التسعون من حكمه عليه السّلام
(90) و سئل عليه السّلام عن الخير ما هو فقال: ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك، و لكنّ الخير أن يكثر علمك، و أن يعظم حلمك و أن تباهى النّاس بعبادة ربّك، فإن أحسنت حمدت اللَّه، و إن أسأت استغفرت اللَّه، و لا خير في الدّنيا إلّا لرجلين: رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتّوبة، و رجل يسارع في الخيرات. و لا يقلّ عمل مع التّقوى و كيف يقل ما يتقبّل.
الاعراب
لا خير في الدّنيا إلّا لرجلين، في الدّنيا، جارّ و مجرور متعلّق بقوله: خير و الاستثناء مفرغ، و لرجلين في محلّ خبر لاء النافية للجنس المحذوف و هو لأحد رجل أذنب، خبر لمبتدأ محذوف أي أحدهما رجل، و رجل يسارع عطف عليه.
المعنى
قد استعمل لفظ الخير في القرآن بمعنى الاسلام كما في قوله تعالى «70- الأنفال- «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ».
و قد نفى عليه السّلام في حكمته هذه أن يكون كثرة المال و الولد خيرا على خلاف ما يعتقده عامّة النّاس من أنّ الخير في كثرة المال و الولد و يجهدون في تحصيلهما و تكثيرهما بكلّ وجه ممكن.
و هذا النفي قد يكون نفيا حقيقيّا، و المقصود منه تخطئة الناس في هذا الاعتقاد و كثيرا ما يشتهر في العرف و عند العامّة امورا لا واقعية لها أصلا، كالعنقاء و أكثر الأساطير الشائعة بين عامّة النّاس و إمّا أن يكون المراد من النفى نفي آثار الخير من كثرة الأموال و الأولاد و أنها غير مؤثرة في تحصيل السعادة المعنويّة.
و ربما يكون المراد من هذه الجملة نفي الكمال كما في قوله عليه السّلام: يا أشباح الرّجال و لا رجال.
الترجمة
پرسش شد از اين كه خير چيست فرمود: خير اين نيست كه دارائى و فرزندت افزون شود، بلكه خير و خوبى اينست كه دانشت افزون شود و حلم و بردباريت بزرگ و ثابت گردد، و بتوانى ميان مردم بپرستش پروردگارت فخر و مباهات كنى، اگر كار نيك كردى خدا را سپاسگزارى نمائى، و اگر كار بدى از تو سر زد از خدا آمرزش بجوئى.
در اين دنيا خيرى نيست مگر براى يكى از دو كس: مردي كه مرتكب گناهانى شده است ولى پشيمانست و با توبه و برگشت بسوي حق آنها را جبران ميكند و مردي كه بكارهاى خير مى شتابد، هيچ كار نيكى كم محسوب نيست در صورتى كه همراه تقوى و پرهيزكارى باشد، و چگونه مى توان كم شمرد آن عملى كه پذيرفته و قبول درگاه حق شده است.
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص141و142)
|