341: الْمَسْئُولُ حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ
نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد و المطل
قد سبق القول في الوعد و المطل- و نحن نذكر هاهنا نكتا أخرى- .
في الحديث المرفوع من وعد وعدا فكأنما عهد عهدا
- و كان يقال- الوعد دين الكرام و المطل دين اللئام- . و كان يقال الوعد شبكة من شباك الأحرار- يتصيدون بها المحامد- . و قال بعضهم- الوعد مرض المعروف و الإنجاز برؤه- . و قال يحيى بن خالد الوعد سحاب و الإنجاز مطره- . و في الحديث المرفوع عدة المؤمن عطية
و عنه ع لا تواعد أخاك موعدا لتخلفه
- و قال يحيى بن خالد لبنيه- يا بني كونوا أسدا في الأقوال نجازا في الأفعال- و لا تعدوا إلا و تنجزوا- فإن الحر يثق بوعد الكريم و ربما ادان عليه- . و كان جعفر بن يحيى يكره الوعد و يقول- الوعد من العاجز فأما القادر فالنقد- .
و في الحديث المرفوع مطل الغني ظلم
- و قال ابن الفضل- أثروا و لم يقضوا ديون غريمهم و اللؤم كل اللؤم مطل الموسر
- و قال الآخر إذا أتت العطية بعد مطل فلا كانت و إن كانت سنيه
- و كان يقال المطل يسد على صاحبه باب العذر- و يوجب عليه الأحسن و الأكثر- و التعجيل يحسن سيئه و يبسط عذره في التقليل- . و قال يحيى بن خالد لبنيه- يا بني لا تمطلوا معروفكم- فإن كثير العطاء بعد المطل قليل- و عجلوا فإن عذركم مقبول مع التعجيل- . و من كلام الحسن بن سهل- المطل يذهب رونق البر و يكدر صفو المعروف- و يحبط أجر الصدقة و يعقل اللسان عن الشكر- و للتعجيل حلاوة و إن قلت العارفة- و لذة و إن صغرت الصنيعة- و ربما عرض ما يمنع الإنجاز من تعذر الإمكان- و تغير الزمان فبادر المكنة- و عاجل القدرة و انتهز الفرصة- . و قال الشاعر
تحيل على الفراغ قضاء شغلي و أنت إذا فرغت تكون مثلي
فلا أدعى بخادمك المرجى
و لا تدعى بسيدنا الأجل
- و قال آخر لو علم الماطل أن المطال فقد به يذهب طعم النوال
و أن أعلى البر ما ناله
طالبه نقدا عقيب السؤال
عجل للسائل معروفه مهنا من طول قيل و قال
( . شرح نهج البلاغه (ابن ابی الحدید) ج 19، ص 248 و 249)
|