خطبه 3 نهج البلاغه بخش 4 : شكوه از شوراى عمر

خطبه 3 نهج البلاغه بخش 4 : شكوه از شوراى عمر

موضوع خطبه 3 نهج البلاغه بخش 4

متن خطبه 3 نهج البلاغه بخش 4

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 3 نهج البلاغه بخش 4

4 شكوه از شوراى عمر

متن خطبه 3 نهج البلاغه بخش 4

جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ«» مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ

ترجمه مرحوم فیض

(9) عمر هم راه خود را پيمود (و پيش از تهى كردن جامه) امر خلافت را در جماعتى قرار داد كه مرا هم يكى از آنها گمان نمود (چون ابو لؤلؤة شش ضربه كارد باو زد و دانست كه بر اثر آن زخمها خواهد مرد، براى تعيين خليفه مجلس شورايى معيّن كرد و آن زمانى بود كه رؤساى قوم نزد او جمع شده گفتند سزاوار است هر كه را تو باو راضى هستى خليفه و جانشين خود قرار دهى، در پاسخ گفت دوست نمى دارم مرده و زنده هيچيك از شما كه دور من گرد آمده ايد متحمّل امر خلافت شود، گفتند ما با تو مشورت مى كنيم آنچه صلاح ميدانى بگو، گفت هفت نفر را شايسته اين كار مى دانم و از رسول خدا شنيده ام كه آنان اهل بهشت هستند: اوّل سعد ابن زيد است، او با من خويشى دارد خارجش ميكنم و شش نفر ديگر سعد ابن ابى وقّاص و عبد الرّحمن ابن عوف و طلحة و زبير و عثمان و علىّ است، سعد بن ابى وقّاص براى خلافت مانعى ندارد مگر آنكه مردى است درشت طبع و بد خو، و عبد الرّحمن ابن عوف چون قارون اين امَّت است لايق نيست، و طلحة براى تكبّر و نخوتى كه دارد، و زبير براى بخل و خسّت، و عثمان براى اينكه دوست دارد خويشان و اقوام خود را، و علىّ عليه السّلام براى اينكه حريص در امر خلافت است سزاوار نيستند، پس از آن گفت صهيب سه روز با مردم نمازگزارد و شما اين شش نفر را در آن سه روز در خانه اى جمع كنيد تا يكى از خودشان را براى خلافت اختيار كنند، هر گاه پنج نفر متّفق شدند و يكى مخالفت كرد او را بكشيد، و اگر سه نفر اتّفاق كردند و سه نفر ديگر آنان را مخالفت نمودند آن سه نفرى كه عبد الرّحمن در ميان ايشان است اختيار كنيد و آن سه نفر را بكشيد

بعد از مرگ و دفن او براى تعيين خليفه جمع شدند، عبد الرّحمن گفت براى من و پسر عمويم سعد ابن ابى وقّاص ثلث اين امر است ما دو نفر خلافت را نمى خواهيم و مردى را كه بهترين شما باشد براى آن اختيار مى كنيم، پس رو كرد بسعد و گفت بيا ما مردى را تعيين كرده با او بيعت نماييم مردم هم باو بيعت خواهند نمود، سعد گفت اگر عثمان تو را متابعت كند من سوّم شما ميشوم و اگر مى خواهى عثمان را تعيين كنى من علىّ را دوست دارم، پس چون عبد الرّحمن از موافقت سعد مأيوس شد ابو طلحه را با پنجاه نفر از انصار برداشت و ايشان را وادار نمود بر تعيين خليفه و رو كرد بسوى علىّ عليه السّلام دست او را گرفته گفت با تو بيعت ميكنم باين نحو كه بكتاب خدا و سنّت رسول اكرم و طريقه دو خليفه سابق ابو بكر و عمر عمل كنى، حضرت فرمود قبول ميكنم باين نحو كه بكتاب خدا و سنّت رسول اللّه و باجتهاد و رأى خود رفتار نمايم، پس دست آن جناب را رها كرد و بعثمان رو آورد و دست او را گرفته آنچه را بعلىّ عليه السّلام گفته بود باو گفت، عثمان قبول كرد، پس عبد الرّحمن سه بار اين را بعلىّ و عثمان تكرار كرد و در هر مرتبه از هر يك همان جواب اوّل را شنيد، پس گفت اى عثمان خلافت براى تو است و با او بيعت نموده مردم هم بيعت كردند) (10) پس بار خدايا از تو يارى مى طلبم براى شورايى كه تشكيل شد و مشورتى كه نمودند، چگونه مردم مرا با ابو بكر مساوى دانسته در باره من شكّ و ترديد نمودند تا جائى كه امروز با اين اشخاص (پنج نفر اهل شورى) همرديف شده ام و ليكن (باز هم صبر كرده در شورى حاضر شدم) در فراز و نشيب از آنها پيروى كردم (براى مصلحت در همه جا با آنان موافقت نمودم) (11) پس مردى از آنها از حسد و كينه اى كه داشت دست از حقّ شسته براه باطل قدم نهاد (مراد سعد ابن ابى وقّاص است كه حتّى پس از قتل عثمان هم به آن حضرت بيعت ننمود) و مرد ديگرى براى دامادى و خويشى خود با عثمان از من اعراض كرد (مراد عبد الرّحمن ابن عوف است كه شوهر خواهر مادرى عثمان بود) و همچنين دو نفر ديگر (طلحه و زبير كه از رذالت و پستى) موهن و زشت است نام ايشان برده شود.

ترجمه مرحوم شهیدی

چون زندگانى او به سر آمد، گروهى را نامزد كرد، و مرا در جمله آنان در آورد. خدا را چه شورايى من از نخستين چه كم داشتم، كه مرا در پايه او نپنداشتند، و در صف اينان داشتند، ناچار با آنان انباز، و با گفتگوشان دمساز گشتم. امّا يكى از كينه راهى گزيد و ديگرى داماد خود را بهتر ديد، و اين دوخت و آن بريد،

ترجمه مرحوم خویی

تا هنگامى كه درگذشت عمر براه خود و جان بمالكان دوزخ سپرد گردانيد خلافت را در شش نفر گمان نمود كه من يكى از ايشانم، پس خداوند بفرياد من برس از براى شورى، چگونه شك عارض شد بمردم در شأن من با اول ايشان كه ابو بكر بود تا اين كه گشتم مقرون به امثال اين اشخاص، و لكن بجهة اقتضاء مصلحت مدارا كردم من با ايشان و نزديك شدم بزمين در طيران هنگامى كه ايشان نزديك شدند، و طيران كردم وقتى كه ايشان طيران كردند، پس ميل كرد يكى از ايشان از من بجهة حقد و حسد كه آن سعد وقاص بود يا طلحه، و ميل كرد ديگرى از آن ها بسوى قرابت زن خود و آن عبد الرحمن بن عوف بود كه ميل نمود بعثمان بجهت آنكه برادر زن او بود، و تنها ميل آن بسوى او بجهت مصاهرت و قرابت نبود بلكه با شي ء قبيح و شي ء قبيح كه آن بغض و عداوت أمير المؤمنين عليه السّلام بود، يا طمع در وصول خلافت باو بعد از انقضاء ايام عثمان يا ساير اغراض نفسانيه كه اظهار آن قبيح و ذكر آن مستهجن است.

شرح ابن میثم

جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى- مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ- حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ- لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا- فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ- وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ- بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ- وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ- خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ- إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ- وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ

اللغة

الشورى مصدر كالنجوى مرادف للمشاورة، و أسف الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه، و الصغو الميل بكسر الصاد، و الضغن بكسر الضاد و سكون الغين و فتحها أيضا الحقد، و الأصهار عن ابن الأعرابي المتحرمون بجوار أو نسب أو تزوّج، و بعض العرب لا يطلقه إلّا على أهل بيت الزوجين، و عن الخليل أنّه لا يطلق إلّا على من كان من أهل المرأة، و هن على وزن أخ كلمة كناية من شي ء قبيح و أصله هنو تقول هذا هنك أي شينك، و الحضن الجانب ما بين الإبط و الخاصرة، و النفج قريب من النفخ، و النثيل الروث، و المعتلف موضع الاعتلاف، و الخضم الأكل بجميع الفم، و قيل: المضغ بأقصى الأضراس يقول خضم بكسر الضاد يخضم، و النبتة بكسر النون النبات، و انتكث انتقض، و أجهز على الجريح قتله و أسرع، و كبا الفرس سقط لوجهه، و البطنة شدّة الامتلاء من الطعام،

المعنی

قوله حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم. أقول: حتّى هنا لانتهاء الغاية، و الغاية لزوم تالي الشرطيّة لمقدّمها أعنى جعله لها في جماعة لمضيّه لسبيله، و أشار بالجماعة إلي أهل الشورى، و خلاصة حديث الشورى أنّ عمر لمّا طعن دخل عليه وجوه الصحابة، و قالوا له: ينبغي لك أن تعهّد عهدك أيّها الرجل و يستخلف رجلا ترضاه، فقال: لا احبّ أن أتحمّلها حيّا و ميّتا، فقالوا: أفلا تشير علينا فقال: أمّا أن اشير فإن أجبتم قلت فقالوا: نعم فقال: الصالحون لهذا الأمر سبعة نفر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: إنّهم من أهل الجنّة أحدهم سعيد بن زيد و أنا مخرجه منهم لأنّه من أهل بيتي، و سعد بن أبي وقّاص و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و زبير و عثمان و عليّ، فأمّا سعد فلا يمنعني منه إلّا عنفه و فظاظته، و أمّا من عبد الرحمن بن عوف فلأنّه قارون هذه الأمّة، و أمّا من طلحة فتكبّره و نخوته، و أمّا من الزبير فشحّه و لقد رأيته بالبقيع يقاتل على صاع من شعير و لا يصلح لهذا الأمر إلّا رجل واسع الصدر، و أمّا من عثمان فحبّة لقومه و عصبيّته لهم و أمّا من عليّ فحرصه على هذا الأمر و دعابته فئته، ثمّ قال: يصلّى صهيب بالناس ثلاثة أيّام و تخلو الستّة نفر في البيت ثلاثة أيّام ليتّفقوا على رجل منهم فإن استقام أمر خمسة و أبي رجل فاقتلوه و إن استقرّ أمر ثلاثة و أبى ثلاثة فكونوا مع الثلاثة الّذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، و يروى فاقتلوا الثلاثة الّذين ليس فيهم عبد الرحمن بن عوف، و يروى فتحاكموا إلى عبد اللّه بن عمر فأيّ الفريقين قضى له فاقتلوا الفريق الآخر، فلمّا خرجوا عنه و اجتمعوا لهذا الأمر قال عبد الرحمن: إنّ لي و لابن عمي من هذا الأمر الثلث فنحن نخرج أنفسنا منه على أن نختار رجلا هو خيركم للأمّة فقال القوم: رضينا، غير عليّ فإنّه أتّهمه في ذلك، و قال: أرى و أنظر، فلمّا آيس من رضى علىّ رجع إلى سعد فقال: هلّم نعيّن رجلا و نبايعه، فالناس يبايعون من بايعته فقال سعد: إن بايعك عثمان فأنا لكم ثالث، و إن أردت أن تولّى عثمان فعليّ أحبّ إلىّ، فلمّا آيس من مطاوعة سعد كفّ عنهم و جاءهم أبو طلحة في خمسين رجلا من الأنصار يحثّهم على التعيين فأقبل عبد الرحمن إلى عليّ عليه السّلام و أخذ بيده، و قال: ابايعك على أن تعمل بكتاب اللّه و سنّة رسوله و سيرة الخليفتين أبي بكر و عمر فقال عليّ عليه السّلام: تبايعني على أن أعمل بكتاب اللّه و سنّة رسوله و أجتهد رأيي فترك يده، ثمّ أقبل على عثمان فأخذ بيده و قال له مثل مقاله لعليّ عليه السّلام فقال: نعم فكرّر القول على كلّ منهما ثلاثا فأجاب كلّ بما أجاب به أوّلا فبعدها قال عبد الرحمن: هي لك يا عثمان و بايعه ثمّ بايعه الناس، و في النسخ زعم أنّي سادسهم، ثمّ أردف حكاية الحال بالاستغاثة باللّه للشورى، و الواو إمّا زائدة أو للعطف على محذوف مستغاث له أيضا كأنّه قال: فياللّه لعمر و للشورى، أولى و للشورى و نحوه، و الاستفهام عن وقت عروض الشكّ لأذهان الخلق في أنّ الأوّل هل يساويه في الفضل أو لا يساويه استفهاما على سبيل الإنكار و التعجّب من عروضه لأذهانهم إلى غاية أن قاسوه بالخمسة المذكورين و جعلوهم نظراء و أمثالا له في المنزلة و استحقاق هذا الأمر. قوله لكنّي أسففت إذ أسفّوا و طرت إذ طاروا. استعارة لأحوال الطائر من الإسفاف و الطيران لأحواله من مقارنته لمراده و تصرّفه على قدر اختيارهم أوّلا و آخرا.

قوله فصغار رجل منهم لضغنه. إشارة إلى سعد بن أبي وقّاص فإنّه كان منحرفا عنه عليه السّلام و هو أحد المتخلّفين عن بيعته بعد قتل عثمان، و قوله و مال الآخر لصهره. إشارة إلى عبد الرحمن بن عوف فإنّه مال إلى عثمان لمصاهرة كانت بينهما و هي أنّ عبد الرحمن كان زوجا لامّ كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط و هي اخت عثمان لامّة أروى بنت كريز. قوله مع هن و هن يريد أنّ ميله إليه لم يكن لمجرّد المصاهرة بل لأشياء اخرى يحتمل أن يكون نفاسة عليه و غبطة له بوصول هذه الأمر إليه أو غير ذلك، و قوله إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله و متعلفه. أراد به عثمان و كنّي بقيامه عن حركته في ولايته أمر الخلافة و أثبت له حالا يستلزم تشبيهه بالبعير، و استعارة وصفه و هو نفج الحضين، و كنّى بذلك عن استعداده للتوسّع ببيت مال المسلمين و حركته في ذلك كما نسب إليه تشبيها له بالبعير ينتفج جنباه بكثرة الأكل، كذلك المتوسّع في الأكل و الشرب، و ربّما قيل ذلك لمتكبّر المنتفج كبرا، و كذلك قوله بين نثيله و معتلفه و هو متعلّق بقام أي قام بين معتلفه و روثه و هو من أوصاف البهائم، و وجه الاستعارة أنّ البعير و الفرس كما لا اهتمام له أكثر من أن يكون بين أكل و روث، كذلك نسبه إلى أنّه لم يكن أكبر همّه إلّا الترفّة و التوفّر في المطعم و المشرب و سائر مصالح نفسه و أقاربه دون ملاحظة امور المسلمين و مراعات مصالحهم كما نقم عليه. قوله و قام معه بنو اميّه يخضمون مال اللّه تعالى خضم الإبل نبتة الربيع.

يخضمون في موضع الحال، و عنى بمال اللّه بيت المال، و أراد ببني أبيه بني اميّة بن عبد شمس، و يحتمل أن يريد أقرباه مطلقا و خصّ بني أبيه تغليبا للذكورة، و كنّي بالخضم عن كثرة توسّعهم بمال المسلمين من يد عثمان، و قد نقلت عنه من ذلك صور: أحدها أنّه رفع إلى أربعة نفر من قريش زوّجهم ببناته أربع مائة ألف دينار، و ثانيها أنّه لمّا فتح إفريقيّة أعطى مروان بن الحكم مائة ألف دينار و يروي خمس إفريقيّة، و ثالثها روي من عدّة طرق أن أبا موسى الأشعريّ بعث إليه بمال عظيم من البصرة فجعل يفرّقه في ولده و أهله و كان ذلك بحضرة زياد بن عبيد مولى حرث بن كلاة الثقفيّ فبكى زياد لما رأى فقال له: لا تبك فإنّ عمر كان يمنع قرابته ابتغاء وجه اللّه و أنا أعطي أهلي و قرابتي ابتغاء وجه اللّه، و رابعها روي أنّه ولّى الحكم بن أبي العاص صدقات قضاعة فبلغت ثلاث مائة ألف فوهبها له حين أتاه بها، و خامسها روى أبو مخنف أنّ عبد اللّه بن خالد بن اسيد قدم على عثمان من مكّة و معه ناس فأمر لعبد اللّه بثلاث مائة ألف و لكلّ واحد منهم بمائة ألف و صكّ بذلك على عبد اللّه بن الأرقم و كان حينئذ خازن بيت المال فاستكثر ذلك و ردّ الصكّ فقال له عثمان: ما حملك على ردّه و إنّما أنت خازن قال: كنت أرابي بيت مال المسلمين و إنّما خازنك غلامك و أنّه لا ألي لك بيت المال أبدا، و جاء بالمفاتيح فعلّقها على المنبر فدفعها عثمان إلى مولاه نائل، و روى الواقدي أنّ عثمان أمر زيد بن ثابت أن يحمل من بيت المال إلى عبد اللّه بن أرقم عقيب ما فعل ثلاث مائة ألف درهم فلمّا دخل عليه بها قال له: يا أبا محمّد إنّ أمير المؤمنين أرسل إليك يقول إنّا شغلناك عن التجارة و لك ذوو رحم أهل حاجة ففرّق هذا المال فيهم و استغن به على عيالك، فقال عبد اللّه: ما لى إليك حاجة، و ما عملت لأن يثيبني عثمان فإن كان هذا من بيت المال لما بلغ قدر عملي أن اعطى ثلاث مأئة ألف درهم، و إن كان من ماله فلا حاجة لي به، و بالجملة فمواهبه لأهله و ذويه مشهورة، و قد شبّه عليه السّلام خضمهم لمال اللّه بخضم الإبل نبت الربيع، و وجه التشبيه أنّ الإبل لمّا كانت تستلذّ نبت الربيع بشهوة صادقة و تملاء منه أحناكها، و ذلك لمجيئه عقيب يبس الأرض و طول مدّة الشتاء، و مع ذلك طيبه و نضارته، كان ما أكله أقارب عثمان من بيت المال مشبّها لذلك من جهة كثرته و طيبه لهم عقيب ضرّهم و فقرهم، و كلّ ذلك في معرض الذّم و التوبيخ المستلزم لارتكاب مناهي اللّه المستلزم لعدم التأهّل لأمر الخلافة.

قوله إلى انتكث عليه فتله و أجهز عليه عمله و كبت به بطنته. إشارة إلى غايات من قيامه في الحال المذكورة و استعار لفظ الفتل و هو برم الحبل لما كان يبرمه من الرأي و التدبير و يستبدّ به دون الصحابة و كنّى به عنه، و كذلك لفظ الانتكاث لانتقاض ذلك التدابير و رجوعها عليه بالفساد و الهلاك، و قوله و أجهز عليه عمله يشتمل على مجاز في الإفراد و التركيب أمّا في الإفراد فلأنّ استعمال الإجهاز إنّما يكون حقيقة في قتل تقدّمه جرح المقتول و إثخان بضرب و نحوه، و لمّا كان قتل عثمان مسبوقا بطعن أسنّة الألسنة و الجرح بحدّ أو سيوفها لا جرم أشبه قتله الإجهاز فأطلق عليه لفظه، و أمّا في التركيب فلأنّ إسناد الإجهاز إلى العمل ليس حقيقة لصدور القتل عن القاتلين لكن لمّا كان عمله هو السبب الحاصل لهم على قتله صحّ إسناد الإجهاز إليه إسناد الفعل إلى السبب الفاعليّ أي إلى السبب الحامل و هو من وجوه المجاز، و كذلك قوله و كبت به بطنته مجاز أيضا في الإسناد و التركيب، و ذلك لأنّ الكبو إنّما هو حقيقة في الإسناد إلى الحيوان و لمّا كان ارتكابه للامور الّتي نقمت عليه و توسّعه ببيت المال المكنّى عن ذلك بالبطنة و استمراره على ذلك مدّة خلافته سليما يشبه ركوب الفرس و استمرار مشيه سليما من العثار و الكبو كانت البطنة مشبّهة للمركوب من هذه الجهة فلذلك صحّ إسناد الكبو إليها مجازا.

ترجمه شرح ابن میثم

جَعَلَهَا فِي سِتَّةٍ جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى- مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ- حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ- لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا- فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ- وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ

معانی لغات

هن: بر وزن اخ كنايه از چيزى زشت و ناپسند است. اصل آن هنو مى باشد. عرب مى گويد هذا هتك، يعنى اين زشتى تو است.

ترجمه

او خلافت را در جمعى قرار داد كه به گمان او من هم يكى از آنها بودم، پناه بر خدا از آن شورا آن قدر در باره همرديفى من با اوّلى در دل مردم شك ايجاد كردند كه در نتيجه من را با اعضاى شورا قرين و برابر دانستند. آنها مرا در مسأله خلافت بى اختيار كرده بودند، ناگزير در جلسات شورا براى حفظ وحدت مسلمين شركت كردم. پس مردى (سعد وقّاص) به دليل حسد از جاده حق منحرف و از رأى دادن به من سرباز زد و فرد ديگرى (عبد الرحمن بن عوف) به دليل خويشاوندى با عثمان از رأى دادن به من خوددارى كرد و دو نفر ديگر كه از ذكر نامشان ناخشنودم (بخاطر هدفهاى ديگرى) از من كناره گرفتند،

شرح

فرموده است: حتّى اذا مضى لسبيله جعلها فى جماعة زعم انّى احدهم.

«حتّى» براى بيان سرانجام زندگى عمر مى باشد و به صورت جواب جمله شرطيّه به كار رفته است، بدين معنى كه به پايان عمر رسيد و راهى كه مى خواست رفت و خلافت را به جماعتى واگذار كرد كه طبق نقشه، من هم يكى از آنها بودم.

امام (ع) با كلمه جماعة به اهل شورا اشاره كرده است و خلاصه داستان شورا اين است: وقتى كه عمر ضربت خورد بزرگان صحابه بر او وارد شده و گفتند: شايسته اين است كه عهد خلافت را به كسى بسپرى و مردى را كه مى شناسى جانشين خود سازى. عمر جواب داد كه دوست ندارم مسئوليت خلافت را در حال زندگى و مردگى به عهده گيرم. صحابه گفتند آيا اشاره اى هم نمى كنى عمر جواب داد اگر اشاره كنم مى پذيريد جواب دادند بلى. عمر گفت براى خلافت، من هفت نفر را شايسته مى دانم كه از رسول خدا (ص) شنيدم آنها اهل بهشتند، آنها عبارتند از: 1- سعيد بن زيد. ولى چون او از فاميل من است صلاح نمى دانم كه او امر خلافت را به عهده داشته باشد.

2- سعد بن ابى وقّاص 3- عبد الرحمن بن عوف 4- طلحه 5- زبير 6- عثمان 7- على.

امّا آنچه شايستگى سعد را در نزد من مخدوش مى سازد غرور و بد خلقى اوست. و امّا آنچه عبد الرحمن بن عوف را از شايستگى مى اندازد اين است كه او قارون اين امّت است، و امّا طلحه به دليل تكبّر و نخوتش شايسته خلافت نيست و زبير به دليل حرصش، من وى را در بقيع ديدم كه براى يك صاع جو دعوا مى كرد. مردى شايسته امر خلافت است كه سعه صدر داشته باشد. عثمان به خاطر دوستى شديدى كه با اقوام و خويشانش دارد شايسته نيست و على را به دليل دلبستگى شديد به خلافت و شوخ طبعى شايسته خلافت نمى بينم.

آن گاه عمر گفت صهيب سه روز با مردم نماز بخواند و شش نفر اعضاى شورا سه روز جلسه تشكيل دهند تا بر يكى اتفاق نظر پيدا كرده و او را به خلافت برگزينند. در اين صورت اگر پنج نفر اتفاق نظر پيدا كردند و يكى مخالفت بود او را بكشيد و اگر سه نفر يك طرف و سه نفر ديگر، طرف ديگر را گرفتند حق با سه نفرى است كه عبد الرّحمن بن عوف با آنهاست و بنا به روايتى، عمر گفت سه نفر ديگر را كه عبد الرحمن بن عوف در ميان آنها نيست بكشيد، و به روايتى ديگر، عمر گفت داورى را به عبد اللّه عمر واگذاريد، هر گروه را كه برگزيد گروه ديگر را بكشيد.

وقتى كه اعضاى شورا از نزد عمر خارج شدند و براى تعيين تكليف خلافت شورا تشكيل دادند و عبد الرحمن بن عوف گفت من و پسر عمويم (سعيد بن زيد) يك سوّم خلافت را سهم مى بريم، ما از نامزدى خلافت خارج مى شويم تا بهترين فرد شما را براى خلافت مردم برگزينيم. همه افراد به اين امر راضى شدند جز على (ع) كه او را متّهم كرد و فرمود: «در اين مورد انديشه خواهم كرد». وقتى كه عبد الرحمن از رضايت على (ع) مأيوس شد به سعد وقّاص رو كرد و گفت بيا تا فردى را تعيين كرده و با او بيعت كنيم، با هر كس كه تو بيعت كنى مردم بيعت خواهند كرد. سعد گفت اگر عثمان با تو بيعت كند من سوّمين نفر شما خواهم بود و اگر منظورت اين است كه عثمان خليفه شود به نظر من على بهتر است. وقتى عبد الرحمن از قبول سعد مأيوس شد از طرح پيشنهاد جديد خوددارى كرد. در اين موقع ابو طلحه با پنجاه نفر از انصار آمدند و آنها را بر تعيين خليفه برانگيختند. عبد الرحمن رو به على (ع) كرد و دست او را گرفت و گفت با تو بيعت مى كنم كه به كتاب خدا و سنّت رسول و روش دو خليفه (ابو بكر و عمر) رفتار كنى. على (ع) فرمود بيعت را مى پذيرم كه به كتاب خدا و سنّت پيامبر و اجتهاد خودم عمل كنم. عبد الرحمن دست آن حضرت را رها كرد، رو به عثمان آورد و دست او را گرفت و آنچه را به على (ع) گفته بود تكرار كرد. عثمان گفت مى پذيرم. عبد الرحمن همين سخن را با على و عثمان سه بار تكرار كرد و هر يك همان جواب اوّل را دادند. پس از آن عبد الرحمن بن عوف گفت خلافت از آن تو است و با او بيعت كرد و مردم نيز با او بيعت كردند.

در نسخه بدلى در عبارت امام (ع) به جاى: زعم انّى احدهم، زعم انّى سادسهم آمده است، يعنى پندار عمر اين بود كه من مى توانم ششمين نفر اعضاى شورا باشم، امام (ع) به دنبال جمله فوق جريان امر را با استغاثه به خدا و پناه بردن به او از چنين شورايى ادامه مى دهد. «واو» در «و للشورى» يا زايد است و يا عطف است بر محذوفى كه مستغاث له بوده است و در اين صورت گويا فرموده است: پناه بر خدا از كار عمر و شورايى كه تشكيل داد.

امام (ع) به صورت استفهام انكارى آغاز مشكلات را از هنگامى مى داند كه مردم به شكّ گرفتار شدند كه آيا ابو بكر در فضيلت مساوى على (ع) هست يا نيست، امام (ع) از بروز چنين شكّى در ذهن مردم تعجّب مى كند و نتيجه چنين شكّى را اين مى داند كه آن بزرگوار را با پنج نفر ديگر اعضاى شورا مقايسه مى كنند و او را در منزلت و مقام و استحقاق خلافت همتاى آنها مى دانند.

فرموده است: لكنّى اسففت اذ اسفّوا و طرت اذ طاروا

اين كلام امام (ع) استعاره است براى تطبيق حال خود، از لحاظ عدم تسلّط بر امور كه لزوماً براى حفظ وحدت جامعه مسلمين با خلفا در نمى افتاد، با حال پرنده اى كه به اشاره ديگران پرواز مى كند يا مى نشيند.

فرموده است: فصغا رجل لضغنه

اين سخن اشاره به سعد بن ابى وقّاص است كه از امام كناره گيرى كرد و يكى از افرادى بود كه پس از كشته شدن عثمان از بيعت با امام (ع) سر باز زد.

و سخن ديگر امام (ع) كه فرمود: مال الاخر لصهره،

اشاره به عبد الرّحمن بن عوف است كه به دليل خويشاوندى سببى كه با عثمان داشت طرف او را گرفت، زيرا عبد الرّحمن بن عوف شوهر امّ كلثوم دختر عقبة بن ابى معيط و او خواهر مادرى عثمان بود. و به روايتى امّ كلثوم دختر كريز است.

اين كه امام (ع) مى فرمايد: مع هن و هن،

مقصود اين است كه گرايش عبد الرحمن به عثمان براى دامادى صرف نبود، دلايل ديگرى نيز داشت. احتمال دارد كه اين امر به واسطه علاقه او به خلافت بوده باشد و اميدوار بود كه خلافت (از طريق عثمان) نهايتاً به او برسد يا غير اينها.

شرح مرحوم مغنیه

أقرن الى هذه النظائر.. فقرة 4:

حتّى إذا مضى لسبيله. جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم فيا للّه و للشّورى متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر لكنّي أسففت إذ أسفّوا و طرت إذ طاروا. فصغى رجل منهم لضغنه و مال الآخر لصهره مع هن و هن

اللغة:

أسفّ الطائر: دنا من الأرض. و لضغنه: لحقده. و يطلق الهن على الشي ء، و المراد به هنا الهوى و الغرض.

الإعراب:

النظائر عطف بيان من هذه.

المعنى:

(حتى اذا مضى لسبيله- أي عمر- جعلها في جماعة زعم اني أحدهم).

لما طعن أبو لؤلؤة عمر، و علم انه ميت دعا عليا و عثمان و طلحة و الزبير و سعدا و عبد الرحمن بن عوف، و قال: مات رسول اللّه، و هو راض عن هؤلاء، و قد رأيت أن أجعلها شورى بينهم، ثم قال لمن يعتمد عليه: إن اجتمع علي و عثمان فالقول ما قالاه، و ان صاروا ثلاثة و ثلاثة فالقول للذين فيهم عبد الرحمن ابن عوف لعلمه ان عليا و عثمان لا يجتمعان، و ان ابن عوف لا يعدل بالأمر عن عثمان لأن ابن عوف صهره و زوج أخته، ثم أمر عمر أن تضرب أعناق الستة ان امتنعوا عن تنفيذ أمره.

هذا ايجاز سريع لمجمل القصة، لا لتفاصيلها المذكورة في شرح ابن ابي الحديد و كتب التاريخ، و لكل انسان أن يتساءل: كيف أمر عمر بقتل الستة كلهم أو بعضهم بعد أن شهد بأن رسول اللّه (ص) مات، و هو راض عنهم و ما هو السبب الموجب لترجيح الثلاثة الذين فيهم ابن عوف على الذين فيهم علي و لما ذا لم يجعل الأمر بيد ابن عوف منذ البداية و ما الذي دعاه الى أن يجعل الشورى الى ستة لا الى جميع المسلمين كما فعل رسول اللّه- على زعمه- أو يختار الأصلح الذي يعرفه و يعتقده كما فعل أبو بكر. و بالتالي اذا كانت الشورى مبدأ اسلاميا إلهيا فقد أشير على عمر أن يختار ولده عبد اللّه، فلما ذا خالف الشورى و استبد برأيه «فيا للّه و للشورى».

(متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن الى هذه النظائر).

عفوك و رضوانك يا مولاي أ لست القائل: ان الحق ثقيل مري ء، و ان الباطل خفيف و بي ء. و اذن فأي عجب اذا قرنوك الى هذه النظائر فما دونها. و ليس من قصدي ان أبرر المقارنة كلا، و ألف كلا.. و أي مبرر للمقارنة و الموازنة بين مخلوق و بين من قال له الرسول الأعظم (ص): أنت أخي و ولي في الدنيا و الآخرة.. و لكن من قصدي، و إن قصر البيان، أن أشير الى أن للحق ثمنه الغالي من البلوى.

و من أقوالك يا سيدي: «رب منعم عليه مستدرج بالنعمى، و رب مبتلى مصنوع له بالبلوى». و أي صنع و رصيد أجلّ و أفضل من هذا الرصيد الذي ادخره اللّه لأخيك محمد (ص) و لك.. لقد اتفق المسلمون عليه و عليك، و اختلفوا في الذين قرنوك و أخروك، و لا شي ء أدل من هذا الاتفاق على انك أخو محمد (ص) و انك منه بمنزلة هرون من موسى حقا و صدقا و إلا لاختلفوا فيك تماما كما اختلفوا في الذين قرنوك و أخروك.

(و لكني أسففت إذ أسفوا، و طرت إذ طاروا). لأن المنافسة بين القوم كانت على الألقاب و المناصب، و الفرص غير متكافئة، و الظروف غير مؤاتية للإمام كي يردع المخالفين عن الباطل، و يرجعهم الى الحق، فكان السكوت لمصلحته و صالح المسلمين.. و لكنه كان عليهم رقيبا يحاسبهم و يرشدهم للتي هي أقوم، و الانصاف ان أبا بكر و عمر كانا يسمعان منه، و يرجعان اليه في الكثير من المهمات، أما عثمان فقد كانت له شياطين لا شيطان واحد يقودهم مروان بن الحكم، الحاكم بأمره.

(فصغى رجل لضغنه). و هو سعد بن أبي وقاص، و كانت أمه أموية، و الإمام (ع) قاتل الأمويين مع رسول اللّه، و قتل صناديدهم على الشرك و محاربة الرسول، و الحقد الذي عند سعد على الإمام جاء من قبل أخواله الذين قتلهم الإمام (و مال آخر لصهره). الآخر هو عبد الرحمن بن عوف، و كان زوجا لأخت عثمان (مع هن وهن) أي أغراض أخرى لا يريد الإمام ذكرها، و من حكمه: «لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كل ما تعلم».

شرح منهاج البراعة خویی

الفصل الثالث

حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في ستّة زعم أنّي أحدهم، فياللّه و للشّورى متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر، و لكنّي أسففت إذ أسفّوا، و طرت إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضعفه، و مال الآخر لصهره، مع هن و هن.

اللغة

(الزّعم) مثلثة الفاء الفتح للحجاز و الضمّ للأسد و الكسر لبعض قيس و هو قريب من الظنّ، و قال المرزوقي: اكثره يستعمل فيما كان باطلا أو فيه ارتياب، و قال ابن الأثير: إنّما يقال: زعموا في حديث لا سند له و لا ثبت فيه، و قال الزّمخشري: هي ما لا يوثق به من الأحاديث و (الشّورى) اسم من تشاور القوم و اشتوروا، و قيل: إنه مصدر كبشرى بمعنى المشورة و الأوّل اظهر و (اعترض) الشّي ء إذا صار عارضا كالخشبة المعترضة في النهر و (اقرن) على لفظ المجهول أى أجعل قرينا لهم و يجمع بينى و بينهم و (أسفّ) الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه و أسفّ الرّجل للأمر اذا قاربه و (طرت) أى ارتفعت استعمالا للكلّي في أكمل الأفراد و (صغى) إلى كذا مال إليه و صغت النجوم مال إلى الغروب و (الضّغن) الحقد و البغض.

و (الصّهر) قال الخليل: هو أهل بيت المرأة، قال: و من العرب من يجعل الأحماء و الاختان جميعا أصهارا، و قال الأزهري: الصّهر يشتمل على قرابات النّساء ذوي المحارم و ذوات المحارم كالأبوين و الاخوة و أولادهم و الأعمام و الأخوال و الخالات، فهؤلاء أصهار زوج المرأة، و من كان من قبل الزّوج من ذوي قرابته المحارم فهم أصهار المرأة أيضا، و قال ابن السّكيت كلّ من كان من قبل الزّوج من أبيه أو أخته أو عمّه فهم الأحماء، و من كان من قبل المرأة فهم الأختان و يجمع الصّنفين الأصهار و (هن) خفيف النون كناية عن كلّ اسم جنس و معناه شي ء و لامها محذوفة فالمعروف أنّها واو بدليل جمعها على هنوات، و قيل: هي هاء لتصغيره على هنيهة، و قيل: نون و الأصل هن بالتّثقيل و التّصغير هنين، و قال نجم الأئمة الرّضيّ: الهن الشي ء المنكر الذي يستهجن ذكره من العورة و الفعل القبيح و غير ذلك.

الاعراب

اللّام في للّه مفتوحة لدخولها على المستغاث ادخلت للدّلالة على الاختصاص بالنّداء للاستغاثة، و في قوله للشّورى مكسورة لدخولها على المستغاث لأجله قال الشّاعر:

  • يبكيك ناء بعيد الدّار مغتربيا للكهول و للشّبّان للعجب

بفتح لام الكهول و كسر لام العجب و كسرها في للشبان لكونه معطوفا على المستغاث من غير اعادة حرف النداء و لو اعيدت فتحت قال الشّاعر:

  • يا لقومي و يا لامثال قوميلا ناس عتوّهم في ازدياد

و الواو في قوله: و للشّورى إمّا زايدة أو عاطفة على محذوف مستغاث له أيضا كما ستعرفه في بيان المعنى.

المعنى

(حتّى إذا مضى) الثّاني (لسبيله) و مات و ذلك بعد ما غصب الخلافة عشر سنين و ستة أشهر على ما حكاه في البحار من كتاب الاستيعاب و ستعرف تفصيل الكلام في كيفيّة موته و تعيين يوم موته في التّذنيبات الآتية، و كيف كان فانّه لما أراد اللّه أن يقبضه إلى ما هيّأ له من أليم العذاب (جعلها في ستة) نفر و في بعض النّسخ في جماعة (زعم أنّي أحدهم) و في تلخيص الشّافي زعم أنّي سادسهم و هؤلاء الجماعة هم: أمير المؤمنين عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزّبير و سعد بن أبي وقاص و عبد الرّحمن ابن عوف، هذا هو المعروف و قيل: إنّهم خمسة، قال الطبري: لم يكن طلحة ممّن ذكر في الشّورى و لا كان يومئذ بالمدينة، و عن أحمد بن أعثم لم يكن بالمدينة، فقال عمر: انتظروا لطلحة ثلاثة أيّام فان جاء و إلّا اختاروا رجلا من الخمسة.

(فياللّه) أنت النّاصر و المعين و المغيث أستغيث بك لما أصابني عنه أو لنوائب الدّهر عامة (و للشّورى) خاصّة و الاستغاثة للتّألم من الاقتران بمن لا يدانيه في الفضائل و لا يقارنه في الفواضل و لا يستأهل للخلافة و لا يليق بالولاية، و لذلك أتبعه عليه السّلام بالاستفهام على سبيل الانكار و التعجب بقوله: (متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم) يعنى متى صار الشّك عارضا لأذهانهم فيّ بمساوات أبي بكر (حتّى صرت اقرن) أى اجعل قرينا (إلى هذه النظائر) الخمسة أو الأربعة و يجمع عمر بيني و بينهم و يجعلهم نظائر لي مع كونهم أدنى من الأوّل رتبة و أخسّ منزلة فكيف بقياسهم إليّ و تناظرهم«» بي (و لكني أسففت) مع القوم (إذ أسفّوا و طرت) معهم (إذ طاروا) يعني أنّي تابعتهم تقيّة و جريت معهم على ما جروا و دخلت معهم في الشّورى مع أنّهم لم يكونوا نظراء لي و تركت المنازعة من حيث اقتضاء المصلحة (فصغى) و مال (رجل منهم) من الحقّ إلى الباطل (لضغنه) و حقده الذي كان في صدره.

و المراد بذلك الرّجل على ما ذكره القطب الرّاوندي و الشّارح البحراني و المحدث الجزايري و غيرهم هو سعد بن أبي وقاص اللّعين، و سبب ضغنه على ما ذكره الرّاوندي هو أنّه عليه السّلام قتل أباه يوم بدر، و قال سعد أحد من تخلف عن بيعة أمير المؤمنين عليه السّلام عند رجوع الأمر إليه، إلّا أنّ الشّارح المعتزلي أورد عليه بأنّ أبا وقاص و اسمه مالك بن اهيب مات في الجاهلية حتف أنفه، و قال: إنّ المراد به طلحة و علّل ميله عنه عليه السّلام بقوله: و إنّما مال طلحة إلى عثمان لانحرافه عن علي عليه السّلام باعتبار انه تيميّ و ابن عمّ أبي بكر، و قد كان حصل في نفوس بني هاشم من بني تيم حنق شديد لأجل الخلافة و كذلك صار في صدور تيم على بني هاشم، و هذا أمر مركوز في طباع البشر و خصوصا طينة العرب و طباعها و التّجربة إلى الآن تحقق ذلك.

قال: و أمّا الرّواية التي جاءت بأنّ طلحة لم يكن حاضرا يوم الشّورى فان صحت فذو الضّغن هو سعد بن أبي وقّاص لأنّ أمّه حمنة بنت سفيان بن أميّة بن عبد شمس، و الضغنة التي كانت عنده على علي عليه السّلام من قبل أخواله الذين قتل صناديدهم و تقلد دمائهم و لم يعرف أنّ عليّا عليه السّلام قتل أحدا من بني زهرة لينسب الضّغن إليه (و مال الآخر) و هو عبد الرّحمن بن عوف (لصهره) و هو عثمان و المصاهرة بينهما من جهة أنّ امّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت تحته و هي اخت عثمان من امّه و روى بنت كريز و هذا الميل أيضا لم يكن لمجرّد المصاهرة و محض القرابة بل (مع هن و هن) أى مع شي ء و شي ء قبيح يستهجن ذكره، و هو البغض و الحسد منه له عليه السّلام أو نفاسته عليه أو رجاؤه وصول الخلافة بعد عثمان إليه أو انتفاعه بخلافته بالانتساب و اكتساب الأموال و التّرفع على النّاس و الاستطالة أو غير ذلك ممّا هو عليه السّلام أعلم به و كنّى عنه.

و ينبغي التذييل بامور:

الاول كيفية قتل عمر و قاتله، و يوم قتله.

اما الاول فقاتله أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة

روى المحدّث المجلسي (ره) في البحار من مؤلف العداد القوية نقلا من كتب المخالفين و الجزائري في الأنوار من كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ من رجال العامة قال: ذكر الواقدى قال: أخبرني نافع عن أبي نعيم عن عامر بن عبد اللّه بن الزّبير عن أبيه قال: غدوت مع عمر بن الخطاب الى السّوق و هو متّكى على يدي فلقاه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال له: ألا تكلّم مولاى يضع عنّي من خراجي قال: كم خراجك قال: دينار فقال عمر: ما أرى أن أفعل انّك لعامل محسن و ما هذا بكثير، ثمّ قال له عمر: ألا تعمل لي رحى قال: أبو لؤلؤة: لأعملن لك رحى يتحدّث بها ما بين المشرق و المغرب، قال ابن الزّبير: فوقع في نفسي قوله، قال: فلما كان في النّداء لصلاة الصّبح و خرج عمر إلى النّاس قال ابن الزّبير: و أنا في مصلاى و قد اضطجع له أبو لؤلؤة فضربه بالسّكين ست طعنات إحديهنّ تحت سرّته و هي قتلته، قال في البحار: و جاء بسكين له طرفان فلما خرج عمر خرج معه ثلاثة عشر رجلا فى المسجد، ثمّ اخذ، فلما اخذ قتل نفسه.

و من كتاب الاستيعاب أيضا أنّ عمر لما ضربه أبو لؤلؤة بالسّكين في بطنه قال: ادعو الى الطبيب، فدعى الطبيب، فقال: أي الشّراب أحبّ اليك فقال: النبيذ فسقى نبيذا فخرج من بعض طعناته فقال النّاس: هذا دم هذا صديد، فقال: اسقونى لبنا، فسقوه لبنا فخرج من الطعنة، فقال له الطبيب: لا أرى أن تمسى فما كنت فاعلا فافعل، و تمام الخبر مذكور في الشّورى، قال بعض أصحابنا: و لقد كان يحبّ أن يلاقى اللّه سبحانه و بطنه الممزوق ممتلى من الشّراب فانظروا يا اولى الألباب.

مصلاى و قد اضطجع له أبو لؤلؤة فضربه بالسّكين ست طعنات إحديهنّ تحت سرّته و هي قتلته، قال في البحار: و جاء بسكين له طرفان فلما خرج عمر خرج معه ثلاثة عشر رجلا فى المسجد، ثمّ اخذ، فلما اخذ قتل نفسه.

و من كتاب الاستيعاب أيضا أنّ عمر لما ضربه أبو لؤلؤة بالسّكين في بطنه قال: ادعو الى الطبيب، فدعى الطبيب، فقال: أي الشّراب أحبّ اليك فقال: النبيذ فسقى نبيذا فخرج من بعض طعناته فقال النّاس: هذا دم هذا صديد، فقال: اسقونى لبنا، فسقوه لبنا فخرج من الطعنة، فقال له الطبيب: لا أرى أن تمسى فما كنت فاعلا فافعل، و تمام الخبر مذكور في الشّورى، قال بعض أصحابنا: و لقد كان يحبّ أن يلاقى اللّه سبحانه و بطنه الممزوق ممتلى من الشّراب فانظروا يا اولى الألباب.

و اما الثاني فالمشهور بين العلماء أنّ قتله كان في ذي الحجة

و هو المتفق عليه بين العامة، و لكنّ المشهور بين العوام في الأقطار و الامصار هو أنّه في شهر ربيع الأول قال الكفعمى في المصباح في سياق أعمال شهر ربيع الاول: إنّه روى صاحب مسار الشّيعة أنه من أنفق في اليوم التّاسع منه شيئا غفر له و يستحب فيه إطعام الاخوان، و تطييبهم و التّوسعة و النّفقة و لبس الجديد و الشكر و العبادة و هو يوم نفى الغموم و روي أنّه ليس فيه صوم و جمهور الشيعة يزعمون أنّ فيه قتل عمر بن الخطاب و ليس بصحيح.

قال محمّد بن ادريس في سرائره من زعم أنّ عمر قتل فيه فقد أخطأ باجماع أهل التّواريخ و السّير، و كذلك قال المفيد (ره) في كتاب التّواريخ و إنّما قتل يوم الاثنين لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة نصّ على ذلك صاحب الغرة و صاحب المعجم و صاحب الطبقات و صاحب كتاب مسار الشّيعة و ابن طاوس بل الاجماع حاصل من الشّيعة و أهل السّنة على ذلك انتهى.

أقول: قد عرفت أنّ المشهور بين جمهورى الشّيعة هو أنّه في شهر الرّبيع فدعوى الاجماع على كونه في ذي الحجّة ممنوعة و يدل على ذلك ما رواه في الأنوار من كتاب محمّد بن جرير الطبري قال: المقتل الثّاني يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل أخبرنا الأمين السّيد أبو المبارك أحمد بن محمّد بن أردشير الدّستاني قال: أخبرنا السيد أبو البركات محمّد الجرجاني، قال: أخبرنا هبة اللّه القمي و اسمه يحيى، قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق البغدادي، قال: حدّثنا الفقيه الحسن ابن الحسن السّامري أنّه قال: كنت أنا و يحيى بن أحمد بن جريح، فقصدنا أحمد ابن إسحاق القمي و هو صاحب الامام العسكر عليه السّلام بمدينة قم، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا من داره صبيّة عراقيّة فسألناها عنه، فقالت: هو مشغول و عياله فانه يوم عيد، قلنا: سبحان اللّه الأعياد عندنا أربعة: عيد الفطر و عيد الضّحى النّحر و الغدير و الجمعة، قالت: روي سيّدي أحمد بن إسحاق عن سيّده العسكرى عن أبيه علي بن محمد عليهم السلام أنّ هذا يوم عيد و هو خيار الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام و عند مواليهم، قلنا: فاستأذني بالدّخول عليه و عرّفيه بمكاننا، قال: فخرج علينا و هو متزر بمئزر له و محتبي بكسائه يمسح وجهه، فأنكرنا عليه ذلك، فقال: لا عليكما إنّنى كنت أغتسل للعيد فانّ هذا اليوم «عيد ظ» و هو اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل فادخلنا داره و أجلسنا على سرير له.

ثمّ قال: إني قصدت مولاى أبا الحسن العسكري عليه السّلام مع جماعة من إخواني في مثل هذا اليوم و هو اليوم التّاسع من ربيع الأوّل فرأينا سيّدنا قد أمر جميع خدمه أن يلبس ما يمكنه من الثياب الجدد و كان بين يديه مجمرة يحرق فيها العود، قلنا يابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هل تجد في هذا اليوم لأهل البيت عليهم السّلام فرحا فقال عليه السّلام: و أىّ يوم أعظم حرمة من هذا اليوم عند أهل البيت و أفرح و قد حدّثني أبي عليه السّلام أنّ حذيفة (رض) دخل في مثل هذا اليوم و هو اليوم التّاسع من ربيع الأوّل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال حذيفة: فرأيت أمير المؤمنين مع ولديه الحسن و الحسين مع رسول اللّه صلوات اللّه عليه و عليهم يأكلون و الرّسول يتبسم في وجوههما و يقول كلاهنيئا مريئا لكما ببركة هذا اليوم و سعادته فانّه اليوم الذي يقبض اللّه فيه عدوّه و عدوّ كما و عدوّ جدّكما و يستجيب فيه دعاء امّكما، فانّه اليوم الذي يكسر فيه شوكة مبغض جدّكما و ناصر عدوّكما، كلا فانّه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي و هامانهم و ظالمهم و غاصب حقّهم، كلا فانّه اليوم الذي يفرح اللّه فيه قلبكما و قلب امكما.

قال حذيفة: فقلت يا رسول اللّه في امّتك و أصحابك من يهتك هذا الحرم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي و يستعمل في امتي الرّيا و يدعوهم إلى نفسه و يتطاول على الامّة من بعدي و يستجلب أموال اللّه من غير حلّه و ينفقها في غير طاعته و يحمل على كتفه درّة الخزى و يضلّ النّاس عن سبيل اللّه و يحرّف كتابه و يغيّر سنتى و يغصب ارث ولدي و ينصب نفسه علما و يكذّبني و يكذّب أخي و وزيري و وصيي و زوج ابنتي و يتغلّب على ابنتي و يمنعها حقّها و تدعو فيستجاب اللّه لها الدّعاء في مثل هذا اليوم.

قال حذيفة (رض): قلت: يا رسول اللّه ادع اللّه ليهلكنّه في حياتك قال: يا حذيفة لا احبّ أن أجتري على اللّه عزّ و جلّ لما قد سبق في علمه لكنّي سألت اللّه تعالى أن يجعل اليوم الذي يقبضه فيه إليه فضيلة على ساير الأيام و يكون ذلك سنة يستنّ بها أحبّائي و شيعة أهل بيتي و محبهم، فأوحى اللّه عزّ و جل إلي: فقال: يا محمّد إنّه قد سبق في علمي أن يمسّك و أهل بيتك محن الدّنيا و بلائها و ظلم المنافقين و المعاندين من عبادي ممّن نصحتهم و خانوك و محضتهم و غشوك و صافيتهم و كاشحوك و أوصلتهم و خالفوك و أوعدتهم و كذّبوك، فانّي بحولي و قوّتي و سلطاني لافتحنّ على روح من يغضب «يغصب خ» بعدك عليّا حقّه وصيك و وليّ خلقى «من العذاب الاليم خ» ألف باب من النيران من سفاك الفيلوق، و لاوصلنّه و أصحابه قعرا يشرف عليه إبليس لعنه اللّه فيلعنه، و لأجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة مع فراعنة الانبياء و أعداء الدين في المحشر، و لا حشرنّهم و أوليائهم و جميع الظلمة و المنافقين في جهنم و لادخلنهم «و لاخلدنهم خ ك» فيها أبدا الآبدين.

يا محمّد أنا أنتقم من الذي يجتري عليّ و يبدّل كلامي و يشرك بي و يصدّ النّاس عن سبيلي و ينصب نفسه عجلا لامتك و يكفر بي، إنّي قد أمرت سبع سماوات من شيعتكم و محبّيكم أن يتعيدوا في هذا اليوم«» الذي أقبضه إلىّ فيه و أمرتهم أن ينصبوا كراسى كرامتي بازاء البيت المعمور و يثنوا عليّ و يستغفروا لشيعتكم من ولد آدم.

يا محمّد و أمرت الكرام الكاتبين ان يرفعوا القلم عن الخلق «كلهم خ» ثلاثة أيام من أجل ذلك اليوم و لا أكتب عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصيّك.

يا محمّد إني قد جعلت ذلك عيدا لك و لأهل بيتك و للمؤمنين من شيعتك و آليت علي نفسي بعزّتي و جلالي و علوّي في رفيع مكاني إنّ من وسّع في ذلك اليوم على عياله و أقاربه لأزيدن في ماله و عمره و لأعتقنّه من النّار و لأجعلنّ سعيه مشكورا و ذنبه مغفورا، و أعماله مقبولة، ثمّ قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فدخل بيت امّ سلمة فرجعت عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا غير شاكّ في أمر الشيخ الثاني حتّى رأيته بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد فتح الشرّ و أعاد الكفر و الارتداد عن الدّين و حرّف القرآن.

و في البحار من كتاب الاقبال لابن طاوس بعد ذكر اليوم التاسع من ربيع الأول: اعلم أنّ هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيم الشأن و وجدنا جماعة من العجم و الاخوان يعظمون السّرور فيه و يذكرون أنّه يوم هلاك من كان يهون باللّه جلّ جلاله و رسوله و يعاديه، و لم أجد فيما تصفحت من الكتب إلى الآن موافقة اعتمد عليها للرّواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمّده اللّه رضوانه، فان أراد أحد تعظيمه مطلقا لسرّ يكون في مطاويه غير الوجه الذي يظهر فيه احتياطا للرّواية فهكذا عادة ذوي الدّراية، و إن كان يمكن تأويل ما رواه أبو جعفر بن بابويه في أنّ قتل من ذكر كان في تاسع ربيع الأوّل لعلّ معناه أن السّبب الذي اقتضى قتل المقاتل على قتله كان في ذلك اليوم، و يمكن أن يسمّى مجازا سبب القتل بالقتل، أو يكون توجه القاتل من بلده في ذلك اليوم، أو وصول القاتل إلى مدينة القتل فيه، و أمّا تأويل من تأوّل أنّ الخبر وصل إلى بلد ابن بابويه فيه فلا يصحّ، لأن الحديث الذى رواه ابن بابويه عن الصّادق عليه السّلام تضمن أنّ القتل في ذلك اليوم فكيف يصحّ هذا التأويل.

قال: في البحار بعد حكايته ذلك: و يظهر منه ورود رواية اخرى عن الصادق عليه السلام بهذا المضمون رواها الصدوق، و يظهر من كلام خلفه«» الجليل ورود عدة روايات دالة على كون قتله في ذلك، فاستبعاد ابن إدريس و غيره رحمة اللّه عليهم ليس في محلّه، إذ اعتبار تلك الرّوايات مع الشهرة بين أكثر الشيعة سلفا و خلفا لا يقصر عمّا ذكره المورخون من المخالفين، و يحتمل أن يكونوا غيّروا هذا اليوم ليشتبه الأمر على الشيعة فلا يتخذوه يوم عيد و سرور.

فان قيل: كيف اشتبه هذا الأمر العظيم بين الفريقين مع كثرة الدواعي على ضبطه و نقله.

قلنا: نقلب الكلام عليكم مع أنّ هذا الأمر ليس بأعظم من وفات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع أنه وقع الخلاف فيه بين الفريقين بل بين كلّ منهما مع شدّة تلك المصيبة العظمى و ما استتبعه من الدّواهي الاخرى مع أنّهم اختلفوا في يوم القتل و إن اتّفقوا في كونه ذي الحجّة، و من نظر في اختلاف الشّيعة و أهل الخلاف في أكثر الامور التي توفرت الدّواعي على نقلها مع كثرة حاجة النّاس إليها كالأذان و الوضوء و الصّلاة و الحجّ و تأمل فيها لا يستبعد أمثال ذلك، و اللّه أعلم بحقايق الامور.

الثاني في ذكر أخبار الشّورى من طرق العامة

فأقول: روى في البحار عن ابن الأثير في الكامل و الطبري عن شيوخه بطرق متعدّدة أنّه لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب و علم أنّه قد انقضت أيّامه و اقترب أجله، قال له بعض أصحابه: لو استخلفت يا أمير المؤمنين، فقال: لو كان أبو عبيدة حيّا لاستخلفته و قلت لربّي إن سألني: سمعت نبيّك يقول: أبو عبيدة امين هذه الامة، و لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته و قلت لربّي إن سألني: سمعت نبيّك يقول: إنّ سالما شديد الحبّ للّه فقال رجل: ولّ عبد اللّه بن عمر، فقال: قاتلك اللّه، و اللّه ما أردت اللّه بهذا، ويحك كيف استخلفت رجلا عجز عن طلاق امرأته.

و في شرح المعتزلي أنّ عمر لما طعنه أبو لؤلؤة و علم أنّه ميّت استشار فيمن يوليه الأمر بعده فأشير إليه بابنه عبد اللّه فقال لا هاء«» اللّه لا يليها رجلان من ولد الخطاب حسب عمر ما حمل حسب عمر ما احتقب«» لاها اللّه، لا أتحملها حيّا و ميّتا، ثمّ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مات و هو راض عن هذه الستّة من قريش: عليّ و عثمان و طلحة و الزّبير و سعد و عبد الرّحمن بن عوف، و قد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختار و أنفسهم، ثمّ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير منّي يعني ابا بكر و إن أترك فقد ترك من هو خير منّي يعني رسول اللّه، ثم قال: ادعوهم لي، فدعوهم فدخلوا عليه و هو ملقى على فراشه و هو يجود بنفسه، فنظر إليهم فقال: أكلّكم يطمع في الخلافة بعدي فوجموا«» فقال لهم: ثانية فأجابه الزّبير و قال: و ما الذي يبعدنا منها وليتها أنت فقمت بها و لسنا دونك في قريش و لا في السّابقة و القرابة.

قال الشّارح قال الشيخ أبو عثمان الجاحظ: و اللّه لو لا علمه أنّ عمر يموت في مجلسه ذلك لم يقدم على أن يفوّه من هذا الكلا بكلمة و لا أن ينبس«» منه لفظ، فقال عمر: أفلا اخبركم عن أنفسكم: قالوا: قل فانّا لو استعفيناك لم تعفنا، فقال: أمّا أنت يا زبير فوعقة«» لقس«» مؤمن الرّضى كافر الغضب، يوما إنسان و يوما شيطان، و لعلّها لو أفضت إليك ظلّت قومك تلاطم بالبطحاء على مدّ من شعير، أ فرأيت إن أفضت إليك فليت شعرى من يكون للنّاس يوم تكون شيطانا و من يكون يوم تغضب إماما، و ما كان اللّه ليجمع لك أمر هذه الامة و أنت على هذه الصّفة.

ثمّ أقبل على طلحة و كان له مبغضا مند قال لأبي بكر يوم وفاته ما قال في عمر، فقال له: أقول أم أسكت قال: قل فانّك لا تقول من الخير شيئا، قال: أما أني أعرفك منذ اصيبت إصبعك يوم احد و الباد«» الذي حدث لك، لقد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ساخطا عليكم للكمة«» التي قلتها يوم انزلت آية الحجاب.

قال الشّارح: قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ: الكلمة المذكورة أنّ طلحة لما انزلت آية الحجاب قال بمحضر ممّن نقل عنه الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما الذي يغنيه حجابهن اليوم سيموت غدا فننكحهنّ، قال: قال أبو عثمان أيضا: لو قال لعمر قائل أنت قلت: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مات و هو راض عن الستّة فكيف تقول الآن لطلحة إنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مات ساخطا عليك للكلمة التي قلتها، لكان قد رماه بمشاقصة«» و لكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له: ما دون هذا فكيف هذا ثمّ أقبل على سعد بن أبي وقاص فقال: أمّا أنت صاحب مقنب«» من هذه المقانب تقاتل به و صاحب قنص«» و قوس و أسهم و ما زهرة و الخلافة و امور الناس ثمّ أقبل على عبد الرّحمن بن عوف فقال: و أما أنت يا عبد الرّحمن فلو وزن نصف ايمان المسلمين بايمانك لرجح ايمانك به و لكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك و ما زهرة و هذا الأمر.

ثمّ أقبل على عليّ عليه السّلام فقال: للّه أنت لو لا دعابة«» فيك أما و اللّه لئن وليتهم لتحملنهم على الحقّ الواضح و المحجّة البيضاء.

ثمّ أقبل على عثمان فقال هيها«» إليك كأني بك قد قلّدتك قريش هذا الأمر لحبّها إيّاك فحملت بنى اميّة و بني أبي معيط على رقاب النّاس و آثرتهم بالفي ء فسارت «فثارت ظ» إليك عصابة من را بان«» «ذوبان خ» العرف فذبحوك على فراشك ذبحا و اللّه لئن فعلوا لتفعلنّ و لئن فعلت ليفعلنّ، ثمّ أخذ بناصيته فقال: فاذا كان ذلك فاذكر قولي فانه كاين.

ثمّ قال: ادعوا لي أبا طلحة الأنصاري فدعوه له فقال: انظر يا أبا طلحة إذا عدتم من حفرتي فكن في خمسين رجلا من الأنصار حاملي سيوفكم فخذ هؤلاء النّفر بامضاء الأمر و تعجيله و اجمعهم في بيت وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا و يختاروا واحدا منهم، فان اتفق خمسة و أبى واحد فاضرب عنقه، و إن اتفق أربعة و أبى اثنان فاضرب أعناقهما، و إن اتّفق ثلاثة و خالف ثلاثة فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرّحمن فارجع الى ما قد اتفقت عليه فان اصرّت الثلاثة الاخرى على خلافها فاضرب أعناقها، و ان مضت ثلاثة أيّام و لم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق الستّة و دع المسلمين يختاروا لأنفسهم.

فلما دفن عمر جمعهم أبو طلحة و وقف على باب البيت بالسّيف في خمسين من الأنصار حاملي سيوفهم ثم تكلم القوم و تنازعوا، فأوّل ما عمل طلحة أنّه أشهدهم على نفسه أنّه قد وهب حقّه من الشّورى لعثمان، و ذلك لعلمه أنّ النّاس لا يعدلون به عليّا و عثمان و أنّ الخلافة لا تخلص له و هذان موجودان، فأراد تقوية أمر عثمان و إضعاف جانب عليّ عليه السّلام بهبة أمر لا انتفاع و لا تمكن له منه، فقال الزّبير في معارضته و أنا اشهدكم على نفسي أنّي قد وهبت حقّي من الشّورى لعليّ عليه السّلام، و إنّما فعل ذلك لأنّه لما رأى عليّا عليه السّلام قد ضعف و انخذل بهبة طلحة حقّه لعثمان دخلته حميّة النّسب، لأنّه ابن عمة أمير المؤمنين عليه السّلام و هي صفية بنت عبد المطلب و أبو طالب خاله، فبقى من الستّة أربعة، فقال سعد بن أبي وقاص: و أنا قد وهبت حقّى من الشّورى لابن عمّي عبد الرّحمن، و ذلك لأنّهما من بني زهرة و لعلم سعد أنّ الأمر لا يتمّ له.

فلما لم يبق إلّا الثّلاثة قال عبد الرّحمن لعلي و عثمان: أيّكما يخرج نفسه من الخلافة و يكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين فلم يتكلّم منهما أحد، فقال عبد الرّحمن: إنّى اشهدكم قد أخرجت نفسي من الخلافة على أن اختار أحدهما، فأمسكا، فبدء بعليّ عليه السّلام و قال له: ابايعك على كتاب اللّه و سنّة رسول اللّه و سيرة الشيخين أبي بكر و عمر، فقال: بل على كتاب اللّه و سنّة رسوله و اجتهاد رأيي، فعدل عنه إلى عثمان فعرض ذلك عليه، فقال: نعم، فعاد إلى عليّ عليه السّلام فأعاد قوله، فعل ذلك عبد الرّحمن ثلاثا، فلما رأى أن عليّا غير راجع عمّا قاله و أنّ عثمان ينعم له بالاجابة صفق على يد عثمان، و قال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين، فيقال: إنّ عليّا عليه السّلام قال له: و اللّه ما فعلها إلّا لأنّك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه، دقّ اللّه بينكما عطر منشم«» قيل: ففسد بعد ذلك بين عثمان و عبد الرحمن فلم يكلّم أحدهما صاحبه حتّى مات عبد الرّحمن.

و قال الشارح أيضا: لما بنى عثمان قصره طمارد الزوراء و صنع طعاما كثيرا و دعا الناس إليه كان فيهم عبد الرّحمن، فلما نظر إلى البناء و الطعام قال: يا بن عفان لقد صدقنا عليك ما كتا نكذب فيك و إني استعيذ باللّه من بيعتك، فغضب عثمان و قال: أخرجه عني يا غلام، فأخرجوه و أمر الناس أن لا يجالسوه فلم يكن يأتيه أحد إلا ابن عباس كان يأتيه فيتعلّم منه القرآن و الفرائض، و مرض عبد الرّحمان فعاده عثمان، فكلّمه و لم يكلّمه حتى مات.

أقول: هذا ما رواه الشّارح المعتزلي في قضيّة الشّورى و أتبعه بروايات اخرى لامهمّ في إطالة الكلام بذكرها، و إنّما المهمّ الاشارة إلى بعض ما يطعن به على عمر في هذه القضيّة من ابداعه في الدّين و خروجه عن نهج الحقّ المبين و غير ذلك ممّا لا يخفى على أهل البصيرة و اليقين.

منها مخاطبته القوم و مواجهتهم بمثل تلك الكلمات الكاشفة عن غلظ طبيعته و خشونة مسه و جفوته، و ذلك شاهد صدق على ما ذكره عليه السّلام سابقا بقوله: فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها و يخشن مسها اه.

و منها خروجه في هذا الأمر عن النّصّ و الاختيار جميعا.

و منها حصر الشّورى في ستّة و ذمّ كلّ واحد منهم بأن ذكر فيه طعنا لا يصلح معه الامامة ثمّ أهله بعد أن طعن فيه.

و منها نسبة الامام عليه السّلام إلى الدعابة و المزاحة و هو افتراء عليه و ظلم في حقّه، و مثل ذلك زعم عمرو بن العاص و كذبه عليه السّلام في بعض خطبة الآتية بقوله: عجبا لابن النّابغة يزعم أنّ في دعابة او أنّي امرء تلعابة إلى آخر ما يأتي و هو المختار الثّالث و الثّمانون.

و منها جعل الأمر إلى ستّة ثمّ إلى أربعة ثمّ إلى واحد وصفه بالضّعف و القصور.

و منها ترجيح قول الذين فيهم عبد الرّحمن لعلمه بأنّه لا يكاد يعدل بالأمر عن ختنة و ابن عمّه.

و منها إدخاله عثمان في الشّورى مع دعواه العلم بظهور الفساد و القتل من خلافته و صرف مال اللّه في غير أهله كما يدلّ عليه قوله: و اللّه لئن فعلوا لتفعلن.

و منها أمره بقتل الثّلاثة الذين ليس فيهم عبد الرّحمن لو أصرّوا على المخالفة و من المعلوم أنّ مخالفته لا يوجب استحقاق القتل و منها أمره بقتل الستة و ضرب أعناقهم إن مضت ثلاثة أيّام و لم يتّفقوا، و من الواضح أنّ تكليفهم إذا كان الاجتهاد في اختيار الامام فربّما طال زمان الاجتهاد و ربّما قصر بحسب ما يعرض فيه من العوارض، و كيف يسوغ الأمر بالقتل إذا تجاوزت الثلاثة إلى غير هذه ممّا هي غير خفيّة على أهل البصيرة و المعرفة.

الثالث في ذكر طائفة من الاحتجاجات التي احتجّ بها الامام عليه السّلام في مجلس الشورى

و مناشداته معهم و تعديد فضائله و ذكر خصائصه، و هي كثيرة روتها الخاصّة و العامة في كتبهم و نحن نقتصر على رواية واحدة.

و هو ما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمّد بن على الباقر عليه السّلام قال: إنّ عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة و أجمع على الشّورى بعث إلى ستّة نفر من قريش: إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و إلى عثمان ابن عفان و إلى زبير بن العوام و إلى طلحة بن عبيد اللّه و عبد الرّحمن بن عوف و سعد ابن أبي وقاص، و أمرهم أن يدخلوا إلى بيت و لا يخرجوا منه حتّى يبايعوا لأحدهم فان اجتمع أربعة على واحد و أبى واحد أن يبايعهم قتل، و إن امتنع اثنان و بايع ثلاثة قتلا فاجمع رأيهم على عثمان.

فلما رأى أمير المؤمنين عليه السّلام ما همّ القوم به من البيعة لعثمان قام فيهم ليتّخذ عليهم الحجة، فقال عليه السّلام لهم: اسمعوا منّي فان يك ما أقول حقا فاقبلوا، و إن يك باطلا فانكروه ثمّ قال عليه السّلام: انشدكم «نشدتكم خ» باللّه الذي يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم هل فيكم أحد صلّى القبلتين كلتيهما غير قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم من بايع البيعتين كلتيهما بيعة الفتح و بيعة الرضوان غيري قالوا: لا، قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخوه المزيّن بالجناحين «يطير بهما في الجنة خ» غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عمّة سيّد الشّهداء غيري قالوا لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد زوجته سيّدة نساء أهل الجنة غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ابناه ابنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هما سيّد اشباب.

أهل الجنة غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد عرف النّاسخ من المنسوخ في القرآن غيري قالوا: لا.

قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد أذهب اللّه عنه الرّجس و طهّره تطهيرا غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد عاين جبرئيل في مثال دحية الكلبي غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد أدّى الزّكاة و هو راكع غيري قالوا: لا، قال فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد مسح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عينيه و أعطاه الرّاية يوم خيبر فلم يجد حرا و لا بردا غيري قالوا لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد نصبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم غدير خم بأمر اللّه فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم و الا من والاه و عاد من عاداه غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخو رسول اللّه في الحضر و رفيقه في السّفر غيري قالوا: لا.

قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبدود يوم الخندق و قتله غيري قالوا: لا، قال فانشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلوات اللّه عليه و آله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي غيري قالوا: لا.

قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد سمّاه اللّه تعالى في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد ناول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبضة من التراب فرمى بها في وجوه الكفار فانهزموا غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد وقفت الملائكة يوم احد حتى ذهب النّاس عنه غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد قضى دين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد اشتاقت الجنّة إلى رؤيته غيري قالوا: لا.

قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد شهد وفات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كفّنه غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و رايته و خاتمة غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طلاق نسائه بيده غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد حمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ظهره حتّى كسر الأصنام على باب الكعبة غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نودي باسمه يوم بدر من السّمآء لا سيف إلّا ذو الفقار و لا فتى إلّا عليّ غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أكل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الطائر المشويّ الذي اهدي إليه غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت صاحب رايتي في الدّنيا و صاحب لوائي في الآخرة غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد قدّم بين يدي نجويه صدقة غيري قالوا: لا، قال فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد خصف«» نعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أنا أخوك و أنت أخي غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك «الخلق خ» إلى و أقواهم بالحقّ غيري قالوا: «اللّهم خ» لا قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد استقى مأئة دلو بمأة تمر و جاء بالتّمر فاطعمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو جايع غيري قالوا: «اللهم خ» لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سلّم عليه جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في ثلاثة آلاف من الملائكة «كلّ واحد منهم في ألف من الملائكة خ» يوم بدر غيري قالوا: «اللّهم خ» لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غمض عين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وحد اللّه قبلي غيري«» قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان أوّل داخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و آخر خارج من عنده غيري قالوا: لا، قال: فانشدتكم باللّه هل فيكم أحد مشى مع رسول اللّه فمرّ على حديقة فقال «فقلت خ» ما أحسن هذه الحديقة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و حديقتك في الجنّة أحسن من هذه الحديقة حتّى إذا مرّ «مررت خ» على ثلاثة حدائق كل ذلك يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حديقتك في الجنّة أحسن من هذه غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت أوّل من آمن بي و أوّل من يصافحني يوم القيامة غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيده و يد امرأته و ابنيه حين أراد أن يباهل نصارى و نجران غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أوّل طالع يطلع عليكم من هذا الباب يا أنس فانّه أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و خير الوصيّين و أولى النّاس بالناس فقال أنس: اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار فكنت أنا الطالع فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأنس: ما أنت بأوّل رجل أحبّ قومه غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ».

غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه و في ولده: «إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً».

إلى آخر السّورة غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه: «أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ» غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد علمه رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ألف كلمة كلّ كلمة مفتاح ألف كلمة غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحدنا جاه رسول الله يوم الطايف فقال أبو بكر و عمر: ناجيت عليا دوننا، فقال لهم رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما انا ناجيته بل الله أمرني بذلك غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد سقاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من المهراس«» غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه: أنت أقرب الخلق مني يوم القيامة يدخل بشفاعتك الجنّة أكثر من عدد ربيعة و مضر غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت تكسى حين اكسى غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت و شيعتك هم الفائزون يوم القيامة غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كذب من زعم أنّه يحبني و يبغض هذا غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ شعراتي «هذه خ» فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحب اللّه، فقيل له: و ما شعراتك يا رسول اللّه قال: عليّ و الحسن و الحسين و فاطمة غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت خير البشر بعد النبيّين غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت الفاروق تفرق بين الحقّ و الباطل غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت أفضل الخلايق عملا يوم القيامة بعد النّبيين غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كساه عليه و على زوجته و على ابنيه ثم قال: اللّهمّ أنا و أهل بيتي إليك لا إلى النّار غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الطعام و هو في الغار و يخبره بالأخبار غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا سر للّه دونك غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت أخي و وزيري و صاحبي من أهلي غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت أقدمهم سلما«» و أفضلهم علما و أكثرهم حلما غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل مرحبا اليهودي مبارزة فارس اليهود غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عرض عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الاسلام فقال له: أنظرني حتّى ألقى والدي، فقال له رسول اللّه: يا عليّ فانّها أمانة عندك، فانّها عندك، فقلت: فان كانت أمانة عندي فقد أسلمت غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد احتمل باب خيبر حين فتحها فمشى به مأئة ذراع ثم عالجه بعده أربعون رجلا فلم يطيقونه غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد«» نزلت فيه هذه الآية: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً».

فكنت أنا الذي قدّم الصّدقة غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سبّ عليّا فقد سبّني و من سبّني فقد سبّ اللّه غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: منزلي مواجه منزلك في الجنّة غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قاتل اللّه من قاتلك و عادى اللّه من عاداك غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اضطجع على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين أراد أن يسير إلى المدينة و وقاه بنفسه من المشركين حين أراد و اقتله غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه أنت أولى النّاس بامّتي من بعدي غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم احد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت يوم القيامة عن يمين العرش و اللّه يكسوك ثوبين أحدهما أخضروا الآخر و رديّ غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد صلّى قبل النّاس «مع رسول اللّه خ» بسبع سنين و أشهر غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا يوم القيامة آخذ بحجزة ربي و الحجزة النّور و أنت آخذ بحجزتي«» و أهل بيتى آخذون بحجزتك غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت كنفسي و حبّك حبّي و بغضك بغضي غيري قالوا: لا، قال نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ولايتك كولايتى عهد عهده إلىّ ربّي و أمرني أن ابلغكموه غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللهمّ اجعله لى عونا و عضدا و ناصرا غيرى قالوا لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: المال يعسوب الظلمة و أنت يعسوب«» المؤمنين غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأبعثنّ اليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للايمان غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رمّانة و قال: هذه من رمّان الجنّة لا ينبغي أن يأكل منه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما سألت ربّي شيئا إلّا أعطانيه و لم أسأل ربّى شيئا إلّا سالت لك مثله غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت أقومهم بأمر اللّه و أوفاهم بعهد اللّه و اعلمهم بالقضيّة و أقسمهم بالسّوية و أعظمهم عند اللّه مزيّة غيرى قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: فضلك على هذه الامّة كفضل الشّمس على القمر و كفضل القمر على النّجوم غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يدخل اللّه وليّك الجنّة و عدوّك النّار غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: النّاس من أشجار شتّى و أنا و أنت من شجرة واحدة غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا سيّد ولد آدم و أنت سيّد العرب «و العجم خ» و لا فخر غيري: قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد رضى اللّه عنه في الآيتين من القرآن غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: موعدك و موعدي و موعد شيعتك الحوض إذا خافت الامم و وضعت الموازين غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللهم إني احبّه فأحبّه اللهمّ إنّي أستودعكه غيرى قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت تحاج النّاس فتحجهم باقام الصّلاة و ايتآء الزّكاة و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و إقامة الحدود و القسم بالسّوية غيري قالوا: لا.

قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيده يوم بدر«» «غدير خ» فرفعها حتّى نظر النّاس إلى بياض ابطيه و هو يقول: ألا إنّ هذا عليّ بن أبي طالب أخي و ابن عمّي و وزيري فوازروه و ناصحوه و صدّقوه فهو وليّكم غيري قالوا: لا، قال: نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

غيري قالوا: لا، قال: فهل فيكم أحد كان جبرئيل أحد ضيفانه غيري قالوا: لا، قال: فهل فيكم أحد أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حنوطا من حنوط الجنّة ثم قال: اقسمه أثلاثا ثلثا لي تحنّطني به و ثلثا لابنتي و ثلثا لك غيري قالوا: لا.

قال: فهل فيكم أحد كان إذا ادخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حيّاه و أدناه و رحّب به و تهلل له وجهه غيرى قالوا: لا، قال: فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنا أفتخر بك يوم القيامة إذا افتخرت الأنبياء بأوصيائها غيرى قالوا: لا.

قال: فهل فيكم أحد سرحه«» رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسورة برائة إلى المشركين من أهل مكة بأمر اللّه غيرى قالوا: لا، قال: فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إني لأرحمك من ضغاين في صدور أقوام عليك لا يظهرونها حتّى يفقدونني فاذا فقدوني خالفوا فيها غيرى قالوا: لا.

قال: فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ادّى الله«» عن أمانتك أدّى الله عن ذمتك غيرى قالوا: لا قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنت قسيم النّار تخرج منها من زكى و تذر فيها كل كافر غيرى قالوا: لا.

قال: فهل فيكم أحد فتح حصن خيبر و شبى بنت مرحب فأدّاها إلى رسول الله غيرى قالوا: لا، قال: فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ترد علىّ الحوض أنت و شيعتك روّاء مروّيين مبيضة وجوههم و يرد علىّ عدوّك ظمأ مظمئين مقمحين«» مسودّة وجوههم غيرى قالوا: لا.

ثمّ قال لهم أمير المؤمنين عليه السّلام: أما إذا أقررتم على أنفسكم و استبان لكم ذلك من قول نبيّكم فعليكم بتقوى الله وحده لا شريك له، و أنهاكم من سخطه و غضبه و لا تعصوا أمره، و ردّوا الحقّ إلى أهله و اتّبعوا سنّة نبيّكم فانكم إن خالفتم خالفتم الله، فادفعوها إلى من هو أهله و هي له، قال: فتغامزوا فيما بينهم و تشاوروا و قالوا: قد عرفنا فضله و علمنا أنّه أحقّ النّاس بها، و لكنّه رجل لا يفضل أحدا على أحد، فان وليتموها إيّاه جعلكم و جميع النّاس فيها شرعا سواء، و لكن ولوها عثمان فانّه يهوى الذي تهوون فدفعوها إليه.

شرح لاهیجی

جعلها فى جماعة زعم انّى احدهم يعنى گردانيد قرار امر خلافت را در ميان دسته كه گمان كرد كه من يكى از انها باشم در مرتبه و استحقاق و اشاره است باصحاب شورى يعنى اصحاب مشورت و قصّه شورى چنانست بعد از آن كه ابو لؤلؤ زخم زد عمر را اعيان و اشراف نزد او جمع شدند و گفتند سزاوار اينست كه تو خليفه و جانشين خود گردانى كسى را كه تو باو راضى باشى در جواب گفت كه من دوست نمى دارم كه متحمّل خلافت شود زنده و مرده حضّار گفتند كه ما با تو مشورت مى كنيم تو آن چه صلاحست بگو پس گفت انهائى كه شايسته اين امرند هفت نفرند كه از رسول خدا (- ص- ) شنيده ام كه انها اهل بهشتند يكى سعد بن زيد است و من او را اخراج از اين امر ميكنم چون از اهل بيت منست گويا غرض او اين بود كه بلكه بجهة قرابت باو بعد از اين سخن اصرار در تعيين او نمايند و گفتند آن شش نفر ديگر سعد بن وقاص و عبد الرّحمن بن عوف و طلحه و زبير و عثمان و على (- ع- ) است امّا سعد بن وقّاص مانعى ندارد مگر بتقريب درشتى كه دارد و امّا از جانب عبد الرّحمن پس از جهة اين كه قارون اين امّت است و امّا از جهة طلحه پس بتقريب تكبّر و نخوت او و امّا از جانب زبير پس بجهة بخل و خسّت او و در بقيع ديدم كه از براى يك صاع گندم مقاتله ميكرد و صلاحيّت اين كار را ندارد مگر مرديكه وسعت خلق داشته باشد و امّا از جانب عثمان پس از جهت دوست داشتن او مر قوم و خويش خود را و از جانب علىّ (- ع- ) پس از جهة حريص بودن او در امر خلافت پس گفت كه صهيب سه روز با مردم نماز گذارد و شماها در خانه خلوتى جمع كنيد اين شش نفر را سه روز تا متّفق بشوند بيكى از خودشان پس هرگاه پنج نفر متّفق شدند و يكى خلاف كرد بقتل برسانيد او را و چنانچه سه نفر برقرار شدند با مردى و سه نفر ديگر با مردى پس شما اختيار كنيد انسه نفر را كه عبد الرّحمن در ميان انها باشد و انسه ديگر را بقتل برسانيد پس وقتى كه از پيش او بيرون رفتند و جمع شدند از براى تعيين خليفه عبد الرّحمن بن عوف گفت كه از براى من و پسر عمّ كه سعد بن وقّاص باشد ثلث اين امر است پس ما دو نفر خود را از امر خلافة خارج مى سازيم و طالب امر خلافت نيستيم و اختيار مى كنيم مردى را كه بهترين شما باشد از براى خلافت پس قوم گفتند كه ما راضى بهمه كس هستيم غير از علىّ (- ع- ) زيرا كه او متّهم است در اين امر و چون عبد الرّحمن مأيوس شد از رضاء بعلى (- ع- ) رو كرد بسوى سعد و گفت كه بيا تا تعيين كنيم مردى را و با او بيعت كنيم پس مردم هم بيعت خواهند كرد كسى را كه ما با او بيعت كرده ايم پس سعد گفت كه اگر عثمان متابعت تو بكند من سوّم شما باشم و اگر اراده دارى كه عثمان را تعيين كنى پس على (- ع- ) را دوست مى دارم و الّا فلا و چون عبد الرّحمن از موافقت سعد مأيوس گرديد پس برداشت ابو طلحه را با پنجاه نفر از انصار و ايشان را تحريص كرد بر تعيين خليفه پس رو كرد عبد الرّحمن بسوى على (- ع- ) و دست او را گرفت و گفت بيعت ميكنم با تو باين نحو كه تو عمل كنى بكتاب خدا و سنّت و طريقه رسول خدا (- ص- ) و طريقه دو خليفه سابق ابى بكر و عمر پس على (- ع- ) گفت بيعت ميكنم باين نحو كه عمل بكتاب خدا و سنّة رسول خدا (- ص- ) پس باجتهاد رأى خودم پس دست على (- ع- ) را رها كردند پس رو اورد بعثمان و دست او را گرفت و گفت باو مثل آن چه بعلى (- ع- ) گفته بود پس عثمان گفت ارى پس سه دفعه مكرّر كرد همين قول را بعلى (- ع- ) و عثمان و در هر دفعه علىّ عليه السّلام جواب گفت بطورى كه در اوّل جواب گفته بود و عثمان بهمان طور كه در اوّل گفته بود پس بعد از ان عبد الرّحمن گفت خلافت از براى تو است اى عثمان و با او بيعت كرد پس مردم بيعت كردند با عثمان و اين بود مجمل قصّه شورى و امير المؤمنين (- ع- ) در اين خطبه رديف حكايت اين قصّه گردانيد استغاثه بخداى (- تعالى- ) را از براى شورى و گفتند فيا للّه للشّورى يعنى اى خداى عزّ و جلّ طلب يارى از تو ميكنم از جهة شورائى كه شد و مشورتى كه كردند و متى اعترض الرّيب فىّ مع الاوّل منهم حتّى صرت اقرن الى هذه النّظائر يعنى در چه زمان قبول عروض كرد و واقعشد شكّ و تردّد در من در بودن با اوّل انها كه ابى بكر باشد تا اين كه بكردم كه مقارن گردانيده شوم بسوى مثل اين اشخاص يعنى در هيچ زمان شكّ و تردّد در من بهم نرسيد كه با ابى بكر كه اوّل و مقدّم و پيشوا و بزرگ اين جماعت بود مع و مصاحب باشم در امرى تا اين كه در يكجا جمع گردانيده شوم با اين اشخاص در شور و مصلحت و من اعظم شانا و اجلّ قدرا باشم در علم و فضل و حكمت و تدبير كه خود را هم شود مثل اين طائفه ضالّه جهله سازم لكنّى اسففت اذا سفّوا و طرت اذا طاروا يعنى لكن بزمين نزديك ميشوم در پرواز وقتى كه اين طايفه بزمين نزديك ميشوند و بلند مى پرم وقتى كه انها مى پرند كه بلكه انها را رام و مطيع خود گردانم و براه هدايت در اورم مثل كبوتر اهلى كه با كبوتران وحشى پرواز ميكنند در نشيب و فراز كه بلكه انها را رام و اهل سازد خلاصه غرض از اينكلام بيان حكمت بودن جناب ايشانست در شورى فصغى رجل منهم لصغنه يعنى پس منحرف از من شد مردى از انجماعت بسبب كينه و حسدش يعنى طلحه يا سعد بن ابى وقّاص و مال الاخر لصهره يعنى و ميل كرد مرد ديگر يعنى عبد الرّحمن بتقريب دامادى او با عثمان زيرا كه او شوهر خواهر مادرى عثمان بود مع هن و هن يعنى با دو نفر ديگر كه ذكر اسم ايشان قبيح است از رذالت و دنائت مثل عورت و كنايه از دو نفر باقى است

شرح ابن ابی الحدید

حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ- جَعَلَهَا فِي سِتَّةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى- مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ- حَتَّى صِرْتُ أَقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ- لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا- فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ- وَ مَالَ الآْخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ اللام في يا لله مفتوحة- و اللام في و للشورى مكسورة- لأن الأولى للمدعو و الثانية للمدعو إليه- قال

  • يا للرجال ليوم الأربعاء أماينفك يحدث لي بعد النهي طربا

- . اللام في للرجال مفتوحة و في ليوم مكسورة- و أسف الرجل إذا دخل في الأمر الدني ء- أصله من أسف الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه- و الضغن الحقد- . و قوله مع هن و هن- أي مع أمور يكنى عنها و لا يصرح بذكرها- و أكثر ما يستعمل ذلك في الشر- قال

على هنوات شرها متتابع

- . يقول ع إن عمر لما طعن جعل الخلافة في ستة- هو ع أحدهم ثم تعجب من ذلك- فقال متى اعترض الشك في مع أبي بكر- حتى أقرن بسعد بن أبي وقاص- و عبد الرحمن بن عوف و أمثالهما- لكني طلبت الأمر و هو موسوم بالأصاغر منهم- كما طلبته أولا و هو موسوم بأكابرهم- أي هو حقي فلا أستنكف من طلبه- إن كان المنازع فيه جليل القدر أو صغير المنزلة- . و صغا الرجل بمعنى مال الصغو الميل بالفتح و الكسر

قصة الشورى

و صورة هذه الواقعة أن عمر لما طعنه أبو لؤلؤة- و علم أنه ميت استشار فيمن يوليه الأمر بعده- فأشير عليه بابنه عبد الله فقال لاها الله إذا- لا يليها رجلان من ولد الخطاب حسب عمر ما حمل- حسب عمر ما احتقب- لاها الله لا أتحملها حيا و ميتا- ثم قال إن رسول الله مات- و هو راض عن هذه الستة من قريش- علي و عثمان و طلحة و الزبير- و سعد و عبد الرحمن بن عوف- و قد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم- ثم قال إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني- يعني أبا بكر- و إن أترك فقد ترك من هو خير مني يعني رسول الله ص- ثم قال ادعوهم لي فدعوهم- فدخلوا عليه و هو ملقى على فراشه يجود بنفسه- . فنظر إليهم فقال أ كلكم يطمع في الخلافة بعدي فوجموا- فقال لهم ثانية فأجابه الزبير و قال- و ما الذي يبعدنا منها وليتها أنت فقمت بها- و لسنا دونك في قريش و لا في السابقة و لا في القرابة- . قال الشيخ أبو عثمان الجاحظ- و الله لو لا علمه أن عمر يموت في مجلسه ذلك- لم يقدم على أن يفوه من هذا الكلام بكلمة- و لا أن ينبس منه بلفظة- . فقال عمر أ فلا أخبركم عن أنفسكم- قال قل فإنا لو استعفيناك لم تعفنا- فقال أما أنت يا زبير فوعق لقس- مؤمن الرضا كافر الغضب يوما إنسان و يوما شيطان- و لعلها لو أفضت إليك ظلت يومك- تلاطم بالبطحاء على مد من شعير- أ فرأيت إن أفضت إليك- فليت شعري من يكون للناس يوم تكون شيطانا- و من يكون يوم تغضب- و ما كان الله ليجمع لك أمر هذه الأمة- و أنت على هذه الصفة- .

ثم أقبل على طلحة و كان له مبغضا- منذ قال لأبي بكر يوم وفاته ما قال في عمر- فقال له أقول أم أسكت- قال قل فإنك لا تقول من الخير شيئا- قال أما إني أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم أحد- و البأو الذي حدث لك- و لقد مات رسول الله ص ساخطا عليك- بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب- . قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ رحمه الله تعالى- الكلمة المذكورة أن طلحة لما أنزلت آية الحجاب- قال بمحضر ممن نقل عنه إلى رسول الله ص- ما الذي يغنيه حجابهن اليوم و سيموت غدا فننكحهن- قال أبو عثمان أيضا لو قال لعمر قائل أنت قلت- إن رسول الله ص مات و هو راض عن الستة- فكيف تقول الآن لطلحة إنه مات ع ساخطا عليك- للكلمة التي قلتها- لكان قد رماه بمشاقصه- و لكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا- فكيف هذا- . قال ثم أقبل على سعد بن أبي وقاص فقال- إنما أنت صاحب مقنب من هذه المقانب تقاتل به- و صاحب قنص و قوس و أسهم- و ما زهرة و الخلافة و أمور الناس- . ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال- و أما أنت يا عبد الرحمن- فلو وزن نصف إيمان المسلمين بإيمانك- لرجح إيمانك به- و لكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك- و ما زهرة و هذا الأمر- . ثم أقبل على علي ع فقال- لله أنت لو لا دعابة فيك أما و الله لئن وليتهم- لتحملنهم على الحق الواضح و المحجة البيضاء- ثم أقبل على عثمان فقال هيها إليك- كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها إياك- فحملت بني أمية و بني أبي معيط على رقاب الناس- و آثرتهم بالفي ء فسارت إليك عصابة من ذؤبان العرب- فذبحوك على فراشك ذبحا- و الله لئن فعلوا لتفعلن و لئن فعلت ليفعلن- ثم أخذ بناصيته فقال- فإذا كان ذلك فاذكر قولي فإنه كائن- .

ذكر هذا الخبر كله شيخنا أبو عثمان في كتاب السفيانية- و ذكره جماعة غيره في باب فراسة عمر- و ذكر أبو عثمان في هذا الكتاب عقيب رواية هذا الخبر- قال و روى معمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأهل الشورى- إنكم إن تعاونتم و توازرتم و تناصحتم- أكلتموها و أولادكم- و إن تحاسدتم و تقاعدتم و تدابرتم و تباغضتم- غلبكم على هذا الأمر معاوية بن أبي سفيان- و كان معاوية حينئذ أمير الشام- . ثم رجع بنا الكلام إلى تمام قصة الشورى- ثم قال ادعوا إلي أبا طلحة الأنصاري- فدعوه له فقال انظر يا أبا طلحة- إذا عدتم من حفرتي- فكن في خمسين رجلا من الأنصار حاملي سيوفكم- فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر و تعجيله- و اجمعهم في بيت و قف بأصحابك على باب البيت- ليتشاوروا و يختاروا واحدا منهم- فإن اتفق خمسة و أبى واحد فاضرب عنقه- و إن اتفق أربعة و أبى اثنان فاضرب أعناقهما- و إن اتفق ثلاثة و خالف ثلاثة- فانظر الثلاثة التي فيها عبد الرحمن- فارجع إلى ما قد اتفقت عليه- فإن أصرت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقها- و إن مضت ثلاثة أيام و لم يتفقوا على أمر- فاضرب أعناق الستة- و دع المسلمين يختاروا لأنفسهم- . فلما دفن عمر جمعهم أبو طلحة- و وقف على باب البيت بالسيف- في خمسين من الأنصار حاملي سيوفهم- ثم تكلم القوم و تنازعوا- فأول ما عمل طلحة أنه أشهدهم على نفسه- أنه قد وهب حقه من الشورى لعثمان- و ذلك لعلمه أن الناس لا يعدلون به عليا و عثمان- و أن الخلافة لا تخلص له و هذان موجودان- فأراد تقوية أمر عثمان و إضعاف جانب علي ع- بهبة أمر لا انتفاع له به و لا تمكن له منه- .

فقال الزبير في معارضته- و أنا أشهدكم على نفسي- أني قد وهبت حقي من الشورى لعلي- و إنما فعل ذلك لأنه لما رأى عليا قد ضعف- و انخزل بهبة طلحة حقه لعثمان دخلته حمية النسب- لأنه ابن عمة أمير المؤمنين ع- و هي صفية بنت عبد المطلب و أبو طالب خاله- و إنما مال طلحة إلى عثمان لانحرافه عن علي ع- باعتبار أنه تيمي و ابن عم أبي بكر الصديق- و قد كان حصل في نفوس بني هاشم- من بني تيم حنق شديد لأجل الخلافة- و كذلك صار في صدور تيم على بني هاشم- و هذا أمر مركوز في طبيعة البشر- و خصوصا طينة العرب و طباعها- و التجربة إلى الآن تحقق ذلك- فبقي من الستة أربعة- . فقال سعد بن أبي وقاص- و أنا قد وهبت حقي من الشورى لابن عمي عبد الرحمن- و ذلك لأنهما من بني زهرة و لعلم سعد أن الأمر لا يتم له- فلما لم يبق إلا الثلاثة- قال عبد الرحمن لعلي و عثمان- أيكما يخرج نفسه من الخلافة- و يكون إليه الاختيار في الاثنين الباقيين- فلم يتكلم منهما أحد- فقال عبد الرحمن أشهدكم أنني قد أخرجت نفسي- من الخلافة على أن أختار أحدهما- فأمسكا فبدأ بعلي ع و قال له- أبايعك على كتاب الله و سنة رسول الله- و سيرة الشيخين أبي بكر و عمر- فقال بل على كتاب الله و سنة رسوله و اجتهاد رأيي- فعدل عنه إلى عثمان فعرض ذلك عليه فقال نعم- فعاد إلى علي ع فأعاد قوله فعل ذلك عبد الرحمن ثلاثا- فلما رأى أن عليا غير راجع عما قاله- و أن عثمان ينعم له بالإجابة صفق على يد عثمان- و قال السلام عليك يا أمير المؤمنين- فيقال إن عليا ع قال له- و الله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه- ما رجا صاحبكما من صاحبه- دق الله بينكما عطر منشم- .

قيل ففسد بعد ذلك بين عثمان و عبد الرحمن- فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن

ثم نرجع إلى تفسير ألفاظ الفصل- أما قوله ع فصغا رجل منهم لضغنه فإنه يعني طلحة- و قال القطب الراوندي يعني سعد بن أبي وقاص- لأن عليا ع قتل أباه يوم بدر- و هذا خطأ فإن أباه أبو وقاص- و اسمه مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة- بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب مات في الجاهلية حتف أنفه- . و أما قوله و مال الآخر لصهره- يعني عبد الرحمن مال إلى عثمان- لأن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت تحته- و أم كلثوم هذه هي أخت عثمان من أمه أروى بنت كريز- . و روى القطب الراوندي أن عمر لما قال- كونوا مع الثلاثة التي عبد الرحمن فيها-

قال ابن عباس لعلي ع ذهب الأمر منا- الرجل يريد أن يكون الأمر في عثمان- فقال علي ع و أنا أعلم ذلك- و لكني أدخل معهم في الشورى- لأن عمر قد أهلني الآن للخلافة- و كان قبل ذلك يقول- إن رسول الله ص قال- إن النبوة و الإمامة لا يجتمعان في بيت- فأنا أدخل في ذلك لأظهر للناس- مناقضة فعله لروايته

الذي ذكره الراوندي غير معروف- و لم ينقل عمر هذا عن رسول الله ص- و لكنه قال لعبد الله بن عباس يوما يا عبد الله- ما تقول منع قومكم منكم- قال لا أعلم يا أمير المؤمنين قال اللهم غفرا- إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة و الخلافة- فتذهبون في السماء بذخا و شمخا- لعلكم تقولون إن أبا بكر أراد الإمرة عليكم و هضمكم- كلا لكنه حضره أمر لم يكن عنده أحزم مما فعل- و لو لا رأي أبي بكر في بعد موته لأعاد أمركم إليكم- و لو فعل ما هنأكم مع قومكم- إنهم لينظرون إليكم نظر الثور إلى جازره- . فأما الرواية التي جاءت- بأن طلحة لم يكن حاضرا يوم الشورى- فإن صحت فذو الضغن هو سعد بن أبي وقاص- لأن أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس و الضغينة التي عنده على علي ع من قبل أخواله- الذين قتل صناديدهم و تقلد دماءهم- و لم يعرف أن عليا ع قتل أحدا من بني زهرة- لينسب الضغن إليه- . و هذه الرواية هي التي اختارها أبو جعفر- محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ- قال لما طعن عمر قيل له لو استخلفت- يا أمير المؤمنين فقال من أستخلف- لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته- و قلت لربي لو سألني-

سمعت نبيك يقول أبو عبيدة أمين هذه الأمة

- و لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته- و قلت لربي إن سألني-

سمعت نبيك ع يقول إن سالما شديد الحب لله

- فقال له رجل ول عبد الله بن عمر- فقال قاتلك الله و الله ما الله أردت بهذا الأمر- ويحك كيف أستخلف رجلا عجز عن طلاق امرأته- لا أرب لعمر في خلافتكم- ما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بيتي- إن تك خيرا فقد أصبنا منه و إن تك شرا يصرف عنا- حسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد- و يسأل عن أمر أمة محمد- . فخرج الناس من عنده- ثم راحوا إليه فقالوا له لو عهدت عهدا- قال قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم- أن أولي أمركم رجلا هو أحراكم أن يحملكم على الحق- و أشار إلى علي ع فرهقتني غشية- فرأيت رجلا يدخل جنة قد غرسها- فجعل يقطف كل غضة و يانعة فيضمها إليه- و يصيرها تحته فخفت أن أتحملها حيا و ميتا- و علمت أن الله غالب أمره عليكم بالرهط- الذي قال رسول الله عنهم إنهم من أهل الجنة- ثم ذكر خمسة عليا و عثمان و عبد الرحمن و الزبير و سعدا- . قال و لم يذكر في هذا المجلس طلحة- و لا كان طلحة يومئذ بالمدينة- ثم قال لهم انهضوا إلى حجرة عائشة فتشاوروا فيها- و وضع رأسه و قد نزفه الدم- فقال العباس لعلي ع لا تدخل معهم و ارفع نفسك عنهم- قال إني أكره الخلاف قال إذن ترى ما تكره- فدخلوا الحجرة فتناجوا حتى ارتفعت أصواتهم- فقال عبد الله بن عمر إن أمير المؤمنين لم يمت بعد- ففيم هذا اللغط- و انتبه عمر و سمع الأصوات فقال- ليصل بالناس صهيب- و لا يأتين اليوم الرابع من يوم موتي إلا و عليكم أمير- و ليحضر عبد الله بن عمر مشيرا- و ليس له شي ء من الأمر- و طلحة بن عبيد الله شريككم في الأمر- فإن قدم إلى ثلاثة أيام فأحضروه أمركم- و إلا فأرضوه و من لي برضا طلحة- فقال سعد أنا لك به و لن يخالف إن شاء الله تعالى- . ثم ذكر وصيته لأبي طلحة الأنصاري- و ما خص به عبد الرحمن بن عوف- من كون الحق في الفئة التي هو فيها- و أمره بقتل من يخالف- ثم خرج الناس

فقال علي ع لقوم معه من بني هاشم- إن أطيع فيكم قومكم من قريش لم تؤمروا أبدا- و قال للعباس عدل بالأمر عني يا عم- قال و ما علمك قال قرن بي عثمان

- و قال عمر كونوا مع الأكثر- فإن رضي رجلان رجلا و رجلان رجلا- فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن- فسعد لا يخالف ابن عمه- و عبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان- فيوليها أحدهما الآخر- فلو كان الآخران معي لم يغنيا شيئا- فقال العباس لم أدفعك إلى شي ء- إلا رجعت إلي مستأخرا بما أكره- أشرت عليك عند مرض رسول الله ص- أن تسأله عن هذا الأمر فيمن هو فأبيت- و أشرت عليك عند وفاته أن تعاجل البيعة فأبيت- و قد أشرت عليك حين سماك عمر في الشورى اليوم- أن ترفع نفسك عنها و لا تدخل معهم فيها فأبيت- فاحفظ عني واحدة- كلما عرض عليك القوم الأمر فقل لا إلا أن يولوك- و اعلم أن هؤلاء لا يبرحون يدفعونك عن هذا الأمر- حتى يقوم لك به غيرك- و ايم الله لا تناله إلا بشر لا ينفع معه خير- فقال ع أما إني أعلم أنهم سيولون عثمان- و ليحدثن البدع و الأحداث و لئن بقي لأذكرنك- و إن قتل أو مات ليتداولنها بنو أمية بينهم- و إن كنت حيا لتجدني حيث تكرهون- ثم تمثل

  • حلفت برب الراقصات عشيةغدون خفافا يبتدرن المحصبا
  • ليجتلبن رهط ابن يعمر غدوةنجيعا بنو الشداخ وردا مصلبا

- . قال ثم التفت فرأى أبا طلحة الأنصاري فكره مكانه- فقال أبو طلحة لا ترع أبا حسن- فلما مات عمر و دفن و خلوا بأنفسهم للمشاورة في الأمر- و قام أبو طلحة يحجبهم بباب البيت- جاء عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة فجلسا بالباب- فحصبهما سعد و أقامهما- و قال إنما تريدان أن تقولا حضرنا و كنا في أصحاب الشورى- . فتنافس القوم في الأمر و كثر بينهم الكلام- فقال أبو طلحة أنا كنت لأن تدافعوها- أخوف مني عليكم أن تنافسوها- أما و الذي ذهب بنفس عمر- لا أزيدكم على الأيام الثلاثة التي وقفت لكم- فاصنعوا ما بدا لكم- . قال ثم إن عبد الرحمن قال لابن عمه سعد بن أبي وقاص- إني قد كرهتها و سأخلع نفسي منها- لأني رأيت الليلة روضة خضراء كثيرة العشب- فدخل فحل ما رأيت أكرم منه- فمر كأنه سهم لم يلتفت إلى شي ء منها حتى قطعها- لم يعرج- و دخل بعير يتلوه تابع أثره حتى خرج منها- ثم دخل فحل عبقري يجر خطامه و مضى قصد الأولين- ثم دخل بعير رابع فوقع في الروضة يرتع و يخضم- و لا و الله لا أكون الرابع- و إن أحدا لا يقوم مقام أبي بكر و عمر فيرضى الناس عنه- . ثم ذكر خلع عبد الرحمن نفسه من الأمر- على أن يوليها أفضلهم في نفسه- و أن عثمان أجاب إلى ذلك و أن عليا ع سكت- فلما روجع رضي على موثق أعطاه عبد الرحمن- أن يؤثر الحق و لا يتبع الهوى- و لا يخص ذا رحم و لا يألو الأمة نصحا- و أن عبد الرحمن ردد القول بين علي و عثمان متلوما- و أنه خلا بسعد تارة- و بالمسور بن مخرمة الزهري تارة أخرى- و أجال فكره و أعمل نظره- و وقف موقف الحائر بينهما- قال

قال علي ع لسعد بن أبي وقاص- يا سعد اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ- أسألك برحم ابني هذا من رسول الله ص- و برحم عمي حمزة منك- ألا تكون مع عبد الرحمن لعثمان ظهيرا

- قلت رحم حمزة من سعد هي أن أم حمزة- هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة- و هي أيضا أم المقوم و حجفل- و اسمه المغيرة و الغيداق- أبناء عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف- هؤلاء الأربعة بنو عبد المطلب من هالة- و هالة هذه هي عمة سعد بن أبي وقاص- فحمزة إذن ابن عمة سعد و سعد ابن خال حمزة- . قال أبو جعفر- فلما أتى اليوم الثالث جمعهم عبد الرحمن- و اجتمع الناس كافة فقال عبد الرحمن أيها الناس- أشيروا علي في هذين الرجلين- فقال عمار بن ياسر- إن أردت ألا يختلف الناس فبايع عليا ع- فقال المقداد صدق عمار- و إن بايعت عليا سمعنا و أطعنا- فقال عبد الله بن أبي سرح- إن أردت ألا تختلف قريش فبايع عثمان- قال عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي صدق- إن بايعت عثمان سمعنا و أطعنا- فشتم عمار ابن أبي سرح و قال له- متى كنت تنصح الإسلام- . فتكلم بنو هاشم و بنو أمية و قام عمار- فقال أيها الناس إن الله أكرمكم بنبيه- و أعزكم بدينه- فإلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم- فقال رجل من بني مخزوم- لقد عدوت طورك يا ابن سمية- و ما أنت و تأمير قريش لأنفسها- فقال سعد يا عبد الرحمن افرغ من أمرك قبل أن يفتتن الناس- فحينئذ عرض عبد الرحمن على علي ع- العمل بسيرة الشيخين فقال بل أجتهد برأيي- فبايع عثمان بعد أن عرض عليه فقال نعم-

فقال علي ع ليس هذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا- فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ- و الله ما وليته الأمر إلا ليرده إليك- و الله كل يوم في شأن

- . فقال عبد الرحمن- لا تجعلن على نفسك سبيلا يا علي- يعني أمر عمر أبا طلحة أن يضرب عنق المخالف- فقام علي ع فخرج- و قال سيبلغ الكتاب أجله- فقال عمار يا عبد الرحمن- أما و الله لقد تركته- و إنه من الذين يقضون بالحق و به كانوا يعدلون- فقال المقداد تالله ما رأيت- مثل ما أتى إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم- وا عجبا لقريش لقد تركت رجلا ما أقول- و لا أعلم أن أحدا أقضى بالعدل و لا أعلم و لا أتقى منه- أما و الله لو أجد أعوانا- فقال عبد الرحمن اتق الله يا مقداد- فإني خائف عليك الفتنة- .

و قال علي ع إني لأعلم ما في أنفسهم- إن الناس ينظرون إلى قريش- و قريش تنظر في صلاح شأنها- فتقول إن ولي الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبدا- و ما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش

- . قال و قدم طلحة في اليوم الذي بويع فيه لعثمان- فتلكأ ساعة ثم بايع- .

و روى أبو جعفر رواية أخرى أطالها و ذكر خطب أهل الشورى و ما قاله كل منهم- و ذكر كلاما قاله علي ع في ذلك اليوم- و هو الحمد لله الذي اختار محمدا منا نبيا- و ابتعثه إلينا رسولا- فنحن أهل بيت النبوة و معدن الحكمة- أمان لأهل الأرض و نجاة لمن طلب- إن لنا حقا إن نعطه نأخذه- و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل و إن طال السرى- لو عهد إلينا رسول الله ص عهدا لأنفذنا عهده- و لو قال لنا قولا لجالدنا عليه حتى نموت- لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق و صلة رحم- و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم- اسمعوا كلامي و عوا منطقي- عسى أن تروا هذا الأمر بعد هذا الجمع- تنتضى فيه السيوف و تخان فيه العهود- حتى لا يكون لكم جماعة- و حتى يكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة و شيعة لأهل الجهالة

- . قلت و قد ذكر الهروي في كتاب الجمع بين الغريبين- قوله و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل و فسره على وجهين- أحدهما أن من ركب عجز البعير يعاني مشقة- و يقاسي جهدا- فكأنه قال و إن نمنعه نصبر على المشقة- كما يصبر عليها راكب عجز البعير- . و الوجه الثاني أنه أراد نتبع غيرنا- كما أن راكب عجز البعير يكون رديفا لمن هو أمامه- فكأنه قال و إن نمنعه نتأخر و نتبع غيرنا- كما يتأخر راكب البعير- .

و قال أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل- استجيبت دعوة علي ع في عثمان و عبد الرحمن- فما ماتا إلا متهاجرين متعاديين- أرسل عبد الرحمن إلى عثمان يعاتبه و قال لرسوله- قل له لقد وليتك ما وليتك من أمر الناس- و إن لي لأمورا ما هي لك- شهدت بدرا و ما شهدتها- و شهدت بيعة الرضوان و ما شهدتها- و فررت يوم أحد و صبرت- فقال عثمان لرسوله قل له أما يوم بدر- فإن رسول الله ص ردني إلى ابنته لما بها من المرض- و قد كنت خرجت للذي خرجت له- و لقيته عند منصرفه فبشرني بأجر مثل أجوركم- و أعطاني سهما مثل سهامكم- و أما بيعة الرضوان- فإنه ص بعثني أستأذن قريشا في دخوله إلى مكة- فلما قيل له إني قتلت- بايع المسلمين على الموت لما سمعه عني- و قال إن كان حيا فأنا أبايع عنه- و صفق بإحدى يديه على الأخرى- و قال يساري خير من يمين عثمان- فيدك أفضل أم يد رسول الله ص- و أما صبرك يوم أحد و فراري فلقد كان ذلك- فأنزل الله تعالى العفو عني في كتابه- فعيرتني بذنب غفره الله لي- و نسيت من ذنوبك ما لا تدري أ غفر لك أم لم يغفر- . لما بنى عثمان قصره طمار بالزوراء- و صنع طعاما كثيرا و دعا الناس إليه- كان فيهم عبد الرحمن فلما نظر للبناء و الطعام قال- يا ابن عفان لقد صدقنا عليك ما كنا نكذب فيك- و إني أستعيذ بالله من بيعتك- فغضب عثمان و قال أخرجه عني يا غلام فأخرجوه- و أمر الناس ألا يجالسوه- فلم يكن يأتيه أحد إلا ابن عباس- كان يأتيه فيتعلم منه القرآن و الفرائض- و مرض عبد الرحمن فعاده عثمان و كلمه فلم يكلمه حتى مات

شرح نهج البلاغه منظوم

القسم الثالث

حتّى إذا مضى لسبيله، جعلها فى جماعة زعم انّى أحدهم، فيا للّه و للشّورى، متى اعترض الرّيب فىّ مع الأوّل منهم، حتّى صرت اقرن الى هذه النّظآئر، لكنّى اسففت اذ اسفّوا، و طرت اذ طاروا فصغى رجل منهم لضغنه، و مال الأخر لصهره، مع هن و هن.

ترجمه

تا اين كه عمر هم براه خود رفت، خلافت را در گروهى قرار داد كه گمان كرد من هم يكى از آنان و همسر با ايشان مى باشم، (هنگامى كه بر اثر ضربات ابا لؤلؤ عمر ببستر مرگ افتاده بود رؤساى اصحاب نزد او جمع شدند و در خواست كردند مردى را براى خلافت تعيين كند عمر گفت من هفت نفر را براى اين كار شايسته مى دانم سعد بن زيد سعد وقّاص عبد الرّحمن بن عوف طلحه زبير عثمان بن عفّان علىّ بن ابي طالب لكن سعد چون با من خويش است او را در اين امر دخالت نمى دهم مقصودش اين بود كه او را بى غرض فرض كنند، سعد وقّاص هم مردى درشت خوى، عبد الرّحمن بن عوف قارون اين امّت، طلحه هم مردى خود خواه، زبير نيز بخيل، عثمان طرفدار خويشان خويش، على هم در اين امر پر حريص است، پس هيچيك از اينها را براى حمل بار خلافت لايق نمى دانم، بعد از آن گفت صهيب سه روز با مردم نماز گذارد، شما اين شش تن را در خانه جمع كنيد تا براى خلافت يكى را از ميان خود تعيين كنند، اگر پنج تن بر يكى اتّفاق و يكى امتناع نمايد آن يكتن را بكشيد، چون مى دانست أمير المؤمنين (ع) با هيچيك از آنان موافقت نخواهد فرمود، و اگر اين امر بر سه كس قرار گيرد و سه نفر ابا كنند آن سه نفرى كه عبد الرّحمن در ميان ايشان است اختيار كنيد، و آن سه نفر ديگر را بكشيد، بعد از مرگ و دفن او براى تعيين خليفه حاضر شدند، عبد الرّحمن گفت ثلث اين امر مال من و عموزاده ام سعد وقّاص است ما خلافت را نخواسته مردى را كه بهترين شما باشد براى آن انتخاب مى كنيم، پس بسعد وقّاص گفت بيا تا مردى را تعيين و با او بيعت نمائيم، مردم هم بيعت خواهند كرد، سعد گفت اگر عثمان تو را متابعت كند من سوّم شما خواهم شد و اگر مى خواهى عثمان را بخلافت بردارى من نيز على را انتخاب ميكنم، پس همين كه عبد الرّحمن از موافقت سعد مأيوس شد ابو طلحه را با پنجاه تن از اصحاب برداشت و ايشان را وادار نمود بر تعيين خليفه و دست على عليه السّلام را گرفته گفت با تو بيعت ميكنم باين نحو كه بكتاب خدا و سنّت رسول اللّه (ص) و طريقه دو خليفه سابق ابو بكر و عمر عمل كنى، حضرت فرمود قبول ميكنم باين نحو كه بكتاب خدا و سنّت رسول خدا (ص) و باجتهاد خويش رفتار نمايم، پس دست آن جناب را رها كرده و بعثمان روى آورد و آنچه با على عليه السّلام گفته بود بر عثمان گفت، عثمان قبول نمود پس عبد الرّحمن سه بار اين مطلب را بعلى و عثمان تكرار كرد و در هر مرتبه از هر يك همان جواب اوّل را شنيد، پس گفت اى عثمان خلافت براى تو است و با او بيعت نموده مردم هم بيعت نمودند) پس بار خدايا بدرد دل من برس و در اين شورى نظرى بفرماى چگونه مردم در باره همرديفى من با ابى بكر اوّلى اينها دچار شكّ و ترديد شدند كه اكنون بايستى من با اين گونه اشخاص (پست و ناكس) قرين باشم (لكن چون چاره نبود) باز هم تن در داده و در فراز و نشيب با آنها نشست و برخاست كردم پس مردى (سعد وقّاص) از راه حسد از جادّه حقّ منحرف و از من دور شد و مرد ديگرى (عبد الرّحمن بن عوف) هم براى دامادى و خويشاوندى خود با عثمان از من اعراض كرد، همينطور دو نفر ديگر (طلحه و زبير) كه از پستى قابل نام بردن نيستند،

نظم

  • عمر هم راه خود را رفت و پيموددم مردن خلافت كرد بدرود
  • خلافت را فكند از مكر و ترفندميان قوم و خويشانش تنى چند
  • مرا با غير اقرانم قرين كرددل غم پرورم اندوهگين كرد
  • عقابى را ببومان كرد انبازبشيرى روبهان را ساخت دمساز
  • مرا با چند تن ز اجلاف نادانرديف آورد آن مكّار شيطان
  • ز روى حيله شورائى بپرداخت كه آن شورا مرا از حق برى ساخت
  • يكى نقشه كشيد استاد شطرنجمرا مبهوت و مات افكند در رنج
  • شه از اسب خلافت شد پياده بروى خاك رخ از غم نهاده
  • ولى خر مهره هاى سخت و سنگينمكانشان نطع گشت و عرصه زين
  • چو ابن عوف و عثمان سعد وقّاص كه بد در ساعت شورا چو رقّاص
  • زبير شوم و طلحه سست پيمانكه دلشان از حسد چون ديگ جوشان
  • ببين كج گردى چرخ كهن راعلى شد ششمين اين پنج تن را
  • اساسى را كه شيطان لعين چيدخلايق شد دچار شكّ و ترديد
  • ابو بكر و مرا در سنگ و ميزان بيك كفّه نشاند و كرد يكسان
  • كنون بايد كه با اين مردم پستبيك مجلس شوم همفكر و همدست
  • نبد چون چاره در تشكيل شوراپناه خويش بگرفتم خدا را
  • ز حق جستم در اين راه استعانتكه تا محكم شود بيخ ديانت
  • بدين اشخاص كردم هم رديفىببزم و مجلس و محفل حريفى
  • سه روز اندر مكانى جمع گشتندبدل تخم نفاق و كينه كشتند
  • بسى گفت و شنيد و قال ما قالبسى بغض و حسد گرديد اعمال
  • نصيب من شد آخر كنج حرمان خلافت گشت سهم خاص عثمان

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 5 نهج البلاغه بخش 2 : فلسفه سكوت

خطبه 5 نهج البلاغه بخش 2 به تشریح موضوع "فلسفه سكوت" می پردازد.
No image

خطبه 50 نهج البلاغه : علل پيدايش فتنه ‏ها

خطبه 50 نهج البلاغه موضوع "علل پيدايش فتنه ‏ها" را مطرح می کند.
No image

خطبه 202 نهج البلاغه : شكوه‏ ها از ستمكارى امّت

خطبه 202 نهج البلاغه موضوع "شكوه‏ ها از ستمكارى امّت" را بررسی می کند.
Powered by TayaCMS