140- قلّة العيال أحد اليسارين.
المعنى
و اليسار الثاني وجود المال و كثرته، و تلتقي هذه الحقيقة مع النظرة القائلة: ان سبب الجوع هو تضخم السكان، و ان الناس ينتجون من الأطفال أكثر مما ينتجون من الطعام، و ان تحديد النسل هو سبيل التوازن بين الإنتاجين. و كلام الإمام منصرف كلية عن تحديد النسل، و إنما هو مجرد انعكاس عن الواقع.
و في رأينا ان الإسلام لا يكره أحدا على الزواج و لا يلزمه به إذا أمن الوقوع في الحرام، لأن الإسلام دين الحرية لا إكراه فيه و لا إرغام، و أيضا يترك الإسلام الخيار لكل من المرء و المرأة في النسل و تقديره بأي سبب من الأسباب إلا الإجهاض و استئصال الرحم أو غيره من الأعضاء. و قال جماعة: يحرم تحديد النسل، لأن اللّه هو الرازق. و نقول في الجواب، و بصرف النظر عن: اعقلها و توكل، نقول: أجل، أن اللّه هو الرازق، و لكن أين وجه الدلالة في الرزق على التحريم و ما هي الصلة بين قدرة اللّه على الرزق و تحديد النسل.
و في تشرين الأول اكتوبر سنة 1968 حرّم بابا روما تحديد النسل. و لا أدري هل يتفق هذا مع تحريم الزواج عليه و على الكبار من رجال الكنيسة.
141- التّودّد نصف العقل.
المعنى
هذا حديث لرسول اللّه (ص) و المراد بالتودد حسن المعاملة لا التملق و التصنع.
و من هذا الحسن العفو عند المقدرة، و احتمال الكلمة الموجعة من جاهل، و الإصغاء لحديث سخيف. و نصف العقل أي من العقل بمكان. و قال أحد الشارحين: المراد بنصف العقل تدبير المعاش. و لا أدري ما هو وجه الصلة بين التودد و المعاش اللهم إلا العيش على حساب الآخرين.
142- الهمّ نصف الهرم.
المعنى
الهمّ آفة الأرواح و الأجسام، و القلوب و العقول، و التخلي عنه متعذر مع قيام أسبابه.. أجل، بعض الهمّ يكون من وحي الجهل و الخيال، كمراقبة الناس في شئونهم الخاصة، و التفكير في ان زيدا الحقير غني و أنا معدم، و عمرا محترم و أنا وضيع. و أكثر الناس هما و قلقا من فكّر في أقوال الناس. قال الإمام في الخطبة 155: «من شغل نفسه بغيره تحير في الظلمات، و ارتبك في الهلكات».
و لا شك ان هذا الشغل البغيض و التفكير الأسود يمكن التخلي عنه.
( . فی ضلال نهج البلاغه، ج 4 ص 308 و 309)
|