المختار الواحد و الاربعون و من كتاب له عليه السّلام الى عمر بن أبى سلمة المخزومى، و كان عامله على البحرين فعزله و استعمل نعمان بن عجلان الزرقى مكانه:
أمّا بعد، فانّي قد ولّيت نعمان ابن عجلان الزّرقّي على البحرين و نزعت يدك بلا ذمّ لك و لا تثريب عليك، فلقد أحسنت الولاية و أدّيت الأمانة، فأقبل غير ظنين، و لا ملوم، و لا متّهم، و لا مأثوم، فلقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشّام، و أحببت أن تشهد معي، فإنّك ممّن أستظهر به على جهاد العدوّ، و إقامة عمود الدّين، إن شاء اللّه.
اللغة
(لا تثريب عليك): لا لوم عليك و التثريب: الاستقصاء في اللّوم، (الظّنين): المتهم، و الظنّة: التّهمة و الجمع الظنن.
المعنى
عمر بن أبي سلمة ربيب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و أبوه أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم يكنى أبا حفص: ولد في السّنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة، و قيل: إنّه كان يوم قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ابن تسع سنين. و أمّا النعمان بن عجلان الزّرقى من الأنصار من بني زريق، قال ابن عبد البرّ: كان النعمان هذا لسان الأنصار و شاعرهم و هو القائل يوم السقيفة:
- و قلتم حرام نصب سعد و نصبكمعتيق بن عثمان حلال أبا بكر
- و أهل أبو بكر لها خير قائمو إنّ عليّا كان أخلق بالأمر
- و إنّ هوانا في عليّ و إنّهلأهل لها من حيث يدرى و لا يدري
أقول: و لعلّ إحضار عمر بن أبي سلمة إلى جبهة صفّين باعتبار و جاهته و حرمته في المسلمين حيث إنّه قرشي و مهاجر و من بني مخزوم و هم من سادات قريش يتنافسون بني هاشم في السيادة و الشّرف.
و هذا من أهمّ موانع اسلام أبي جهل، كما في سيرة ابن هشام «ص 193 ج 1 ط مصر»: في مصاحبة الأخنس مع أبي جهل بعد استماعهم آيات من القرآن في ليال متتابعة عن لسان النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله باستراق السمع من وراء بيته: قال: ثمّ خرج من عنده «أي من عند أبي سفيان» حتّى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمّد فقال: ما ذا سمعت، تنازعنا نحن و بنو عبد مناف الشّرف: أطعموا فأطعمنا و حملوا فحملنا و أعطوا فأعطينا حتّى إذا تحاذينا على الركب و كنّا كفرسي رهان، قالوا: منّا نبيّ يأتيه الوحي من السّماء فمتى ندرك مثل هذه و اللّه لا نؤمن به أبدا و لا نصدّقه.
الترجمة
از نامه اى كه آن حضرت عليه السّلام به عمر بن أبي سلمة مخزومي نگاشته، وى از طرف آن حضرت كارگزار بحرين بود، و او را از كار بركنار كرد و نعمان بن عجلان زرقى را بجاى او گماشت. أمّا بعد، من براستى نعمان بن عجلان زرقي را بر بحرين كارگزار ساختم و بدان ولايت گماشتم، و دست تو را از آن بر گرفتم، نه تو را نكوهشى هست و نه بر تو انتقاد و سرزنش ميباشد، تو خوب فرمانگزارى كردى، و أمانت خود را پرداختى، نزد من بيا، نه بد گمانى دارى و نه شرمسارى، نه متّهمى و نه گنه كار. من مى خواهم بسوى ستمكاران أهل شام كوچ كنم، و دوست دارم كه تو هم با من حاضر باشى، زيرا تو از كسانى هستى كه پشت من در نبرد با دشمن بوجود تو نيرومند است، و هم تو در بر پا داشتن ستون دين ياور و پشتيبان من هستى، إن شاء اللّه.
( . منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج17، ص 78-80)
|