(256) و قال عليه السّلام: يا ابن آدم لا تحمل همّ يومك الّذي لم يأتك على يومك الّذي قد أتاك، فإنّه إن يك من عمرك يأت اللَّه فيه برزقك.
الاعراب
إن يك: مخفّف إن يكن مجزوم يكون بالشرط اسقطت واوه لالتقاء الساكنين و نونه تخفيفا.
المعنى
قد تعرّض عليه السّلام في هذه الحكمة لمسألة هامّة تكون مزلقا للأفهام، و مزلّة لخبراء الأنام و هي أنه: كيف ينبغي أن ينظر الإنسان إلى مستقبله و يفكّر في غده و المسألة تطرح على وجهين: 1- في العمل بما في يده من المال و المكسب، فهل يقصّر نظره على يومه هذا و لا يعدّ لغده شيئا اعتمادا على أنّ رزق غده مقدّر و واصل إليه لا محالة أو يدّخر لغده شيئا مما في يده.
2- أنه يعمل ليومه الّذي فيه و لا يهتمّ لغده أصلا، فيكون ابن الوقت، و قد اختلف الأخبار و كلمات الأخيار في المسألتين.
فظاهر كلامه هذا كما تقدّم من قوله عليه السّلام: «و اعلم أنّ كلّ ما ادّخرته مما هو فاضل عن قوتك فانما أنت فيه خازن لغيرك» صرف النظر عن المستقبل و الاهتمام بالزمان الحاضر.
و لكن نقل عن سلمان الفارسي أزهد أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و أشيخهم و ألصق النّاس بعليّ عليه السّلام أنه إذا أخذ عطاءه من بيت المال اشترى قوت سنته، و نقل عنه عليه السّلام اهتمامه بغرس الأشجار و النخيل و جرى الأنهار و القنوات، و هي أعمال لا استثمار في مستقبل بعيد.
فالمقصود من هذه الحكمة عدم الاخلال بالحقوق الواجبة و المستحبّة الماليّة حبّا للادّخار و حرصا على جمع المال معلّلا بتأمين المستقبل، و ترك الحزن على ما يأتي ممّا لا يقدر الإنسان على العمل فيه في الحال، كما هو عادة أكثر النّاس.
و تحقيق البحث في هذه الحكمة يحتاج إلى تفصيل لا يسعه المقام.
الترجمة
فرمود: اى آدميزاده اندوه زندگى روزى كه نرسيده است بروزى كه بدان رسيدى تحميل مكن، زيرا اگر آن روز از عمر تو باشد روزى آن بتو خواهد رسيد.
- مكن تيره روزت باندوه فردا كه فردا چه باشى تو روزيش برجا
( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 352 و 353)
|