خطبه 4 نهج البلاغه بخش 1 : ويژگی های اهل بيت عليهم السّلام

خطبه 4 نهج البلاغه بخش 1 : ويژگی های اهل بيت عليهم السّلام

موضوع خطبه 4 نهج البلاغه بخش 1

متن خطبه 4 نهج البلاغه بخش 1

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 4 نهج البلاغه بخش 1

1 ويژگى هاى اهل بيت عليهم السّلام

متن خطبه 4 نهج البلاغه بخش 1

بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ وَ تَسَنَّمْتُمْ الْعَلْيَاءِ وَ بِنَا انفجرتم عَنِ السرار وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ وَ كَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ ربط«» جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ وَ أَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ الْمُغْتَرِّينَ [حَتَّى ] سَتَرَنِي عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدِّينِ وَ بَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ

ترجمه مرحوم فیض

4- از خطبه هاى آن حضرت عليه السّلام است (بعد از كشته شدن طلحه و زبير فرموده)

(1): موقعى كه در تاريكى گمراهى و نادانى بوديد بسبب ما هدايت شديد و براه راست قدم نهاديد، و بر كوهان بلندى سوار شديد (سيادت و بزرگى بدست آورديد) و بواسطه ما از تيرگى شبهاى آخر ماه (منتهى درجه كفر و شرك) داخل روشنائى صبح (دين اسلام) گرديديد (از بد بختى و سرگردانى نجات يافتيد، پس ما را بر شما حقّ بسيار بزرگى است كه بايد قدر آنرا بدانيد) (2) كر شود گوشى كه از فرياد رهنما پند نگرفته (تدبّر در سخنان او نكند، اين نفرين بر كسانى است كه از راه حقّ اعراض نمودند مانند طلحه و زبير و معاويه، راهزن دين مسلمانان بوده ايشان را گمراه كردند) و گوشى كه از صداى رسا (كلمات خدا و سخنان حضرت رسول) سنگين و كر گشته چگونه مى شنود صداى آهسته را (در صورتيكه موعظه و پند خدا و رسول در ايشان تأثيرى نكرد، البتّه آواز و پند من اثرى نخواهد داشت) مطمئنّ باشد ولى كه از خوف و ترس خدا مضطرب و نگران است (اين دعاء براى كسانيست كه از عذاب الهىّ ترسيده در راه حقّ ثابت قدم هستند) (3) همواره منتظر نتائج خيانت و نقض عهد و بيوفائى شما هستم، و به فراست شما را نشان كرده درك ميكنم كه زينت فريبنده (نويد شيطان) شما را فريفته (پس شگفت نيست كه از من چشم پوشيده بديگرى كه او را از حقّ و حقيقت بهره اى نيست رو آورده ايد) (4) لباس تقوى و پيراهن ديندارى مرا از شما پنهان كرد (كه دست از من برداشته با ديگران بيعت كرديد، بسبب آنكه من هرگز لباس فسق نپوشيده بر خلاف رضاى خدا در هيچ كارى اقدام نكردم) بينا كرد مرا بر حال شما صفاى باطنم (حيله و مكر و نفاق و دوروئى شما را دانستم)

ترجمه مرحوم شهیدی

و از خطبه هاى آن حضرت است

به راهنمايى ما از تاريكى در آمديد، و به ذروه برترى برآمديد. از شب تاريك برون شديد- و به سپيده روشن درون شديد- . كر باد گوشى كه بانگ بلند را نشنود و آن كه بانگ بلند او را كر كند، آواى نرم در او چگونه اثر كند دلى كه از ترس خدا لرزان است، پايدار و با اطمينان است. پيوسته پيمان شكنى شما را مى پاييدم، و نشان فريفتگى را در چهره تان مى ديدم. راه دينداران را مى پيموديد، و آن نبوديد كه مى نموديد. به صفاى باطن درون شما را مى خواندم، و بر شما حكم ظاهرى مى راندم.

ترجمه مرحوم خویی

بسبب نور وجود ما هدايت يافتيد در ظلمت شب جهالت، و بواسطه ما سوار شديد بر كوهان بلند يقين، و بجهة ما منتقل گشتيد از شب ضلالت، و بصباح اسلام رسيديد، گردباد يا سنگين باد گوشي كه نفهميد صداى داعي حق را، و چگونه مراعات بنمايد آواز ضعيف را آن كسى كه كر ساخته است او را آواز قوى، ثابت باد قلبى كه جدا نشد از آن طپيدن از ترس خدا، هميشه بودم كه انتظار مى كشيدم از شما عاقبتهاى خيانت را و بفراست مى يافتم شما را كه متّصفيد بزينت فريفتگان از قبول باطل و ناروا، پوشانيد مرا از ديده شما پرده دين من، و بينا گردانيد مرا بر حال شما خلوص نيت و صفاى باطن من.

شرح ابن میثم

4- و من خطبة له عليه السلام

بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ وَ تَسَنَّمْتُمُ ذُرْوَةَ الْعَلْيَاءَ- وَ بِنَا انْفَجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ- وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ- وَ كَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ- رُبِطَ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ- مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ- وَ أَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ الْمُغْتَرِّينَ- سَتَرَنِي عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدِّينِ- وَ بَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ-

أقول: روي أنّ هذه الخطبة خطب بها أمير المؤمنين عليه السّلام بعد قتل طلحة و الزبير

اللغة

تسنّمتم أي ركبتم سنامها، و سنام كلّ شي ء أعلاه، و السرار الليلة أو الليلتان يكون في آخر الشهر يستتر فيها القمر و يخفى، و الوقر الثقل في السمع، و فقهت الأمر فهمته، و الواعية الصارخة، و النبأ الصوت الخفيّ، و السمة العلامة،

المعنى

و اعلم أنّ هذه الخطبة من أفصح كلامه عليه السّلام و هي مع اشتمالها على كثرة المقاصد الواعظة المحرّكة للنفس في غاية و جازة اللفظ، ثمّ من عجيب فصاحتها و بلاغتها أنّ كلّ كلمة منها تصلح لأن تفيد على سبيل الاستقلال و هي على ما نذكره من حسن النظم و تركيب بعضها مع بعض. قوله بنا اهتديتم في الظلماء الضمير المجرور راجع إلى آل الرسول صلى اللّه عليه و آله و الخطاب لحاضري الوقت من قريش المخالفين له مع طلحة و الزبير و إن صدق في حقّ غيرهم، و المراد أنّا سبب هدايتكم بأنوار الدين و ما أنزل اللّه من الكتاب و الحكمة هدى للناس و بيّنات من الهدى و الفرقان حيث كنتم في ظلمات الجهل و تلك الهداية هي الدعوة إلى اللّه و تعليم الخلق كيفيّة السلوك إلى حضرة قدسه. و قوله تسنمّتم العلياء. أي بتلك الهداية و شرف الإسلام علا قدركم و شرّف ذكركم، و لمّا استعار وصف السنام للعلياء ملاحظة لشبهها بالناقة رشّح تلك الاستعارة بذكر التسنّم و هي ركوب السنام و كنّى به عن علوّهم.

قوله و بنا انفجرتم عن السرار. استعار لفظ السرار لما كانوا فيه من ليل الجهل في الجاهلية و خمول الذكر، و لفظ الانفجار عنه لخروجهم من ذلك إلى نور الإسلام و اشتهارهم في الناس و ذلك لتشبيهم بالفجر الطالع من ظلمة السرار في الضياء و الاشتهار، قوله وقر سمع لم يفقه الواعية كالتفات إلى الدعاء بالوقر على سمع لا يفقه صاحبه بواسطته علما و لا يستفيد من السماع به مقاصد الكتب الإلهيّة و كلام الأنبياء عليهم السّلام و الدعاة إلى اللّه، و حقّ لذلك السمع أن يكون أصمّ إذ كانت الفائدة منه المقصودة إلى الحكمة الإلهيّة اكتساب النفس من جهته ما يكون سببا لكمالها و قوّتها على الوصول إلى جناب اللّه و ساحل عزّته، فإذا كانت النفس معرضة عمّا يحصل من جهته من الفائدة و ربّما كانت مع ذلك متلقّية منه ما يؤدّيه من الشرور الجاذبة لها إلى الجهة السافلة فحقيق به أن يكون موقورا، و من روى وقر على ما لم يسمّ فاعله فالمراد و قره اللّه و هو كلام على سبيل التمثيل أورده في معرض التوبيخ لهم و التبكيت بالإعراض عن أوامر اللّه و طاعته، و كنّى بالواعية عن نفسه إذ صاح فيهم بالموعظة الحسنة و الحثّ على الألفة و أن لا يشقوا عصى الإسلام فلم يقلبوا، و وجه نظام هذه الكلمة مع ما قبلها أنّه لمّا أشار أوّلا إلى وجه شرفه عليهم و أنّه ممّن اكتسب عنه الشرف و الفضيلة و كان ذلك في مقابلة نفارهم و استكبارهم عن طاعته أردف ذلك بهذه الكلمة المستلزمة للدعاء عليهم كيف لم يفقهوا بيانه للوجوه الموجبة لاتّباعه و يقبلوه بعد أن سمعوه، و هذا كما يقول أحد العلماء لبعض تلاميذه المعاند له المدّعي لمثله فضيلته: إنّك بي اهتديت من الجهل و علا قدرك في الناس و أنا سبب لشرفك أفتكبّر علىّ وقر سمعك لم لا تفقه قولي و تقبّله، و قوله كيف يراعي النبأة من أصمّته.

الصيحة استعار لفظ النبأة لدعائه لهم و ندائه إلى سبيل الحقّ و الصيحة لخطاب اللّه و رسوله و هي استعارة على سبيل الكناية عن ضعف دعائه بالنسبة إلى قوّة دعاء اللّه و رسوله لهم، و تقرير ذلك أنّ الصوت الخفيّ لمّا كان لا يسمع عند الصوت القويّ إذ من شأن الحواس أن لا يدرك الأضعف مع وجود الأقوى المماثل في الكيفيّة لاشتغالها به و كان كلامه عليه السّلام أضعف في جذب الخلق و في قبولهم له من كلام اللّه و كلام رسوله و كلامهما مجرى الصوت القويّ في حقّهم، و كلامه مجرى الصوت الخفيّ بالنسبة إليه، و إسناد الإصمام إلى الصيحة من ترشيح الاستعارة و كنّى به عن بلوغ تكرار كلام اللّه على أسماعهم إلى حدّ أنّها محلّة و ملّت سماعه بحيث لا تسمع بعد ما هو في معناه خصوصا ما هو أضعف كما لا يسمع الصوت الخفيّ من أصمّته الصيحة، و قد وردت هذه الكلمة مورد الاعتذار لنفسه في عدم فائدة وعظه لهم، و الاعتذار لهم في ذلك أيضا على سبيل التهكّم و الذّم، وجه نظامها مع ما قبلها أنّه لمّا كان تقدير الكلمة الاولى و قرت أسماعكم كيف لا تقبلون قولي التفت عنه و قال كيف يسمع قولى من لم يسمع كلام اللّه و رسوله على كثرة تكراره على أسماعهم و قوّة اعتقادهم وجوب قبوله، و كيف يؤاخذون بسماعه و قد أصمّهم نداء اللّه. قوله ربط جنان لم يفارقه الخفقان الخفقان دعاء للقلوب الخائفة الوجلة الّتي لا تزال تخفق من خشية اللّه و الإشفاق من عذابه بالثبات و السكينة و الاطمينان، و التقيّة ربط جنان نفسه، و من روى بضمّ الراء على ما لم يسمّ فاعله فالتقدير رابط اللّه جنانا كذلك، و هو جذب لهم إلى درجة الخائفين و تنبيه على ملاحظة نواهي اللّه فيفيئوا على طاعته، و وجه اتّصاله بما قبله أنّ ذكر الشريف و صاحب الفضيلة في معرض التوبيخ لمن يراد منه أن يسلك مسلكه و يكون بصفاته من أعظم الجواذب له إلى التشبّه به، و من أحسن الاستدراجات له فكأنّه قال و كيف يلتفت إلى قولي من لا يلتفت إلى كلام اللّه لله درّ الخائفين من اللّه المراعين لأوامره الوجلين من وعيده ما ضرّكم لو تشبّهتم فرجعتم إلى الحقّ و قمتم به قيام رجل واحد. قوله ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر و أتوسّمكم بحلية المغترّين. إشارة إلى أنّه عليه السّلام كان يعلم عاقبة أمرهم إمّا باطّلاع الرسول صلى اللّه عليه و آله على أنّهم بعد بيعتهم له يغدرون به، أو لأنّه كان يلوح له من حركاتهم و أحوالهم بحسب فراسته الصائبة فيهم كما أشار إليه بقوله و أتوسّمكم بحلية المغترّين، و ذلك لأنّه فهم أنّهم من أهل الغرّة و قبول الباطل عن أدنى شبهة بما لاح له من صفاتهم الدالّة على ذلك، و كان علمه بذلك منهم مستلزما لعلمه بغدرهم بعهده و نقضهم لبيعته فكان ينتظر ذلك منهم. قوله سترني عنكم جلباب الدين. وارد مورد الوعيد للقوم في قتالهم و مخالفتهم لأمره و المعنى أنّ الدين حال بيني و بينكم و سترني عن أعين بصائركم أن تعرفوني بما أقوي عليه من العنف بكم و الغلظة عليكم و سائر وجوه تقويمكم و ردعكم عن الباطل وراء ما وفّقني عليه الدين من الرفق و الشفقّة و شهب ذيل العفو عن الجرائم فكان الدين غطاء حال بينهم و بين معرفته فاستعار له لفظ الجلباب، و روى ستركم عنّي أي عصم الإسلام منّي دمائكم و اتّباع مدبركم و أن أجهز على جريحكم و غير ذلك ممّا يفعل من الأحكام في حقّ الكفّار و قوله و بصّرنيكم صدق النيّة أراد بصدق النيّة إخلاصه للّه تعالى و صفاء مرآة نفسه و أنّه بحسب ذلك افيض على بصر بصيرته نور معرفة أحوالهم و ما تؤول إليه عاقبة أمرهم كما قال النبيّ صلى اللّه عليه و آله: المؤمن ينظر بنور اللّه،

ترجمه شرح ابن میثم

4- از خطبه هاى آن حضرت

بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ وَ تَسَنَّمْتُمُ الْعَلْيَاءَ- وَ بِنَا انْفَجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ- وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ- وَ كَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ- رُبِطَ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ- مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ- وَ أَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ الْمُغْتَرِّينَ- حَتَّى سَتَرَنِي عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدِّينِ- وَ بَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ-

لغات

تسنّمتم: بر كوهان شتر سوار شويد السّرار: يكى، دو شب آخر ماه كه ماه پنهان است وقر: سنگينى در گوش فقهت الامر: آن را فهميدم واعية: فرياد زننده نبأ: صداى آهسته سمه: علامت

ترجمه

«به وسيله ما از ظلمتهاى كفر و ضلالت به نور حق هدايت شديد و بر كوهان بلند يقين سوار شديد و به وسيله ما از تاريكيهاى جهل و گمنامى بيرون آمديد. كر باد گوشى كه حق را شنيد و پند نگرفت، چگونه صداى خفيف را مى شنود كسى كه از شنيدن صداى بلند خوددارى كرده است [منظور از صداى بلند دعوت پيامبر (ص) و منظور از صداى خفيف دعوت امام (ع) است ]، دلى كه از خوف خدا نلرزد بى تپش باد، من هميشه منتظر عواقب حيله گرى شما (طلحه و زبير) بودم، به فراست دريافته بودم كه شما به لباس فريب خوردگان در آمديد، دين دارى من موجب شد كه شما مرا به درستى نشناسيد و روشن ضميرى من باطن شما را برايم آشكار ساخت.

شرح

نقل كرده اند كه اين خطبه را امام (ع) پس از قتل طلحه و زبير ايراد فرموده است.

بايد دانست كه اين خطبه از فصيحترين سخنان امام (ع) است و بسيارى از مقاصد پندآموزى كه جان انسان را صفا مى بخشد در بر دارد، با اين كه در نهايت اختصار بيان شده است. از فصاحت عجيب و بلاغت شگفت آور اين خطبه اين است كه هر جمله اى به تنهايى معنايى مفيد و مستقلى دارد و در عين حال چنان كه بيان خواهيم كرد داراى نظم و تركيب زيبايى است.

فرموده است: بنا اهتديتم فى الظّلماء

منظور از ضمير «بنا» آل رسول (ص) است و خطاب امام (ع) به حاضران در آن زمان از مخالفان قريش و طلحه و زبير است، ولى در باره ديگران هم صدق مى كند و مقصود اين است كه ما وسيله هدايت شما شديم به سوى انوار دين و آنچه خدا از كتاب و حكمت براى هدايت مردم نازل كرده و دلايلى كه حق و باطل را از هم جدا مى سازد، در حالى كه شما در تاريكيهاى نادانى قرار داشتيد و اين هدايت دعوت به خدا و آمرزش مردم براى رسيدن به پيشگاه خداست.

فرموده است: تسنّمتم العلياء

به وسيله اين هدايت و شرافت اسلام، ارزش شما بالا رفت و نامتان عظمت يافت.

چون امام (ع) صفت سنام را با عنايت به ناقه براى عليا استعاره آورده با ذكر «تسنّم» آن را استعاره ترشيحيه كرده است. «تسنّم» عبارت از سوار شدن بر كوهان و كنايه از بلندى شأن مردم است.

فرموده است: و بنا انفجرتم عن السّرار

چون قريش در جاهليّت در تاريكى جهل و گمنامى مى زيسته اند، امام (ع) لفظ سرار را براى كيفيّت زندگى آنها استعاره آورده است و لفظ انفجار را براى بيرون آمدن آنها از تاريكى جهل به روشنايى اسلام و شهرتشان در ميان مردم جهان به صورت استعاره بيان فرموده است و به اين دليل است كه آنان را در روشنايى و شهرت به سپيده دم كه از دل تاريكى طلوع مى كند، تشبيه كرده است.

فرموده است: وقر سمع لم يفقه الواعية

پس از بيان فضيلت آل محمد (ص) امام (ع) براى گوشى كه كلام رهبر را نمى شنود و او را سبب هدايت خود نمى داند و از شنيدن مقاصد كتب الهى و سخنان انبيا و دعوت كنندگان به خدا بهره نمى برد نفرين كرده و مى فرمايد شايسته چنين گوشى اين است كه كر باشد، زيرا فايده اى كه از گوش منظور است اين است كه مقصود حكمتهاى الهى را دريابد و نفس را در جهتى كه سبب كمالش مى شود هدايت و او را براى رسيدن به كمال و به پيشگاه حق متعال يارى كند.

وقتى كه نفس از تحصيل امور مفيد به وسيله شنيدن، روى گردان باشد چه بسا امورى را دريافت كند كه منجر به بديها شود و او را به پستى بكشاند، در اين صورت همان به كه چنين گوشى كر باشد.

كسانى كه فعل «وقر» را مجهول قرائت كرده اند، مقصودشان اين است كه خداوند چنين گوشى را كر كند و چنين كلامى به عنوان خطبه 4 نهج البلاغه بخش 1 تمثيل به هنگام توبيخ و سرزنش مردم كه از اوامر و دستورات خدا اعراض كرده اند آورده مى شود.

كلمه «واعية» كنايه از نفس خود حضرت است، زيرا آن حضرت با صداى بلند و موعظه حسنه آنها را تبليغ كرد و به الفت و محبّت برانگيخت كه وحدت مسلمين را بر هم نزنند، ولى آنها نپذيرفتند. دليل ارتباط جمله: وقر سمع لم يفقه الواعية، با جملات قبل اين است: امام (ع) در آغاز اشاره به فضيلت خود بر آنان فرمود و اين كه آن حضرت كسى است كه فضيلت و شرف از ناحيه او كسب مى شود. با اين حال آنها از امام (ع) كناره گيرى كرده از فرمان و اطاعت او با تكبّر سر باز زدند و همين مخالفت آنها موجب شد كه امام (ع) آنها را نفرين كند كه چگونه دلايل پيروى از حضرتش را در نيافتند بعد از آن كه همه را شنيده بودند. و اين مانند مثلى است كه گفته اند: يكى از علما به شاگردش كه رقيب او شده و مدّعى بود كه فضيلتش همچون استاد است گفت: توبه وسيله من از نادانى بيرون آمدى و منزلتت در ميان مردم زياد شد و من سبب بزرگوارى تو شدم حال بر من تكبّر مى كنى گوشت كر باد چرا سخن مرا نشنيدى و قبول نكردى

فرموده است: كيف يراعى النّبأ من اصمّته الصّيحة

امام (ع) لفظ «نبأة» را براى فراخوانى و صدا زدن آنان به راه حق استعاره آورده است و نيز لفظ «صيحه» را براى خطاب خدا و رسولش به مردم استعاره بكار برده است. «نبأه» كه عبارت از صداى آهسته است كنايه از ضعف دعوت آن حضرت نسبت به نيرومندى دعوت خدا و رسول مى باشد. توضيح آن كه صداى خفى در برابر صداى بلند شنيده نمى شود، زيرا ويژگى حواس اين است كه با وجود صداى بلند، صداى ضعيف را نشنود، چون شخص متوجّه صداى بلند مى شود و از شنيدن صداى خفيف غافل مى ماند و كلام امام (ع) در جذب مردم و مورد قبول واقع شدن ضعيف تر از كلام خدا و رسول است.

كلام خدا و رسول صداى بلندترى براى مردم در دعوت به حق ايجاد مى كند و كلام امام (ع) نسبت به آنها، صوت خفيف ترى به وجود مى آورد.

نسبت دادن كرى (اصمام) به صيحه استعاره ترشيحى است و كنايه است از رسايى كلام مكرّر خدا به گوش مردم به حدّى كه شنوايى آنها را از كار انداخته و چيزى را نمى شنوند، بويژه، صداى ضعيف را چنان كه هر كس را صيحه كر نموده است صداى خفيف را نمى شنود. اين سخن امام (ع) براى رفع تكليف خودش مى باشد زيرا پند آن حضرت براى آنها ثمربخش نيست و همين نشنيدن پند و معذوريّت آن حضرت در عدم تكليف در هدايت آنها، مذمّت و سرزنش آنهاست. دليل ارتباط اين سخن امام با جمله قبل كه به اين مفهوم بود: گوشتان كر باد چگونه سخن مرا نمى پذيريد، اين است كه امام (ع) در جهت ملامت آنها به خاطر نپذيرفتن سخنش فرموده: چگونه سخن مرا بشنوند كسانى كه سخن خدا و رسول را با آن كه بارها به گوششان خورده بود و اعتقاد فراوانى به آن داشتند نپذيرفتند، و چگونه گوششان توانايى شنيدن كلام مرا داشته باشد با آن كه نداى خداوند متعال گوش آنها را كر كرده است:

فرموده است: ربط جنان لم يفارقه الخفقان

«خفقان» نيايشى است براى دلهاى خائف و ترسناك، آنها كه هميشه از خشيت خدا هراسناكنند و چون دورى از عذاب خدا را اميدوارند داراى آرامش و اطمينان و ثبات قدم مى باشند و پرهيزگارى سبب آرامش و اطمينان دل مى شود.

بعضى «ربط» را مجهول خوانده اند كه نتيجه چنين مى شود: «خداوند قلبهاى خائف از خود را سكون و آرامش مى بخشد و آنها را در درجه خائفان قرار مى دهد. مفهوم كلام امام (ع) اين است كه خائفان از حق، مواظب امور نهى شده هستند و به طاعت خدا مى پردازند.

ارتباط اين كلام امام (ع) كه مفهوم ستايش دارد با جمله ما قبل كه معناى نكوهش داشت اين است كه بيان بزرگوارى و فضيلت داشتن در زمينه توبيخ به اين منظور است كه توبيخ شدگان، راه صاحبان فضيلت را بروند و صفات آنها را داشته باشند و اين رويّه بزرگترين روش و زيباترين نتيجه گيرى براى همگون ساختن مردم با اهل فضيلت است. گويا امام (ع) مى فرمايد: چگونه به سخن من توجّه كند آن كه به سخن خدا و رسول توجّه نكرده است خدا به خائفان خبر بدهد، آنها كه اوامر خدا را رعايت مى كنند و از عذاب خدا مى ترسند. چه ضررى دارد براى شما اگر به خائفان تشبّه پيدا كنيد و به حق بازگرديد و همانند پيكرى واحد به حق قيام كنيد.

فرموده است: ما زلت انتظر بكم عواقب الغدر و اتوسّمكم بحلية المغترّين

كلام امام (ع) اشاره به اين است كه عاقبت كار مخالفان را يا از بدان سبب كه پيامبر (ص) به آن حضرت اطلاع داده بود كه پس از بيعت حيله گرى و پيمان شكنى خواهند كرد، و يا از احوال آنها به فراست دريافته بود كه چنين خواهد شد، پيش بينى مى كرد، و به همين حقيقت اشاره كرده است كه فرموده: شما را در زىّ فريب خوردگان مى بينم، زيرا آن حضرت فهميده بود كه آنها اهل فريب و باطلند و اين كه با كمترين شبهه باطل را مى پذيرند از صفاتشان پيدا بود، و اين آگاهى حضرت موجب علم آن حضرت به فريبكارى و بيعت شكنى آنها بود و به همين دليل منتظر اين پيشامد از ناحيه آنها بود.

فرموده است: سترنى عنكم جلباب الدّين

اين كلام امام (ع) به منزله تهديدى است براى مخالفان و جنگ با آنها كه با امام مخالف بودند. معناى كلام امام (ع) اين است كه: بين من و شما دين حايل و مانع شده است و مرا از چشمان بصيرت شما پوشيده داشته است تا مرا بدرستى بشناسيد، زيرا من به شما سخت نگرفتم و در باره شما شدّت نشان ندادم و شيوه هايى كه شما را به راه بياورد و از باطل باز دارد به كار نبردم و جز رفق و مدارا و مهربانى و گذشتن از جرايم كه دين بر آنها موفّقم ساخته رفتارى نداشته ام در نتيجه دين پرده اى است كه ميان آنها و شناختن امام حايل شده است، پس امام (ع) لفظ «جلباب» را براى آن پرده استعاره آورده است.

بعضى جمله: سترنى عنكم راستركم عنّى روايت كرده اند، مطابق اين روايت معنى كلام امام (ع) اين است كه: اسلام مجاز نمى داند كه خون شما را بريزم و فراريان از ميدان جنگ را تعقيب كنم و مجروح شما را بكشم و... يعنى آنچه كه در حق كفّار جايز است بر شما روا دارم.

فرموده است: بصّرنيكم صدق النّيّة

مقصود امام (ع) از «صدق نيّت» خالص بودن امام (ع) براى خداى تعالى و روشن بودن آيينه نفس آن بزرگوار است و به همين دليل چشم بصيرت آن حضرت روشن است و عاقبت كار آنها را كه به كجا منتهى مى شود مى داند، چنان كه پيامبر (ص) در اين باره فرموده است: «مؤمن به نور خدا نظر مى كند»«».

شرح مرحوم مغنیه

الخطبة- 4-

بنا اهتديتم.. فقرة 1:

بنا اهتديتم في الظّلماء، و تسنّمتم ذروة العلياء و بنا انفجرتم عن السّرار. و قر سمع لم يفقه الواعية و كيف يراعي النّبأة من أصمته الصّيحة. ربط جنان لم يفارقه الخفقان ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر. و أتوسّمكم بحلية المغترّين سترني عنكم جلباب الدّين و بصّرنيكم صدق النّيّة.

اللغة:

تسنم الشي ء: علاوه من قولهم تسنم الناقة أي ركب سنامها. و الذروة- بكسر الذال و ضمها- أعلى الشي ء. و انفجرتم: خرجتم مثل تفجر الماء من الأرض أي خروجه منها، و يجوز أن يراد دخلتم في الفجر. و المراد بالسرار هنا الظلام. و الوقر: الصمم. و تطلق الواعية على الصراخ، يقال: ارتفعت الواعية أي الصراخ على الميت. و النبأة: الصوت الخفي. و الصيحة: الصوت المرتفع. و الجنان: القلب. و أتوسم: أتفرس.

الإعراب:

سمع نائب عن الفاعل لوقر، و كيف استفهام فيه معنى التعجب في محل نصب على الحال أي على أي حال يراعي. و الياء في بصرنيكم مفعول أول، و كاف المخاطبين مفعول ثان.

المعنى:

(بنا اهتديتم في الظلماء). غير المصلح يعبر عن نفسه بما يحوز و يملك، و بالمظاهر و المضاهاة، أو بالجرائم و الآثام.. أما المصلح فيعبر عن هويته بما يسديه للانسانية من خير و صلاح، و ما من أحد أو أهل بيت تركوا للعالم ما تركه محمد (ص) و سليلة محمد و آل محمد من خير و هداية للعالم كله من أقصاه الى أقصاه بشهادة الحس و التاريخ و البعيد قبل القريب، و هذا القرآن و نهج البلاغة و كتب الحديث و الشريعة و غيرها في متناول كل يد.

(و تسنمتم ذروة العلياء). كان العرب قبل الاسلام أميين و رعاة إبل و شاء، و في موطن الفقر و الجهل و التأخر و الخمول، فأصبحوا بنعمة الاسلام شيئا مذكورا.

و محمد و آله هم دعائم الاسلام و حماته، و بهم أكمل اللّه دينه، و ختم وحيه (و بنا انفجرتم عن السرار). أي خرجتم من ظلمة الجهل و خمول الذكر الى نور العلم و علو الشأن، و أشار القرآن الى ذلك بقوله: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ- وَ إِنَّهُ- أي الذي أوحي اليك- لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ- 44 الزخرف.

و قوله تعالى: و انه لذكر لك و لقومك بعد قوله: فاستمسك بالذي أوحي إليك- يشعر بأن المسلمين لا يكون لهم ذكر و شأن، و لن يكون أبدا إلا اذا تمسكوا بالوحي و عملوا به و حرصوا عليه، و إن أهملوا و تقاعسوا فيصبحوا أذل الأمم، لا ينتفعون بكثرة، و لا يعتصمون من عدو، و إن قلّ و حقر.. و قد حدث ذلك بالفعل، و الشاهد اسرائيل، و في ذلك يقول الإمام (ع): «و إن في سلطان اللّه عصمة لكم، فأعطوه طاعتكم غير ملومة- أي غير ملومين عليها بنقاق و رياء- و لا مستكرهة، و اللّه لتفعلن أو لينقلن اللّه عنكم سلطان الاسلام، ثم لا ينقله إليكم أبدا حتى يأزر- أي يرجع- الأمر الى غيركم».

(وقر سمع لم يفقه الواعية). هذا دعاء بالصمم على من يسمع المواعظ و لا يتعظ، و تهتف به الزواجر و لا يزدجر (و كيف يراعي النبأة من أصمته الصيحة).

المراد بالنبأة هنا حكم الإمام و مواعظه، و بالصيحة ما في كتاب اللّه و سنة نبيه من تخويف و تحذير، و المعنى من لا ينتفع بنذر اللّه و الرسول و ندائهما لا ينتفع بهمسة مني أو من غيري، و شبه الإمام عظته بالنبأة، و هي الصوت الخفي، وعظة اللّه و الرسول بالصيحة- تعظيما لمقامهما و علو شأنهما.

(ربط جنان لم يرافقه الخفقان). هذا دعاء بالصبر و صلابة الأعصاب لكل ذي قلب يخفق باستمرار خوفا و رهبة من غضب اللّه و عذابه، و يلقي اليه بالطاعة رغبة و طمعا في مرضاته و ثوابه.

(ما زلت انتظر بكم الغدر، و أتوسمكم بحلية المغترين). وجه الإمام (ع) هذا الخطاب للناكثين و المارقين الذين بايعوه ثم غدروا به، و كان الإمام يترقب الغدر منهم، و يتفرس فيهم الاغترار (حتى سترني- أي كفني- عنكم جلباب الدين). يقول لهم: أنا أعرف من أنتم حقا و واقعا، و لكن لا سبيل لي عليكم ما أظهرتم كلمة الاسلام و شعائره.. و قد كان شأنهم مع الإمام تماما كشأن المنافقين مع رسول اللّه (ص).

(و بصرنيكم صدق النية). أي ان الذي عرّف الإمام (ع) بحقيقتهم هو صدقه في نيته، و صفاؤه في دخيلته و إخلاصه في إيمانه، قال الشيخ محمد عبده: «و صاحب القلب الطاهر تنفذ فراسته الى سرائر النفوس فتستخبرها» بالإضافة الى إخبار النبي (ص) لعلي (ع) بأنه يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين.

و يأتي ان شاء اللّه ان الإمام مر بقتلى يوم النهروان فقال: لقد ضركم من غركم، فقيل له: من غرهم يا أمير المؤمنين فقال الشيطان المضل، و الأنفس الأمارة بالسوء، غرتهم أنفسهم، و فسحت لهم بالمعاصي، و وعدتهم الإظهار فاقتحموا النار.

شرح منهاج البراعة خویی

و من خطبة له عليه السلام (بعد مقتل طلحة و الزبير خ) و هى الخطبة الرابعة

خطب بها أمير المؤمنين عليه السّلام بعد قتل طلحة و الزّبير كما في شرح البحراني و المعتزلي و زاد في الأخير مخاطبا بها لهما و لغيرهما من أمثالهما و فيه أيضا هذه الكلمات و الأمثال ملتقطة من خطبة طويلة منسوبة إليه قد زاد فيها قوم أشياء حملتهم عليها أهوائهم لا يوافق ألفاظها طريقته عليه السّلام في الخطب و لا تناسب فصاحتها فصاحته و لا حاجة إلى ذكرها فهى شهيرة، و في البحار قال القطب الرّاوندي: أخبرنا بهذه جماعة عن جعفر الدّوريستي عن أبيه محمّد بن العباس عن محمّد بن عليّ بن موسى عن محمّد بن عليّ الاسترابادي عن عليّ بن محمّد بن سيار عن أبيه عن الحسن العسكري عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام و هذا ما ظفرت بعد إلى تلك الخطبة التقطت هذه منها على ما ذكره الشّارح المعتزلي، نعم رواها في كتاب الارشاد للمفيد (ره) بادنى تغيير و اختلاف، قال: من كلامه عليه السّلام حين قتل طلحة و انقض أهل البصرة: بنا تسنّمتم الشّرف، و بنا انفجرتم عن السّرار، و بنا اهتديتم في الظلماء، و قر سمع لم يفقه الواعية، كيف يراعي النّبأة من أصمّته الصّيحة، ربط جنان لم يفارقه الخفقان، ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر، و أتوسّمكم بحلية المغترين، سترني عنكم جلباب الدّين و بصرنيكم صدق النية أقمت لكم الحقّ حيث تعرفون و لا دليل و تحتقرون و لا تميهون، اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان، عزب فهم امرء تخلّف عنّي، ما شككت في الحقّ منذ رأيته، كان بنو يعقوب على المحجّة العظمى حتى عقّوا آبائهم و باعوا أخاهم، و بعد الاقرار كانت توبتهم، و باستغفار أبيهم و أخيهم غفر لهم هذا، و شرح ما ذكره الرضي قدّس سرّه في ضمن فصلين.

الفصل الاول

بنا اهتديتم في الظّلمآء، و تسنّمتم العلياء، و بنا انفجرتم عن السّرار، و قر سمع لم يفقه الواعية، و كيف يراعي النّبأة من أصمّته الصّيحة، ربط جنان لم يفارقه الخفقان، ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر، و أتوسّمكم بحلية المغترّين، سترني عنكم جلباب الدّين، و بصّرنيكم صدق النّيّة.

اللغة

(الظلماء) كصحراء الظلمة و قد تستعمل و صفا يقال ليلة ظلماء أي شديدة الظلمة و (التّسنّم) هو العلوّ و أصله ركوب السّنام و (العلياء) كصحراء أيضا السّماء و رأس الجبل و المكان العالي و كلّ ما علا من شي ء و الفعلة العالية المتضمنة للرفعة و الشّرف و (انفجرتم) أي دخلتم في الفجر و (السّرار) اللّيلة و اللّيلتان يستتر فيهما القمر في آخر الشهر و روى أفجرتم قال الشّارح المعتزلي: و هو أفصح و أصحّ لان انفعل لا يكون إلّا لتطاوع فعل نحو كسرته فانكسر و حطمته فانحطم إلّا ما شذّ من قولهم: غلقت الباب فانغلق، و أزعجته فانزعج، و أيضا فانّه لا يكون إلّا حيث يكون علاج و تأثير نحو انكسروا نحطم و لهذا قالوا: إنّ قولهم: انعدم خطاء، و أمّا افعل فيجي ء لصيرورة الشي ء على حال و أمر نحو أغدّ البعير أى صار ذاغدّة و أجرب الرّجل إذا صار ذا إبل جربي و غير ذلك و أفجرتم أى صرتم ذوي فجر و (الوقر) ثقل في الأذن أو ذهاب السّمع كله، و قد وقر كوعد و وجل و مصدره وقر بالسكون و القياس بالتّحريك و وقر كعنى أيضا و وقرها اللّه يقرها.

و (الواعية) الصّراخ و الصّوت كما في القاموس لا الصّارفة كما ذكره الشّارح البحراني و المعتزلي تبعا للجوهري، و في القاموس أنّه و هم، و عن الاساس ارتفعت الواعية أى الصّراخ و الصّوت، و في الاقيانوس سمعت واعية القوم أى أصواتهم و (النبأة) الصّوت الخفي و (خفقت) الرّاية كحسب خفقا و خفقانا محرّكة اضطربت و تحركت و (توسّم) الشي ء تفرسه و تخيّله و المتوسّم النّاظر في السّمة الدّالة و هي العلامة و توسم فيه الخير أو الشرّ أى عرف سمة ذلك و (الجلباب) بفتح الجيم و كسرها القميص و في المصباح ثوب أوسع من الخمار و دون الرّداء و قال ابن فارس: الجلباب ما يغطى به من ثوب و غيره و الجمع الجلابيب.

الاعراب

الباء في قوله عليه السّلام بنا للسّببية، و كلمة عن في قوله عن السرار على حقيقتها الأصليّة و هي المجاوزة أى منتقلين عن السّرار و متجاوزين له، و وقر بفتح الواو و ضمّها على صيغة المعلوم أو المجهول و سمع فاعله على الأوّل و على الثّاني الفاعل هو اللّه.

المعنى

اعلم أنّ هذه الخطبة من أفصح كلامه عليه السّلام و هي على و جازتها متضمّنة لمطالب شريفة و نكات لطيفة، و مشتملة على مقاصد عالية و إن لاحظتها بعين البصيرة و الاعتبار وجدت كلّ فقرة منها مفيدة بالاستقلال مطابقة لما اقتضاه المقام و الحال و سيجي ء الاشارة إلى بعض ذلك حسب ما ساعدته الوقت و المجال إنشاء اللّه.

فاقول قوله: (بنا اهتديتم في الظلماء) أى بآل محمّد عليهم السلام اهتديتم في ظلمات الجهل، و الخطاب لأهل البصرة و غيرهم من طلحة و زبير و ساير حاضري الوقت و هو جار في حقّ الجميع و فيه إشارة إلى كونهم عليهم السّلام سبب هداية الأنام في الغياهب و الظلام، و لمّا كان الظلمة عبارة عن عدم الضّوء عمّا من شأنه أن يكون مضيئا فتقابل النّور تقابل العدم للملكة على ما ذهب إليه محقّقو المتكلّمين و الفلاسفة، أو عبارة عن كيفيّة وجوديّة تقابل التّضاد كما ذهب إليه آخرون و هو الأظهر نظرا إلى أنّها على الأوّل لا تكون شيئا لأنّها عدم و كيف ذلك و اللّه سبحانه خالقها، و على أيّ تقدير كان قوله دالّا بالمطابقة على كونهم الهداة إلى سبيل النجاة في المدلهمات و الظلمات، و بالالتزام على كونهم نورا مضيئا و قمرا منيرا إذ الاهتداء في الظلمة لا يكون إلّا بالنّور الظاهر في ذاته المظهر لغيره.

أمّا المدلول المطابقي فقد اشير إليه في غير واحدة من الآيات الكريمة و صرّح به في الأخبار البالغة حدّ التّظافر بل التّواتر.

منها ما رواه في الكافي باسناده عن عبد اللّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: «وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ» قال: هم الأئمة صلوات اللّه عليهم.

و منها ما في تفسير عليّ بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالى: «أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ» فأمّا من يهدي إلى الحقّ فهو محمّد صلّى اللّه عليه و آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من بعده، و أما من لا يهدي إلا أن يهدى فهو من خالف من قريش و غيرهم أهل بيته من بعده.

و منها ما في البحار من تفسير العيّاشيّ بإسناده عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالى: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ» قال عليه السّلام هو من يتّخذ دينه برأيه بغير هدى إمام من اللّه من أئمة الهدى.

و منها ما في البحار أيضا من كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات بالاسناد عن عيسى بن داود النّجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام أنّه سأل أباه عن قول اللّه عزّ و جلّ: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى » قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أيّها النّاس اتّبعوا هدى اللّه تهتدوا و ترشدوا و هو هدى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فمن اتّبع هداه في حياتي و بعد موتي فقد اتّبع هداى و من اتبع هداى فقد اتّبع هدى اللّه فلا يضلّ و لا يشقى، إلى غير هذه ممّا لا نطيل بذكرها.

و أما المدلول الالتزامي و هو كونهم عليهم السّلام أنوارا يستضاء بها في الليلة الظلماء و نجوما يهتدى بها في غياهب الدّجى فقد اشير إليه في قوله سبحانه و تعالى: «فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا» روى عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن عليّ بن الحسين عن البرقيّ عن ابن محبوب عن أبي أيّوب عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر عليه السّلام عن هذه الآية فقال: يا أبا خالد النّور و اللّه الأئمة من آل محمّد إلى يوم القيامة هم و اللّه نور اللّه الذي انزل و هم و اللّه نور اللّه في السّماوات و الأرض، و اللّه يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشّمس المضيئة بالنّهار و هم و اللّه ينوّرون قلوب المؤمنين و يحجب اللّه نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم، و اللّه يا أبا خالد لا يحبّنا عبد و يتولّانا حتّى يطهّر اللّه قلبه و لا يطهّر اللّه قلب عبد حتّى يسلم لنا و يكون سلما لنا فإذا كان سلما سلمه اللّه من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر.

و قال الصادق عليه السّلام في مرويّ العيّاشي إنّ اللّه قال في كتابه: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ، وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ» فالنّورهم آل محمّد عليهم السّلام و الظلمات عدوّهم.

و في البحار من تفسير فرات بن إبراهيم عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا عن ابن عبّاس في قول اللّه تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ» قال: الحسن و الحسين عليهما السّلام «وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ» قال: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و في تفسير عليّ بن إبراهيم في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ» قال: النّجوم آل محمّد عليه و عليهم السّلام.

و فيه أيضا عن عبد الرّحمان بن محمّد العلوي بإسناده عن عكرمة، و سئل عن قول اللّه تعالى: «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها» قال: الشّمس و ضحيها هو محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و القمر إذا تليها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، و النّهار إذا جلّيها آل محمّد الحسن و الحسين عليهما السّلام، و الليل إذا يغشيها بنو اميّة.

و في البحار من تفسير العيّاشيّ عن معلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالى: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»

قال: هو أمير المؤمنين عليه السّلام، و فيه من المناقب لابن شهر آشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: «وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ» قال: نحن النّجم إلى غير هذه ممّا يطلع عليها العارف الخبير و المتتبع المجدّ و بالجملة فقد ظهر و تحقق ممّا ذكرنا كله أنّهم عليهم السّلام نور اللّه في السّماوات و الأرض و النّجوم التي يهتدى بها في ظلمات البرّ و البحر و القمر الهادي في أجواز البلدان و القفار و غياهب الليالي و لجج البحار.

فإن قلت: سلمنا ذلك كله و لكنّك قد ذكرت أنّ الخطاب في قوله: بنا اهتديتم في الظلماء لطلحة و الزبير و نظرائهما من أهل الجمل، و من المعلوم أنّهم كانوا من المنافقين الناكثين فكيف يكونون من المهتدين مع أنّ اعتقادنا أنّهم مخلدون في النّار بخروجهم على الامام العادل و نقضهم بيعته، و المهتدون يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم يوم القيامة و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون كما قال تعالى: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى » قلت: أوّلا إن اهتديتم بصيغة الماضي دالة على اهتدائهم فيما مضى فهو لا ينافي بارتدادهم بعد الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ الاهتداء تارة يكون بالوصول إلى المطلوب و هو الموجب للأجر الجميل و هو الذي لا يتصوّر بعده الضلالة، و اخرى بالوصول إلى ما يوصل إلى المطلوب و هو لا يستلزم الوصول إليه ألبتّة و لا ينافي الخذلان و الضلالة قطعا و ثانيا إنّ المراد بالظلماء في قوله عليه السّلام هو ظلمة الكفر و بالاهتداء هو الاهتداء إلى الاسلام و هو بانفراده لا يكفي في استحقاق الثّواب، بل لا بدّ و أن ينضم إلى ذلك نور الولاية كما مرّ تحقيق ذلك و تفصيله في التّذنيب الثالث من تذنيبات الفصل الرّابع من فصول الخطبة الاولى، و يشهد بذلك و يوضحه مضافا إلى ما مرّ: ما رواه في البحار من كتاب غيبة النّعماني عن الكليني بإسناده عن ابن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام إنّي اخالط النّاس فيكثر عجبي من أقوام لا يتوالونكم و يتوالون فلانا و فلانا لهم أمانة و صدق و وفاء، و أقوام يتوالونكم ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و لا الصّدق قال: فاستوى أبو عبد اللّه عليه السّلام جالسا و أقبل علىّ كالمغضب ثمّ قال: لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من اللّه، و لا عتب«» على من دان بولاية إمام عادل من اللّه، قلت: لا دين لاولئك و لا عتب على هؤلاء، ثمّ قال عليه السّلام: ألا تسمع قول اللّه عزّ و جلّ: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» من ظلمات الذّنوب إلى نور التوبة أو المغفرة لولايتهم كلّ إمام عادل من اللّه قال: «وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ» فأيّ نور يكون للكافر فيخرج منه إنّما عنى بهذا أنّهم كانوا على نور الإسلام فلمّا تولوا كلّ إمام جائر ليس من اللّه خرجوا بولايتهم إيّاهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النّار مع الكفّار فقال: «أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ» و أوضح من هذه الرّواية دلالة ما في البحار من تفسير العياشي عن سعيد بن أبي الأصبغ قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام و هو يسأل عن مستقرّ و مستودع، قال: مستقرّ في الرّحم و مستودع في الصّلب، و قد يكون مستودع الايمان ثمّ ينزع منه و لقد مشى الزّبير في ضوء الايمان و نوره حتّى قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى مشى بالسّيف و هو يقول لا نبايع إلّا عليّا عليه السّلام و عن العيّاشي أيضا عن جعفر بن مروان قال: إنّ الزّبير اخترط سيفه يوم قبض النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال لا أغمده حتّى ابايع لعليّ عليه السّلام ثمّ اخترط سيفه فضارب عليّا و كان ممن اعير الايمان فمشى في ضوء نوره ثمّ سلبه اللّه إيّاه.

نوره حتّى قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى مشى بالسّيف و هو يقول لا نبايع إلّا عليّا عليه السّلام و عن العيّاشي أيضا عن جعفر بن مروان قال: إنّ الزّبير اخترط سيفه يوم قبض النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال لا أغمده حتّى ابايع لعليّ عليه السّلام ثمّ اخترط سيفه فضارب عليّا و كان ممن اعير الايمان فمشى في ضوء نوره ثمّ سلبه اللّه إيّاه.

(و تسنّمتم العلياء) أى بتلك الهداية و شرافة الاسلام ركبتم سنام العلياء و الرفعة علا ذكركم و رفع قدركم، شبّه عليه السّلام العلياء بالنّاقة و أثبت لها سنامها تخييلا و رشّح ذلك بذكر التّسنّم الذي هو ركوب السّنام (و بنا انفجرتم) أو أفجرتم (عن السّرار) أى انفجرتم انفجار العين من الأرض، أو دخلتم في الفجر، أو صرتم ذوى فجر منتقلين عن السّرار، و استعار عليه السّلام لفظ السّرار لما كانوا فيه من ليل الجهل و خمول الذّكر في الجاهلية و غيرها، و لفظ الانفجار عنه لخروجهم من ذلك إلى نور الإسلام و استضاءتهم بضياء صباح وجودهم عليهم السّلام كما قال عزّ من قائل: «وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» قال أمير المؤمنين عليه السّلام لابن الكوّا حين سأله عن ذلك: يعني ظلمة الليل و هذا ضربه اللّه مثلا لمن ادّعى الولاية لنفسه و عدل عن ولاة الأمر قال: فقوله و الصّبح إذا تنفّس قال: يعني بذلك الأوصياء يقول: إنّ علمهم أنور و أبين من الصّبح إذا تنفس هذا.

و لمّا ذكر فضله عليهم بكونه عليه السّلام سبب هدايتهم و علة لعلوّ مقامهم و سموّ مكانهم وجهة لشرافتهم و رفعة قدرهم و داعيا لصيرورتهم من ظلمة الغواية و الضلالة إلى فجر الهداية و الرّشاد مع مقابلتهم كلّ ذلك بالنّفاق و النّفار و العتوّ و الاستكبار، أردف ذلك بالدّعاء عليهم بقوله (و قر سمع لم يفقه الواعية) إشارة إلى أنّهم كيف لم يفقهوا بيانه بعد ما بيّنه و لم يقبلوه بعد ما سمعوه و لم يطيعوه بعد ما فهموه و جهلوا قدره بعد ما عرفوه.

قال البحراني: و هذا كما يقول أحد العلماء لبعض تلاميذه المعاند له المدّعي لمثل فضيلته: إنّك بي اهتديت من الجهل و علا قدرك في النّاس و أنا سبب لشرفك أ فتكبّر عليّ وقر سمعك لم لا تفقه قولي و تقبله هذا، و على ما ذكرناه من كون الواعية بمعنى الصّوت يكون معنى كلامه عليه السّلام ثقل سمع لم يفقه الصّوت بعد ما سمعه، و على قراءة و قر بصيغة المجهول يكون المعنى أثقل اللّه سمعا لم يفقه الصّراخ، و على ذلك فلا حاجة إلى ما تكلفه بعض شارحي كلامه عليه السّلام تارة بجعل الواعية صفة لمحذوف مع حذف مفعول لم يفقه أى وقر سمع لم يفقه صاحبه بإذنه الواعية علم الشّريعة، و اخرى بجعل الفاعل بمعنى المفعول مع حذف الموصوف أيضا أى لم يفقه الأشياء الموعية، و ثالثة بجعلها بمعنى الصّارفة.

فإن قلت: ما السّر في وصفه السّمع بعدم الفقه لا بعدم السّماع و تعبيره بقوله: لم يفقه دون لم يسمع مع كون الواعية أيضا من قبيل المسموعات لا المفقوهات و الحال أنّ الموصوف و المتعلق كليهما مقتضيان للتعبير بالثّاني دون الأوّل.

قلت: بعد الغضّ عن عدم ملايمة الوصف بالثّاني للدّعاء بالوقر لاستلزامه تحصيل الحاصل أنّ السّر في ذلك هو أنّ المقصود بالسّمع ليس مجرّد السّماع و الاستماع بل الفقه و الفهم و الاتعاظ بالمواعظ و النّصايح بعد إدراك السّمع لها، فإذا أدركها و لم يفقهها و لم يقم بمقتضياتها فهو حريّ بالدّعاء عليه بكونه موقورا ثقيلا مع أنّ في التعبير بهذه اللفظة إشارة إلى غاية نفارهم و استكبارهم و شدّة لجاجهم و عنادهم و نهاية بغضهم و عداوتهم و منتهى نفرتهم عن قبول الحقّ كما قال عزّ من قائل: «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ» وصفهم بالصّمم مع إثبات الاستماع أوّلا من حيث عدم انتفاعهم بما يستمعون، فهم و الأصمّ على السّواء و ذلك فإنّ الانسان إذا قوى بغضه لانسان آخر و عظمت نفرته عنه صارت نفسه متوجّهة إلى طلب مقابح كلامه معرضة عن جميع الجهات الحسن فيه، فالصّمم في الاذن معنى ينافي حصول إدراك الصّوت فكذلك حصول هذا البغض و الاستكبار و المنافرة كالمنافي للوقوف عن محاسن ذلك الكلام و الاطلاع بما اريد منه.

ثمّ كما أنّه لا يمكن جعل الأصمّ سميعا فكذلك لا يمكن جعل العدوّ البالغ إلى هذا الحدّ صديقا مطيعا، و لذلك اعتذر عليه السّلام من عدم تأثير كلامه فيهم بقوله: (و كيف يراعي النّبأة) أى الصّوت الخفي (من أصمّته الصيحة) إشارة إلى أنّ من لم يؤثّر فيه كلام اللّه و كلام رسوله الذي هو كالصّيحة المكرّرة عليهم حتّى جعلهم أصمّ من كثرة التكرار و شدّة الاصرار، كيف يؤثّر فيهم كلامه عليه السّلام الذي نسبته إلى كلامهما نسبة النّبأة إلى الصّيحة، و من المعلوم أن الصوت الضّعيف لا يدرك عند الصّوت القوي أو الحواس لا تدرك الأضعف مع وجود الأقوى المماثل في كيفيّته، ففي هذه الفقرة من كلامه دلالة على عدم اختصاص تمرّدهم به عليه السّلام فقط، بل كانوا متمرّدين من أوّل الأمر مستكبرين عن طاعة اللّه و طاعة رسوله أيضا كما أنّ فيها و في سابقتها إشارة إلى تماديهم في الغفلة بما غشت قلوبهم من الظلمة و القسوة حيث لم يسمعوا داعي اللّه و لم يفقهوا كلام اللّه و لم يتدبّروا في القرآن و نكثوا بيعة ولي الرّحمان، قال سبحانه في الحديث القدسي: يا ابن آدم استقامة سماواتي في الهواء بلا عمد باسم من أسمائي و لا يستقيم قلوبكم بألف موعظة من كتابي، يا أيّها النّاس كما لا يلين الحجر في الماء كذلك لا يغني الموعظة للقلوب القاسية.

ثمّ إنّه عليه السّلام لمّا دعى بالوقر على الاذن الغير الواعية للواعية و أتبعه بالاشارة إلى عدم إمكان تأثير نبأته فيمن أصمّته الصّيحة لاستحالة تأثر القلوب القاسية بالموعظة و النّصيحة، أردف ذلك بالدّعاء للقلوب الوجلة الخائفة بقوله: (ربط جنان) أى سكن و ثبت (لم يفارقه) الاضطراب (و الخفقان) من خشية اللّه و الاشفاق من عذابه ثمّ خاطب عليه السّلام بقيّة أصحاب الجمل أو المقتولين أو هما معا و قال: (ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر) و الحيلة و أترقّب منكم المكر و الخديعة، و ذلك إمّا من أجل أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبره بذلك و بأنّهم ينقضون بيعته بعد توكيدها، و إمّا من أجل استنباطه عليه السّلام ذلك من حركاتهم و وجنات أحوالهم كما يشعر به قوله: (و أتوسّمكم بحلية المغترين) و ذلك لأنّه عليه السّلام فهم أنّهم من أهل الغرّة و قبول الباطل عن أدنى شبهة بما لاح له من صفاتهم و سماتهم الدّالة على ذلك، و كان علمه عليه السّلام بذلك مستلزما لعلمه بغدرهم بعهده و نقضهم لبيعته فكان ينتظر ذلك منهم.

و لذلك إن طلحة و الزّبير لما دخلا عليه عليه السّلام يستأذنانه في العمرة قال: ما العمرة تريدان، فحلفا له باللّه إنّهما ما يريدان غير العمرة، فقال لهما: ما العمرة تريدان و إنّما تريدان الغدرة و نكث البيعة، فحلفا باللّه ما لخلاف عليه و لا نكث بيعته يريدان و ما رأيهما غير العمرة، قال لهما، فاعيدا البيعة لي ثانيا، فأعاداها بأشد ما يكون من الأيمان و المواثيق، فاذن لهما فلمّا خرجا من عنده قال لمن كان حاضرا: و اللّه لا ترونهما إلّا في فتنة يقتتلان فيها، قالوا: يا أمير المؤمنين فلم يردّهما عليك، قال: ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا.

و قوله: (سترني عنكم جلباب الدين) قال البحراني: وارد مورد الوعيد للقوم في قتالهم له و مخالفتهم لأمره، و المعنى انّ الدّين حال بينى و بينكم و سترنى عن أعين بصائركم أن تعرفوني بما أقوى عليكم من العنف بكم و الغلظة عليكم و ساير وجوه تقويكم و ردعكم عن الباطل وراء ما وقفني عليه الدّين من الرّفق و الشّفقة و شهب ذيل العفو عن الجرائم، فكان الدّين غطاء حال بينهم و بين معرفته فاستعار له لفظ الجلباب قال: و روي ستركم عنّي أي عصم الاسلام منّي دمائكم و اتباع مدبركم و أن اجهز على جريحكم و غير ذلك ممّا يفعل من الأحكام في حقّ الكفّار هذا.

و لما أشار عليه السّلام إلى عد معرفتهم له حقّ معرفته و غفلتهم عن مراتب شأنه و وظيفته أتبعه بقوله: (و بصّر نيكم صدق النيّة) و أشار بذلك إلى معرفته لهم حقّ المعرفة بعين اليقين و البصيرة من حيث صفاء نفسه و خلوص نيّته و نور باطنه كما قال عليه السّلام: اتّقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور اللّه، و قال الرّضا عليه السّلام في رواية بصائر الدّرجات لنا أعين لا تشبه أعين النّاس و فيها نور ليس للشّيطان فيه شرك، و بذلك النّور يعرفون كلّ مؤمن و منافق و يعرفون صديقهم من عدوّهم كما يدلّ عليه أخبار كثيرة.

مثل ما رواه في البحار عن العيون عن تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن عليّ الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال: سئل عن الرّضا عليه السّلام ما وجه إخباركم بما في قلوب النّاس قال: أما بلغك قول الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه قال: بلى، قال: فما من مؤمن إلّا و له فراسة ينظر بنور اللّه على قدر إيمانه و مبلغ استبصاره و علمه، و قد جمع اللّه للأئمّة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين و قال عزّ و جلّ في كتابه: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» فأوّل المتوسّمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ أمير المؤمنين عليه السّلام من بعده، ثمّ الحسن و الحسين و الأئمّة من ولد الحسين سلام اللّه عليهم إلى يوم القيامة.

و من كتاب البصائر و الاختصاص عن السّندي بن الرّبيع عن ابن فضّال عن ابن رئاب عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: ليس مخلوق إلّا و بين عينيه مكتوب انّه مؤمن أو كافر و ذلك محجوب عنكم و ليس بمحجوب من الأئمّة من آل محمّد عليهم السّلام ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه هو مؤمن أو كافر، ثمّ تلا هذه الآية: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» فهم المتوسمون و من الاختصاص أيضا بإسناده عن جابر قال: بينا أمير المؤمنين عليه السّلام في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها فقضى عليه السّلام لزوجها عليها، فغضبت فقالت: لا و اللّه ما الحقّ فيما قضيت و ما تقضى بالسّوية و لا تعدل في الرّعيّة و لا قضيّتك عند اللّه بالمرضيّة، فنظر إليها مليّا ثمّ قال لها: كذبت يا جريّة يا بذيّة«» يا سلفع يا سلقلقية«» يا التي لا تحمل من حيث تحمل النّساء، قال: فولت المرأة هاربة مولولة و تقول: ويلي و يلي لقد هتكت يابن أبي طالب سترا كان مستورا.

قال: فلحقها عمرو بن حريث فقال: يا أمة اللّه لقد استقبلت عليّا بكلام سررتني به ثمّ إنّه نزع«» لك بكلام فوليت عنه هاربة تولولين، فقالت إنّ عليّا عليه السّلام و اللّه أخبرني بالحقّ و بما أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي و من أبويّ، فعاد عمرو إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأخبره بما قالت له المرأة، و قال له فيما يقول: ما أعرفك بالكهانة فقال له عليّ عليه السّلام: ويلك إنّها ليست بالكهانة منّي و لكنّ اللّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فلما ركّب الأرواح في أبدانها كتب بين أعينهم كافر و مؤمن و ما هم به مبتلون و ما هم عليه من سيئ عملهم و حسنه في قدر اذن الفارة، ثمّ أنزل بذلك قرانا على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المتوسّم، ثم أنا من بعده، و الأئمة من ذرّيتي هم المتوسّمون فلمّا تأمّلتها عرفت ما فيها و ما هي عليه بسيمائها.

و من البصائر بإسناده عن عبد الرّحمان يعني ابن كثير قال: حججت مع أبي عبد اللّه عليه السّلام فلمّا صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى النّاس فقال: ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج، فقال له داود الرّقي: يابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هل يستجيب اللّه دعاء هذا الجمع الذي أرى قال: ويحك يا با سليمان إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به، الجاحد لولاية عليّ عليه السّلام كعابد وثن، قال: قلت: جعلت فداك هل تعرفون محبكم و مبغضكم قال: ويحك يا با سليمان إنّه ليس من عبد يولد إلّا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر، و إنّ الرّجل ليدخل إلينا بولايتنا و بالبراءة من اعدائنا فنرى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر، قال اللّه عزّ و جلّ: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» نعرف عدوّنا من وليّنا.

و قد وضح بهذه الأخبار كلّ وضوح معنى قوله السّابق: أتوسّمكم بحلية المغترّين، و ظهر أنّ توسّمه عبارة عن نظره عليه السّلام إلى سماتهم الدّالة على خبث الطينة و لحاظه العلامات الكاشفة عن سوء السّريرة، فافهم ذلك و اغتنم.

شرح لاهیجی

الخطبة 5

و من خطبة له (- ع- ) يعنى از خطبه مختصّ بامير المؤمنين عليه السّلام است بنا اهتديتم فى الظّلماء يعنى بسبب ما اهل بيت رسول (- ص- ) هدايت يافتيد و راه راست دين و شريعت را دريافتيد در حالتى كه در تاريكى ضلالت و جهالت بوديد يعنى در عين ضلالت و گمراهى فسق و شرك و بسبب ارشاد و راهنمائى ما اهل بيت اى مستمعين حاضرين و غائبين راه خدا و شريعت غرّا را يافتيد و از ضلالت و گمراهى عقوبات اخرت خلاص شديد و اين حقّى است بسيار بزرگ بر شما اى بندگان خدا و كفران اين نعمت بزرگ كفران نعمت خدا و كفر است اين كلمات منتهاى مرتبه وعظ و پند است نه وضع منّت و تسنّمتم العلياء يعنى و سوار شديد بكوهان ناقه بلندى يعنى رفعت و بلندى اخرت يافتيد و درجات عاليه بهشت را مستحقّ شديد بتقريب عبادت و اطاعت خداى (- تعالى- ) كردن بسبب راهنمائى ما پس بايد قدر اين نعمت را دانسته باشيد و بنا افجرتم عن السّرائر يعنى بسبب طلوع آفتاب هدايت ما اهل بيت نبوّت داخل فجر و صبح دين و شريعت بيضاء شديد در حالتى كه تجاوزكننده و درگذرنده بوديد از تاريكى شب اخر ماه ضلالة و كلمه انفجرتم در نسخه ديگر نيز بمعنى افجرتم باشد وقر سمع لم يفقه الواعية يعنى سنگين و كر شده باد گوشى كه نفهمد صوت و صداى هدايت و ارشاد را و خواندن راه خدا را و گوش دهند به نداى راه شيطان و دنيا و وعظ و پند است كه مبادا چشم بر متاع دنيا دوزند و گوش بنويد دولت دهند و جمع شوند بر سر ظالمين و نشناسند صداى هادى را از مضلّ و اين كلمه نفرين است بر انكسى كه اعراض كند از داعى و خواننده راه خدا فاسقين ضالّين از قبيل طلحه و زبير و معويه كه جنود شياطين و راه زنان دين مسلمانان و گمراه كنندگان بندگانند بزخارف دنيوى و البتّه گوشى كه نشنود صداى داعى راه خدا را و پيروى و اطاعت او نكند و حال اين كه اصل خلقت و قوّه سمع و گوش از براى آنست كه بشنود سخن حقّ نافع را و با اين حال اعراض كند از ان و گوش بسخنان و دعوت شيطان دهد و از نفع عظيم اخرت محروم ماند بتقريب تنعّم و تلذّذ پنج روز فانى دنياى غدّار بى وفا البتّه نفرين بر چنين گوشى كه كر گردد لازم از اقرب قرباتست و كيف يراعى النّباة من اصمّته الصّيحة يعنى چگونه مراعات كند و گوش دهد صداى هموار را كسى كه گوش او را سنگين و كر كرده است صداى بلند سخت يعنى چنان ملاحظه و مراعات صداى وعظ ضعيف و هموار ما را خواهد كرد گوشى كه صيحه وعظ كتاب خداى (- تعالى- ) و نصيحت رسول خدا (- ص- ) آن گوش را كر و سنگين يافته باشد مثل آن كه گفتند و فى اذاننا وقر و آن گوش پند بزرگ سخت انها را نشنيده باشد و كر باشد از شنيدن چنان صيحه هرگز صداى وعظ و پند من كه در جنب صيحه وعظ انها ضعيفست بان گوش نخواهد رسيد و هرگاه انصداها تأثير در ايشان نكرده باشد البتّه او از نصايح من نيز تأثيرى نخواهد كرد و اين كلمه نيز كمال نصيحت و وعظ و هدايتست كه مستمعين آگاه بشوند كه وعظ و پند آن حضرت مطابق و موافق وعظ خدا و رسول (- ص- ) خداست و چنانچه واجبست شنيدن انها نيز واجبست گوش گرفتن سخنان حكمت اميز ايشان و چنانچه نشنيدن قول خدا و رسول خدا (- ص- ) و پيروى نكردن ان موجب ضلالت و كفر و عذاب آخرتست البتّه نشنيدن قول آن حضرت كه مطابق قول خدا و رسول خدا (- ص- ) است و پيروى نكردن او موجب و باعث ضلالت و كفر و عذاب اخرتست ربط جنان لم يفارقه الخفقان يعنى پس بسته شده و مطمئنّ باد دلى كه مفارقت نكرده است او را خفقان و اضطراب خوف و خشيت خداى (- تعالى- ) يا ساكن و مطمئنّ باد دل خوفناك يعنى دلى كه خوف و ترس خدا در اوست و مستحقّ دعا است كه خداى (- تعالى- ) سكون معرفت كامله باو كرامت فرمايد و شراب طهور كافور عين اليقين را باو چشاند يا آن كه خبر است از براى ايشان كه بسته است باطاعة خدا دلى كه مفارق او نيست اضطراب خوف خدا يا خوف در دل ايشان حاصل بشود و دل ببندند باطاعت خدا و ثابت قدم در راه حقّ و در جهاد فى سبيل اللّه باشند ما زلت انتظر بكم عواقب الغدر و اتوسّمكم بحلية المغترّين يعنى هميشه منتظرم در شما عواقب و نتائج و ثمرات غدر و بى وفائى را و نشان ميكنم شما را بصفت فريب خورندگان يعنى نتائج و ثمرات بى وفائى و فريفته شدن بنويد شيطانى شما را هميشه ملاحظه ميكنم و شما را پند مى دهم و آگاه مى گردانم كه مبادا غافل بشويد و فريفته گرديد و طريق بيوفائى پيش گيريد اخر الامر بنتايج و ثمرات ان كه عقوبات دنيا و اخرتست گرفتار شويد چنانچه طلحه و زبير كردند و از حاصل عمر بر نخوردند و بثمر شجر نفاق رسيدند و با خفت و خوارى قتل و نهب از دنياى بى وفا رفتند و عذاب دائمى اخرت را بتن خريدند و رسيدند بآنچه رسيدند سترنى عنكم جلباب الدّين يعنى پنهان كرد مرا از هدايت شما پيراهن دين و لباس تقواى دين قوله (- تعالى- ) وَ لِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ يعنى چون متلبّس بلباس تقوى بودم و هرگز لباس فسق نمى پوشيدم اين باعث شد كه بيعت با من نكردند و جامه فسق غصب حقّ خلافتم را پوشيدند و حجاب شدند و مخفى ساختند نور هدايت مرا از شما پس بسبب پيراهن تقوى و پرهيزكارى چندى نور هدايت من مخفى و مستور بود از شما و شما بتاريكى گرفتار بوديد و بصّر فيكم صدق النيّة يعنى بينا گردانيده است مرا بر شما صدق نيّت من يعنى چون نيّت خير در شما دارم و بنور صداقت نيّت و صفاء فطنت بينا باشم از جانب خداى (- تعالى- ) بر حال شما و بر خير و شرّ و نفع و ضرّ شما و آن چه را كه صلاح شما مى دانم گوشزد شما ميكنم و شما را بخير و صلاح مى خوانم بدون خدعه و مكر و نفاق بلكه از روى صدق نيّت و بمحض قربت و صلاح و خير عاقبت دنيا و اخرت شما شما را دعوت ميكنم و هدايت ميكنم پس شما البتّه با صدق نيّت باشيد تا خداى (- تعالى- ) نور هدايت در دل شما اندازد و بخير و صلاح خود كه فوز و رستگارى دنيا و آخرتست بر خوري

شرح ابن ابی الحدید

4 و من خطبة له ع

بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ وَ تَسَنَّمْتُمُ الْعَلْيَاءَ- وَ بِنَا انْفَجَرْتُمْ عَنِ السِّرَارِ- وُقِرَ سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الْوَاعِيَةَ- وَ كَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ- رُبِطَ جَنَانٌ لَمْ يُفَارِقْهُ الْخَفَقَانُ- مَا زِلْتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الْغَدْرِ- وَ أَتَوَسَّمُكُمْ بِحِلْيَةِ الْمُغْتَرِّينَ- سَتَرَنِي عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدِّينِ- وَ بَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ- هذه الكلمات و الأمثال ملتقطة من خطبة طويلة- منسوبة إليه ع- قد زاد فيها قوم أشياء حملتهم عليها أهواؤهم- لا توافق ألفاظها طريقته ع في الخطب- و لا تناسب فصاحتها فصاحته- و لا حاجة إلى ذكرها فهي شهيرة- و نحن نشرح هذه الألفاظ لأنها كلامه ع- لا يشك في ذلك من له ذوق و نقد- و معرفة بمذاهب الخطباء و الفصحاء في خطبهم و رسائلهم- و لأن الرواية لها كثيرة- و لأن الرضي رحمة الله تعالى عليه قد التقطها- و نسبها إليه ع و صححها و حذف ما عداها- . و أما قوله ع بنا اهتديتم في الظلماء- فيعني بالظلماء الجهالة- و تسنمتم العلياء ركبتم سنامها و هذه استعارة- . قوله و بنا انفجرتم عن السرار أي دخلتم في الفجر- و السرار الليلة و الليلتان يستتر فيهما القمر- في آخر الشهر فلا يظهر- و روي أفجرتم و هو أفصح و أصح- لأن انفعل لا يكون إلا مطاوع فعل- نحو كسرته فانكسر و حطمته فانحطم- إلا ما شذ من قولهم أغلقت الباب فانغلق- و أزعجته فانزعج- و أيضا فإنه لا يقع إلا حيث يكون علاج و تأثير- نحو انكسر و انحطم- و لهذا قالوا إن قولهم انعدم خطأ- و أما أفعل فيجي ء لصيرورة الشي ء على حال و أمر- نحو أغد البعير أي صار ذا غدة- و أجرب الرجل إذا صار ذا إبل جربى و غير ذلك- فأفجرتم أي صرتم ذوي فجر- .

و أما عن في قوله عن السرار- فهي للمجاوزة على حقيقة معناها الأصلي- أي منتقلين عن السرار و متجاوزين له- . و قوله ع وقر سمع- هذا دعاء على السمع الذي لم يفقه الواعية- بالثقل و الصمم- وقرت أذن زيد بضم الواو فهي موقورة- و الوقر بالفتح الثقل في الأذن- وقرت أذنه بفتح الواو و كسر القاف- توقر وقرا أي صمت- و المصدر في هذا الموضع جاء بالسكون و هو شاذ- و قياسه التحريك بالفتح نحو ورم ورما- و الواعية الصارخة من الوعاء- و هو الجلبة و الأصوات و المراد العبر و المواعظ- . قوله كيف يراعي النبأة هذا مثل آخر- يقول كيف يلاحظ و يراعي العبر الضعيفة- من لم ينتفع بالعبر الجلية الظاهرة بل فسد عندها- و شبه ذلك بمن أصمته الصيحة القوية- فإنه محال أن يراعي بعد ذلك الصوت الضعيف- و النبأة هي الصوت الخفي- . فإن قيل هذا يخالف قولكم- إن الاستفساد لا يجوز على الحكيم سبحانه- فإن كلامه ع صريح- في أن بعض المكلفين يفسد عند العبر و المواعظ- . قيل إن لفظة أفعل قد تأتي لوجود الشي ء على صفة- نحو أحمدته إذا أصبته محمودا- و قالوا أحييت الأرض إذا وجدتها حية النبات- فقوله أصمته الصيحة- ليس معناه أن الصيحة كانت علة لصممه- بل معناه صادفته أصم- و بهذا تأول أصحابنا قوله تعالى- وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ- . قوله ربط جنان لم يفارقه الخفقان- هذا مثل آخر- و هو دعاء لقلب لا يزال خائفا من الله- يخفق بالثبوت و الاستمساك- . قوله ما زلت أنتظر بكم- يقول كنت مترقبا غدركم متفرسا فيكم الغرر- و هو الغفلة- . و قيل إن هذه الخطبة خطبها بعد مقتل طلحة و الزبير- مخاطبا بها لهما و لغيرهما من أمثالهما- كما قال النبي ص يوم بدر بعد قتل من قتل من قريش- يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة يا عمرو بن هشام- و هم جيف منتنة قد جروا إلى القليب- . قوله سترني عنكم هذا يحتمل وجوها- أوضحها أن إظهاركم شعار الإسلام عصمكم مني- مع علمي بنفاقكم- و إنما أبصرت نفاقكم و بواطنكم الخبيثة- بصدق نيتي- كما يقال المؤمن يبصر بنور الله- و يحتمل أن يريد سترني عنكم جلباب ديني- و منعني أن أعرفكم نفسي- و ما أقدر عليه من عسفكم- كما تقول لمن استهان بحقك- أنت لا تعرفني و لو شئت لعرفتك نفسي- . و فسر القطب الراوندي قوله ع- و بصرنيكم صدق النية- قال معناه أنكم إذا صدقتم نياتكم- و نظرتم بأعين لم تطرف بالحسد و الغش- و أنصفتموني أبصرتم عظيم منزلتي- . و هذا ليس بجيد لأنه لو كان هو المراد لقال- و بصركم إياي صدق النية- و لم يقل ذلك و إنما قال بصرنيكم- فجعل صدق النية مبصرا له لا لهم- و أيضا فإنه حكم بأن صدق النية هو علة التبصير- و أعداؤه لم يكن فيهم صادق النية- و ظاهر الكلام الحكم و القطع لا التعليق بالشرط-

شرح نهج البلاغه منظوم

(4) (و من خطبة له عليه السّلام:)

بنا اهتديتم في الظّلمآء، و تسنّمتم العلياء، و بنا انفجرتم عن السّرار. و قر سمع لّم يفقه الواعية، و كيف يراعى النّبأة من اصمّته الصّيحة ربط جنان لّم يفارقه الخفقان، ما زلت انتظر بكم عواقب الغدر، و اتوسّمكم بحلية المغترّين، سترنى عنكم جلباب الدّين، و بصّرنيكم صدق النّيّة،

ترجمه

از خطبه هاى آن حضرتست كه پس از جنگ جمل و كشته شدن طلحه و زبير بيان فرموده: بسبب ما از تاريكيهاى كفر و ضلالت بانوار درخشان هدايت راه يافتيد، و بر كوهان بلند يقين سوار شديد، و بواسطه طلوع آفتاب ديانت ما اهل بيت از تيرگيهاى شبهاى آخر ماه (شرك) داخل روشنائى (توحيد) گرديديد، كر باد گوشى كه احكام الهى را شنيد و در خويش نگه نداشت، چگونه آواز نرم مرا مى شنود گوشى كه از شنيدن فرياد رساى رسول خداى امتناع ورزيده است (دستورات قرآن را بكار بسته) هر دلى كه از خوف الهى لرزان است ساكن باد، (اى مردم) من هميشه از شما منتظر عواقب وخيم خيانت و نقض عهد مى باشم و بفراست مى يابم كه زينتى فريبنده شما را فريفته است، پرده ديندارى مرا از انظار شما پنهان كرد، (بواسطه مهربانى و عفو جرائم از صولت و عقوبت من غافل گشتيد) آئينه نورانى دل من مرا بحال شما بينا كرد، (پيغمبر خدا فرمود بپرهيزيد از فراست مؤمن كه او بنور خدا مى بيند)

نظم

  • زبير و طلحه چون در خون طپيدندمكافات و جزاى خويش ديدند
  • بكنجى كرد باطل جا و مسكن عيان شد حق بسان ماه روشن
  • خطابى كرد شاه دين بمردمچنين بگشود لب بهر تكلّم
  • شما بوديد قومى سخت نادان بميدان جهالت رخش تازان
  • بنور ما ز بيغوله غوايتشديد اندر بشهراه هدايت
  • بدلتان تافت انوار تجلّى مكان كرديد اندر جاى اعلى
  • باو رنگ سعادت تكيه كرديدز بستان سيادت بهره برديد
  • ز تارىّ شبان آخر ماه بنور صبح ما برديد خوش راه
  • ز دين تا تافت برق روشنائىگرفتيد از بتان يكسر جدائى
  • مقام نيك را گشتيد حائزبفضل و علم گرديديد فائز
  • مشرّف جملگى بر دين اسلامشديد و در جهان پيچيدتان نام
  • بخدمتهاى ما هستيد مرهون ز منّتهاى ما همواره ممنون
  • هر آن گوشى كه نپذيرد ز ما پندنسازد كام جان شيرين از آن قند
  • نواى دل نواز حىّ داورهمان آواز و گلبانگ پيمبر
  • كه همچون رعد اندر دهر پيچيدفلك بشنيد و پاكوبيد و رقصيد
  • جهان از صوت نيكش پر نوا شدميان بر بست و بر خدمت بپاشد
  • چنين آواز هر گوشى كه نشنيدچو چنگ از خويشتن بيخود نگرديد
  • هميشه در جهان سنگين و كربادز درك موعظتها بى خبر باد
  • هر آن گوشى كه راه سمع آن سدّشد و نشنيد گلبانگ محمّد ص
  • من اين جانفزا صوت ملايم نخواهد بشنود در دهر داي
  • ز خوف حق هر آن دل هست لرزانبمحشر باد آن دل شاد و خندان
  • ز ترس و بيم دو گيتى برى بادمقام ذات پاك داورى باد
  • ز بسكه از شما اشخاص مغرورنديدم مهر و ديدم كينه و زور
  • دريده پرده مهر و وفا راگشوده باب طغيان و جفا را
  • دوروئيتان بچشمم گشته محسوسز ياريتان شدم همواره مأيوس
  • نكرديد از عهود دين صيانت هنرتان عذر و مكر است و خيانت
  • شماها را نكو بفريفت شيطانبدور افكندتان از دين و يزدان
  • مرا كه بر تن از تقويست جلباب بدينم مركز و بر دانشم باب
  • ز درگاهم تمامى پا كشيديدچو كوران بر در ديگر دويديد
  • مرا بر قلب معكوس شماهاصفاى باطنم كرده است بينا
  • نفاق و مكرتان نيكو شناسمبراى دينتان اندر هراسم
  • لذا روزى كه در بحر ضلالت همه گشته شناور از جهالت
  • بگردهم نشسته دل شكستهبروهاتان در امّيد بسته
  • همه از جهل و كورىّ و فلاكت شده گم در بيابان هلاكت
  • هزاران چاه كنديد از پى آبو ليكن بود آب علم ناياب
  • براى رهنما گمراه بوديدز اوج دين بقعر چاه بودي

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 : وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 موضوع "وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره" را بیان می کند.
No image

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 : وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 موضوع "وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS