خطبه 112 نهج البلاغه : فرشته مرگ و كيفيّت گرفتن ارواح

خطبه 112 نهج البلاغه : فرشته مرگ و كيفيّت گرفتن ارواح

موضوع خطبه 112 نهج البلاغه

متن خطبه 112 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 112 نهج البلاغه

فرشته مرگ و كيفيّت گرفتن ارواح

متن خطبه 112 نهج البلاغه

هَلْ تُحِسُّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلًا أَمْ هَلْ تَرَاهُ إِذَا تَوَفَّى أَحَداً بَلْ كَيْفَ يَتَوَفَّى الْجَنِينَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَ يَلِجُ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا أَمْ الرُّوحُ أَجَابَتْهُ بِإِذْنِ رَبِّهَا أَمْ هُوَ سَاكِنٌ مَعَهُ فِي أَحْشَائِهَا كَيْفَ يَصِفُ إِلَهَهُ مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ

ترجمه مرحوم فیض

از خطبه هاى آن حضرت عليه السّلام است كه در آن ملك الموت عليه السّلام و قبض روح نمودن او اشخاص را ياد آورى نموده (و اشاره فرموده كه كنه ذات خداوند سبحان درك نمى شود):

آيا درك ميكنى و مى فهمى او را هرگاه (براى گرفتن جان) به منزلى داخل شود يا او را مى بينى هر گاه جانى را مى ستاند (نه) بلكه (شگفت در آنست كه) چگونه قبض روح مى نمايد بچّه اى را كه در شكم مادرش مى باشد آيا از بعض اعضاء مادر بر او وارد ميشود يا آنكه روح باذن و فرمان پروردگارش بسوى او مى رود يا ملك الموت با آن بچه در اجزاء درونى مادر او ساكن است چگونه (مى تواند) خداى خود را وصف كند كسيكه توانائى ندارد از اينكه مخلوقى (ملك الموت) را كه مانند خود است (از نيستى بوجود آمده) وصف نمايد (پس چنانكه ملك الموت را كه مخلوقى از مخلوقات است جز بآثار نمى توان شناخت، بطريق اولى پى بكنه ذات حقّ تعالى كه منزّه از ادراك و خالق همه مخلوقات است نتوان برد).

ترجمه مرحوم شهیدی

و از خطبه هاى آن حضرت است كه در آن ذكر ملك الموت را كرده است آيا چون به خانه اى در آمد از آمدن او آگاه مى شوى آيا هنگامى كه يكى را مى ميراند، او را مى بينى، بچّه را چگونه در شكم مادر مى ميراند از راه اندام مادر به درون او در مى شود يا روح به اذن پروردگارش بدو پاسخ مى دهد يا او با كودك، درون شكم مادر به سر مى برد آن كه وصف آفريده اى چون خود را نتواند، صفت كردن خداى خويش را چگونه داند.

ترجمه مرحوم خویی

از جمله خطب شريفه آن بزرگوار و سيد أبرار است كه ذكر فرمود در آن ملك الموت و قبض نمودن او روحها را.

آيا ادراك كرده مى شود بحواس زماني كه داخل بشود منزلى، يا آيا مى بينى او را زمانى كه بميراند أحديرا بلكه چه نحو قبض ميكند روح بچه را در شكم مادر خودش، آيا داخل مى شود بر او از بعض أعضاء مادر او، يا آنكه روح بچه اجابت ميكند او را باذن پروردگار خود، يا آنكه ملك الموت ساكن است با آن بچه در آلات اندرون مادر، چگونه وصف ميكند معبود خود را كسى كه عاجز است از وصف مخلوقي كه مثل او است در امكان افتقار.

شرح ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام ذكر فيها ملك الموت

هَلْ تُحِسُّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلًا أَمْ هَلْ تَرَاهُ إِذَا تَوَفَّى أَحَداً بَلْ كَيْفَ يَتَوَفَّى الْجَنِينَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَ يَلِجُ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا أَمْ الرُّوحُ أَجَابَتْهُ بِإِذْنِ رَبِّهَا أَمْ هُوَ سَاكِنٌ مَعَهُ فِي أَحْشَائِهَا كَيْفَ يَصِفُ إِلَهَهُ مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ

المعنى

أقول: هذا الفصل من خطبة طويلة ذكره في معرض التوحيد و التنزيه للّه تعالى عن اطّلاع العقول البشريّة على كنه وصفه فقدّم التنبيه بالاستفهام على سبيل الإنكار عن الإحساس به في دخوله منازل المتوفّين و ذلك قوله: هل تحسّ به. إلى قوله: أحدا. و نبّه باستنكار الإحساس به على أنّه ليس بجسم. إذ كان كلّ جسم من شأنه أن يحسّ بإحدى الحواسّ الخمس. ثمّ عن كيفيّة توفّيه للجنين في بطن امّه و هو استفهام من قبيل تجاهل العارف بالنسبة إليه، و ذلك قوله: بل كيف يتوفّى الجنين.

إلى قوله: في أحشاها. و جعل الحقّ من هذه الأقسام في الوسط و هو إجابتها بإذن ربّها ليبقى الجاهل في محلّ الحيرة متردّدا. ثمّ لمّا بيّن أنّ ملك الموت لا يتمكّن الإنسان من وصفه نبّه على عظمة اللّه سبحانه بالنسبة إليه، و أنّه إذا عجز الانسان عن وصف مخلوق مثله فبالأولى أن يعجز عن صفة خالقه و مبدعه الّذي هو أبعد الأشياء عنه مناسبة، و تقدير البيان بذلك التنبيه أنّ العبد عاجز عن صفة مخلوق مثله لما بيّناه من العجز عن صفة ملك الموت و حاله، و كلّ من عجز من صفة مخلوق مثله فهو من صفة خالق ذلك المخلوق و مبدعه أشدّ عجزا. و لنشر إشارة خفيفة إلى حقيقة الموت و إلى ما عساه يلوح من وصف ملك الموت إنشاء اللّه تعالى.

فنقول: أمّا حقيقة الموت: فاعلم أنّ الّذي نطقت به الأخبار و شهد به الاعتبار أنّ الموت ليس إلّا عبارة عن تغيّر حال، و هو مفارقة الروح لهذا البدن الجارى مجرى الآلة لذي الصنعة، و أنّ الروح باقية بعده كما شهدت به البراهين العقليّة في مظانّها، و الآثار النبويّة المتواترة. و معنى مفارقتها له هو انقطاع تصرّفها فيه لخروجه عن حدّ الانتفاع به فما كان من الامور المدركة لها تحتاج في إدراكه إلى آلة فهى متعطّلة عنه بعد مفارقة البدن إلى أن تعاد إليه في القبر أو يوم القيامة، و ما كان مدركا لها لنفسها من غير آلة فهو باق معها يتنعّم به و يفرح أو يحزن من غير حاجة إلى هذه الآلة في بقاء تلك العلوم و الإدراكات الكلّيّة لها هناك. و قد ضرب للمفارقة الّتي سمّيناها بالموت مثلا: فقيل: كما أنّ بعض أعضاء المريض متعطّل بحسب فساد المزاج يقع فيه أو بحسب شدّة تعرّض للأعصاب فتمنع نفوذ الروح فيها فتكون النفس مستعملة لبعض الأعضاء دون ما استقصى عليها منها فكذلك الموت عبارة عن استقصاء جميع الأعضاء كلّها و تعطّلها، و حاصل هذه المفارقة يعود إلى سلب الإنسان عن هذه الأعضاء و الآلات و القينات الدنيويّة من الأهل و المال و الولد و نحوها، و لا فرق بين أن تسلب هذه الأشياء عن الإنسان أو يسلب هو عنها. إذ كان المولم هو الفراق، و قد يحصل ذلك بنهب مال الرجل و سبى ذريّته، و قد يحصل بسلبه و نهبه عن ماله و أهله. فالموت في الحقيقة هو سلب الانسان عن أمواله بإزعاجه إلى عالم آخر فإن كان له في هذا العالم شي ء يأنس به و يستريح إليه فبقدر عظم خطره عنده يعظم تحسّره عليه في الآخرة و تصعب شقاوته في مفارقته، و يكون سبب عظم خطره عنده ضعف تصوّره لما اعدّ للأبرار المتّقين في الآخرة ممّا يستحقر في القليل منه أكثر نفائس الدنيا. فأمّا إن كانت عين بصيرته مفتوحة حتّى لم يفرح إلّا بذكر اللّه و لم يأنس إلّا به عظم نعيمه و تمّت سعادته. إذ خلّى بينه و بين محبوبه فقطع علائقه و عوائقه الشاغلة له عنه و وصل إليه و انكشف له هناك ما كان يدركه من السعادة بحسب الوصف انكشاف مشاهدة كما يشاهد المستيقظة من نومه صورة ما رآه في النوم.

و الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. إذا عرفت ذلك فاعلم أن ملك الموت عبارة عن الروح المتولّى لإفاضة صورة العدم على أعضاء هذا البدن و لحال مفارقة النفس له، و لعلّه هو المتولّى لإفاضة صورة الوجود عليها لكنّه بالاعتبار الأوّل يسمّى ملك الموت. ثمّ لمّا كانت النفوس البشريّة إنّما تدرك المجرّدات ما دامت في هذا العالم و تستثبتها بأن تستصحب القوّة المتخيّلة معها فيتحاكى ما كان محبوبا منها للنفس و مستبشرا بلقائه بصورة بهيّة كتصورّها لجبرئيل في صورة دحية الكلبىّ و غيره من الصور البهيّة الحسنة، و ما كان مستكرها مخوفا منفورا من لقائه بصورة هائلة لاجرم اختلف رؤية الناس لملك الموت فمنهم من يراه على صورة بهيّة و هم المستبشرون بلقاء اللّه الّذين قلّت رغبتهم في الدنيا و رضوا بالموت ليصلوا إلى لقاء محبوبهم و فرحوا به لكونه وسيلة إليه كما روى عن إبراهيم عليه السّلام أنّه لقى ملكا فقال له: من أنت فقال: أنا ملك الموت. فقال له: أ تستطيع أن ترينى الصورة الّتى تقبض فيها روح المؤمن قال: نعم أعرض عنّى فأعرض عنه فإذا هو شابّ فذكر من حسنه و ثيابه (شبابه خ) و طيب ريحه فقال: يا ملك الموت لو لم يلق المؤمن من البشرى إلّا حسن صورتك لكان حسبه، و منهم من يراه على صورة قبيحة هائلة المنظر و هم الفجّار الّذين أعرضوا عن لقاء اللّه و رضوا بالحياة الدنيا و اطمأنّوا بها كما روى عن إبراهيم عليه السّلام أيضا أنّه قال لملك الموت: فهل تستطيع أن ترينى الصورة الّتى تقبض فيها روح الفاجر فقال: لا تطيق ذلك. فقال: بلى قال: فأعرض عنّى فأعرض عنه. ثمّ التفت إليه فإذا هو رجل أسود قائم الشعر منتن الريح أسود الثياب يخرج من فيه و مناخره النار و الدخان فغشى على إبراهيم عليه السّلام.

ثمّ أفاق، و قد عاد ملك الموت إلى حالته الاولى فقال: يا ملك الموت لو لم يلق الفاجر عند موته إلّا هذه الصورة لكفته. و باللّه التوفيق.

ترجمه شرح ابن میثم

از خطبه هاى آن حضرت عليه السّلام است كه در باره فرشته مرگ ايراد فرموده است:

هَلْ تُحِسُّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلًا أَمْ هَلْ تَرَاهُ إِذَا تَوَفَّى أَحَداً بَلْ كَيْفَ يَتَوَفَّى الْجَنِينَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَ يَلِجُ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا أَمْ الرُّوحُ أَجَابَتْهُ بِإِذْنِ رَبِّهَا أَمْ هُوَ سَاكِنٌ مَعَهُ فِي أَحْشَائِهَا كَيْفَ يَصِفُ إِلَهَهُ مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ

ترجمه

«آيا در آن هنگام كه (فرشته مرگ) وارد خانه اى مى شود او را حسّ مى كنى و آن گاه كه جان كسى را مى ستاند او را مى بينى حتّى چگونگى قبض روح كودك را در شكم مادرش مى دانى آيا از برخى اعضاى مادر بر او وارد مى شود، يا اين كه روح كودك به فرمان پروردگارش، دعوت او را اجابت مى كند يا اين كه فرشته مرگ با او در اندرون مادرش جا گرفته است، دريغا چگونه كسى كه از بيان حال مخلوقى همچون خودش ناتوان است مى تواند پروردگارش را توصيف كند.»

شرح

اين فصل، بخشى از خطبه مفصّلى است كه آن حضرت در توحيد و تنزيه حقّ تعالى از اين كه عقول بشرى به كنه اوصاف او راه يابند، ايراد فرموده است.

امام (ع) گفتار خود را در عبارت «هل تحسّ به تا... أحدا» با استفهام انكارى آغاز فرموده، و بدين وسيله هشدار مى دهد كه دخول فرشته مرگ را به خانه كسانى كه در آستانه آن قرار گرفته اند نمى توان احساس كرد، و هم گوياى اين است كه او جسم نيست، زيرا از ويژگيهاى جسم اين است كه با يكى از حوّاس پنجگانه احساس مى شود، سپس در گفتار خود: بل كيف يتوفّى الجنين تا... فى أحشاها از چگونگى قبض روح جنين در شكم مادرش مى پرسد، و اين پرسش از طرف آن حضرت تجاهل العارف است، در اين بيان، قول حقّ و درست كه عبارت از اين است كه جنين به فرمان پروردگارش دعوت فرشته مرگ را اجابت مى كند در وسط اقسام احتمالات ياد شده قرار داده شده است، تا جاهل در اين ميان دچار حيرت و ترديد شود و بكوشد حقّ را دريابد.

امام (ع) پس از اين كه با اين گفتار روشن مى كند كه انسان نمى تواند فرشته مرگ را توصيف كند و بشناسد عظمت پروردگار را نسبت به آن فرشته يادآورى كرده، مى فرمايد: انسانى كه از شناخت مخلوقى همچون خودش (ملك الموت) ناتوان است، به طريق اولى نمى تواند آفريدگار و پديد آورنده خود را كه فاصله وجودى وى با او از هر چه تصوّر شود بيشتر است بشناسد و توصيف كند، اين مطلب را مى توان بدين صورت خلاصه كرد، كه مطابق آنچه در مورد فرشته موكّل مرگ و چگونگى احوال او روشن كرديم، انسان از اين كه بتواند مخلوقى مانند خودش را بشناسد ناتوان است، و هر كس از شناخت مخلوقى مانند خودش ناتوان باشد، از اين كه بتواند خالق و به وجود آورنده خود را توصيف كند ناتوانتر است.

به منظور اشاره اى گذرا به حقيقت مرگ، و بيان آنچه به خواست خداوند ممكن است تا حدّى روشنگر اوصاف فرشته موكّل مرگ باشد مى گوييم: بايد دانست كه حقيقت مرگ، مطابق آنچه از اخبار و احاديث استفاده مى شود، و تحقيق و بررسى، گواهى مى دهد، جز تغيير حالتى نيست، و آن عبارت است از جدايى روح از بدنى كه در حقيقت به منزله آلتى در دست صنعتگر مى باشد، و همچنان كه براهين عقلى در مباحث مربوط به اين موضوع خطبه 112 نهج البلاغه، و نيز احاديث نبوى ثابت مى كند روح، پس از مفارقت از بدن، باقى و پايدار است، و در واقع معناى جدايى روح از بدن، قطع تصرّفات و مداخله آن در بدن به علّت از كار افتادن تن و خروج آن از حدّ انتفاع مى باشد، از اين رو ادراكاتى كه روح براى حصول آنها نيازمند آلت و وسيله است، پس از جدايى بدن از او به حالت تعطيل در مى آيد تا اين كه در قبر و يا در قيامت دوباره به بدن بازگشت كند، ليكن آنچه را روح بدون نياز به آلت، درك و براى خود حاصل مى كند، همچنان با او باقى است و به سبب آنها متنعّم و شادمان، و يا محزون و اندوهگين خواهد بود، بدون اين كه در بقاى علوم و ادراكات كلّى، نيازى به آلت و وسيله داشته باشد.

براى جدايى روح از بدن كه ما آن را مرگ مى ناميم اين مثال را آورده و گفته اند، همچنان كه برخى از اعضاى بيمار بر اثر تباهى كه در مزاج روى مى دهد يا به سبب برخورد شديد روى اعصاب، از كار مى افتد، و مانع نفوذ و تأثير روح در آنها مى شود، و در نتيجه، روح در بعضى از اعضاى بدن نافذ و جارى است و در اعضايى كه از كار افتاده است جريان ندارد، مرگ نيز عبارت از بى فايده شدن و از كار افتادن همگى اعضاى بدن است، و نتيجه جدا شدن روح از بدن جدا شدن انسان از اعضا و جوارح و داراييهاى دنيوى او اعمّ از اهل و عيال و مال و فرزند و جز اينها مى باشد، و فرقى نيست كه اين اشيا از انسان جدا شود يا انسان از آنها جدا گردد، زيرا آنچه مايه درد و اندوه است جدايى از اينهاست، و جدايى گاهى ممكن است مثلا با به غارت رفتن اموال و اسير شدن فرزندانش دست دهد، و يا اين كه به سبب جدا شدن خود او از اينها، اتّفاق افتد، و در حقيقت مرگ سلب انسان از داراييهاى او، و سوق دادن وى به جهان ديگر است، پس اگر در دنيا او را به چيزى دلبستگى بوده كه بدان انس مى گرفته و آرامش مى يافته است، به اندازه اهميّتى كه بدان مى داده، و تعلّق خاطرى كه به آن داشته است در آخرت دچار حسرت و اندوه مى شود، و رنج جدايى آن بر بدبختى او خواهد افزود، زيرا آنچه موجب شده كه به تعلّقات دنيوى اهميّت دهد، ضعف اعتقاد وى به وعده هايى بوده كه خداوند به نيكان و پرهيزگاران در آخرت داده است، وعده به نعمتهايى كه نفيس ترين متاع دنيا در برابر كمترين آنها ناچيز است، ليكن اگر ديده بصيرتش باز و داراى آن درجه از معرفت باشد كه جز با ياد خدا شادمان نشود، و جز به او انس نگيرد، در آخرت بهره او بزرگ و سعادت او كامل خواهد بود، زيرا او هر چه را ميان خود و معبودش بوده رها كرده، و رشته علايقى را كه موجب غفلت و اعراض او مى شده بريده، و به حقّ واصل شده است، در نتيجه سعادتى را كه تنها وصف آن را شنيده بود براى او مكشوف مى شود، بلكه مانند كسى كه از خواب بيدار گشته، و صورتى از رؤياى خود را در پيش روى خود مى بيند برايش مشهود مى گردد، كه النّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا يعنى: مردمان خفتگانند چون بميرند بيدار شوند.

اكنون كه روشن شد مرگ چيست، بايد دانست كه فرشته موكّل آن عبارت است از روحى كه عهده دار افاضه صورت عدم به اعضاى بدن، و جدا ساختن جان از تن است، و شايد خود او هم مأمور افاضه وجود به نفس انسان باشد ليكن به اعتبار اوّل، ملك الموت ناميده شده است، و چون نفوس بشرى تا هنگامى كه در اين جهان است مى تواند مجرّدات را درك كند، و آنها را مورد دقت و بررسى قرار دهد، بدين گونه كه نيروى متخيله اش را ملازم با مجردات سازد تا آنچه از آنها در پيش نفس محبوب و ديدارش باعث خوشحالى و سرور او مى شود، به صورتى زيبا در نظر او جلوه گر كند، مانند تصوّر جبرئيل به صورت دحيه كلبى يا صورتهاى زيباى ديگر، و آنچه را در نفس او زشت و منفور و موجب ترس و بيم است، به صورتى هولناك به او نشان دهد، ناگزير در وقت مردن افراد مردم در ديدن ملك الموت، يكسان نيستند برخى او را به صورتى زيبا مى بينند و اينها كسانى هستند كه از لقاى پروردگار شادمانند، همانهايى كه رغبت آنان به دنيا اندك است و از مرگ خشنود و مسرورند، زيرا آن را وسيله اى مى دانند كه آنان را به ديدار محبوب خود مى رساند، چنان كه روايت شده است، ابراهيم (ع) فرشته اى را ديدار كرد، به او گفت تو كيستى گفت: من فرشته مرگم، ابراهيم (ع) به او گفت: آيا مى توانى به من نشان دهى چگونه جان مؤمن را مى ستانى فرشته مرگ گفت:

آرى، روى خود را از من بگردان، ابراهيم (ع) از او روى گردانيد، ناگهان ديد او جوانى است بسيار زيباروى و خوشبوى با جامه نيكو، ابراهيم (ع) گفت: اى فرشته مرگ، به راستى اگر مؤمن جز ديدن رخسار زيباى تو شادى و سرورى نبيند او را كفايت است. برخى ديگر فرشته مرگ را با چهره اى زشت و منظرى هراس انگيز مى بينند، اينها فاجران و بدكارانى هستند كه از لقاى پروردگار روگردان، و به زندگانى دنيا خشنودند و بدان دل بسته و اعتماد كرده اند، همچنان كه از ابراهيم (ع) نيز روايت شده است كه به فرشته مرگ گفت: آيا مى توانى به من نشان دهى كه چگونه جان انسان بدكار را مى ستانى فرشته مرگ گفت: توان آن را ندارى، ابراهيم (ع) گفت: بلى دارم، فرشته گفت: پس روى خود از من بگردان، ابراهيم (ع) از او روى گردانيد، سپس متوجّه او شد ناگهان ديد او مردى سياه چهره، پر موى، بدبوى با جامه سياه است، و آتش و دود از دهان و سوراخهاى بينى او خارج مى شود، ابراهيم (ع) از ديدن او مدهوش شد، و چون به هوش آمد فرشته مرگ را به حالت پيشين خود ديد، به او گفت: اى فرشته مرگ به راستى اگر انسان بدكار هنگام مرگ جز اين چهره تو چيزى را نبيند براى عذاب او كافى است، در پايان توفيق از خداست.

شرح مرحوم مغنیه

حقيقة الموت:

هل تحسّ به إذا دخل منزلا، أم هل تراه إذا توفّى أحدا بل كيف يتوفّى الجنين في بطن أمّه. أ يلج عليه من بعض جوارحها أم الرّوح أجابته بإذن ربّها أم هو ساكن معه في أحشائها. كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله.

اللغة:

الجنين: المستور من كل شي ء كالمقبور و الولد ما دام في رحم أمه. و الجوارح: جمع الجارحة، و تطلق على السكين، و الطير الكاسر كالباز، و على العضو من الانسان، و بخاصة اليد.

الإعراب:

دخل منزلا أصله دخل الى منزل، فحذف الجار تخفيفا فانتصب منزل انتصاب المفعول، و كيف يتوفى «كيف» حال أي على أية حال يتوفى، أو مفعول مطلق أي أية وفاة يتوفى.

المعنى

لا يعرف حقيقة الموت إلا من عرف سر الحياة، لأنه عدمها. و قال الماديون: ان المادة هي الموجودة الوحيد، و الفكر أو الحياة تبع لها و عرض، فإذا انحلت لمادة و فسدت زالت الحياة تبعا و قهرا. و قال المثاليون: بل الموجود هو الفكر، و ان الأشياء التي نظن انها مادية هي في الواقع كائنات لا وجود لها إلا في أفكارنا و تصورنا، و على هذا تكون الحياة أو الوجود على الأصح في منطقهم هو الفكر، و الشي ء الذي لا فكر له ليس لوجوده عين و لا أثر. و يقول الدين: إن كلا من المادة و الروح أصل، و ليس أحدهما فرعا عن الآخر، و هما معا من صنعه تعالى.

و كما اتفق المتدينون على ان الروح و المادة من أمر اللّه و صنعه اتفقوا أيضا على ان حياة المادة تكون بالاتصال بين الروح و الجسم، و انه تعالى يأمر تلك بالدخول في هذا كما جاء في آخر سورة الفجر: «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي» أي في أجسامهم، و أيضا اتفقوا ان للّه ملكا ينتزع الأرواح من الأجسام، و اختلفوا: كيف و بأية وسيلة يستطيع ملك الموت أن يقبض في وقت واحد العديد من الأرواح من شرق الأرض و غربها و قال قائل: يدعوها اليه، فتأتيه مسرعة باذن اللّه، و هو في مكانه. و قال آخر: بل تكون الأرض بين يديه كالمائدة يتناول منها ما يشاء. و قال ثالث: إن له جنودا من الملائكة تعاونه.. و هذا الكلام و أمثاله جهل و هراء، و لا سر إلا قوله: كُنْ فَيَكُونُ. و فيما يلي البيان: لقد تساءل الإمام (ع) في كلامه هذا: من الذي أحس حركة لملك الموت، أو رأى له شبحا ثم كيف يقبض روح الجنين، و هو في رحم أمه أ يدخل من أذنها أم فمها أم يدعو روحه اليه فتستجيب باذن اللّه: أم ما ذا و غرض الإمام من هذا التساؤل أن يعلن للناس ان حقيقة الموت و الحياة في علم اللّه وحده، و ان يمسك المتفلسفون عن تمزيق الكلام في ذلك، و يكلوا الأمر اليه تعالى.. و الى هذا أشار الإمام بقوله: (كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله) أي ذاته و أسرار خلقه للموت و الحياة.

و سئل النبي (ص) عن الروح، فلم يدر بماذا يجيب، و التجأ الى خالقه ليمن عليه بالجواب، فنزل قوله تعالى: «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا- 85 الإسراء». هذا هو الجواب الأول و الأخير عن حقيقة الروح، و كيف اتصلت بالبدن، أو انفصلت عنه، و لا جواب سواه حتى عند رسول اللّه (ص) و إذن فكل التفلسفات حول هذا الموضوع خطبه 112 نهج البلاغه أساطير و أباطيل.

شرح منهاج البراعة خویی

و من خطبة له عليه السّلام و هى المأة و الحادية عشر من المختار في باب الخطب يذكر فيها ملك الموت و توفّيه الأنفس

هل يحسّ إذا دخل منزلا، أم هل تراه إذا توفّى أحدا، بل كيف يتوفّى الجنين في بطن أمّه، أ يلج عليه من بعض جوارحها، أم أجابته بإذن ربّها، أم هو ساكن معه في أحشائها، كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله

اللغة

(توفّيه الأنفس) في بعض النسخ على وزن التفعّل مصدر توفّاه اللَّه أى قبض روحه و أماته، و في بعض الاخرى توفية الأنفس وزان التّفعلة مصدر باب التفعيل و (يحسّ) بالبناء على المفعول و في بعض النسخ بدله تحسّ به بصيغة الخطاب و (الجنين) الولد في البطن و الجمع أجنّة (الأحشاء) جمع الحشاء و هو ما في البطن من المعاء و غيره.

الاعراب

توفية الأنفس من اضافة المصدر إلى فاعله، و على ما في بعض النسخ من توفيه الأنفس من اضافته إلى مفعوله، و قوله هل يحسّ استفهام على سبيل الانكار.

المعنى

اعلم أنّ هذا الفصل على ما في شرح البحراني من خطبة طويلة ذكره عليه السّلام في معرض التّوحيد و التنزيه للَّه تعالى عن اطلاع العقول البشريّة على كنه وصفه و ما ظفرت بعد على هاهنا «عليها ظ» و قد ذكر فيها ملك الموت و توفية الانفس أى قبضه للأرواح على سبيل الاستطراد، و هو نوع من فنون البيان و هو أن تخرج بعد أن تمهّد ما تريد أن تمهده إلى الأمر الذى تروم ذكره فتذكره و كأنّك غير قاصد لذكره بالذّات بل قد حصل و وقع ذكره عن غير قصد فتمرّبه مرورا كالبرق الخاطف ثمّ تتركه و تنساه و تعود إلى ما مهّدته أوّلا كالمقبل عليه و كالملغى عمّا استطردت بذكره إذا عرفت ذلك فأقول: قوله: (هل يحسّ إذا دخل منزلا أم هل تراه إذا توفّى أحدا) تنبيه على عدم امكان الاحساس به في دخول منازل المتوفّين و على عدم امكان رؤيته عند اماتة الناس، و ذلك لكونه جسما لطيفا هوائيا غير قابل للادراك بالحواس، و قال الشّارح البحراني: و نبّه باستنكار الاحساس به على أنّه ليس بجسم، اذ كان كلّ جسم من شأنه أن يحسّ باحدى الحواس الخمس «انتهى»، و هو مبنيّ على كون الملائكة جواهر مجرّدة غير متحيّزة كما هو مذهب الفلاسفة، و تحقيق ذلك موكول الى محلّه.

ثمّ قال (بل كيف يتوفّى الجنين في بطن امّه) و هو استعظام لأمره في قبض روح الجنين، و الأقسام المتصوّرة في كيفيّة ذلك القبض ثلاثة أشار إليها بقوله: (أ يلج عليه من بعض جوارحها أم الرّوح أجابته باذن ربّها أم هو ساكن معه في احشائها) و هذا التّقسيم حاصر لا يمكن الزيادة عليه. لأنّه اذا فرضناه جسما يقبض الأرواح الّتي في الأجسام إمّا أن يكون مع الجنين في جوف امه فيقبض روحه عند حضور أجله، أو خارجا عنها، و الثاني ينقسم قسمين: أحدهما أن يلج جوف امه لقبض روحه، و ثانيهما أن يقبضها من غير حاجة إلى الولوج إلى جوفها، و ذلك بأن يطيعه الرّوح و تكون مسخّرة له و منقادة لأمره إذا أراد قبضها امتدّت إليه.

و الاظهر الاقوى أن يكون توفية الجنين من قبيل القسم الأخير، و يدلّ عليه الرّواية الآتية للصّدوق في الفقيه عن الصّادق عليه السّلام و غيرها أيضا، و على مذاق المعتزلة فهو من قبيل الوسط، لأنّهم قالوا: إنّ كيفيّة القبض و لوج الملك من الفم إلى القلب، لأنّه جسم لطيف هوائى لا يتعذّر عليه النفوذ في المخارق الضيقة فيخالط الرّوح التي هى كالشبيهة بها، لأنّها بخارى، ثمّ يخرج من حيث دخل و هى معه، و يلزم عليهم أن يغوص الملك في الماء لقبض روح الغريق تحت الماء و التزموا ذلك، و أجابوا بأنّه لا يستحيل أن يتخلّل الملك مسام الماء فانّ في الماء مسام و منافذ كما في غيره من الأجسام، و لو فرضنا أنه لامسام فيه لم يبعد أن يلجه الملك فيوسع لنفسه مكانا كالحجر و السمك و نحوهما، و كالرّيح الشّديدة التي تقرع ظاهر البحر فتقعره و تحفره، و قوّة الملك أشدّ من قوّة الرّيح.

و كيف كان فلما بيّن أنّ ملك الموت لا يمكن للانسان وصف حاله و عرفان صفته أردفه بالتنبيه على عظمة اللَّه سبحانه بالنسبة إليه فقال (كيف يصف الهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله) يعني أنه إذا عجز الانسان عن وصف مخلوق هو مثله فبالأولى أن يعجز عن وصف خالقه و إدراك ذات مبدعه الذى هو أبعد الأشياء عنه مناسبة.

تنبيه

في بيان معنى الموت و ايراد بعض الأخبار الواردة في وصف حال ملك الموت فأقول: قال الشّارح البحراني أخذا من أبي حامد الغزالي في كتاب احياء العلوم: إنّ الموت ليس إلّا عبارة عن تغيّر حال، و هو مفارقة الرّوح لهذا البدن الجارى مجرى الآلة لذي الصّنعة، و إنّ الرّوح باقية بعده كما شهدت به البراهين العقلية بين مظانها، و الآثار النبويّة المتواترة، و معنى مفارقتها له هو انقطاع تصرّفها فيه لخروجه عن حدّ الانتفاع به. فما كان من الامور المدركة لها تحتاج في إدراكه إلى اللَّه فهى منقطعة عنه بعد مفارقة البدن إلى أن تعاد إليه في القبر أو يوم القيامة و ما كان مدركا لها لنفسها من غير اللَّه فهو باق معها يتنعّم به و يفرح أو يحزن من غير حاجة الى هذه الآلة في بقاء تلك العلوم و الادراكات الكلية لها هناك.

قال الغزالي تعطل الجسد بالموت يضاهى تعطل أعضاء الزمن بفساد مزاج يقع فيه و بشدّة تقع في الاعصاب تمنع نفوذ الرّوح فيها، فتكون الرّوح العالمة العاقلة المدركة باقية مستعملة لبعض الأعضاء و قد استعصى عليها بعضها، و الموت عبارة عن استعصاء الاعضاء كلّها و كلّ الأعضاء آلات، و الرّوح هى المستعملة لها، فالموت زمانة مطلقة في الأعضاء كلّها، و حقيقة الانسان نفسه و روحه و هى باقية، نعم تغيّر حاله من جهتين إحداهما أنه سلب منه عينه و اذنه و لسانه و يده و رجله و جميع أعضائه، و سلب منه أهله و ولده و أقاربه و ساير معارفه، و سلب منه خيله و دوابه و غلمانه و دوره و عقاره و ساير أملاكه، و لا فرق بين أن يسلب هذه الأشياء من الانسان أو يسلب الانسان من هذه الأشياء، فانّ المؤلم هو الفراق، و الفراق يحصل تارة بأن ينهب مال الرّجل و تارة بأن يسلب الرّجل عن الملك و المال، و الألم واحد في الحالتين و إنما معنى الموت سلب الانسان عن أمواله بازعاجه إلى عالم آخر لا يناسب هذا العالم، فان كان له في الدّنيا شي ء يأنس به و يستريح إليه و يعتدّ بوجوده فيعظم تحسّره عليه بعد الموت، و يصعب شقاؤه في مفارقته و يلتفت إلى واحد واحد من ماله و جاهه و عقاره حتى إلى قميص كان يلبسه مثلا، و يفرح به، و إن لم يكن يفرح إلّا بذكر اللَّه و لم يأنس إلّا به عظم نعيمه و تمّت سعادته، إذ خلى بينه و بين محبوبه و قطعت عنه العوائق و الشواغل المانعة له عن ذكر اللَّه.

و الجهة الثانية أنه ينكشف له بالموت ما لم يكن له مكشوفا في الحياة كما ينكشف للمتيقّظ ما لم يكن مكشوفا في النوم، و النّاس نيام فاذا ماتوا انتبهوا، هذا و قد مضى الكلام في شرح حالة الاحتضار و كيفيّة زهوق الروح و شرح حال الميت حينئذ في التذييل الثالث من تذييلات الفصل السّابع من فصول الخطبة الثانية و الثمانين، و في شرح الفصل الثاني من الخطبة المأة و الثمانية و مضى ثمة أيضا وصف حال ملك الموت و نورد هنا ما لم يسبق ذكره هناك فأقول: روى في الكافي باسناده عن اسباط بن سالم مولى أبان قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام: جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض من يقبض قال عليه السّلام: لا إنما هي صكاك«» تنزل من السّماء اقبض نفس فلان بن فلان.

و عن زيد الشّحام قال: سئل أبو عبد اللَّه عليه السّلام عن ملك الموت فقال: يقال: الأرض بين يديه كالقصعة يمدّ يده منها حيث يشاء فقال عليه السّلام نعم.

و عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام: ما من أهل بيت شعر و لا وبر إلّا و ملك الموت يتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرّات.

و عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال سألته عن لحظة ملك الموت قال عليه السّلام أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السّكينة فما يتكلّم أحد منهم فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم.

و في الفقيه قال الصّادق عليه السّلام: قيل لملك الموت عليه السّلام: كيف تقبض الأرواح و بعضها في المغرب و بعضها في المشرق في ساعة واحدة فقال: ادعوها فتجيبني، قال: و قال ملك الموت عليه السّلام: إنّ الدّنيا بين يدىّ كالقصعة بين يدي أحدكم فيتناول منها ما شاء، و الدّنيا عندى كالدّرهم في كفّ احدكم يقلّبه كيف يشاء.

بقى الكلام في أنّ قابض الأرواح هل هو اللَّه سبحانه، أم ملك الموت فقط، أم هو مع ساير الملائكة.

فأقول: الآيات في ذلك كالرّوايات مختلفة، و وجه الجمع بينها امور اشير إليها في أخبار أهل البيت عليهم السّلام.

ففي الفقيه و سئل الصادق عليه السّلام عن قول اللَّه عز و جلّ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و عن قوله تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ و عن قوله تعالى الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ وَ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ و عن قوله عزّ و جلّ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا و عن قوله عزّ و جلّ: وَ لَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ.

و قد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه إلّا اللَّه عزّ و جلّ فكيف هذا فقال عليه السّلام: إنّ اللَّه تبارك و تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشّرطة له أعوان من الانس، فيبعثهم في حوائجه فتتوفّاهم الملائكة و يتوفّاهم«» ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو و يتوفّاهم اللَّه من ملك الموت.

و في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه سئل عن قول اللَّه تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و قوله: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ و قوله عزّ و جلّ: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا و قوله تعالى تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ فمرّة يجعل الفعل لنفسه، و مرّة لملك الموت، و مرّة للرّسل، و مرّة للملائكة فقال عليه السّلام: إنّ اللَّه تبارك و تعالى أجلّ و أعظم من أن يتولّى ذلك بنفسه، و فعل رسله و ملائكته فعله، لأنّهم بأمره يعملون، فاصطفى من الملائكة رسلا و سفرة بينه و بين خلقه، و هم الذين قال اللَّه فيهم: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ فمن كان من أهل الطاعة تولّت قبض روحه ملائكة الرّحمة، و من كان من أهل المعصية تولّت قبض روحه ملائكة النقمة، و لملك الموت أعوان من الملائكة الرّحمة و النقمة يصدرون عن أمره و فعلهم فعله، و كلّ ما يأتونه منسوب إليه، و إذا كان فعلهم فعل ملك الموت ففعل ملك الموت فعل اللَّه لأنّه يتوفّى الأنفس على يد من يشاء، و يعطى و يمنع و يثيب و يعاقب على يد من يشاء، و انّ فعل امنائه فعله كما قال: وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ و في التوحيد بسند ذكره عن أبي معمر السّعداني، أنّ رجلا أتى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: يا أمير المؤمنين إنّي قد شككت في كتاب اللَّه المنزل قال له عليّ عليه السّلام: ثكلتك امّك و كيف شككت في كتاب اللَّه المنزل قال: لأني وجدت الكتاب يكذب بعضه بعضا فكيف لا أشكّ فيه، فقال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام إنّ كتاب اللَّه ليصدق بعضه بعضا و لا يكذب بعضه بعضا، و أظنّك لم ترزق عقلا تنتفع به فهات ما شككت فيه من كتاب اللَّه- فذكر الرجل آيات مختلفة الظواهر و من جملتها الآيات التي قدّمناها- فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ اللَّه تبارك و تعالى يدبّر الامور كيف يشاء، و يوكّل من خلقه من يشاء بما يشاء، أمّا ملك الموت فانّ اللَّه يوكّله بخاصّة من يشاء، و يوكّل رسله من الملائكة خاصّة بمن يشاء من خلقه و الملائكة الذين سماهم اللَّه عزّ ذكره، وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه تعالى يدبّر الامور كيف يشاء و ليس كلّ العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسّره لكلّ النّاس، لأنّ منهم القوىّ و الضعيف، و لأنّ منه ما يطاق حمله و منه ما لا يطيق حمله إلّا من يسهل اللَّه حمله و أعانه عليه من خاصّة أوليائه، و إنّما يكفيك أن تعلم أنّ اللَّه المحيى و المميت، و أنّه يتوفّى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته و غيرهم، قال: فرّجت عنّى يا أمير المؤمنين امتع اللَّه المسلمين بك.

شرح لاهیجی

و من خطبة له (علیه السلام) ذكر فيها ملك الموت يعنى از خطبه امير المؤمنين عليه السّلام است كه مذكور است در ان ملك موت هل تحسّ به اذا دخل منزلا ام هل تراه اذا توفّى احدا بل كيف يتوفّى الجنين فى بطن امّه ا يلج عليه من بعض جوارحها ام الرّوح اجابته باذن ربّها ام هو ساكن معه فى احشائها كيف يصف الهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله يعنى ايا ادراك بيكى از حواسّ ظاهره خود ميكنى ملك الموت را در زمانى كه داخل مى شود منزل كسى را كه اراده قبض روح انرا دارد آيا مى بينى او را در وقتى كه قبض روح احدى ميكند بلكه چگونه قبض روح اطفال ميكند در شكم مادر ايشان ايا داخل مى شود بر شكم او از بعض اعضاء مادر اطفال مثل دهن و حلق و جگر و شش و احشاء و امعاء يا اين كه روح اجابت ميكند ملك الموترا بحكم پروردگارش يا اين كه ملك الموت ساكن است با طفل در رودهاى مادر طفل چگونه بيان صفت خداى خود كند كسى كه عاجز باشد از صفت كردن مخلوقى مثل خود كه مثل ملك الموت باشد يعنى هرگاه عقل تو عاجز باشد از ادراك ذات و صفات و افعال ملك الموت كه او هم مثل تو مخلوقى است از مخلوقات خدا پس چگونه تواند دريافت كنه ذات و صفات و افعال خدا را كه خالق همه و برتر از ادراك و احاطه همه است پس نتوان دانست خدا را مگر باثار و افعال چنانچه مى شناسى ملك الموت را باثار و افعال او كه ملكى است غير محسوس و قبض ارواح خلايق ميكند و امّا ذات او بچه نحو و فعل او چگونه است معلوم تو نيست و يقين دارى بر وجود او و فعل او مثل آن كه يقين دارى از تفكّر در افاق و انفس بوجود خدا و باين كه اوست موجد جميع و يگانه است در ايجاد و شريكى ندارد

شرح ابن ابی الحدید

و من خطبة له ع يذكر فيها ملك الموت و توفيه الأنفس

هَلْ يُحَسُّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلًا أَمْ هَلْ تَرَاهُ إِذَا تَوَفَّى أَحَداً بَلْ كَيْفَ يَتَوَفَّى الْجَنِينَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَ يَلِجُ عَلَيْهِ مِنْ بَعْضِ جَوَارِحِهَا أَمْ الرُّوحُ أَجَابَتْهُ بِإِذْنِ رَبِّهَا أَمْ هُوَ سَاكِنٌ مَعَهُ فِي أَحْشَائِهَا كَيْفَ يَصِفُ إِلَهَهُ مَنْ يَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ أما مذهب جمهور أصحابنا و هم النافون للنفس الناطقة فعندهم أن الروح جسم لطيف بخاري يتكون من ألطف أجزاء الأغذية ينفذ في العروق الضوارب و الحياة عرض قائم بالروح و حال فيها فللدماغ روح دماغية و حياة حالة فيها و كذلك للقلب و كذلك للكبد و عندهم أن لملك الموت أعوانا تقبض الأرواح بحكم النيابة عنه لو لا ذلك لتعذر عليه و هو جسم أن يقبض روحين في وقت واحد في المشرق و المغرب لأن الجسم الواحد لا يكون في مكانين في وقت واحد قال أصحابنا و لا يبعد أن يكون الحفظة الكاتبون هم القابضين للأرواح عند انقضاء الأجل قالوا و كيفية القبض ولوج الملك من الفم إلى القلب   لأنه جسم لطيف هوائي لا يتعذر عليه النفوذ في المخارق الضيقة فيخالط الروح التي هي كالشبيهة به لأنها جسم لطيف بخاري ثم يخرج من حيث دخل و هي معه و إنما يكون ذلك في الوقت الذي يأذن الله تعالى له فيه و هو حضور الأجل فألزموا على ذلك أن يغوص الملك في الماء مع الغريق ليقبض روحه تحت الماء فالتزموا ذلك و قالوا ليس بمستحيل أن يتخلل الملك الماء في مسام الماء فإن فيه مسام و منافذ و في كل جسم على قاعدتهم في إثبات الماء في الأجسام قالوا و لو فرضنا أنه لا مسام فيه لم يبعد أن يلجه الملك فيوسع لنفسه مكانا كما يلجه الحجر و السمك و غيرهما و كالريح الشديدة التي تقرع ظاهر البحر فتقعره و تحفره و قوة الملك أشد من قوة الريح ثم نعود إلى الشرح فنقول الملك أصله مألك بالهمز و وزنه مفعل و الميم زائدة لأنه من الألوكة و الألوك و هي الرسالة ثم قلبت الكلمة و قدمت اللام فقيل ملأك قال الشاعر  

  • فلست لإنسي و لكن لملأكتنزل من جو السماء يصوب

ثم تركت همزته لكثرة الاستعمال فقيل ملك فلما جمع ردت الهمزة إليه فقالوا ملائكة و ملائك قال أمية بن أبي الصلت  

  • و كأن برقع و الملائك حولهاسدر تواكله القوائم أجرد

و التوفي الإماتة و قبض الأرواح قال الله تعالى اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها و التقسيم الذي قسمه في وفاة الجنين حاصر لأنه مع فرضنا إياه جسما يقبض الأرواح التي في الأجسام إما أن يكون مع الجنين في جوف أمه فيقبض روحه عند حضور أجله أو خارجا عنها و القسم الثاني ينقسم قسمين أحدهما أن يلج جوف أمه لقبض روحه فيقبضها و الثاني أن يقبضها من غير حاجة إلى الولوج إلى جوفها و ذلك بأن تطيعه الروح و تكون مسخرة إذا أراد قبضها امتدت إليه فقبضها و هذه القسمة لا يمكن الزيادة عليها و لو قسمها واضع المنطق لما زاد ثم خرج إلى أمر آخر أعظم و أشرف مما ابتدأ به فقال كيف يصف إلهه من يعجز عن وصف مخلوق مثله و إلى هذا الغرض كان يترامى و إياه كان يقصد و إنما مهد حديث الملك و الجنين توطئة لهذا المعنى الشريف و السر الدقيق

فصل في التخلص و سياق كلام للشعراء فيه

و هذا الفن يسميه أرباب علم البيان التخلص و أكثر ما يقع في الشعر كقول أبي نواس  

  • تقول التي من بيتها خف مركبيعزيز علينا أن نراك تسير
  • أ ما دون مصر للغني متطلب بلى إن أسباب الغنى لكثير
  • فقلت لها و استعجلتها بوادرجرت فجرى في جريهن عبير
  • ذريني أكثر حاسديك برحلةإلى بلد فيه الخصيب أمير

و من ذلك قول أبي تمام  

  • يقول في قومس صحبي و قد أخذتمنا السرى و خطا المهرية القود
  • أ مطلع الشمس تبغي أن تؤم بنافقلت كلا و لكن مطلع الجود

و منه قول البحتري  

  • هل الشباب ملم بي فراجعةأيامه لي في أعقاب أيامي
  • لو أنه نائل غمر يجاد به إذن تطلبته عند ابن بسطام

و منه قول المتنبي و هو يتغزل بأعرابية و يصف بخلها و جبنها و قلة مطعمها و هذه كلها من الصفات الممدوحة في النساء خاصة  

  • في مقلتي رشأ تديرهمابدوية فتنت بها الحلل
  • تشكو المطاعم طول هجرتهاو صدودها و من الذي تصل
  • ما أسأرت في القعب من لبنتركته و هو المسك و العسل
  • قالت إلا تصحو فقلت لهاأعلمتني أن الهوى ثمل
  • لو أن فناخسر صبحكمو برزت وحدك عاقه الغزل
  • و تفرقت عنكم كتائبه إن الملاح خوادع قتل
  • ما كنت فاعلة و ضيفكمملك الملوك و شأنك البخل
  • أ تمنعين قرى فتفتضحي أم تبذلين له الذي يسل
  • بل لا يحل بحيث حل بهبخل و لا جور و لا وجل

و هذا من لطيف التخلص و رشيقه و التخلص مذهب الشعراء و المتأخرون يستعملونه كثيرا و يتفاخرون فيه و يتناضلون فأما التخلص في الكلام المنثور فلا يكاد يظهر لمتصفح الرسالة أو الخطبة إلا بعد تأمل شديد و قد وردت منه مواضع في القرآن العزيز فمن أبينها و أظهرها أنه تعالى ذكر في سورة الأعراف الأمم الخالية و الأنبياء الماضين من لدن آدم ع إلى أن انتهى إلى قصة موسى فقال في آخرها بعد أن شرحها و أوضحها وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إِيَّايَ أَ تُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ وَ اكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ قالَ عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ   وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ و هذا من التخلصات اللطيفة المستحسنة

فصل في الاستطراد و إيراد شواهد للشعراء فيه

و اعلم أن من أنواع علم البيان نوعا يسمى الاستطراد و قد يسمى الالتفات و هو من جنس التخلص و شبيه به إلا أن الاستطراد هو أن تخرج بعد أن تمهد ما تريد أن تمهده إلى الأمر الذي تروم ذكره فتذكره و كأنك غير قاصد لذكره بالذات بل قد حصل و وقع ذكره بالعرض عن غير قصد ثم تدعه و تتركه و تعود إلى الأمر الذي كنت في تمهيده كالمقبل عليه و كالملغى عما استطردت بذكره فمن ذلك قول البحتري و هو يصف فرسا  

  • و أغر في الزمن البهيم محجلقد رحت منه على أغر محجل
  • كالهيكل المبني إلا أنه في الحسن جاء كصورة في هيكل
  • وافي الضلوع يشد عقد حزامهيوم اللقاء على معم مخول
  • أخواله للرستمين بفارس و جدوده للتبعين بموكل
  • يهوى كما هوت العقاب و قد رأتصيدا و ينتصب انتصاب الأجدل
  • متوجس برقيقتين كأنماتريان من ورق عليه مكلل
  • ما إن يعاف قذى و لو أوردتهيوما خلائق حمدويه الأحول
  • ذنب كما سحب الرشاء يذب عن عرف و عرف كالقناع المسبل
  • جذلان ينفض عذرة في غرةيقق تسيل حجولها في جندل
  • كالرائح النشوان أكثر مشيه عرضا على السنن البعيد الأطول
  • ذهب الأعالي حيث تذهب مقلةفيه بناظرها حديد الأسفل
  • هزج الصهيل كأن في نغماته نبرات معبد في الثقيل الأول
  • ملك القلوب فإن بدا أعطينهنظر المحب إلى الحبيب المقبل

أ لا تراه كيف استطرد بذكر حمدويه الأحول الكاتب و كأنه لم يقصد ذلك و لا أراده و إنما جرته القافية ثم ترك ذكره و عاد إلى وصف الفرس و لو أقسم إنسان أنه ما بنى القصيدة منذ افتتحها إلا على ذكره و لذلك أتى بها على روي اللام لكان صادقا فهذا هو الاستطراد و من الفرق بينه و بين التخلص أنك في التخلص متى شرعت في ذكر الممدوح أو المهجو تركت ما كنت فيه من قبل بالكلية و أقبلت على ما تخلصت إليه من المديح و الهجاء بيتا بعد بيت حتى تنقضي القصيدة و في الاستطراد تمر على ذكر الأمر الذي استطردت به مرورا كالبرق الخاطف ثم تتركه و تنساه و تعود إلى ما كنت فيه كأنك لم تقصد قصد ذاك و إنما عرض عروضا و إذا فهمت الفرق فاعلم أن الآيات التي تلوناها إذا حققت و أمعنت النظر من باب الاستطراد لا من باب التخلص و ذلك لأنه تعالى قال بعد قوله وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَ ظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فعاد إلى ما كان فيه أولا ثم مر في هذه القصة و في أحوال موسى و بني إسرائيل حتى قارب الفراغ من السورة و من لطيف التخلص الذي يكاد يكون استطرادا لو لا أنه أفسده بالخروج إلى المدح قول أبي تمام في قصيدته التي يمدح بها محمد بن الهيثم التي أولها  

  • أسقى طلولهم أجش هزيمو غدت عليهم نضرة و نعيم
  • ظلمتك ظالمة البري ء ظلوم و الظلم من ذي قدرة مذموم
  • زعمت هواك عفا الغداة كما عفتمنها طلول باللوى و رسوم
  • لا و الذي هو عالم إن النوىصبر و إن أبا الحسين كريم
  • ما حلت عما تعهدين و لا غدت نفسي على إلف سواك تحوم

فلو أتم متغزلا لكان مستطردا لا محالة و لكنه نقض الاستطراد و غمس يده في المدح فقال بعد هذا البيت  

  • لمحمد بن الهيثم بن شبانةمجد إلى جنب السماك مقيم
  • ملك إذا نسب الندى من ملتقى طرفيه فهو أخ له و حميم

و مضى على ذلك إلى آخرها و من الاستطراد أن يحتال الشاعر لذكر ما يروم ذكره بوصف أمر ليس من غرضه و يدمج الغرض الأصلي في ضمن ذلك و في غضونه و أحسن ما يكون ذلك إذا صرح بأنه قد استطرد و نص في شعره على ذلك كما قال أبو إسحاق الصابي في أبيات كتبها إلى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف كاتب عضد الدولة كتبها إليه إلى شيراز و أبو إسحاق في بغداد و كانت أخبار فتوح عضد الدولة بفارس و كرمان و ما والاها متواصلة مترادفة إلى العراق و كتب عبد العزيز واصلة بها إلى عز الدولة بختيار و الصابي يجيب عنها  

  • يا راكب الجسرة العيرانة الأجديطوي المهامة من سهل إلى جلد
  • أبلغ أبا القاسم نفسي الفداء له مقالة من أخ للحق معتمد
  • في كل يوم لكم فتح يشاد بهبين الأنام بذكر السيد العضد
  • و ما لنا مثله لكننا أبدانجيبكم بجواب الحاسد الكمد
  • فأنت أكتب مني في الفتوح و ماتجري مجيبا إلى شاوي و لا أمدي
  • و ما ذممت ابتدائي في مكاتبةو لا جوابكم في القرب و البعد
  • لكنني رمت أن أثني على ملك مستطرد بمديح فيه مطرد

و لقد ظرف و ملح أبو إسحاق في هذه الأبيات و متى خلا أو عرى عن الظرف و الملاحة و لقد كان ظرفا و لباقة كله و ليس من الاستطراد ما زعم ابن الأثير الموصلي في كتابه المسمى بالمثل السائر أنه استطراد و هو قول بعض شعراء الموصل يمدح قرواش بن المقلد و قد أمره أن يعبث بهجاء وزيره سليمان بن فهد و حاجبه أبي جابر و مغنية المعروف بالبرقعيدي في ليلة من ليالي الشتاء و أراد بذلك الدعابة و الولع بهم و هم في مجلس في شراب و أنس فقال و أحسن فيما قال  

  • و ليل كوجه البرقعيدي ظلمةو برد أغانيه و طول قرونه
  • سريت و نومي فيه نوم مشردكعقل سليمان بن فهد و دينه
  • على أولق فيه التفات كأنهأبو جابر في خطبة و جنونه
  • إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه سنا وجه قرواش و ضوء جبينه

و ذلك لأن الشاعر قصد إلى هجاء كل واحد منهم و وضع الأبيات لذلك و أمره قرواش رئيسهم و أميرهم بذلك فهجاهم و مدحه و لم يستطرد و هذه الأبيات تشبيهات كلها مقصود بها الهجاء لم يأت بالعرض في الشعر كما يأتي الاستطراد و هذا غلط من مصنف الكتاب

شرح نهج البلاغه منظوم

و من خطبة له عليه السّلام ذكر فيها ملك الموت (عليه السّلام) و توفّيه الأنفس

هل تحسّ به اذا دخل منزلا أم هل تراه إذا توفّى أحدا بل كيف يتوفّى الجنين فى بطن أمّه أ يلج عليه من بعض جوارحها أم الرّوح أجابته بإذن ربّها أم هو ساكن معه فى أحشائها كيف يصف إلهه من يّعجز عن صفة مخلوق مّثله

ترجمه

از خطبه هاى آن حضرت عليه السّلام است كه در آن ملك الموت و قبض روح كردن او اشخاص را ياد آورى فرموده: (اى كسى كه مى خواهى بكنه ذات خدا دسترسى پيدا كنى، براى آنكه بدانى اين امريست محال يكى در كار آمد و رفت ملك الموت كه يكى از مخلوقات خدا است باريك شود ببين) آيا هنگامى كه عزرائيل داخل در خانه مى شود تو احساس ميكنى، تا وقتى كه روحى را قبض ميكند، تو او را مى توانى ببينى (البّته كه نه) بلكه (امر عجيبى است كه) او چگونه جنين را قبض روح ميكند در شكم مادرش، آيا از بعض از اعضاى مادر بر آن بچّه در مى آيد، يا اين كه روح طفل بامر پروردگارش بسوى او مى آيد، يا اين كه ملك الموت با آن طفل در احشاء مادرش ساكن است (پيدا است كه هيچيك از اين كارها را نمى توانى تشخيص بدهى پس در اين صورت من متحيّرم از اين كه) چگونه مى خواهد خداى خويش را وصف كند، كسى كه از وصف كردن ملك الموت كه مانند خودش مخلوقيست عاجز است.

نظم

  • در اين خطبه بدرشه گوهر آمودسخن از مرگ و عزرائيل فرمود
  • كنى احساس وقتى كه بمنزل ز گردون گردد عزرائيل نازل
  • و يا بينيش چون جان مى ستاندچسان روح از بدن در مى كشاند
  • جنين و بچّه را در بطن مادرچگونه در كشد جانش ز پيكر
  • شود اندر رحم وارد ز اعضاءو يا كه روح ز امر حق تعالى
  • ز وحشت جانب او مى شتابددرنگ و مكث را جائى نيابد
  • و يا با روح عزرائيل شد جفتدرون بطن مادر با جنين خفت
  • بشر درمانده باشد چون ز تشخيص نيارد اين دو از هم داد تخصيص
  • ز وصف همچو خود خلقى است عاجزميان فكر او سدّى است حاجز
  • ز درك امر عزرائيل مات است چگونه در پى عرفان ذات است
  • چسان خواهد بكنه ذات يزدانكه بس مشكل بود ره بردن آسان
  • برون ز ادراك ما شد ذات داوردر اين دريا نشايد شد شناور
  • شناور اندر اين قلزم غريق است بجان عقل از اين آتش حريق است

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.
Powered by TayaCMS