خطبه 17 نهج البلاغه بخش 1 : شناخت بدترين انسانها

خطبه 17 نهج البلاغه بخش 1 : شناخت بدترين انسانها

خطبه 17 نهج البلاغه بخش 1

متن خطبه 17 نهج البلاغه بخش 1

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

1 شناخت بدترين انسانها

موضوع خطبه 17 نهج البلاغه بخش 1

إنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى اللَّهِ رَجُلَانِ رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ مَشْغُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ وَ دُعَاءِ ضَلَالَةٍ فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ الْأُمَّةِ غَارٌّ فِي أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ«» عَمٍ بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعِ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ«» وَ اكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ«»

متن خطبه 17 نهج البلاغه بخش 1

17- از سخنان آن حضرت عليه السّلام است در باره كسيكه ميان مردم حكمرانى ميكند و لايق اين منصب نيست:

(1) دشمن ترين خلائق نزد خدا (كسانيكه هرگز رحمت حقّ شامل حال ايشان نمى شود) دو مردند (اوّل) مردى كه خداوند او را (بسبب عصيان و نافرمانى) بخود وا گذاشته، پس (چنين مردى چون هر چه مى خواهد انجام مى دهد) از راه راست منحرف گرديده و به سخن بدعت آور و دعوت مردم به ضلالت و گمراهى دل داده است (دوست دارد باينكه سخنى بگويد كه سبب احداث چيزى در دين شود كه از دين نبوده و مردم را به گمراهى و بد عملى وا دارد) (2) پس اين مرد سبب فتنه و فساد است براى كسيكه بواسطه او در فتنه واقع شده، و گمراه است از راه كسيكه پيش از او براه راست رفته (بر طبق كتاب و سنّت رفتار كرده) و گمراه كننده است كسانى را كه در زنده بودن و بعد از مردنش از او پيروى ميكنند (و بسبب اضلال و گمراه كردنش) بار گناهان غير خود را حمل كرده و در گرو گناه خويش هم مى باشد (3) و (دوّم) مرديكه نادانيها را در خود جمع كرده (و بوسيله آنها) مردم نادان را گمراه ميكند، در تاريكى هاى فتنه و فساد بى خبر است (از اينكه راه نجاتى براى او نيست) در موقع اصلاح كردن (ميان مردم) كور است (راه اصلاح ميان ايشان را نمى داند بچه نحوى است) (4) عوامّ او را دانا مى نامند و حال آنكه نادان است، صبح كرد هر روز و در پى زياد كردن چيزى بود كه كم آن بهتر از بسيار است تا اينكه بآن رسيد و سيراب گرديد از آب متعفّن گنديده و پر شد از مطالب بيهوده (جمع كرد چيزهائى را كه گفتار و كردارش را بر خلاف حقّ نموده و مانند آب گنديده زيان آور بود، زيرا آب متعفّن علاوه بر اينكه رفع تشنگى نمى كند سبب بيماريهاى گوناگون مى گردد)

ترجمه مرحوم فیض

17 و از سخنان آن حضرت است در وصف كسى كه داورى ميان مردم را عهده دار شود و شايسته آن نباشد

دشمنروى ترين آفريدگان نزد خدا دو كسند: مردى كه خدا او را به خود وانهاده، و او از راه راست به دور افتاده، دل او شيفته بدعت است، و خواننده مردمان به ضلالت است. ديگران را به فتنه در اندازد و راه رستگارى پيشينيان را به روى خود مسدود سازد. در مرگ و زندگى گمراه كننده پيروان خويش است و برگيرنده بار گناه ديگران، و خود گناهان خويش را پايندان.

و مردى كه پشتواره اى از نادانى فراهم ساخته، و خود را ميان مردم نادان در انداخته. شتابان در تاريكى فتنه تازان، كور در بستن پيمان سازش- ميان مردمان- . آدمى نمايان او را دانا ناميده اند و او نه چنان است، چيزى را بسيار فراهم آورده كه اندكش بهتر از بسيار آن است. تا آن گاه كه از آب بدمزه سير شود، و دانش بيهوده اندوزد- و دلير شود- ،

ترجمه مرحوم شهیدی

از جمله كلام آن عالى مقام است در صفت كسى كه متصدّى شود بحكم كردن ميان امّة محمّديه و حال اين كه اهليّت نداشته باشد، بتحقيق كه دشمن ترين خلق بسوى خدا دو مردند يكى از اين دو نفر مردى است كه باز گذاشته باشد حق تعالى او را بنفس خودش، و الطاف خفيّه خود را از او سلب نموده باشد پس آن بد روزگار تبه كار ميل كننده است از ميانه راه راست بميان دل او رسانيده شده است سخنان بدعة و جهالت با اين كه دل سوخته شده است از فرط محبت باينكلام بدعة، و بخواندن مردم بگمراهي و ضلالت، پس آن مرد فتنه و بلا است مر آن كسى را كه در فتنه و بلا افتاده باشد بواسطه او گمراه است از راه راست و طريقه مستقيم آن كسيكه بوده است پيش او گمراه كننده است مر كسى را كه اقتدا نمايد او را در حال حيات او و بعد از وفات او، بردارنده است بار گناهان غير خود را، در گرو است بگناه خود و گرفتار است بكار تباه خود.

و دومي از اين دو نفر مردى است كه جمع كرده جهالت را سرعة كننده است باين كه وضيع و پست گردانيده شده در ميان جاهلان امة، غافل است در ظلمات خصومات بى بصيرت است به آن چه در عقد صلحست از مصالح مصالحه، بتحقيق كه نام نهاده اند او را جهّال مردمان كه در صورت انسان و در معنى حيوان مى باشند عالم بعلوم شريعت و حال آنكه عالم نيست، بامداد كرد پس بسيار نمود از جمع آوردن چيزى كه اندكى آن از او بهتر است از آنچه بسيار است، يا آنكه از جمع آوردن چيزى كه كمى او بهتر است از زياده آن، مراد فكرهاى فاسده و رأيهاى باطله است تا اين كه چون سيراب شد از آب متعفن گنديده، و پر شد از مسايل بى فايده ناپسنديده نشست

ترجمه مرحوم خویی

16- و من كلام له عليه السّلام فى صفة من يتصدى للحكم بين الأمة و ليس لذلك بأهل

اللغة

أقول: وكلّه إلى نفسه جعل توكّله عليها، و الجائر العادل عن الطريق و فلان مشغوف بكذا بالغين المعجمة إذا بلغ حبّه إلى شغاف قلبه و هو غلافه، و بغير المعجمة إذا بلغ إلى شعفة قلبه و هي عند معلّق النيّات، و القمش جمع الشي ء المتفرّق و المجموع قماش، و الموضع بفتح الضاد المطرح و بكسرها المسرع، و الغارّ الغافل، و أغباش الليل ظلمته، و قال ابو زيد: الغبش البقيّة من الليل و روى أغطاش الفتنة و الغطش الظلمة، و الهدنة الصلح،

المعنى

و اعلم أنّه أخذ أوّلا في التنفير على الرجلين المشار إليهما بذكر أنّهما من أبغض الخلائق إلى اللّه تعالى و لمّا كانت إرادة اللّه للشي ء و محبّته له عائدة إلى علمه بكونه على وفق النظام الكليّ التامّ للعالم كانت كراهيّته و بغضه له عائدة إلى علمه بكونه على ضدّ مصلحة العالم و خارجا عن نظامه فبغضه إذن لهذين الرجلين علمه بكون أفعالهما و أقوالهما خارجة عن المصلحة. قوله رجل وكلّه اللّه إلى نفسه فهو و جائر عن قصد السبيل إلى قوله بخطيئته. بيان لأحد رجلين و تمييز له، و ذكر له أوصافا: الأوّل أنّه و كلّه اللّه إلى نفسه أي جعله متوكّلا عليها دونه، و اعلم أنّ التوكيل مأخوذ من الوكالة يقال: وكلّ فلان أمره إلى فلان إذا فوضّه إليه و اعتمد عليه فالتوكّل عبارة عن اعتماد القلب على الوكيل وحده. إذا عرفت ذلك فنقول: من اعتقد جزما و ظنّا بأنّ نفسه أو أحدا غير اللّه تعالى ممّن ينسب إليه التأثير و القدرة هو المتمكّن من الفعل و أنّه تامّ القدرة على تحصيل مراده و الوفاء به فإنّ ذلك من أقوى الأسباب المعدّة لأن يفيض اللّه على قلبه صورة الاعتماد على المعتقد فيه و التوكّل عليه فيما يريده، و ذلك معنى قوله وكّله اللّه إلى نفسه، و كذلك معنى الوكول إلى الدنيا و ذلك بحسب اعتقاد الإنسان أنّ المال و القينات الدنيويّة وافية بمطالبه و تحصيلها مغنية له عمّا وراءها، و بحسب قوّة ذلك التوكّل و ضعفه يكون تفاوت بغض اللّه تعالى للعبد و محبّته له، و بعده و قربه منه فلن يخلص إذن العبد من بغض اللّه إلّا بالتوكّل عليه حقّ توكّله.

قال اللّه تعالى «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» و هو أعظم مقام وسم صاحبه بمحبّة اللّه فمن كان اللّه حسبه و كافيه و محبّه و مراعيه فقد فاز الفوز العظيم، فإنّ المحبوب لا يبغض و لا يعذّب و لا يبعّد و لا يحجب. و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: من انقطع إلى اللّه كفاه كلّ مؤنه و رزقه من حيث لا يحتسب، و من انقطع إلى الدنيا وكّله اللّه تعالى إليها، و صورة المتوكّل عليه أن تثبت في نفسك بكشف أو اعتقاد جازم أنّ استناد جميع الأسباب و المسبّبات إليه سبحانه و أنّه الفاعل المطلق تامّ العلم و القدرة على كفاية العباد تامّ العفو و الرحمة و العناية بخلقه حيث لا يكون وراء قدرته و علمه و عنايته رحمة و عناية، و لم يقع في نفسك التفات إلى غيره بوجه حتّى نفسك و حولك و قوّتك فإنّك و الحال هذه تجد من نفسك تسليم امورها بالكلّيّة إليه و البراءة من التوكّل على أحد إلّا عليه، فإن لم تجد من نفسك هذه الحال فسبب ذلك ضعف الأسباب المذكورة أو بعضها و غلبة الوهم على النفس في معارضته لذلك اليقين، و بحسب ضعف تلك الأسباب و شدّتها و زيادتها و نقصانها يكون تفاوت درجات التوكّل على اللّه تعالى. الثاني كونه جائرا عن قصد السبيل أي قصد سبيل اللّه العدل و صراطه المستقيم، و علمت أنّ الجور هو طرف الإفراط من فضيلة العدل، الثالث كونه مشعوفا بكلام بدعة أي معجب بما يخطر له و يبتدعه من الكلام الّذي لا أصل له في الدين و يدعو به الناس إلى الضلالة و الجور عن القصد، و هذا الوصف لازم عمّا قبله فإنّ من جار عن قصد السبيل بجهله فهو يعتقد أنّه على سواء السبيل فكان ما يتخيّله من ذلك الكمال الّذي هو نقصان في الحقيقة مستلزما لمحبّة قول الباطل و ابتداع المحال فهو من الأخسرين أعمالا «الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا»«» الرابع كونه فتنة لمن افتتن به و هو أيضا لازم عن الوصف الثالث فإنّ محبّة قول الباطل و الدعوة إلى الضلالة سبب لكونه فتنة لمن اتّبعه. الخامس كونه ضالّا عن هدى من كان قبله و هذا الوصف كالثاني فإنّ الضالّ عن الهدى جائر عن قصد السبيل إلّا أنّ هاهنا زيادة إذ الجائر عن القصد قد يجور و يضلّ حيث لا هدى يتبعه و الموصوف هاهنا جائر و ضالّ مع وجود هدى قبله مأمور باتّباعه و هو كتاب اللّه و سنّة رسوله و إعلام هداة الحاملون لدينه الناطقون عن مشكاة النبوّة و ذلك أبلغ في لائمته و آكد في وجوب عقوبته. السادس كونه مضلّا لمن اهتدى به في حياته و بعد وفاته و هذا الوصف مسبّب عمّا قبله إذ ضلال الإنسان في نفسه سبب لإضلاله غيره و يفهم منه ما يفهم من الرابع مع زيادة فإنّ كونه فتنة لغيره و هو كونه مضلّا لمن اهتدى به و أمّا الزيادة فكون ذلك الإضلال في حياته و هو ظاهر و بعد موته لبقاء العقائد الباطلة المكتسبة عنه فهي سبب ضلال الضالّين بعده. السابع كونه حمّالا لخطايا غيره و هو لازم عن السادس فإنّ حمله لأوزار من يضلّه إنّما هو بسبب إضلاله له. الثامن كونه رهنا بخطيئته أي موثوق بها عن الصعود إلى حضرة جلال اللّه و إلى هذين الوصفين أشار القرآن الكريم بقوله «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ»«» و قول الرسول صلى اللّه عليه و آله: أيّما داع دعا إلى الهدى فاتّبع كان له مثل أجر من تبعه لا ينقص من أجرهم شي ء و أيّما داع دعا إلى الضلالة فاتّبع كان عليه مثل وزر من تبعه و لا ينقص منه شي ء، و اعلم أنّه ليس المراد من ذلك أنّه تعالى يوصل العقاب الّذي يستحقّه الأتباع إلى القادة و الرؤساء لقوله تعالى «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى » «أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى »«» و لما دخل أحد من الناس النار أبدا بل كانت مقصورة على إبليس وحده بل المعنى أنّ الرئيس المضلّ إذا وضع سيّئة تكون فتنة للناس و ضلالا لهم لم تصدر تلك السيّئة إلّا عن نفس قد استولى عليها الجهل المركب المضادّ لليقين و صار ملكة من ملكاتها فيسود لوحها به عن قبول الأنوار الإلهيّة و صار ذلك حجابا بينها و بين الرحمة بحيث يكون ذلك الحجاب في القوّة و الشدّة أضعاف حجب التابعين له و المقتدين به الناشئة عن فتنته فإنّ تلك الحجب الطارية على قلوب التابعين مستندة إلى ذلك الحجاب و هو أصلها فلا جرم يكون وزره و سيّئته في قوّة أوزار أتباعه و سيّئاتهم الّتي حصلت بسبب إضلاله لا كلّ سيّئاتهم من كلّ جهة و لذلك قال تعالى «وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ» أي بعض أوزارهم و هي الحاصلة بسبب المضلّين. و قال الواحدي: إنّ من في هذه الآية ليست للتبعيض بل لبيان الجنس و إلّا لخفّ عن الأتباع بعض أوزارهم و ذلك يناقض قوله صلى اللّه عليه و آله من غير أن ينقص من أوزارهم شي ء. قلت: هذا و إن كان حسنا إلّا أنّ الإلزام الّذي ذكره غير لازم على كونها للتبعيض لأنّ القائل بكونها كذلك يقول إنّ المراد و ليحملوا بعض أمثال أوزار التابعين لا بعض أعيان أوزارهم، و إذا فهمت ذلك في جانب السيّئات فافهم مثله في جانب الحسنات و هو أنّ الواضع لحسنة و هدى يهتدى به إنّما تصدر عن نفس ذات صفاء و إشراق فأشرق على غيرها من النفوس التابعة لها فاستضائت به و تلك السنّة المأخوذة من جملة أنوارها الفائضة عنها على نفس اقتبسها فكان للنفس المتبوعة من الاستكمال بنور اللّه الّذي هو رأس كلّ هدى ما هو في قوّة جميع الأنوار المقتبسة عن تلك السنّة و مثل لها فكان لها من الأجر و الثواب مثل ما للتابعين لها من غير نقصان في أجر التابعين و هداهم الحاصل لهم، و إلى هذا المعنى الإشارة الواردة في الخبر إنّ حسنات الظالم تنقل إلى ديوان المظلوم، و سيّئات المظلوم تنقل إلى ديوان الظالم فإنّك إن علمت أنّ السيّئة و الحسنة أعراض لا يمكن نقلها من محلّ إلى محلّ فليس ذلك نقلا حقيقيّا بل على وجه الاستعارة كما يقال: انتقلت الخلافة من فلان إلى غيره، و إنّما المقصود عن نقل سيّئات المظلوم إلى الظالم حصول أمثالها في قلب الظالم و نقل حسنات الظالم إلى المظلوم حصول أمثالها في قلبه، و ذلك لأنّ للطاعة تأثيرا في النفس بالتنوير، و للمعاصي تأثيرا بالقسوة و الظلمة و بأنوار الطاعه تستحكم مناسبة النفس من استعدادها لقبول المعارف الإلهيّة و مشاهدة حضرة الربوبيّة، و بالقسوة و الظلمة تستعدّ للبعد و الحجاب عن مشاهدة الجمال الإلهيّ فالطاعة مولّدة لذّة المشاهدة بواسطة الصفاء و النور الّذي يحدث في النفس، و المعصية مولّدة للحجاب بواسطة القسوة و الظلمة الّتي تحدث فيها، و بين الحسنات و السيّئات تضادّ و تعاقب على النفس كما قال تعالى «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ» و قال «لا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ» و قال صلى اللّه عليه و آله: أتبع السيّئة بالحسنة تمحها و الآلام ممحّصات للذنوب، و لذلك قال صلى اللّه عليه و آله: إنّ الرجل يثاب حتى بالشوكة الّتي تصيب رجله، و قال: الحدود كفّارات لأهلها فالظالم يتبع شهوته بالظلم، و فيه ما يقسى القلب و يسوّد لوح النفس فيمحو أثر النور الّذي فيه من طاعته فكأنّه أحبط طاعته، و المظلوم يتألّم و تنكسر شهوته و يستكن قلبه، و يرجع إلى اللّه تعالى فتفارقه الظلمة و القسوة الّتي حصلت له من اتّباع الشهوات، فكأنّ النور انتقل من قلب الظالم إلى قلب المظلوم و انتقل السواد و الظلمة من قلب المظلوم إلى قلب الظالم، و ذلك انتقال على سبيل الاستعارة كما علمت و كما يقال انتقل ضوء الشمس من مكان إلى مكان، و قد تلخّص من هذا التقرير أن الحسنات المنقولة إلى المظلوم من ديوان الظالم هي استعداداته لقبول الرحمة و التنوير الحاصل له بسبب ظلم الظالم، و السيّئات المنقولة من ديوان المظلوم إلى الظالم هي استعداداته بالحجب و القسوة عن قبول أنوار اللّه، و الثواب و العقاب الحاصلان لهما هو ما استعدّ له من تلك الأنوار و الظلمات، و اعلم أنّ ذلك النقل و حمل الظالم أوزار المظلوم و إن كان أمرا حاصلا في الدنيا إلّا أنّه لمّا لم ينكشف للبصائر إلّا في يوم القيامة لا جرم خصّص بيوم القيامة، و إنّما قال حمّال وزن فعّال للمبالغة و التكثير أي أنّه كثيرا ما يحمل خطايا غيره.

و أمّا الرجل الثاني فميّزه بعشرين وصفا أ كونه قمش جهلا، و هي استعارة لفظ الجمع المحسوس للجمع المنقول (ب) كونه موضعا في جهّال الامّة مطرحا ليس من أشراف الناس، و يفهم من هذا الكلام أنّه خرج في حقّ شخص معيّن و إن عمّه و غيره (ج) كونه غاديا في اغباض الفتنة أي سائرا في أوائل ظلماتها، و روى غارّا أي غافل في ظلمات الخصومات لا يهتدي لوجه تخليصها (د) كونه أعمى البصيرة بما في عقد الصلح و المسالمة بين الناس من نظام امورهم و مصالح العالم فهو جاهل بوجوه المصالح مشير للفتن بينهم (ه) كونه قد سمّاه أشباه الناس عالما و ليس بعالم، و الواو للحال و أشباه الناس الجهّال و أهل الضلال و هم الّذين يشبهون الناس الكاملين في الصورة الحسيّة دون الصور التماميّة الّتي هي كمال العلوم و الأخلاق (و) كونه بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر. روى من جمع منوّنا و غير منوّن أمّا بالتنوين فالجملة بعده صفة له و استعمال المصدر و هي جمع في موضع اسم المفعول أي من مجموع، و يحتمل أن يكون المقصود هي المصدر نفسه، و أمّا مع الإضافة فقيل: إنّ ما هاهنا يحتاج في تمام الكلام إلى تقدير مثلها معها حتّى يكون ما الأوّل هي المضاف و الثانية هي المبتدأ، و التقدير من جمع ما الذي قلّ منه خير ممّا كثر لكنّه لمّا كان إظهار ما الثانية يشبه التكرار و يوجب هجنه في الكلام و كانت ما الواحدة تعطى المعنى عن المقدّرة كان حذفها أولى، و قيل: إنّ المقدّر المحذوف أن على طريقة تسمع بالمعيدي خير من أن تراه أي من جمع ما أن قلّ منه خير ممّا كثر، و عنى بالتكسير إلى الاستكثار من ذلك السبق في أوّل العمر إلى جمع الشبهات و الآراء الّتي قليلها خير من كثيرها و باطلها أكثر من حقّها (ز) كونه إذا ارتوى من ماء آجن و أكثر من غير طائل، و لمّا كان الاجون صفة للماء و الكمالات النفسانيّة الّتي هي العلوم كثيرا ما يعبّر عنها بالماء الصافي و الزلال و كان الجهل و الآراء الّتي حصل عليها يجمعها مع العلم جامع الاعتقاد فهي و العلم داخلان تحت جنس الاعتقاد كان الماء الآجن أشبه ما يستعار لتلك الآراء الّتي ليست بنصيحة و لا متينة فهي تشبه الماء الآجن الّذي لا غناء فيه للشارب، و رشّح، تلك الاستعارة بذكر الارتواء و جعل غايته المشار إليها من ذلك الاستكثار

شرح ابن میثم

16- از سخنان آن حضرت است در توصيف كسى كه بر مردم حكمرانى مى كند و شايستگى آن را ندارد.

إنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى رَجُلَانِ- رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ- فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ- مَشْغُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ وَ دُعَاءِ ضَلَالَةٍ- فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ- مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ- حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ الْأُمَّةِ- عَادٍ فِي أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ عَمٍ بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ- قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ- بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ- حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ آجِنٍ وَ اكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ-

لغات

وكّله الى نفسه: او را بر نفس خويش واگذاشت.

الجائر: كسى كه از راه منحرف شده است.

فلان مشغوف: با (غ) دل فلانى را محبّت فرا گرفته. مشعوف با (ع) يعنى كسى كه دلش به چيزى مشغول شده است.

القمش: جمع آورى چيزهاى متفرّق است، «و مصدر مى باشد» و پس از آن كه چيزهاى پراكنده جمع شد قماش نام دارد «جمع قماش، اقمشه است».

موضع: مطرح، پراكنده.

موضع: شتاب كننده.

الغار: بى خبر، غافل.

اغباش اللّيل: تاريكى شب. بنا به قول ابو زيد غبش يعنى باقيمانده شب. بعضى اغباش الفتنه را اغطاش الفتنه روايت كرده اند و غطش به معناى تاريكى است.

الهدنة: صلح، آشتى

ترجمه

«دو كس بيشتر از همه مردم مورد غضب خداوندند: اوّل كسى كه (به دليل نافرمانى) خداوند او را به خودش واگذاشته، و او از راه راست منحرف مى شود و به سخنان بدعت آميز و دعوت مردم به گمراهى دل مى سپارد، چنين شخصى براى هر كس كه به او توجه كند فتنه است. از هدايت اشخاصى كه قبل از او هدايت شده اند منحرف است، كسانى را كه از او در زمان حيات و يا مرگش پيروى كنند گمراه مى كند، خطاى ديگران را به دوش مى كشد و خود در گرو اعمال خويش مى باشد.

دوّم كسى كه نادانيها را فراهم آورده و مردم نادان را گمراه مى كند و بسرعت در تاريكيهاى فتنه فرو مى رود و دريافتن راه خير و اصلاح نابيناست، با اين كه دانا نيست نادانان او را دانشمند مى نامند. هر صبح براى فراوانى مال دنيا كه كمترش براى او بهتر است تلاش مى كند تا اين حدّ كه در اخلاق فاسد غوطه ور مى شود و چيزهاى بى فايده را جمع آورى و انبار مى كند.

شرح

بايد توجّه داشت كه امام (ع) در آغاز به نفرت از دو كس اشاره مى كند با اين بيان كه آنها از مغضوب ترين مردم نزد خدا هستند و چون اراده و محبّت خدا به چيزى، به اين معنى است كه خداوند مى داند آن چيز مطابق نظام كلى و تام و كامل جهان است، بنا بر اين كراهت خدا از چيزى و ناخوش داشتن آن وقتى است كه خدا مى داند آن شي ء بر ضدّ مصلحت جهان و خارج از نظام آن مى باشد.

بنا بر اين خشم خدا نسبت به آن دو مرد آگاهى خداوند به افعال و اقوال آنهاست كه از مصلحت بدور است.

فرموده است: رجل وكّله اللّه الى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل... الى قوله بخطيئته.

در اين عبارت امام (ع) خشم خدا را نسبت به يكى از آن دو مرد توضيح داده و آن را با اوصافى به شرح زير از ديگران جدا مى سازد: اوّل- آن كه خداوند آن شخص را به خود واگذار كرده است. بايد دانست كه توكيل از وكالت گرفته شده است. در مثال عرب چنين گفته مى شود: وكّل فلان امره الى فلان، اين كار وقتى است كه كسى به ديگرى اعتماد كرده و كار خود را به آن واگذارد، بنا بر اين توكّل عبارت است از اين كه فقط بر وكيل اعتماد قلبى دارد. با دانستن معناى توكّل معناى سخن امام (ع) اين خواهد بود: كسى كه اعتقاد قلبى و يا گمان نزديك به يقين داشته باشد كه خود يا ديگرى، غير خداوند، قدرت كامل و تمام بر انجام كارى دارد و بخوبى مى تواند از عهده انجام كارى برآيد و آن را عملى سازد، همين اعتقاد و گمان از قوى ترين سببى است كه خداوند توكّل و اعتماد او را به خودش واگذارد و معناى كلام امام (ع) كه فرمود: و كّله اللّه على نفسه همين است. معناى اعتماد به دنيا نيز همين است كه انسان اعتقاد داشته باشد كه مال و اندوخته هاى دنيوى تأمين كننده خواسته هاى اوست و تحصيل مال دنيا او را از غير مال دنيا بى نياز مى گرداند، و بر حسب ضعف و قوّت توكّل، ميزان خشم و محبّت خدا و دورى و نزديكى به او تغيير مى كند.

بنا بر اين انسان از خشم خدا رهايى نمى يابد مگر با توكّل حقيقى بر خداوند متعال آن چنان كه شايسته توكّل به اوست و قرآن مى فرمايد: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ. و اين بزرگترين مقامى است كه اشخاص داراى توكّل، دوست خدا ناميده شده اند و كسى را كه خداوند متعال كفايت كننده و دوستدار و مراقب او باشد به رستگارى و سعادت بزرگى دست يافته است، زيرا شخص محبوب، مورد خشم و عذاب خدا قرار نمى گيرد و از حق تعالى دور نخواهد بود. پيامبر خدا (ص) فرموده است: «هر كس از غير خدا دل ببرد و فقط به او دل ببندد خداوند تمام هزينه زندگى او را تأمين مى كند و روزى او را از جايى كه خود گمان ندارد تأمين مى فرمايد و هر كس به دنيادل ببندد و فقط به آن اميد داشته باشد خداوند تعالى او را به دنيا وا مى گذارد». تحقّق يافتن توكّل به اين صورت است كه توكّل را در نفس خود كشف كنى و بايد اعتقاد قطعى داشته باشى كه تمام اسباب و مسبّبات به خداوند متعال مربوط است و خداوند متعال براى كفايت بندگان، علم و قدرت كامل دارد. و گذشت و بخشش و توجّه كامل به بندگان دارد، چون در آن سوى قدرت و دانش و عنايت او بخشش و عنايتى نيست و در اين صورت انسان هرگز به غير خدا، حتّى به خود و نيروهايش، توجهى ندارد، در اين موقع است كه انسان خود را بطور كامل تسليم خدا مى كند و از توكّل بر غير خدا بيزارى مى جويد. اگر در نفس خود اين حالت را نيافتى به اين دليل است كه تمام يا بعضى از عوامل و اسباب ياد شده ناتوان گرديده و يا نيروى واهمه در معارضه با يقين پيروز شده است.

تفاوت درجه و ميزان توكّل بر خدا، در اشخاص بستگى به ضعف و شدّت و كم و زيادى همين عوامل دارد.

دوّم- شخص مورد خشم خدا از راه راست منحرف است، يعنى از راه عدالت و طريق مستقيم حق و چنان كه دانسته شد جور، تجاوز از عدل است كه عدل خود فضيلت مى باشد.

سوّم- شخص مورد خشم خداوند سرگرم سخنان بدعت آميز است، يعنى بدانچه در دلش مى گذرد مغرور است و سخنان جديد و نوى كه ريشه در دين ندارد بيان مى كند و به وسيله آن مردم را به گمراهى و انحراف از راه راست دعوت مى كند. آنچه اكنون مى گوييم از آنچه كه در شماره قبلى گفتيم به دست مى آيد، زيرا آن كه به دليل نادانى از راه راست منحرف مى شود اعتقاد دارد راهى كه مى رود راه راست است، پس آنچه او كمال مى پندارد در حقيقت نقصان و لازمه اش دوست داشتن سخن باطل و نوآورى غير مجاز مى باشد و از زيانكاران است كه در قرآن آمده است: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»«».

چهارم- فتنه است براى كسى كه در دام فتنه او بيفتد. اين ويژگى از صفت سوّم نيز استفاده مى شود، زيرا دوست داشتن سخن باطل و دعوت به ضلالت و گمراهى موجب گرفتارى كسى مى شود كه از او پيروى كند.

پنجم- چنين شخصى از راهنمايى و هدايت پيشوايان منحرف است. اين صفت نيز مانند صفت دوّم است، زيرا آن كه از هدايت منحرف است از راه راست بدور است. البتّه در اين جا مطلب ديگرى وجود دارد، زيرا كسى كه از راه حق منحرف است گاهى ستمكارانه ديگران را گمراه مى كند، چون از هدايت پيروى نمى كند. در اين جمله موصوف شخص گمراه كننده منحرف مى باشد، زيرا با اين كه راه هدايت از قبل روشن شده و وى مأمور به پيروى از آن است به گمراهى افتاده است. هدايت كننده، كتاب خدا و سنّت رسول و پيشوايان بزرگ دين است كه مروّج دينند و از دين پيامبر سخن مى گويند. با اين توضيح جمله پنجم در ملامت چنين شخصى رساتر و در لزوم كيفر آن تأكيد بيشترى دارد.

ششم- چنين شخصى گمراه كننده كسانى است كه در زمان حيات يا بعد از حياتش مقتداى آنها واقع شده است. اين صفت نتيجه صفات قبلى است، زيرا وقتى باطن انسان گمراه باشد موجب گمراهى ديگران مى شود. از اين شماره با كمى اضافه همان فهميده مى شود كه از شماره چهارم فهميده مى شود. اين كه چنين شخصى موجب فتنه ديگران مى شود به دليل آن است كه گمراه كننده پيروان خود مى باشد مطلب اضافه اى كه از اين شماره استفاده مى شود اين است كه گمراه كنندگى وى محدود به زمان حياتش نيست، و اين معنى روشن است كه اثر گمراه كنندگى وى بعد از حياتش نيز ادامه دارد و عقايد باطلى كه از او به جاى مى ماند سبب گمراهى مردم مى شود.

هفتم- چنين شخصى گناه ديگران را نيز به دوش مى كشد و اين مطلب نيز از مطلب شماره شش فهميده مى شد، با اين توضيح كه گناه كسانى كه از جانب او گمراه شده اند بر عهده اوست زيرا او سبب گمراهى آنها شده است.

هشتم- چنين شخصى در گرو خطاهاى خود است و بدان اطمينان دارد و از صعود به قلّه رفيع پيشگاه حق محروم مى باشد و به اين دو صفت قرآن كريم اشاره فرموده كه: «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ»«».

و پيامبر (ص) نيز در اين مورد فرموده است: «هر كس كه به هدايت دعوت كند و از او پيروى كنند ثواب پيروان براى دعوت كنندگان خواهد بود بدون آن كه از ثواب پيروان چيزى كم شود، و هر كس به گمراهى دعوت كند و مردم از او پيروى كنند گناه كسانى كه از او پيروى كنند بر عهده اوست بى آن كه از گناه آنها چيزى كم شود.»«» بايد دانست مقصود اين نيست كه كيفر پيروان را خدا بر گردن رهبران و پيشوايان قرار مى دهد زيرا خداوند مى فرمايد: «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ، وَ أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى »«» نتيجه اين حديث اين نيست كه كسى جز ابليس (كه موجب گمراهى مردم است) به جهنّم نمى رود بلكه مقصود اين است كه رهبران گمراهى هر گاه گناهى را رواج دهند موجب گمراهى و ضلالت مردم مى شوند و اين گناه جز از ناحيه نفس آنها، كه بر آن جهل مركّب استيلا دارد و مخالفت يقين است، صادر نمى شود و اين جهل مركب ملكه نفسانى شده و صفحه دلشان را چنان سياه مى كند كه از پذيرش انوار الهى باز مى مانند و همين حالت حجابى مى شود ميان آنها و رحمت حق، آن چنان حجابى كه قوّت و شدّت آن چند برابر حجاب پيروان و اقتدا كنندگان آنهاست. حجابى كه براى پيروان آنها حاصل شده ناشى از حجاب خود آنها و منشعب از آن است و به اين دليل گناه و جرم رهبر و رئيس گمراه به اندازه تمام گناهان پيروانش مى باشد كه به سبب گمراه كردن او حاصل شده است ولى گناهانى را كه پيروان او به دليل ديگرى مرتكب شده اند به عهده پيشوايشان نيست و اين است معناى كلام خداوند متعال كه فرمود: «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ»«».

واحدى گفته است كه «من» در آيه فوق براى بيان جنس است و براى تبعيض نيست و اگر براى تبعيض مى بود از گناه كسانى كه از بدعت گذاران پيروى مى كنند كم مى شود و اين با فرمايش پيامبر (ص) تناقض پيدا مى كرد كه فرمود از گناه پيروان آنها چيزى كم نمى شود.

من «شارح» معتقدم كه هر چند توجيه واحدى زيباست ولى لازمه «من تبعيضيّه» اين معنى نيست، زيرا گوينده اين سخن مى توانست بگويد كه پيروان، برخى از تصاوير گناهان را بر عهده دارند نه برخى از عين آن گناهان را. هر گاه مطلب را در زمينه گناهان فهميده باشى، مانند آن را در زمينه نيكيها نيز فهميده اى. توضيح اين كه هر كس كار نيكى را پايه گذارى كند و سبب هدايتى شود عمل او از نفس با صفا و نورانيش نشأت گرفته است و نورانيّت آن نفس بر نفوسى كه پيرو او هستند مى تابد و از آن روشنايى مى گيرند و آن سنّتى كه گرفته شده است از انوارى است كه از آن نفس با صفا و نورانى، بر نفسى كه نور مى گيرد تابيده است. بنا بر اين آن سنّت از جمله كمال يابى از نور خداست كه سرآمد همه هدايتهاست.

با اين وصف آن كه سنّت نيك از خود به جاى مى گذارد به منزله اين است كه همه انوارى كه از آن سنّت پديد مى آيد و مثل آنها را دارا باشد. بنا بر اين اجر و پاداش چنين كسى به اندازه اجر و پاداش تمام كسانى است كه از سنّت نيك او پيروى كنند بدون آن كه از اجر و ثواب پيروان چيزى كم شود به همين معنى در روايت وارده اشاره شده است كه نيكيهاى ظالم به نامه عمل مظلوم و بديهاى مظلوم به نامه عمل ظالم منتقل مى شود. با توجه به اين كه گناه و نيكى عرض هستند و ممكن نيست از محلّى به محل ديگر انتقال يابند. منظور از انتقال در اين روايت، انتقال حقيقى نيست و استعاره است، چنان كه گفته مى شود خلافت از فلان كس به ديگرى منتقل شد.

مقصود از انتقال گناه مظلوم به نامه عمل ظالم اين است كه مثل آن گناهان در قلب ظالم حاصل مى شود و منظور از انتقال حسنات ظالم به نامه عمل مظلوم حصول مانند آنها در قلب مظلوم است. بدين دليل كه فرمانبردارى و اطاعت خدا در قلب شخص ايجاد نور مى كند و گناه در دل، قساوت و ظلمت به وجود مى آورد. بنا بر اين به وسيله روشنايى اطاعت خدا، آمادگى نفس براى قبول معارف الهى و مشاهده حضرت حق فراهم و سنگدلى و تاريكى دل موجب دورى از خدا و حجاب مشاهده خداوند مى شود. پس اطاعت به علّت صفا و نورانيّتى كه در نفس ايجاد مى كند پديد آورنده لذّت مشاهده حضرت حق است و معصيت به علّت سختى و تاريكى كه در نفس به وجود مى آورد. بين او و حضرت حقّ حجاب ايجاد مى كند. بنا بر اين نيكيها و بديها در نفس تضادّ به وجود مى آورد، چنان كه خداوند متعال مى فرمايد: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ: «همانا نيكيها بديها را از بين مى برد». و نيز فرموده است: لا تبطلوا اعمالكم. و پيامبر خدا در اين مورد فرموده است: «گناهان خود را با حسنه جبران كنيد و رنجها گناهان را پاك مى كند«»»، و براى بيان همين حقيقت فرموده است: «انسان در مقابل مشكلات ثواب مى برد حتّى به وسيله خارى كه به پايش فرو رود«»». و از پيغمبر فرموده است: «حدّ كفّاره، حدّ خورندگان است». بنا بر اين ستمگر با ستمگرى در صدد تأمين شهوات خويش است و در ستم موجبات قساوت قلب و تاريكى صفحه دل نهفته است و اثر نورى را كه از اطاعت خدا به وجود آمده است از بين مى برد، چنان كه گويى طاعت او را از ميان برده و مظلوم بر اثر ظلم رنجور شده و خواسته هاى نابجايش در هم شكسته و دلش آرام مى گيرد، به خداوند بازگشته و از او ظلمت و سختى دل، كه از پيروى شهوات حاصل شده است، دور مى شود و اين مانند آن است كه روشنايى از قلب ظالم به قلب مظلوم، و سياهى و تاريكى از قلب مظلوم به قلب ظالم انتقال يافته است.

اين نوع انتقال استعاره است مانند اين كه مى گويند نور خورشيد از جايى به جايى رفت.

خلاصه اين توضيح اين است كه انتقال حسنات از نامه عمل ستمگر به نامه عمل ستمديده ايجاد زمينه براى پذيرفتن رحمت و نورانيّت است به وسيله ستم ستمگر براى مظلوم. و معناى انتقال گناه از نامه عمل مظلوم به نامه عمل ظالم، آمادگى يافتن ستمگر براى پذيرش قساوت دل و حجاب در مقابل پذيرش انوار الهى مى باشد. ثواب و كيفر آن دو همان آمادگيى است كه آنها براى پذيرفتن نور و يا تاريكى پيدا مى كنند. بايد دانست كه اين نقل و انتقالات و بر دوش كشيدن گناهان مظلوم به وسيله ظالم اگر چه امرى است كه در همين دنيا انجام مى شود، ولى چون براى بينندگان جز در روز قيامت ظاهر و آشكار نمى شود به روز قيامت اختصاص داده شده است.

در كلام امام (ع) كلمه حمّال بر وزن فعّال براى مبالغه و فراوانى انجام عمل به كار رفته است، بدين معنى كه كسى خطاهاى فراوان ديگران را به عهده مى گيرد.

و امّا مرد دوّمى كه مورد خشم خداست امام (ع) با بيست صفت به شرح زير او را از ديگران متمايز مى كند: 1- زمينه جهل را فراهم مى آورد. اين عبارت استعاره جمع محسوس است براى جمع منقول.

2- جهالت را در ميان مردمى كه از اشراف نيستند، پراكنده مى كند. از اين كلام فهميده مى شود كه جهل پراكنى در حق شخص معيّنى است، هر چند ظاهر عبارت عموميّت دارد.

3- بسرعت به باقيمانده فتنه دست مى اندازد و آن را بشدّت و ظلمت اوّلش باز مى گرداند و در روايتى غاراً به جاى عاد به كار رفته است، يعنى در تاريكيهاى دشمنى سرگردان است و راه خلاصى از آن را نمى يابد.

4- براى برقرارى صلح و مسالمت ميان مردم و نظم بخشيدن به امورشان و همچنين دريافت مصالح جهان بصيرت ندارد و بنا بر اين به مصالح مردم نادان است و به فتنه انگيزى در ميان مردم دست مى زند.

5- مردمان نادان او را دانشمند مى دانند در حالى كه دانشمند نيست.

مقصود از «اشباه الناس» نادانان و گمراهانند، همان كسانى كه انسانهاى كامل را در شكل ظاهرى مى بينند نه در صورت كامل حقيقى كه همان كمال علم و اخلاق است.

6- روزگار مى گذراند در حالى كه به فكر زياد كردن چيزى است كه كمش براى او از زيادش بهتر است. كلمه «جمع» در عبارت امام (ع) به دو صورت با تنوين و بدون تنوين روايت شده است. در صورتى كه با تنوين قرائت شود جمله بعد آن به صورت صفت و كلمه جمع كه مصدر است به جاى اسم مفعول است (يعنى مجموع) به كار رفته است. احتمال ديگر اين كه مقصود از كلمه جمع معناى مصدرى باشد.

و در صورتى كه بدون تنوين و به صورت اضافه قرائت شده باشد به چند صورت قابل فرض است. بنا به قولى «ما» كه مضاف اليه جمع است در تمام كردن معنى نيازمند كلمه ديگرى است كه معناى «ما» را داشته باشد تا «ما» ى اوّل را مضاف و «ما» ى دوّم را مبتدا قرار دهيم و تقدير كلام چنين خواهد بود، من جمع ما الّذى قلّ منه خير ممّا كثر ولى چون اظهار «ما» ى دوّم شبيه تكرار بوده و موجب سستى كلام مى شده از كلام حذف شده است و همان «ما» ى اوّل معناى «ما» ى دوّم را افاده مى كند.

بنا به قولى: كلمه مقدّر محذوف «ان» بوده است، مانند ضرب المثل عرب كه مى گويد: تسمع بالمعيدى خير من ان تراه، «و صفت معيدى بشنوى بهتر است كه خود او را ببينى». مطابق اين قول تقدير كلام چنين خواهد بود: من جمع ما ان قلّ منه خير ممّا كثر و مقصود از تكثير استكثار است، بدين توضيح كه فرد مورد خشم خدا از آغاز عمر شبهات و آراى باطل را جمع آورى مى كند كه به يقين اندك آن از بسيارش بهتر است و باطل آن از صحيحش بيشتر.

ترجمه شرح ابن میثم

الخطبة- 17-

ضال مضل.. فقرة 1- 2:

إنّ أبغض الخلائق إلى اللّه رجلان: رجل و كله اللّه إلى نفسه فهو جائر عن قصد السّبيل مشغوف بكلام بدعة، و دعاء ضلالة. فهو فتنة لمن افتتن به. ضالّ عن هدي من كان قبله. مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد وفاته. حمّال خطايا غيره. رهن بخطيئته و رجل قمش جهلا. موضع في جهّال الأمّة عاد في أغباش الفتنة. عم بما في عقد الهدنة قد سمّاه أشباه النّاس عالما و ليس به. بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر حتّى إذا ارتوى من آجن، و اكتنز من غير طائل.

اللغة:

قصد السبيل: الصراط المستقيم. و الجائر: المائل عن هذا الصراط. و البدعة- بكسر الباء- ما ابتدع على غير مثال سابق لغة، أما شرعا فهي الإحداث في الدين بتقليمه أو تطعيمه. و للفتنة معان، و المراد بها هنا الضلال بدليل سياق الكلام. و قمش: جمع، و تطلق على أكل. و الموضع- بضم الميم و كسر الضاد- المسرع. و العادي أيضا المسرع أو الساعي. و الأغباش- بفتح الهمزة- جمع غبش- بكسر الباء- المظلم. و عم من العمى. و بكّر: بادر. و استكثر الشي ء: رآه كثيرا، و استكثر من الشي ء أكثر من فعله. و الماء الآجن: الفساد الذي تغير لونه و طعمه.

الإعراب:

رجلان خبر إن، و الرجل الأول بدل مفصل من مجمل، و الرجل الثاني عطف على الأول، و المبدل منه رجلان. و من جمع بالتنوين، و «ما» موصولة مبتدأ، و خير خبر. حتى حرف ابتداء، و لا عمل لها هنا، و إذا ظرف متضمن معنى الشرط،

المعنى:

(ان أبغض الخلائق الى اللّه رجلان). حب اللّه تعالى: رحمته و ثوابه، و بغضه: نقمته و عذابه. و أشد الناس مقتا عند اللّه، و أبعدهم من رحمته (رجل و كله اللّه الى نفسه). و هو الذي تتحكم فيه نفسه الأمارة بالسوء بلا رادع و زاجر.

كالتائه المغرور و المسرف المبذر و البخيل الممسك و الحسود الحقود و من انتهك حرمات اللّه و التابع لشرار الخلق، و كل من لا يهتدي الى دليل، قال الإمام زين العابدين: اللهم ان و كلتني الى نفسي عجزت عنها، و في دعاء ثان: أعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم، و في ثالث: اللهم خذ لنفسك من نفسي ما يخلصها، و ابق لنفسي من نفسي ما يصلحها، و في رابع: سيدي ان وكلتني الى نفسي هلكت.. فلا تعرض عني بوجهك الكريم.

و كل من عرف نفسه و حقيقته يشعر هذا الشعور، و من هنا قيل: «من عرف نفسه عرف ربه». و من فقد هذا الشعور فهو أجهل الناس بنفسه و خالقه.

(فهو جائر عن قصد السبيل) أي مائل عن صراط الحق و الانسانية، و أي امرى ء يعمل لمنفعته الخاصة و لا يهتم بمجيئه فقد انحرف عن الصراط القويم، أما إذا أضر سلوكه بغيره فهو وحش كاسر و حيوان مفترس.. لأن الانسان بما هو انسان يستحيل أن ينتهك حمى الانسانية، و يعتدي على أخيه الانسان.

(مشغوف بكلام بدعة، و دعاء ضلالة). الضلالة ضد الهداية، و من ضل في سعيه خابت آماله و مطالبه، و البدعة هي العقيدة أو الفتوى التي لا دليل عليها من الكتاب أو السنة أو الاجماع أو العقل، و هذا البغيض البعيد من رحمة اللّه مولع بالشهرة و الاستطالة، و من أجلها يرائي و يدلس، و يبتدع و يختلق في الدين و شريعة سيد النبيين، و يدعو الى الضلال و الفساد (فهو فتنة لمن افتتن به).

المراد بالفتنة هنا تضليل من صدقه، و إفساد من وثق به.

(ضال عن هدي من كان قبله). و هم الذين أشار اليهم سبحانه بقوله: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ- 90 الأنعام و من دعاء للإمام زين العابدين (ع): اللهم ألحقني بصالح من مضى، و اجعلني من صالح من بقي، و خذ بي سبيل الصالحين (مضل لمن اقتدى به في حياته و بعد وفاته). ان أخسر الناس صفقة، و أخيبهم سعيا من ضل عن سبيل الصالحين من قبله، و كان قدوة للمضللين من بعده.

(حمّال خطايا غيره) من الذين ترأس عليهم، و نال الحظوة عندهم بالتدليس و التظاهر بالعلم و التقوى. قال عز من قائل: وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ- 13 العنكبوت.. (رهن بخطيئته). و لا فكاك لهذا الرهن، و لا ثمن إلا عذاب الحريق.

و الخلاصة ان أشد الناس عذابا اثنان: الأول أسلس القياد لشهواته و أهوائه، فمالت به عن الصراط القويم، و عاش في دنيا الفساد و الضلال، و التدليس و النفاق، و انخدع به من انخدع من الجهلة و سواد الناس، فضلّ و أضل، و تحمل أثقاله و أثقال من اغتر به.. و قد يملك أهل الضلال من دنياهم الجاه و المال، و لكن هذا الملك يعود عليهم بالخسران و الوبال حيث يجعلهم عبيدا لأكثر من إله، و يورثهم جبنا في الحق و انغماسا في المراوغة و الباطل.. أما الرجل الثاني فهو الذي أشار اليه الإمام بقوله: (و رجل قمش جهلا). و يلتقي مع الأول في الفساد و الضلال حيث أسلس الأول قياده للنفس الأمارة، و الثاني يقوده العمى و الجهل، و النتيجة واحدة، و هي الخذلان و الخسران (موضع) بضم الميم و كسر الضاد، أي مسرع (في جهال الأمة). يمضي بهم في التضليل و يزيدهم جهلا على جهل، و ينطبق هذا الوصف على أكثر المعممين في عصرنا.. تجالس أحدهم فلا تشم منه عبير الإيمان و اليقين، و لا ترى على حديثه نور العلم و الذكاء، و لا تلمسه منه غير السخف و الجهل، و مع هذا يحب الشهرة و يحن اليها، و يشتريها بكل ثمن.

(عاد) من العدو السرعة (في أغباش الفتنة) أي ظلمات الجهل و الأباطيل، يسرع فيها تائها لا يدري أين المصير (عم بما في عقد الهدنة). اختلف الشارحون في تفسير هذه الجملة على أقوال لا تركن النفس الى شي ء منها، و الذي نفهمه نحن، ان الشريعة الاسلامية الانسانية تقوم على أسس عديدة، أهمها و أدقها رعاية المصلحة و دفع المفسدة، لأن أحكام الإسلام تبتني بكاملها على هذا الأساس، و قد يكون في الحادثة أو الفعل مصلحة من جهة و مفسدة من جهة ثانية، و عندها لا مفر من عملية الموازنة بين رعاية المصلحة و دفع المفسدة، و تقديم الأهم على المهم، فإن كان درء المفسدة أوجب تجاهلنا المصلحة، و عقدنا الهدنة و المصالحة مع المفسدة الى أن تحين الفرصة و تسنح، و الشرط الأول فيمن يجري عملية الموازنة ان يكون من العارفين الحكماء.

(قد سماه الناس عالما و ليس به). يستعمل الإمام (ع) كلمة أشباه الناس و أشباه الرجال في الجهلاء الذين لا يميزون بين ما يضرهم و ينفعهم، و في الجبناء الذين يتهربون من الجهاد و الكفاح من أجل حريتهم و كرامتهم، و ليس في هذا الاستعمال كناية و تجوز، لأن الرجل مأخوذ من الرجولة التي تومئ الى الشجاعة و الصبر على الشدائد، و من أقوال الإمام: «قدر الرجل على قدر همته».

(بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير مما كثر). كل ما يحرز الانسان من الجهل و الخوف و الفقر، و يتجه به الى حياة أفضل فهو خير و حق و جميل و عظيم و كثير، و إن كان قليلا بالقياس الى غيره. هذا هو معنى الخير عند الإمام. و من أقواله: «خير البلاد ما حملك.. و خير القول ما نفع.. و لا خير في علم لا ينفع». و عليه فلا فرق أبدا بين من أقلّ أو استكثر من المعلومات و حفظ الأقوال و النظريات اذا لم تكن وسيلة الى الوعي و التنوير، و حياة أنفع و أكمل، فكيف بمن استكثر من الجهالات و الأساطير التي تعمي عن الحق، و تبعد عن الواقع (حتى اذا ارتوى من ماء آجن). كنى الإمام (ع) بالماء العفن المتغير لونا و المستكره طعما، كنى به عن البدع و الجهالات و الأساطير و الخرافات (و اكتنز من غير طائل). أي ان هذا الغر الجاهل بعد أن جمع و حفظ الكثير من صفحات الكتب و المجلدات المضللة، و الروايات الكاذبة

شرح مرحوم مغنیه

و من كلام له عليه السّلام فى صفة من يتصدى للحكم بين الامة و ليس لذلك باهل و هو السابع عشر من المختار في باب الخطب الجارى مجراها

هذا الكلام الشّريف رواه المفيد في الارشاد من ثقات أهل النقل عند الخاصّةو العامّة، و الطبرسيّ أيضا في الاحتجاج مرسلا عنه عليه السّلام كالكتاب، و ثقة الاسلام الكليني قدّس اللّه روحه في باب البدع و الرّأى و المقاييس من اصول الكافي مسندا تارة و مرفوعا اخرى حسبما تعرفه، و أمّا ما ذكره الرّضيّ قدّس سرّه فهو أنّه قال: إنّ أبغض الخلق الى اللّه رجلان: رجل و كله اللّه إلى نفسه، جائر عن قصد السّبيل مشغوف بكلام بدعة، و دعاء ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به، ضالّ عن هدى من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد وفاته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته، و رجل قمش جهلا موضع في جهّال الامة، غارّ في أغباش الفتنة، عم بما في عقد الهدنة، قد سمّاه أشباه النّاس عالما و ليس به، بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر، حتّى إذا ارتوى من آجن، و اكتنز من غير طائل،

اللغة

(وكله) إلى نفسه بالتخفيف يكله و كلا و وكولا تركه و نفسه و (الجائر) باعجام الأوّل أو باعجامهما و في بعض نسخ الكافي بالمهملتين و المعاني متقاربة أى عادل أو متجاوز أو حيران (عن قصد السبيل مشغوف) بالغين المعجمة و في بعض النّسخ بالمهملة و بهما قرء قوله تعالى: قد شغفها حبّا و على الأوّل فهو مأخوذ من شغاف القلب أى حجابه أو سويداه، و على الثّاني من الشّعف و هو شدّة الحبّ و إحراقه القلب و (البدعة) اسم من ابتدع الأمر إذا أحدثه كالرّفعة من الارتفاع و الخلفة من الاختلاف و (الهدى) بفتح الأوّل و سكون الثّاني الطريقة و السّيرة أو بالضمّ و القصر و هو الرّشاد و (رهن) و في بعض النّسخ رهين أى مأخوذ و (القمش) جمع الشي ء من ههنا و ههنا و (موضع) بضمّ الميم و كسر الضاد مسرع من وضع البعير أسرع و أوضعه راكبه فهو موضع به أى أسرع به و (غار) بالغين المعجمة و الرّاء المهملة المشدّدة أى غافل و في بعض النّسخ عاد بالعين و الدّال المهملتين من العدو بمعنى السّعى أو من العدوان، و في أكثر نسخ الكافي عان بالعين و النّون من قولهم عنى فيهم اسيرا أى أقام فيهم على اسارة و احتبس و عناه غيره حبسه، و العاني الأسير او من عنى بالكسر بمعنى تعب أو من عني به فهو عان اشتغل و اهتمّ به، و (الأغباش) جمع غبش كسبب و أسباب و هو ظلمة آخر اللّيل، و في بعض النّسخ أغطاش الفتنة، و الغطش أيضا الظلمه.

و عمى عما كرضى ذهب بصره كلّه فهو أعمى و (عم) و هي عمياء و عمية و العمى أيضا ذهاب بصر القلب و البكرة و البكور هو الصّباح و (بكّر) و بكر بالتّشديد و التّخفيف إذا دخل فيه و كثيرا ما يستعملان في المبادرة و الاسراع إلى شي ء في أىّ وقت كان، و منه الحديث بكّروا بصلاة المغرب أى صلّوها عند سقوط القرص و روى من الماء بالكسر و (ارتوى) امتلا من شربه و الماء (الآجن) المتغيّر الطعم و اللّون و (اكتنز) من الاكتناز و هو الاجتماع و في بعض النّسخ و أكثر و هو الظاهر.

الاعراب

قوله بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر روى من جمع منوّنا و بغير تنوين أمّا بالتّنوين فيحتمل كونه بمعنى المفعول أى من مجموع و كونه على معناه الحقيقي المصدرى و على كلّ تقدير فما موصولة مبتداء و خير خبره و قلّ صلتها و فاعل قلّ ضمير مستكن عايد إلى الاستكثار المفهوم من استكثر و ضمير منه عايد إلى الموصول و الجملة مجرورة المحلّ لكونها بدلا للجمع، و أمّا بدون التّنوين فالموصوف محذوف و هو المضاف إليه أى من جمع شي ء الذي قلّ منه خير، فما على ذلك موصولة و يحتمل كونها مصدرية أى من جمع شي ء قلّته خير من كثرته.

و قيل إنّ جمع مضاف إلى ما و المحذوف هو ان المصدريّة بعدها، و قلّ مبتداء بتقديرها على حدّ و تسمع بالمعيدى خير من أن تراه، أى من جمع ما أن أقلّ منه أى قلّته خير، و في رواية الكافي بكّر فاستكثر ما قلّ منه خير، و قوله: و اكتنز من غير طائل اسناد اكتنز إلى فاعله و هو الرّجل الموصوف إمّا على سبيل المجاز أو في الكلام تقدير أى اكتنز له العلوم الباطلة،

المعنى

اعلم أنّ البغض كالحبّ الذي هو ضدّه لمّا كان من صفات النّفس أعني نفار النّفس عن الشي ء و كان إسناده إليه سبحانه محالا لا جرم ينبغي أن يراد به حيثما اسند إليه معناه المجازي أعني سلب الفيض و الاحسان و هذا المعنى هو المراد بقوله عليه السّلام: (انّ أبغض الخلائق إلى اللّه رجلان) مما ز جان بين الحقّ و الباطل متشبّثان بذيل الشّبهات و الجهالات يحسبان أنّها من علوم الدّين و مراتب اليقين.

و إنّما كانا أبغض الخلايق باعتبار أنّ ضررهما النّاشي من جهالتهما بأمر الدّين لم يكن راجعا إلى أنفسهما فقط، بل متعدّيا إلى الغير و ساريا إلى الأتباع و باقيا في الأعقاب إلى يوم القيامة فكانا مع ضلالتهما في نفسهما مضلّين لغيرهما عن سلوك جادّة اليقين و تحصيل معارف الدّين، فلذلك كانا أبغض الخلائق.

و كيف كان فأحمد الرّجلين (رجل و كله اللّه إلى نفسه) أى فوّض إليه أمره و خلاه و نفسه و جعل و كوله و اعتماده عليها لظنّه الاستقلال في نفسه على القيام بمصالحه و زعمه القدرة على تحصيل المراد و الوصول إليه بالرأى و القياس و الاستحسانات الفاسدة التي لا أصل لها، و الرّوايات التي لم تؤخذ من مأخذها فلا جرم أفاض اللّه عليه صورة الاعتماد على نفسه فيما يريده من امور الدّين و قوانين الشّرع المبين فلم يدر أنّه هلك في أىّ واد: «وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ» و حيث إنّه كان اعتماده عليه (فهو جائر عن قصد السّبيل) و مائل عن طريق الحقّ و ضالّ عن الصّراط المستقيم و واقع في طرف الافراط من فضيلة العدل قريب من الشّر بعيد عن الخير كما ورد في بعض الأدعية: و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، فانك ان وكلتني إلى نفسى تقربني من الشرّ و تباعدني من الخير.

و سرّ ذلك أنّ النّفس بالذّات مايلة إلى الشرّ فاذا سلبت عنها أسباب التوفيق و الهداية تاهت في طريق الضلالة و الغواية (مشغوف بكلام بدعة و دعاء ضلالة) أى دخل حبّ كلام البدعة و دعوته النّاس إلى الضلالة شغاف قلبه أى حجابه أو سويداه و على كونه بالعين المهملة فالمعنى أنّه غشى حبّها قلبه من فوقه إذ الشّعفة من القلب رأسه عند معلّق النّياط، و هو عرق علق به القلب إذا انقطع مات صاحبه، و على أىّ تقدير فالمقصود به كونه أشدّ حبّا و أفرط ميلا إلى كلامه الذي لا أصل له في الدّين و دعوته المضلّة عن نهج اليقين، فهو من الأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحيوة الدّنيا فهم يحسبون أنّهم بحسنون صنعا.

كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النّار و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أيضا في رواية الكافي: أبى اللّه لصاحب البدعة بالتّوبة، قيل: يا رسول اللّه و كيف ذلك قال: إنّه قد اشرب قلبه حبّهاو لا بأس بتحقيق الكلام في معنى البدعة و قد عرفت معناها اللغوي و غلبت في العرف على ما هو زيادة في الدّين أو نقصان منه، و قيل: كلّ ما لم يكن في زمن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فهو بدعة.

و ردّه الأردبيلي بمنع الشّرطيّة و قال: البدعة هي كلّ عبادة لم تكن مشروعة ثمّ أحدثت بغير دليل شرعي أو دلّ دليل شرعيّ على نفيها فلو صلّى أو دعى أو فعل غير ذلك من العبادات مع عدم وجودها في زمانه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فانّه ليس بحرام لأنّ الأصل كونها عبادة و لغير ذلك مثل الصّلاة خير موضوع خطبه 17 نهج البلاغه بخش 1 و الدّعاء حسن انتهى، و أنت خبير بما في تخصيصها بالعبادات لظهور عمومها لها و لغيرها.

و التّحقيق فيها ما ذكره الشّهيد قده في القواعد قال في محكي كلامه: و محدثات الامور بعد عهد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تنقسم أقساما لا يطلق اسم البدعة عندنا إلّا ما هو محرّم عندنا أوّلها الواجب كتدوين القرآن و السنّة إذا خيف عليها التفلّت من الصّدور فانّ التّبليغ للقرون الآتية واجب إجماعا و لا يتمّ إلّا بالحفظ، و هذا في زمن الغيبة واجب، و أمّا في زمان ظهور الامام عليه السّلام لأنّه الحافظ لها حفظا لا يتطرّق إليه خلل و ثانيها المحرّم و هو كلّ بدعة تناولها قواعد التّحريم و أدلّته من الشريعة كتقديم غير المعصومين عليهم و أخذهم مناصبهم و استيثار ولاة الجور بالأموال و منعها مستحقّها و قتال أهل الحقّ و تشريدهم و إبعادهم و القتل على الظنّة و الالزام ببيعة الفسّاق و المقام عليها و تحريم مخالفتها و الغسل في المسح و المسح على غير القدم، و شرب كثير من الأشربة، و الجماعة في النّوافل و الأذان الثّاني يوم الجمعة، و تحريم المتعتين، و البغى على الامام و توريث الأباعد و منع الأقارب، و منع الخمس أهله و الافطار في غير وقته إلى غير ذلك من المحدثات المشهورات، و منها تولية المناصب غير الصّالح لها ببذل أو إرث أو غير ذلك.

و ثالثها المستحبّ و هو ما تناولته أدلّة النّدب كبناء المدارس و الرّبط، و ليس منه اتخاذ الملوك الاهبة ليعظموا في النّفوس اللّهمّ إلّا أن يكون مرهبا للعدوّ.

و رابعها المكروه، و هو ما شملته أدلّة الكراهة كالزّيادة في تسبيح الزّهراءعليها السّلام و ساير الموظّفات أو النقيصة منها و التنعّم في الملابس و المآكل بحيث يبلغ الاسراف بالنّسبة إلى الفاعل و ربّما أدّى إلى التّحريم إذا استضرّبه هو و عياله و خامسها المباح، و هو الدّاخل تحت الأدلّة المباحة كنخل الدّقيق فقد ورد أوّل شي ء أحدثه النّاس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اتّخاذ المناخل لأنّ لين العيش و الرّفاهية من المباحات فوسيلته مباحة انتهى كلامه رفع مقامه.

و قد تحصّل من ذلك أنّ البدعة عبارة عن محدثات الامور المحرّمة و أنّ الرّجل الموكول إلى نفسه الجائر عن قصد السّبيل قد شغف بها و بدعوته إلى الضلالة و من أجل ذلك كان سببا لضلالة من أجاب دعوته (فهو فتنة لمن افتتن به) و بلاء لمن اتبع له (ضالّ عن هدى من كان قبله) أى عن سيرة أئمة الدّين و طريقة أعلام اليقين الذين أخذوا العلوم الحقيقية و المعارف اليقينية بالهام الهيّ و إرشاد نبويّ، و ذلك من حيث اغتراره بنفسه و اعجابه بكلامه و استقلاله برأيه و استغنائه بما اخترعه فهمه و ما ابتدعه و همه عن الرّجوع إليهم و العكوف عليهم.

كما قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام«» لعن اللّه أبا حنيفة كان يقول: قال عليّ و قلت أنا، و قالت الصّحابة و قلت هذا و على كون هدى في كلامه عليه السّلام بضمّ الهاء و الألف المقصورة فالمراد به كونه ضالّا عن الصّراط المستقيم مع وجود هدى قبله مأمور باتّباعه و هو كتاب اللّه و سنّة رسوله و أعلام هداه الحاملون لدينه، لما أشرنا اليه من استبداده برأيه الفاسد و نظره الكاسد نظير ما صدر عن أبي حنيفة و نظرائه.

كما حكاه الزّمخشري في ربيع الأبرار قال: قال يوسف بن أسباط: ردّ أبو حنيفة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أربعمائة حديث أو أكثر قيل: مثل ما ذا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: للفرس سهمان، و قال أبو حنيفة: لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن و أشعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أصحابه البدن، و قال أبو حنيفة: الاشعار مثلة، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: البيّعان بالخيار ما لم يفترقا، و قال أبو حنيفة اذا وجب البيع فقد لزم، و كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقرع بين نسائه إذا أراد سفرا، و قال أبو حنيفة: القرعة قمار انتهى (مضلّ لمن اقتدى به في حياته و بعد موته) و ذلك لأنّ من كان ضالّا في نفسه و مشعوفا بكلامه البدعة و دعاته الضّالّة لا بدّ أن يكون مضلّا و سببا لا ضلال غيره في حال حياته و هو ظاهر، و بعد مماته أيضا من حيث بقاء العقائد الباطلة و المذاهب الفاسدة المكتسبة عنه بعده، ألا ترى كيف بقي مذهب أبي حنيفة و الشّافعي و أحمد بن حنبل و مالك و غيرها من المذاهب المبتدعة و الآراء المخترعة المضلّة إلى الآن و تبقى إلى ظهور صاحب الزّمان فتبعها جمع كثير و تضلّ بها جمّ غفير و لذلك صار هذا الرّجل المضلّ (حمّال خطايا غيره) كحمله خطايا نفسه حيث كان سببا لضلالته فهو (رهن بخطيئته) كما أنّه رهين بخطيئة غيره مأخوذ بها و معاقب عليها كما قال سبحانه: «لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ» قال الفخر الرّازي: إنّه يحصل للرّؤسآء مثل أوزار الأتباع، و السّبب فيه ما روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: أيّما داع دعا إلى الهدى فاتّبع كان له مثل أجر من اتّبعه لا ينقص من أجورهم شي ء، و أيّما داع دعا إلى ضلالة فاتّبع كان عليه مثل وزر من اتّبعه لا ينقص من آثامهم شي ء.

و اعلم أنّه ليس المراد أنّه تعالى يوصل العقاب الذي يستحقّه الأتباع إلى الرّؤساء، لأنّ هذا لا يليق بعدل اللّه و الدّليل عليه قوله تعالى: «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى » و قوله: «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى » بل المعنى أنّ الرّئيس إذا وضع سنّة قبيحة عظم عقابه حتّى أنّ ذلك العقاب يكون مساويا لكلّ ما يستحقّه كلّ واحد من الأتباع.

قال الواحدى: لفظة من في قوله: و من أوزار الذين يضلّونهم، ليست للتّبعيض لأنّها لو كانت للتّبعيض لخفف عن الأتباع بعض أوزارهم و ذلك غير جايز لقوله عليه السّلام من غير أن ينقص من أوزارهم شي ء، و لكنّها للجنس أى ليحملوا من جنس أوزار الأتباع هذا.

و لمّا فرغ من أوصاف أوّل الرّجلين أشار إلى ثانيهما و ذكر له أحدا و عشرين وصفا.

الأوّل ما أشار إليه بقوله: (و رجل قمش جهلا) أى جمعه من أفواه الرّجال أو من الرّوايات الغير الثّابتة عن الحجّة أو ممّا اخترعه و همه بالقياس و الاستحسان و استعار لفظ الجمع المحسوس للمعقول بقصد الايضاح.

الثّاني أنّه (موضع في جهّال الامّة) يعنى أنّه مسرع بين الجهّال أو أنّه مطرح فيهم وضيع ليس من أشراف النّاس على ما ذكره البحراني من كون وضع بفتح الضّاد، و قال إنّه يفهم منه أنّه خرج في حقّ شخص معيّن و إن عمّه و غيره.

الثّالث أنّه (غار في أغباش الفتنة) أى غافل في ظلمات الخصومات لا يهتدي إلى قطعها سبيلا، و قد مرّ فيه وجوه أخر في بيان اللّغة.

الرّابع أنّه (عم بما في عقد الهدنة) يعني أنّه عميت بصيرته عن ادراك مصالح المصالحة بين النّاس فهو جاهل بالمصالح مثير للفتن.

الخامس أنّه (قد سمّاه أشباه النّاس عالما و ليس به) و المراد بأسباه النّاس العوام و الجهّال لخلوّهم عن معنى الانسانية و حقيقتها و هم يشبهون النّاس في الصّورة الظاهرة الحسية التي بها يقع التمايز على ساير الصّور البهيمية، و لا يشبهون في الصّور الباطنية العقلية التي هي معيار المعارف اليقينية و العلوم الحقيقيّة، فهؤلاء الأشباه لفقد بصائرهم و نقصان كمالاتهم ينخدعون بتمويه ذلك الرّجل و يزعمون من تلبّسه بزيّ العلماء أنّه عالم مع أنّه ليس بعالم السّادس أنّه (بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر) يعني أنّه أسرع و بادر في كلّ صباح، و هو كناية من شدة اهتمامه و طلبه في كلّ يوم أو في أوّل العمر إلى جمع شي ء فاستكثر منه ما قليله خير من كثيره، أو قلّته خير من كثرته، و المراد بذلك الشي ء إمّا زهرات«» الدّنيا و أسبابها، و يؤيّده مناسبته لما قبله يعني أنّه لم يطلب العلم و لكن طلب أسباب الدّنيا التي قليلها خير من كثيرها، هذا إن كان جمعها على وجه الحلال و إلّا فلا خير فيه أصلا، و إمّا الشبهات المضلّة و الآراء الفاسدة و العقائد الباطلة و يؤيّده زيادة ارتباط ذلك بما بعده، و على التّقديرين فيه تنبيه على غاية بعده عن الحقّ و العلم لرسوخ الباطل في طبعه و ثبوته في ذهنه.

السّابع ما يترتّب على بكوره و استكثاره من جمع الشّبهات، و هو ما أشار إليه بقوله: (حتّى إذا ارتوى من آجن) يعني حصل له الامتلاء من شرب الماء الآجن المتعفّن (و اكتنز) أى اجتمع له العلوم الباطلة (من غير طائل) و لا فائدة يتصوّر فيها

شرح منهاج البراعة خویی

الخطبة 18

و من كلام له (- ع- ) فى صفة من يتصدّى من الامّة للحكم و ليس لذلك باهل يعنى از كلام امير المؤمنين عليه السّلام است در صفت كسى كه از امّت متوجّه بشود جارى ساختن حكم خدا را در ميان مردمان و نبوده باشد اهل از براى حكم كردن و قابليّت حكمرانى را نداشته باشد انّ ابغض الخلائق الى اللّه رجلان رجل وكّله اللّه الى نفسه يعنى مبغوض ترين خلايق بسوى خداى (- تعالى- ) يعنى مستعدّترين از براى غضب خدا دو مردند مردى كه خداى (- تعالى- ) او را بخودش واگذاشته باشد يعنى او را مخلّا با نفسش كرده و ميانه او و ميانه شيطان را خالى كرده باشد از موانع و او در امور اعتماد بنفس خود كرده باشد و خود را منشأ اثرى بداند فهو جائر عن قصد السّبيل يعنى پس او مايل از وسط راه است مشغوف بكلام بدعة و دعاء ضلالة يعنى او دل شكافته دوستى سخن بدعة است و اختراع در دين و احداث چيزى كه از دين نبوده باشد و دل شكافته دوستى خواندن ضلالت و گمراهى باشد يعنى عاشق بدعت و ضلالت است و شغل او خواندن مردم است باحداث در دين و گمراهى از صراط مستقيم زيرا كه كسى كه اعتماد بنفس خود كرد و بنده هوا و خواهش نفس شد البتّه متّصف باوصاف شيطان باشد و صفت و حالت شيطان نيست الّا گفتن و خواندن خلق ببدعت و ضلالت فهو فتنة لمن افتتن به يعنى پس او فتنه و فساد و رسوائى از براى هر كسى است كه مفتون باو و تابع و مريد او

است ضالّ عن هدى من كان قبله يعنى او گمراه است از طريق عدل و راه راست راه نماينده كه پيش از او بود مضلّ لمن اقتدى به فى حياته و بعد وفاته يعنى و گمراه كننده است مر كسيرا كه پيرو اوست در زندگى او و مردگى او و حمّال خطايا غيره يعنى بردارنده گناهان غير خود است بتقريب سبب شدن بر گناه او رهن بخطيئته يعنى گرو گناه كردن خود است يعنى گناه كردن لازم اوست و رجل قمش جهلا يعنى و مردى كه جمع كرده در خود جهل را موضع فى جهّال الامّة يعنى انداخته شده يا تند رونده است در ميان نادانان امّت غار فى اغباش الفتنة يعنى غافل كائن در تاريكيهاى فتنه و فساد و ضلالست عم بما فى عقد الهدنة يعنى كور است بمنفعت و مصلحت در عقد صلح با دشمن قد سمّاه اشباه النّاس عالما و ليس به يعنى نام گذارده اند مثل و مانندهاى مردم او را عالم و دانا و حال آن كه نيست دانا بكّر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر يعنى داخل در صبح شد پس طالب شد و راغب گشت در بسيار و پر از جمع شدن و فراهم امدن آن چيزى كه كم او با نفع تر است از بسيار يعنى راغب و طالبست در بسيار از جمع شدن اموال و حطام دنيا در نزد او كه كم او باخيرتر است از بسيار او زيرا كه ضرر كم او كمتر است از ضرر بسيار او حتّى اذ ارتوى من ماء اجن و اكتنز من غير طائل يعنى تا زمانى كه سيراب شد از اب كنده كه علم نكر او شيطنت دنيا باشد و در نزد خود جمع ساخت از فضول و بى فائده متعلّقا

شرح لاهیجی

17 و من كلام له ع في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة- و ليس لذلك بأهل

إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى رَجُلَانِ- رَجُلٌ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ- فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ- مَشْغُوفٌ بِكَلَامِ بِدْعَةٍ وَ دُعَاءِ ضَلَالَةٍ- فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ضَالٌّ عَنْ هُدَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُ- مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ- حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ- وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ الْأُمَّةِ- عَادٍ فِي أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ عَمٍ بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ- قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ- بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ- حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ آجِنٍ وَ اكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ- وكله إلى نفسه تركه و نفسه وكلته وكلا و وكولا- و الجائر الضال العادل عن الطريق- و قمش جهلا جمعه و موضع مسرع- أوضع البعير أسرع- و أوضعه راكبه فهو موضع به أي أسرع به- . و أغباش الفتنة ظلمها الواحدة غبش- و أغباش الليل بقايا ظلمته-

و منه الحديث في صلاة الصبح و النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغبش

- و الماء الآجن الفاسد- و أكثر كقولك استكثر- و يروى اكتنز أي اتخذ العلم كنزا- .

شرح ابن ابی الحدید

(17) (و من كلام لّه عليه السّلام فى صفة من يتصدّى للحكم بين الأمّة و ليس لذلك بأهل)

إنّ ابغض الخلائق الى اللّه رجلان: رجل و كله اللّه إلى نفسه، فهو جائر عن قصد السّبيل، مشعوف بكلام بدعة وّ دعاء ضلالة فهو فتنة لمن افتتن به، ضالّ عن هدى من كان قبله، مضلّ لمن اقتدى به فى حياته و بعد وفاته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته، و رجل قمش جهلا، موضع فى جهّال الأمّة، غآرّ فى اغباش الفتنة، عم بما فى عقد الهدنة، قد سمّاه اشباه النّاس عالما و ليس به، بكر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر، حتّى اذا ارتوى من مّآء اجن، و اكتنز من غير طائل،

ترجمه

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است در وصف كسى كه در ميان امّت متصدّى مقام حكمرانى شده و حال آنكه لياقت آن امر را ندارد بيان فرموده: در نزد خداوند تعالى دشمن ترين مردمان دو تنند، يكى مرديكه (در اثر معصيت و نافرمانى كارش بجائى رسيده كه) خداوند او را بخودش واگذار كرده (نظر لطف و مرحمت را از او بازگرفته پس او از راه حق كناره گرفته و به سخن بدعت و گمراه كننده ديگران دل بسته پس اين مرد بلا و فتنه ايست براى كسى كه (گول او را خورده) و دچار فتنه او شود، و گمراه است از راه راست كسى كه آن كس پيش از او (داراى منصب حكمرانى واقعى بوده) و براه راست رفته و گمراه كننده است كسى را كه باو اقتدا نمايد چه در حال حيات و چه در حال ممات (زيرا عقيده فاسد اين در قلب آن مانده باعث هلاكتش شده) هم حمّال خطاياى غير و هم گروگان گناهان خويش است. مرد (دوّم) كسيست كه نادانيها را براى خود گرد آورده و در ظلمتهاى فتنه و فساد غافل گير شده و در اصلاح مفاسد دلش كور است، جهّال عالمش دانند و حال آنكه نادان است، هر روز كه صبح ميكند دلش در پى جمع ماليست كه كم آن بهتر از بيشتر آنست، تا اين كه از آب متعفّن و گنديده اخلاق فاسده و افكار بى فايده پر شده

نظم

  • بنزد حقّ خداى فرد ذو المنندو تن از ديگران بيش اند دشمن
  • نخستين آنكه او را حىّ سبحان رها كردش بخويش از فرط عصيان
  • بخلّاق جهان گرديد عاصىشناگر شد بدرياى معاصى
  • مفاد آيه ذرهم محقّق بر او شد شد برون از درگه حق
  • ز راه مستقيم او منحرف شدز دين و علم و ايمان منصرف شد
  • شد او مفتون بحرف اهل بدعت ز جان و دل به شيطان كرد بيعت
  • ز دين مردم او خواهد بكاهدخلايق را همى در فتنه خواهد
  • هدايت را فكنده از پس سرشده هادى براه فتنه و شر
  • ره پيشينيان را داده از دستبكفر آيندگان را كرده پابست
  • گروگان خطاى خود مه و سالگناه ديگران را نيز حمّال
  • دوم مردى كه از نادانى و جهل شده مركز براى جمع نا اهل
  • بدور خويش جمع آورده جمعىچنان پروانگان بر گرد شمعى
  • و ليكن بر خلاف شمع سوزان كشد پروانگان را سوى نيران
  • نمود آن جمع نادان بهر خود رامكه صيد خويش سازد مردم عام
  • بكار خلق او دارد دخالتبراى خويش كرده خلق آلت
  • زند لاف و دم از پاكيزگيهاخودش غرق است در آلودگيها
  • يكى جاهل كه بر خلق است ظالمعوام النّاس پندارندش عالم
  • بهر مشكل بسويش روى آرندبرونش از خانه و مشكوى آرند
  • نباشد چون بحلّ مشكلش راهكند خلق خدا را خوار و گمراه
  • مكدّر آبها را از تباهىكند تا افتدش در چنگ ماهى
  • چو صبح آيد بود اندر پى زرشبانكه بهر زر جانش مكدّ

شرح نهج البلاغه منظوم

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 5 نهج البلاغه بخش 2 : فلسفه سكوت

خطبه 5 نهج البلاغه بخش 2 به تشریح موضوع "فلسفه سكوت" می پردازد.
No image

خطبه 50 نهج البلاغه : علل پيدايش فتنه ‏ها

خطبه 50 نهج البلاغه موضوع "علل پيدايش فتنه ‏ها" را مطرح می کند.
No image

خطبه 202 نهج البلاغه : شكوه‏ ها از ستمكارى امّت

خطبه 202 نهج البلاغه موضوع "شكوه‏ ها از ستمكارى امّت" را بررسی می کند.
Powered by TayaCMS