خطبه 88 نهج البلاغه : عوامل هلاكت انسانها

خطبه 88 نهج البلاغه : عوامل هلاكت انسانها

موضوع خطبه 88 نهج البلاغه

متن خطبه 88 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 88 نهج البلاغه

عوامل هلاكت انسانها

متن خطبه 88 نهج البلاغه

و من خطبة له (عليه السلام) و فيها بيان للأسباب التي تهلك الناس

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلَّا بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ وَ فِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ وَ مَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ وَ مَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بِلَبِيبٍ وَ لَا كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ وَ لَا كُلُّ نَاظِرٍ بِبَصِيرٍ فَيَا عَجَباً وَ مَا لِيَ لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا لَا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَ لَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ وَ لَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَ لَا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَ يَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلَاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَ تَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ

ترجمه مرحوم فیض

از خطبه هاى آن حضرت عليه السّلام است (كه در آن مردم را بجهت اختلاف در دين و اعتماد بر آراء و عقائد باطله و پيروى نكردن از پيغمبر و امام سرزنش مى فرمايد):

پس از اداى حمد و سپاس خداى تعالى و درود بر خاتم انبياء (بدانيد رسم دنيا بر اين بوده كه) خداوند سبحان گردنكشان روزگار را هرگز نابود ننموده مگر پس از مهلت دادن و خوشگذرانى، و شكستگى استخوان هيچيك از امّتها (ى پيغمبران) را اصلاح نكرده مگر پس از تنگى و رنج (در زندگى، پس شما هم به ستمگرى ستمكاران شكيبا بوده منتظر روزى باشيد كه خدا دست ظلم و تعدّى آنها را كوتاه نمايد) و سختيهايى كه بآن رو آورديد (شما را دريافت) و كارهاى بزرگ و گرفتاريهايى كه از آن پشت گردانيديد (رهائى يافتيد) عبرت است (تا شما را آگاه گرداند كه خداوند هيچ قومى را در سختى نگذارد و عاقبت، ستمكاران را از پاى در آورد و هر مصيبت و بلائى را زوالى است) و (ليكن) هر دلدارى خردمند نيست (تا حقائق را بفهمد) و هر گوش دارى شنوا نيست (تا حقّ را بشنود) و هر چشمدارى بينا نيست (تا از ديدن پيشآمدهاى روزگار عبرت گيرد، و معلوم است براى درك حقائق دلهاى هشيار و گوشهاى شنوا و چشمهاى بينا لازم است، نه اين دلها و گوشها و چشمها كه حيوانات هم آنرا دارند) پس شگفتا و چگونه به شگفت نيايم از خطاء و اشتباه كارى اين فرقه هاى گوناگون كه دليلهاى ايشان در دينشان با يكديگر اختلاف دارد (و در هر امرى اعتماد بر دليلهاى خود دارند و) از سنّت پيغمبرى پيروى نكرده به كردار وصيّى اقتداء نمى نمايند (اگر پيروى مى كردند اختلاف در دينشان نبوده از عذاب الهىّ مى رهيدند) و ايمان بغيب (خدا و روز رستخيز) نمى آورند و از زشتى (حرام و شبهه) خوددارى نمى نمايند (پس اگر بنا ديده گرويده و از زشتى خوددارى مى كردند به دليلهاى نادرست خود كه موجب اختلاف در دينشان شد اعتماد نداشتند) در شبهات (آنچه بر ايشان مشتبه است، طبق رأى نادرست خود) رفتار نموده از خواهشهاى نفس پيروى ميكنند، معروف و پسنديده نزد ايشان چيزى است كه خودشان نيكو شناخته اند و منكر و ناشايسته پيش آنها چيزيست كه خودشان بد دانسته اند، در مشكلات پناهگاهشان خودشان هستند (در حلّ احكام مشكله بخود مراجعه نموده و بنظر خويشتن رفتار مى نمايند اگر چه مخالف گفته خدا و رسول باشد) و در امور پوشيده (معارف الهيّه) اعتمادشان بر رأيهاى (نادرست) خودشان است (اگر چه بر خلاف عقل و دين باشد) گويا هر مردى از ايشان (در امر دين) در آنچه مى بيند (حكم هر مسئله كه بيان ميكند) پيشواى خود است كه بندهاى استوار و دلائل محكمه از خويش گرفته است (و بآنها استدلال مى نمايد و اعتقادش اينست كه هر حكمى كه به رأى نادرست خود اجتهاد كرده مانند حكم الهى است).

ترجمه مرحوم شهیدی

و از خطبه هاى آن حضرت است

امّا بعد، خداوند ستمكاران روزگار را شكست نداده، جز آنكه نخست آنان را لختى مهلت داده، و در آسايش به روى شان گشاده. و شكست هيچ مردمى را نبسته، جز از پس آنكه- گرد- سختى و بلا بر سرشان نشسته. پس در كمتر آن دشوارى كه از آن استقبال كرديد و اندك آن سختى كه بدان پشت كرديد، مايه عبرت است. نه هر كه دلى دارد، بخردى داننده است و نه هر كه گوشى دارد نيك شنونده است، و نه هر كه ديده اى دارد بيننده است. در شگفتم و چرا شگفتى نكنم از خطاى فرقه هاى چنين، با گونه گونه حجّتهاشان در دين. نه پى پيامبرى را مى گيرند و نه پذيراى كردار جانشينند. نه غيب را باور دارند، و نه عيب را وامى گذارند. به شبهتها كار مى كنند و به راه شهوتها مى روند. معروف نزدشان چيزى است كه شناسند و بدان خرسندند، و منكر آن است كه آن را نپسندند. در مشكلات خود را پناه جاى، شمارند، و در گشودن مهمّات به رأى خويش تكيه دارند. گويى هر يك از آنان امام خويش است كه در حكمى كه مى دهد- بى تشويش است- چنان بيند كه به استوارترين دستاويزها چنگ زده و محكمترين وسيلتها را به كار برده.

ترجمه مرحوم خویی

اين خطبه شريفه متضمن توبيخ و مذمت خلق است بجهت اختلاف ايشان در دين و تشتّت آراءشان در احكام شرع مبين و عدول ايشان از تمسك حبل المنين كه عبارتست از امام زمان و زمين مى فرمايد:

أمّا بعد از حمد و ثناى الهى و صلوات بر حضرت. رسالت پناهى پس بدرستى كه خداوند تعالى نشكست هرگز گردنكشان روزگار را مگر بعد از مهلت و وسعت در حيات، و اصلاح نفرموده است استخوان شكسته احدى را از امّتهاى پيغمبران مگر بعد از شدّت و تنگى و امتحان، و در نزد آنچه استقبال نموديد از ملامت و عتاب من و استدبار كرديد از أهوال و كارهاى بزرك زمن عبرتست صاحب عبرت و بصيرت را، و نيست هر صاحب قلب عاقل و دانا، و نه هر صاحب گوش سميع و شنوا و نه هر صاحب نظر بصير و بينا.

پس اى نفس تعجب كن و چيست مرا كه تعجب نكنم از خطاى اين فرقهاى بى ادب بر اختلاف حجّتهاى ايشان در دين و مذهب كه متابعت نمى كنند بر اثر خير البشر، و اقتدا نمى نمايند بر عمل وصيّ پيغمبر، ايمان نمى آورند بغيب، و عفت نمى ورزند از گناه و عيب، عمل ميكنند در شبهها، و سير مى نمايند در شهوتها، معروف در ميان ايشان چيزى است كه خود شناخته اند او را بميل طبيعت، و منكر نزد ايشان چيزيست كه خود انكار كرده اند آنرا نه بمقتضاى شريعت.

مرجع ايشان در شدايد بنفس خودشان است نه بر أئمه، و اعتماد ايشان در مبهمات برأى خودشان است نه بعترت خير البشر، گويا هر مردى از ايشان امام و مقتداى خودش هست در دين، بتحقيق كه تمسك نموده است از نفس خود در چيزى كه ظن ميكند به بندهاى استوار و ريسمانهاى محكم تابدار، يعنى اعتقادش اينست آنچه اخذ نموده است آنرا از نفس خود در احكام در استحكام مانند حكم الهى است.

شرح ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلَّا بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَ رَخَاءٍ- وَ لَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ- وَ فِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ- وَ مَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ- وَ مَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بِلَبِيبٍ وَ لَا كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ- وَ لَا كُلُّ نَاظِرٍ بِبَصِيرٍ- فَيَا عَجَباً وَ مَا لِيَ لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ- عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا- لَا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَ لَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ- وَ لَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَ لَا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ- يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَ يَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ- الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا- مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلَاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ- وَ تَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ- كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ- قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ

اللغة

أقول: القصم بالقاف: الكسر. و الأزل بفتح الهمزة: الضيق و الشدّة. و اقتصّ أثره: تبعه.

المعنى

و مقصود هذا الفصل توبيخ الامّة على اختلاف آرائهم في الدين و استبداد كلّ منهم بمذهب بحسب رأيه في المسايل الفقهيّة و نحوها مع وجوده عليه السّلام بينهم، و إعراضهم عن مراجعته مع علمهم بقيامه بذلك.

فقوله: أمّا بعد. إلى قوله: ببصير.

فقوله: أمّا بعد. إلى قوله: ببصير. صدر الخطبة و كأنّه عليه السّلام فهم ممّن خرجت هذه الخطبة بسببه أنّهم إنّما يستبدّون بآرائهم من دون مراجعة عن كبر منهم على التعلّم و الاستفادة و محبّة الراحة من تحمّل كلفة التحرّى في الدين و التحرّز من الغلط فيه و مشقّة الطلب فلذلك خوّفهم من حال الجبابرة و أن تصيبهم بترك قواعد الدين إلى آرائهم المتفرّقة فيستعدّوا للهلاك بقوله: إنّه لم يقصم جبّارى دهر إلّا بعد إمهالهم و رخائهم فإنّهم إذا امهلوا و انغمسوا فيما هم فيه من الرخاء و الترف أعرضوا عن الآخرة و نسوا ذكر اللّه تعالى فاستعدّوا بتركهم لقوِانين الدين الّتى بها نظام العالم للهلاك و نحوه قوله تعالى وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً«» و كذلك قوله: و لم يجبر عظم أحد من الامم إلّا بعد أزل و بلاء. كنّى بجبران العظم عن قوّتهم بعد الضعف كناية بالمستعار، و صدق هذه القضيّة ظاهر فإنّ أحدا من الامم المتّبعين لأنبيائهم أو لملوكهم في إظهار دين أو طلب ملك لن يصلوا إلى مطلوبهم إلّا بعد قوّتهم و تضاعفهم و تظاهر بعضهم ببعض و معاناة بلاء أثر بلاء بحيث يستعدّون بذلك للفزع إلى اللّه تعالى فيهيّى ء قلوبهم لقبول الالفة و يعدّها باجتماع عزائمها لقبول صورة النصر، و فيه تنبيه على وجوب الاتّحاد في الدين و عدم تشتّت الآراء فيه فإنّ ذلك يدعو إلى التحزّب و التفرّق و يدخل عليهم الوهن و الضعف و كلّ ذلك ضدّ مطلوب الشارع كما سبق، و يحتمل أن يكنّى بقوله: لم يقصم جبّارى دهر. عن جبّارى وقته كمعاوية و أصحابه، و بقوله: لم يجبر عظم أحد من الامم إلّا بعد أزل و بلاء. عن أصحابه فنبّههم بالكلمة الاولى على أنّ اولئك الجبّارين و إن طالت مدّتهم و قويت شوكتهم فإنّما ذلك إملاء من اللّه لهم ليستعدّوا به للهلاك، و بالكلمة الثانية على أنّكم و إن ضعفتم و ابتليتم فذاك عادة اللّه فيمن يريد أن ينصره ثمّ عقّب ذلك بتوبيخهم على الاختلاف و تشعّب الآراء و المذاهب في الدين لما أنّ ذلك يؤدّى إلى طول محنتهم و ضعفهم عن مقاومة عدوّهم.

و قوله: و في دون ما استقبلتم من عتب

و قوله: و في دون ما استقبلتم من عتب: أى من عتابى لكم و استدبرتم من خطب:

أى من الأهوال الّتى كنتم ترونها من المشركين في مبدء الإسلام حيث كنتم قليلين و امرتم أن يثبت الواحد منكم لعشرة منهم ثمّ أيّدكم اللّه بنصره بالتأليف بين قلوبكم و جبر عظمكم بمن أسلم و دخل في دينكم و ذلك أىّ معتبر و فيه أىّ اعتبار فإنّكم لو لم تتّحدوا في الدين و تقاسوا مرارة ذلك النصير و اختلفت آراؤكم في ذلك الوقت كاختلافها الآن، و كنتم إذن على غاية من الكثرة لم تغن عنكم كثرتكم شيئا فكأنّه قال: فيجب من ذلك الاعتبار أن لا تفترقوا في الرأى و أن تتّحدوا في الدين و تراجعوا أعلمكم باصوله و فروعه.

و قوله: فما كلّ ذى قلب بلبيب. إلى قوله: ببصير.

و قوله: فما كلّ ذى قلب بلبيب. إلى قوله: ببصير. أراد بذى القلب الإنسان، و ظاهر أنّ الإنسان قد يخلو عن اللبّ و أراد باللبّ العقل و الذكاء و استعماله فيما ينبغي على الوجه الّذى ينبغي، و بالجملة فاللبيب من ينتفع بعقله فيما خلق لأجله و كذلك السميع و البصير هما اللذان يستعملان سمعهما و بصرهما في استفادة العبرة و إصلاح أمر المعاد و نحوه قوله تعالى أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها«» و قوله أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ«» و فائدة هذه الكلمات تحريك النفوس إلى الاعتبار كيلا يعدّ التارك له غير لبيب و لا سميع و لا بصير.

و قوله: يا عجبا. إلى آخره.

و قوله: يا عجبا. إلى آخره.

أردف تعجّبه بما يصلح جواب سؤال مقدّر عمّا يتعجّب منه فكأنّه فهم من تقدير ذلك السؤال تعجّب السائل من تعجّبه المستلزم لتبرّمه و تضجّره حتّى كأنّ السائل قال: و ممّ تتعجّب و علام هذا التبرّم و الأسف فقال: ما لى لا أعجب من خطأ هذه الفرق. ثمّ شرع في تفصيل الخطايا و المذامّ الّتى كان اجتماعها فيهم سببا لتعجّبه منهم فأشار إلى تركهم لما ينبغي و قدّم على الكلّ ذكر اختلاف حججهم في دينهم و ذلك هو الأصل الّذى نشأت عنه أكثر هذه الرذائل فأمّا تركهم لما ينبغي ففى صور: أحدها: تركهم لاقتصاص أثر نبيّهم فإنّهم لو اقتصّوا أثره لما اختلفوا إذ لا اختلاف فيما جاء به كما سبق بيانه لكنّهم اختلفوا فلم يقتصّوا أثر نبيّهم.

الثانية: تركهم الاقتداء بعمل الوصىّ و هو إشارة إلى نفسه و هذه أقطع لإعذارهم فإنّ الاختلاف في الدين قد يعرض عن ضرورة و هى عدم إصابة الكلّ للحقّ مع عدم الشارع الّذى يرجع إليه في التوقيف على أسرار الشريعة فأمّا إذا كان الموقف موجودا بينهم كمثله عليه السّلام امتنع أن يقعوا في تلك الضرورة فيعتذروا بها في الاختلاف. الثالثة: تركهم الإيمان بالغيب: أى التصديق به و الطمأنينة في اعتقاده. و للمفسّرين في تفسير الغيب أقوال: أحدها: عن ابن عبّاس: هو ما جاء به من عند اللّه. الثاني: عن عطاء: هو اللّه سبحانه. الثالث: عن الحسن: هو الدار الآخرة و الثواب و العقاب و الحساب.

الرابع: قيل: يؤمنون بظهر الغيب كقوله تعالى يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ فالمعنى قوله عليه السّلام: أى لا يحفظون شرايط الإيمان في عقيب بعضهم على بعض. الخامس: عن ابن عيسى: الغيب ما غاب عن الحواسّ ممّا يعلم بالدليل. السادس: عن الأخفش يؤمنون بما غاب عن أفهامهم من متشابهات القرآن. الرابعة: تركهم العفّة عن عيب و هو إشارة إلى الغيبة و ظاهر أنّها فجور و عبور إلى طرف الإفراط من فضيلة العفّة. و أمّا فعلهم لما لا ينبغي فامور: أحدها: أنّهم يعملون في الشبهات: أى لا يتوقّفون فيما أشبه عليهم أمره و لا يبحثون عن وجه الحقّ فيه بل يعملون فيه بما قادهم إليه الهوى. الثاني: كونهم يسيرون في الشهوات لمّا لحظ مشابهة ميل قلوبهم إلى شهواتها الدنيويّة و انهماكها فيها قاطعة مراحل الأوقات بالتلذّذ لسلوك السائر في الطريق و نحوها استعار لذلك السلوك لفظ السير. الثالث: كون المعروف فيهم ما عرفوا و المنكر ما أنكروا: أى أنّ المعروف و المنكر تابعان لإرادتهم و ميولهم الطبيعيّة فما أنكرته طباعهم كان هو المنكر بينهم و إن كان معروفا في الشريعة و ما اقتضته طباعهم و مالت إليه كان هو المعروف بينهم و إن كان منكرا في الدين، و الواجب أن يكون إرادتهم و ميولهم تابعة لرواسم الشريعة في اتّباع ما كان فيها

معروفا و إنكار ما كان فيها منكرا. الرابع: كون مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم و تعويلهم في المبهمات إلى آرائهم و هو كناية عن كون أحكامهم في كلّ ما يرد عليهم من مشكلات الدين و يستبهم من أحكامه تابعة لأهوائهم لا يجرونها على قانون شرعىّ يعرف حتّى أشيهت نفوسهم الأمّارة بالسوء الّتى هى منبع الأهواء المخالفة للشريعة الأئمّة الّتى يرجع إليهم في استفادة الأحكام فكلّ منهم يأخذ عن نفسه: أى يتمسّك فيما يراه و يحكم به بآراء كأنّها عنده عرى وثيقة: أى لا يضلّ من تمسّك بها و أسباب محكمات: أى نصوص جليّة و ظواهر واضحة لا اشتباه فيها، و قد عرفت معنى الحكم، و لفظ العرى مستعار، و قد سبق وجه الاستعارة.

و باللّه العصمة و التوفيق.

ترجمه شرح ابن میثم

از خطبه هاى آن حضرت (ع) است

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلَّا بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَ رَخَاءٍ- وَ لَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ- وَ فِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ- وَ مَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ- وَ مَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بِلَبِيبٍ وَ لَا كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ- وَ لَا كُلُّ نَاظِرٍ بِبَصِيرٍ- فَيَا عَجَباً وَ مَا لِيَ لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ- عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا- لَا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَ لَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ- وَ لَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَ لَا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ- يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَ يَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ- الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا- مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلَاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ- وَ تَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ- كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ- قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ

لغات

قصم: باقاف به معنى شكستن.

ازل: با فتح همزه: تنگنا و سختى.

اقتصّ اثره: از او پيروى كرد.

ترجمه

«پس از حمد و ثناى خداوند سبحان و درود بر روان پاك و مطهر پيامبر (ص) بدرستى كه خداوند هيچ يك از ستمگران روزگار را درهم نشكست، مگر پس از آن كه مهلت فراوان و نعمت بى شمارى به آنها داد (تا خوب پيمانه ظلمشان لبريز شد و هرگز دست از ستمگرى بر نداشتند) و شكستگى استخوان هيچ يك از امتان گذشته را بهبود نبخشيد، مگر بعد از نابوديها و رنجهاى بسيار (يعنى در برابر مشكلات بايد صبر كرد تا بر دشواريها فايق شد) در رنج و سختيهايى كه به استقبال شما شتافتند و شما به آنها پشت كرده ايد، درس عبرتى وجود دارد (من از اين كه شما از گذشته عبرت نگرفته و پندى نياموخته ايد، در شگفتم) گر چه نه هر دارنده دلى خردمند، و نه هر دارنده گوشى شنوا، و نه هر دارنده چشمى بيناست (تا با دلى دانا، و گوشى شنوا و چشمى بينا گذشته را آينه عبرت آينده قرار دهد، و از آن پند گيرد) وه كه چقدر در شگفتم و چرا در شگفت نباشم، از كجرويهاى اين گروههاى گوناگون و از اختلافاتى كه در دين دارند (با وجودى كه دين و كتابشان يكى است) براهى كه پيامبر رفت نمى روند و از كردار وصىّ پيامبر پيروى نمى كنند نه بغيب و قيامت ايمان مى آورند، و نه از عيب جويى باز مى ايستند. به شبهه ها عمل كرده، در راه خواهشهاى نفسانى گام مى نهند، (مطابق عقيده باطل خود، رفتار مى كنند) خوب، چيزى است كه آنها خوب بدانند، و بد آن است كه آنها بد بدانند، در حلّ مشكلات به خود پناه مى برند و در امور مبهم و پيچيده به رأى نادرست خود عمل مى كنند، چنين به نظر مى رسد كه هر كدام از آنها (در امر دين) امام پيشواى خود مى باشد. كه با خيال خام و انديشه ناسالم خويش، بندهاى استوار و دلايل محكم از پيش ساخته ذهنى درست كرده، و به آنها چنگ زده اند (به دين و احكام الهى پشت پا زده، دل به آرا و عقايد باطل خود بسته اند)».

شرح

مقصود امام (ع) از بيان اين خطبه توبيخ و سرزنش امّت، است كه به دليل اختلافى كه در دينشان پيدا كرده بودند و هر كدام بر حسب آرا و انديشه خود در مسائل دينى و فقهى عمل مى كردند، آنها را نكوهش مى كند، چه با وجودى كه امام (ع) در ميان امّت بود، به آن حضرت مراجعه نمى كردند و به دانش خود متّكى بودند.

فقوله: امّا بعد الى قوله ببصير

عبارت فوق بيان كننده دليل صدور خطبه مى باشد و چنين به نظر مى رسد كه امام (ع) علّت بيان اين خطبه را خود رايى مردم در عدم مراجعه به آن حضرت دانسته كه ناشى از تكبّر آنها در فراگيرى دانش و استفاده معنوى نبردن از محضر امام (ع) بوده است. راحت طلبى آنها موجب شد تا براى شناخت حقيقت دين به خود زحمتى ندهند و در جهت دورى جستن از اشتباه تلاشى نكنند و رنجى را متحمل نشوند.

به اين دليل آنان را از گرفتار شدن به سرنوشت شوم ستمكاران مى ترساند و از اين كه به دليل اختلاف آرا اساس دين را ترك كنند و نهايتا زمينه هلاكت و نابودى خود را فراهم آورند آنها را، بر حذر داشته مى فرمايد: خداوند هيچ ستمگر روزگارى را درهم نشكست، مگر پس از مهلت زياد و آسايش فراوانى كه به وى مرحمت فرمود، و آنها بدان مهلت و رفاهى كه داشتند، مغرور و در خوشگذرانى و لذّت غرق شدند، در نتيجه از آخرت رو برگردانيدند. و ياد خدا را فراموش كردند و آماده ترك دستورات دين، كه نظام جهان بر آن استوار است شده زمينه هلاكت خود را آماده ساختند چنان كه خداوند متعال مى فرمايد: وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً«».

امام (ع) براى تكميل و تأييد موضوع خطبه 88 نهج البلاغه فوق مى فرمايد: خداوند شكست هيچ امتى را جبران نكرد، مگر بعد از سختيها و مشكلاتى كه تحمّل كردند. استوارى يافتن استخوان شكسته را استعاره بالكنايه از نيرومندى بعد از ضعف و ناتوانى آورده اند. صدق اين حقيقت كه: پيروان انبيا پس از ناتوانى نيرومند شده اند، روشن است. زيرا هر جمعيّتى كه به منظور يارى دين از انبيا تبعيّت كرده اند و يا براى رسيدن به دنيا از پادشاهشان پيروى كرده اند بمقصود نرسيده اند، مگر پس از سپرى كردن دوران ضعف و ناتوانى، و حمايت كردن از يكديگر، و گرفتار شدن بدشواريهاى طاقت فرسايى كه موجب آمادگى توسّل بدرگاه خداوند متعال شده است و دلهاى آنها را به هم نزديك و اراده آنها را براى رسيدن به پيروزى آماده كرده است.

اين سخن امام (ع) وجوب وحدت در دين و تفرقه نداشتن در آرا را گوشزد مى كند، چه تفرقه در رأى، موجب شود كه مردم گروه گروه و متفرق شوند و در نتيجه دچار سستى و ناتوانى و ضعف گردند، در صورتى كه تمام اين حالات به طورى كه قبلا بيان شد خلاف خواسته شارع مقدس مى باشد.

احتمال ديگرى كه در شرح سخن امام (ع): لم يقصم جبّارى دهر... داده مى شود اين است كه منظور حضرت از «ستمكاران روزگار» كنايه به معاويه و يارانش باشد، و مقصود از: «لم يجبر عظم احد...» پيروان امام (ع) باشند. با فرض صحّت اين احتمال با عبارت اوّل مردم را آگاه مى سازد كه ستمكاران هر چند دوران حكومت و اقتدارشان طولانى شود، اين فرصت و مهلتى است كه خداوند به آنها داده است تا پيمانه گناهشان لبريز و آماده هلاكت شوند و با عبارت دوّم، تسلّى خاطرى به يارانش مى دهد كه هر چند شما ضعيف و گرفتار باشيد، براى كسانى كه بخواهد يارييشان كند، سنّت پروردگار چنين است كه پس از ابتلا و رنج و گرفتارى آنان را پيروز فرمايد.

پس از بيان اين حقيقت امام (ع) مردم را بر اختلاف و پراكندگى رأى در دين و مذهب توبيخ مى كند، چه اختلاف نظر و پراكندگى رأى موجب طولانى شدن اندوه و ضعف در مقابله با دشمن مى گردد.

قوله عليه السلام: و فى دون ما استقبلتم من عتب و استدبرتم من خطب

از تذكّر و عتابى كه از ناحيه من به استقبال شما آمده (بايد عبرت بگيريد) و از ترس و هراسى كه در صدر اسلام از ناحيه مشركين ديده ايد پند بياموزيد، آن گاه كه شما اندك بوديد و دستور چنين بود كه بهنگام جنگ هر فردى در برابر ده نفر مقاومت كند. سپس خداوند شما را يارى و دلهايتان را نسبت به يكديگر مهربان كرد و به وسيله تازه مسلمانهايى كه بدين شما داخل مى شدند كمبودتان را جبران و شكست شما را برطرف ساخت، چه عبرتى براى عبرت گيرنده از اين بالاتر مى تواند باشد اينك و در حال حاضر اگر اتّحاد در دين نداشته باشيد، و تلخيهاى بى ياورى را بچشيد و دچار اختلاف رأى شويد، چنان كه متأسفّانه هستيد (با وجودى كه به لحاظ شمارش عدّه زيادى را تشكيل مى دهيد) زيادى افراد شما مشكلى را حل نمى كند.

و به سخن ديگر گويا امام (ع) مى فرمايد: عبرت گرفتن از گذشته كه در برابر مشركين، اندك و بسختى گرفتار بوديد، ايجاب مى كند، كه در دين متّحد بوده و در رأى و نظر نيز متفرّق نباشيد. به پند و اندرز من گوش بسپاريد تا من شما را به اصول و فروع دين آگاه سازم.

قوله عليه السلام: فما كل ذى قلب بلبيب الى قوله ببصير.

مقصود امام (ع) از «ذى قلب» انسان مى باشد، و روشن است كه انسان گاهى عقل خود را از دست مى دهد و منظور از «لبّ» عقل و ذكاوت و تيزهوشى است. به كار بردن «لبّ» در مفهوم عقل و خرد، در حقيقت آن نتيجه اى است كه از عقل و خرد گرفته مى شود. بنا بر اين «لبيب» آن كسى است كه از عقلش در موردى كه نياز بفكر دارد استفاده كند. به عبارت روشن تر به نتيجه عقل و خرد «لبّ» گفته مى شود نه خود عقل و بدين طريق كسانى را «سميع» و «بصير» مى گويند كه از شنيدنيها و ديدنيها پند بگيرند، و به اصلاح امر آخرتشان بپردازند، چنان كه خداوند متعال در اين زمينه مى فرمايد: أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها«» و باز مى فرمايد: أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ«» فايده اى كه امام (ع) از اين عبارت مورد نظر دارد، وادار كردن انسانها بر عبرت گرفتن است، تا اگر كسى از حقايق پند آموخت، نابخرد، ناشنوا و نابينا بشمار نيايد.

قوله عليه السلام: يا عجبا الى آخره

عبارت تعجّب آميز امام (ع) در زمينه سؤالى است كه در ضمن كلام فهميده مى شود. گويا سؤال كننده اى از تعجّب، ناراحتى و اندوهناكى آن حضرت، شگفت زده شده و (به زبان حال) پرسيده است كه علت تعجّب، اندوه و تأسف شما چيست و آن حضرت در پاسخ فرموده: چگونه مى توانم از اشتباهاتى كه فرق اسلامى بدان دچار شده اند تعجّب نكنم و سپس خطاكاريها و نارواييهائى كه آنان بصورت اجتماع بدان دچار شده اند كه شگفت زدگى امام (ع) را موجب گرديد، به تفصيل بيان داشته است. و از جمله به ترك امورى كه انجام آنها لازم بوده است اشاره كرده، و قبل از هر چيز، اختلاف آنها را در دين بيان كرده است زيرا اختلاف در دين اساس همه بديهاست و بيشتر پستيها به اختلاف در دين باز مى گردد.

امورى كه ترك آنها براى جامعه مسلمين روا نبوده و نيست چند چيز است: 1- مسلمين پيروى از پيامبر (ص) را ترك كردند. چه اگر آنها به راه پيامبر مى رفتند، اختلاف در دين پيدا نمى شد، و چنان كه قبلا توضيح داده شد، در شريعتى كه پيغمبر آورده اختلافى نيست، و به همين دليل كه در دينشان اختلاف كردند، راه پيامبرشان را نرفته اند.

2- عمل وصّى پيامبر را براى خود الگوى رفتار قرار ندادند. مقصود از وصىّ پيامبر وجود مقدّس امام (ع) است. نرفتن به راه امام (ع) و اقتدا نكردن به آن حضرت هر گونه بهانه اى را از دست آنها مى گيرد، زيرا گاهى به دليل اين كه همه مردم نمى توانند حقيقت را درك كنند و پيامبر هم در ميانشان نيست تا اسرار شريعت را بپرسند ناگزير اختلاف پيش مى آيد.

امّا با دسترسى به امام معصوم (ع) كه در ميان آنها زندگى مى كرده است عذرى باقى نمى ماند و نمى توانند براى گروه گروه شدن خود بهانه اى بتراشند و پيش آمدن اختلاف را ضرورى بدانند.

3- ايمان داشتن به غيب را ترك كردند. يعنى تصديق و اعتمادى كه به عالم غيب داشتند رها كردند.

مفسّرين در معناى غيب اقوالى به شرح زير نقل كرده اند: الف: به نظر ابن عباس غيب امورى است كه از نزد خداوند نزول يافته است.

ب: عطاء كه يكى از مفسّرين است غيب را خداوند متعال دانسته است.

ج: بروايت حسن غيب، عالم آخرت، ثواب و عقاب و حساب مى باشد.

د: بنا به قولى: منظور از غيب ايمان داشتن به امور نهانى است، چنان كه حق تعالى مى فرمايد: يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ: «در نهان از پروردگارشان بيم دارند» بنا بر اين معناى كلام امام (ع) اين است كه آنها پشت سر يكديگر شرايط ايمان را حفظ نكردند.

ه: به گفته ابن عيسى، غيب چيزى است كه به حواس درك نمى شود ولى با دليل علمى قابل اثبات است.

و: اخفش گفته است: غيب عبارت از متشابهات قرآن است، كه از ادراك مؤمنين پنهان مى باشد.

4- خصيصه زشت ديگر آنها اين بود كه از عيب جويى خوددارى نمى كردند.

اين عبارت حضرت اشاره به غيبتى است كه نسبت به يكديگر روا مى داشتند، و معلوم است، غيبت كردن گناهى است كه انسان را از فضيلت و پاكدامنى دور و به افراط و زياده روى گرفتار مى كند.

امّا كارهايى كه مسلمانها نبايد انجام مى دادند امورى بوده است: 1- شبهات را گرفته و بدانها عمل مى كردند. بدين معنى، هنگامى كه با امور مشتبه روبرو مى شدند، توقّف نمى كردند، تا در باره حق و باطل آن تحقيق كنند و آنچه هواى نفسشان بدان حكم مى كرد، عمل مى كردند.

2- آنها به طرف شهوات مى رفتند، وقتى كه خواست نفسانى و ميل باطنى آنها نسبت به امور دنيوى جلب مى شد، در آن غرق مى شدند و تمام وقتشان را به خوشگذرانى سپرى مى كردند و در جهت لذّات و شهوات گام بر مى داشتند.

در اين عبارت امام (ع) لفظ «يسيرون» را، براى سلوك استعاره آورده اند.

3- معروف چيزى بود كه آنها معروف مى دانستند و منكر چيزى بود كه آنها منكر تصوّر مى كردند بدين معنا كه معروف و منكر تابع خواست، و ميل و اراده طبيعى آنها بود. بنا بر اين آنچه طبعشان قبول نمى كرد، منكر بود، هر چند در شريعت معروف بحساب مى آمد و آنچه خواست باطنى آنها مى پسنديد و بدان ميل مى كرد، در ميان آنها معروف شمرده مى شد، هر چند بر طبق شريعت منكر بود با اين كه مى بايست خواست و ميل آنها تابع دستورات شرع باشد، هر چه را دين معروف مى داند، معروف و آنچه را منكر مى داند، منكر بدانند.

4- در گرفتاريها و مشكلات به خودشان پناه مى برند و در مسائل مبهم و غير معلوم به رأى خود تكيه مى كنند اين بيان حضرت كنايه از اين است، كه در تمام امور دشوار و دستورات و احكام شرعى، پيرو هواى نفس هستند و به قوانين شرعى اعتنايى ندارند و در نتيجه به خواسته هاى نفس امّاره كه جز ببدى حكم نمى كند، عمل مى كنند با وجودى كه هواى نفس سرچشمه مخالفت با شريعت و پيشوايان بر حقى است كه در فراگرفتن احكام و دستورات دين بايد به آنها مراجعه كرد. ولى بر خلاف حقيقت هر كسى خود را پيشوا مى داند و درك خود را، ملاك حق قرار مى دهد، هر چيزى را كه هواى نفسش صلاح بداند بكار مى بندد و به رأى خود عمل مى كند. گويا انديشه اش، محكم ترين وسيله اى است كه هر كس بدان چنگ زند، هرگز گمراه نمى شود، و در بردارنده اسباب استوارى است كه انسان را از خطا باز مى دارد بدين معنى كه دستورات عقل فرامين آشكار و ادلّه اى واضح اند كه اشتباهى در آنها نيست.

پيش از اين معناى «حكم» دانسته شد، و لفظ «عرا» «ثقات» از بندهاى استوار و قابل اعتماد استعاره آمده است و جهت استعاره قبلا ذكر گرديد.

شرح مرحوم مغنیه

أمّا بعد فإنّ اللّه لم يقصم جبّاري دهر قطّ، إلّا بعد تمهيل و رخاء، و لم يجبر عظم أحد من الأمم إلّا بعد أزل و بلاء، و في دون ما استقبلتم من عتب و ما استدبرتم من خطب معتبر. و ما كلّ ذي قلب بلبيب، و لا كلّ ذي سمع بسميع، و لا كلّ ناظر ببصير. فيا عجبي- و مالي لا أعجب- من خطا هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصّون أثر نبيّ، و لا يقتدون بعمل وصيّ، و لا يؤمنون بغيب، و لا يعفّون عن عيب، يعملون في الشّبهات و يسيرون في الشّهوات، المعروف عندهم ما عرفوا، و المنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم،و تعويلهم في المبهمات على آرائهم كأنّ كلّ امرى ء منهم إمام نفسه قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات و أسباب محكمات.

اللغة:

لم يقصم: لم يهلك، و القصم في الأصل الكسر. و الأزل- بسكون الزاء- الشدة. و العتب- بفتح التاء لا بسكونها- الشدة أيضا. لا يقتصون: لا يتبعون.

و المفزع: الملجأ.

الإعراب:

قط- بتشديد الطاء- ظرف زمان لاستغراق ما مضى، و يا عجبا منصوب على المصدر، و المنادى محذوف أي يا قوم أو يا نفس أعجب عجبا، و يجوز أن يكون «عجبا» منادى، و التنوين عوض عن المضاف أي احضر يا عجبي، و ما لي مبتدأ و خبر، أي ما شأني.

المعنى:

(فإن اللّه لم يقصم جباري دهر قط إلا بعد تمهيل و رخاء). و جبّار و الدهر هم الذين يمارسون المعارك ضد الانسانية، و يدبرون المؤامرات و الانقلابات ضد الحرية، و تدفع الشعوب الثمن من خبزها و دمائها، و المعنى ان اللّه سبحانه لا يدع هؤلاء الطغاة يعملون ما يشتهون حتى النهاية، و لكنه يمهلهم الى حين، ثم يأخذهم من حيث لا يشعرون، و قد شاهدنا ما حل بهتلر الذي كان يتحدث عن استعمار الكرة الأرضية، و لا يرضى بديلا عن شرقها و غربها، و أمثاله كثيرون سابقا و لا حقا، و لا تقلّ أطماع ورّاثه و خلفائه عن أهدافه و أطماعه.. و المصير واحد بعون اللّه و حوله، و بنضال من يخلقون التاريخ و الحضارات (و لم يجبر عظم أحد من الأمم إلا بعد أزل و بلاء). أي ان الأمم المستضعفة لا تتحرر من الجبابرة الطغاة، و تحصل على أهدافها إلا بعد التضحيات و الصبر على البلاء و الشدائد من أجل ما تريد.. و الشاهد الآن على ذلك الشعب الفييتنامي في الهند الصينية، و الأنغولي في إفريقيا.

(و في دون ما استقبلتم من عتب، و ما استدبرتم من خطب معتبر). أنتم الآن في شدة، و أيضا قاسيتم الكثير من قبل، فلما ذا لا تعتبرون و لا تتعظون أليس الجدير بكم أن تعتبروا بأقل مما ادبر عنكم، و أقبل عليكم. و كأنّ الإمام (ع) يعنينا- نحن العرب و المسلمين- بهذا الخطاب.. قاسينا من تركيا و فرنسا و انكلترا- ما فيه الكفاية، و نقاسي الآن من أمريكا و الصهيونية ما لا مزيد عليه، و برغم التجارب كلها و ما فيها من قسوة نصبر على الهوان و لا نحرّك ساكنا (و ما كل ذي قلب بلبيب) لأن صاحب القلب السليم لا يرضى بالراحة مع الهوان، و لا بالعبودية مع الأمان، و يضحي بنفسه حرصا على حقه و كرامته (و لا كل ذي سمع بسميع) لما يهديه و يرشده الى الخير و الصلاح (و لا كل ناظر ببصير) يرى ما يضره و ينفعه، فيفعل هذا، و يجتنب عن ذاك.

(فيا عجبا- الى- وصي). لما ذا هذه الفرق و التفرقة في أمة واحدة و ما هو السبب لتناقضها و تنافرها و هل ما استندت اليه كل فرقة حق و صواب.

كلا فإن الحق لا يتجزأ و لا ينقسم الى سلب و ايجاب.. و هو يقاس بقول النبي و فعله و تقريره، فلما ذا لا يأخذ المسلمون جميعا بهذا القياس كما فعل الأولياء و الأتقياء. و تجدر الاشارة الى ان الإمام أعرف الناس بالأسباب المباشرة لتعدد الفرق، و انها ترجع الى الاختلاف في اثبات النص عن المعصوم، أو الى فهمه، أو الى الجهل و التعصب، أو حب الرياسة و الشهرة.. الى غير ذلك، ان الإمام يعرف هذا، و أيضا يعرف ان الانسان لا يعجز عن مواجهة هذه الأسباب لو عزم و صدقت منه النية، و على هذا الأساس قال سبحانه: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا- 103 آل عمران. و قال: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ- 13 الشورى.

(و لا يؤمنون بغيب) أي بالوحي، و قيل: كل ما لا يدرك بالحواس الخمس فهو من عالم الغيب (و لا يعفّون عن عيب) كالبغضاء و شتات الكلمة، و يعفون بتشديد الفاء: من العفة و العفاف (يعملون في الشبهات) و هي «المنطقة الحرام» بين الحرام البيّن، و الحلال البين، و تكلمنا عن الشبهة في الخطبة 85 (و يسيرون في الشهوات) التي تلقي بهم في التهلكة (المعروف عندهم ما عرفوا، و المنكر عندهم ما أنكروا). فهم وحدهم على حق، و كل من خالف و يخالف فهو على باطل و ضلال.

(مفزعهم في المعضلات الى أنفسهم، و تعويلهم في المبهمات على آرائهم) فهي عندهم مصدر الحق و القيم (كأن كل امرى ء منهم إمام نفسه). يضع عقله و رأيه فوق علم اللّه و حكمته، و صدق اللّه العظيم: أَ رَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ 43 الفرقان. (قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات، و أسباب محكمات). ضمير منها يعود الى نفسه، و المعنى يعتمد على أهوائه في تشريع الأحكام، و تقدير مصالحها، و مع ذلك يرى انه قد استمسك بالعروة الوثقى، و أخذ بالنص الواضح القطعي متنا و سندا.

و هذه المزايا و العيوب تنطبق على الكثير من أهل العمائم في عصرنا.. جهل و غرور.. بعضه فوق بعض، تستره عمة بيضاء أو سوداء حتى التبس على العامة التمييز بين الأصيل و الدخيل.. فإلى اللّه المشتكى.

شرح منهاج البراعة خویی

و من خطبة له عليه السّلام و هى السّابعة و الثمانون من المختار فى باب الخطب

و هي مرويّة في كتاب الرّوضة من الكافي باختلاف كثير تطلع عليه إنشاء اللَّه بعد الفراغ من شرح ما أورده السيد (ره) في الكتاب و هو قوله عليه السّلام:

أمّا بعد فإنّ اللَّه سبحانه لم يقصم جبّاري دهر قطُّ إلّا بعد تمهيل و رخاء، و لم يجبر عظم أحد من الامم إلّا بعد أزل و بلاء، و فى دون ما استقبلتم من عتب، و استدبرتم من خطب معتبر، و ما كلّ ذي قلب بلبيب، و لا كلّ ذي سمع بسميع، و لا كلّ ذي ناظر ببصير، فيا عجبا و ما لي لا أعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصّون أثر نبيّ، و لا يقتدون بعمل وصي، لا يؤمنون بغيب، و لا يعفون عن عيب، يعملون في الشّبهات، و يسيرون في الشّهوات، المعروف فيهم ما عرفوا، و المنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، و تعويلهم في المبهمات على آرائهم، كأنّ كلّ امرى ء منهم إمام نفسه، قد أخذ منها فيما يرى بعرى و ثقات و أسباب محكمات.

اللغة

(قصمه) يقصمه من باب ضرب كسره و ابانه أو كسره و ان لم يبن و (الجبار) كلّ عات و (مهّله) تمهيلا أجّله و (رخى) العيش و رخو بالياء و الواو رخاوة من باب تعب و قرب إذا اتّسع فهو رخيّ على وزن فعيل و الرّخا اسم منه، و في بعض النسخ الارجاء بالجيم من باب الافعال و هو التّأخير فيكون عطفه على التّمهيل من باب التوضيح و التّفسير و (جبرت) العظم جبرا من باب قتل أصلحته و (الأزل) الضّيق و الشّدة و (العتب) بالسّكون الموجدة و يروى بفتح التّاء و هو الشدّة و الأمر الكريه و (الخطب) الأمر المعظم كما في قوله: فما خطبك يا سامريّ، و يروى من خصب بالصاد المهملة و هو السّعة و رخاء العيش.

و في بعض النّسخ استقبلتم من خطب و استدبرتم من عتب، و في بعض النسخ فيا عجبي بالاضافة إلى ياء المتكلّم (يقتصّون) و ما بعده من الأفعال في بعض النسخ بصيغة المذكر باعتبار المعنى و في بعضها بصيغة التأنيث باعتبار ملاحظة لفظ الفرقة و عود الضمير فيها إليها و (عفّ) يعفّ من باب ضرب عفّا و عفافا و عفافة بفتحهنّ و عفّة بالكسر فهو عفّ و عفيف كفّ عما لا يحلّ و امتنع عنه.

و في بعض النسخ يعفون بسكون العين و التخفيف من العفو و هو الفصح و ترك عقوبة المستحق و (المعضلات) في النسخ بفتح الضاد و كذلك في الخطبة السابقة و المضبوط في القاموس و الأوقيانوس بصيغة الفاعل و هي الشدائد من أعضل الأمر إذا اشتدّو (العرى) جمع العروة كمدية و مدى و هو ما يستمسك به الشي ء و منه عروة الكوز لمقبضه و اذنه و (السبب) الحبل و ما يتوصّل به إلى الاستعلاء «الغير ظ» ثمّ استعير لكلّ شي ء يتوصّل به الى أمر من الأمور.

الاعراب

قطّ من ظروف الزّمان و معناه الوقت الماضي عموما و لا يستعمل إلّا بمعنى أبدا و الغالب استعماله في الماضي المنفيّ و قد يستعمل بدون النّفى لفظا و معنى، نحو كنت أراه قطّ أى دائما و قد استعمل بدونه لفظا لا معنى، نحو هل رأيت الذّئب قطّ و هو مبنيّ لأنّ بعض لغاته على وضع الحروف و بنائه على الضمّ حملا على أخيه عوض لأنّ عوض للمستقبل المنفيّ و هو للماضي المنفيّ و بنى عوض على الضمّ لانقطاعه عن الاضافة كقبل و بعد قال الرّضي: الأولى أن يقال بنى لتضمّنه لام الاستغراق لزوما لاستغراقه جميع الماضى بخلاف أبدا فليس الاستغراق لازما لمعناه، ألا ترى إلى قولهم: طال الأبد على أبد، و دون ظرف مبنيّ على الفتح يقال هذا دون ذلك أى أقرب منه، و منه المثل دونه خرط القتاد، و عجبا إما منصوب على النّداء و التنوين عوض عن المضاف إليه أى يا عجبي احضر، أو منتصب على المصدر أى يا نفس أعجب عجبا، و ما استفهامية و من خطاء إما متعلّق بعجبا أو أعجب على سبيل التنازع، و على اختلاف إما بمعنى اللّام كما في قوله: وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ.

فتكون علّة للخطاء، و إمّا بمعنى مع كما في قوله تعالى:

وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ.

بناء على عود الضّمير في حبّه إلى الطعام دون اللَّه سبحانه، و يحتمل أن يكون للاستعلاء المجازي و المتعلّق محذوف و التقدير من خطاء هذه الفرق مبنيّا على اختلاف حججها، و في دينها متعلّق بالخطاء، و جملة لا يقتصّون استيناف بيانيّ مسوق لبيان جهة الخطاء أو جهة الاختلاف على سبيل منع الخلوّ فافهم جيّدا، و تحتمل الحالية و الأوّل أظهر، و كانّ كلّ امرء من حروف المشبّهة و في بعض النّسخ بحذفها و اسقاطها، قال الشّارح المعتزلي و هو حسن أقول: بل اثباتها أحسن و يظهر وجهه بالتّامّل.

المعنى

اعلم أنّ مقصوده عليه السّلام بهذه الخطبة توبيخ النّاس و ذمّهم على اختلافهم في الدّين و عدولهم عن الامام المبين و استبدادهم بالآراء و اعتمادهم على الأهواء فمهّد عليه السّلام أوّلا مقدّمة متضمّنة للتّخويف و التّحذير و التّنبيه و التّذكير و قال: (أمّا بعد) حمد اللَّه و الثّناء عليه و الصلاة على رسوله و آله (فانّ) عادة (اللَّه سبحانه) قد جرت في القرون الخالية و الامم الماضية على أنّه (لم يقصم حبّاري دهر قط) و لم يكسر عظام أحد منهم و لم يهلكهم (إلّا بعد تمهيل و رخاء) أفلم تر أولاد سبا فلقد آتاهم اللَّه سوابغ الآلاء و روافغ النّعماء و كان لهم في مسكنهم جنتان.

كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَ اشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا.

فأرسل عليهم سيل العرم و مزّقهم بما كفروا كلّ ممزّق.

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.

أ و لم تر إلى شدّاد بن عاد كيف بنى:

إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ... وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ الذي طغى في البلاد و من حذا حذوهما ممّن ملك الرّقاب و تسلّط على العباد فأكثر فيهم الفساد.

فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ.

و مقصوده عليه السّلام بهذا الكلام إنذار من قصده بالافهام من أهل زمانه و تحذيرهم من الانغماس في الغفلة و الافتتان بالرخاء و الدّعة و الاغترار ببضاضة الشّباب و غضارة الصّحة كيلا يلحقهم ما لحق من قبلهم و لا يأخذهم ربّهم بسوء فعلهم فيكونوا عبرة لمن بعدهم (و لم يجبر عظم أحد من الامم) و لم يظهرهم على عدوّهم (إلّا بعد أزل و بلاء) و ضيق و عنا.

و تصديق ذلك في الامم الماضية بما وقع لبني اسرائيل من فرعون حيث جعلهم في الأرض شيعا يذبّح أبنائهم و يستحيى نسائهم و فيه بلاء مبين فلما تمّت البليّة و عظمت الرزية جبر اللَّه كسرهم و شدّ أزرهم و أغرق فرعون و جنوده أجمعين و منّ على الّذين استضعفوا في الأرض و جعلهم أئمّة و جعلهم الوارثين.

و في الأمة المرحومة بما وقع يوم الأحزاب عند اجتماع العرب الأتراب إذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و ابتلى المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا و قالوا هذا ما وعدنا اللَّه و رسوله و صدق اللَّه و رسوله و ما زادهم إلّا إيمانا و تسليما و قال المنافقون ما وعدنا اللَّه و رسوله إلّا غرورا فلما ابتلوا بذاك و أيقنوا بالقتل و الهلاك أنعم اللَّه عليهم و أعانهم بريح و جنود لم يروها و كان اللَّه قويّا عزيزا.

و في هذا الكلام تنبيه على الثبات و الصبر و رجاء الظّفر و النّصر و عدم اليأس من روح اللَّه و القنوط من رحمة اللَّه عند ضيق المسالك و التقحّم في المهالك، هذا.

و يحتمل أن يكون مقصوده عليه السّلام بالفقرة الأولى أعنى قوله: لم يقصم جبّاري دهراه الاشارة إلى مآل حال معاوية و أمثاله من جبابرة دهره عليه السّلام و الباغين عليه من طلحة و الزّبير و من حذا حذوهما من العتاة، و التنبيه على أنّ اللَّه يقصم ظهرهم و يكسر صولتهم و يسلبهم ملكهم و دولتهم و إن طالت مدّتهم و شوكتهم كما قال تعالى: أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ.

و بالفقرة الثانية أعنى قوله و لم يجبر عظم أحداه تسلّي همّ أصحابه و كأبتهم بالوهن و الضعف و الضّنك و الضّيق الذي أصابهم من المتخلّفين و معاوية و أصحابه و حثّهم على الاتفاق و الايتلاف و تحذيرهم من التّفرق و الاختلاف، إذ في الاجتماع رجاء النّصرة و الاختلاف مظنة المغلوبية.

و يؤيد هذا الاحتمال في الفقرتين و يعاضده التّأمل في ساير فقرات الخطبة على رواية الرّوضة الآتية (و في دون ما استقبلتم من عتب و استدبرتم من خطب معتبر) يحتمل أن يكون المراد بالعتب الذى استقبلوه عتابه عليه السّلام و موجدته عليهم بتشتّت الآراء و تفرّق الأهواء، و هو على رواية العتب بسكون التّاء، و بالخطب الذى استدبروه الامور المعظمة و الملاحم التي وقعت بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم يوم السّقيفة و يوم الشورى و يوم الدّار و أن يكون المراد بالعتب الشدائد و الكرايه التي أصابتهم من المتخلّفين و هو على رواية العتب بفتح التّاء و بالخطب الأهوال التي كانوا يرونها من المشركين في بدء الاسلام حيث كانوا قليلين و كان المشركون كثيرين فأيّدهم اللَّه بنصره بالتأليف بين قلوب المؤمنين و أظهرهم على الكافرين.

(و) كيف كان فهو عليه السّلام يقول: إنّ فيما استقبلتم و استدبرتم من الامور المفيدة للاتّعاظ و الاعتبار لعبرة لأولي الفهم و العقل و الذكاء، و موعظة لذوي الأبصار و الأسماع، و إنّما يتذكر اولو الألباب، و يعتبر السّميع البصير المميّز للقشر من اللّباب، لأنّهم المنتفعون بالعبر و الحائزون قصب السّبق في مضمار الاعتبار بصحيح النّظر إذ (ما كلّ ذي قلب بلبيب و لا كلّ ذي سمع بسميع و لا كلّ ذي ناظر ببصير) فربّ قوم لهم أرجل لا يمشون بها، و لهم أيد لا يبطشون بها، و لهم عقول لا يفقهون بها، و لهم آذان لا يسمعون بها، و لهم أعين لا يبصرون بها، و في ذلك تحريص على الاتّعاظ و الاعتبار و ترغيب في الازدجار و الادّكار (فيا عجبا و ما لى لا أعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها) و أدلّتها (في دينها) تعجّب عليه السّلام من اختلاف الفرق و خطائهم في الدّين و افتراقهم في شرع سيّد المرسلين اعتمادا منهم على أدلّتهم المتشتّتة و حججهم المختلفة، و اتّكالا على اصولهم الّتي أصّلوها و قواعدهم التي فصّلوها، و استبدادا منهم بعقولهم الفاسدة و آرائهم الكاسدة.

و بيّن عليه السّلام جهة الخطاء و الاختلاف بأنّهم (لا يقتصّون أثر نبيّ) لأنّهم لو اقتصّوه و اتّبعوه لما اختلفوا إذ ما جاء به النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم واحد و شرعه واحد و كتابه واحد فلو اقتفوه لا تّفقوا و أصابوا حسبما مرّ توضيحه في الكلام الثّامن عشر و شرحه (و لا يقتدون بعمل وصيّ) إذ الوصيّ مقتد في عمله بالنّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم فلو اقتدوا به لكانوا مقتدين بالنّبيّ و به مهتدين و لم يكن هناك اختلاف و خطاء حسبما عرفت آنفا و حيث اختلفوا علم أنّهم كانوا تاركين اثره غير مقتدين عمله و يوضح ذلك ما في غاية المرام من أمالي الشّيخ مسندا عن المجاشعى عن الرّضا عن آبائه عليه السّلام قال: سمعت عليّا عليه السّلام يقول لرأس اليهود: على كم افترقتم فقال: على كذا و كذا فرقة، فقال عليّ عليه السّلام: كذبت، ثمّ أقبل على الناس و قال: و اللَّه لو ثنّيت لى الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الانجيل بإنجيلهم و بين أهل القرآن بقرآنهم، افترقت اليهود على أحد و سبعين فرقة سبعون منها في النّار و واحدة ناجية في الجنة و هى التي اتّبعت يوشع بن نون وصيّ موسى، و افترقت النّصارى على اثنتين و سبعين فرقة إحدى و سبعون فرقة في النّار و واحدة في الجنة و هي التي اتّبعت شمعون وصيّ عيسى (ع)، و تفترق هذه الامّة على ثلاث و سبعين اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنّة و هي الّتي اتّبعت وصيّ محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و ضرب بيده على صدره ثمّ قال عليه السّلام ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و سبعين فرقة كلّها تنتحل مودّتي و حبّى واحدة منها في الجنّة و هم النمط الأوسط و اثنتا عشرة في النّار.

و (لا يؤمنون بغيب) المراد بالغيب إمّا القرآن الّذي يصدّق بعضه بعضا.

وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً و إمّا مطلق ما غاب من الحواسّ من توحيد اللَّه و نبوّة الأنبياء و ولاية الأوصياء و الرجعة و البعث و الحساب و الجنّة و النّار و ساير الأمور التي يلزم الإيمان بها ممّا لا يعرف بالمشاهدة و إنّما يعرف بالبراهين و الأدلّة الّتي نصبها اللَّه عليه، و على أىّ تقدير فانتفاء الايمان بالغيب أيضا من أسباب اختلاف الفرق و جهات خطائها في المذاهب إذ لو كانوا يؤمنون بالغيب و به مذعنين لكانوا مهتدين إلى الحقّ و الصّواب في كلّ باب فان: هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ و ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ.

(و لا يعفون عن عيب) إذ ملكة العفاف و الوقوف عند المحرّمات و الشّبهات مانعة عن الاستبداد بالآراء التي نشأت منها الفرقة و الاختلاف موجبة للفحص عن الحقّ و الاهتداء إلى صوب الصّواب، و حيث لم يكن لهم عفاف و حايطة في الدّين لم يبالوا في أىّ واد يهيمون، و على رواية لا يعفون بالتخفيف فالمراد به عدم العفو عن عيوب النّاس، و على هذه الرّواية فهو من فروعات الخطاء في الدّين إذ العفو عن عيوب المذنبين من صفات المتّقين و المصيبين من المؤمنين كما شهد به الكتاب المبين: وَ سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.

(يعملون في الشّبهات) أى لا يقفون في ما اشتبه عليهم أمره و لا يبحثون عن وجه الحقّ فيه بل يعملون فيه بما أدىّ هواهم إليه و إليه الاشارة في قوله تعالى: وَ الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ و في قوله: هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً.

روى في الوسائل من تفسير عليّ بن إبراهيم عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في تفسير الآية الأولى قال عليه السّلام: هؤلاء أهل البدع و الشّبهات و الشّهوات يسوّد اللَّه وجوههم يوم يلقونه.

و عنه عن أبي جعفر عليه السّلام في تفسير الآية الثّانية قال: هم النّصارى و القسّيسون و الرّهبان و أهل الشّبهات و الأهواء من أهل القبلة و الحروريّة و أهل البدع.

(و يسيرون في الشّهوات) لما لاحظ عليه السّلام ميل طباعهم إلى اللّذات الدّنيوية و انهماكهم في الشّهوات النفسانية قاطعين مراحل الأوقات بالتّلذّذ بتلك اللّذات و الشّهوات لا جرم جعل الشّهوات بمنزلة طرق مسلوكة و جعل اشتغالهم بها بمنزلة السّير في تلك الطرق (المعروف فيهم ما عرفو) ه بعقولهم الفاسدة و إن لم يكن معروفا في الشريعة (و المنكر عندهم ما أنكروا) ه بآرائهم الكاسدة و إن لم يكن منكرا في الحقيقة (مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم) دون الأئمّة الذين يهدون بالحقّ و به يعدلون (و تعويلهم في المبهمات على آرائهم) دون أهل الذكر الذين أمر بسؤالهم بقوله: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (كان كلّ امرى ء منهم امام نفسه) و كأنّ دليل كلّ واحد منهم رأيه و هواه (قد أخذ منها فيما يرى) و يظنّ (بعرى و ثقات) لا انفصام لها (و اسباب محكمات) لا يضلّ من تمسّك بها و إنّما مثلهم في ذلك: «كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ» «وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ»

تكلمة

هذه الخطبة مرويّة في كتاب الرّوضة من الكافي باختلاف كثير عن أحمد بن محمّد الكوفي عن جعفر بن عبد اللَّه المحمّدي عن أبي روح فرج بن قرة عن جعفر بن عبد اللَّه عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال خطب أمير المؤمنين عليه السّلام بالمدينة فحمد اللَّه فأثنى عليه و صلّى على النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله ثمّ قال عليه السّلام: أمّا بعد فانّ اللَّه تبارك و تعالى لم يقصم جبّارى دهر إلّا من بعد تمهيل و رخاء، و لم يجبر كسر عظم من الامم إلّا بعد أزل و بلاء، أيّها النّاس في دون ما استقبلتم من خطب و استدبرتم من خطب معتبر، و ما كلّ ذي قلب بلبيب، و لا كلّ ذي سمع بسميع، و لا كلّ ذي ناظر عين ببصير.

عباد اللَّه أحسنوا فيما يعنيكم النّظر فيه ثمّ انظروا إلى عرصات من قد أفاده اللَّه بعلمه كانوا على سنّة من آل فرعون أهل جنّات و عيون و زروع و مقام كريم، ثمّ انظروا بما ختم اللَّه لهم من النّضرة و السّرور و الأمر و النّهى و لمن صبر منكم العاقبة في الجنان و اللَّه مخلّدون و للّه عاقبة الأمور.

فيا عجبا و ما لى لا أعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتفون أثر نبيّ و لا يقتدون بعمل وصيّ و لا يؤمنون بغيب و لا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا، و المنكر عندهم ما أنكروا، و كلّ امرء منهم امام نفسه و اخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات و أسباب محكمات فلا يزالون بجور و لم «لن- خ ل» يزدادوا إلّا خطاء لا ينالون تقرّبا و لن يزدادوا إلّا بعدا من اللَّه عزّ و جلّ انس بعضهم ببعض و تصديق بعضهم لبعض، كلّ ذلك وحشة مما ورّث النّبيّ الأمّي صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و نفورا ممّا أدّى إليهم من أخبار فاطر السّماوات و الأرض.

أهل حسرات و كهوف شبهات، و أهل عشوات و ضلالة و ريبة، من و كله اللَّه إلى نفسه و رأيه فهو مأمون عند من يجهله غير المتّهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها.

و وا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودّتها اليوم كيف يستذلّ بعدى بعضها بعضا، و كيف يقتل بعضها بعضا، المتشتّتة غدا عن الأصل النّازلة بالفرع المؤمّلة الفتح من غير جهة، كلّ حزب منهم آخذ بغصن أينما مال الغصن مال معه.

إنّ اللَّه و له الحمد سيجمع هؤلاء لشرّ يوم لبني أميّة كما يجمع قزع الخريف يؤلّف بينهم ثمّ يجعلهم ركاما كركام السّحاب، ثمّ يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجنّتين سيل العرم، حيث بعث عليهم فارة فلم يثبت عليه اكمّة و لم يردّ سننه رضّ طود يذعذهم اللَّه في بطون أودية ثمّ يسلكهم ينابيع في الأرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، و يمكّن من قوم لديار قوم، تشريدا لبني اميّة، و لكيلا يغتصبوا ما غصبوا، يضعضع اللَّه بهم ركنا و ينقض اللَّه بهم طىّ الجنادل من ارم و يملاء منهم بطنان الزّيتون.

فو الذي فلق الحبّة و برء النسمة ليكوننّ ذلك و كأنّي أسمع صهيل خيلهم و طمطمة رجالهم و أيم اللَّه ليذوبنّ ما في أيديهم بعد العلوّ و التّمكين في البلاد كما تذوب الالية على النّار، من مات منهم مات ضالّا و اللَّه عزّ و جلّ يقضي منهم من درج و يتوب اللَّه عزّ و جلّ على من تاب، و لعلّ اللَّه يجمع شيعتي بعد التّشتت لشرّ يوم لهؤلاء، و ليس لأحد على اللَّه عزّ ذكره الخيرة بل للّه الخيرة و الأمر جميعا أيّها النّاس إنّ المنتحلين للامامة من غير أهلها كثير و لو لم تتخاذلوا عن مرّ الحقّ و لم تهنوا عن توهين الباطل لم يتشجّع عليكم من ليس مثلكم، و لم يقومن قوى عليكم على هضم الطاعة و ازوائها عن أهلها، لكن تهتم كما تاهت بنو اسرائيل على عهد موسى عليه السّلام، و لعمرى ليضاعفنّ عليكم البتّة بعدي أضعاف ما تاهت بنو اسرائيل و لعمرى أن لو قد استكملتم من بعدى مدّة سلطان بني اميّة لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضّلالة و أحييتم الباطل و خلّفتم الحقّ وراء ظهوركم، و قطعتم الأدنى من أهل بدر و وصلتم الأ بعد من أبناء الحرب لرسول اللَّه.

و لعمرى أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء و قرب الوعد و انقضت المدّة و بدا لكم النجم ذو الذّنب من قبل المشرق، و لاح لكم القمر المنير، فاذا كان ذلك فراجعوا التّوبة و اعلموا أنّكم ان اتّبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم فتداويتم من العمى و الصّمم و البكم، و كفيتم مؤنة الطلب و التعسّف و نبذتم الثقل الفادح من الأعناق، و لا يبعد اللَّه إلّا من أبى و ظلم و اعتسف و أخذ ما ليس له وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ». هذا.

و رواها المفيد في الارشاد عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام إلى قوله بل للّه الخيرة و الأمر جميعا باختلاف كثير و زيادات كثيرة على رواية الروضة، و روى قوله عليه السّلام لو لم تتخاذلوا عن نصرة الحقّ إلى آخر رواية الروضة في ضمن خطبة اخرى رواها عن مسعدة عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال انه خطبها بالكوفة و بينها و بين رواية الروضة أيضا اختلاف كثير من أراد الاطلاع فليراجع الارشاد.

توضيح

«العرصات» جمع العرصة و هي كلّ بقعة من الدّور واسعة ليس فيها بناء «أفاده اللَّه بعلمه» في بعض النسخ بالفاء من أفدت المال أعطيته و في بعضها بالقاف من أفاده خيلا أعطاه ليقودها و لعلّ المعنى أنه أعطاه اللَّه زينة الحياة الدنيا مع علمه بحاله بحسب اقتضاء حكمته و مقتضى عدالته كما قال في سورة هود عليه السّلام: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ، أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ الآية.

و المراد بمن أفاده اللَّه هو المتخلّفون الغاصبون للخلافة، و في رواية الارشاد أباده بدل أفاده و هو الأنسب و عليه فالضّمير في بعلمه راجع إلى من اى كان علمه سببا للهلاكة «و السنّة» الطريقة أى كانوا على طريقة من طرايق آل فرعون و «أهل جنات» بالكسر عطف بيان لآل فرعون.

و قوله «في الجنان» متعلّق بقوله مخلّدون، و القسم معترض بين الظرف و متعلّقه «فلا يزالون بجور» الباء إمّا بمعنى في أو للمصاحبة و الملابسة «كلّ ذلك» بالنّصب مفعول به للفعل المحذوف و «وحشةً» مفعول له أى ارتكبوا كلّ ذلك وحشة.

و المراد بما ورث النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم ما ورثه آله المعصومين من الخلافة و الولاية «و الفاطر» المخترع «أهل حسرات» خبر محذوف المبتدأ أى هم أهل حسرات في الآخرة و «الكهوف» جمع كهف و هو الغار الواسع في الجبل، و في بعض النسخ كفوف شبهات و هو جمع كف و الكلام جار على الاستعارة و النّاقة «العشواء» لا تبصر امامها و «من وكله اللَّه» مبتدا و خبره «فهو مأمون» و وكله إلى نفسه تركه إليها، و في هذا كلّه تعريض على الخلفاء كما لا يخفى «و الرّعا» بكسر الرّاء جمع الرّاعي و «الفعلات» جمع الفعلة و هي العادة «المتشتّتة» إما بالجرّ صفة لشيعتي و إمّا بالرّفع على أنّه خبر حذف مبتدئه أى هم المتشتّته.

و لعلّ المراد بتشتّتهم عن الأصل و بنزولهم بالفرع ما صدر من بعض الشيعة كالزّيدية و الافطحية و الاسماعيلية و نحوهم حيث عدلوا عن الامام الأصل و تعلّقوا بالفرع و أملوا الفتح من غير جهة فأخطئوا و «القزع» محركة قطع من السحاب و الواحدة قزعة و «الرّكام» الأوّل بالضّم من الرّكم و هو جمع شي ء فوق آخر، و الثّاني بالفتح و هو السحاب المتراكم و «المستثار» محل الاستثارة من الثور و هو الهيجان و الوثوب و نهوض القطا و الجراد.

و «سيل العرم» جمع عرمة كفرحة و هو سدّ يعترض به الوادي جمع عرم او هو جمع بلا واحدا و هو الاحباس تبني في البادية الأودية و الجرذ الذكر و المطر الشّديد و واد و بكلّ فسر قوله تعالى سيل العرم و «الاكمة» كالقصبة التلّ الصّغير و «لم يردّ سننه» من سنّ الماء صبّها أو من سنّ الطّريقة سارها و «الرض» هنا الحجارة و «الطّود» الجبل أو عظيمه و «ذعذع» المال و غيره فرقّه و بدّده و «ضعضعه» هدمه حتّى الأرض و «ينقض اللَّه» من النقض بالضاد المعجمة.

و لعلّه عليه السّلام كنّى ب «طىّ الجنادل من ارم» القصور و البساتين المشرفة المطوّية بالحجارات المسنّدة التي كانت لبني اميّة و «بطنان الزيتون» كناية عن الشّام كما في قوله تعالى و التّين و الزّيتون و «الطمطمة» العجمة في اللّسان و «درج» يدرج من باب قعد و سمع درجا و دروجا مشى و «المنتحلين للامامة» المدّعين لها لنفسه و هو لغيره و «من غير أهلها» بيان للمنتحلين و «ازوائها عن أهلها» اى صرفها وطيّها عنه و «التمحيص» بالصاد المهملة الابتلاء.

و اعلم أنّ هذه الخطبة الشّريفة متضمّنة لجملة من الأخبار الغيبيّة و فقراتها الأخيرة من قبيل المتشابهات و علمها موكول إليهم عليهم السّلام إذ أهل البيت أدرى بما فيه إلّا أنا نورد في تفسيرها على سبيل الاحتمال ما أورده الخليل القزويني في شرحه على الروضة بتغيير يسير منّا، فأقول: لعلّ مراده عليه السّلام بقوله مع أنّ اللَّه و له الحمد- اه أنّه سبحانه يجمع هذه الفرق المختلفة على اختلافهم لاستيصال بني اميّة و هو شرّ يوم لهم و قد كان ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مأئة حسبما أخبر عليه السّلام به حيث انقرضت سلطنة بني اميّة لعنهم اللَّه لظهور دولة العبّاسيّة و اجتماع الجنود من خراسان على أبي مسلم المروزيّ لكن دفعوا الفاسد بالأفسد.

و شبّه عليه السّلام اجتماعهم باجتماع سحاب الخريف المتراكم يقول عليه السّلام: إنّ اللَّه يفتح لهم بعد اجتماعهم أبوابا يهيجون من مكانهم، كسيل الجنّتين اللّتين كانتا لأولاد سبا، و هو سيل العرم حيث بعث اللَّه الجرذ و هو الفارة الكبيرة على السّد الذي كان لهم فقلع الصّخر منهم و خرب السّد فسال الماء و غشيهم السّيل و خرب دور اولاد سبا و قصورهم و بساتينهم و لم يثبت عليه التّلال و لم يردّه أحجار الجبال.

و كذلك هؤلاء يخرجون على كثرتهم و احتشامهم لاستيصال بني امية و تخريب الدور و القصور منهم من مستثارهم و هو خراسان و قد وقع ذلك على ما أخبر عليه السّلام حيث اجتمع الجيش و اتفقوا على أبى مسلم المروزى و جعلوه أميرا لهم و توجّهوا نحو مروان الحمار و هو آخر خلفاء بني اميّة.

و قوله عليه السّلام يذعذعهم اللَّه- اه إشارة إلى تفرّقهم في الأودية و كونهم كتائب مختلفة يسلكون فيها سلوك الينابيع في الأرض و جريانها فيها.

يأخذ بهم من قوم حقوق قوم- اه أى يأخذ اللَّه ببني العبّاس من بني اميّة حقوق بنى هاشم و يقاصّ بهم منهم و يجزيهم بهم جزاء ما ظلموا في حق آل محمّد صلّى اللَّه عليه و آله و إن لم يصل الحقّ إليهم و يمكّن بهم عليهم السّلام لقوم من بنى العباس في ديار قوم من بنى اميّة كلّ ذلك طردا لبنى اميّة و ابعادا لهم، و لكيلا يغتصبوا ما غصبوا من بنى هاشم و بنى عباس و غيرهم يهدم اللَّه بهم أركان بنى امية و يكسر بهم قصور هم المسنّدة المطويّة بالأحجار التي كانت بالشّام و يملاء من جيوشهم بلاد الشّام.

فو اللَّه الفالق البارى انّ ذلك لكائن لا محالة و كأنّي أسمع أصوات خيولهم و طمطمة رجالهم، أى كلماتهم العجمية و ذلك أنّ لسانهم كان لسان العجم.

و قوله عليه السّلام: و أيم اللَّه ليذوبنّ اه بيان لحال بنى العبّاس بعد القهر و الغلبة يقول عليه السّلام: إنّهم بعد العلوّ و التمكّن في البلاد و قوام الأمر و تمام السلطنة ينقرضون و يفنون كما تفنى و تذوب الالية على النّار، و قد كان ذلك في سنة خمسين و ستمائة حيث قتل المستعصم و هو آخر خلفاء العباسيّة على يدهلا كو و يحتمل أن يكون إشارة إلى حال بنى امية.

و قوله عليه السّلام: و اللَّه عزّ و جلّ يفضي منهم من درج، في النسخ بالفاء و الظاهر أن يكون تحريفا و يكون بالقاف أى اللَّه يميت من سعى من بنى امية فيكون كناية عن أنّ من أراد الخروج منهم يقتله اللَّه، و في بعض النّسخ و إلى اللَّه يقضي و هو الصحيح أى و إلى اللَّه ينتهى منهم من درج فيكون كناية عن ما ذكرنا و إشارة إلى أنّ من تاب منهم تاب ضالا و أمره إلى اللَّه يعذّبه كيف يشاء و يتوب على من تاب كمعاوية بن يزيد و نحوه من بني اميّة.

و لعلّ اللَّه يجمع شيعتي بعد التشتّت، لعلّه إشارة إلى ظهور دولة الحقّة القائميّة و لا يلزم اتّصالها بملكهم.

و ليس لأحدّ إلى قوله- جميعا إشارة إلى كون هذه الأمور سهلا بيد اللَّه سبحانه إذ هو القاهر القادر فوق عباده و هو المختار الفعّال لما يشاء ليس لأحد معه الاختيار و هو على كلّ شي ء قدير.

و قوله عليه السّلام أيّها النّاس اه إشارة إلى اغتصاب الخلافة و توبيخ لهم على التثاقل و التخاذل يقول عليه السّلام: إنّ المدّعين للخلافة من الّذين لم يكونوا أهلا لها كثير و لو لم يكن منكم التّخاذل يوم السّقيفة و الشورى عن إقامة الحقّ و الوهن عن توهين الباطل لم يجسر عليكم أحد و لم يقدر على غلبة الطّاعة و صرفها عن أهلها و لكنكم تحيّرتم بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم كما تحيّرت بنو إسرائيل على عهد موسى بن عمران عليه السّلام و ليكوننّ تحيّركم بعدي أضعاف ما تحيّرت بنو إسرائيل.

و قوله: لقد اجتمعتم على سلطان الدّاعي إلى الضّلالة، أراد به اجتماعهم على بنى العبّاس و دعائهم إلى الضّلالة لترويجهم مذهب الزنادقة.

و قطعتم الادنى من أهل بدر، أراد به أولاده المعصومين عليهم السّلام حيث إنّ الظّفر في بدر لم يكن إلّا بأبيهم سلام اللَّه عليه و كان أقرب النّاس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و كذلك أولاده عليهم السّلام.

و وصلتم الّا بعد من أبناء الحرب- اه أراد به بني العباس حيث أنّ أباهم كان من جملة المحاربين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم في غزوة بدر ثمّ تاب و أسلم و المراد بقطع الأوّلين و وصل الآخرين أخذهم بنى العباس خلفاء لهم دون الأئمة عليهم السّلام.

ثمّ قال: و لعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم، أي أيدى بني اميّة و هو الشام و ما والاها و أشار عليه السّلام بذوبانها إلى قتل وليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان لعنهم اللَّه و اختلاف أهل الشام و اضطراب دولة بنى اميّة و قد كان ذلك في السنّة ست و عشرين و مأئة و امتدّت سلطنتهم بعد ذلك إلى ستّ سنين بمنتهى التزلزل و الاضطراب و لذلك قال عليه السّلام لدنى التمحيص للجزاء، أى قرب ابتلائهم بجزاء أعمالهم و ذلك بقتل الاحياء منهم و إخراج الأموات منهم من القبور كما هو في السّير مشهور و في الكتب مسطور.

و انقضت المدّة، أراد به المدّة المقدّرة لبني امية و كانت ألف شهر.

و بدا لكم النجم ذو الذّنب، أراد به أبا مسلم المروزى حيث خرج من خراسان و هو من بلاد المشرق مع جنوده نحو الشّام و تسميته بالنجم لكونه كالنجم يرمى به الشياطين من بنى اميّة و توصيفه بذى الذنب لكون ظهوره لانتصار بنى العباس دون آل محمّد سلام اللَّه عليهم.

و لاح لكم القمر المنير، أراد به أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه و على آبائه آلاف التّحيّة و الثّناء فقد طلع في المشرق و انتشر أنوار علمه في الآفاق ثمّ غاب هناك بغدر المأمون الملعون.

فاذا كان ذلك، أى ذوبان ما في أيديهم أو انقضاء المدّة أو طلوع القمر المنير، فراجعوا التوبة.

ثمّ قال عليه السّلام: و اعلموا أنّكم إن اتّبعتم طالع المشرق، أراد به القمر المنير سلك بكم منهج الطّريقة البيضاء و الصّراط المستقيم، فتداويتم من الضّلالة و الغواية و كفيتم مؤنة طلب العلم من غير مظانه، و سلمتم من التعسّف و الأخذ على غير الطريق المستقيم، و نبذتم ثقل استنباط التكاليف الشّرعية. من اعناقكم حيث انّكم تأخذونها من أهلها فيكفيكم مؤنتها و لا يبعد اللَّه من رحمته إلّا من أبى من قبول الحقّ و ظلم أهل الحقّ و أخذ على غير الطريق و انتحل ما ليس له بحقّ.

وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ هذا.

و بنحو ما قلناه في شرح هذا الحديث الشريف فسّره المحدّث العلامّة المجلسي ره في البحار إلّا أنّه خالفنا في شرح الفقرات الأخيرة حيث قال: قوله عليه السّلام: لو قد ذاب ما في أيديهم أى ذهب ملك بني العبّاس، لدنى التمحيص للجزاء أى قرب قيام القائم عليه السّلام و فيه التّمحيص و الابتلاء ليجزى الكافرين و يعذّبهم في الدّنيا، و قرب الوعد أى وعد الفرج، و انقضت المدّة أى قرب انقضاء مدّة أهل الباطل، و النجم ذو الذنب من علامات ظهور القائم عليه السّلام، و المراد بالقمر المنير القائم عليه السّلام، و كذا طالع المشرق إذ مكة شرقية بالنسبة إلى المدينة، أو لأنّ اجتماع العساكر إليه عليه السّلام و توجّهه إلى فتح البلاد من الكوفة و هي كالشرقية بالنسبة إلى الحرمين و لا يبعد أن يكون ذكر القمر ترشيحا للاستعارة أى القمر الطّالع من مشرقه.

و الثقل الفادح الدّيون المثقلة و المظالم أو بيعة أهل الجور و طاعتهم و ظلمهم إلّا من أبى أى من طاعة القائم عليه السّلام أو الرّب تعالى، و اعتسف أى مال عن طريق الحقّ إلى غيره أو ظلم على غيره انتهى كلامه فيكون هذه الفقرات على ما ذكره أيضا إشارة إلى ظهور دولة الحقّة و اللَّه العالم.

شرح لاهیجی

و من خطبة له (علیه السلام) يعنى از خطبه امير المؤمنين عليه السّلام است امّا بعد فانّ اللّه سبحانه لم يقصم جبّارى دهر قطّ الّا بعد تمهيل و رخاء و لم يجبر عظم احد من الأمم الّا بعد ازل و بلاء يعنى بعد از حمد خدا و نعت رسول (صلی الله علیه وآله) بتحقيق كه خداى منزّه از نقص نشكسته است ظلمه و ستم كنندگان روزگار را هرگز مگر بعد از تأخير مرگ او و وسعت در عيش و دولت او و جبر استخوان شكسته احدى از امّت را نكرده است مگر بعد از تنگى و شدّت و بلاء بر او يعنى از دولت و سلطنت و تعدّى سلاطين جبابر و ظالم غير عادل و از مظلوم شدن و فقير و دل شكسته بودن محزون و غمگين مباشيد كه البتّه خداى جبّار الجبابرة و شكننده سلطنت سلاطين بعد از مهلت چند وقتى و توسعه معيشت مدّتى سلب دولت و سلطنت از ايشان و رفع تسلّط و ظلم و جور ايشان ميكند و تلافى مشقّتها و زحمتهاى ملحوفين و جبر شكستگيهاى مظلومين را بفضل و كرمش مى نمايد و فى دون ما استقبلتم من عتب و استدبرتم من خطب معتبر يعنى در نزد چيزى كه رو كرده ايد شما باو از شدّت شديد عذاب و پشت كرده ايد از مخاطبه و موعظه بسيار متعجّب مى باشم و ما كلّ ذى قلب بلبيب و لا كلّ ذى سمع بسميع و لا كلّ ذى ناظر ببصير يعنى نيست هر صاحب دلى صاحب عقل و نه هر با گوشى شنونده و نه هر با چشم بينا بلكه انها كه صاحب دل باهوش و گوش شنوا و چشم بينا باشند كسانى باشند كه دل از محبّت دنيا كنده و گوش باوازه شهرت دنيا نداده و چشم از زر و زيور دنيا پوشيده باشند فيا عجبا و مالى لا اعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها فى دينها لا يقتصّون اثر نبىّ و لا يقتدون بعمل وصىّ و لا يؤمنون بغيب و لا يعفّون عن عيب يعنى مى خوانم تعجّب را از براى خودم و چه چيز از براى منست كه تعجّب نكنم از خطاء و غلط كردن اين جماعت متفرّقه با مطّلع بودن بر حجّتهاى مختلفه و دلائل كثيره ايشان در دين ايشان كه هر يكى از آنها از براى شناختن حقّ كافيست چه جاى متعدّد انها و ان دلائل كثيره گفتار و كردار و اخلاق و احوال و اوصاف انبياء و اوصياء است كه مجموع در امير (علیه السلام) بحقّ واضح و ظاهر بوده كالشّمس فى وسط السّماء و خلاف اين دلائل در مخالف آشكار بوده مثل روز آشكار پيروى نمى كنند وصيّت و گفته پيغمبرى را و متابعت نمى كنند كار و كرد وصىّ پيغمبرى را و اعتقاد نمى كنند ثواب و جزاء روز قيامت را و باز نمى ايستند از عيوب خودشان يعملون فى الشّبهات و يسيرون فى الشّهوات يعنى كسب و كار ميكنند در امور باطله و سفر ميكنند در خواهشهاى نفسانيّه يعنى آن چه خواهش نفس ايشانست بعمل مياورند المعروف فيهم ما عرفوا و المنكر عندهم ما انكروا يعنى مستحسنات در ميان ايشان آن چيزيست كه مستحسن طبع ايشان باشد اگر چه بحسب شرع قبيح باشد و قبيح آن چيزيست كه در نزد ايشان قبيح باشد اگر چه بحسب شرع مستحسن و خوب باشد مفزعهم فى المعزلات الى انفسهم و تعويلهم فى المبهمات على آرائهم يعنى در احكام مشكله رجوع بنفسهاى خود ميكنند هر چه بخاطر ايشان برسد از ان قرار عمل مى نمايند اگر چه خلاف گفته خدا و رسول (صلی الله علیه وآله) باشد و در امور مبهمه مخفيّه از ايشان كه معارف الهيّه باشد اعتماد بر اعتقادات باطله خود ميكنند اگر چه مخالف عقل متين و دين مبين باشد كان كلّ امرء منهم امام نفسه قد اخذ منها فيما يرى بعرى ثقات و اسباب محكمات يعنى باشد هر شخصى از ايشان پيشواى نفس خود بتحقيق كه مى گيرد از نفس خود در هر مسئله كه ببيند و هر حكمى كه بنظرش بيايد بحلقها و مستمسكات متقنه و اسباب و دلائل محكمه يعنى از پيش نفس خود و اجتهاد و رأى خود دليل و سبب مى جويد در مسائل حلال و حرام و مستمسك نمى شود بگفته خدا و رسول (صلی الله علیه وآله) و بقران و احاديث پيغمبر (صلی الله علیه وآله) بلكه بقواعد و قوانين مخترعه خود اجتهاد ميكند و احكام جارى مى دارد

شرح ابن ابی الحدید

و من خطبة له ع

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَمْ يَقْصِمْ جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلَّا بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَ رَخَاءٍ- وَ لَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ- وَ فِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ- وَ مَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ- وَ مَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بِلَبِيبٍ وَ لَا كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ- وَ لَا كُلُّ ذِي نَاظِرٍ بِبَصِيرٍ- فَيَا عَجَباً وَ مَا لِيَ لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ- عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا- لَا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَ لَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ- وَ لَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَ لَا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ- يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَ يَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ- الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا- مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلَاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ- وَ تَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ- كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ- قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ

القصم بالقاف و الصاد المهملة الكسر- قصمته فانقصم و قصمته فتقصم- و رجل أقصم الثنية أي مكسورها بين القصم بفتح الصاد-. و التمهيل التأخير و يروى رجاء و هو التأخير أيضا- و الرواية المشهورة و رخاء- أي بعد إعطائهم من سعة العيش- و خصب الحال ما اقتضته المصلحة- . و الأزل بفتح الهمزة الضيق و يقتصون يتبعون- قال سبحانه و تعالى وَ قالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ- . و يعفون بكسر العين عففت عن كذا- أعف عفا و عفة و عفافة أي كففت فأنا عف و عفيف- و امرأة عفة و عفيفة و قد أعفه الله- و استعف عن المسألة أي عف- . و تعفف الرجل أي تكلف العفة- و يروى و لا يعفون عن عيب أي لا يصفحون- . و مفزعهم ملجؤهم و فيما يرى أي فيما يظن- و يرى بفتح الياء أي فيما يراه هو و روي بعرا وثيقات- .

يقول إن عادة الله تعالى- ألا يقصم الجبابرة إلا بعد الإمهال و الاستدراج- بإضافة النعم عليهم- و ألا يجير أولياءه و ينصرهم- إلا بعد بؤس و بلاء يمتحنهم به- ثم قال لأصحابه إن في دون ما استقبلتم من عتب لمعتبر- أي من مشقة يعني بما استقبلوه- ما لاقوه في مستقبل زمانهم من الشيب- و ولاة السوء و تنكر الوقت- و سمى المشقة عتبا لأن العتب مصدر عتب عليه أي وجد عليه- فجعل الزمان كالواجد عليهم- القائم في إنزال مشاقه بهم- مقام الإنسان ذي الموجدة يعتب على صاحبه- و روي من عتب بفتح التاء جمع عتبة- يقال لقد حمل فلان على عتبة أي أمر كريه من البلاء- و في المثل ما في هذا الأمر رتب و لا عتب أي شدة- و روي أيضا من عنت و هو الأمر الشاق- و ما استدبروه من خطب- يعني به ما تصرم عنهم من الحروب و الوقائع- التي قضوها و نضوها و استدبروها- و يروى و استدبرتم من خصب و هو رخاء العيش- و هذا يقتضي المعنى الأول- أي و ما خلفتم وراءكم من الشباب و الصحة و صفو العيشة- . ثم قال ما كل ذي قلب بلبيب الكلام إلى آخره- و هو مأخوذ من قول الله تعالى- لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها- وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها- . ثم تعجب من اختلاف حجج الفرق في الدين- و خطئهم و كونهم لا يتبعون أقوال الأنبياء- و لا أقوال الأوصياء- ثم نعى عليهم أحوالهم القبيحة- فقال إنهم لا يؤمنون بالغيب أي لا يصدقون بما لم يشاهدوه- و لا يكفون عن الأمور القبيحة لكنهم يعملون في الشبهات- أي يعملون أعمالا داخلة في الشبهات متوسطة لها- و يسيرون في الشهوات- جعل الشهوات كالطريق التي يسير فيها الإنسان- .

ثم قال المعروف فيهم ما عرفوه- أي ليس المعروف عندهم- ما دل الدليل على كونه معروفا و صوابا و حقا- بل المعروف عندهم ما ذهبوا إلى أنه حق- سواء كان حقا في نفس الأمر أو لم يكن- و المنكر عندهم ما أنكروه كما شرحناه في المعروف- . ثم قال إنهم لا يستشيرون بعالم و لا يستفتون فقيها فاضلا- بل مفزعهم في الأمور المشكلة إلى أنفسهم و آرائهم- و لقد صدق ع- فإن هذه صفات من يدعي العلم و الفضل في زماننا- و قبله بدهر طويل- و ذلك أنهم يأنفون من التعلم و الاسترشاد- فالبادئ منهم يعتقد في نفسه- أنه أفضل من البارع المنتهي- و متى ظفر الواحد منهم بمبادئ علم و حمله- شرع في التدريس و التصنيف- فمنعه التزامه بذلك من التردد إلى أبواب العلماء- و أنف من سؤالهم عن الأمور المشكلة- فدام جهله إلى أن يموت- . ثم قال كان كل واحد منهم إمام نفسه- و يروى بحذف كان و إسقاطها و هو أحسن

شرح نهج البلاغه منظوم

و من خطبة لّه عليه السّلام

أمّا بعد، فانّ اللّه لم يقصم جبّارى دهر قطّ الّا بعد تمهيل وّ رخاء، و لم يجبر عظم أحد من الأمم الّا بعد أزل وّ بلاء، وّ فى دون ما استقبلتم من عتب، وّ ما استد برتم من خطب، معتبر و ما كلّ ذى قلب بلبيب، و لا كلّ ذى سمع بسميع، وّ لا كلّ ذى ناظر ببصير، فيا عجبا، و مالى لا أعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها فى دينها لا يقتصّون أثر نبىّ، وّ لا يقتدون بعمل وصىّ، وّ لا يؤمنون بغيب، وّ لا يعفّون عن عيب، يعملون فى الشّبهات، و يسيرون فى الشّهوات، المعروف فيهم مّا عرفوا، و المنكر عندهم مّا أنكروا، مفزعهم فى المعضلات الى أنفسهم، و تعويلهم فى المبهمات على آرائهم، كأنّ كلّ امرى ء منهم امام نفسه، قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات، و أسباب محكمات،

ترجمه

از خطبه هاى آن حضرت عليه السّلام است كه مردم را بجهت اختلافات در دين و پيروى نكردنشان از پيشوايان نكوهش مى فرمايد: پس از حمد و ثناى خداوند پاك، و درود بر روان پاكيزه پيمبر، بدرستى كه خداوند هيچيك از ستمگران گيتى را درهم نشكست، مگر پس از آنكه مرگ آنان را بتأخير افكنده، و زندگيشان را وسعت داد (تا خوب پيمانه ظلمشان لب ريز شده، و از كارهايشان دست برنداشتند) و شكستگى استخوان هيچيك از امّتهاى گذشته را بهبودى نبخشيد، مگر پس از نابوديها، و رنجهاى بسيار (پس اگر شما هم احيانا دچار دست ستمگران و ديكتاتوران خودسر شديد خيلى بى تابى و جزع نكنيد، و بدانيد خدا زود گردن گردنكشان را شكسته و دست جورشان را برميتابد) و در رنجها و سختيها كه باستقبال شما شتافته، و شما به آنها پشت كرده ايد، محلّى است از عبرت (من از اين كه شما از گذشته درس عبرت و پندى نياموختيد سخت متعجّبم) گر چه نه هر دارنده دلى خردمند، و نه هر دارنده گوشى شنونده، و نه هر دارنده چشمى بيننده است (تا با دلى دانا، و گوشى شنوا، و چشم بينا، گذشته را آئينه عبرت آينده قرار داده از آن پند گيرد، و فريفته نقش و نگار عروس دلفريب جهان نگردد) وه كه چه قدر من در شگفتم، و چرا كه بشگفت اندر نباشم، از كجرويهاى اين گروه گوناگون و اختلافاتى كه در دين با يكديگر دارند (در صورتى كه دين و كتابشان يكيست معذلك از هم جدا و روى اميال و هوسهاى خود بنام دين عمل ميكند) نه از دنبال پيمبرى راه برميگيرند، و نه از كردار وصيّى پيروى ميكنند نه بغيب ايمان آورده (و آنچه را كه از قيامت نديده اند تصديق ميكنند) و نه از غيبت و بدگوئى هم ديده مى دوزند (و اين اختلاف و بى ايمانى و عيبجوئى از يكديگر باعث شده كه آنان) بامور مشتبه عمل كرده، در راه خواهشهاى نفسانى گام مى نهند (و بر طبق عقيده سخيف و رأى نادرست خويش) هرچه را كه خوب بدانند خوب، و هر چه را بد شماراند بد است، در حلّ مشكلات بخودشان پناهنده شوند، و در امر گشايش مبهمات با رأى (نادرست) خودشان تكيه زنند، هر يك از آنان (را كه بنگرى) از آنچه كه (از امردين) مى بيند امام و پيشواى نفس خويش است، و بخيال خام و رأى پوچ خود بندهاى استوار، و دلايل محكمى (از پيش خويش) ساخته، و به آنها چنگ در افكنده است (خلاصه بدين و احكام الهى پشت پازده، و دل بسته آراء و عقايد ناهنجار خويش است).

نظم

  • پس از حمد و ثناى خالق پاكخداى مهر و ماه و چرخ و افلاك
  • بهم گردن كشان را زود نشكست بدهر آزادشان نگذاشته او دست
  • بداده او مهلت كافى بايشاننموده او سهل انگارى بحقّشان
  • چو پر گرديدشان پيمانه جوربسرشان بر شكست او كاسه دور
  • چنين از امّتان بشكسته ستخوانپس از رنج فراوان كرد جبران
  • بر آنان تا كند طىّ كار حجّت فرج داده بر اينان بعد شدّت
  • كند طغيان چو كار زحمت و عسربدل گردد بعيش و رحمت و يسر
  • شما هر رنج كاستقبال گرديدبماضى يا كه اندر حال گرديد
  • ز هر امر عظيمى روى گردانشديد و پشتها كرديد بر آن
  • خود اينها امتحان كردگار است تمامى بهر پند و اعتبار است
  • براى آنكه داراى دل و هوشهر آنچه غير حق سازد فراموش
  • دريغا نيست هر صاحبدل عاقل ز هر داراى گوشى صاحب دل
  • بسا گوشا كه باشد غير شنوابسا چشما كه باشد غير بينا
  • بقلب آگه و چشم بصيرت بگوش حق نيوش ار مردم عبرت
  • ز دوران گذشته مى گرفتندز دل زنگ هواها مى برفتند
  • مرا زين قوم بى خون و تعصّب همى خيزد شگفتىّ و تعجّب
  • چسان راه شگفتى را نپويمچسان دامان بخون دل نشويم
  • كه اين مردم از اين آيات رخشان ز حجّتها كه چون مه نور افشان
  • نموده پشت و رو بر اشتباهاتبياوردند و بر آفات و آهات
  • بدين با يكديگر جمله مخالف دليل پوچ خود را خود مؤالف
  • بگفتار نبيشان اقتفا نيستبكردار وصيشان اقتدا نيست
  • ز شكّ ايمان نمى آرند بر غيب ز ريب از دل نبزدايند هر عيب
  • همه كردارشان مقرون بشبهاتهمه رفتارشان مشحون بشهوات
  • هر آن چيزى كه باشد شان بدلخواه بود نيكو اگر باشد بدش راه
  • هر آن چيزى كه خود منكر شناسندبود گر نيك از آن چون بد هراسند
  • ز نقص عقل اگر مبهوت و مات اندپناه خويشتن در معضلات اند
  • برأى زشت خود در امر مبهمنموده تكيه هر يك دور از هم
  • تو گوئى بهر خود هر يك امامندبامر علم و دين صاحب زمامند
  • شمرده رأى سست خويش محكمزده چنگال در اسباب مبهم
  • بحكم ايزدى اهمال كرده بعقل خويش استدلال كرده

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 : وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 موضوع "وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره" را بیان می کند.
No image

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 : وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 موضوع "وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS