لأحد عندنا فضل إلا بطاعة الله و طاعة الرسول هذا كتاب الله بين أظهرنا و عهد رسول الله و سيرته فينا لا يجهل ذلك إلا جاهل عاند عن الحق منكر قال الله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ ثم صاح بأعلى صوته أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أطيعوا الرَّسُولُ فإن توليتم فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ ثم قال يا معشر المهاجرين و الأنصار أ تمنون على الله و رسوله بإسلامكم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ثم قال أنا أبو الحسن و كان يقولها إذا غضب ثم قال ألا إن هذه الدنيا التي أصبحتم تمنونها و ترغبون فيها و أصبحت تغضبكم و ترضيكم ليست بداركم و لا منزلكم الذي خلقتم له فلا تغرنكم فقد حذرتكموها و استتموا نعم الله عليكم بالصبر لأنفسكم على طاعة الله و الذل لحكمه جل ثناؤه فأما هذا الفي ء فليس لأحد على أحد فيه أثرة و قد فرغ الله من قسمته فهو مال الله و أنتم عباد الله المسلمون و هذا كتاب الله به أقررنا و له أسلمنا و عهد نبينا بين أظهرنا فمن لم يرض به فليتول كيف شاء فإن العامل بطاعة الله و الحاكم بحكم الله لا وحشة عليه ثم نزل عن المنبر فصلى ركعتين ثم بعث بعمار بن ياسر و عبد الرحمن بن حنبل القرشي إلى طلحة و الزبير و هما في ناحية المسجد فأتياهما فدعواهما فقاما حتى جلسا إليه ع فقال لهما نشدتكما الله هل جئتماني طائعين للبيعة و دعوتماني إليها و أنا كاره لها قالا نعم فقال غير مجبرين و لا مقسورين فأسلمتما لي بيعتكما و أعطيتماني عهدكما  قالا نعم قال فما دعاكما بعد إلى ما أرى قالا أعطيناك بيعتنا على ألا تقضي الأمور و لا تقطعها دوننا و أن تستشيرنا في كل أمر و لا تستبد بذلك علينا و لنا من الفضل على غيرنا ما قد علمت فأنت تقسم القسم و تقطع الأمر و تمضي الحكم بغير مشاورتنا و لا علمنا فقال لقد نقمتما يسيرا و أرجأتما كثيرا فاستغفرا الله يغفر لكما أ لا تخبرانني أدفعتكما عن حق وجب لكما فظلمتكما إياه قالا معاذ الله قال فهل استأثرت من هذا المال لنفسي بشي ء قالا معاذ الله قال أ فوقع حكم أو حق لأحد من المسلمين فجهلته أو ضعفت عنه قالا معاذ الله قال فما الذي كرهتما من أمري حتى رأيتما خلافي قالا خلافك عمر بن الخطاب في القسم أنك جعلت حقنا في القسم كحق غيرنا و سويت بيننا و بين من لا يماثلنا فيما أفاء الله تعالى علينا بأسيافنا و رماحنا و أوجفنا عليه بخيلنا و رجلنا و ظهرت عليه دعوتنا و أخذناه قسرا قهرا ممن لا يرى الإسلام إلا كرها فقال فأما ما ذكرتماه من الاستشارة بكما فو الله ما كانت لي في الولاية رغبة و لكنكم دعوتموني إليها و جعلتموني عليها فخفت أن أردكم فتختلف الأمة فلما أفضت إلي نظرت في كتاب الله و سنة رسوله فأمضيت ما دلاني عليه و اتبعته و لم أحتج إلى آرائكما فيه و لا رأي غيركما و لو وقع حكم ليس في كتاب الله بيانه و لا في السنة برهانه و احتيج إلى المشاورة فيه لشاورتكما فيه و أما القسم و الأسوة فإن ذلك أمر لم أحكم فيه بادئ بدء قد وجدت أنا و أنتما رسول الله ص يحكم بذلك و كتاب الله ناطق به و هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و أما قولكما جعلت فيئنا و ما أفاءته سيوفنا و رماحنا سواء بيننا و بين غيرنا فقديما سبق إلى الإسلام قوم و نصروه بسيوفهم و رماحهم فلم يفضلهم رسول الله ص في القسم و لا آثرهم بالسبق و الله سبحانه موف السابق و المجاهد يوم القيامة أعمالهم و ليس لكما و الله عندي و لا لغيركما إلا هذا أخذ الله بقلوبنا و قلوبكم إلى الحق و ألهمنا و إياكم الصبر ثم قال رحم الله امرأ رأى حقا فأعان عليه و رأى جورا فرده و كان عونا للحق على من خالفه

. قال شيخنا أبو جعفر و قد روي أنهما قالا له وقت البيعة نبايعك على أنا شركاؤك في هذا الأمر فقال لهما لا و لكنكما شريكاي في الفي ء لا أستأثر عليكما و لا على عبد حبشي مجدع بدرهم فما دونه لا أنا و لا ولداي هذان فإن أبيتما إلا لفظ الشركة فإنما عونان لي عند العجز و الفاقة لا عند القوة و الاستقامة

. قال أبو جعفر فاشترطا ما لا يجوز في عقد الأمانة   و شرط ع لهما ما يجب في الدين و الشريعة . قال رحمه الله تعالى و قد روي أيضا أن الزبير قال في ملإ من الناس هذا جزاؤنا من علي قمنا له في أمر عثمان حتى قتل فلما بلغ بنا ما أراد جعل فوقنا من كنا فوقه . و قال طلحة ما اللوم إلا علينا كنا معه أهل الشورى ثلاثة فكرهه أحدنا يعني سعدا و بايعناه فأعطيناه ما في أيدينا و منعنا ما في يده فأصبحنا قد أخطأنا اليوم ما رجوناه أمس و لا نرجو غدا ما أخطأنا اليوم . فإن قلت فإن أبا بكر قسم بالسواء كما قسمه أمير المؤمنين ع و لم ينكروا ذلك كما أنكروه أيام أمير المؤمنين ع فما الفرق بين الحالتين . قلت إن أبا بكر قسم محتذيا لقسم رسول الله ص فلما ولي عمر الخلافة و فضل قوما على قوم ألفوا ذلك و نسوا تلك القسمة الأولى و طالت أيام عمر و أشربت قلوبهم حب المال و كثرة العطاء و أما الذين اهتضموا فقنعوا و مرنوا على القناعة و لم يخطر لأحد من الفريقين له أن هذه الحال تنتقض أو تتغير بوجه ما فلما ولي عثمان أجرى الأمر على ما كان عمر يجريه فازداد وثوق القوم بذلك و من ألف أمرا أشق عليه فراقه و تغيير العادة فيه فلما ولي أمير المؤمنين ع أراد أن يرد الأمر إلى ما كان في أيام رسول الله ص و أبي بكر و قد نسي ذلك و رفض و تخلل بين الزمانين اثنتان و عشرون سنة فشق ذلك عليهم و أنكروه و أكبروه حتى حدث ما حدث من نقض البيعة و مفارقة الطاعة و لله أمر هو بالغه

شرح نهج البلاغه منظوم

(و من كلام لّه عليه السّلام) (لمّا أريد على البيعة بعد قتل عثمان:)

دعونى و التمسوا غيرى، فانّا مستقبلون أمرا لّه وجوه وّ ألوان لّا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول، و انّ الأفاق قد أغامت، و المحجّة قد تنكّرت، و اعلموا أنّى ان اجبتكم ركبت بكم ما أعلم، و لم أصغ الى قول القائل و عتب العاتب، و إن تركتمونى فانا كأحدكم، و لعلىّ أسمعكم و أطوعكم لمنّ ولّيتموه أمركم، و أنا لكم وزيرا خير لكم منّى أميرا

ترجمه

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است كه پس از بيعت كردن مردم با آن بزرگوار در 25 حجّة سال 25 هجرى پس از كشته شدن عثمان بيان فرموده: مرا بگذاريد ديگرى را بخلافت برداريد، زيرا كه ما منتظر پيش آمدى هستيم كه آن داراى رنگ و روهاى گوناگون است (مى دانم اگر من خلافت را قبول كنم هر روز بايد با دسته بجنگم يك روز با ناكثين طلحه و زبير، يك روز با قاسطين معاويه و اصحابش، روز ديگر با مارقين خوارج نهروان، پس چه بهتر كه دست از من برداشته، و بحال خويش واگذارم كنيد، زيرا من اگر خليفه شوم) دلها بر آن نپايد، و خردها آن را نپذيرد، كران تا كران جهان تاريك، و راه روشن نا پيدا است (خلفاى پيشين پيچ و مهره هاى كارخانه ديانت و انسانيّت را محو كرده، و دستورات الهيّه و قوانين قرآنيّه را از بين برده، ابرهاى ظلم و ستم آسمان اسلام را تيره و تار كرده، قوانين لشكرى و كشورى و قضائى پايمال، و دستخوش اميال و هوى و هوس گشته، امّا من هم اكنون بشما مى گويم) دانسته باشيد من اگر در خواست شما را بپذيرم (ديگر ملاحظه اين را نخواهم كرد كه طلحه ها و زبيرها جاه طلب و معاويّه ها رياست خواه اند) گوش بحرف كسى نداده، و از نكوهش كسى باك نداشته (بقانون قرآن و فتواى خودم رفتار كرده) هر كس را صلاح بدانم بر گردنتان سوار خواهم كرد و (لكن) اگر مرا بحال خود گذاشته (ديگرى را انتخاب كنيد) و من هم يكى از افراد شما باشم، شايد نسبت بآن كسى كه شما او را والى امرتان قرار مى دهيد من شنونده تر، و فرمان بردارتر باشم، و من اگر براى شما وزير باشم، به از آنستكه امير باشم (شايد بهتر بتوانم بنفع دين و صلاح كشور كار كنم مخفى نماند پس از رسول خدا كه خلافت حقّه غصب و آن را دست بدست گرداندند احكام آلهيّه پايمال، و ستمگران بر ستمكشان دست يافتند و چون حضرت مى دانست مردم همان توقّعاتيكه از خلفاى پيشين داشته اند از او هم خواهند داشت، لذا براى اتمام حجّت اين فرمايش را فرمود، كه راه عذر بعدى آنانرا كاملا بسته باشد).

نظم

  • پس از روزى كه عثمان كشته گرديدتنش با خاك ره آغشته گرديد
  • براى بيعت دست يد اللّه نمودند اجتماع امّت زهر راه
  • امير المؤمنين چون بود عالمباين كه برخى از اشخاص ظالم
  • كنون كز جام بيعت گشته سرمست بفردا بند آن خواهند بگسست
  • لذا فرمود با جمهور امّتبديگر شخص بنمائيد بيعت
  • بحال خود على را واگذاريدخلافت را بديگر كس سپاريد
  • براى آنكه ما داريم در پيشيكى امرى كز آن دلها شود ريش
  • بزير پرده بس نيرنگها هستبراى آن وجوه و رنگها هست
  • بر آن دلها نخواهند ايستادنخردها پى در آن محكم نهادن
  • سيه خواهد شدن اين نيلگون طاق عيان ابر ستم در چهر آفاق
  • غبار حقد و ناز ظلم و كينهشود پيدا ز بس دلها و سينه
  • ره دين و شريعت تار گرددمرا بس كارها دشوار گردد
  • اگر من بر أمارت دست يازمبأورنگ خلافت جاى سازم
  • بخاك ره نشانم ظالمان رابمالم گردن گردنكشان را
  • بكار شرع دون باك و تشويشعمل آرم بعلم و دانش خويش
  • دو گوش من نمى باشد بدهكاربحرف پوچ و قول نا بهنجار
  • نترسم از عتاب و سر زنشهاكنم زنده ره داد و دهشها
  • و گر ممكن شما راهست و مقدورمرا داريد از اين كار معذور
  • كه من باشم يكى همچون شماهابهر امر و بهر كار و بهر جا
  • بهر حرف از شماها هستم اسمعبأمر والى اين أمر اطوع
  • اگر باشم شما را من وزيرى از آن بهتر كه باشمتان اميرى

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 : وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 موضوع "وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره" را بیان می کند.
No image

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 : وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 موضوع "وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS