خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1 : شكوه از ابابكر و غصب خلافت

خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1 : شكوه از ابابكر و غصب خلافت

موضوع خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1

متن خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1

3 شكوه از عمرو ماجراى خلافت

متن خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1

فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ«» يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا«» وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ«» النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ«» فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ

ترجمه مرحوم فیض

(6) خلافت را در جاى درشت و ناهموار قرار داد (عمر را بعد از خود خليفه ساخت) در حالتى كه عمر سخن تند و زخم زبان داشت، ملاقات با او رنج آور بود و اشتباه او (در مسائل دينى) بسيار و عذر خواهيش (در آنچه كه بغلط فتوى داده) بيشمار بود (از جمله امر كرد زن آبستنى را سنگسار كنند، امير المؤمنين فرمود: اگر اين زن تقصير كرده بچّه او را گناهى نيست و نبايد سنگسار شود، عمر گفت: لولا عَلِىٌ لَّهَلَكَ عُمَرٌ يعنى اگر على نبود هر آينه عمر در فتوى دادن هلاك مى شد، و اين جمله را همواره تكرار مى نمود) (7) پس مصاحب با او (آن حضرت يا هر كه با او سر و كار داشت) مانند سوار بر شتر سركش نافرمان بود كه اگر مهارش را سخت نگاه داشته رها نكند بينى شتر پاره و مجروح ميشود و اگر رها كرده بحال خود واگذارد برو در پرتگاه هلاكت خواهد افتاد، (8) پس سوگند بخدا مردم در زمان او گرفتار شده اشتباه كردند و در راه راست قدم ننهاده از حقّ دورى نمودند، پس من هم در اين مدَّت طولانى (ده سال و شش ماه) شكيبائى ورزيده با سختى محنت و غمّ همراه بودم.

ترجمه مرحوم شهیدی

سپس آن را به راهى در آورد ناهموار، پر آسيب و جان آزار، كه رونده در آن هر دم به سر در آيد، و پى در پى پوزش خواهد، و از ورطه به در نيايد. سوارى را مانست كه بر بارگير توسن نشيند، اگر مهارش بكشد، بينى آن آسيب بيند، و اگر رها كند سرنگون افتد و بميرد. به خدا كه مردم چونان گرفتار شدند كه كسى بر اسب سركش نشيند، و آن چارپا به پهناى راه رود و راه راست را نبيند. من آن مدّت دراز را با شكيبايى به سر بردم، رنج ديدم و خون دل خوردم.

ترجمه مرحوم خویی

پس گردانيد ابو بكر خلافت را در طبيعتى زبر و خشن كه غليظ بود جراحتى كه حاصل بود از آن طبيعت و درشت بود مسّ آن و بسيار بود بسر در آمدن او در احكام شرعيه و مسائل دينيه و عذرخواهى او از عثرات خود، پس صاحب آن طبيعت با خشونت مثل سوار ناقه سركش است اگر سر آن ناقه را با افسار و خرام نگه بدارد بينى خود را پاره مى نمايد، و اگر رها كند و بحال خود فروگذارد واقع مى شود در مهالك و معاطب، پس مبتلا شدند مردم قسم ببقاى خدا بانداختن خود در غير طريق قويم و برميدن از صراط مستقيم و بتلوّن مزاج و بسير نمودن در عرض طريق، پس صبر نمودم مرتبه دويم بر درازى روزگار اعتزال، و سختى اندوه و ملال.

شرح ابن میثم

فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا- وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا- فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ- إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ- فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ- فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ-

اللغة

الحوزة الطبيعة و الحوزة الناحية، و الكلم بفتح الكاف الجرح، و عثر يعثر عثورا و عثارا إذا أصابت رجله في المشي حجرا و نحوه، و الصعبة الناقة لم تذلّل بالمحمل و لا بالركوب، و شنق الناقة بالزمام و أشنق لها إذا جذبه إلى نفسه و هو راكب ليمسكها عن الحركة العنيفة، و الخرم الشقّ، و أسلس لها أي أرخى، و تقحّم في الأمر إذا ألقى نفسه فيه بقوّة، و منى الناس أي ابتلوا، و الخبط الحركة على غير استقامة، و الشماس بكسر الشين كثرة النقار و الاضطراب، و التلوّن اختلاف الأحوال، و الاعتراض ضرب من التلوّن، و أصله المشي في عرض الطريق خابطا عن فرح و نشاط،

المعنی

و قوله فصيّرها في حوزة خشناء كنّى بالحوزة عن طباع عمر فإنّها كانت توصف بالجفاوة و الغلظ في الكلام و التسرّع إلى الغضب و ذلك معنى خشونتها.

قوله يغلظ كلامها و يخشن مسّها. استعار لتلك الطبيعة وصفين: أحدهما غلظ الكلم و هو كناية عن غلظ المواجهة بالكلام و الجرح به فإنّ الضرب باللسان أعظم من و خز و السنان، و الثاني جفاوة المسّ و هي كناية عن خشونة طباعه المانعة من ميل الطباع إليه المستلزمة للأذى كما يستلزم مسّ الأجسام الخشنة. قوله و يكثر العثار و الاعتذار منها. إشارة إلى ما كان يتسرّع إليه عمر من الأحكام ثمّ يعاود النظر فيها فيجدها غير صائبة فيحتاج إلى الاعتذار، و الضمير في منها يعود إلى الطبيعة المعبّر عنها بالحوزة فمن ذلك ما روى أنّه أمر برجم امراة زنت و هي حامل فعلم عليّ عليه السّلام بذلك فجاء إليه و قال له: إن كان لك سلطان عليها فما سلطانك على ما في بطنها، دعها حتّى تضع ما في بطنها ثمّ ترضع ولدها فعندها قال عمر: لو لا عليّ لهلك عمر و تركها، و كذلك ما روى أنّه أمر أن يؤتى بامراة لحال اقتضت ذلك و كانت حاملا فانزعجت من هيبته فاجهزت جنينا فجمع جمعا من الصحابة و سألهم ما ذا يجب عليهم فقالوا: أنت مجتهد و لا ترى أنّه يجب عليك شي ء فراجع عليّا عليه السّلام في ذلك و أعلمه بما قال بعض الصحابة فأنكر ذلك و قال: إن كان ذلك عن اجتهاد منهم فقد أخطئوا و إن لم يكن عن اجتهاد فقد غشّوك. أرى عليك العزّة فعندها قال لا عشت لمعضلة لا تكون لها يا أبا الحسن، و منشأ ذلك و أمثاله غلبة القوّة الغضبيّة و غلظ الطبيعة. قوله فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم و إن أسلس لها تقحّم قيل الضمير في صاحبها يعود إلى الحوزة المكنّى بها عن طبيعة عمر و أخلاقه، و المراد على هذا الوجه أنّ للصاحب لتلك الأخلاق في حاجة إلى المداراة في صعوبة حاله كراكب الصعبة، و وجه المشابهة أنّ راكب الصعبة كما يحتاج إلى الكلفة الشاقّة في مداراة أحوالها فهو معها بين خطرين إن والى الجذبات في وجهها بالزمام خرم أنفها، و إن أسلس لها في القياد تقحّمت به المهالك كذلك مصاحب أخلاق الرجل و المبتلى بها إن أكثر عليه إنكار ما يتسرّع إليه أدّى ذلك إلى مشاقّته و فساد الحال بينهما، و إن سكت عنه و تركه و ما يصنع أدّى ذلك إلى الإخلال بالواجب و ذلك من موارد الهلكة، و قيل الضمير في صاحبها للخلافة و صاحبها هو كلّ من تولّى أمرها إذا كان عادلا مراعيا لحقّ اللّه، و وجه شبهه براكب الصعبة أنّ المتولّي لأمر الخلافة يضطرّ إلى الكلفة الشاقّة في مداراة أحوال الخلق و نظام امورهم على القانون الحقّ و أن يسلك بهم طريق العدل المحفوشة (المحسوسة) بطرف التفريط و التقصير المشبّه لإسلاس قياد الصعبة، و بطرف الإفراط في طلب الحقّ و استقصاء فيه الّذي يشبه شنقها فإنّ المتولّي لأمر الخلافة إن فرّط في المحافظة على شرائطها و أهمل أمرها ألقاه التفريط في موارد الهلكة كما نسبه الصحابة إلى عثمان حتّى فعل به ما فعل، فكان في ذلك كراكب صعبة أسلس قيادها، و إن أفرط في حمل الخلق على أشدّ مراتب الحقّ و بالغ في الاستقصاء عليهم في طلبه أوجب ذلك تضجّرهم منه و نفار طباعهم و تفرّقهم عنه و فساد الأمر عليه لميل أكثرهم إلى حبّ الباطل و غفلتهم عن فضيلة الحقّ، و إن صعب، فيكون في ذلك كمن أشنق المصعبة الّتي هو راكبها حتّى خرم أنفها، و هو من التشبيهات اللطيفة، و قيل: أراد بصاحبها نفسه و تشبّه براكب الصعبة لأنّه أيضا بين خطرين إمّا أن يبقى ساكتا عن طلب هذا الأمر و القيام فيتقحّم بذلك في موارد الذلّ و الصغار كما يتقحّم راكب الصعبة المسلس لها قيادها، و إمّا أن يقوم فيه و يتشدّد في طلبه فينشعب أمر المسلمين بذلك و ينشقّ عصاهم فيكون في ذلك كمن أشنق لها فخرم أنفها، و الأوّل أليق بسياق الكلام و نظامه، و الثاني أظهر، و الثالث محتمل. قوله فمنى الناس لعمر اللّه بخبط و شماس و تلوّن و اعتراض إشارة إلى ما ابتلوا به من اضطراب الرجل و حركاته الّتي كان ينقمها عليه فكنّى بالخبط عنها و بالشماس عن جفاوة طباعه و خشونتها و بالتلوّن و الاعتراض عن انتقاله من حالة إلى اخرى في أخلاقه، و هي استعارات، و وجه المشابهة فيها أنّ خبط البعير و شماس الفرس و اعتراضها في الطريق حركات غير منظومة فأشبهها ما لم يكن منظوما من حركات الرجل الّتي ابتلى الناس بها، و لا شكّ أنّه كان صعبا عظيم السطوة و الهيبة و كان أكابر الصحابة يتحامونه، و قيل لابن عبّاس لمّا أظهر قوله في مسئلة العقول بعد موت عمر: هلّا قلت ذلك و عمر حيّ قال هيبته، و كان رجلا مهيبا، و قيل: إنّ ذلك إشارة إلى ما ابتلى به الناس من اضطراب الأمر و تفرّق الكلمة و جرى امورهم على غير نظام بسبب تفرّق كلمتهم، ثمّ أردف ذلك بتكرير ذكر صبره على ما صبر عليه مع الثاني كما صبر مع الأوّل، و ذكر أمرين: أحدهما طول مدّة تخلّف الأمر عنه، و الثاني شدّة المحنة بسبب فوات حقّه و ما يعتقد من لوازم ذلك الفوت و هو عدم انتظام أحوال الدين و إجرائه على قوانينه الصحيحة، و لكلّ واحد من هذين الأمرين حصّة في استلزام الأذى الّذي يحسن في مقابلته الصبر.

ترجمه شرح ابن میثم

فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا- وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا- فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ- إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ- فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ- فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ-

معانی لغات

الحوزه: طبيعت، ناحيه.

الكلم: جراحت.

عثار: لغزيدن. هر گاه پاى شخص به سنگ يا چيزى مثل آن برخورد كند و بيفتد مى گويند عثر يعنى لغزيد.

الصّعبه: شترى كه هنگام محمل بستن يا سوار شدن رام نيست.

شتق النّاقة بالزّمام و اشتق لها: زمانى است كه سواره مهار ناقه را بكشد و با قدرت آن را از حركت باز دارد.

الخرم: شكافته شدن و دو تا شدن.

اسلس لها: آن را آزاد گذاشت.

تقحّم فى الامر: وقتى انسان خود را در كارى بشدّت وارد سازد.

منى النّاس: مردم گرفتار شدند.

الخبط: حركت غير مستقيم.

شماس: فراوانى اضطراب، دلهره.

التّلوّن: تغيير حالت.

الاعتراض: نوعى تغيير حالت. اصل آن در عرض راه، راه رفتن با نشاط و شادى است.

ترجمه

(ابو بكر) خلافت را در اختيار مرد خشنى گذاشت كه خشونتش موجب آزار و جراحت مردم مى شد و برخوردش خشن بود، لغزشش در امور دينى بسيار و عذر خطاهايش فراوان بود، همنشين آن مانند كسى بود كه بر شترى سركش سوار باشد كه اگر مهار آن را سخت بكشد بينيش از هم بدرد و اگر رهايش كند او را به هلاكت رساند. به خدا قسم مردم در زمان او به گمراهى و سركشى، و رنگ عوض كردن و انحراف دچار شدند. من در طول اين مدت با غم و اندوه سختى صبر كردم تا زمان خلافت (دوّمى) نيز سپرى شد

شرح

امام (ع) معتقد است كه از آن دو به خلافت سزاوارتر است و يا براى سرپرستى مسلمين كه به منزله اولاد اسلام به حساب مى آيند، اولويّت دارد.

مقصود امام (ع) از اين كه فرمود ابو بكر خلافت را در «حوزه خشناء» قرار داد كنايه از طبيعت عمر است، زيرا او به تندخويى و درشتى كلام و سرعت در خشمناكى مشهور و معروف بود و معناى خشونت عمر همين است.

فرموده است: يغلظ كلامها و يخشن مسّها

امام (ع) دو صفت براى طبع عمر استعاره آورده است: 1- غلظت كلام و آن كنايه از مواجهه با سخنان درشت و زخم زبان است، زيرا ضربتى كه با زبان به كسى وارد مى شود سهمگين تر از زخم نيزه است.

2- داشتن طبيعت خشن كه مانع از ميل مردم به معاشرت است و موجب اذيّت و آزار مى شود چنان كه اجسام خشن بدن را آزار مى دهد.

فرموده است: و يكثر العثار و الاعتذار منها

اين كلام امام (ع) اشاره به اين است كه عمر در مورد احكام الهى سريعاً حكم صادر مى كرد و پس از دقّت، آن حكم را خطا مى يافت و ناگزير بود عذرخواهى كند.

ضمير «منها» به طبيعتى «طبيعت عمر» بر مى گردد كه از آن تعبير به خشونت شده است.

از جمله احكام نادرستى كه عمر صادر كرد اين است: روايت شده كه عمر به سنگسار كردن زن حامله اى كه متهم به زنا بود دستور داد. على (ع) بر اين امر اطلاع پيدا كرد، به نزد عمر آمد و به او گفت: هر چند تو مى توانى حكم رجم را براى زن صادر كنى ولى براى رجم بچّه مجاز نيستى، او را آزاد بگذار تا زمانى كه وضع حمل كند و بچه را شير دهد. در اين جا بود كه عمر گفت اگر على نبود عمر هلاك مى شد، و آن زن را رها كرد.

در اين مورد روايت ديگرى نقل شده و آن اين است كه عمر فرمان داد زنى را فوراً نزد او بياورند و آن زن حامله بود، زن از هيبت او سقط جنين كرد. عمر عدّه اى از صحابه را جمع كرد و از آنها پرسيد حكم اين موضوع خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1 چيست آنها پاسخ دادند تو مجتهدى و به نظر ما چيزى بر تو واجب نيست. عمر به على (ع) مراجعه كرد و آنچه گذشته بود و صحابه گفته بودند به آن حضرت گفت. امام (ع) آنچه صحابه گفته بودند ردّ كرد و فرمود: آنچه صحابه گفتند اگر از روى اجتهاد گفته اند اشتباه كرده اند و اگر بدون اجتهاد گفته اند به تو خيانت كرده اند. نظر من اين است كه تو بايد يك گوسفند ديه بدهى. در اين هنگام عمر گفت اى ابو الحسن مباد در مشكلى گرفتار شوم كه تو نباشى. منشأ اين احكام عجولانه جز غلبه قوّه غضبيّه و درشتخويى نيست.

فرموده است: فصاحبها كراكب الصّعبة ان اشنق لها خرم و ان اسلس لها تقحّم.

بنا به قولى ضمير «صاحبها» به حوزه كه كنايه از طبيعت عمر و اخلاق اوست باز مى گردد. مقصود اين است كسى كه با دارنده چنين اخلاقى مدارا مى كند در صعوبت و دشوارى مانند كسى است كه بر شتر چموش سوار است.

وجه شباهت اين است كه سوار شتر چموش متحمّل سختى زيادى مى شود و در عين حال از دو خطر محفوظ نيست: اگر مهار شتر را براى كنترل بسختى بكشد، دماغش پاره مى شود و اگر مهار آن را آزاد بگذارد شتر او را به وادى هلاكت پرتاب مى كند و چنين است حال كسى كه با فردى صاحب چنين خلق درشت معاشرت مى كند. اگر به كارهايى كه عجولانه انجام مى دهد اعتراض كند، اين اعتراض منجر به سختى حال و فساد احوال ميان آن دو مى شود و اگر بر كارهاى عجولانه اش سكوت كند و او را به حال خود بگذارد كارهايى كه او انجام مى دهد منتهى به اخلال در واجبات مى شود و اخلال در واجبات از موارد هلاكت است.

قول ديگرى اين است كه ضمير در صاحبها به خلافت بازگردد و صاحب خلافت كسى است كه امر خلافت را به عهده بگيرد و هر گاه عادل باشد و رعايت حق خدا را بكند در مثل مانند كسى است كه بر شتر چموش سوار باشد.

وجه تشبيه صاحب خلافت با سوار بر شتر چموش، اين است كه هر كس متولّى امر خلافت شود در مداراى با مردم و نظام بخشيدن كارها به وسيله قوانين حق، و هدايت آنها به راه عدالت آشكار، ناگزير به سختى دچار مى شود كه اگر تفريط و تقصير كند شباهت به كسى دارد كه ناقه چموش را آزاد بگذارد و اگر در تحقّق حقّ و انجام كامل آن افراط كند شباهت به كسى پيدا مى كند كه زمام ناقه چموش را بسختى بكشد. به عبارت ديگر اين كه سرپرست امر خلافت اگر در حفظ مسائل دين و شرايط آن اهمال و سستى كند تفريط كرده و تفريط او را به هلاكت مى اندازد، چنان كه صحابه اين سستى و اهمال را به عثمان نسبت داده اند و بر سر او آمد آنچه آمد، اين چنين ولىّ امرى مانند كسى است كه زمام ناقه چموش را آزاد بگذارد. و اگر در انجام مراتب حق به مردم سخت بگيرد و در كنجكاوى مبالغه و در مؤاخذه افراط كند موجب دلتنگى و تنفّر طبيعى و پراكندگى آنها مى شود و كار خلافت را بر او تباه مى كند، زيرا بيشتر مردم باطل را دوست مى دارند و از فضيلت حق غافلند. اگر متولّى امر خلافت بر آنها سخت بگيرد مانند كسى خواهد بود كه زمام ناقه چموش را سخت بكشد تا دماغش پاره شود.

اين سخن امام (ع) از تشبيهات لطيفى است كه در اين جا به كار رفته است.

قول ديگر اين كه: منظور از ضمير «صاحبها» نفس مقدّس خودش مى باشد و خود را به سوار، شتر چموشى كه مواجهه با دو خطر است تشبيه فرموده كه يا بايد از امر خلافت دست بكشد و در گرفتن آن قيام نكند و كناره گيرى و عزلت اختيار كند مانند سوار شتر چموش كه مهار آن را آزاد گذارد، و يا براى گرفتن خلافت قيام كند و در طلب آن سخت بكوشد كه در اين صورت نظام امور مسلمين پراكنده شود و وحدت آنها از هم بپاشد، در اين حال مانند كسى است كه سوار بر شترى چموش است و زمام آن را چنان مى كشد كه دماغش پاره مى شود.

سياق كلام امام (ع) و نظام آن، به معناى اوّل سزاوارتر و به معناى دوّم آشكارتر و به معناى سوّم به صورت احتمال است.

فرموده است: فمنى النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس و تلوّن و اعتراض

اين سخن امام (ع) اشاره دارد به مبتلا شدن مردم به دست مردى كه در اعمال و حركاتش مردّد و دو دل بود و «خبط» را به عنوان خطبه 3 نهج البلاغه بخش 1 كنايه از امور ياد شده و «شمّاس» كنايه از طبيعت خشك و خشن عمر مى باشد و تلوّن و اعتراض كنايه از اين است كه عمر از نظر اخلاقى حالات گوناگونى داشت و مستقيم نبود. اين كلام امام (ع) داراى چندين استعاره است و وجه مشابهت اين است كه اعمال عمر شبيه شتر و اسبى است كه طول راه را به صورت زيگزال و نامنظّم كه كنايه از اضطراب و ترديد است طى كند، زيرا او در اعمالش منظّم نبود و مردم گرفتار اعمال نامنظّم او بودند و شكّ نيست كه عمر سخت گير و پرهيبت بود و بزرگان صحابه از او پرهيز مى كردند.

بعد از مرگ عمر ابن عباس در مورد مسأله اى كه عمر به خطا حكم كرده بود اظهار نظر كرد، به او گفتند كه چرا در زمانى كه عمر زنده بود نگفتى جواب داد عمر مردى مهيب بود و هيبت او مانع اظهار نظر من شد.

قول ديگر اين است كه سخن امام (ع) اشاره به گرفتارى مردم است كه نظم كار آنها متزلزل شد و اختلاف كلمه پديد آمد و به علّت همين تفرقه، زندگى آنها نامنظّم شد.

پس از بيان خصلتهاى سختگيرانه عمر، امام (ع) بيان مى دارد همان گونه كه با اوّلى صبر كرد با دوّمى نيز صبر كرد و در ضمن، دو امر را با توضيح زير متذكر مى شود: 1- طولانى شدن مدّت محروم بودن آن حضرت از امر خلافت.

2- سختى اندوهى كه به خاطر از بين رفتن حقّش به آن مبتلا بود و معتقد بود كه فوت حق خلافت از وى، موجب به هم خوردن نظام دين و عدم اجراى صحيح اسلام بوده است و هر يك از اين دو امر مستلزم بخشى از آزارى بوده است كه صبر در مقابل آنها نيكو بود.

شرح مرحوم مغنیه

فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها و يخشن مسّها، و يكثر العثار فيها، و الاعتذار منها. فصاحبها كراكب الصّعبة إن أشنق لها خرم، و إن أسلس لها تقحّم فمني النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس و تلوّن و اعتراض. فصبرت على طول المدّة و شدّة المحنة.

اللغة:

الحوزة: الطبيعة. و كلامها- بضم الكاف- : الأرض الغليظة. و العثار- بكسر العين- : الزلل. و الصعبة: الناقة الشديدة التي يصعب قيادها. و اشنق الناقة: جذبها اليه بالزمام. و خرم أنف الناقة: شقه. و أسلس للناقة: أرخى لها الزمام. و تقحّم: هلك. و الخبط: السير بلا هدى. و الشماس: الامتناع. و التلون: التبدل. و الاعتراض: السير بلا استقامة.

المعنی

(فسيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها، و يخشن مسها). يشير إلى أخلاق عمر، فإنه كان معروفا بالغلظة، قال طلحة لأبي بكر: ما أنت قائل لربك غدا، و قد وليت علينا فظا غليظا (و يكثر العثار فيها، و الاعتذار منها). ضمير منها لطبيعة عمر التي عبّر الإمام عنها بالحوزة، و كان عمر يتسرع في إصدار الإحكام باسم اللّه و شرعه حتى إذا نبّه الى خطئه اعتذر، و قد أحصي عليه الكثير، من ذلك ما هو مشهور كتحديده لمهر الزوجة، و اعتراض امرأة عليه بآية « وَ إِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ- 20 النساء. فقال: كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال.

(فصاحبها- أي طبيعة عمر- كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم، و ان أسلس لها تقحم). من كانت له طبيعة كهذه كان أشبه براكب الناقة الشموس، ان كفها بالزمام خرم أنفها و شقه، و ان أرخى زمامها صارت حياته في كف عفريت.

(فمني الناس لعمر اللّه بخبط و شماس، و تلون و اعتراض). يقصد ان الناس ابتلوا بطبيعة عمر، و هي خليط من الاضطراب، و عنه عبّر الإمام بالخبط، و خليط أيضا من الصرامة، و اليها أشار بالشماس، و من التبدل من حال الى حال، و هو المراد من التلون، أما الاعتراض فالقصد منه عدم الاستقامة على حال.

(فصبرت على طول المدة، و شدة المحنة). أراد بالمدة عهد الذين سبقوه الى الخلافة.. و ليت شعري متى صفت لك الأيام يا أبا الحسن حتى خصصت بالذكر عهد الخلفاء هل صفت الخلافة لك مع أهل الكوفة أو البصرة، أو في صفين أو يوم النهروان، أو يوم استشهادك و أنت ساجد للّه في بيت اللّه و لا بدع فحياتك و حياة أبنائك و أحفادك كلها آلام و محن.

شرح منهاج البراعة خویی

فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، و يخشن مسّها، و يكثر العثار فيها، و الاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصّعبة إن أشنق لها خرم، و إن أساس لها تقحّم، فمني النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس، و تلوّن و اعتراض، فصبرت على طول المدّة، و شدّة المحنة.

اللغة

(الحوزة) الطبيعة و النّاحية و (الغلظ) ضدّ الرّقة و (الكلم) بفتح الكاف و سكون اللّام يقال: كلمته كلما من باب قتل جرحته و من باب ضرب لغة، ثمّ اطلق المصدر على الجرح و يجمع على كلوم و كلام مثل بحر و بحور و بحار و (العثار) بالكسر مصدر من عثر الرّجل و الفرس أيضا يعثر من باب قتل و ضرب و علم كبا و (الصّعبة) من النّوق غير المنقادة لم تذلل بالمحمل و لا بالرّكوب و (أشنق) بعيره أى جذب رأسه بالزّمام ليمسكه عن الحركة العنيفة كما يفعل الفارس بفرسه و هو راكب، و أشنق هو بالألف أيضا كشنق رفع رأسه فيستعمل الرّباعي لازما و متعديا كالثلاثي.

قال الرضيّ بعد ايراد تمام الخطبة: قوله عليه السّلام إن أشنق لها خرم و إن أسلس لها تقحم، يريد أنّه إذا شدّد عليها في جذب الزّمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفها و إن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها، يقال: أشنق النّاقة إذا جذب رأسها بالزّمام فرفعه و شنقها أيضا ذكر ذلك ابن السّكيت في اصلاح المنطق و إنّما قال: أشنق لها و لم يقل: أشنقها، لأنّه جعله في مقابلة قوله أسلس لها فكانه عليه السّلام قال: إن رفع لها رأسها بالزّمام بمعنى أمسكه عليها انتهى.

و (الخرم) الشّق يقال خرم فلانا كضرب أى شق و ترة أنفه«» و هي ما بين منخريه فخرم هو كفرح و (أسلس لها) أرخى زمامها و (تقحم) فلان رمى نفسه في المهلكة و تقحم الانسان في الأمر ألقى نفسه فيه من غير روية و تقحم الفرس راكبه رماه على وجهه و (مني) على المجهول اى ابتلى و (الخبط) بالفتح السّير على غير معرفة و في غير جادة و (الشّماس) بكسر الشّين النّفار يقال: شمس الفرس شموسا و شماسا أى منع ظهره فهو فرس شموس بالفتح و (التّلوّن) في الانسان أن لا يثبت في خلق واحد و (الاعتراض) السّير على غير استقامة كأنّه يسير عرضا و (المحنة) البليّة التي يمتحن بها الانسان.

الاعراب

الضمير في قوله: فيها و منها، راجع إلى الحوزة، و يحتمل رجوع الثّاني إلى العثرات المستفادة من كثرة العثار، و من في قوله: منها صلة للاعتذار أو للصّفة المقدرة صفة للاعتذار أو حالا عن يكثر أى النّاشي أو ناشيا منها.

و قال الشّارح المعتزلي: و يمكن أن يكون من هنا للتعليل و السّببية أى و يكثر اعتذار النّاس عن أفعالهم و حركاتهم لأجلها، و العمر بالضمّ و الفتح مصدر عمر الرّجل بالكسر إذا عاش زمانا طويلا و لا يستعمل في القسم إلّا العمر بالفتح فاذا أدخلت عليه اللام رفعته بالابتداء، و اللّام لتوكيد الابتداء و الخبر محذوف و التقدير لعمر اللّه قسمي، و إن لم تأت باللّام نصبت نصب المصادر.

المعنی

(فصيرها في حوزة) أي في طبيعة أو ناحية (خشناء) متصفا بالخشونة لا ينال ما عندها، و لا يرام و لا يفوز بالنّجاح من قصدها.

قال بعض الأفاضل: الظاهر أنّ المفاد على تقدير إرادة الناحية تشبيه المتولي للخلافة بالأرض الخشناء في ناحية الطريق المستوى، و تشبيه الخلافة بالرّاكب السّاير فيها أو بالنّاقة اى أخرجها عن مسيرها المستوى و هو من يستحقها إلى تلك النّاحية الحزنة هذا: و الأظهر إرادة معنى الطبيعة.

ثمّ وصف عليه السّلام الحوزة ثانيا بأنّها (يغلظ كلمها) أى جرحها و في الاسناد توسّع، قال الشّارح البحرانيّ غلظ الكلم كناية عن غلظ المواجهة بالكلام و الجرح به، فانّ الضّرب باللّسان أعظم من وخز السّنان«»، أقول: و من هنا قيل:

  • جراحات السّنان لها التيامو لا يلتام ما جرح اللّسان

(و) وصفها ثالثا بأنّها (يخشن مسّها) أى تؤذي و تضرّ من يمسها قال البحراني: و هي كناية عن خشونة طباعه المانعة من ميل الطباع إليه المستلزمة للأذى كما يستلزم من الأجسام الخشنة.

أقول: و المقصود من هذه الأوصاف الاشارة إلى فظاظة عمر و غلظته و جفاوته و قبح لقائه و كراهة منظره، و رغبة الناس عن مواجهته و مكالمته، و يدلّ على ذلك ما روي أنّ ابن عباس لمّا أظهر بطلان مسألة العول بعد موت عمر قيل له: من أول من أعال الفرائض فقال: عمر بن الخطاب، قيل له: هلّا أشرت عليه قال هيبته، و ما رواه الشّارح المعتزلي في شرح هذا الفصل أنّ عمر هو الذي غلّظ«» على جبلة بن الأيهم حتّى اضطرّه إلى مفارقة دار الهجرة بل مفارقة بلاد الاسلام كلّها حتّى عاد مرتدا داخلا في دين النّصرانيّة لأجل لطمة لطمها، و قال جبلة بعد ارتداده متندّ ما على ما فعل:

  • تنصّرت الاشراف من أجل لطمةو ما كان فيها لو صبرت لها ضرر
  • فيا ليت امّي لم تلدني و ليتنيرجعت الى القول الذي قاله عمر

أقول: هذه الرّواية كافية في فضل هذا الرّجل و منقبته، فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يبعثه اللّه إلّا لهداية الأنام و الارشاد إلى دعائم الاسلام، فعاشر معهم بمحاسن الأخلاق و مكارم الآداب حتّى نزل فيه: «إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» و كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كثيرا ما يتحمل الأذى و يصبر على شدائد البلوى، لهداية نفس واحدة و إنجائها من الضّلالة، و هذا الرّجل الجلف الذي يزعم أنّه خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كيف يصرف النّاس عن الاسلام إلى النّصرانية بمقتضى خبث طينته و سوء سريرته و غلظ كلمته و فوق كلّ ذلك فظاظة جسارته على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بكلمات يكره اللّسان بيانها و يأبى القلم عن كتبها و إظهارها، مثل قوله له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في صلح الحديبيّة لم تقل لنا ستدخلونها في ألفاظ نكره حكايتها، و مثل الكلمة التي قالها في مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال الشّارح المعتزلي: و معاذ اللّه أن يقصد بها ظاهرها و لكنّه أرسلها على مقتضى خشونة غريزيّة و لم يتحفّظ منها، و كان الأحسن أن يقول: مغمور أو مغلوب بالمرض و حاشاه أن يعني بها غير ذلك.

أقول: و شهد اللّه أنّ قصده ما كان إلّا ظاهرها و حاشاه أن يقصد بها إلّا ذلك.

و قال الشّارح أيضا في شرح الخطبة الخامسة و العشرين عند الكلام على حديث الفلتة: و اعلم أنّ هذه اللّفظة من عمر مناسبة للفظات كثيرة كان يقولها بمقتضى ما جبله اللّه تعالى من غلظ الطينة و جفاء الطبيعة و لا حيلة له فيها، لأنّه مجبول عليها لا يستطيع تغييرها، و لا ريب عندنا أنّه كان يريد أن يتلطف و أن يخرج ألفاظه مخارج حسنة لطيفة، فينزع به الطبع الجاسي و الغريزة الغليظة إلى أمثال هذه اللفظات، و لا يقصد بها سوء و لا يريد بها ذمّا و لا تخطئة كما قدّمنا قبل ذلك في اللّفظة التي قالها في مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كاللفظات التي قالها عام الحديبية و غير ذلك، و اللّه لا يجازي المكلف إلّا بما نواه، و لقد كانت نيّته من أطهر النّيات و أخلصها للّه سبحانه انتهى.

و فيه أنّ اقتضاء الطبيعة و استدعاء الغريزة التي جعله معذرة له إن أراد به انه بلغ إلى حيث لم يبق لعمر معه قدرة على إمساك لسانه عن التكلّم بخلاف ما في ضميره، بل كان يصدر عنه الذّم في مقام يريد به المدح، و الشّتم في موضع يريد الاكرام و يخرج بذلك عن حدّ التكليف فلا مناقشة في ذلك، لكن مثل هذا الرّجل يعده العقلاء في زمرة المجانين، و لا خلاف في أنّ العقل من شروط الامامة، و إن أراد أنّه يبقى مع ذلك ما هو مناط التّكليف فذلك ممّا لا يسمن و لا يغني من جوع، فانّ ابليس استكبر آدم بمقتضى الجبلة النّارية، و مع ذلك استحقّ النّار و شملته اللعنة إلى يوم الدّين، و الزّاني إنّما يزني بمقتضى شهوته التي جبله اللّه تعالى عليها و مع ذلك يرجم و لا يرحم هذا، (و) وصف عليه السّلام الحوزة

رابعا بأنّها (يكثر العثار فيها و الاعتذار منها) و معناه على جعل الحوزة بمعنى الطبيعة واضح أى يكثر العثار في تلك الطبيعة و الاعتذار من هذه الطبيعة أو اعتذار صاحبها منها أو الاعتذار من عثراتها و قد مضى في بيان الاعراب احتمال كون من نشويّة و تعليليّة، و أمّا على تقدير جعلها بمعنى النّاحية فالمعنى ما ذكره بعض الأفاضل عقيب كلامه الذي حكيناه في شرح قوله عليه السّلام: فصيرها في حوزة خشناء، بما لفظه: فيكثر عثارها أو عثار مطيتها فاحتاجت إلى الاعتذار من عثراتها النّاشئة من خشونة النّاحية و هو في الحقيقة اعتذار من النّاحية، فالعاثر و المعتذر حينئذ هي الخلافة توسعا.

و كيف كان فالغرض من هذه الجملة الاشارة إلى كثرة خطاء عمر في القضايا و الأحكام، و جهالته بالفتاوى و شرايع الاسلام، و لا باس بالاشارة إلى بعض عثراته و نبذ من جهالاته و يسير من هفواته و زلّاته.

فمنها ما ذكره الشّارح المعتزلي حيث قال: و كان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثمّ ينقضه و يفتي بضدّه و خلافه، قضى في الجدّ مع الاخوة قضايا كثيرة مختلفة ثمّ خاف من الحكم في هذه المسألة فقال: من أراد أن يتقحم جراثيم جهنم فليقل في الجدّ برأيه.

و منها ما ذكره أيضا و هو أنّه لمّا مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و شاع بين النّاس موته طاف عمر على النّاس قائلا إنّه لم يمت و لكنّه غاب عنّا كما غاب موسى عن قومه، فليرجعن و ليقطعن أيدي رجال و أرجلهم يزعمون أنّه مات فجعل لا يمرّ بأحد يقول: إنّه مات إلّا و يخبطه و يتوعده حتى جاء ابو بكر فقال: أيّها النّاس من كان يعبد محمّدا فان محمّدا قد مات، و من كان يعبد ربّ محمّد فانّه حيّ لم يمت ثمّ تلا قوله تعالى: «أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ» قالوا: فو اللّه لكانّ النّاس ما سمعوا هذه الآية حتّى تلاها أبو بكر، و قال عمر لمّا سمعته يتلوها هويت إلى الأرض و علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد مات.

أقول: من بلغ من قلة المعرفة إلى مقام ينكر موت النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يحكم مع ذلك من تلقاء نفسه بأنّه يرجع و يقطع أيدي رجال و أرجلهم كيف يكون إماما واجب الطاعة على جميع الخلق و منها ما رواه أيضا كغيره من أنّه قال مرّة لا يبلغني أنّ امرأة تجاوز صداقها صداق نساء النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلّا ارتجعت ذلك منها، فقالت امرأة ما جعل اللّه لك ذلك إنّه قال تعالى: «وَ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً» فقال: كلّ النّاس أفقه من عمر حتّى ربّات الحجال، ألا تعجبون من إمام أخطأ و امرأة أصابت فأضلت إمامكم ففضّلته، و اعتذار قاضي القضاة بأنّه طلب الاستحباب في ترك التجاوز«» و التواضع في قوله: كلّ النّاس أفقه من عمر، خطاء، فانّه لا يجوز ارتكاب المحرم و هو ارتجاع المهر، لأجل فعل المستحبّ، و أمّا التواضع فانّه لو كان الأمر كما قال عمر لاقتضى إظهار القبيح و تصويب الخطاء، و لو كان العذر صحيحا لكان هو المصيب و المرأة مخطئة مع أنّه مخالف لصريح قوله: ألا تعجبون من إمام أخطأ اه.

و منها ما رواه هو و غيره من أنّه كان يعسّ بالليل فسمع صوت رجل و امرأة في بيت فارتاب فتسوّر الحائط فوجد امرأة و رجلا و عندهما زقّ خمر، فقال: يا عدوّ اللّه كنت ترى أنّ اللّه يسترك و أنت على معصيته قال: إن كنت أخطأت في واحدة فقد أخطأت في ثلاث، قال اللّه تعالى: و لا تجسّسوا، و قد تجسّست، و قال: و أتوا البيوت من أبوابها، و قد تسوّرت، و قال: إذا دخلتم بيوتا فسلّموا، و ما سلّمت.

و منها ما رواه أيضا و جماعة من الخاصّة و العامة من أنّه قال: متعتان كانتا على عهد رسول اللّه و أنا محرّمهما و معاقب عليهما: متعة النّساء و متعة الحجّ، قال الشّارح المعتزلي و هذا الكلام و إن كان ظاهره منكرا فله عندنا مخرج و تأويل أقول: بل هو باق على منكريّته و التّأويل الذي ارتكبوه ممّا لا يسمن و لا يغني من جوع، و لعلّنا نسوق الكلام فيه مفصلا في مقام أليق إنشاء اللّه.

و منها ما رواه أيضا من أنّه مرّ يوما بشابّ من فتيان الأنصار و هو ظمآن فاستسقاه فجدح له ماء بعسل فلم يشربه، و قال: إنّ اللّه تعالى يقول: «أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا» فقال له الفتى: إنّها ليست لك و لا لأحد من أهل هذه القبلة، اقرء ما قبلها: «وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا».

فقال عمر: كلّ النّاس أفقه من عمر.

و منها أنّه أمر برجم امرأة حاملة فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل، فقال: لو لا عليّ لهلك عمر.

و منها أنّه أمر برجم مجنونة فنبّهه أمير المؤمنين عليه السّلام و قال: القلم مرفوع عن المجنون حتّى يفيق، فقال: لو لا عليّ لهلك عمر.

و منها ما رواه في الفقيه عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: استودع رجلان امرأة وديعة و قالا لها لا تدفعي إلى واحد منّا حتى نجتمع عندك ثم انطلقا فغابا، فجاء أحدهما إليها و قال: اعطيني وديعتي فإنّ صاحبي قد مات فأبت حتى كثر اختلافه إليها ثمّ أعطته، ثمّ جاء الآخر فقال هاتي وديعتي، فقال «فقالت ظ»: أخذها صاحبك و ذكر أنّك قدمّت فارتفعا إلى عمر، فقال لها عمر: ما أراك إلّا و قد ضمنت، فقالت المرأة اجعل عليها عليه السّلام بينى و بينه، فقال له: اقض بينهما، فقال عليّ عليه السّلام: هذه الوديعة عندها و قد أمرتماها أن لا تدفعها إلى واحد منكما حتى تجتمعا عندها فأتني بصاحبك، و لم يضمنها، و قال عليّ عليه السّلام إنّما أرادا أن يذهبا بمال المرأة.

و منها ما في الفقيه أيضا عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ ابن نباتة، قال: اتي عمر بامرأة زوجها شيخ، فلما أن واقعها مات على بطنها، فادّعى بنوه أنها فجرت و شاهدوا «تشاهدوا خ» عليها فأمر بها عمر أن ترجم، فمروا بها على عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فقالت: يابن عمّ رسول اللّه إني مظلومة و هذه حجتى فقال عليه السّلام: هاتني حجتك، فدفعت إليه كتابا فقرأه فقال: هذه المرأة تعلمكم بيوم تزوّجها و يوم واقعها و كيف كان جماعه لها ردّوا المرأة، فلما كان من الغد دعا عليّ عليه السّلام بصبيان يلعبون أتراب«» و فيهم ابنها فقال لهم: العبوا، فلعبوا حتّى إذا لها هم اللعب ثم فصاح عليه السّلام بهم فقاموا و قام الغلام الذي هو ابن المرأة متكيا على راحتيه، فدعا به عليّ عليه السّلام فورّثه من أبيه و جلد اخوته المفترين حدّا، فقال عمر كيف صنعت قال: قد عرفت ضعف الشيخ في تكائة الغلام على راحتيه.

و منها ما رواه الصّدوق أيضا عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: اتى عمر بن الخطاب بجارية فشهد عليها شهود أنّها بغت، و كان من قصّتها أنّها كانت يتيمة عند رجل و كان للرّجل امرأة و كان الرّجل كثيرا ما يغيب عن أهله، فشبّت اليتيمة و كانت جميلة فتخوّفت المرأة أن يتزوّجها زوجها إذا رجع إلى منزله، فدعت بنسوة من جيرانها فأمسكتها، ثمّ افتضّتها باصبعها، فلما قدم زوجها سأل امرأته عن اليتيمة فرمتها بالفاحشة و أقامت البيّنة من جيرانها على ذلك، قال: فرفع ذلك إلى عمر فلم يدر كيف يقضي في ذلك، فقال: للرّجل اذهب بها إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فأتوا عليّا و قصّوا عليه قصّتها «القصة خ» فقال لامرأة الرّجل ألك بيّنة قالت: نعم، هؤلاء جيراني يشهدون عليها بما أقول، فأخرج عليّ عليه السّلام السّيف من غمده و طرحه بين يديه، ثمّ أمر عليه السّلام بكلّ واحدة من الشّهود فأدخلت بيتا، ثمّ دعا بامرأة الرّجل فأدارها لكلّ وجه فأبت أن تزول عن قولها، فردّها إلى البيت الذي كانت فيه.

ثمّ دعا باحدى الشّهود و جثا على ركبتيه، فقال لها: أ تعرفيني أنا عليّ ابن أبي طالب و هذا سيفي و قد قالت امرأة الرّجل ما قالت، و رجعت«» إلى الحقّ و أعطيتها الأمان فاصدقيني و الّا ملأت سيفي منك، فالتفتت المرأة إلى عليّ فقالت: يا أمير المؤمنين الأمان على الصّدق، قال لها عليّ فاصدقي فقالت: لا و اللّه ما زنت اليتيمة و لكن امرأة الرّجل لما رأت حسنها و جمالها و هيئتها خافت فساد زوجها بها فسقتها المسكرود عتنا فأمسكناها فافتضّتها باصبعها، فقال عليّ عليه السّلام: اللّه اكبر اللّه اكبر أنا أوّل من فرّق بين الشّهود إلّا دانيال ثمّ حدّ المرأة حدّ القاذف و ألزمها و من ساعدها على افتضاض اليتيمة المهر لها أربعمائة درهم، و فرّق بين المرأة و زوجها و زوّجته اليتيمة، و ساق عنه المهر إليها من ماله.

فقال عمر بن الخطاب: فحدّثنا يا أبا الحسن بحديث دانيال النّبيّ عليه السّلام فقال: إنّ دانيال كان غلاما يتيما لا أب له و لا أمّ، و إنّ امرأة من بني إسرائيل عجوزا ضمّته إليها و ربّته و إن ملكا من ملوك من بني إسرائيل كان له قاضيان و كان له صديق و كان رجلا صالحا و كان له امرأة جميلة و كان يأتي الملك فيحدّثه فاحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض اموره، فقال للقاضيين: اختارا لى رجلا ابعثه في بعض اموري، فقالا: فلان، فوجّهه ملك و كان القاضيان يأتيان باب الصّديق فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها، فأبت عليهما فقالا لها، إن لم تفعلي شهدنا عليك عند الملك بالزّنا ليرجمك، فقالت: افعلا ما شئتما، فأتيا الملك فشهدا عليها أنّها بغت و كان لها ذكر حسن جميل فدخل الملك من ذلك أمر عظيم و اشتدّ غمّه و كان بها معجبا، فقال لهما: إنّ قولكما مقبول فاجلدوها ثلاثة أيّام ثمّ ارجموها و نادى في مدينته: احضروا قتل فلانة العابدة فانّها قد بغت، و قد شهد عليها القاضيان بذلك، فأكثر النّاس القول في ذلك فقال الملك لوزيره: ما عندك في هذا حيلة فقال: لا و اللّه ما عندي في هذا شي ء.

فلما كان اليوم الثالث ركب الوزير و هو آخر أيّامها و إذا هو بغلمان عراة يلعبون و فيهم دانيال، فقال دانيال: يا معشر الصّبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك و تكون أنت يا فلان العابدة و يكون فلان و فلان القاضيين الشّاهدين عليها، ثم جمع ترابا«» و جعل سيفا من قصب ثمّ قال: للغلمان خذوا بيد هذا فنحّوه إلى موضع كذا و الوزير واقف و خذوا هذا فنحّوه إلى كذا ثمّ دعا بأحدهما فقال: قل حقّا فانك إن لم تقل حقّا قتلتك، قال: نعم و الوزير يسمع فقال بم تشهد على هذه المرأة قال اشهد أنّها زنت قال في أيّ يوم قال: في يوم كذا و كذا، قال في أيّ وقت قال: في وقت كذا و كذا، قال: في أيّ موضع قال: في موضع كذا و كذا قال: مع من قال: مع فلان بن فلان، قال: فردّوه إلى مكانه و هاتوا الآخر، فردّوه و جاءوا بالآخر فسأله عن ذلك فخالف صاحبه في القول، فقال دانيال: اللّه اكبر اللّه اكبر شهدا عليها بزور ثمّ نادى في الغلمان إنّ القاضيين شهدا على فلانة العابدة بزور فاحضروا قتلها، فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره الخبر فبعث الملك إلى القاضيين فأحضرهما ثم فرّق بينهما و فعل كما فعل دانيال بالغلامين، فاختلفا كما اختلفا فنادى في النّاس و أمر بقتلهما.

و منها ما رواه الشّارح البحراني و هو أنّ عمر أمر أن يؤتى بامرأة لحال اقتضت ذلك و كانت حاملا فانزعجت من هيبته فاجهزت «فاجهضت به خ» جنينا فجمع جمعا من الصّحابة و سألهم ما ذا يجب عليه، فقالوا: أنت مجتهد «مؤدب خ» و لا نرى أنّه يجب عليك شي ء، فراجع عليا عليه السّلام في ذلك و أعلمه بما قال بعض الصّحابة، فأنكر ذلك و قال: إن كان ذلك عن اجتهاد منهم فقد أخطئوا، و إن لم يكن عن اجتهاد فقد غشّوك، أرى عليك الغرّة«»، فعندها قال: لا عشت لمعضلة لا تكون لها يا أبا الحسن.

و رواه الشّارح المعتزلي بتغيير في متنه، إلى غير ذلك من موارد خطائه و خبطه و جهالته التي لو أردنا استقصائها لطالت، و كثيرا ما كان أمير المؤمنين عليه السّلام ينبّه على خطائه فيها و يبين له معضلات المسائل التي كان يعجز عنها، و قد روي أنّه قال في سبعين موضعا: لو لا عليّ لهلك عمر، و العجب أنّه مع اعترافه بذلك يدّعي التّقدّم عليه و مع جهله بكل ذلك يرى نفسه قابلة للخلافة و مستحقّة لها مع أنّ قابلية الخلافة و استحقاق الولاية لا يكون إلّا بالعلم بجميع الأحكام و الاحاطة بشرايع الاسلام، و لا يكون ذلك إلا بالهام إلهي و تعليم ربّاني و إرشاد نبويّ، و ذلك مختصّ بالأئمة و مخصوص بسراج الامة، إذ هم الذين اتّبعوا آثار النّبوة، و اقتبسوا أنوار الرّسالة، و عندهم معاقل العلم و أبواب الحكمة و ضياء الأمر و فصل ما بين النّاس، و هم المحدثون المفهمون المسدّدون المؤيّدون بروح القدس.

كما يدلّ عليه ما رواه في البحار من كتاب بصائر الدّرجات باسناده عن جعيد الهمداني قال: سألت عليّ بن الحسين عليهما السّلام بأيّ حكم تحكمون قال: نحكم بحكم آل داود«» فان عيينا شيئا تلقّانا به روح القدس.

و عن السّاباطي قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: بما تحكمون إذا حكمتم فقال:

بحكم اللّه و حكم داود، فإذا ورد علينا شي ء ليس عندنا تلقّانا به روح القدس. و عن عبد العزيز عن أبيه قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام جعلت فداك إنّ النّاس يزعمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وجّه عليّا عليه السّلام إلى اليمن ليقضى بينهم، فقال عليّ عليه السّلام فما اورد اللّه علىّ قضية إلّا حكمت بحكم اللّه و حكم رسوله، فقال عليه السّلام: صدقوا، قلت: و كيف ذلك و لم يكن انزل القرآن كلّه و قد كان رسول اللّه غايبا عنه فقال: تلقّاه به روح القدس هذا.

و قد ظهر ممّا ذكرنا كله أنّ الحكم الصّواب و فصل الخطاب مختصّ بالمعصومين من آل الرّسول سلام اللّه عليه و عليهم و أنّ أحكام عمر إنّما كانت عن هوى نفس و بدعة و ضلالة و جهالة، و لذلك كان يفتي كثيرا ثمّ يرجع عن فتياه و يعتذر، و ربّما كان يحكم بشي ء ثمّ ينقضه و يحكم بخلافه لقلّة المعرفة و كثرة الجهالة و اختلاف دواعي نفسه الأمارة التي تارة تحكم بذلك و اخرى بخلافه، هذا كلّه مضافا إلى قوّة إفراط القوة الغضبيّة فيه و خشونة الحوزة و غلظة الطبيعة (فصاحبها) أى صاحب تلك الحوزة و الطبيعة (كراكب) النّاقة (الصّعبة) الغير المنقادة (إن أشنق لها خرم و إن أسلس لها تقحّم) قال الرّضيّ (ره) بعد تمام الخطبة: يريد عليه السّلام أنّه إذا شدّد عليها في جذب الزّمام و هي تنازعه رأسها خرم أنفها، و إن أرخى لها شيئا مع صعوبتها تقحّمت به فلم يملكها.

أقول: و قد أرخى زمامها و لم يمسكها فرمت به في أودية الضّلالة و تقحّمت به في ورطات الهلاكة فلم يمكنه التخلّص منها و الخروج عنها، و على هذا المعنى فالمراد بصاحب الحوزة هو عمر و هذا أظهر و قد ذكروا في المقام وجوها اخر.

منها أنّ الضّمير فى صاحبها يعود إلى الحوزة المكنّى بها عن الخليفة أو اخلاقه، و المراد بصاحبها من يصاحبها كالمستشار و غيره، و المعنى أنّ المصاحب للرّجل المنعوت حاله في صعوبة الحال كراكب النّاقة الصّعبة فلو تسرع إلى إنكار القبايح من أعماله أدّى إلى الشقاق بينهما و فساد الحال، و لو سكت و خلاه و ما يصنع أدّى إلى خسران المآل.

و منها أنّ الضّمير راجع إلى الخلافة أو إلى الحوزة، و المراد بصاحبها نفسه عليه السّلام، و المعنى أنّ قيامي في طلب الأمر يوجب مقاتلة ذلك الرّجل و فساد أمر الخلافة رأسا و تفرق نظام المسلمين، و سكوتي عنه يورث التّقحم في موارد الذّلّ و الصّغار.

و منها أن الضّمير راجع إلى الخلافة و صاحبها من تولى أمرها مراعيا للحقّ و ما يجب عليه، و المعنى أن المتولي لأمر الخلافة إن أفرط في إحقاق الحقّ و زجر النّاس عمّا يريدونه بأهوائهم أوجب ذلك نفار طباعهم و تفرّقهم عنه، لشدة الميل إلى الباطل، و إن فرّط في المحافظة على شرايطها ألقاه التّفريط في موارد الهلكة و ضعف هذا الوجه و بعده واضح هذا.

و لما ذكر عليه السّلام أوصاف الرّجل الذميمة و أخلاقه الخبيثة الخسيسة أشار إلى شدّة ابتلاء النّاس في أيّام خلافته بقوله: (فمني النّاس) أي ابتلوا (لعمر اللّه بخبط) أى بالسير على غير معرفة و في غير جادّة (و شماس) و نفار (و تلوّن) مزاج (و اعتراض) أى بالسّير على غير خط مستقيم كأنّه يسير عرضا، قال الشّارح المعتزلي: و إنّما يفعل ذلك البعير الجامح الخابط و بعير عرضي يعترض في سيره لأنّه لم يتمّ رياضته و في فلان عرضية أى عجز فيه و صعوبة، و قال البحراني في شرح تلك الجملة: إنّها إشارة إلى ما ابتلوا به من اضطراب الرّجل و حركاته التي كان ينقمها عليه، فكنّى بالخبط عنها و بالشّماس عن جفاوة طباعه و خشونتها، و بالتّلوّن و الاعتراض عن انتقاله من حالة إلى اخرى في أخلاقه، و هي استعارات وجه المشابهة فيها أنّ خبط البعير، و شماس الفرس و اعتراضها في الطريق حركات غير منظومة، فأشبهها ما لم يكن منظوما من حركات الرّجل التي ابتلي النّاس بها.

أقول: و على ذلك فالأربعة أوصاف للرّجل و المقصود كما ذكره الاشارة إلى ابتلاء النّاس في خلافته بالقضايا الباطلة لجهله و استبداده برأيه مع تسرعه إلى الحكم مع ايذائهم بحدته و بالخشونة في الأقوال و الأفعال الموجبة لنفارهم عنه، و بالنّفار عن النّاس كالفرس الشّموس و التلوّن في الآراء و الأحكام لعدم ابتنائها على أساس قويّ، و بالخروج عن الشرع السّواء و الجادة المستقيمة أو بالحمل على الأمور الصعبة و التكاليف الشاقّة هذا.

و يحتمل كونها صفات للنّاس، فانّ خروج الوالي عن الجادّة يستلزم خروج النّاس احيانا و كذا تلوّنه و اعتراضه يوجب تلوّن الرّعية و اعتراضهم على بعض الوجوه و خشونته يستلزم نفارهم و هو ظاهر.

ثم إنّه عليه السّلام أردف ذلك كلّه بتكرير ذكر صبره على ما صبر عليه مع الثاني كما صبر مع الأوّل و قال: (فصبرت على طول المدّة) أى طول مدّة تخلّف الأمر عنه عليه السّلام (و شدّة المحنة) أى شدّة الابتلاء بسبب فوات حقّه و ما يستتبع ذلك من اختلال قواعد الدّين و انهدام أركان اليقين.

شرح لاهیجی

فصيّرها فى حوزة خشناء يعنى پس گردانيد خلافت را در طبيعت خشن درشت كه عمر باشد يغلظ كلمها و يخشن 1 يعنى در حالتى كه غليظ است جراحات زبانى آن طبيعت خشن و درشست ملامسه و ملاقات اركانى او يعنى صاحب گفتار ناهموار و كردار ناهنجار بود و يكثر العثار فيها و الاعتذار منها يعنى بسيار بود لغزش در آن طبيعت و بسيار بود عذر جستن از براى لغزش از جانب او چنانچه در غلطهاى بسيار مى گفت لولا علىّ لهلك عمر و با زنى گفت كلّ افقه من عمر حتّى المخدّرات فى الحجال و امثال اين حكايتها از او مشهور است فصاحبها كراكب الصّعبة يعنى صاحب ان طبيعة مثل سوار بر شتر چموش بار نكشنده است ان اشنق لها خرم و ان اسلس لها تقحّم يعنى اگر سوارش مهارش را رو بخود بكشد پاره مى شود بينى او و هرگاه سست كند بر رو در افتد كنايه است از اين كه صاحب ان اخلاق در خلافت و رياست اگر مى خواست عنان اختيار مردم را بكشد و نگاهدارد كه فساد نكنند دماغ نخوت او پاره مى شد و كسى مطيع او نمى شد و اگر مى خواست ارخاء عنان مردم بكند و مساهله كند با خلق در احكام برو درمى افتاد و غلط ميكرد و امر نظام و نسق مختلّ مى شد خلاصه با همه نكرا و شيطنت سياست ملكى را نيز شايسته نبود و منى النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس و تلوّن و اعتراض يعنى مبتلا شدند مردمان قسم بحيات خدا بخبط و بيراهى و سرسختى كردن در امر دين و دنيا از خبط و بيراهى و سرسختى كردن خليفه زمان خودشان و گرفتار شدند بتلوّن و انتقال از حالى بحالى شدن و بعرض راه رفتن با مردم نه بر طريق مستقيم رفتار كردن بجهة تلوّن مزاج رئيس ايشان فصبرت على طول المدّة و شدّة المحنة حتّى اذا مضى لسبيله يعنى پس صبر و تحمّل كردم با اين صدمات در دين و ضلالت مسلمين بر درازى ده سال مدّت خلافت او كه هرگاه مدّت كمى از او انبوهى بود و بر شدّت محنت او كه هر كاهى از او كوهى بود تا اين كه گذشت بر راه خود وفات كرد

شرح ابن ابی الحدید

فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا- وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا- فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ- إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ- فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ- فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ -

قوله ع فجعلها في حوزة خشناء- أي في جهة صعبة المرام شديدة الشكيمة- و الكلم الجرح- . و قوله يغلظ- من الناس من قال كيف قال يغلظ كلمها- و الكلم لا يوصف بالغلظ و هذا قلة فهم بالفصاحة- أ لا ترى كيف قد وصف الله سبحانه العذاب بالغلظ- فقال وَ نَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ أي متضاعف- لأن الغليظ من الأجسام هو ما كثف و جسم- فكان أجزاؤه و جواهره متضاعفة- فلما كان العذاب أعاذنا الله منه متضاعفا سمي غليظا- و كذلك الجرح إذا أمعن و عمق- فكأنه قد تضاعف و صار جروحا فسمي غليظا- . إن قيل قد قال ع في حوزة خشناء فوصفها بالخشونة- فكيف أعاد ذكر الخشونة ثانية فقال يخشن مسها- . قيل الاعتبار مختلف- لأن مراده بقوله في حوزة خشناء- أي لا ينال ما عندها و لا يرام- يقال إن فلانا لخشن الجانب و وعر الجانب- و مراده بقوله يخشن مسها- أي تؤذي و تضر و تنكئ من يمسها- يصف جفاء أخلاق الوالي المذكور- و نفور طبعه و شدة بادرته- . قوله ع و يكثر العثار فيها و الاعتذار منها- يقول ليست هذه الجهة جددا مهيعا- بل هي كطريق كثير الحجارة لا يزال الماشي فيه عاثرا- . و أما منها في قوله ع و الاعتذار منها- فيمكن أن تكون من على أصلها- يعني أن عمر كان كثيرا ما يحكم بالأمر ثم ينقضه- و يفتي بالفتيا ثم يرجع عنها- و يعتذر مما أفتى به أولا- و يمكن أن تكون من هاهنا للتعليل و السببية- أي و يكثر اعتذار الناس عن أفعالهم و حركاتهم لأجلها- قال

  • أ من رسم دار مربع و مصيفلعينيك من ماء الشئون و كيف

- . أي لأجل أن رسم المربع و المصيف هذه الدار- و كف دمع عينيك- . و الصعبة من النوق ما لم تركب و لم ترض- إن أشنق لها راكبها بالزمام خرم أنفها- و إن أسلس زمامها تقحم في المهالك- فألقته في مهواة أو ماء أو نار- أو ندت فلم تقف حتى ترديه عنها فهلك- . و أشنق الرجل ناقته إذا كفها بالزمام و هو راكبها- و اللغة المشهورة شنق ثلاثية- و في الحديث أن طلحة أنشد قصيدة- فما زال شانقا راحلته حتى كتبت له- و أشنق البعير نفسه إذا رفع رأسه يتعدى و لا يتعدى- و أصله من الشناق و هو خيط يشد به فم القربة- . و قال الرضي أبو الحسن رحمه الله تعالى- إنما قال ع أشنق لها و لم يقل أشنقها- لأنه جعل ذلك في مقابلة قوله أسلس لها و هذا حسن- فإنهم إذا قصدوا الازدواج في الخطابة فعلوا مثل هذا- قالوا الغدايا و العشايا- و الأصل الغدوات جمع غدوة-

و قال ص ارجعن مأزورات غير مأجورات

- و أصله موزورات بالواو لأنه من الوزر- . و قال الرضي رحمه الله تعالى- و مما يشهد على أن أشنق بمعنى شنق- قول عدي بن زيد العبادي-

  • ساءها ما لها تبين في الأيديو إشناقها إلى الأعناق

- . قلت تبين في هذا البيت فعل ماض تبين يتبين تبينا- و اللام في لها تتعلق بتبين- يقول ظهر لها ما في أيدينا فساءها- و هذا البيت من قصيدة أولها-

  • ليس شي ء على المنون بباقغير وجه المسبح الخلاق

- . و قد كان زارته بنية له صغيرة اسمها هند- و هو في الحبس حبس النعمان- و يداه مغلولتان إلى عنقه فأنكرت ذلك- و قالت ما هذا الذي في يدك و عنقك يا أبت و بكت- فقال هذا الشعر و قبل هذا البيت-

  • و لقد غمني زيارة ذي قربىصغير لقربنا مشتاق

ساءها ما لها تبين في الأيدي

و إشناقها إلى الأعناق

- . أي ساءها ما ظهر لها من ذلك- و يروى ساءها ما بنا تبين أي ما بان و ظهر- و يروى ما بنا تبين بالرفع على أنه مضارع- . و يروى إشناقها بالرفع عطفا على ما- التي هي بمعنى الذي و هي فاعلة- و يروى بالجر عطفا على الأيدي- .

و قال الرضي رحمه الله تعالى أيضا- و يروى أن رسول الله ص خطب الناس- و هو على ناقة قد شنق لها و هي تقصع بجرتها- . قلت الجرة ما يعلو من الجوف و تجتره الإبل- و الدرة ما يسفل و تقصع بها تدفع- و قد كان للرضي رحمه الله تعالى إذا كانت الرواية- قد وردت هكذا أن يحتج بها على جواز أشنق لها- فإن الفعل في الخبر قد عدي باللام لا بنفسه- قوله ع فمني الناس أي بلي الناس- قال

منيت بزمردة كالعصا

- . و الخبط السير على غير جادة- و الشماس النفار و التلون التبدل- و الاعتراض السير لا على خط مستقيم- كأنه يسير عرضا في غضون سيره طولا- و إنما يفعل ذلك البعير الجامح الخابط- و بعير عرضي يعترض في مسيره لأنه لم يتم رياضته- و في فلان عرضية أي عجرفة و صعوبة

طرف من أخبار عمر بن الخطاب

و كان عمر بن الخطاب صعبا- عظيم الهيبة شديد السياسة- لا يحابي أحدا و لا يراقب شريفا و لا مشروفا- و كان أكابر الصحابة يتحامون و يتفادون من لقائه- كان أبو سفيان بن حرب في مجلس عمر- و هناك زياد بن سمية و كثير من الصحابة- فتكلم زياد فأحسن و هو يومئذ غلام- فقال علي ع و كان حاضرا- لأبي سفيان و هو إلى جانبه- لله هذا الغلام لو كان قرشيا لساق العرب بعصاه- فقال له أبو سفيان أما و الله لو عرفت أباه- لعرفت أنه من خير أهلك- قال و من أبوه قال أنا وضعته و الله في رحم أمه- فقال علي ع فما يمنعك من استلحاقه- قال أخاف هذا العير الجالس أن يخرق علي إهابي- و قيل لابن عباس لما أظهر قوله في العول- بعد موت عمر و لم يكن قبل يظهره- هلا قلت هذا و عمر حي- قال هبته و كان امرأ مهابا- . و استدعى عمر امرأة ليسألها عن أمر و كانت حاملا- فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها- فأجهضت به جنينا ميتا- فاستفتى عمر أكابر الصحابة في ذلك- فقالوا لا شي ء عليك إنما أنت مؤدب- فقال له علي ع إن كانوا راقبوك فقد غشوك- و إن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا- عليك غرة يعني عتق رقبة- فرجع عمر و الصحابة إلى قوله- . و عمر هو الذي شد بيعة أبي بكر و وقم المخالفين فيها- فكسر سيف الزبير لما جرده و دفع في صدر المقداد- و وطئ في السقيفة سعد بن عبادة- و قال اقتلوا سعدا قتل الله سعدا- و حطم أنف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السقيفة- أنا جذيلها المحكك و عذيقها المرجب- و توعد من لجأ إلى دار فاطمة ع من الهاشميين- و أخرجهم منها- و لولاه لم يثبت لأبي بكر أمر و لا قامت له قائمة- .

و هو الذي ساس العمال و أخذ أموالهم في خلافته- و ذلك من أحسن السياسات- . و روى الزبير بن بكار- قال لما قلد عمر عمرو بن العاص مصر- بلغه أنه قد صار له مال عظيم من ناطق و صامت- فكتب إليه أما بعد- فقد ظهر لي من مالك ما لم يكن في رزقك- و لا كان لك مال قبل أن أستعملك- فأنى لك هذا فو الله لو لم يهمني في ذات الله- إلا من اختان في مال الله- لكثر همي و انتثر أمري- و لقد كان عندي من المهاجرين الأولين من هو خير منك- و لكني قلدتك رجاء غنائك- فاكتب إلي من أين لك هذا المال و عجل- .

فكتب إليه عمرو- أما بعد فقد فهمت كتاب أمير المؤمنين- فأما ما ظهر لي من مال- فأنا قدمنا بلادا رخيصة الأسعار كثيرة الغزو- فجعلنا ما أصابنا في الفضول- التي اتصل بأمير المؤمنين نبؤها- و و الله لو كانت خيانتك حلالا ما خنتك و قد ائتمنتني- فإن لنا أحسابا إذا رجعنا إليها أغنتنا عن خيانتك- و ذكرت أن عندك من المهاجرين الأولين من هو خير مني- فإذا كان ذاك فو الله ما دققت لك يا أمير المؤمنين بابا- و لا فتحت لك قفلا- فكتب إليه عمر- أما بعد فإني لست من تسطيرك الكتاب- و تشقيقك الكلام في شي ء- و لكنكم معشر الأمراء قعدتم على عيون الأموال- و لن تعدموا عذرا- و إنما تأكلون النار و تتعجلون العار- و قد وجهت إليك محمد بن مسلمة- فسلم إليه شطر مالك- . فلما قدم محمد صنع له عمرو طعاما و دعاه فلم يأكل- و قال هذه تقدمة الشر و لو جئتني بطعام الضيف لأكلت- فنح عني طعامك و أحضر لي مالك- فأحضره فأخذ شطره- فلما رأى عمرو كثرة ما أخذ منه قال- لعن الله زمانا صرت فيه عاملا لعمر- و الله لقد رأيت عمر و أباه- على كل واحد منهما عباءة قطوانية- لا تجاوز مأبض ركبتيه و على عنقه حزمة حطب- و العاص بن وائل في مزررات الديباج- فقال محمد إيها عنك يا عمرو- فعمر و الله خير منك و أما أبوك و أبوه فإنهما في النار- و لو لا الإسلام لألفيت معتلقا شاة- يسرك غزرها و يسوؤك بكوؤها- قال صدقت فاكتم علي قال أفعل- قال الربيع بن زياد الحارثي- كنت عاملا لأبي موسى الأشعري على البحرين- فكتب إليه عمر بالقدوم عليه هو و عماله- و أن يستخلفوا جميعا- فلما قدمنا المدينة- أتيت يرفأ حاجب عمر- فقلت يا يرفأ مسترشد و ابن سبيل- أي الهيئات أحب إلى أمير المؤمنين أن يرى فيها عماله- فأومأ إلي بالخشونة فاتخذت خفين مطارقين- و لبست جبة صوف و لثت عمامتي على رأسي- ثم دخلنا على عمر فصفنا بين يديه- فصعد بصره فينا و صوب- فلم تأخذ عينه أحدا غيري فدعاني- فقال من أنت قلت الربيع بن زياد الحارثي- قال و ما تتولى من أعمالنا قلت البحرين- قال كم ترزق قلت ألفا قال كثير فما تصنع به- قلت أتقوت منه شيئا و أعود بباقيه على أقارب لي- فما فضل منهم فعلى فقراء المسلمين- قال لا بأس ارجع إلى موضعك- فرجعت إلى موضعي من الصف فصعد فينا و صوب- فلم تقع عينه إلا علي فدعاني- فقال كم سنك قلت خمس و أربعون- فقال الآن حيث استحكمت ثم دعا بالطعام- و أصحابي حديث عهدهم بلين العيش- و قد تجوعت له فأتى بخبز يابس و أكسار بعير- فجعل أصحابي يعافون ذلك و جعلت آكل فأجيد- و أنا أنظر إليه و هو يلحظني من بينهم- ثم سبقت مني كلمة تمنيت لها أني سخت في الأرض- فقلت يا أمير المؤمنين إن الناس يحتاجون إلى صلاحك- فلو عمدت إلى طعام ألين من هذا- فزجرني ثم قال كيف قلت فقلت يا أمير المؤمنين- أن تنظر إلى قوتك من الطحين- فيخبز قبل إرادتك إياه بيوم- و يطبخ لك اللحم كذلك- فتؤتى بالخبز لينا و باللحم غريضا- فسكن من غربه و قال أ هاهنا غرت قلت نعم- فقال يا ربيع- إنا لو نشاء لملأنا هذه الرحاب- من صلائق و سبائك و صناب- و لكني رأيت الله نعى على قوم شهواتهم- فقال أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا

- ثم أمر أبا موسى بإقراري و أن يستبدل بأصحابي- . أسلم عمر بعد جماعة من الناس- و كان سبب إسلامه أن أخته و بعلها أسلما سرا من عمر- فدخل إليهما خباب بن الأرت يعلمهما الدين خفية- فوشى بهم واش إلى عمر فجاء دار أخته- فتوارى خباب منه داخل البيت- فقال عمر ما هذه الهينمة عندكم- قالت أخته ما عدا حديثا تحدثناه بيننا- قال أراكما قد صبوتما- قال ختنه أ رأيت إن كان هو الحق- فوثب عليه عمر فوطئه وطئا شديدا- فجاءت أخته فدفعته عنه فنفحها بيده- فدمي وجهها ثم ندم و رق و جلس واجما- فخرج إليه خباب فقال أبشر يا عمر- فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله لك الليلة- فإنه لم يزل يدعو منذ الليلة- اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام- . قال فانطلق عمر متقلدا سيفه- حتى- أتى إلى الدار التي فيها رسول الله ص يومئذ- و هي الدار التي في أصل الصفا- و على الباب حمزة و طلحة و ناس من المسلمين- فوجل القوم من عمر إلا حمزة فإنه قال قد جاءنا عمر- فإن يرد الله به خيرا يهده- و إن يرد غير ذلك كان قتله علينا هينا- و النبي ص داخل الدار يوحى إليه فسمع كلامهم- فخرج حتى أتى عمر فأخذ بمجامع ثوبه و حمائل سيفه- و قال ما أنت بمنته يا عمر- حتى ينزل الله بك من الخزي و النكال- ما أنزل بالوليد بن المغيرة- اللهم هذا عمر اللهم أعز الإسلام بعمر- فقال عمر أشهد أن لا إله إلا الله- و أشهد أن محمدا رسول الله- . مر يوما عمر في بعض شوارع المدينة فناداه إنسان- ما أراك إلا تستعمل عمالك و تعهد إليهم العهود- و ترى أن ذلك قد أجزأك- كلا و الله إنك المأخوذ بهم إن لم تتعهدهم- قال ما ذاك قال عياض بن غنم يلبس اللين- و يأكل الطيب و يفعل كذا و كذا- قال أ ساع قال بل مؤد ما عليه- فقال لمحمد بن مسلمة الحق بعياض بن غنم- فأتني به كما تجده- فمضى محمد بن مسلمة حتى أتى باب عياض- و هو أمير على حمص و إذا عليه بواب- فقال له قل لعياض على بابك رجل يريد أن يلقاك- قال ما تقول قال قل له ما أقول لك- فقام كالمعجب فأخبره فعرف عياض أنه أمر حدث- فخرج فإذا محمد بن مسلمة فأدخله- فرأى على عياض قميصا رقيقا و رداء لينا- فقال إن أمير المؤمنين أمرني ألا أفارقك- حتى آتيه بك كما أجدك- فأقدمه على عمر و أخبره أنه وجده في عيش ناعم- فأمر له بعصا و كساء- و قال اذهب بهذه الغنم فأحسن رعيها- فقال الموت أهون من ذلك فقال كذبت- و لقد كان ترك ما كنت عليه أهون عليك من ذلك- فساق الغنم بعصاه و الكساء في عنقه فلما بعد رده- و قال أ رأيت إن رددتك إلى عملك أ تصنع خيرا- قال نعم و الله يا أمير المؤمنين- لا يبلغك مني بعدها ما تكره- فرده إلى عمله فلم يبلغه عنه بعدها ما ينقمه عليه- . كان الناس بعد وفاة رسول الله ص يأتون الشجرة- التي كانت بيعة الرضوان تحتها فيصلون عندها- فقال عمر أراكم أيها الناس رجعتم إلى العزى- ألا لا أوتي منذ اليوم بأحد عاد لمثلها- إلا قتلته بالسيف كما يقتل المرتد- ثم أمر بها فقطعت- . لما مات رسول الله ص و شاع بين الناس موته- طاف عمر على الناس قائلا إنه لم يمت- و لكنه غاب عنا كما غاب موسى عن قومه- و ليرجعن فليقطعن أيدي رجال و أرجلهم يزعمون أنه مات- فجعل لا يمر بأحد يقول إنه مات إلا و يخبطه و يتوعده- حتى جاء أبو بكر فقال أيها الناس- من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات- و من كان يعبد رب محمد فإنه حي لم يمت- ثم تلا قوله تعالى- أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ- قالوا فو الله لكان الناس ما سمعوا هذه الآية- حتى تلاها أبو بكر- و قال عمر لما سمعته يتلوها هويت إلى الأرض- و علمت أن رسول الله قد مات- . لما قتل خالد مالك بن نويرة و نكح امرأته- كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري- فركب فرسه و التحق بأبي بكر- و حلف ألا يسير في جيش تحت لواء خالد أبدا- فقص على أبي بكر القصة- فقال أبو بكر لقد فتنت الغنائم العرب- و ترك خالد ما أمر به- فقال عمر إن عليك أن تقيده بمالك فسكت أبو بكر- و قدم خالد فدخل المسجد- و عليه ثياب قد صدئت من الحديد- و في عمامته ثلاثة أسهم- فلما رآه عمر قال أ رياء يا عدو الله- عدوت على رجل من المسلمين فقتلته و نكحت امرأته- أما و الله إن أمكنني الله منك لأرجمنك- ثم تناول الأسهم من عمامته فكسرها- و خالد ساكت لا يرد عليه- ظنا أن ذلك عن أمر أبي بكر و رأيه- فلما دخل إلى أبي بكر و حدثه- صدقه فيما حكاه و قبل عذره- فكان عمر يحرض أبا بكر على خالد- و يشير عليه أن يقتص منه بدم مالك- فقال أبو بكر إيها يا عمر- ما هو بأول من أخطأ فارفع لسانك عنه- ثم ودى مالكا من بيت مال المسلمين- . لما صالح خالد أهل اليمامة و كتب بينه و بينهم كتاب الصلح- و تزوج ابنة مجاعة بن مرارة الحنفي- وصل إليه كتاب أبي بكر لعمري يا ابن أم خالد- إنك لفارغ حتى تزوج النساء- و حول حجرتك دماء المسلمين لم تجف بعد- في كلام أغلظ له فيه- فقال خالد هذا الكتاب ليس من عمل أبي بكر- هذا عمل الأعيسر يعني عمر- عزل عمر خالدا عن إمارة حمص في سنة سبع عشرة- و إقامة للناس و عقله بعمامته- و نزع قلنسوته عن رأسه- و قال أعلمني من أين لك هذا المال- و ذلك أنه أجاز الأشعث بن قيس بعشرة آلاف درهم- فقال من الأنفال و السهمان- فقال لا و الله لا تعمل لي عملا بعد اليوم- و شاطره ماله و كتب إلى الأمصار بعزله- و قال إن الناس فتنوا به فخفت أن يوكلوا إليه- و أحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع- . لما أسر الهرمزان حمل إلى عمر من تستر إلى المدينة- و معه رجال من المسلمين- منهم الأحنف بن قيس و أنس بن مالك- فأدخلوه المدينة في هيئته و تاجه و كسوته- فوجدوا عمر نائما في جانب المسجد- فجلسوا عنده ينتظرون انتباهه- فقال الهرمزان و أين عمر قالوا ها هو ذا- قال أين حرسه قالوا لا حاجب له و لا حارس- قال فينبغي أن يكون هذا نبيا- قالوا إنه يعمل بعمل الأنبياء- و استيقظ عمر فقال الهرمزان فقالوا نعم- قال لا أكلمه أو لا يبقى عليه من حليته شي ء- فرموا ما عليه و ألبسوه ثوبا صفيقا- فلما كلمه عمر أمر أبا طلحة أن ينتضي سيفه- و يقوم على رأسه ففعل- ثم قال له ما عذرك في نقض الصلح و نكث العهد- و قد كان الهرمزان صالح أولا ثم نقض و غدر- فقال أخبرك قال قل قال و أنا شديد العطش- فاسقني ثم أخبرك فأحضر له ماء- فلما تناوله جعلت يده ترعد- قال ما شأنك قال أخاف أن أمد عنقي- و أنا أشرب فيقتلني سيفك- قال لا بأس عليك حتى تشرب- فألقى الإناء عن يده فقال ما بالك- أعيدوا عليه الماء و لا تجمعوا عليه بين القتل و العطش- قال إنك قد أمنتني قال كذبت قال لم أكذب- قال أنس صدق يا أمير المؤمنين- قال ويحك يا أنس- أنا أؤمن قاتل مجزأة بن ثور و البراء بن مالك- و الله لتأتيني بالمخرج أو لأعاقبنك- قال أنت يا أمير المؤمنين قلت- لا بأس عليك حتى تشرب- و قال له ناس من المسلمين مثل قول أنس- فقال للهرمزان ويحك أ تخدعني- و الله لأقتلنك إلا أن تسلم ثم أومأ إلى أبي طلحة- فقال الهرمزان أشهد أن لا إله إلا الله- و أشهد أن محمدا رسول الله فأمنه و أنزله المدينة- . سأل عمر عمرو بن معديكرب عن السلاح- فقال له ما تقول في الرمح قال أخوك و ربما خانك- قال فالنبل قال رسل المنايا تخطئ و تصيب- قال فالدرع قال مشغلة للفارس متعبة للراجل- و إنها مع ذلك لحصن حصين- قال فالترس قال هو المجن و عليه تدور الدوائر- قال فالسيف قال هناك قارعت أمك الهبل- قال بل أمك قال و الحمى أضرعتني لك- . و أول من ضرب عمر بالدرة أم فروة بنت أبي قحافة- مات أبو بكر فناح النساء عليه و فيهن أخته أم فروة- فنهاهن عمر مرارا و هن يعاودن- فأخرج أم فروة من بينهن و علاها بالدرة- فهربن و تفرقن- . كان يقال درة عمر أهيب من سيف الحجاج- و في الصحيح أن نسوة كن عند رسول الله ص قد كثر لغطهن- فجاء عمر فهربن هيبة له- فقال لهن يا عديات أنفسهن- أ تهبنني و لا تهبن رسول الله- قلن نعم أنت أغلظ و أفظ- . و كان عمر يفتي كثيرا بالحكم ثم ينقضه- و يفتي بضده و خلافه- قضى في الجد مع الإخوة قضايا كثيرة مختلفة- ثم خاف من الحكم في هذه المسألة- فقال من أراد أن يتقحم جراثيم جهنم- فليقل في الجد برأيه- .

و قال مرة لا يبلغني أن امرأة تجاوز صداقها صداق نساء النبي- إلا ارتجعت ذلك منها- فقالت له امرأة ما جعل الله لك ذلك- إنه تعالى قال وَ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً- أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً- فقال كل النساء أفقه من عمر حتى ربات الحجال- أ لا تعجبون من إمام أخطأ و امرأة أصابت- فاضلت إمامكم ففضلته- . و مر يوما بشاب من فتيان الأنصار و هو ظمآن- فاستسقاه فجدح له ماء بعسل فلم يشربه- و قال إن الله تعالى يقول أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا- فقال له الفتى يا أمير المؤمنين- إنها ليست لك و لا لأحد من هذه القبيلة- اقرأ ما قبلها وَ يَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ- أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا- فقال عمر كل الناس أفقه من عمر- . و قيل إن عمر كان يعس بالليل- فسمع صوت رجل و امرأة في بيت فارتاب- فتسور الحائط فوجد امرأة و رجلا و عندهما زق خمر- فقال يا عدو الله- أ كنت ترى أن الله يسترك و أنت على معصيته- قال يا أمير المؤمنين إن كنت أخطأت في واحدة- فقد أخطأت في ثلاث- قال الله تعالى وَ لا تَجَسَّسُوا و قد تجسست- و قال وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها و قد تسورت- و قال فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا و ما سلمت- . و قال متعتان كانتا على عهد رسول الله و أنا محرمهما- و معاقب عليهما- متعة النساء و متعة الحج- و هذا الكلام و إن كان ظاهره منكرا- فله عندنا مخرج و تأويل- و قد ذكره أصحابنا الفقهاء في كتبهم- .

و كان في أخلاق عمر و ألفاظه جفاء و عنجهية ظاهرة- يحسبه السامع لها أنه أراد بها ما لم يكن قد أراد- و يتوهم من تحكى له أنه قصد بها ظاهرا ما لم يقصده- فمنها الكلمة التي قالها في مرض رسول الله ص- و معاذ الله أن يقصد بها ظاهرها- و لكنه أرسلها على مقتضى خشونة غريزته و لم يتحفظ منها- و كان الأحسن أن يقول مغمور أو مغلوب بالمرض- و حاشاه أن يعني بها غير ذلك- . و لجفاة الأعراب من هذا الفن كثير- سمع سليمان بن عبد الملك أعرابيا يقول في سنة قحط-

  • رب العباد ما لنا و ما لكاقد كنت تسقينا فما بدا لكا

أنزل علينا القطر لا أبا لكا

- . فقال سليمان أشهد أنه لا أب له و لا صاحبه و لا ولد- فأخرجه أحسن مخرج- . و على نحو هذا يحتمل كلامه في صلح الحديبية- لما قال للنبي ص أ لم تقل لنا ستدخلونها- في ألفاظ نكره حكايتها- حتى شكاه النبي ص إلى أبي بكر- و حتى قال له أبو بكر الزم بغرزه فو الله إنه لرسول الله- . و عمر هو الذي أغلظ على جبلة بن الأيهم- حتى اضطره إلى مفارقة دار الهجرة- بل مفارقة دار الإسلام كلها- و عاد مرتدا داخلا في دين النصرانية لأجل لطمة لطمها- و قال جبلة بعد ارتداده متندما على ما فعل-

  • تنصرت الأشراف من أجل لطمةو ما كان فيها لو صبرت لها ضرر
  • فيا ليت أمي لم تلدني و ليتني رجعت إلى القول الذي قاله عمر

شرح نهج البلاغه منظوم

فصيّرها فى خوزة خشناء، يغلظ كلمها، و يخشن مسّها، و يكثر العثار فيها، و الاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصّعبة، ان اشنق لها خرم، و ان اسلس لها تقحّم، فمنى النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس، و تلوّن وّ اعتراض، فصبرت على طول المدّة، و شدّة المحنة.

ترجمه

ابو بكر آن را در طبيعت خشن و درشت عمر قرار داد، زشتخوئى كه سخنش پر جراحت و تند بود، خطايش در امور دينى بسيار و عذرش از آن خطا بى شمار بود، مصاحب با آن مانند كسى بود كه بر شترى سركش سوار باشد، كه اگر مهار آنرا سخت بكشد پرّه بينى را از هم بدرّد و اگر آنرا سست كند سوار را بدرّه نيستى پرتاب نمايد پس بخدا سوگند مردم در دوران او از راه راست بيرون رفته دچار كجرويها شدند، پس من هم بار ديگر بر مدّت طولانى شكيبائى ورزيده با غم و اندوه سختى دست بگريبان بودم.

نظم

  • مهار اشتر شاهى كشاندندبصحرائى خوش و خرّم چراندند
  • دو پستان زين شتر چون گشت پر شيربهر يك زين دو پستان شد يكى چير
  • بنوشيدند و گرديدند سر مستو ليكن صاحب از شيرش تهى دست
  • يكى فظّ غليظ القلب بد خوى كه كس از وى نديده با خوشى روى
  • دمش چون مار و دم مانند كژدمكه از اين هر دو اندر رنج مردم
  • ز خوى وحشيش دلها بوحشت ز خلق موذيش جانها بدهشت
  • بهر كارش دو صد لغزش پديدارز لغزشهاش بودى عذر بسيار
  • بزشتيها خلافت را بيالودبدورانش كسى راحت نياسود
  • تن آن كس كه بد با وى مصاحبهميشه بود در رنج و متاعب
  • چو آن كس كو سوار شترى مست شد و دارد مهارش سخت در دست
  • بخويش اشتر آن كس واگذارددمار از خويش و از راكب برآرد
  • و گر در كف زمامش داشت محكم بدرّد پرده بينيش از هم
  • بعهد اين چنين كس جمله مردمره ايزد پرستيشان شده گم
  • همه گشته گرفتار بلاهادچار شبهه و خبط و خطاها
  • عمر آمد ز امّت رهزن هوش همه احكام قرآن شد فراموش
  • ولى من بى كس و بى يار و تنهاشدم در طول اين مدّت شكيبا
  • چو از پايان كار آگاه بودم هميشه با محن همراه بودم
  • هميشه بد غم و انده انيسمگه و بيگاه تنهائى حليم

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 : وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 موضوع "وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)" را بیان می کند.
No image

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 : وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 موضوع "وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS