خطبه 80 نهج البلاغه بخش 1 : بيان تفاوت‏هاى زنان و مردان

خطبه 80 نهج البلاغه بخش 1 : بيان تفاوت‏هاى زنان و مردان

موضوع خطبه 80 نهج البلاغه بخش 1

متن خطبه 80 نهج البلاغه بخش 1

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 80 نهج البلاغه بخش 1

بيان تفاوت هاى زنان و مردان

متن خطبه 80 نهج البلاغه بخش 1

و من خطبة له (عليه السلام) بعد فراغه من حرب الجمل في ذم النساء ببيان نقصهن

مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الْإِيمَانِ نَوَاقِصُ الْحُظُوظِ نَوَاقِصُ الْعُقُولِ فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ وَ أَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ وَ أَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى الْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ

ترجمه مرحوم فیض

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است كه پس از خاتمه جنگ جمل در نكوهش زنها مى فرمايد: (گويا توبيخ و سرزنش عائشه و پيروان او نيز منظور باشد) اى مردم، زنها از ايمان وارث و خرد كم بهره هستند،امّا نقصان ايمانشان بجهت نماز نخواندن و روزه نگرفتن است در روزهاى حيض، و جهت نقصان خردشان آن است كه (در اسلام) گواهى دو زن بجاى گواهى يك مرد است، و از جهت نقصان نصيب و بهره هم ارث آنها نصف ارث مردان مى باشد

ترجمه مرحوم شهیدی

و از خطبه هاى آن حضرت است پس از پايان نبرد جمل، در نكوهش زنان مردم ايمان زنان ناتمام است، بهره آنان ناتمام، خرد ايشان ناتمام. نشانه ناتمامى ايمان، معذور بودنشان از نماز و روزه است- به هنگام عادتشان- ، و نقصان بهره ايشان، نصف بودن سهم آنان از ميراث است نسبت به سهم مردان، و نشانه ناتمامى خرد آنان اين بود كه گواهى دو زن چون گواهى يك مرد به حساب رود.

ترجمه مرحوم خویی

از جمله خطبه هاى آن حضرتست بعد از انقضاء حرب جمل در مذمت زنان مى فرمايد و مقصود آن حضرت طعن بر عايشه بود و توبيخ باهل بصره كه تابع آن خاطئه بودند: جماعة مردمان بدرستى كه طايفه زنان ناقص الايمانند و ناقص النصيبند و ناقص العقلند أما نقص ايمان ايشان پس نشستن ايشان است از نماز و روزه در ايام حيضشان، و أما نقصان عقل ايشان پس شهادة دو زن مثل شهادت يك مرد است، و أما ناقص بودن نصيب ايشان پس ميراثهاى ايشان بر نصفهاست از ميراث مردان

شرح ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام بعد حرب الجمل، فى ذم النساء

مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الْإِيمَانِ نَوَاقِصُ الْحُظُوظِ نَوَاقِصُ الْعُقُولِ فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ وَ أَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ وَ أَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى الْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ

المعنى

أقول: لمّا كانت واقعة الجمل و ما اشتملت عليه من هلاك جمع عظيم من المسلمين منسوبا إلى رأى امرأة أراد أن ينبّه على وجوه نقصان النساء و أسبابه

فذكر نقصانهنّ من وجوه ثلاثة:

أحدها: كونهنّ نواقص الايمان

و أشار إلى جهة النقص فيه بقعود إحديهنّ عن الصلاة و الصوم أيّام الحيض، و لمّا كان الصوم و الصلاة من كمال الإيمان و متمّمات الرياضة كان قعودهنّ عن الارتياض بالصوم و الصلاة في تلك الأيّام نقصانا لايمانهنّ، و إنّما رفعت الشريعة التكليف عنهنّ بالعبادتين المذكورتين لكونهنّ في حال مستقذرة لا يتأهّل صاحبها للوقوف بين يدي الملك الجبّار، و يعقل للصوم وجه آخر و هو أنّه يزيد الحائض إلى ضعفها ضعفا بخروج الدم. و أسرار الشريعة أدقّ و أجلّ أن يطّلع عليها عقول ساير الخلق.

الثاني: كونهنّ نواقص حظّ

و أشار إلى جهة نقصانه بأنّ ميراثهنّ على النصف من ميراث الرجال كما قال تعالى يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ يُوصِيكُمُ و الّذي يلوح من سرّ ذلك كثرة المئونة على الرجل و هو أهل التصرّف و كون المرأة من شأنها أن تكون مكفولة محتاجة إلى قيّم هولها كالخادم.

الثالث: كونهنّ نواقص عقول

و لذلك سبب من داخل و هو نقصان استعداد أمزجتهنّ، و قصورهنّ عن قبول تصرّف العقل كما يقبله مزاج الرجل كما نبّه تعالى عليه بقوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَ لْيَكْتُبْ فإنّه نبّه على ضعف القوّة الذاكرة فيهنّ، و لذلك جعل شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد، و له أيضا سبب عارض من خارج و هو قلّة معاشرتهنّ لأهل العقل و التصرّفات و قلّة رياضتهنّ لقواهنّ الحيوانيّة بلزوم القوانين العقليّة في تدبير أمر المعاش و المعاد و لذلك كانت أحكام القوى الحيوانيّة فيهنّ أعلب على أحكام عقولهنّ فكانت المرأة أرّق و أبكى و أحسد و ألجّ و أبغى و أجزع و أوقح و أكذب و أمكر و أقبل للمكر و أذكر لمحقّرات الامور و لكونها بهذه الصفة اقتضت الحكمة الإلهيّة أن يكون عليها حاكم و مدبّر تعيش بتدبيره و هو الرجل فقال تعالى الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَ بِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ و لشدّة قبولها للمكر و قلّة طاعتها للعقل مع كونها مشتركة و داعية إلى نفسها اقتضت أيضا أن يسنّ في حقّها التستّر و التخدّر.

ترجمه شرح ابن میثم

از خطبه هاى آن امام (ع) است كه پس از جنگ جمل در بدگويى از زنها ايراد فرموده اند

مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الْإِيمَانِ نَوَاقِصُ الْحُظُوظِ نَوَاقِصُ الْعُقُولِ فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ وَ أَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ وَ أَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى الْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ

ترجمه

«اى مردم بدانيد كه زنها از نظر ايمان بهره و نصيب، و خرد، داراى نقصند.

دليل نقص ايمانشان معاف بودن آنها از نماز و روزه به هنگام عادت ماهانه آنهاست و دليل نقص خردشان اين است كه شهادت دو زن ارزش شهادت يك مرد را دارد و دليل بهره كم آنها اين است كه ميراثشان نصف ميراث يك مرد است.

شرح

پس از جنگ جمل كه هلاكت جمع فراوانى از مسلمين را در پى داشت و از تصميم و اراده يك زن (عايشه) به وجود آمده بود. امام (ع) مردم را متوجّه نقص زنان و امورى كه موجب آن مى شود كرده، از سه جهت زنها را داراى نقص و به شرح زير معرّفى كرده اند.

1 نقص ايمان: دليل كمبود ايمان آنها را، دورى از نماز و روزه به هنگام حيضشان دانسته اند. بديهى است كه نماز و روزه از كمال ايمان و نوعى رياضت معنوى است، دورى زنان از اين رياضت به هنگام عادت ماهيانه موجب نقص ايمانشان مى شود.

شريعت بدين جهت از آنها در انجام اين دو نوع عبادت رفع تكليف كرده است كه در حال ناپاكى هستند و شايسته نيست ناپاكان فراروى حضرت سبحان به عبادت بايستند. بعلاوه روزه نگرفتن زنها وجه عقلى ديگرى نيز دارد و آن ضعف مفرطى است كه در اثر خونريزى در آنها پديد مى آيد. مضافا بر اينها اسرار شريعت ظريفتر از آن است كه خرد انسانها بدان دست يابد. به هر حال در ايّام حيض، زنها نبايد نماز بخوانند و روزه بگيرند، اين دليل كمبود ايمان آنهاست.

2 نقص بهره و نصيب: امام (ع) به كمبود سهم ارث زنها اشاره فرموده است. ميراثى كه زنها مى برند نصف ميراث مردهاست، چنان كه خداوند متعال در اين باره مى فرمايد: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ .

شايد علّت اين كه مردان ميراث بيشترى مى برند وجوب نفقه اى است كه از زن و فرزند بر عهده دارند ولى زنها نفقه اى بر ذمّه ندارند، و خود واجب النّفقه شوهرانشان كه سرپرستى آنها را دارند، و در حقيقت مثل خدمت گزارى براى آنها به حساب مى آيند، مى باشند.

3 نقص عقل دارند: دليل نقصان عقل زنها دو چيز است: اوّل علّت درونى و داخلى: و آن كمبود استعداد، به لحاظ سرشت و خلقتى است، كه زنها بر آن آفريده شده اند و همان كم استعدادى موجب مى شود كه نقصان عقل داشته باشند، بر خلاف مردها كه زمينه بيشترى براى شكوفايى عقل دارند. حق تعالى به همين حقيقت اشاره كرده مى فرمايد: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَ لْيَكْتُبْ . اين آيه شريفه دليل ضعف قوه ذاكره زنهاست كه دلالت بر فراموش كارى آنها مى كند. به همين دليل است كه خداوند شهادت دو زن را به منزله شهادت يك مرد قرار داده است.

دوم علت بيرونى: و آن معاشرت كم آنها با انديشمندان و عقلاست. با رياضت قواى حيوانى خود را تضعيف نمى كنند تا قوانين عقل را در تنظيم كار معاش و معاد به همراه داشته باشند. بدين جهت است كه حكم قواى حيوانى در آنها بر حكم قواى عقلانى شان غلبه دارد، و زنها رقيق القلب، گريان، حسود، لجوج، گناهكار، زارى كننده، وقيح، دروغگو و مكّارترند بيشتر فريب مى خورند و امور جزئى را فراوان پيگيرى مى كنند. چون زنان داراى صفات فوق هستند، حكمت الهى اقتضا كرده است كه براى آنها سرپرست مدبّر بگمارد تا امر زندگى آنها را سامان بدهد. و لذا فرموده است: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَ بِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ .

بدليل همين مكرپذيرى و كم خردى و دارا بودن نيروى شهوانى، پوشش بدن و حجاب براى زنها واجب شده است.

شرح مرحوم مغنیه

نواقص العقول:

معاشر النّاس إنّ النّساء نواقص الإيمان نواقص الحظوظ نواقص العقول. فأمّا نقصان إيمانهنّ فقعودهنّ عن الصّلاة و الصّيام في أيّام حيضهنّ. و أمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الأنصاف من مواريث الرّجال. و أمّا نقصان عقولهنّ فشهادة امرأتين كشهادة الرّجل الواحد.

للمنبر على و المرأة:

تكلم الباحثون كثيرا عن المرأة و مواهبها و خصائصها، و عن حقوقها و واجباتها، و تكلموا عن المرأة في الاسلام أو في القرآن، و عن المرأة الشرقية و الغريبة، و عن دور المرأة و تأثيرها في حياة العباقرة و المجانين أيضا.. و طال حولها الجدال و النقاش و سيبقى قائما الى آخر يوم، و إن دل هذا على شي ء فإنه يدل على ان المرأة هي ذلك الانسان أو اللغز المجهول.

و أيضا تكلموا عن علي و المرأة، و قال قائل: ان الإمام نظر الى المرأة من خلال رأيه بعائشة صاحبة الجمل، حيث عارضت حكمه و خلافته، و ألّبت عليه الجموع و جيّشت الجيوش، و لو لا موقفها هذا لم ينظر الى المرأة هذه النظرة التي تحط من شأنها و قدرها.

و أجبنا عن هذا في كتاب «علي و الفلسفة» بخمسة أجوبة، و هي:

1 ان موقف عائشة من الإمام (ع) ليس بأعظم من موقف طلحة و الزبير اللذين بايعا ثم نكثا و حرّضا عائشة على الخروج، و لا بأعظم من موقف معاوية و ابن العاص، و لا بأعظم من موقف الخوارج.. و لو صح تفسير رأي الإمام في المرأة بكراهية عائشة لوجب أن يكون رأيه في الرجل تماما كرأيه في المرأة، لأن طلحة و الزبير و معاوية و ابن العاص و من لف لفهم فعلوا ما فعلت عائشة و زيادة.

2 جرت العادة أن يكره الانسان و يحقد على القوي دون الضعيف، و على الغالب دون المغلوب، و عائشة كانت أسيرة بين يدي الإمام حتى قالت آسفة نادمة: «ليتني لم أكن و أخلق».

3 هل بلغ الذهول بعلي و هو باب مدينة العلم أن يحكم على النساء، كل النساء، من خلال امرأة واحدة تلقب بصاحبة الجمل، و يقيس النوع على الفرد. ان هذا منطق أهل الجهل و الغباء لا منطق المعصومين و العلماء.

4 متى كان لعلي الذي يدور الحق معه كيفما دار شهوات و ميول حتى يستمد منها آراءه و ينطق بوحيها. أحين أكرم عائشة و أطلقها من الأسر، أو حين تمكن سيفه من رقبة ابن العاص و بسر ابن ارطاة فعفا عنهما، أو حين سقى الماء لمعاوية بعد أن منعه منه.

5 قالوا: ان النبي (ص) كان يحب عائشة.. و عليه ينبغي أن يكون رأيه في المرأة حسنا يخالف رأي الإمام (ع) مع أن النبي (ص) بالذات وصفها بنفس الوصف الذي نعتها به الإمام، بل ان الإمام نقله بالحرف الواحد عن النبي، فقد جاء في الجزء الأول من صحيح البخاري، كتاب «الحيض»، باب: ترك الحائض الصوم، ما نصه بالحرف الواحد: «خرج رسول اللّه في أضحى أو فطر الى المصلّى، فمر على النساء، فقال يا معشر النساء تصدّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن بم يا رسول اللّه فقال: تكثرن اللعن، و تكفرن العشيرة، ما رأيت ناقصات عقل و دين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن. قلن له: و ما نقصان ديننا و عقلنا يا رسول اللّه قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن: بلى. قال فذاك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصلّ و لم تصم قلن: بلى. قال ذاك من نقصان دينها».

هن ناقصات عقل و دين عند النبي الذي قيل: انه كان يحب عائشة، و أخذ عنه قوله هذا بالحرف ربيبه و تلميذه الذي قيل: انه كان يبغض عائشة، فإذا كان قول النبي في المرأة بوحي من اللّه فيجب أن يكون قول الإمام كذلك، و ان كان قول الإمام بوحي من بغضه لعائشة فيجب أن يكون قول النبي كذلك.. و الفرق تناقض ظاهر.

و قال الشيخ محمد عبده: خلق اللّه النساء، و حملهن على ثقل الولادة و تربية الأطفال الى سن معينة لا تكاد تنتهي حتى تستعد لحمل و ولادة، و هكذا فلا يكدن يفرغن من الولادة و التربية.. فكأنهن قد خصصن لتدبير أمر المنزل و ملازمته، و هو دائرة محدودة يقوم عليهن فيها أزواجهن، فخلق اليهن من العقول بقدر ما يحتجن اليه في هذا، و جاء الشرع الشريف مطابقا للفطرة، فكنّ في أحكامه غير لاحقات للرجال، لا في العبادة، و لا الشهادة، و لا الميراث.

شرح منهاج البراعة خویی

و من كلام له عليه السلام

و هو التاسع و السبعون من المختار فى باب الخطب بعد حرب الجمل فى ذم النساء معاشر النّاس إنّ النّساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فأمّا نقصان إيمانهنّ فقعودهنّ عن الصّلوة و الصّيام في أيّام حيضهنّ، و أمّا نقصان عقولهنّ فشهادة امرئتين كشهادة الرّجل الواحد و أمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الإنصاف من مواريث الرّجال

اللغة

(المعاشر) جمع المعشر و هى الجماعة من النّاس و (الانصاف) بفتح الهمزة و كسرها و قد يضمّ كما في القاموس جمع النّصف بتثليث النّون و هو أحد جزئى الشي ء.

الاعراب

الفاء في قوله فأمّا نقصان ايمانهنّ عاطفة قال الرّضيّ (ره) في مبحث فاء العطف و إن عطفت الفاء جملة على جملة أفادت كون مضمون الجملة التي بعدها عقيب مضمون التي قبلها بلا فصل، نحو قام زيد فقعد عمرو، و قد تفيد فاء العطف في الجمل كون المذكور بعدها كلاما مرتبا في الذّكر على ما قبلها لا أنّ مضمونه عقيب مضمون ما قبلها في الزّمان كقوله تعالى: قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى و قوله وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ.

فانّ ذكر ذمّ الشّي ء أو مدحه يصحّ بعد جرى ذكره، قال و من هذا الباب عطف تفصيل المجمل على المجمل كقوله: وَ نادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي.

و تقول: أجبته فقلت لبيّك انتهى، و كلام الامام عليه السّلام من هذا القبيل لأنّه بعد الاشارة إلى نقصان ايمانهنّ و عقولهنّ و حظوظهنّ اجمالا نبّه على تفصيل جهة النّقصان بقوله فأما نقصان ايمانهنّ اه، و نظيرها الفاء في قوله: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ و في قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا.

فافهم و الفاء في قوله: فقعود هنّ رابطة للجواب و في قوله فاتّقوا شرارهنّ فصيحة.

المعنى

اعلم أنّ الغرض من هذا الكلام التّعريض على عايشة و توبيخها و ذمّ من تبعها و ارشاد النّاس إلى ترك طاعة النّساء و الاتقاء منهنّ لكونهنّ ناقصات في أنفسهنّ و لا ينبغي للكامل إطاعة النّاقص و الايتمام به و وجوه النّقصان ثلاثة كما نبّه عليها بقوله (معاشر النّاس إنّ النساء نواقص الايمان نواقص الحظوظ نواقص العقول) و لما نبّه على نقصانهنّ بهذه الوجوه الثّلاثة أشار إلى علّة جهات النقص بقوله (فأمّا نقصان ايمانهنّ فقعودهنّ عن الصّلاة و الصّيام في أيام حيضهنّ) و قعودهنّ عنها و إن كان بأمر اللّه سبحانه إلّا أنّ سقوط التّكليف لنوع من النقص فيهنّ و سبب النقص هو حالة الاستقذار و الحدث المانعة من القرب المعنوى المشروط في العبادات و في كلامه دلالة على كون الأعمال اجزاء الايمان.

و يشهد به ما رواه في الكافي باسناده عن أبي الصّباح الكناني عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السّلام: من شهد أن لا إله إلا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان مؤمنا قال: فأين فرايض اللّه قال: و سمعته يقول: لو كان الايمان كلاما لم ينزل فيه صوم و لا صلاة و لا حلال و لا حرام.

(و أما نقصان عقولهنّ فشهادة امرئتين كشهادة الرّجل الواحد) قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ.

روى في الوسائل عن تفسير العسكري عليه السّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام في تفسير هذه الآية قال: عدلت امرئتان في الشهادة برجل واحد فاذا كان رجلان أو رجل و امرئتان أقاموا الشّهادة قضى بشهادتهم.

قال عليه السّلام و جاءت امرئة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت: ما بال الامرئتين برجل في الشهادة و في الميراث فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّ ذلك قضاء من ملك عدل حكيم لا يجور و لا يحيف أيّتها المرأة لأنكنّ ناقصات الدّين و العقل إنّ احد اكنّ تقعد نصف دهرها لا تصلّي بحيضة، و أنكنّ تكثرن اللعن و تكفرن العشير تمكث إحدا كنّ عند الرّجل عشر سنين فصاعدا يحسن إليها و ينعم عليها فاذا ضاقت يده يوما أو ساعة خاصمته و قالت: ما رأيت منك خيرا قطّ.

و فيه عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القميّ قال مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على نسوة فوقف عليهنّ ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا معاشر النساء ما رأيت نواقص عقول و دين أذهب بعقول ذوى الألباب منكنّ إنى رأيت أنكنّ أكثر أهل النّار عذابا فتقرّبن إلى اللّه ما استطعتنّ، فقالت امرأة منهنّ: يا رسول اللّه ما نقصان ديننا و عقولنا فقال: أما نقصان دينكنّ فالحيض الذي يصيبكنّ فتمكث إحداكنّ ما شاء اللّه لا تصلّي و لا تصوم، و أمّا نقصان عقولكنّ فشهادتكنّ إنّما شهادة المرأة نصف شهادة الرّجل.

و قال وهب بن منبه قد عاقب اللّه النساء بعشر خصال: بشدّة النّفاس و الحيض و جعل ميراث اثنتين ميراث رجل و شهادتهما شهادة واحد و جعلها ناقصة الدّين و العقل لا تصلّى أيّام حيضها و لا تسلم على النساء و ليس عليها جمعة و لا جماعة و لا يكون منها نبيّ و لا تسافر إلّا بوليّ هذا.

و قوله (و أما نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الانصاف من مواريث الرّجال) قد مرّ في ثالث تذنيبات الفصل الثّاني عشر من فصول الخطبة الاولى علّة زيادة حظّ الذّكر على الانثى في الميراث و نقول هنا مضافا إلى ما سبق: إنّه قد ذكر لها في بعض الأخبار علل و أسرار اخرى.

و هو ما في الوسائل عن ثقة الاسلام الكليني باسناده عن الأحول قال قال ابن أبى العوجا: ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا و يأخذ الرّجل سهمين قال: فذكر ذلك بعض أصحابنا لأبي عبد اللّه عليه السّلام فقال: إنّ المرأة ليس عليها جهاد و لا نفقة و لا معقلة و إنّما ذلك على الرّجال فلذلك جعل للمرأة سهما واحدا و للرّجل سهمين.

و فيه عن الصّدوق باسناده عن محمّد بن سنان أنّ الرّضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علّة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرّجال من الميراث لأنّ المرأة إذا تزوجّت اخذت و الرّجل يعطى فلذلك و فرّ على الرّجال، و علّة اخرى في اعطاء الذكر مثلى ما تعطى الانثي لأنّ الانثى في عيال الذكر إن احتاجت و عليه أن يعولها و عليه نفقتها، و ليس على المرأة أن تعول الرّجل و لا تؤخذ بنفقته إن احتاج فوّفر على الرّجال لذلك و ذلك قول اللّه عزّ و جل: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَ بِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ.

و عنه أيضا باسناده عن عبد اللّه بن سنان قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: لأيّ علّة صار الميراث للذكر مثل حظّ الانثيين قال: لما جعله اللّه لها من الصّداق.

و باسناده عن عليّ بن سالم عن أبيه قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام فقلت له: كيف صار الميراث للذكر مثل حظّ الانثيين فقال، لأنّ الحبات التي أكل آدم و حوّاء في الجنّة كانت ثمانية عشر حبّة أكل آدم منها اثنتى عشرة حبّة و أكلت حوّاء ستّا فلذلك صار الميراث للذكر مثل حظّ الانثيين

شرح لاهیجی

و من كلام له (علیه السلام) بعد فراغه من حرب الجمل فى ذمّ النّساء يعنى از كلام امير المؤمنين عليه السّلام است بعد از فراغت از جنگ جمل در مذمّت زنان معاشر النّاس انّ النّساء نواقص الإيمان نواقص الحظوظ نواقص العقول يعنى اى گروه مردمان بتحقيق كه زنان ناقص ايمان و ناقص نصيب و ناقص عقول باشند فامّا نقصان ايمانهنّ فقعودهنّ عن الصّلوة و الصّيام فى ايّام حيضهنّ و امّا نقصان عقودهنّ فشهادة امرأتين منهنّ كشهادة الرّجل الواحد و امّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الانصاف من مواريث الرّجال يعنى امّا نقصان ايمان زنان پس بجهة نماز نكردن و روزه نداشتن در ايّام حيض و امّا نقصان عقل ايشان پس بجهة اين كه دو زن در شهادت دادن مثل يك مرد باشد و امّا نقصان نصيب از جهة آن كه در ميراث نصف ميراث مرد را مستحقّ باشد كه ربع و ثمن باشد بى ولد و با ولد و مرد نصف و ربع مى برد بى ولد و با ولد

شرح ابن ابی الحدید

و من كلام له ع بعد فراغه من حرب الجمل في ذم النساء

مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الْإِيمَانِ نَوَاقِصُ الْحُظُوظِ نَوَاقِصُ الْعُقُولِ فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ وَ أَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ مِنْهُنَّ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ وَ أَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى الْأَنْصَافِ مِنْ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ

جعل ع نقصان الصلاة نقصانا في الإيمان و هذا هو قول أصحابنا إن الأعمال من الإيمان و إن المقر بالتوحيد و النبوة و هو تارك للعمل ليس بمؤمن . و قوله ع و لا تطيعوهن في المعروف ليس بنهي عن فعل المعروف و إنما هو نهي عن طاعتهن أي لا تفعلوه لأجل أمرهن لكم به بل افعلوه لأنه معروف و الكلام ينحو نحو المثل المشهور لا تعط العبد كراعا فيأخذ ذراعا . و هذا الفصل كله رمز إلى عائشة و لا يختلف أصحابنا في أنها أخطأت فيما فعلت ثم تابت و ماتت تائبة و إنها من أهل الجنة . قال كل من صنف في السير و الأخبار أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى إنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله ص فنصبته في منزلها و كانت تقول للداخلين إليها هذا ثوب رسول الله ص لم يبل و عثمان قد أبلى سنته . قالوا أول من سمى عثمان نعثلا عائشة و النعثل الكثير شعر اللحية و الجسد و كانت تقول اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا . و روى المدائني في كتاب الجمل قال لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة و بلغ قتله إليها و هي بشراف فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر و قالت بعدا لنعثل و سحقا إيه ذا الإصبع إيه أبا شبل إيه يا ابن عم لكأني أنظر إلى إصبعه و هو يبايع له حثوا الإبل و دعدعوها . قال و قد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال و أخذ نجائب كانت لعثمان في داره ثم فسد أمره فدفعها إلى علي بن أبي طالب ع

أخبار عائشة في خروجها من مكة إلى البصرة بعد مقتل عثمان

و قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه أن عائشة لما بلغها قتل عثمان و هي بمكة أقبلت مسرعة و هي تقول إيه ذا الإصبع لله أبوك أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا فلما انتهت إلى شراف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي فقالت له ما عندك قال قتل عثمان قالت ثم ما ذا قال ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار بايعوا عليا فقالت لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا ويحك انظر ما تقول قال هو ما قلت لك يا أم المؤمنين فولولت فقال لها ما شأنك يا أم المؤمنين و الله ما أعرف بين لابتيها أحدا أولى بها منه و لا أحق و لا أرى له نظيرا في جميع حالاته فلما ذا تكرهين ولايته قال فما ردت عليه جوابا . قال و قد روي من طرق مختلفة أن عائشة لما بلغها قتل عثمان و هي بمكة قالت أبعده الله ذلك بما قدمت يداه و ما الله بظلام للعبيد . قال و قد روى قيس بن أبي حازم أنه حج في العام الذي قتل فيه عثمان و كان مع عائشة لما بلغها قتله فتحمل إلى المدينة قال فسمعها تقول في بعض الطريق إيه ذا الإصبع و إذا ذكرت عثمان قالت أبعده الله حتى أتاها خبر بيعة علي فقالت لوددت أن هذه وقعت على هذه ثم أمرت برد ركائبها إلى مكة فردت معها و رأيتها في سيرها إلى مكة تخاطب نفسها كأنها تخاطب أحدا قتلوا ابن عفان مظلوما فقلت لها يا أم المؤمنين أ لم أسمعك آنفا تقولين أبعده الله و قد رأيتك قبل أشد الناس عليه و أقبحهم فيه قولا فقالت لقد كان ذلك و لكني نظرت في أمره فرأيتهم استتابوه حتى إذا تركوه كالفضة البيضاء أتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه .

قال و روي من طرق أخرى أنها قالت لما بلغها قتله أبعده الله قتله ذنبه و أقاده الله بعمله يا معشر قريش لا يسومنكم قتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه أن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع فلما جاءت الأخبار ببيعة علي ع قالت تعسوا تعسوا لا يردون الأمر في تيم أبدا . كتب طلحة و الزبير إلى عائشة و هي بمكة كتابا أن خذلي الناس عن بيعة علي و أظهري الطلب بدم عثمان و حملا الكتاب مع ابن أختها عبد الله بن الزبير فلما قرأت الكتاب كاشفت و أظهرت الطلب بدم عثمان و كانت أم سلمة رضي الله عنها بمكة في ذلك العام فلما رأت صنع عائشة قابلتها بنقيض ذلك و أظهرت موالاة علي ع و نصرته على مقتضي العداوة المركوزة في طباع الصرتين . قال أبو مخنف جاءت عائشة إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها يا بنت أبي أمية أنت أول مهاجرة من أزواج رسول الله ص و أنت كبيرة أمهات المؤمنين و كان رسول الله ص يقسم لنا من بيتك و كان جبريل أكثر ما يكون في منزلك فقالت أم سلمة لأمر ما قلت هذه المقالة فقالت عائشة إن عبد الله أخبرني أن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائما في شهر حرام و قد عزمت على الخروج إلى البصرة و معي الزبير و طلحة فاخرجي معنا لعل الله أن يصلح هذا الأمر على أيدينا بنا فقالت أم سلمة إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان و تقولين فيه أخبث القول و ما كان اسمه عندك إلا نعثلا و إنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول الله ص أ فأذكرك قالت نعم قالت أ تذكرين يوم أقبل ع و نحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال خلا بعلي يناجيه فأطال فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت عليهما فما لبثت أن رجعت باكية فقلت ما شأنك فقلت إني هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام أ فما تدعني يا ابن أبي طالب و يومي فأقبل رسول الله ص علي و هو غضبان محمر الوجه فقال ارجعي وراءك و الله لا يبغضه أحد من أهل بيتي و لا من غيرهم من الناس إلا و هو خارج من الإيمان فرجعت نادمة ساقطة قالت عائشة نعم أذكر ذلك قالت و أذكرك أيضا كنت أنا و أنت مع رسول الله ص و أنت تغسلين رأسه و أنا أحيس له حيسا و كان الحيس يعجبه فرفع رأسه و قال يا ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط فرفعت يدي من الحيس فقلت أعوذ بالله و برسوله من ذلك ثم ضرب على ظهرك و قال إياك أن تكونيها ثم قال يا بنت أبي أمية إياك أن تكونيها يا حميراء أما أنا فقد أنذرتك قالت عائشة نعم أذكر هذا قالت و أذكرك أيضا كنت أنا و أنت مع رسول الله ص في سفر له و كان علي يتعاهد نعلي رسول الله ص فيخصفها و يتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها و قعد في ظل سمرة و جاء أبوك و معه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلى الحجاب و دخلا يحادثانه فيما أراد ثم قالا يا رسول الله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا فقال لهما أما إني قد أرى مكانه و لو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران فسكتا ثم خرجا فلما خرجنا إلى رسول الله ص قلت له و كنت أجرأ عليه منا من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم فقال خاصف النعل فنظرنا فلم نر أحدا إلا عليا فقلت يا رسول الله ما أرى إلا عليا فقال هو ذاك فقالت عائشة نعم أذكر ذلك فقالت فأي خروج تخرجين بعد هذا فقالت إنما أخرج للإصلاح بين الناس و أرجو فيه الأجر إن شاء الله فقالت أنت و رأيك فانصرفت عائشة عنها و كتبت أم سلمة بما قالت و قيل لها إلى علي ع . فإن قلت فهذا نص صريح في إمامة علي ع فما تصنع أنت و أصحابك المعتزلة به قلت كلا إنه ليس بنص كما ظننت لأنه ص لم يقل قد استخلفته و إنما قال لو قد استخلفت أحدا لاستخلفته و ذلك لا يقتضي حصول الاستخلاف و يجوز أن تكون مصلحة المكلفين متعلقة بالنص عليه لو كان النبي ص مأمورا بأن ينص على إمام بعينه من بعده و أن يكون من مصلحتهم أن يختاروا لأنفسهم من شاءوا إذا تركهم النبي ص و آراءهم و لم يعين أحدا . و روى هشام بن محمد الكلبي في كتاب الجمل أن أم سلمة كتبت إلى علي ع من مكة أما بعد فإن طلحة و الزبير و أشياعهم أشياع الضلالة يريدون أن يخرجوا بعائشة إلى البصرة و معهم عبد الله بن عامر بن كريز و يذكرون أن عثمان قتل مظلوما و أنهم يطلبون بدمه و الله كافيهم بحوله و قوته و لو لا ما نهانا الله عنه من الخروج و أمرنا به من لزوم البيت لم أدع الخروج إليك و النصرة لك و لكني باعثة نحوك ابني عدل نفسي عمر بن أبي سلمة فاستوص به يا أمير المؤمنين خيرا . قال فلما قدم عمر على علي ع أكرمه و لم يزل مقيما معه حتى شهد مشاهده كلها و وجهه أميرا على البحرين و قال لابن عم له بلغني أن عمر يقول الشعر فابعث إلي من شعره فبعث إليه بأبيات له أولها

  • جزتك أمير المؤمنين قرابةرفعت بها ذكري جزاء موفرا

. فعجب علي ع من شعره و استحسنه . و من الكلام المشهور الذي قيل إن أم سلمة رحمها الله كتبت به إلى عائشة إنك جنة بين رسول الله ص و بين أمته و إن الحجاب دونك لمضروب على حرمته و قد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه و سكن عقيراك فلا تصحريها لو أذكرتك قوله من رسول الله ص تعرفينها لنهشت بها نهش الرقشاء المطرقة ما كنت قائلة لرسول الله ص لو لقيك ناصة قلوص قعودك من منهل إلى منهل قد تركت عهيداه و هتكت ستره إن عمود الدين لا يقوم بالنساء و صدعه لا يرأب بهن حماديات النساء خفض الأصوات و خفر الأعراض اجعلي قاعدة البيت قبرك حتى تلقينه و أنت على ذلك . فقالت عائشة ما أعرفني بنصحك و أقبلني لوعظك و ليس الأمر حيث تذهبين ما أنا بعمية عن رأيك فإن أقم ففي غير حرج و إن أخرج ففي إصلاح بين فئتين من المسلمين . و قد ذكر هذا الحديث أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتابه المصنف في غريب الحديث في باب أم سلمة على ما أورده عليك قال لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة أتتها أم سلمة فقالت لها إنك سدة بين محمد رسول الله ص و بين أمته و حجابك مضروب على حرمته قد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه و سكن عقيراك فلا تصحريها الله من وراء هذه الأمة لو أراد رسول الله ص أن يعهد إليك عهدا علت علت بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد إن عمود الإسلام لا يثأب بالنساء إن مال و لا يرأب بهن إن صدع حماديات النساء غض الأطراف و خفر الأعراض و قصر الوهازة ما كنت قائلة لو أن رسول الله ص عارضك بعد الفلوات ناصة قلوصا من منهل إلى آخر إن بعين الله مهواك و على رسوله تردين و قد وجهت سدافته و يروى سجافته و تركت عهيداه لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقى محمدا ص هاتكة حجابا و قد ضربه علي اجعلي حصنك بيتك و وقاعة الستر قبرك حتى تلقينه و أنت على تلك أطوع ما تكونين لله بالرقبة و أنصر ما تكون للدين ما حلت عنه لو ذكرتك قولا تعرفينه لنهشت به نهش الرقشاء المطرقة . فقالت عائشة ما أقبلني لوعظك و ليس الأمر كما تظنين و لنعم المسير مسير فزعت فيه إلى فئتان متناجزتان أو قالت متناحرتان إن أقعد ففي غير حرج و إن أخرج فإلى ما لا بد لي من الازدياد منه . تفسير غريب هذا الخبر السدة الباب و منه حديث رسول الله ص أنه ذكر أول من يرد عليه الحوض فقال الشعث رءوسا الدنس ثيابا الذين لا تفتح لهم السدد و لا ينكحون المتنعمات و أرادت أم سلمة أنك باب بين النبي ص و بين الناس فمتى أصيب ذلك الباب بشي ء فقد دخل على رسول الله ص في حرمه و حوزته و استبيح ما حماه تقول فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك فتحوجي الناس إلى أن يفعلوا ذلك و هذا مثل قول نعمان بن مقرن للمسلمين في غزاة نهاوند ألا و إنكم باب بين المسلمين و المشركين إن كسر ذلك الباب دخل عليهم منه . و قولها قد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه أي لا تفتحيه و لا توسعيه بالحركة و الخروج يقال ندحت الشي ء إذا وسعته و منه يقال فلان في مندوحة عن كذا أي في سعة تريد قول الله تعالى وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ و من روى تبدحيه بالباء فإنه من البداح و هو المتسع من الأرض و هو معنى الأول . و سكن عقيراك من عقر الدار و هو أصلها أهل الحجاز يضمون العين و أهل نجد يفتحونها و عقير اسم مبني من ذلك على صيغة التصغير و مثله مما جاء مصغرا الثريا و الحميا و هو سورة الشراب قال ابن قتيبة و لم أسمع بعقيرا إلا في هذا الحديث . قولها فلا تصحريها أي لا تبرزيها و تجعليها بالصحراء يقال أصحر كما يقال أنجد و أسهل و أحزن . و قولها الله من وراء هذه الأمة أي محيط بهم و حافظ لهم و عالم بأحوالهم كقوله تعالى وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ قولها لو أراد رسول الله ص الجواب محذوف أي لفعل و لعهد و هذا كقوله تعالى وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أي لكان هذا القرآن . قولها علت علت أي جرت في هذا الخروج و عدلت عن الجواب و العول الميل و الجور قال تعالى ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا و من الناس من يرويه علت علت بكسر العين أي ذهبت في البلاد و أبعدت السير يقال عال فلان في البلاد أي ذهب و أبعد و منه قيل للذئب عيال . قولها عن الفرطة في البلاد أي عن السفر و الشخوص من الفرط و هو السبق و التقدم و رجل فارط أتى الماء أي سابق . قولها لا يثأب بالنساء أي لا يرد بهن إن مال إلى استوائه من قولك ثأب فلان إلى كذا أي عاد إليه . قولها و لا يرأب بهن إن صدع أي لا يسد بهن و لا يجمع و الصدع الشق و يروى إن صدع بفتح الصاد و الدال أجروه مجرى قولهم جبرت العظم فجبر . قولها حماديات النساء يقال حماداك أن تفعل كذا مثل قصاراك أن تفعل كذا أي جهدك و غايتك . و غض الأطراف جمعها و خفر الأعراض الخفر الحياء و الأعراض جمع عرض و هو الجسد يقال فلان طيب العرض أي طيب ريح البدن و من رواه الأعراض بكسر الهمزة جعله مصدرا من أعرض عن كذا . قولها و قصر الوهازة قال ابن قتيبة سألت عن هذا فقال لي من سألته سألت عنه أعرابيا فصيحا فقال الوهازة الخطوة يقال للرجل إنه لمتوهز و متوهر إذا وطئ وطئا ثقيلا . قولها ناصة قلوصا أي رافعة لها في السير و النص الرفع و منه يقال حديث منصوص أي مرفوع و القلوص من النوق الشابة و هي بمنزلة الفتاة من النساء . و المنهل الماء ترده الإبل . قولها إن بعين الله مهواك أي إن الله يرى سيرك و حركتك و الهوى الانحدار في السير من النجد إلى الغور . قولها و على رسوله تردين أي تقدمين في القيامة . قولها و قد وجهت سدافته السدافة الحجاب و الستر هي من أسدف الليل إذا ستر بظلمته كأنه أرخى ستورا من الظلام و يروى بفتح السين و كذلك القول في سجافته إنه يروى بكسر السين و فتحها و السدافة و السجافة بمعنى . و وجهت أي نظمتها بالخرز و الوجيهة خرزة معروفة و عادة العرب أن تنظم على المحمل خرزات إذا كان للنساء . قولها و تركت عهيداه لفظة مصغرة مأخوذة من العهد مشابهة لما سلف من قولها عقيراك و حماديات النساء . قولها و وقاعة الستر أي موقعه على الأرض إذا أرسلته و هي الموقعة أيضا و موقعة الطائر . قولها حتى تلقينه و أنت على تلك أي على تلك الحال فحذف . قولها أطوع ما تكونين لله إذا لزمته أطوع مبتدأ و إذا لزمته خبر المبتدأ و الضمير في لزمته راجع إلى العهد و الأمر الذي أمرت به . قولها لنهشت به نهش الرقشاء المطرقة أي لعضك و نهشك ما أذكره لك و أذكرك به كما تنهشك أفعى رقشاء و الرقش في ظهرها هو النقط و الجرادة أيضا رقشاء قال النابغة

  • فبت كأني ساورتني ضئيلةمن الرقش في أنيابها السم ناقع

. و الأفعى يوصف بالإطراق و كذلك الأسد و النمر و الرجل الشجاع و كان معاوية يقول في علي ع الشجاع المطرق و قال الشاعر و ذكر أفعى

  • أصم أعمى ما يجيب الرقىمن طول إطراق و إسبات

. قولها فئتان متناجزتان أي تسرع كل واحدة منهما إلى نفوس الأخرى و من رواه متناحرتان أراد الحرب و طعن النحور بالأسنة و رشقها بالسهام . و فزعت إلى فلان في كذا أي لذت به و التجأت إليه . و قولها إن أقعد ففي غير حرج أي في غير إثم و قولها فإن أخرج فإلى ما لا بد لي من الازدياد منه كلام من يعتقد الفضيلة في الخروج أو يعرف موقع الخطإ و يصر عليه . لما عزمت عائشة على الخروج إلى البصرة طلبوا لها بعيرا أيدا يحمل هودجها فجاءهم يعلى بن أمية ببعيره المسمى عسكرا و كان عظيم الخلق شديدا فلما رأته أعجبها و أنشأ الجمال يحدثها بقوته و شدته و يقول في أثناء كلامه عسكر فلما سمعت هذه اللفظة استرجعت و قالت ردوه لا حاجة لي فيه و ذكرت حيث سئلت أن رسول الله ص ذكر لها هذا الاسم و نهاها عن ركوبه و أمرت أن يطلب لها غيره فلم يوجد لها ما يشبهه فغير لها بجلال غير جلاله و قيل لها قد أصبنا لك أعظم منه خلقا و أشد قوة و أتيت به فرضيت . قال أبو مخنف و أرسلت إلى حفصة تسألها الخروج و المسير معها فبلغ ذلك عبد الله بن عمر فأتى أخته فعزم عليها فأقامت و حطت الرحال بعد ما همت . كتب الأشتر من المدينة إلى عائشة و هي بمكة أما بعد فإنك ظعينة رسول الله ص و قد أمرك أن تقري في بيتك فإن فعلت فهو خير لك فإن أبيت إلا أن تأخذي منسأتك و تلقي جلبابك و تبدي للناس شعيراتك قاتلتك حتى أردك إلى بيتك و الموضع الذي يرضاه لك ربك .

فكتبت إليه في الجواب أما بعد فإنك أول العرب شب الفتنة و دعا إلى الفرقة و خالف الأئمة و سعى في قتل الخليفة و قد علمت أنك لن تعجز الله حتى يصيبك منه بنقمة ينتصر بها منك للخليفة المظلوم و قد جاءني كتابك و فهمت ما فيه و سيكفينيك الله و كل من أصبح مماثلا لك في ضلالك و غيك إن شاء الله .

و قال أبو مخنف لما انتهت عائشة في مسيرها إلى الحوأب و هو ماء لبني عامر بن صعصعة نبحتها الكلاب حتى نفرت صعاب إبلها فقال قائل من أصحابها أ لا ترون ما أكثر كلاب الحوأب و ما أشد نباحها فأمسكت زمام بعيرها و قالت و إنها لكلاب الحوأب ردوني ردوني فإني سمعت رسول الله ص يقول و ذكرت الخبر

فقال لها قائل مهلا يرحمك الله فقد جزنا ماء الحوأب فقالت فهل من شاهد فلفقوا لها خمسين أعرابيا جعلوا لهم جعلا فحلفوا لها أن هذا ليس بماء الحوأب فسارت لوجهها . لما انتهت عائشة و طلحة و الزبير إلى حفر أبي موسى قريبا من البصرة أرسل عثمان بن حنيف و هو يومئذ عامل علي ع على البصرة إلى القوم أبا الأسود الدؤلي يعلم له علمهم فجاء حتى دخل على عائشة فسألها عن مسيرها فقالت أطلب بدم عثمان قال إنه ليس بالبصرة من قتلة عثمان أحد قالت صدقت و لكنهم مع علي بن أبي طالب بالمدينة و جئت أستنهض أهل البصرة لقتاله أ نغضب لكم من سوط عثمان و لا نغضب لعثمان من سيوفكم فقال لها ما أنت من السوط و السيف إنما أنت حبيس رسول الله ص أمرك أن تقري في بيتك و تتلي كتاب ربك و ليس على النساء قتال و لا لهن الطلب بالدماء و إن عليا لأولى بعثمان منك و أمس رحما فإنهما ابنا عبد مناف فقالت لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت له أ فتظن يا أبا الأسود أن أحدا يقدم على قتالي قال أما و الله لتقاتلن قتالا أهونه الشديد . ثم قام فأتى الزبير فقال يا أبا عبد الله عهد الناس بك و أنت يوم بويع أبو بكر آخذ بقائم سيفك تقول لا أحد أولى بهذا الأمر من ابن أبي طالب و أين هذا المقام من ذاك فذكر له دم عثمان قال أنت و صاحبك وليتماه فيما بلغنا قال فانطلق إلى طلحة فاسمع ما يقول فذهب إلى طلحة فوجده سادرا في غيه مصرا على الحرب و الفتنة فرجع إلى عثمان بن حنيف فقال إنها الحرب فتأهب لها . لما نزل علي ع بالبصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي ص إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان أما بعد فأقم في بيتك و خذل الناس عن علي و ليبلغني عنك ما أحب فإنك أوثق أهلي عندي و السلام . فكتب إليها من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر أما بعد فإن الله أمرك بأمر و أمرنا بأمر أمرك أن تقري في بيتك و أمرنا أن نجاهد و قد أتاني كتابك فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله فأكون قد صنعت ما أمرك الله به و صنعت ما أمرني الله به فأمرك عندي غير مطاع و كتابك غير مجاب و السلام . روى هذين الكتابين شيخنا أبو عثمان عمرو بن بحر عن شيخنا أبي سعيد الحسن البصري . و ركبت عائشة يوم الحرب الجمل المسمى عسكرا في هودج قد ألبس الرفرف ثم ألبس جلود النمر ثم ألبس فوق ذلك دروع الحديد . الشعبي عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أبي بكرة قال لما قدم طلحة و الزبير البصرة تقلدت سيفي و أنا أريد نصرهما فدخلت على عائشة و إذا هي تأمر و تنهى و إذا الأمر أمرها فذكرت حديثا كنت سمعته عن رسول الله ص لن يفلح قوم تدبر أمرهم امرأة فانصرفت و اعتزلتهم . و قد روي هذا الخبر على صورة أخرى أن قوما يخرجون بعدي في فئة رأسها امرأة لا يفلحون أبدا . كان الجمل لواء عسكر البصرة لم يكن لواء غيره . خطبت عائشة و الناس قد أخذوا مصافهم للحرب فقالت أما بعد فإنا كنا نقمنا على عثمان ضرب السوط و إمرة الفتيان و مرتع السحابة المحمية ألا و إنكم استعتبتموه فأعتبكم فلما مصتموه كما يماص الثوب الرحيض عدوتم عليه فارتكبتم منه دما حراما و ايم الله إن كان لأحصنكم فرجا و أتقاكم لله .

خطب علي ع لما تواقف الجمعان فقال لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم فإنكم بحمد الله على حجة و كفكم عنهم حتى يبدءوكم حجة أخرى و إذا قاتلتموهم فلا تجهزوا على جريح و إذا هزمتموهم فلا تتبعوا مدبرا و لا تكشفوا عورة و لا تمثلوا بقتيل و إذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا و لا تدخلوا دارا و لا تأخذوا من أموالهم شيئا و لا تهيجوا امرأة بأذى و إن شتمن أعراضكم و سببن أمراءكم و صلحاءكم فإنهن ضعاف القوى و الأنفس و العقول لقد كنا نؤمر بالكف عنهن و إنهن لمشركات و إن كان الرجل ليتناول المرأة بالهراوة و الجريدة فيعير بها و عقبه من بعده . قتل بنو ضبة حول الجمل فلم يبق فيهم إلا من لا نفع عنده و أخذت الأزد بخطامه فقالت عائشة من أنتم قالوا الأزد قالت صبرا فإنما يصبر الأحرار ما زلت أرى النصر مع بني ضبة فلما فقدتهم أنكرته فحرضت الأزد بذلك فقاتلوا قتالا شديدا و رمي الجمل بالنبل حتى صارت القبة عليه كهيئة القنفذ . قال علي ع لما فني الناس على خطام الجمل و قطعت الأيدي و سالت النفوس ادعوا لي الأشتر و عمارا فجاءا فقال اذهبا فاعقرا هذا الجمل فإن الحرب لا يبوخ ضرامها ما دام حيا إنهم قد اتخذوه قبلة فذهبا و معهما فتيان من مراد يعرف أحدهما بعمر بن عبد الله فما زالا يضربان الناس حتى خلصا إليه فضربه المرادي على عرقوبيه فأقعى و له رغاء ثم وقع لجنبه و فر الناس من حوله فنادى علي ع اقطعوا أنساع الهودج ثم قال لمحمد بن أبي بكر اكفني أختك فحملها محمد حتى أنزلها دار عبد الله بن خلف الخزاعي . بعث علي عبد الله بن عباس إلى عائشة يأمرها بالرحيل إلى المدينة قال فأتيتها فدخلت عليها فلم يوضع لي شي ء أجلس عليه فتناولت وسادة كانت في رحلها فقعدت عليها فقالت يا ابن عباس أخطأت السنة قعدت على وسادتنا في بيتنا بغير إذننا فقلت ليس هذا بيتك الذي أمرك الله أن تقري فيه و لو كان بيتك ما قعدت على وسادتك إلا بإذنك ثم قلت إن أمير المؤمنين أرسلني إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة فقالت و أين أمير المؤمنين ذاك عمر فقلت عمر و علي قالت أبيت قلت أما و الله ما كان أبوك إلا قصير المدة عظيم المشقة قليل المنفعة ظاهر الشؤم بين النكد و ما عسى أن يكون أبوك و الله ما كان أمرك إلا كحلب شاة حتى صرت لا تأمرين و لا تنهين و لا تأخذين و لا تعطين و ما كنت إلا كما قال أخو بني أسد

  • ما زال إهداء الصغائر بيننانث الحديث و كثرة الألقاب
  • حتى نزلت كأن صوتك بينهم في كل نائبة طنين ذباب

. قال فبكت حتى سمع نحيبها من وراء الحجاب ثم قالت إني معجلة الرحيل إلى بلادي إن شاء الله تعالى و الله ما من بلد أبغض إلي من بلد أنتم فيه قلت و لم ذاك فو الله لقد جعلناك للمؤمنين أما و جعلنا أباك صديقا قالت يا ابن عباس أ تمن علي برسول الله قلت ما لي لا أمن عليك بمن لو كان منك لمننت به علي . ثم أتيت عليا ع فأخبرته بقولها و قولي فسر بذلك و قال لي ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم و في رواية أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك

شرح نهج البلاغه منظوم

و من كلام لّه عليه السّلام بعد فراغه من حرب الجمل فى ذمّ النّسآء

معاشر النّاس، انّ النّسآء نواقص الأيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فامّا نقصان ايمانهنّ فعقود هنّ عن الصّلوة و الصّيام فى ايّام حيضهنّ، و امّا نقصان عقولهنّ شهادة امرأتين كشهادة الرّجل الواحد، و امّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ على الأنصاف من مواريث الرّجال

ترجمه

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است كه پس از فراغت از جنگ جمل در نكوهش زنان فرموده اى گروه مردمان (دانسته باشيد) بهره زنان از ايمان و ارث و خرد كم است، امّا كمى ايمانشان براى آنكه نبايد هنگام حيض نماز خوانده و روزه بگيرند، امّا كمى خردشان براى آنكه شهادت دو زن برابر گواهى يك مرد است، امّا كمى سهم و بهره شان براى آنكه نصيب شان از ارث نصف مردان است

نظم

  • پس از جنگ جمل در ذمّ زنهاكه باشد عايشه يكتن از آنها
  • هوا را با عبير و مشك آلودخطيب ما علىّ اين گونه فرمود
  • كه اى مردم سه نقص اندر زنان استكه جانشان زين سه نقص اندر زيان است
  • نخستين نقص در دين است و ايمان ز حظّ و بهره نقص دوّم آن
  • سه ديگر نقص در رأى و عقول استز نقص و عقل زن را جان ملول است
  • براى آنكه بد هم نيك توضيح ببايد اين نواقص كرد تشريح
  • بود نقصان ايمان در عبادتنماز و روزه گاه حيض و عادت
  • دگر گاه شهادت دادن زن شود نقصان عقل او مبرهن
  • بود گاه محاسن يا مساوىدو زن با يك تن از مردان مساوى
  • سوم نقصان حظّ از ارث و أموال كه سهمش نصف باشد دون اشكال
  • برابر يك پسر شد با دو دختربميراث از پدر هموزن و همسر

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.
Powered by TayaCMS