خطبه 192 نهج البلاغه بخش 16 : قاطعيّت امام در نبرد با منحرفان

خطبه 192 نهج البلاغه بخش 16 : قاطعيّت امام در نبرد با منحرفان

موضوع خطبه 192 نهج البلاغه بخش 16

متن خطبه 192 نهج البلاغه بخش 16

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 192 نهج البلاغه بخش 16

قاطعيّت امام در نبرد با منحرفان

متن خطبه 192 نهج البلاغه بخش 16

أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً

ترجمه مرحوم فیض

(ولى من كه امام مفترض الطّاعة و پيشواى شما هستم، و نزديكترين اشخاص به رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله بودم بآنچه مأمور شده ام رفتار مى نمايم، بنا بر اين) بدانيد خداوند مرا بجنگ با ستمگران و پيمان شكنان و تباهكاران در روى زمين امر فرمود: پس با پيمان شكنان (اصحاب جمل: طلحه و زبير و پيروانشان) جنگيدم (و آنان را از پا در آوردم) و با آنانكه دست از حق برداشتند (اهل شام) جهاد كرده زد و خورد نمودم، و بر آنان كه از دين بيرون رفتند (خوارج نهروان) خشم نموده زبون و خوارشان كردم، 59 و امّا شيطان ردهه را (كه يكى از رؤساى خوارج نهروان ثرمله يا حرقوص ابن زهير و لقبش ذو الثّديه است براى آنكه يك دستش مانند پستان زنان بوده است، و بعضى ذو اليديّة خوانده اند يعنى داراى يك دست كوچك) از (كشتن و جنگيدن با) او بسبب صداى ترسناك كه از آن فرياد تپش دل و جنبش و لرزش سينه اش را شنيدم، بى نياز گرديدم (ردهه در لغت بمعنى گودالى است در كوه يا در سنگ سخت كه آب باران در آن جمع ميشود، و اينكه او را شيطان تعبير فرموده براى آنست كه چون گمراه و پيشواى گمراهان بوده و اينكه او را به ردهه نسبت داده براى آنست كه پس آن حضرت پس از فراغت از جنگ با خوارج نهروان خواست او را در بين كشتگان بيابد بعد از جستجوى بسيار در گودالى افتاده بود، و مراد از صعقه يعنى صداى وحشت انگيز و ترسناك آنست كه روايت شده آن حضرت چون با خوارج رو برو شد نعره و فريادى كشيد كه ذو الثّديّه از جمله كسانى بوده كه از ترس گريخت تا اينكه در گودالى كشته او را يافتند، و گفته اند: خداوند او را بر اثر صاعقه آسمانى تباه ساخت، و گفته شده: چون آن بزرگوار شمشيرى بر او زد بيهوش گرديده مرد، و گروهى گفته اند: شيطان ردهه شيطانى از فرزندان شيطان بوده، و ديگرى گفته: مراد از او شيطان جنّ است. لكن ظاهر فرمايش امام عليه السّلام و مناسبتر بمقام كه پس از دقّت و تأمّل معلوم مى گردد آنست كه مراد از شيطان ردهه يكى از رؤساى خوارج است كه بر اثر فرياد آن حضرت گريخته در گودالى كشته اش پيدا شد (و اللَّه أعلم) و آنچه از ستمگران (معاويه و اطرافيانش كه بر اثر مكر و حيله عمرو ابن عاص كه قرآنها بر سر نيزه ها زده جنگ صفّين را خاتمه دادند) باقى ماند، اگر خداوند رخصت دهد (بخواهد و زنده بمانم) دوباره كه بسوى ايشان مى روم دولت و توانائى را از آنان بگيرم (و همه را تباه سازم) مگر اندكى كه در اطراف شهرها پراكنده شوند

ترجمه مرحوم شهیدی

بدانيد كه خدا مرا فرموده است با تجاوزكاران و پيمان گسلان، و تبهكاران در زمين پيكار كنم. امّا با پيمان گسلان جنگيدم و با از حق برون شدگان ستيزيدم، و از دين بيرون شدگان را زبون ساختم. امّا شيطان ردهه، به جاى من بانگى كار او را بسنده گرديد چنانكه از آن بانگ آواى طپيدن دل و لرزه سينه خود را شنيد، و اندكى از تجاوزكارن مانده، و اگر خدا مرا رخصت داد كه بر ايشان بتازم و آنان را براندازم، دولت را از آنها بازگردانم و از آن خود سازم، جز تنى چند كه در اين سوى و آن سوى شهرها بمانند- و مردم را بترسانند- .

ترجمه مرحوم خویی

اين فصل از خطبه شريفه مسوقست در بيان مناقب جليله و فضايل جميله خود آن بزرگوار مى فرمايد: آگاه باشيد كه بتحقيق امر فرمود خداوند متعال مرا بقتال و جدال أهل ظلم و طغيان و أهل نقض بيعت و أهل فساد در زمين، پس أما ناقضان بيعت كه أهل جمل بودند پس بتحقيق مقاتله كردم با ايشان، و أمّا عدول كنندگان از حقّ كه أهل صفين بودند پس بتحقيق جهاد كردم با ايشان، و أمّا بيرون روندگان از دين كه أهل نهروان بودند پس بتحقيق كه ذليل گردانيدم ايشان را، و أما شيطان ردهه پس بتحقيق كفايت كرده شدم از او به آواز مهيبى كه شنيدم بجهت شدّت آن آواز اضطراب قلب و حركت سينه او را، و باقى مانده بقيّه از أهل ستم كه معاويه و أهل شام است و اگر اذن بدهد خداى تعالى در رجوع بر ايشان هر آينه البته غالب مى شوم بر ايشان و باز گيرم دولت را از ايشان مگر اين كه متفرّق شود در اطراف زمين متفرّق شدنى.

شرح ابن میثم

الفصل الخامس: في اقتصاصه عليه السّلام لحاله في تكليفه و موافقته لأوامر اللّه

ببلائه الحسن في سبيله، و شرح حاله مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و التنبيه على موضعه منه و كيفيّة تربيته له من أوّل عمره، و الإشارة إلى قوّته في دين اللّه. و ذلك قوله:

أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ- بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ- وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ- وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ- وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ- بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ- وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ- وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ- لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً

اللغة

أقول: النكث: نقض العهد. و القسوط: الجور. و دوّخت القوم، غلبتهم و قهرتهم. و الردهة: نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء. و الصعقة: الغشية من صيحة و نحوها. و الوجبة: واحدة الوجيب و هو اضطراب القلب. و الرجّة: واحدة الرجّ: و هى الحركة و الزلزلة. و الكرّة: الرجعة. و لاديلنّهم: أى لا قهرنّهم و أكون ذا إدالة منهم و غلبة عليهم. و التشذّر: التفرّق.

المعنى

و اعلم أنّه عليه السّلام نبّه في هذا الفصل على أنّ قتاله لهذه الفرق كان بأمر اللّه على لسان رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ذلك الأمر إمّا من القرآن الكريم من قوله تعالى وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى «» أو من السنّة بأمر خاصّ و هو من أوامر اللّه أيضا. و قد ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: سيقاتل بعدى الناكثين و القاسطين و المارقين. فكان الناكثون أصحاب الجمل لنكثهم بيعته عليه السّلام، و كان القاسطون أهل الشام، و المارقون الخوارج بالنهروان و الفرق الثلاث يصدق عليهم أنّهم أهل البغى و قاسطون لخروجهم عن سواء العدل إلى طرف الظلم و الجور، و تخصيص كلّ فرقة منهم بما سميّت به عرف شرعىّ. فأمّا وصف الخوارج بالمارقين فمستنده قول الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لذي الثدية: يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية و قد ذكرناه قبل. و الضئضى ء: الأصل. و هذا الخبر من أعلام نبوّته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و دلّ قوله عليه السّلام: و أمّا القاسطون فقد جاهدت و أمّا المارقة فقد دوّخت. على أنّ هذه الخطبة في آخر خلافته بعد وقايع صفّين و النهروان. و أمّا شيطان الردهة فالأشبه أنّ المراد به ذو الثدية من الخوارج لما ورد الحديث أنّ النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذكره فقال: شيطان الردهة يحتذره رجل من بجيلة. فأمّا كونه شيطانا فباعتبار كونه ضالّا مضلّا، و أمّا نسبته إلى الردهة فيشبه أن يكون لما روى أنّه حين طلبه عليه السّلام في القتلى وجده في حفرة دالية فيها خرير الماء فنسبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إليها لما كان يعلم من كيفيّة حاله في مقتله.

و روى عن يزيد بن رويم قال: قال لى على عليه السّلام في ذلك اليوم: يقتل اليوم أربعة ألف من الخوارج أحدهم ذو الثدية فلمّا طحن القوم ورام إخراج ذى الثدية فأتعبه أمرنى أن أقطع أربعة ألف قصبة و ركب بغلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ أمرنى أن أضع على كلّ رجل منهم قصبة فلم أزل كذلك و هو راكب خلفى و الناس حوله حتّى بقيت في يدي واحدة فنظرت إليه و قد اربدّ وجهه و هو يقول و اللّه ما كذبت و لا كذّبت فإذا نحن بخرير الماء في حفرة عند موضع دالية. فقال لى: فتّش هذا. ففتشّته فإذا قتيل قد صار في الماء و إذا رجله في يدي فجذبتها و قلت: هذه رجل إنسان. فنزل عن البغلة مسرعا فجذب الرجل الاخرى و جرّرناه فإذا هو المخدج. فكبّر عليه السّلام ثمّ سجد و كبّر الناس بأجمعهم. و أمّا الصعقة الّتي أشار إليها فهى ما أصاب ذا الثدية من الغشى و الموت بضربته عليه السّلام حتّى استلزم ذلك ما حكاه من سماعه لرجّة صدره و وجيب قلبه. و قال بعضهم المراد بالصعقة هنا الصاعقة و هى صيحة العذاب و ذلك أنّه روى أنّ عليّا عليه السّلام لمّا قابل القوم صاح القوم فكان ذو الثدية ممّن هرب من صيحته حتّى وجد قتيلا في الحفرة المذكورة. و قال بعضهم: يحتمل أن يشير بالشيطان إلى إبليس المتعارف كما أشرنا إليه في الخطبة الاولى و هو القوّة الوهميّة فاستعار لفظ الردهة و هى النقرة في الجبل للبطن الأوسط من الدماغ الّذي هو محلّ هذه القوّة لمكان المشابهة، و قد يعبّر بالجبل عن الدماغ في عرف المجرّدين و عن القوى فيه، و بالجنّ الشياطين تارة و بالملائكة اخرى. و لمّا كانت الأنبياء عليهم السّلام و الأولياء قد يشاهدون الامور المجرّدة و المعاني المقبولة كالملائكة و الجنّ و الشياطين في صورة محسوسة باستعانة من القوّة المحصّلة كما علمت في المقدّمات و كما سنشير إليه عن قرب احتمل أن يقال أنّه عليه السّلام رأى الشيطان المذكور بصورة محسوسة ذات صدر و قلب و أنّه عليه السّلام لمّا كان في مقام العصمة و ملكة للنصر على الشيطان و قهره و إبعاده سمع من الجناب الإلهىّ صيحة العذاب أرسلت على الشيطان فسمع لها وجيب قلبه ورّجة صدره كما سمعت رنّته فيما يحكيه في باقى الكلام. و اللّه أعلم. و أمّا البقيّة من أهل البغى فمعاوية و من بقى من جند الشام حيث وقعت الحرب بينهم و بينه بمكيدة التحكيم. و حكمه عليه السّلام بأنّه إن أذن اللّه سبحانه في الرجوع إليهم ليغلبنّهم و لتكونّن الدايرة عليهم ثقة بعموم توعّده تعالى في قوله و من بغى عليه لينصرنّه اللّه و قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ«» و قوله إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ«» و أمثاله. و كنّى بإذن اللّه عن توفيق أسباب العود إليهم و إتمامها من الفسحة في الأجل و غيرها. و استعمل ما هاهنا بمعنى من إطلاقا لاسم العامّ على الخاصّ أو تكون بمعنى الّذي.

ترجمه شرح ابن میثم

فصل پنجم خطبه قاصعه

أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ- بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ- فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ- وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ- وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ- وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ- بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ- وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ- وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ- لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً

لغات

نكث: پيمان شكنى قسوط: ستمكارى دوخت القوم: بر آن گروه چيره شدم و آنان را مغلوب ساختم. ردهه: گودالى در كوه كه آب در آن جمع مى شود. صعقه: حالت غشوه كه از صداى مهيب و جز آن پيدا مى شود. وجبه: مفرد وجيب به معناى تپش و ضربان قلب رجّه: مفرد رجّ، حركت و جنبش كرّه: بازگشت لاديلنّهم: آنان را شكست مى دهم و بر آنان پيروز خواهم شد تشذّر: پراكندگى و جدايى

ترجمه

در اين فصل امام (ع) نخست موقعيت وظيفه شناسى خود، و تسليم در برابر فرمانهاى الهى و تحمل رنجها و گرفتاريهاى در راه خدا را كه بر خود هموار ساخته، بيان مى فرمايد و سپس به شرح حال خود در زمان پيامبر پرداخته و چگونگى و تربيتش را از اول تا آخر عمر بيان فرموده و در آخر به نيرومندى و استقامت خود در امر ديانت اشاره كرده است، و اين است سخن امام (ع): «هان اى مردم، خدا مرا فرمان داده است كه با ستمكاران و پيمان شكنان و تباهكاران روى زمين بجنگم، من هم با ناكثان جنگيدم، و با قاسطان جهاد كردم، مارقين را مغلوب و مقهور خود كردم، و اما شيطان افتاده در گودال، به سبب صداى ترسناك خود كه فرياد تپش دل و لرزشش شنيده مى شد از شرّش در امان ماندم، تنها بقيه اى از ستمگران مانده اند كه اگر خداوند به من رخصت دهد بسويشان حمله برم، دولت و توانايى را از ايشان بگيرم، بجز اندكى كه در شهرها پراكنده شوند.

شرح

امام (ع) در اين فصل از خطبه قاصعه به جهانيان گوشزد مى فرمايد كه جنگش با اين گروه از مردم به فرمان خدا بوده است كه از زبان پيامبر صادر شده است فرمان خدا يا قرآن است و يا سنت، اما قرآن اين است: «وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى «»» و اما سنت كه آن هم در حقيقت فرمان خداست، اين است كه پيامبر فرمود يا على بزودى پس از من با اين سه گروه خواهى جنگيد: ناكثين، قاسطين و مارقين، ناكثين اهل جنگ جمل بودند، زيرا بيعتى را كه با حضرت بسته بودند شكستند و قاسطين يعنى متجاوزان و ستمگران اهل شام، پيروان معاويه و حاضر شدگان در جنگ صفين بودند، و مارقين هم شامل خوارج نهروان مى شود بايد توجه داشت كه بر هر سه گروه ستمكارى صدق مى كند و همچنين قاسطين چون همه شان از صراط مستقيم عدالت بيرون شده و به ظلم و جور، رو آورده بودند. و ليكن اين كه هر گروه را به اسمى نامگذارى كرده اند، صرفا عرف و اصطلاح شرعى مى باشد و اما دليل نامگذارى خوارج به مارقين گفتار پيامبر اكرم است كه در باره ذو الثّديه فرمود: از اصل و نسب اين مرد، قومى برمى خيزند كه از دين خارج مى شوند چنان كه تير از هدف انحراف مى يابد و ما اين حديث را در گذشته ذكر كرده ايم. واژه ضئضئ، به معناى اصل و ريشه است. و اين مطلب كه خبر از آينده است از علامتهاى پيامبرى رسول خدا مى باشد، و اين كه امام (ع) مى فرمايد: با قاسطين جنگيدم و مارقين را شكست دادم اين سخن دليل بر آن است كه اين خطبه در آخر خلافت وى و پس از جنگهاى صفين و نهروان ايراد شده است. مراد حضرت از شيطان ردهه همان ذو الثديه است كه از خوارج مى باشد، زيرا در حديث وارد است كه پيغمبر اكرم در مورد او فرمود: شيطان در چاله افتاده، كه مردى از قبيله بجيله از او مى ترسد و به اعتبار اين كه گمراه و گمراه كننده است وى را شيطان ناميد، و اما اين كه او را به گودال نسبت داد به اين دليل است كه وقتى امام در ميان كشته ها به جستجويش پرداخت وى را در ميان گودالى يافت كه بر اثر ريزش آب حفر شده بود، و چون پيامبر قبلا از چگونگى قتل وى خبر داشت لذا او را چنين توصيف فرمود، و از زيد بن رويم نقل شده است كه امير المؤمنين در جنگ نهروان به من فرمود: امروز چهار هزار نفر از خوارج كشته مى شوند كه يكى از ايشان ذو الثديه است، و وقتى كه تمام خوارج را به قتل رساند در صدد برآمد كه جسد ذو الثديه را بيابد، ممكن نشد و چون از جستجوى آن خسته شده بود به من دستور داد چهار هزار قطعه از نى آماده كنم، و خودش سوار بر قاطر مخصوص پيامبر شد پشت سر من مى آمد و به من گفت روى هر كدام از كشتگان يك قطعه از نى بگذار مردم نظاره مى كردند من كارم را به آخر رساندم جسدها تمام شد اما يكى از تكه هاى نى در دست من باقى ماند، رو به آن حضرت كردم ديدم چهره اش درهم شد و با خود مى گفت: به خدا سوگند دروغ نگفته ام و دروغ به من گفته نشده، در اين حال از گودالى كه جاى ريزش آب بود صداى شرشر آب شنيده شد، به من فرمود: آن جا را دقت كن، موقعى كه خوب نگاه كردم ديدم يكى از كشته ها در آب فرو رفته، پايش به دستم آمد آن را كشيدم و گفتم اين پاى آدمى است حضرت زود از مركب پياده شد، پاى ديگرش را گرفت و دو نفرى او را به بيرون گودال كشانديم معلوم شد كه اوست، اين جا بود كه صداى تكبيرش بلند شد و به سجده افتاد و مردمى كه حاضر بودند نيز تكبير گفتند و به سجده افتادند.

منظور از واژه صعقه حالت غشوه و مرگى است كه در اثر شمشير وى بر ذو الثديه عارض شد و لازمه آن لرزش و حركات سينه و ضربان قلب او بود كه شنيدن آن را بيان فرموده است و بعضى گفته اند مراد صاعقه و صيحه عذاب است زيرا روايت شده است كه وقتى على (ع) در مقابل دشمنان قرار گرفت فريادى چنان هول انگيز سر داد كه همه ترسيدند و ذو الثديه از شدت ترس فرار كرد و ناپديد شد تا بالاخره جسدش را در ميان آن گودال يافتند، بعضى ديگر از شارحان احتمال داده اند كه مقصود از شيطان همان ابليس مشهور است چنان كه در خطبه اول شرح كرديم، كه همان قوه و هميّه است و به خاطر مشابهت لفظ ردهه را كه حفره اى در دامنه كوه است به منظور استعاره از قسمت ميانى دماغ كه جايگاه قوه مذكور است، آورده و گاهى در اصطلاح اهل تجريد و معنويت از دماغ و قواى آن تعبير به جبل و از شياطين گاهى به جن و گاهى به ملائكه مى شود و چون پيامبران و اولياى خدا بعضى اوقات امور معنوى و حقايق مجرد از ماده از قبيل فرشتگان، جن و شياطين را با كمك نيرويى كه بر ايشان حاصل شده، به صورت محسوس در مى يابند- كه اين مطلب در مقدمات كتاب بيان شده و در آينده نيز به آن اشاره خواهيم كرد- بنا بر اين مى توان گفت كه امام (ع) شيطان واقعى را با صورت محسوس كه داراى قفسه سينه و قلب بوده، مشاهده كرده و چون داراى مقام عصمت بود پيروزى بر شيطان و رانده شدن و بيچارگى وى را مشاهده مى كرد لذا از پيشگاه خداوند توانا صيحه عذاب آورى را مى شنيد كه بر شيطان وارد شده و در اثر آن صداى ضربان قلب و حركتهاى سينه وى را شنيد همچنان كه ناله هاى او را مى شنيد كه بقيه سخنان حضرت حكايت از اين معنا دارد.

منظور امام از بقيه اهل بغى معاويه و واماندگان از لشكر شامند در مقابل جنگ با آن حضرت كه فريبكارى را پيشه كردند و آن حكميّت خائنانه را بر قرار ساختند و اين كه فرمود اگر خدا رخصت دهد كه به جانب آنها برگردد بر آنان غلبه خواهد كرد و زندگيشان واژگونه مى شود، از باب اطمينان به وعده اى بود كه خداى سبحان بطور كلى داده است كه هر كس مورد تجاوز و ستم واقع شود او را يارى خواهد كرد«» و آيه شريفه «فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ»«» و نيز آيه ديگر كه مى فرمايد «إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ«»» و جز اينها...

و لا أذن اللَّه فى الكّرة... تشذّرا،

اذن خدا كنايه از فراهم شدن اسباب برگشت به سوى آنها و مهلت داشتن براى تجهيز وسايل و امكانات مى باشد، در اين عبارت ما به معناى من، به كار رفته از باب اطلاق اسم عام بر خاصّ، يا اين كه ما، به معناى الذى است.

شرح مرحوم مغنیه

ألا و قد أمرني اللّه بقتال أهل البغي و النّكث و الفساد في الأرض فأمّا النّاكثون فقد قاتلت، و أمّا القاسطون فقد جاهدت. و أمّا المارقة فقد دوّخت. و أمّا شيطان الرّدهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه و رجّة صدره. و بقيت بقيّة من أهل البغي. و لئن أذن اللّه في الكرّة عليهم لأديلنّ منهم إلّا ما يتشذّر في أطراف البلاد تشذّرا.

اللغة:

نكثه: نقضه. و القاسطون: الجائرون عن الحق. و المارقة: الذين خرجوا من الدين. و الردهة- بفتح الراء- النقرة يجتمع فيها ماء السماء. و صعق: غشي عليه و ذهب عقله. و وجب القلب: اضطراب. و رجّ الصدر: اهتز. و أديلن منهم: أنتصر منهم. و يتشذّر: يتفرق.

الإعراب:

تشذرا مفعول مطلق.

المعنى:

(ألا و قد أمرني اللّه بقتال اهل البغي إلخ).. يشير الى الناكثين أصحاب الجمل، و القاسطين أهل صفين، و المارقين الخوارج، و ان اللّه قد أمره بقتالهم فسمع و أطاع. و عن رسول اللّه (ص): ان عليا يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين. نقل هذا الحديث الحافظ النيسابوري في «مستدرك الصحيحين» ج 3 ص 139 طبعة حيدر آباد سنة 1324 ه و ابن الأثير في «أسد الغابة» ج 4 ص 32 طبعة مصر سنة 1285 ه، و المتقي الهندي في «كنز العمال» ج 6 ص 82 طبعة حيدر آباد سنة 1312 ه. (نقلنا رقم الجزء و الصفحة و تاريخ الطبع عن كتاب «فضائل الخمسة من الصحاح الستة»).

(أما شيطان الردهة إلخ). و هو حرقوص بن زهير، و كان أسود منتن الريح، و له عضد و ليس له ذراع، و على رأس العضد مثل ثدي المرأة، و من أجل هذا لقّب بذي الثدية و بالمخدج أي الناقص، و بذي الخويصرة، و كان من رءوس الخوارج. و في صحيح مسلم كتاب «الزكاة»، و أبي داود باب قتال الخوارج: ان رسول اللّه (ص) قد أشار الى هذا الشيطان بقوله: «يخرج قوم- أي الخوارج- من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم الى قراءتهم بشي ء.. يمرقون في الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.. و ان فيهم رجلا له عضد، و ليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي. و روى البخاري هذا الحديث في ج 4 باب علامات النبوة في الإسلام: و ان هذا الشيطان أتى النبي، و هو يقسم قسما، فقال: يا رسول اعدل، فقال له: ويلك و من يعدل إذا لم أعدل.

و روى أهل التاريخ أن الإمام بعد أن انتهى من قتل الخوارج قال: اطلبوا ذا الثدية بين القتلى، فبحثوا عنه فلم يجدوه. فقال الإمام: لقد أخبرني رسول اللّه (ص) بقتله، و اللّه ما كذبت و لا كذبت. اطلبوا الرجل و انه مع القتلى، فبحثوا عنه حتى وجدوه في حفرة، فنسب اليها (و بقيت بقية من أهل البغي إلخ).. و هم معاوية و أصحابه، ان تمكن منهم الإمام قضى عليهم و على دولتهم، و لا يبقي إلا مشمرا و هاربا.

شرح منهاج البراعة خویی

ألا و قد أمرني اللّه بقتال أهل البغي و النّكث و الفساد في الأرض فأمّا النّاكثون فقد قاتلت، و أمّا القاسطون فقد جاهدت، و أمّا المارقة فقد دوّخت، و أمّا شيطان الرّدهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه، و رجّة صدره، و بقبت بقيّة من أهل البغي و لئن أذن اللّه في الكرّة عليهم لاديلنّ منهم إلّا ما يتشذّر في أطراف البلاد تشذّرا.

اللغة

(دوّخه) ذلّله و (الرّدهة) وزان تمرة حفرة في الجبل يجتمع فيها الماء و الجمع رده كتمر قال في القاموس: و شبه اكمة خشنة و جمعه رده محرّكة و (كفيته) بالبناء على المفعول من كفانى اللّه مؤنته قتله أو دفع عنّى شرّه و (صعق) صعقا و صعقا و صعقة غشى عليه فهو صعق ككتف و الصّعق محرّكة شدّة الصّوت و الصّاعقة الموت و كلّ عذاب مهلك و صيحة العذاب. و (الوجبة) وزان تمرة الاضطراب للقلب و (الرّجّة) الحركة و الزلزلة و (أدلت) من فلان غلبته و قهرته أى صرت ذا دولة و (تشذّر) تبدّد و تفرّق

الاعراب

الواو في قوله: و لئن اذن اللّه، للقسم و المقسم به محذوف و قوله: لاديلنّ جواب القسم

المعنى

اعلم أنّه عليه السّلام لما لام المخاطبين فى الفصول السابقة و وبّخهم على مخالفة شرايع الدّين و ترك مراسم الاسلام، و دعاهم إلى اللّه سبحانه بالحكمة و الموعظة الحسنة، و نصحهم بالتى هى أحسن، أردف بهذا الفصل المسوق لبيان فضايله و مناقبه و خصائصه الخاصّة و علوّ شأنه و رفعة مقامه، تنبيها بذلك على أنّه إمام مفترض الطّاعة، و أنّه فيما يأمر و ينهى بمنزلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فى أوامره و نواهيه، و غرضه بذلك جذب قلوب المخاطبين إلى قبول مواعظه و نصايحه و امتثال أوامره و نواهيه، و صدّر الفصل بالاشارة إلى أعظم تكليف كان مكلّفا به بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إلى قيامه به على أبلغ وجهه و هو قوله: (ألا و قد أمرنى اللّه بقتال أهل البغى) و المراد بهم المجاوزون عن الحدّ و العادلون عن القصد الخارجون عليه عليه السّلام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من الفرق الثلاث الذين يصرح بهم تفصيلا.

و أمر اللّه سبحانه له بقتالهم إمّا بما أنزله سبحانه في ضمن آيات كتابه العزيز مثل قوله تعالى «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ».

فقد روى فى غاية المرام عن يونس بن عبد الرّحمن بن سالم عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام فى هذه الاية قال: اللّه انتقم بعلىّ عليه السّلام يوم البصرة و هو الّذى وعد اللّه رسوله.

و فيه عن«» عدىّ بن ثابت قال: سمعت ابن عباس يقول: ما حسدت قريش عليا بشى ء مما سبق له أشدّ مما وجدت يوما و نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: كيف أنتم يا معشر قريش لو كفرتم بعدى و رأيتمونى فى كتيبة أضرب وجوهكم بالسيف، فهبط جبرئيل فقال: قل انّ اللّه أو على فقال إنّ اللّه أو على.

و فيه عن الشيخ فى أماليه باسناده عن محمّد بن على عن جابر بن عبد اللّه الأنصارى قال: إنّى لأدناهم من رسول اللّه فى حجّة الوداع فقال: لاعرفنكم ترجعون بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، و أيم اللّه لئن فعلتموها لتعرفونى فى الكتيبة التي تضاربكم، ثمّ التفت إلى خلفه فقال: أو عليّ أو عليّ أو عليّ ثلاثا، فرأينا أنّ جبرئيل غمزه فأنزل اللّه عزّ و جل «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ- بعلىّ- أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ».

و مثل قوله سبحانه «وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».

روى فى الصافى من الكافى و التهذيب و علىّ بن إبراهيم القمىّ عن الصادق عن أبيه عليهما السّلام فى حديث لما نزلت هذه الاية قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنّ منكم من يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل من هو فقال صلّى اللّه عليه و آله: خاصف النعل يعنى أمير المؤمنين عليه السّلام، فقال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الرّاية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثلاثا و هذه الرّابعة«» و اللّه لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحقّ و أنّهم على الباطل و كانت السّيرة فيهم من أمير المؤمنين ما كان من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم فتح مكة، فانّه لم يسب منهم ذريّة و قال: من أغلق بابه فهو آمن، و من ألقى سلاحه فهو آمن، و من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، و كذلك قال أمير المؤمنين عليه السّلام يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذريّة، و لا تجهزوا على جريح و لا تتبعوا مدبرا، و من أغلق بابه و ألقى سلاحه فهو آمن. و فيه من الكافي عن الصادق عليه السّلام إنّما جاء تأويل هذه الاية يوم البصرة و هم أهل هذه الاية، و هم الذين بغوا على أمير المؤمنين عليه السّلام فكان الواجب عليهم قتلهم و قتالهم حتى يفيئوا إلى أمر اللّه، و لو لم يفيئوا لكان الواجب عليه عليه السّلام فيما انزل اللّه أن لا يرفع السيف عنهم حتّى يفيئوا و يرجعوا عن رأيهم، لأنّهم بايعوا طائعين غير كارهين، و هى الفئة الباغية كما قال اللّه عزّ و جل، فكان الواجب على أمير المؤمنين عليه السّلام أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كما عدل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فى أهل مكّة إنّما منّ عليهم و عفى، و كذلك صنع أمير المؤمنين عليه السّلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم بمثل ما صنع النبىّ صلّى اللّه عليه و آله بأهل مكّة حذو النعل بالنعل.

و مثل قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ».

قال في مجمع البيان في تفسير الاية قيل: هم أمير المؤمنين و أصحابه حين قاتل من قاتله من النّاكثين و القاسطين و المارقين، و روى ذلك عن عمار و حذيفة و ابن عبّاس، و هو المروىّ عن أبي جعفر عليه السّلام و أبي عبد اللّه عليه السّلام قال و روى عن عليّ عليه السّلام انّه قال يوم البصرة: و اللّه ما قوتل أهل هذه الاية حتّى اليوم. و سيأتي لهذه الاية مزيد تحقيق و تفصيل بعد الفراغ من شرح هذا الفصل في أوّل التنبيهات الاتية.

و إمّا«» بما صدر عن لسان الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ضمن الأخبار النّبويّة من الأوامر الانشائية و الجملات الخبريّة الّتي في معنى الانشاء، حسبما عرفتها في شرح الفصل الخامس من المختار الثالث، و شرح المختار المأة و الثامن و الأربعين، و شرح الفصل الثاني من المختار المأة و الخامس و الخمسين في التّنبيه الأوّل منه، و قد عرفت في التّنبيه الثاني منه و في شرح المختار الثالث و الثلاثين تحقيق الكلام في كفر البغاة و ساير أحكامهم، فليراجع إلى المواضع الّتي اشرنا إليها، فانّ مراجعتها يوجب مزيد البصيرة في المقام.

و تعرف بما أوردناه هنا و فيما تقدّم أنّ أهل البغى الّذين كان أمير المؤمنين عليه السّلام مأمورا بقتالهم هم الناكثون و القاسطون و المارقون كما أوضحه بقوله: (و النّكث و الفساد في الأرض) و فصّلهم بقوله (فأمّا النّاكثون) أى النّاقضون ما عقدوه من البيعة و هم أصحاب الجمل (فقد قاتلت) و قد مضى تفصيل قتالهم في شرح المختار الحادى عشر.

(و أمّا القاسطون) أى العادلون عن الحقّ و الدّين و هم أصحاب معاوية و صفّين (فقد جاهدت) و مضي تفصيل جهادهم في شرح المختار الخامس و الثلاثين و المختار الحادى و الخمسين و المختار الخامس و الستين.

(و أمّا المارقة) و هم خوارج النهروان الّذين مرقوا من الدّين أى جازوا منه مروق السّهم من الرمية حسبما عرفته في التذييل الأوّل من شرح المختار السّادس و الثلاثين (فقد دوّخت) أىّ ذلّلتهم و قهرتهم حسبما عرفته في التذييل الثاني منه (و أمّا شيطان الرّدهة فقد كفيته) أى كفانى اللّه من شرّه (بصعقة سمعت لها وجبة قلبه) و اضطرابه (و رجّة صدره) و زلزاله. و قد اختلف الأقوال فى شيطان الرّدهة فقد قال قوم«» إنّ المراد به ذو الثّدية رئيس الخوارج و تسميته بالشّيطان لكونه ضالّا قائد ضلالة مثل شيطان الجنّ، و أمّا إضافته إلى الرّدهة فلما عرفته في التذييل الثاني من شرح المختار السادس و الثلاثين من أنّه بعد الفراغ من قتل الخوارج طلبه عليه السّلام فى القتلى فوجده بعد جدّ أكيد فى حفرة دالية فنسبه عليه السّلام إليها لذلك.

و أمّا الصعقة الّتي كفى عليه السّلام عنه بها فقد قيل: إنّ المراد بها الصّاعقة و هى صيحة العذاب لما روى أنّ عليّا لمّا قابل القوم صاح بهم فكان ذو الثّدية ممّن هرب من صيحته حتّى وجد قتيلا فى الحفرة المذكورة.

و قيل إنّه رماه اللّه بصاعقة من السماء فهلك بها و لم يقتل بالسيف، و قيل: إنّه لما ضربه عليه السّلام بالسيف غشى عليه فمات.

و قال قوم: إنّ شيطان الرّدهة أحد الأبالسة المردة من أولاد ابليس اللّعين قال الشارح المعتزلي: و رووا فى ذلك خبرا عن النّبى صلّى اللّه عليه و آله و أنّه كان يتعوّذ منه، و هذا مثل قوله صلّى اللّه عليه و آله هذا أزبّ العقبة اى شيطانها و لعل أزبّ العقبة هو شيطان الرّدهة بعينه فتارة يعبّر بهذا اللفظ و اخرى بذلك.

أقول: و الأظهر أن يكون المراد به شيطان الجنّ و يكون الاشارة بهذا الكلام إلى ما وقع منه عليه السّلام فى بئر ذات العلم.

فقد روى السيّد السّند السيّد هاشم البحرانى فى كتاب مدينة المعاجز عن ابن شهر آشوب، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد اللّه بن الحارث عن أبيه، عن ابن عبّاس و عن أبي عمر و عثمان بن أحمد عن محمّد بن هارون باسناده عن ابن عباس فى خبر طويل أنّه أصاب النّاس عطش شديد فى الحديبيّة فقال النّبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هل من رجل يمضى مع السّقاة إلى بئر ذات العلم فيأتينا بالماء و أضمن له على اللّه الجنّة فذهب جماعة فيهم سلمة بن الأكوع فلمّا دنوا من الشّجر و البئر سمعوا حسّا و حركة شديدة و قرع طبول و رأوا نيرانا تتقد بغير حطب فرجعوا خائفين «خ ل خائبين».

ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هل من رجل يمضى مع السّقاة يأتينا بالماء أضمن له على اللّه الجنّة فمضى رجل من بنى سليم و هو يرتجز و يقول:

  • أمن غريف«» ظاهر نحو السلمينكل من وجّهه خير الأمم
  • من قبل أن يبلغ آبار العلم فيستقى و الليل مبسوط الظلم
  • و يأمن الذّم و توبيخ الكلمو صاحب السيف لسيف منهدم

فلمّا وصلوا إلى الحسّ رجعوا وجلين.

فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله: هل من رجل يمضي مع السّقاة إلى البئر ذات العلم فيأتينا بالماء أضمن له على اللّه الجنّة فلم يقم أحد، و اشتدّ بالنّاس العطش و هم صيام.

ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعليّ عليه السّلام: سر مع هؤلاء السقاة حتّى ترد بئر ذات العلم و تستقى و تعود إنشاء اللّه فخرج عليّ عليه السّلام قائلا:

  • أعوذ بالرّحمن أن أميلامن غرف«» جنّ أظهروا تأويلا
  • و أوقدت نيرانها تغويلاو قرعت مع غرفها الطبولا

قال فداخلنا «خ ل فتداخلنا» الرّعب فالتفت عليّ عليه السّلام إلينا و قال: اتّبعوا أثري و لا يفزعنّكم ما ترون و تسمعون فليس بضائركم إنشاء اللّه.

ثمّ مضى فلمّا دخلنا الشّجر فاذا بنيران تضطرم بغير حطب و أصوات هائلة و رءوس مقطّعة لها ضجّة و هو يقول: اتّبعوني و لا خوف عليكم و لا يلتفت أحد منكم يمينا و لا شمالا.

فلمّا جاوزنا الشّجر و وردنا الماء فأدلى البراء بن عازب دلوه في البئر فاستقى دلوا و دلوين ثمّ انقطع الدّلو فوقع فى القليب، و القليب ضيّق مظلم بعيد القعر، فسمعنا في أسفل القليب قهقهة و ضحكا شديدا. فقال عليّ عليه السّلام: من يرجع الى عسكرنا فيأتينا بدلو و رشا«» فقال أصحابه عليه السّلام: من يستطيع ذلك، فائتزر بمئزر و نزل في القليب و ما تزداد القهقهة إلّا علوا و جعل عليه السّلام ينحدر في مراقي القليب إذ زلّت رجله فسقط فيه، ثمّ سمعنا وجبة شديدة و اضطرابا و غطيطا«» كغطيط المخلوق «المخنوق ظ» ثمّ نادى علىّ عليه الصلاة و السلام و التحيّة و الاكرام: اللّه أكبر اللّه أكبر أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه، هلمّوا قربكم فأفعمها و أصعدها على عنقه شيئا فشيئا و مضى بين أيدينا فلم نر شيئا فسمعنا صوتا.

  • أى فتى ليل أخي روعاتو أىّ سبّاق إلى الغايات
  • للّه درّ الغرر السادات من هاشم الهامات و القامات
  • مثل رسول اللّه ذى الاياتأو كعليّ كاشف الكربات

كذا يكون المرء في حاجات

فارتجز أمير المؤمنين عليه السّلام

  • الليل هول يرهب المهيباو مذهل المشجّع اللبيبا
  • و انّني اهول منه ذيباو لست أخشي الرّدع و الخطوبا
  • إذا هززت الصّارم القضيباأبصرت منه عجبا عجيبا

و انتهى إلى النّبيّ و له زجل«» فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما ذا رأيت في طريقك يا علي فأخبره بخبره كلّه فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّ الّذي رأيته مثل ضربه اللّه لي و لمن حضر معي في وجهي هذا، قال عليّ عليه السّلام: اشرحه لي يا رسول اللّه.

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أمّا الرّؤوس الّتي رأيتم لها ضجّة و لألسنتها لجلجة، فذلك مثل قومي معي يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم و لا يقبل اللّه منهم صرفا و لا عدلا و لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا.

و أما النيران بغير حطب ففتنة تكون في أمتي بعدي القائم فيها و القاعد سواء لا يقبل اللّه لهم عملا و لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا.

و أمّا الهاتف الّذى هتف بك فذلك سلقعة و هو سملقة «كذا» بن غداف الذى قتل عدوّ اللّه مسعرا شيطان الأصنام الّذى كان يكلّم قرين منها و يشرع في هجائي، هذا.

و قوله عليه السّلام (و بقيت بقيّة من أهل البغي) أراد به معاوية و أصحابه لأنه لم يكن أتى عليهم بأجمعهم، بل بقيت منهم بقيّة بمكيدة التحكيم حسبما عرفته في شرح المختار الخامس و الثلاثين.

(و) الذى فلق الحبّة و برء النسمة (لئن أذن اللّه في الكرّة عليهم) هذا بمنزلة التعليق بالمشيّة أى إنشاء اللّه سبحانه لي الرّجوع إليهم بأن يمدّ لى في العمر و يفسح في الأجل و يهيّأ أسباب الرّجوع (لاديلنّ منهم) أى ليكون الدّولة و الغلبة لي عليهم.

و الاتيان في جواب القسم باللّام و نون التوكيد لتأكيد تحقّق الإدالة و ثبوته لا محالة بعد حصول الاذن و المشيّة منه سبحانه، و ذلك بمقتضي وعده الصّادق و قوله الحقّ في كتابه العزيز «الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا».

و بعد هذا فلقائل أن يقول: إنّه عليه السّلام قد كان عالما بعدم اذن اللّه سبحانه في الكرّة عليهم و الادالة منهم، و ذلك لما كان يعلمه باخبار اللّه سبحانه و اخبار رسوله صلّى اللّه عليه و آله بأنّ بنى اميّة يملكون البلاد ألف شهر، و قد كان عليه السّلام نفسه أخبر بذلك حين شاع فى الكوفة خبر موت معاوية بقوله: كلّا أو تخضب هذه من هذه و يتلاعب بها ابن آكلة الأكباد، فى الرّواية الّتي تقدّمت فى شرح المختار السادس و الخمسين، و مع ذلك كلّه فما معنى قوله عليه السّلام: و لئن أذن اللّه فى الكرّة اه قلت: الاتيان بهذه الجملة الشرطية مع علمه عليه السّلام بعدم وقوع مضمونها لربط جاش المخاطبين و تقوية قلوبهم.

و نظيره ما رواه عنه عليه السّلام عليّ بن إبراهيم بسنده عن عدىّ بن حاتم و كان معه عليه السّلام فى مردبه «كذا» أن عليا قال ليلة الهرير بصفّين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لأقتلنّ معاوية و أصحابه، ثمّ قال فى آخر قوله: إنشاء اللّه تعالى، يخفض بها صوته، و كنت قريبا منه فقلت: يا أمير المؤمنين إنّك حلفت على ما قلت ثمّ استثنيت فما أردت بذلك فقال عليه السّلام: إنّ الحرب خدعة و أنا عند أصحابى صدوق فأردت أن اطمع أصحابى كيلا يفسئوا «يفشلوا ظ» و لا يفرّوا، فافهم فانك تنتفع بهذه بعد اليوم انشاء اللّه، هذا.

و قوله عليه السّلام: (إلّا ما يتشذّر فى أطراف الأرض تشذّرا) كلمة ما هنا بمعنى من كما فى قوله: «وَ السَّماءِ وَ ما بَناها»، أى إلّا من يتفرّق فى أطرافها تفرّقا ممنّ لم يتمّ أجله

شرح لاهیجی

الا و قد امرنى اللّه بقتال اهل البغى و النّكث و الفساد فى الأرض و امّا النّاكثون فقد قاتلت و امّا القاسطون فقد جاهدت و امّا المارقة فقد دوّخت و امّا شيطان الرّدهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها و رجّة قلبه و رجّة صدره و بقيت بقيّة من اهل البغى و لئن اذن اللّه فى الكرّة عليهم لأديلنّ منهم الّا ما يتشذّر فى اطراف البلاد تشذّرا يعنى آگاه باشيد و بتحقيق كه امر كرده است مرا خدا بقتال با مردم جور و ستم و با مردم شكننده بيعت و پيمان و با مردم فساد كننده در زمين پس امّا مردمان شكننده بيعت و پيمان مثل اصحاب جهل پس بتحقيق كه مقاتله كردم با ايشان و امّا مردمان جور و ستم را مثل اهل شام پس بتحقيق كه جهاد كردم با ايشان و امّا مردمان مفسد خارج از دين را مثل خوارج پس بتحقيق كه ذليل و خار گردانيدم ايشان را و امّا شيطان ولايت ردهه را و ردهه نام گوديست در نهروان پس كفايت كرده شدم از جانب خدا مؤنه قتل او را بسبب صداء صاعقه كه شنيدم بسبب ان و اواز طپيدن دل ان شيطان را و جنبش سينه او را و روايت شده كه در جنگ نهروان حضرت امير (- ع- ) نعره زد كه ذو الثّديه شيطان و بزرگ آنجا از خوف ان گريخت و بى اختيار در گودال ردهه افتاد و هلاك شد و باقى ماند بقيّه از اهل جور و ستم كه اهل شام باشند و هر اينه اگر اذن داد خداى (- تعالى- ) در مراجعت كردن بر ايشان هر اينه قهر و غلبه خواهم كرد بر ايشان مگر آن كه متفرّق كردند در اطراف شهرها متفرّق شدنى

شرح ابن ابی الحدید

أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ- بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ- فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ- وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ- وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ- وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ- بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ- وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ- وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ- لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً

قد ثبت عن النبي ص أنه قال له ع- ستقاتل بعدي الناكثين و القاسطين و المارقين - فكان الناكثون أصحاب الجمل لأنهم نكثوا بيعته ع- و كان القاسطون أهل الشام بصفين- و كان المارقون الخوارج في النهروان- و في الفرق الثلاث قال الله تعالى- فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ- و قال وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً- و قال النبي ص يخرج من ضئضئ هذا قوم- يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية- ينظر أحدكم في النصل فلا يجد شيئا- فينظر في الفوق فلا يجد شيئا- سبق الفرث و الدم - و هذا الخبر من أعلام نبوته ص- و من أخباره المفصلة بالغيوب- . و أما شيطان الردهة فقد قال قوم- إنه ذو الثدية صاحب النهروان- و رووا في ذلك خبرا عن النبي ص- و ممن ذكر ذلك و اختاره الجوهري صاحب الصحاح- و هؤلاء يقولون إن ذا الثدية لم يقتل بسيف- و لكن الله رماه يوم النهروان بصاعقة- و إليها أشار ع بقوله فقد كفيته بصعقة- سمعت لها وجبة قلبه- و قال قوم شيطان الردهة أحد الأبالسة المردة- من أعوان عدو الله إبليس- و رووا في ذلك خبرا عن النبي ص و أنه كان يتعوذ منه- و الردهة شبه نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء- و هذا مثل قوله ع هذا أزب العقبة أي شيطانها- و لعل أزب العقبة هو شيطان الردهة بعينه- فتارة يرد بهذا اللفظ و تارة يرد بذلك اللفظ- و قال قوم شيطان الردهة مارد يتصور في صورة حية- و يكون على الردهة- و إنما أخذوا هذا من لفظة الشيطان لأن الشيطان الحية- و منه قولهم شيطان الحماطة و الحماطة شجرة مخصوصة- و يقال إنها كثيرة الحيات- . قوله و يتشذر في أطراف الأرض يتمزق و يتبدد- و منه قولهم ذهبوا شذر مذر- . و البقية التي بقيت من أهل البغي معاوية و أصحابه- لأنه ع لم يكن أتى عليهم بأجمعهم- و إنما وقفت الحرب بينه و بينهم بمكيدة التحكيم- . قوله ع و لئن أذن الله في الكرة عليهم- أي إن مد لي في العمر لأديلن منهم- أي لتكونن الدولة لي عليهم- أدلت من فلان أي غلبته و قهرته و صرت ذا دولة عليه استدلال قاضي القضاة على إمامة أبي بكر و رد المرتضى عليه و اعلم أن أصحابنا قد استدلوا على صحة إمامة أبي بكر- بقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ- فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ- أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ- يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ- ثم قال قاضي القضاة في المعنى و هذا خبر من الله تعالى- و لا بد أن يكون كائنا على ما أخبر به- و الذين قاتلوا المرتدين هم أبو بكر و أصحابه- فوجب أن يكونوا هم الذين عناهم الله سبحانه بقوله- يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ و ذلك يوجب أن يكونوا على صواب- . و اعترض المرتضى رحمه الله على هذا الاحتجاج- في الشافي فقال من أين قلت- إن الآية نزلت في أبي بكر و أصحابه- فإن قال لأنهم الذين قاتلوا المرتدين بعد رسول الله ص- و لا أحد قاتلهم سواهم قيل له- و من الذي سلم لك ذلك- أ و ليس أمير المؤمنين ع قد قاتل الناكثين- و القاسطين و المارقين بعد الرسول ص- و هؤلاء عندنا مرتدون عن الدين- و يشهد بصحة التأويل زائدا على احتمال القول له- ما روي عن أمير المؤمنين ع من قوله يوم البصرة- و الله ما قوتل أهل الآية حتى اليوم و تلاها- و قد روي عن عمار و حذيفة و غيرهما مثل ذلك- . فإن قال دليلي على أنها في أبي بكر و أصحابه- قول أهل التفسير قيل له- أ و كل أهل التفسير قال ذلك- فإن قال نعم كابر لأنه قد روي عن جماعة- التأويل الذي ذكرناه- و لو لم يكن إلا ما روي عن أمير المؤمنين ع- و وجوه أصحابه الذين ذكرناهم لكفى- و إن قال حجتي قول بعض المفسرين- قلنا و أي حجة في قول البعض- و لم صار البعض الذي قال ما ذكرت أولى بالحق- من البعض الذي قال ما ذكرنا- . ثم يقال له قد وجدنا الله تعالى- قد نعت المذكورين في الآية بنعوت- يجب أن تراعيها لنعلم أ في صاحبنا هي أم في صاحبك- و قد جعله الرسول ص في خيبر- حين فر من فر من القوم عن العدو صاحب هذه الأوصاف- فقال لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله- و يحبه الله و رسوله كرارا غير فرار- فدفعها إلى أمير المؤمنين ع - . ثم قوله تعالى أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ- أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يقتضي ما ذكرنا- لأنه من المعلوم بلا خلاف- حال أمير المؤمنين ع في التخاشع و التواضع- و ذم نفسه و قمع غضبه- و أنه ما رئي قط طائشا- و لا متطيرا في حال من الأحوال- و معلوم حال صاحبيكم في هذا الباب- أما أحدهما فإنه اعترف طوعا- بأن له شيطانا يعتريه عند غضبه- و أما الآخر فكان معروفا بالجد و العجلة- مشهورا بالفظاظة و الغلظة و أما العزة على الكافرين- فإنما تكون بقتالهم و جهادهم و الانتقام منهم- و هذه حال لم يسبق أمير المؤمنين ع إليها سابق- و لا لحقه فيها لاحق- . ثم قال تعالى- يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ- و هذا وصف أمير المؤمنين المستحق له بالإجماع- و هو منتف عن أبي بكر و صاحبه إجماعا- لأنه لا قتيل لهما في الإسلام- و لا جهاد بين يدي الرسول ص- و إذا كانت الأوصاف المراعاة في الآية- حاصلة لأمير المؤمنين ع و غير حاصلة لمن ادعيتم- لأنها فيهم على ضربين ضرب معلوم انتفاؤه كالجهاد- و ضرب مختلف فيه كالأوصاف التي هي غير الجهاد- و على من أثبتها لهم الدلالة على حصولها- و لا بد أن يرجع في ذلك إلى غير ظاهر الآية- لم يبق في يده من الآية دليل- . هذه جملة ما ذكره المرتضى رحمه الله- و لقد كان يمكنه التخلص من الاحتجاج بالآية- على وجه ألطف و أحسن و أصح مما ذكره- فيقول المراد بها من ارتد على عهد رسول الله ص- في واقعة الأسود العنسي باليمن- فإن كثيرا من المسلمين ضلوا به و ارتدوا عن الإسلام- و ادعوا له النبوة و اعتقدوا صدقه- و القوم الذين يحبهم الله و يحبونه- القوم الذين كاتبهم رسول الله ص- و أغراهم بقتله و الفتك به- و هم فيروز الديلمي و أصحابه و القصة مشهورة و قد كان له أيضا أن يقول لم قلت- إن الذين قاتلهم أبو بكر و أصحابه كانوا مرتدين- فإن المرتد من ينكر دين الإسلام- بعد أن كان قد تدين به- و الذين منعوا الزكاة لم ينكروا أصل دين الإسلام- و إنما تأولوا فأخطئوا لأنهم تأولوا قول الله تعالى- خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِها- وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ- فقالوا إنما ندفع زكاة أموالنا إلى من صلاته سكن لنا- و لم يبق بعد وفاة النبي ص من هو بهذه الصفة- فسقط عنا وجوب الزكاة- ليس هذا من الردة في شي ء- و إنما سماهم الصحابة أهل الردة على سبيل المجاز- إعظاما لما قالوه و تأولوه- . فإن قيل إنما الاعتماد على قتال أبي بكر و أصحابه- لمسيلمة و طليحة اللذين ادعيا النبوة- و ارتد بطريقهما كثير من العرب- لا على قتال مانعي الزكاة- قيل إن مسيلمة و طليحة جاهدهما رسول الله ص قبل موته- بالكتب و الرسل- و أنفذ لقتلهما جماعة من المسلمين- و أمرهم أن يفتكوا بهما غيلة إن أمكنهم ذلك- و استنفر عليهما قبائل من العرب- و كل ذلك مفصل مذكور في كتب السيرة و التواريخ- فلم لا يجوز أن يكون أولئك النفر- الذين بعثهم رسول الله ص للفتك بهما- هم المعنيون بقوله يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ إلى آخر الآية- و لم يقل في الآية يجاهدون فيقتلون- و إنما ذكر الجهاد فقط- و قد كان الجهاد من أولئك النفر حاصلا و إن لم يبلغوا الغرض- كما كان الجهاد حاصلا عند حصار الطائف- و إن لم يبلغ فيه الغرض- . و قد كان له أيضا أن يقول- سياق الآية لا يدل على ما ظنه المستدل بها- من أنه من يرتدد عن الدين- فإن الله يأتي بقوم يحبهم و يحبونه- يحاربونه لأجل ردته- و إنما الذي يدل عليه سياق الآية- أنه من يرتد منكم عن دينه- بترك الجهاد مع رسول الله ص- و سماه ارتدادا على سبيل المجاز-  فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه- يجاهدون في سبيل الله معه عوضا عنكم- و كذلك كان كل من خذل النبي ص- و قعد عن النهوض معه في حروبه- أغناه الله تعالى عنه بطائفة أخرى من المسلمين- جاهدوا بين يديه- . و أما قول المرتضى رحمه الله- إنها أنزلت في الناكثين و القاسطين و المارقين- الذين حاربهم أمير المؤمنين ع فبعيد- لأنهم لا يطلق عليهم لفظ الردة عندنا- و لا عند المرتضى و أصحابه- أما اللفظ فبالاتفاق و إن سموهم كفارا- و أما المعنى فلأن في مذهبهم أن من ارتد- و كان قد ولد على فطرة الإسلام بانت امرأته منه- و قسم ماله بين ورثته- و كان على زوجته عدة المتوفى عنها زوجها- و معلوم أن أكثر محاربي أمير المؤمنين ع- كانوا قد ولدوا في الإسلام- و لم يحكم فيهم بهذه الأحكام- . و قوله إن الصفات غير متحققة في صاحبكم- فلعمري إن حظ أمير المؤمنين ع منها هو الحظ الأوفى- و لكن الآية ما خصت الرئيس بالصفات المذكورة- و إنما أطلقها على المجاهدين- و هم الذين يباشرون الحرب- فهب أن أبا بكر و عمر ما كانا بهذه الصفات- لم لا يجوز أن يكون مدحا- لمن جاهد بين أيديهما من المسلمين و باشر الحرب- و هم شجعان المهاجرين و الأنصار- الذين فتحوا الفتوح و نشروا الدعوة و ملكوا الأقاليم- . و قد استدل قاضي القضاة أيضا عن صحة إمامة أبي بكر- و أسند هذا الاستدلال إلى شيخنا أبي علي بقوله تعالى- سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ- شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا- يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ- و قال تعالى فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ- فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً- وَ لَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا- إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ- فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ- و قال تعالى- سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها- ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ- قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ يعني قوله تعالى- لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَ لَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا- ثم قال سبحانه قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ- أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ- فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً- وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً- فبين أن الذي يدعو هؤلاء المخلفين من الأعراب- إلى قتال قوم أولي بأس شديد غير النبي ص- لأنه تعالى قد بين أنهم لا يخرجون معه- و لا يقاتلون معه عدوا بآية متقدمة- و لم يدعهم بعد النبي ص إلى قتال الكفار- إلا أبو بكر و عمر و عثمان- لأن أهل التأويل لم يقولوا في هذه الآية- غير وجهين من التأويل فقال بعضهم- عنى بقوله سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ- بني حنيفة و قال بعضهم عنى فارس و الروم- و أبو بكر هو الذي دعا إلى قتال بني حنيفة- و قتال آل فارس و الروم- و دعاهم بعده إلى قتال فارس و الروم عمر- فإذا كان الله تعالى قد بين- أنهم بطاعتهم لهما يؤتهم أجرا حسنا- و إن تولوا عن طاعتهما يعذبهم عذابا أليما- صح أنهما على حق- و أن طاعتهما طاعة لله تعالى- و هذا يوجب صحة إمامتهما- . فإن قيل إنما أراد الله بذلك أهل الجمل و صفين- قيل هذا فاسد من وجهين- أحدهما قوله تعالى تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ- و الذين حاربوا أمير المؤمنين كانوا على الإسلام- و لم يقاتلوا على الكفر- و الوجه الثاني- أنا لا نعرف من الذين عناهم الله تعالى بهذا- من بقي إلى أيام أمير المؤمنين ع- كما علمنا أنهم كانوا باقين في أيام أبي بكر- . اعترض المرتضى رحمه الله على هذا الكلام من وجهين- أحدهما أنه نازع في اقتضاء الآية- داعيا يدعو هؤلاء المخلفين غير النبي ص- و ذلك لأن قوله تعالى- سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ- شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَ أَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا- يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ- قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً- إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً- بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً- بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَ الْمُؤْمِنُونَ- إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَ زُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ- وَ ظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً- . إنما أراد به سبحانه الذين تخلفوا عن الحديبية- بشهادة جميع أهل النقل و إطباق المفسرين- . ثم قال تعالى سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ- إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ- يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ- قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ- فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا- بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا- و إنما التمس هؤلاء المخلفون- أن يخرجوا إلى غنيمة خيبر فمنعهم الله تعالى من ذلك- و أمر نبيه أن يقول لهم لن تتبعونا إلى هذه الغزاة- لأن الله تعالى كان حكم من قبل- بأن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية- و أنه لا حظ لمن لم يشهدها- و هذا هو معنى قوله تعالى- يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ- و قوله كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ- ثم قال تعالى قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ- أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ

- و إنما أراد أن الرسول سيدعوكم فيما بعد- إلى قتال قوم أولي بأس شديد- و قد دعاهم النبي ص بعد ذلك إلى غزوات كثيرة- إلى قوم أولي بأس شديد- كمؤتة و حنين و تبوك و غيرهما- فمن أين يجب أن يكون الداعي لهؤلاء غير النبي ص- مع ما ذكرناه من الحروب التي كانت بعد خيبر- . و قوله إن معنى قوله تعالى كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ- إنما أراد به ما بينه في قوله- فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ- فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً- وَ لَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا بتبوك سنة تسع- و آية الفتح نزلت في سنة ست فكيف يكون قبلها- . و ليس يجب أن يقال في القرآن بالإرادة- و بما يحتمل من الوجوه في كل موضع-  دون الرجوع إلى تاريخ نزول الآي- و الأسباب التي وردت عليها و تعلقت بها- . و مما يبين لك أن هؤلاء المخلفين غير أولئك- لو لم نرجع في ذلك إلى نقل و تاريخ- قوله تعالى في هؤلاء- فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً- وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ- يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً- فلم يقطع منهم على طاعة و لا معصية- بل ذكر الوعد و الوعيد على ما يفعلونه- من طاعة أو معصية- و حكم المذكورين في آية سورة التوبة- بخلاف هذه لأنه تعالى بعد قوله- إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ- وَ لا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً- وَ لا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ- وَ ماتُوا وَ هُمْ فاسِقُونَ- وَ لا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَ أَوْلادُهُمْ- إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا- وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَ هُمْ كافِرُونَ- و اختلاف أحكامهم و صفاتهم يدل على اختلافهم- و أن المذكورين في آية سورة الفتح- غير المذكورين في آية سورة التوبة- . و أما قوله لأن أهل التأويل لم يقولوا في هذه الآية- غير وجهين من التأويل فذكرهما باطل- لأن أهل التأويل قد ذكروا شيئا آخر لم يذكره- لأن المسيب روى عن أبي روق عن الضحاك في قوله تعالى- سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ الآية- قال هم ثقيف- و روى هشيم عن أبي يسر سعيد بن جبير-  قال هم هوازن يوم حنين- . و روى الواقدي عن معمر عن قتادة- قال هم هوازن و ثقيف- فكيف ذكر من أقوال المفسرين ما يوافقه- مع اختلاف الرواية عنهم- على أنا لا نرجع في كل ما يحتمله تأويل القرآن- إلى أقوال المفسرين- فإنهم ربما تركوا مما يحتمله القول وجها صحيحا- و كم استخرج جماعة من أهل العدل- في متشابه القرآن من الوجوه الصحيحة- التي ظاهر التنزيل بها أشبه- و لها أشد احتمالا مما لم يسبق إليه المفسرون- و لا دخل في جملة تفسيرهم و تأويلهم- . و الوجه الثاني- سلم فيه أن الداعي هؤلاء المخلفين غير النبي ص- و قال لا يمتنع أن يعنى بهذا الداعي أمير المؤمنين ع لأنه قاتل بعده- الناكثين و القاسطين و المارقين- و بشره النبي ص بأنه يقاتلهم- و قد كانوا أولي بأس شديد بلا شبهة- . قال فأما تعلق صاحب الكتاب بقوله أَوْ يُسْلِمُونَ- و أن الذين حاربهم أمير المؤمنين ع كانوا مسلمين- فأول ما فيه أنهم غير مسلمين عنده و عند أصحابه- لأن الكبائر تخرج من الإسلام عندهم- كما تخرج عن الإيمان- إذ كان الإيمان هو الإسلام على مذهبهم- ثم إن مذهبنا في محاربي أمير المؤمنين ع معروف- لأنهم عندنا كانوا كفارا بمحاربته لوجوه الأول منها أن من حاربه كان مستحلا لقتاله- مظهرا أنه في ارتكابه على حق- و نحن نعلم أن من أظهر استحلال شرب جرعة خمر- هو كافر بالإجماع- و استحلال دماء المؤمنين فضلا عن أفاضلهم و أكابرهم- أعظم من شرب الخمر و استحلاله- فيجب أن يكونوا من هذا الوجه كفارا- . الثاني

أنه ع قال له بلا خلاف بين أهل النقل حربك يا علي حربي و سلمك سلمي

- و نحن نعلم أنه لم يرد إلا التشبيه بينهما في الأحكام- و من أحكام محاربي النبي ص الكفر بلا خلاف- . الثالث

أن النبي ص قال له بلا خلاف أيضا اللهم وال من والاه و عاد من عاداه- و انصر من نصره و اخذل من خذله

- و قد ثبت عندنا أن العداوة من الله- لا تكون إلا للكفار الذين يعادونه- دون فساق أهل الملة- . الرابع قوله إنا لا نعلم ببقاء هؤلاء المخلفين- إلى أيام أمير المؤمنين ع فليس بشي ء- لأنه إذا لم يكن ذلك معلوما و مقطوعا عليه- فهو مجوز و غير معلوم خلافه- و الجواز كاف لنا في هذا الموضع- . و لو قيل له- من أين علمت بقاء المخلفين المذكورين في الآية- على سبيل القطع إلى أيام أبي بكر- لكان يفزع إلى أن يقول- حكم الآية يقتضي بقاءهم- حتى يتم كونهم مدعوين إلى قتال أولي البأس الشديد- على وجه يلزمهم فيه الطاعة- و هذا بعينه يمكن أن يقال له- و يعتمد في بقائهم إلى أيام أمير المؤمنين ع- على ما يوجبه حكم الآية- . فإن قيل كيف يكون أهل الجمل و صفين كفارا- و لم يسر أمير المؤمنين ع فيهم بسيرة الكفار- لأنه ما سباهم و لا غنم أموالهم و لا تبع موليهم- قلنا أحكام الكفر تختلف- و إن شملهم اسم الكفر- لأن في الكفار من يقتل و لا يستبقى- و فيهم من يؤخذ منه الجزية- و لا يحل قتله إلا بسبب طارئ غير الكفر- و منهم من لا يجوز نكاحه على مذهب أكثر المسلمين- فعلى هذا يجوز أن يكون أكثر هؤلاء القوم كفارا- و إن لم يسر فيهم بجميع سيرة أهل الكفر- لأنا قد بينا اختلاف أحكام الكفار- و يرجع في أن حكمهم مخالف لأحكام الكفار- إلى فعله ع و سيرته فيهم- على أنا لا نجد في الفساق- من حكمه أن يقتل مقبلا و لا يقتل موليا- و لا يجهز على جريحه- إلى غير ذلك من الأحكام- التي سيرها في أهل البصرة و صفين- . فإذا قيل في جواب ذلك أحكام الفسق مختلفة- و فعل أمير المؤمنين هو الحجة- في أن حكم أهل البصرة و صفين ما فعله- قلنا مثل ذلك حرفا بحرف- و يمكن مع تسليم أن الداعي لهؤلاء المخلفين أبو بكر- أن يقال ليس في الآية دلالة- على مدح الداعي و لا على إمامته- لأنه قد يجوز أن يدعو إلى الحق و الصواب من ليس عليهما- فيلزم ذلك الفعل من حيث كان واجبا في نفسه- لا لدعاء الداعي إليه- و أبو بكر إنما دعا إلى دفع أهل الردة عن الإسلام- و هذا يجب على المسلمين بلا دعاء داع- و الطاعة فيه طاعة لله تعالى- فمن أين له أن الداعي كان على حق و صواب- و ليس في كون ما دعا إليه طاعة ما يدل على ذلك- . و يمكن أيضا أن يكون قوله تعالى- سَتُدْعَوْنَ إنما أراد به دعاء الله تعالى لهم- بإيجاب القتال عليهم- لأنه إذا دلهم على وجوب قتال المرتدين- و رفعهم عن بيضة الإسلام فقد دعاهم إلى القتال- و وجبت عليهم الطاعة- و وجب لهم الثواب إن أطاعوا و هذا أيضا تحتمله الآية- . فهذه جملة ما ذكره المرتضى رحمه الله في هذا الموضع- و أكثره جيد لا اعتراض عليه- و قد كان يمكنه أن يقول- لو سلمنا بكل هذا لكان ليس في قوله- لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً الآية- ما يدل على أن النبي ص- لا يكون هو الداعي لهم- إلى القوم أولي البأس الشديد- لأنه ليس فيها إلا محض الإخبار عنهم- بأنهم لا يخرجون معه- و لا يقاتلون العدو معه- و ليس في هذا ما ينفي كونه داعيا لهم- كما

أنه ع قال أبو لهب لا يؤمن بي

-  لم يكن هذا القول نافيا لكونه يدعوه إلى الإسلام- . و قوله فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ- ليس بأمر على الحقيقة و إنما هو تهديد كقوله- اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ- و لا بد للمرتضى و لقاضي القضاة جميعا- من أن يحملا صيغة افعل على هذا المحمل- لأنه ليس لأحدهما بمسوغ- أن يحمل الأمر على حقيقته- لأن الشارع لا يأمر بالقعود و ترك الجهاد- مع القدرة عليه و كونه قد تعين وجوبه- . فإن قلت لو قدرنا أن هذه الآية- و هي قوله تعالى قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ- سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ- أنزلت بعد غزوة تبوك و بعد نزول سورة براءة- التي تتضمن قوله تعالى لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً- و قدرنا أن قوله تعالى لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً- ليس إخبارا محضا- كما تأولته أنت و حملت الآية عليه- بل معناه لا أخرجكم معي- و لا أشهدكم حرب العدو هل كان يتم الاستدلال- قلت لا لأن للإمامية أن تقول- يجوز أن يكون الداعي إلى حرب القوم- أولي البأس الشديد مع تسليم هذه المقدمات كلها- هو رسول الله ص لأنه دعاهم إلى حرب الروم- في سرية أسامة بن زيد في صفر من سنة إحدى عشرة- لما سيره إلى البلقاء و قال له- سر إلى الروم مقتل أبيك فأوطئهم الخيول- و حشد معه أكثر المسلمين- فهذا الجيش قد دعي فيه المخلفون من الأعراب- الذين قعدوا عن الجهاد في غزاة تبوك- إلى قوم أولي بأس شديد- و لم يخرجوا مع رسول الله ص و لا حاربوا معه عدوا- . فإن قلت إذا خرجوا مع أسامة- فكأنما خرجوا مع رسول الله- و إذا حاربوا مع أسامة العدو- فكأنما حاربوا مع رسول الله ص- و قد كان سبق أنهم لا يخرجون مع رسول الله ص- و لا يحاربون معه عدوا- قلت و إذا خرجوا مع خالد بن الوليد و غيره- في أيام أبي بكر- و مع أبي عبيدة و سعد في أيام عمر- فكأنما خرجوا مع رسول الله ص- و حاربوا العدو معه أيضا- . فإن اعتذرت بأنه و إن شابه الخروج معه- و الحرب معه إلا أنه على الحقيقة ليس معه- و إنما هو مع امرئ من قبل خلفائه- قيل لك و كذلك خروجهم مع أسامة- و محاربة العدو معه- و إن شابه الخروج مع النبي و محاربة العدو معه- إلا أنه على الحقيقة ليس معه- و إنما هو مع بعض أمرائه- . و يمكن أن يعترض الاستدلال بالآية- فيقال لا يجوز حملها على بني حنيفة- لأنهم كانوا مسلمين- و إنما منعوا الزكاة مع قولهم- لا إله إلا الله محمد رسول الله ص- و منع الزكاة لا يخرج به الإنسان- عن الإسلام عند المرجئة- و الإمامية مرجئة- و لا يجوز حملها على فارس و الروم- لأنه تعالى أخبر أنه لا واسطة بين قتالهم و إسلامهم- كما تقول إما كذا و إما كذا- فيقتضي ذلك نفي الواسطة- و قتال فارس و الروم بينه و بين إسلامهم واسطة- و هو دفع الجزية- و إنما تنتفي هذه الواسطة في قتال العرب- لأن مشركي العرب لا تؤخذ منهم الجزية- فالآية إذن دالة على أن المخلفين- سيدعون إلى قوم أولي بأس شديد الحكم فيهم- إما قتالهم و إما إسلامهم- و هؤلاء هم مشركو العرب- و لم يحارب مشركي العرب إلا رسول الله ص- فالداعي لهم إذا هو رسول الله و بطل الاستدلال بالآية 

شرح نهج البلاغه منظوم

ألا و قد أمرنى اللَّه بقتال أهل البغى و النّكث و الفساد فى الأرض: فأمّا النّاكثون فقد قاتلت، و أمّا القاسطون فقد جاهدت، و أمّا المارقة فقد دوّخت، و أمّا الشّيطان الرّدهة فقد كفيته بصعقة سمعت لها وجبة قلبه و رجّة صدره، و بقيت بقيّة مّن أهل البغى، و لئن أذن اللَّه فى الكرّة عليهم لأديلنّ منهم إلّا ما يتشذرّ فى أطراف البلاد تشذّرا.

ترجمه

امّا من) بدانيد كه خداوند مرا به پيكار با ستمگران، و پيمان شكنان و تبهكاران در روى زمين فرمان راند، آن گاه من با شكنندگان پيمان (طلحه و زبير و اصحاب جمل) جنگيدم، و با آنانكه دست از حق كشيدند پيكار كردم، و بيرون روندگان از حق را خوار و زبون ساختم، امّا شيطان ردهه (يعنى ذو الثّديه سرهنگ خوارج) را كفايت كرده شدم، از او بواسطه بانگى دهشت انگيز كه (او شنيد و ترسيد و) از آن فرياد صداى طپش دل و جنبش سينه اش را شنيدم (گفته اند ردهه در لغت مغاك و گودالى است كه در كوه و يا در سنگ پديد آيد، و اين كه حضرت، حرقوص ابن زهير رئيس خوارج معروف به ذو الثّديه را شيطان ردهه ناميده اند براى آنست كه در ميدان پيكار همين كه فرياد حضرت را شنيد بيهوش شده از ترس در گودالى بيفتاد و بمرد، زيرا كه آواز آن حضرت بهنگام خشم و كين مانند آواز شير بود، و در حديث آمده است كه إنّه يزئر زئر الأسد، و حرقوص را ذو الثّديه بدان جهت مى گفتند كه او را در سينه پاره گوشتى بود مانند پستان كه در سر آن موهائى داشت بدرازى و درشتى موهاى سبلت پلنگ، كه هر وقت آن پاره گوشت را مى كشيدند باندازه دستى دراز مى گرديد، و بهمين تناسب برخى او را ذو اليديّه صاحب دستى نيز خوانده اند در صفحه 291 درّة بخفيّه مسطور است كه عديم بن رويم يكى از اصحاب على عليه السّلام گويد حضرت در روز جنگ نهروان فرمود امروز چهار هزار نفر از خوارج در اين ميدان كشته شوند، كه يكى از آنان ذو الثّديه است آن گاه همين كه جنگ تمام شد و خوارج كشته گرديدند، امير المؤمنين (ع) بر استر رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله سوار شده مرا فرمود: چهار هزار نى از نيستان آورده، پس از شمردن بر سر هر نعشى نئى نصب كردم يكى باقى ماند و مردم هم در پشت سر نگران بودند، عديم گويد: رنگ چهره مبارك على عليه السّلام دگرگون شده، فرمود بخدا سوگند دروغ نگفتم، و دروغ هم بمن نگفتند، اين يك نفر هم كه ذو الثّديه است بايد پيدا شود در اين هنگام من وارد گودالى كه در آن آب جمع شده بود گرديده، چيزى مانند پاى انسانى بدستم آمده، شخصى ديگر را بيارى طلبيده آن را از آب بيرون كشيده ديديم ذو الثّديه است كه در اين هنگام حضرت از استر بزير آمده سجده شكر گذارده تكبير بر كشيد، و صداى لشكريان به تكبير بلند گرديد، لذا چون ردهه بمعنى گودال و آن شيطان هم خوارج را از راه بدر برد بشيطان ردهه از او تعبير مى شود، بارى منظور حضرت اين است كه من با ناكثين و قاسطين و مارقين جنگيده و آنها را تار و مار كردم لكن) از ستمگران كمى باقى ماندند كه اگر خداوندم مهلت گذارد، در اين مرتبه كه بر آنان مى تازم دولت و توش و توانشان را خواهم گرفت، و جز اندكى كه در اطراف شهرستانها پراكنده مى گردند، (تمامى آنان را از ميان برخواهم داشت)

نظم

  • مرا ليكن خدا فرمان پيكاربرانداز پيش با قوم ستمكار
  • به خيل مارقين بايد كنم جنگبقوم قاسطين هم عرصه را تنگ
  • ز من آنانكه بشكستند پيمان زبير و طلحه در خونند غلطان
  • معاويّه كه دست از حق كشيدهبه صفّين كيفر از تيغم چشيده
  • خوارج كه ز راه دين برونندبدشت نهروان غلطان بخونند
  • و ليك آن خيره سر شيطان ردههكه مى خوانند او را ذو الثّديه
  • براه دين دو پايش هست منكوص زهيرش باب و نامش هست حرقوص
  • شده ذو الّثديه ز آن رو كنيت آنكه پاره گوشت بودش جاى پستان
  • چو موى سبلت گرگان كمى مودرشت و زبر بد پيرامن او
  • چو آن پستان بدان مو مى كشيديدچنان دستى همان پستان بديدند
  • خوارج را بد او سرهنگ و سالارپى پيكار من شد راه بردار
  • چو اندر پهنه چشمم بر وى افتاددلش را بند بگسستم بفرياد
  • چنان قلبش ز بانگم در طپيدن بشد كه گوشم آمد در شنيدن
  • بخوارى آن امير فرقه ضالّنگون شد كشته اندر قعر گودال
  • خلاصه جمله را از صفحه خاك بر افكندم پى و كردم زمين پاك
  • از آنان گر كه برخى مانده باقىشدم گر فرصتى را در تلاقى
  • بحال جنگ بر سرشان بتازم زمين از خونشان گلرنگ سازم
  • نه اكنون با ستمكاران بكينمكز اوّل من چنين در راه دينم

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 5 نهج البلاغه بخش 2 : فلسفه سكوت

خطبه 5 نهج البلاغه بخش 2 به تشریح موضوع "فلسفه سكوت" می پردازد.
No image

خطبه 50 نهج البلاغه : علل پيدايش فتنه ‏ها

خطبه 50 نهج البلاغه موضوع "علل پيدايش فتنه ‏ها" را مطرح می کند.
No image

خطبه 202 نهج البلاغه : شكوه‏ ها از ستمكارى امّت

خطبه 202 نهج البلاغه موضوع "شكوه‏ ها از ستمكارى امّت" را بررسی می کند.
Powered by TayaCMS