خطبه 16 نهج البلاغه بخش 3 : سرگردانى مردم، و ضرورت تقوا

خطبه 16 نهج البلاغه بخش 3 : سرگردانى مردم، و ضرورت تقوا

موضوع خطبه 16 نهج البلاغه بخش 3

متن خطبه 16 نهج البلاغه بخش 3

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 16 نهج البلاغه بخش 3

3 سرگردانى مردم، و ضرورت تقوا

متن خطبه 16 نهج البلاغه بخش 3

و من هذه الخطبة

شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بَطِي ءٌ رَجَا وَ مُقَصِّرٌ فِي النَّارِ هَوَى الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ«» وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَ خابَ مَنِ افْتَرى مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ وَ كَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ لَا يَعْرِفَ قَدْرَهُ لَا يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ وَ لَا يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ التَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ وَ لَا يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا يَلُمْ لَائِمٌ إِلَّا نَفْسَهُ

ترجمه مرحوم فیض

(و قسمتى دوم از اين خطبه است:)

(7) مشغول شد كسيكه بهشت و دوزخ در پيش روى اوست (ميداند چه اعمالى مردم را ببهشت رهبرى ميكند و چه كردارى به دوزخشان مى رساند، پس از آن مردم را بسه دسته تقسيم مى نمايد، اوّل) (8) كوشش كننده با شتاب (به اعمال صالحه از عذاب الهىّ) نجات يافته است و (دوّم) طالب حقّ كه كاهل است (و به مغفرت و آمرزش خداوند) اميدوار است و (سوّم) تقصير كننده كه (از حقّ چشم پوشيده) در آتش و عذاب الهىّ سرنگون است (اين تقسيم را خداوند متعال در قرآن كريم س 35 ى 31 مى فرمايد: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ يعنى بعضى از بندگان ما بر نفس خود ستمكاراند و در راه باطل قدم نهاده مرتكب افعال قبيحه ميشوند و بعضى ميانه رواند در كارهاى زشت و نيكو و بعضى بر نيكوئيها پيشى گيرند باذن و فرمان خدا) (9) رفتن از راست و چپ راه به گمراهى مى انجامد و راه راست راه ميانه است (كه نبايد از آن منحرف شد، زيرا) كتاب باقى مانده (قرآن كريم) و آثار نبوّت (سنَّت حضرت رسول) بر آن (شاهد) است و از آن راه راست (عدل محض) سنّت و طريقه رسول خدا بيرون مى آيد و بسوى آن عاقبت امر (مردم در دنيا و آخرت) بازگشت مى نمايد، (10) هر كه بغير حقّ ادّعا كرد هلاك گرديد و هر كه دروغ گفت زيان ديد، (11) كسيكه در ميان مردم نادان حقّ را اظهار نمايد هلاك ميشود (از دست و زبان ايشان آزار مى بينيد يا كشته ميشود) (12) و جهل و نادانى بس است براى مردى كه قدر و منزلت خود را نشناسد (زيرا جهل بخود مستلزم سائر نادانيها است از قبيل ادّعاى بى معنى نمودن و دروغ گفتن و بمردم خدا پرست اذيّت و آزار رساندن) (13) اصل راسخ و پايه محكمى كه بر تقوى و پرهيزكارى استوار است هلاك و تباه نمى شود و زراعت قومى بر اثر آن تشنه نمى ماند (اعتقادى كه روى اساس تقوى استوار است از تبليغات دشمن زائل نمى شود و كشت و عملى كه از روى اصول تقوى باشد از گرمى فتنه و فساد و خشك نخواهد شد بر خلاف كشت و عملى كه از روى غير تقوى است كه به اندك سببى در معرض هلاكت و خشكى واقع مى گردد، چنانكه خداوند در قرآن كريم س 9 ى 109 مى فرمايد: أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ يعنى آيا كسيكه بناء كند بنيان دين خود را بر تقوى و پرهيزكارى از خدا و خوشنودى او را بطلبد بهتر است يا كسيكه بناء كند بنيان دينش را بر كنار رودى كه زير آن بمرور سيل تهى شده نزديك به خرابى است، پس منهدم شود و فرود آيد در آتش دوزخ) (14) و در خانه هاى خودتان پنهان شويد (براى فتنه و فساد بيرون نيائيد) و اختلافاتى كه بين شما است اصلاح كنيد و توبه (بازگشت بسوى خدا و پشيمانى از كردار زشت) در عقب شما است (هر موقع از معاصى پشيمان شديد به توبه باز گرديد كه از شما جدا نيست) (15) و هيچ سپاسگزارنده اى (چون نعمتى بيند) حمد و سپاس نبايد بكند مگر پروردگارش را (زيرا جميع نعمتها از او است) و هيچ سرزنش كنده اى (چون شرّى بيند) ملامت و سرزنش نبايد بكند مگر خودش را (زيرا از شرارت خود او است كه بآن شرّ گرفتار شده است، چنانكه خداوند متعال در قرآن كريم س 4 ى 79 مى فرمايد: ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ يعنى آنچه را كه از نيكوئى بتو مى رسد از جانب خداست و آنچه كه از بدى بتو مى رسد از جانب تو است، معاصى و كردار زشت تو سبب آن است).

ترجمه مرحوم شهیدی

و از اين خطبه است

آن كه بهشت و دوزخ را پيش روى خود بيند، آسوده ننشيند.- مردم سه دسته اند:- سخت كوشى كه رستگار است، جوينده اى كه كندرواست و اميدوار است، تقصير كارى كه به آتش دوزخ گرفتار است. چپ و راست- كمينگاه- گمراهى است، و راه ميانگين راه راست- الهى است- . كتاب خدا و آيين رسول آن را گواه است، و سنّت را گذرگاه است، و بازگشت بدان جايگاه است. هر كه دعوى كرد تباه گرديد، و هر كه دروغ بربافت زيان ديد، و هر كه به پيكار حقّ گراييد دست به خون خود آلاييد، و در نادانى مرد اين بس است كه نداند چه كس است. بنيادى را كه بر پرهيزگارى استوار است چيزى نلرزاند، و كشتزارى كه آب تقوى خورد، تشنه نماند. مردم درون خانه خويش جاى گيريد، و راه آشتى با يكديگر را در پيش، و به توبه گراييد و جز پروردگار خود كسى را مستاييد، و جز خود را ملامت منماييد.

ترجمه مرحوم خویی

مشغول گرديد آن كسى كه بهشت و دوزخ در پيش اوست باينها از غير اينها و مكلفين باعتبار اشتغال باينها سه فرقه اند يكى سعى نماينده برضاى خداوند شتابنده در سعى خود و نجات يافت برحمت پروردگار، دومي طلب كننده خيرات كه كامل است در آن طلب اميدوار است بمغفرت كردگار، سوّمى تقصير كننده در طاعات كه فرود آمده است در جهنّم، جانب راست و جانب چپ محلّ ضلالت و گمراهي است و راه ميانه آن جادّه است درست، و بر اوست باقي كتاب واجب التّكريم و علامت نبوّة واجب التعظيم، و از اوست مخرج سنّة مطهّرة و باوست بازگشت عاقبت خلق در دنيا و آخرت، هلاك شد كسى كه دعوى امامت نمود بباطل، و فضول و نوميد گرديد كسى كه افترا بست بخداوند و رسول، كسى كه ظاهر گردانيد روى خود را از براى حقّ در مقابل باطل هلاك شد نزد مردمان نادان و جاهل، و كفايت ميكند مر او را از حيث جهالت اين كه قدر خود را نشناسد و رتبه و شان خود را نداند، و هلاك نمى شود أصلي كه بناء آن پرهيزكاري بوده باشد، و تشنه نمى باشد زراعت هيچ گروهى كه آبيارى آن از پرهيزكارى گردد، پس پنهان شويد در خانه هاى خودتان و اصلاح كنيد در ميان مردمان و توبه و پشيماني در پيش شما است، و بايد كه حمد و ثنا نكند هيچ ستايش كننده در روزگار مگر بپروردگار خود، بجهة اين كه اوست منعم على الاطلاق و سزاوار تعظيم و اجلال، و بايد كه ملامت نكند هيچ ملامت كننده مگر نفس خود را كه منشأ شرّ است و فساد.

شرح ابن میثم

القسم الثاني

شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ أَمَامَهُ- سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بَطِي ءٌ رَجَا- وَ مُقَصِّرٌ فِي النَّارِ هَوَى- الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ- عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ- وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ- هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَ خابَ مَنِ افْتَرى - مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ وَ كَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَلَّا يَعْرِفَ قَدْرَهُ- لَا يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ- وَ لَا يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ- فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ- وَ التَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ- وَ لَا يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا يَلُمْ لَائِمٌ إِلَّا نَفْسَهُ أقول: قد عرفت كون هذا الفصل من الخطبة الّتي ذكرناها،

اللغة

و الجادّة معظم الطريق، و الصفحة الجانب، و السنخ الأصل، و ذات البين حقيقته، و الخيبة عدم حصول المطلوب.

المعنى

و اعلم أنّ تقدير القضيّة الاولى أنّ من كانت النار و الجنّة أمامه فقد جعل له بهما شغل يكفيه عن كلّ ما عداه فيجب عليه أن لا يشتغل إلّا به، و أشار بذلك الشغل إلى ما يكون وسيلة إلي الفوز بالجنّة و النجاة من النار ممّا نطقت به الكتب المنزلة و حثّ على لزومه الرسل، و أشار بكون الجنّة و النار أمامه إلى أحد أمرين: أحدهما أن يكون المراد كون الجنّة و النار ملاحظتين له متذكّرا لهما مدّة وقته فهما أمامه و نصب خياله و من كان كذلك فهو في شغل بهما عن غيرهما. الثاني أن يكون كونهما أمامه أي أنّه لمّا كان الإنسان من مبدء عمره إلى منتهاه مسافرا إلى اللّه تعالى فهو في انقطاع سفره لا بدّ و أن ينتهى إمّا إلى الجنّة أو إلى النار فكانتا أمامه في ذلك السفر و غايتين يؤمّهما الإنسان و ينتهي إليهما و من كان أبدا في السفر إلى غاية معيّنة فكيف يليق به أن يشتغل بغير مهمّات تلك الغاية و الوسيلة إليهما، و إنّما قال شغل بالبناء للمفعول لأنّ المقصود هاهنا ليس إلّا ذكر الشغل أو لأنّه لمّا كان الشاغل هو اللّه تعالى بإيجاد الجنّة و النار و الترغيب في إحداهما و الترهيب من الاخرى كان ترك ذكره للتعظيم و الإجلال أو لظهوره ثمّ أنّه لمّا نبّه على وجوب الاشتغال بالجنّة و النار عن غيرهما قسّم الناس بالنسبة إلى ذلك الاشتغال إلى ثلاثة أقسام و ذلك قوله ساع سريع نجا، و طالب بطى ء رجا، و مقصّر في النار هوى، و وجه الحصر في هذه القسمة أنّ الناس بعد الأنبياء عليهم السّلام إما طالبون للّه أو تاركون و الطالبون إمّا بغاية جدّهم و اجتهادهم و بذل وسعهم و طاقتهم في الوصول إلى رضوانه أو بالبطؤ و التأنّي فهذه ثلاثة أقسام لا مزيد عليها و إن كان قسما الطالبين على مراتب و درجات متفاوتة، و القسم الأوّل هم الفائزون بقصب السبق و الناجون من عذاب النار كما قال تعالى «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَعِيمٍ فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ»«» و هذا القسم يشمل الأنبياء لولا إفرازه لهم في قسم رابع إذ قسّم الخلق في الخطبة إلى خمسة أقسام، و الثالث المقصّر الّذي وقف به الشيطان حيث أراد آخذا بحجزته عن سلوك سبيل اللّه قاذفا به في موارد الهلاك و منازل الشقاء، و ظاهر أنّه في النار «فأمّا الّذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرض إلّا ما شاء ربّك إن ربّك فعّال لما يريد»«» أمّا القسم الثاني فذو وصفين يتجاذبانه من جهتي السفالة و العلوّ فطلب الجنّة إلى جهة بحركته و سلوكه إلى اللّه و إن ضعف جاذب له إلى جهة العلوّ، و يد الشيطان جاذبة إلى جهة السفالة إلّا أنّ رجاه لعفو اللّه و نظره إليه بعين رحمته إذا انضاف إلى حركته البطيئة كانت السلامة عليه أغلب وجهة العلوّ منه أقرب، و ينبغي أن نشير إلى حقيقة الرجاء ليتّضح ما قلناه، فنقول: الرجاء هو ارتياح النفس لانتظار ما هو محبوب عندها فهو حالة لها تصدر عن علم، و تقتضي عملا بيان ذلك أنّ ما يتصوره النفس من محبوب أو مكروه فإمّا أن يكون موجودا في الماضي أو في الحال أو يوجد في الاستقبال، و الأوّل يسمّى ذكرا و تذكيرا، و الثاني يسمّى وجدا لوجدان النفس له في الحال، و الثالث و هو أن يغلب على ظنّك وجود شي ء في الاستقبال لنفسك به تعلّق فسمّى ذلك انتظارا و توقّعا فإن كان مكروها حدث منه في القلب تألّم يسمّى خوفا و إن كان محبوبا حصل من انتظاره و تعلّق القلب به لذّة للنفس و ارتياح بإخطار وجوده بالبال يسمّى ذلك الارتياح رجاء و لكن ذلك المتوقّع لا بدّ و أن يكون لسبب فإن كان توقّعه لأجل حصول أكثر أسبابه فاسم الرجاء صادق عليه، و إن كان انتظاره مع العلم بانتفاء أسبابه فاسم الغرور و الحمق عليه أصدق، و إن كانت أسبابه غير معلومة الوجود و لا الانتفاء فاسم التمنّى أصدق على انتظاره.

  • إذا عرفت ذلك، فاعلم أنّ أرباب العرفان قد علموا أنّ الدنيا مزرعة الآخرة فالنفس هي الأرض و بذرها حبّ المعارف الإلهيّة، و سائر أنواع الطاعات جارية مجرى إصلاح هذه الأرض من تقليبها و إعدادها للزراعة، و سياقة الماء إليها، و النفس المستغرقة بحبّ الدنيا و الميل إليها كالأرض السبخة الّتي لا تقبل الزرع و الإنبات لمخالطة الأجزاء الملحيّة، و يوم القيامة يوم الحصاد إلّا من زرع. و لا زرع إلّا من بذر، و كما لا ينفع الزرع في أرض سبخة كذلك لا ينفع إيمان مع خبث النفس و سوء الأخلاق، فينبغي أن يقاس رجاء العبد لرضوان اللّه برجاء صاحب الزرع، و كما أنّ من طلب أرضا طيّبة، و بذرها في وقت الزراعة بذرا غير متعفّن و لا يتكاهل ثمّ أمدّه بالماء العذب و سائر ما يحتاج إليه في أوقاته ثمّ طهّره عن مخالفة ما يمنع نباته من شوك و نحوه ثم انتظر من فضل اللّه رفع الصواعق و الآفات المفسدة إلى تمام زرعه و بلوغ زرعه غايته، كان ذلك رجاء في موضعه و استحقّ اسم الرجاء إذ كان في مظنّة أن يفوز بمقاصده من ذلك الزرع، و من بذر في أرض كذلك إلّا أنّه بذر في اخريات الناس و لم يبادر إليه في أوّل وقته أو قصّر في بعض أسبابه ثمّ أخذ ينتظر ثمرة ذلك الزرع و يرجو اللّه في سلامته له فهو من جملة الراجين أيضا، و من لم يحصل على بذر أو بذر في أرض سبخة أو ذات شاغل من الإنبات ثمّ أخذ ينتظر الحصاد فذلك الانتظار حمق. فكان اسم الرجاء إنّما يصدق على انتظار ما حصل جميع أسبابه أو أكثرها الداخلة تحت اختيار العبد و لم يبق إلّا ما لا يدخل تحت اختياره و هو فضل اللّه تعالى بصرف القواطع و المفسدات، كذلك حال العبد إن بذر المعارف الإلهيّة في أرض نفسه في وقته و هو مقتبل العمر و مبتدأ التكليف، و دام على سقيه بالطاعات و اجتهد في طهارة نفسه عن شوك الأخلاق الرديئة الّتي تمنع نماء العلم و زيادة الإيمان و انتظر من فضل اللّه تعالى أن يثبته على ذلك إلى زمان وصوله و حصاد عمله فذلك الانتظار هو الرجاء المحمود و هو درجة السابقين، و إن ألقى بذر الايمان في نفسه لكنّه قصّر في بعض أسبابه إمّا ببطؤه في البذر أو في السقي إلى غير ذلك ممّا يوجب ضعفه ثمّ أخذ ينتظر وقت الحصاد و يتوقّع من فضل اللّه تعالى أن يبارك له فيه و يعتمد على أنّه هو الرزّاق ذو القوّة المتين فيصدق عليه أيضا أنّه راج إذ أكثر أسباب المطلوب الّتي من جهته حاصلة و هذه درجة القسم الثاني و هو الطالب الراجى البطى ء، و إن لم يزرع من قواعد الإيمان في نفسه شيئا أصلا أو زرع و لم يسقه بماء الطاعة أو ترك نفسه مشغولة بشوك الأخلاق الرديئة و انهمك في طلب آفات الدنيا ثمّ انتظر المغفرة و الفضل من اللّه فذلك الانتظار غرور و ليس برجاء في الحقيقة و ذلك هو القسم الثالث و هو المقصّر في أسباب الزراعة و تحصيل زاد الآخرة الهالك أسفا يوم الحسرة و الندامة يقول «يا ليتني قدّمت لحياتي فيومئذ لا يعذّب عذابه أحد و لا يوثق وثاقة أحد»«» و في المعنى ما قيل:إذا أنت لم تزرع و عاينت حاصداندمت على التفريط في زمن البذر.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: الأحمق من اتّبع نفسه هواها و تمنّى على اللّه. و قال «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا» و إنّما خصّص عليه السّلام القسم الثاني بالرجاء إذ كان كما علمت عمدته لضعف عمله و قلّة الأسباب من جهته، و إلى هذه الأقسام الثلاثة أشار القرآن الكريم بقوله «فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ»«» و إن اختلفت مبدء الرتبتين.

قوله اليمين و الشمال مضلّة و الطريق الوسطى هي الجادّة. لمّا قسّم الناس إلى سابقين و لا حقين و مقصّرين أشار لهم إلى الطريق الّتي أخذ اللّه عليهم سلوكها و نصب لهم عليها أعلام الهدى ليصلوا بها إلى جناب عزّته سالمين عن تخطّفات الشياطين، و ميّزها عن طريق الضلال.

و لمّا علمت أنّ طريق السالكين إلى اللّه إمّا العلم أو العمل، فالعلم طريق القوّة النظريّة، و العمل طريق القوّة العمليّة و كلّ منهما محتو برذيلتين هما طرفا التفريط و الإفراط كما علمته و الوسط منهما هو العدل و الطريق الوسطى و هي الجادّة الواضحة لمن اهتدى و هي الّتي عليها ما في الكتاب الإلهيّ من المقاصد الحكميّة عليها آثار النبوّة و منفذ السنّة أي طريقها و مبدءها الّذي منه تخرج و إليها مصير عاقبة الخلق في الدنيا و الآخرة فإنّ من العدل بدأت السنّة و انتشرت في الخلق، و إليه مرجع امورهم أمّا في الدنيا فلأنّ نظام امورهم في حركاتهم و سكناتهم مبنّى عليه في القوانين الشرعيّة و إلى تلك القوانين و القواعد ترد عواقب امورهم و عليها يحملون، و أمّا في الآخرة فبالنسبة إليه يتبيّن خسران الخاسرين و فوز الفائزين فتحكم لمن سلك و تمسّك به أوقات سفره إلى اللّه بجنّات النعيم و لمن انحرف عنه و تجاوزه بالعذاب الأليم في نار الجحيم و كلّ واحد من طرفي الإفراط و التفريط بالنسبة إليه هو المراد باليمين و الشمال من ذلك الوسط و هما طريقا المضلّة لمن عدل إليهما، و مورد الهلاك لمن سلكهما.

قوله هلك من ادّعى و خاب من افترى يحتمل أن يكون القضيّتان دعاء، و يحتمل أن يكون إخبارا أي هلك من ادّعى ما ليس له أهلا و عنى الهلاك الاخروى، و خاب من كذب أي لن يحصل مطلوبه إذا جعل الكذب وسيلة إليه، و أعلم أنّ الدعوى إمّا أن يكون مطابقة لما في نفس الأمر أو ليس كذلك، و الثانية محرّمة مطلقا، و أمّا الاولى فإمّا أن يدعو إليها حاجة أو ليس، و القسم الأوّل هو المباح فقط دون الثاني، و إنّما حرم هذان القسمان أمّا الأوّل و هي الدعوى غير المطابقة فلأنّها تصدر عن ملكة الكذب تارة و عن الجهل المركّب تارة كالجهل بالأمر المدّعى لحصوله عن شبهه رسخت في ذهنه و كلاهما من أكبر الرذائل و أعظم المهلكات في الآخرة، و أمّا الثانية و هي المطابقة لا عن حاجة فلأنّها تكاد لا تصدر عن الإنسان إلّا عن رذيلة العجب و ستعلم أنّه من المهلكات.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: ثلاث مهلكات: شحّ مطاع، و هوى متّبع، و إعجاب المرء بنفسه. و أمّا خيبة المفترى فلأنّ الفرية اختلاف ما ليس بحقّ و ظاهر أنّ الكذب لا ثمرة له أمّا في الآخرة فظاهر و أمّا في الدنيا فقد يكون و قد لا يكون و إن كانت ففي معرض الزوال و مستلزمة لسخط اللّه فهي بمنزلة ما لم يكن و صاحبها أشدّ خيبة من عادمها و طالب الأمر بالفرية على كلّ تقدير خاسر خائب. قال بعض الشارحين: أراد هلك من ادّعى الإمامة من غير استحقاق، و خاب عن افترى في دعواه لها لأنّ كلامه في هذه الخطبة كثيرا ما يعرض فيه بأمر الإمامة. قوله من أبدى صفحته للحقّ هلك [عند جملة (جهلة خ) الناس ] و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره. تنبيه على أنّ المتجرّد لإظهار الحقّ في مقابلة كلّ باطل ورد من الجهال، و حملهم على مرّ الحقّ و صعبه في كلّ وقت يكون في معرض الهلاك بأيديهم و ألسنتهم إذ لا يعدّ منهم من بوليه المكروه و يسعى في دمه، ثمّ أراد التنبيه على الجهل فذكر أدنى مراتبه و نبّه بها على أنّ أقلّ الجهل كاف في الرذيلة فكيف بكثيره و ذلك قوله و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره و أراد مرتبته في الناس و عدم تصوّره لدرجة نفسه و منزلتها بالنسبة إلى آحادهم و كفى بهذا القدر مهلكا فإنّه منشأ كثير من الرذائل المهلكة كالكبر و العجب و قول الباطل و ادّعاء الكمال للناقصين و تعدّى الطور في أكثر الأحوال كما قال عليه السّلام في موضع آخر، رحم اللّه امرء عرف قدره و لم يتعدّ طوره، و في هذه الكلمة تنفير للسامعين عن الجهل بقدر ما يتصوّرونه من وجوب التجرّد للحقّ و نصرته، و ربّما يستفهم منها تعليم كيفيّة استجلاب طباع الجهّال و تأنيسهم و هو أنّهم لا ينبغي أن يقابلوا بالحقّ دفعة و يتجرّد في مقابلتهم به على كلّ وجه فإنّ ذلك ممّا يوحب نفارهم و عدم نظام أحوالهم بل ينبغي أن يؤنسوا به على التدريج قليلا قليلا. و ربّما لم يكن تأنيسهم بالحقّ في بعض الامور إمّا لغموض الحقّ بالنسبة إلى أفهامهم أو لقوّة اعتقادهم الباطل في مقابلته فينخدعوا عن ذلك بالحقّ في صورة الباطل و ظاهره و ذلك كما ورد في القرآن الكريم و السنن النبويّة من صفات التجسيم و ما لا يجوز أن يحمل على ظاهره في حقّ الصانع الحكيم فإنّ حمله على ظاهره كما يتصوّره جهّال الناس أمر باطل لكنّه لمّا كان سبب إيناسهم و جمع قلوبهم على اعتقاد الصانع و به نظام امورهم ورد الشرع به. قوله لا يهلك على التقوى سنخ أصل و لا يظمأ عليها زرع قوم. تنبيه على لزوم التقوى باعتبارين: أحدهما أنّ كلّ أصل بنى على التقوى فمحال أن يهلك و يلحق بانيه خسران كما قال تعالى «أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ»«» الثاني أنّ من زرع زرعا اخرويّا كالمعارف الإلهيّة في أرض نفسه مثلا أو دنيويّا كالأعمال الّتي بها تقوم مصالح الإنسان في الدنيا و سقاها ماء التقوى و جعله مادّتها فإنّه لا يلحق ذلك الزرع ظمأ بل عليه ينشأ بأقوى ساق و أزكى ثمرة، و استعمال الزرع و الأصل كناية عمّا ذكرناه. قوله فاستتروا ببيوتكم و أصلحوا ذات بينكم و التوبة من ورائكم. قد عرفت أنّ هذا الفصل مقدّم في الخطبة على قوله من أبدى صفحته للحقّ هلك، و هو مسبوق بالتهديد و وارد في معرضه و هو قوله ألا و إنّ اللّه قد جعل أدب هذه الامّة السوط و السيف ليس عند إمام فيهما هوادة أي مصالحة و سكون فاستتروا ببيوتكم و هو حسم لمادّة الفتنة بينهم بلزوم البيوت عن الاجتماع للمنافرات و المفاخرات و المشاجرات، و لذلك أردفه بقوله و أصلحوا ذات بينكم فإنّ قطع مادّة الفتنة سبب لإصلاح ذات البين قوله و التوبة من ورائكم تنبيه للعصاة على الرجوع إلى التوبة عن الجري في ميدان المعصية و اقتفاء أثر الشيطان و كونها وراء لأنّ الجواذب الإلهيّة إذا أخذت بقلب العبد فجذبته عن المعصية حتّى أعرض عنها و التفت بوجه نفسه. إلى ما كان معرضا عنه من الندم على المعصية و التوجّه إلى القبلة الحقيقيّة فإنّه يصدق عليه إذن أنّ التوبة ورائه أي وراء عقليّا و هو أولى من قول من قال من المفسّرين إنّ ورائكم بمعنى أمامكم. قوله و لا يحمد حامد إلّا ربّه و لا يعلم لائم إلّا نفسه. تأديب لهم بالتنبيه على قصر الحمد و الثناء على اللّه دون غيره و أنّه مبدء كلّ نعمة يستحقّ بها الحمد كما سبقت إليه الإشارة، و على قصر اللائمة على النفس عند انحرافها عن جهة القبلة الحقيقيّة إلى متابعة إبليس و قبولها لدعوته من غير سلطان، و إلى أصل هاتين الكلمتين أشار القرآن الكريم «ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ»«» فكلّ حسنة أصابت العبد من ربّه فهي مبدء لحمده و شكره، و كلّ سيّئة أصابته من نفسه فهو مبدء للائمّة نفسه، فأمّا قول السيّد- رحمه اللّه- إنّ في الكلام من مواقع الإحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان إلى آخره، فالإحسان مصدر قولك أحسن الرجل إحسانا إذا فعل فعلا حسنا و مواقع الإحسان محاسن الكلام الّتي أجاد فيها و أحسن و مواقع الاستحسان إمّا سائر محاسن كلام العرب أي أنّ شيئا من محاسن كلام العرب و ما يقع عليه الاستحسان منها لا يوازي هذا الكلام و لا يبلغه، أو يشير بمواقع الاستحسان إلى الفكر من الناس فإنّها محالّ الاستحسان أيضا إذ الاستحسان من صفات المستحسن أي أنّ الفكر لا يصل إلى محاسن هذا الكلام، و قوله و إنّ حظّ العجب منه أكثر من حظّ العجب به يريد أنّ تعجّب الفصحاء من حسنه و بدائعه أكثر من عجبهم باستخراج محاسنه و ذلك لأنّ فيه من المحاسن وراء ما يمكنهم التعبير عنها امور كثيرة فهم يجدونها من أنفسهم و إن لم يمكنهم التعبير عنها فيكون تعجبّهم من محاسنه أكثر من إعجابهم من أنفسهم بما يقدرون على استخراجه منها. أو اريد بأكثر من عجبهم به أي أكثر من محبّتهم له و ميلهم إليه، و باقي كلامه ظاهر و باللّه التوفيق.

ترجمه شرح ابن میثم

فصل دوم

شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ أَمَامَهُ- سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بَطِي ءٌ رَجَا- وَ مُقَصِّرٌ فِي النَّارِ هَوَى- الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ- عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ- وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ- هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَ خابَ مَنِ افْتَرى - مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ عِنْدَ جَهَلَةِ النَّاسِ- وَ كَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَلَّا يَعْرِفَ قَدْرَهُ- لَا يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ- وَ لَا يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ- فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ- وَ التَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ- وَ لَا يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا يَلُمْ لَائِمٌ إِلَّا نَفْسَهُ

لغات

جادّه: بزرگراه صفحه: جانب، مقابل سنخ: اصل، اساس، مثبت، استوارى.

ذات البين: حقيقت هر چيز خيبة: به مطلوب دست نيافتن

ترجمه

«كسى كه بهشت و جهنم را در پيش رو دارد سرگرم امورى است (مردم در پيمودن اين دو راه به سه دسته تقسيم مى شوند) دسته اى (در زمينه بهشت) تلاش مى كنند و زود نجات مى يابند. و دسته اى حق را طالبند و اميدوار آمرزشند ولى كند حركت مى كنند و دسته اى ديگر در وظايف الهى كوتاهى دارند و بالاخره به جهنم در خواهند افتاد.

به راست و چپ رفتن گمراهى است و راه وسط جاده حقّ است كه كتاب خدا و سنّت نبوّت بر آن استوار است و خاستگاه سنّت و پايان همه كارهاى بدان باز مى گردد.

هر كس به ناحق ادّعا كند هلاكت مى شود، هر كس بر حق افترا ببندد زيان مى بيند و به مطلوب نمى رسد، و هر كس حقّ را اظهار كند هلاك مى شود. در نادانى شخص همين بس كه قدر خود را نشناسد. هر كه بر تقوا استوار ماند هلاك نمى شود كشته قومى كه بر اساس تقوا باشد تشنه نمى ماند (هر عملى كه بر مبناى حق باشد ضايع نمى شود.) بنا بر اين در خانه هايتان بمانيد و اختلافات خود را اصلاح كنيد كه توبه در پشت سر شماست. هيچ كس جز پروردگارش را نستايد و هيچ نكوهشگرى جز خودش را ملامت نكند».

شرح

ما اين بخش از خطبه را قبلًا توضيح داديم.

بايد توجّه داشت كه معناى جمله اوّل اين بخش از خطبه اين است: آن كه بهشت و جهنم را در پيش رو دارد در حقيقت داراى نوعى سرگرمى است كه او را از انديشه غير از بهشت و جهنّم باز مى دارد. بنا بر اين لازم است كه به چيزى جز بهشت سرگرم نشود. مقصود اين است كه اين سرگرمى وسيله رسيدن به بهشت و نجات از جهنم است، كه كتاب آسمانى در اين باره سخن گفته و پيامبران نيز بر اين امر تأكيد كرده اند.

امام (ع) با اين جمله كه بهشت و جهنم فرا روى شما قرار دارند به يكى از اين دو امر اشاره كرده است: 1- مقصود اين باشد كه بهشت و جهنم مورد توجه اند و انسان در مدّت عمرش به ياد آنهاست، زيرا در پيش روى انسانها قرار دارند و هميشه انديشه انسان را به خود مشغول مى دارند و هر كس بهشت و جهنم را تا اين اندازه در نظر داشته باشد به غير آن دو نمى پردازد.

2- پيش روى بودن بهشت و جهنّم به اين معنى باشد كه چون انسان از آغاز تا انجام عمر به سوى خدا سفر مى كند و در پايان سفر ناگزير يا به بهشت مى رود يا به جهنّم، پس بهشت و جهنّم در اين سفر پيش روى او هستند و به يكى از آنها مى رسد. و آن كه هميشه به سمت هدف معيّنى حركت مى كند چگونه سزاوار است به امورى بپردازد كه براى اين سفر مفيد نيست.

حضرت فعل «شغل» را به صورت مجهول آورده است چون هدف در اينجا ذكر شغل مى باشد و يا سرگرمى است كه خداوند با ايجاد بهشت و جهنم و تشويق و ترساندن از آنها فراهم آورده است. بنا بر اين نايب فاعل (خداوند) به دليل عظمت و بزرگى يا ظهور، ذكر نشده است سپس امام (ع) مردم را به لزوم پرداختن به بهشت و جهنّم توجه داده و در اين ارتباط مردم را به سه دسته تقسيم كرده است كه:

فرموده است: ساع سريع نجا، طالب بطى ء نجا، و مقصّر فى النّار هوى.

دليل منحصر كردن مردم به اين سه دسته اين است كه مردم بعد از انبيا يا طالب خدا هستند و يا تارك او. خداجويان يا به نهايت سعى و كوشش و توان، در رسيدن به رضاى حق مى كوشند و يا در اين باره سستى و سهل انگارى مى كنند، بنا بر اين خداجويان دو دسته و تاركان خدا يك دسته اند كه بيشتر از اين تقسيم نيست. البته خداجويان داراى درجات و مراتب مختلفند.

دسته اوّل، رستگارانى هستند كه گوى سبقت را از همگان ربوده و از عذاب رهايى مى يابند چنان كه خداوند فرموده است. «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَعِيمٍ فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَ وَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ»«».

دسته دوّم خداجويانى هستند كه در راه رسيدن به رضاى حق كوتاهى مى كنند. اگر انبيا را قسم چهارمى ندانيم چون (خطبه، مردم را به پنج دسته تقسيم كرده)، پيامبران از همين دسته اوّل به شمار مى آيند.

دسته سوّم كسانى هستند كه در اطاعت خدا كوتاهى دارند و پيروى از شيطان را برگزيده اند، عنان اختيارشان به دست شيطان است و هر گاه شيطان بخواهد آنها را از راه خدا باز مى دارد و به پرتگاه هلاكت و منزل شقاوت مى افكند و روشن است كه چنين شخصى در آتش خواهد بود خداوند در اين باره مى فرمايد: «فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ، إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ»«».

قسم دوّم، داراى دو صفت است كه از دو جهت پستى و بلندى او را فرا مى خوانند. خواستن بهشت او را به سمت علوّ به حركت در مى آورد كه راه خدا را بپيمايد هر چند اين گرايش به سمت علوّ در او ضعيف باشد و دست شيطان او را به فرومايگى و پستى مى كشاند، مگر اين كه اميد او به عفو خدا دستش را بگيرد و خداوند به ديده رحمت به او بنگرد. اگر به حركت كند و ضعيفش رحمت خدا اضافه شود احتمال سلامت وى بيشتر و به علوّ درجه نزديكتر مى شود.

اينك لازم است براى توضيح آنچه گفتيم به حقيقت اميدوارى اشاره كنيم: رجا و اميدوارى عبارت است از آسايش نفس براى انتظار آنچه نزدش محبوب و پسنديده است. اميدوارى حالتى است كه براى نفس از روى علم حاصل مى شود و عملى را اقتضا مى كند. بدين بيان كه آنچه را نفس از امور پسنديده يا ناپسند تصوّر مى كند سه حالت دارد: يا در گذشته وجود داشته يا در حال وجود دارد و يا در آينده به وجود خواهد آمد. اگر شي ء مورد توجه نفس در گذشته وجود داشته است و اكنون نفس بدان توجّه مى كند، اين حالت نفس را «ذكر» مى گويند، و اگر شي ء مورد توجّه نفس در حال موجود باشد آن را «وجد» مى نامند، زيرا نفس آن را در حال درك مى كند. و اگر شي ء مورد توجّه چيزى است كه به گمان غالب در آينده به وجود مى آيد و نفس به نوعى بدان بستگى دارد آن را انتظار يا توقّع مى نامند. حال اگر شي ء مورد انتظار امر ناپسندى باشد از ناحيه آن در دل رنجى حادث مى شود كه آن را خوف مى نامند. و اگر شي ء مورد انتظار مطلوب و محبوب باشد كه از دلبستگى و يادآورى آن براى نفس لذّت و آسايشى به وجود آيد آن آسايش را اميدوارى مى گويند لزوماً براى اشياى مورد توقّع بايد علل و عواملى باشد، چنانچه بيشتر اسباب و عوامل آن فراهم باشد اميدوارى صدق مى كند و چنانچه با نبودن اسباب و عوامل منتظر آن باشد بهتر است آن را غرور و حماقت بناميم. و اگر وجود يا عدم اسباب و عوامل آن معلوم نباشد آرزو بر آن بيشتر صدق مى كند تا انتظار داشتن آن.

(با توضيحى كه در مورد رجا داده شد) بايد دانست كه عرفا مى گويند دنيا مزرعه آخرت است. نفس به منزله زمين و بذر آن معارف الهى است، و ساير عبادتها به منزله اصلاح زمين آماده كردن براى زراعت و آبيارى كردن آن مى باشد.

بنا بر اين نفسى كه غرق در محبّت دنيا باشد همانند زمينى شوره زار است كه به دليل آميختگى با نمك قابل كشت و زرع نباشد. روز قيامت روز برداشت محصول است و برداشت محصول جز با افشاندن بذر ممكن نيست، چنان كه كشت در زمين شوره زار سودمند نيست، ايمان با پليدى نفس و بدى اخلاق سودمند نيست، پس شايسته اين است كه اميدوارى بنده به رضايت خدا، مقايسه شود با اميدوارى كشاورز به برداشت محصول. و همان طور كه كشاورز طالب زمين آماده و بذر نيكو مى باشد و از بذر آفت زده و نامناسب دورى مى كند و زراعت را با آبيارى و مواظبت بموقع نگهدارى مى كند و آن را از گياهان هرز و زايد پاك مى سازد و از خداوند مى خواهد كه آن را از آفات آسمانى مانند برق و غيره حفظ كند تا به كمال برسد و اين اميدوارى بجايى است و سزاوار است آن را اميد ناميد، زيرا گمان دارد كه از اين زراعت به مقصدش برسد. و همچنين اگر كشاورزى در بذرافشانى تأخير داشته باشد و در اوّل وقت كشاورزى مبادرت به كشت نكند و يا در تهيه بعضى از عوامل كشاورزى كوتاهى كرده باشد، با اين وصف باز هم مى تواند از جمله اميدواران باشد. ولى اگر براى كشت بذرى مناسب به دست نياورده، يا بذر را در زمين شوره زار، يا در زمينى كه پر از بوته هاى بيگانه است بپاشد آن گاه انتظار برداشت محصول هم داشته باشد، اين انتظار حماقت است. بنا بر اين اسم اميد در موردى است كه تمام يا بيشتر اسباب اميدوارى را كه تهيّه آنها در اختيار اوست فراهم كند و جز امورى كه در اختيار خداست «مانند برطرف كردن آفات آسمانى» باقى نماند و رفع آنها را از خداوند طلب كند همچنين است حال بنده اى كه بذر معارف الهى را در سرزمين نفسش در زمان خود، يعنى از زمان بلوغ تا پايان عمر، بكارد و با طاعات و عبادات آن را آبيارى كند و در پاكيزگى نفسش از زشتيهاى اخلاق رذيله اى كه مانع نموّ علم و زيادى ايمان مى گردد بكوشد و از فضل خداوند انتظار داشته باشد كه او را در اين راه تا زمان رسيدن به مقصود و برداشت نتيجه پايدار بدارد.

اگر چنين باشد انتظار چنين كسى همان اميدوارى پسنديده و مقام سابقين در ايمان است. ولى اگر بذر ايمان را در نفس بيفشاند امّا در فراهم آوردن بعضى اسباب و عوامل آن كوتاهى كند، و يا در بذر و آبيارى به نوعى اهمال بورزد كه موجب ضعف محصول شود، سپس اميد برداشت محصول داشته و به فضل خدا اميدوار باشد كه محصول را براى او مبارك گرداند كه خدا رزّاق و داراى قدرت برتر است، بر چنين كسى نيز «اميدوار» صدق مى كند، زيرا بيشتر اسباب لازم را براى كشت و زراعت فراهم كرده و اين چنين شخصى به عنوان خطبه 16 نهج البلاغه بخش 3 قسم دوم، يعنى اميدوار كند عمل در عبارت امام (ع) ذكر شده است.

ولى اگر از قواعد ايمان چيزى را در نفس خود به وجود نياورد، يا به وجود بياورد ولى آن را با طاعات و فرمانبردارى خدا آبيارى كند، و يا نفس خود را آلوده به اخلاق رذيله رها سازد و در به دست آوردن آفات دنيا اصرار ورزد، و با اين وصف اميد مغفرت و فضل خدا را داشته باشد، اين انتظار خود فريبى است و اميد حقيقى به حساب نمى آيد. اين همان قسم سوّمى است كه امام (ع) فرمود مقصّر است كه در تهيّه اسباب زراعت و به دست آوردن توشه آخرت كوتاهى كرده و هلاك شونده اى است كه در روز قيامت با حسرت و پشيمانى خواهد گفت: «يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ»«».

در اين معنى شاعرى گفته است: «اذا انت لم تزرع و عاينت حاصدا ندمت على التفريط فى زمن البذر»«».

رسول خدا (ص) فرموده است: «احمق كسى است كه از هواى نفسش پيروى كند و در عين حال از خداوند متعال اميد رحمت داشته باشد«».» و باز فرمود: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا»«».

علّت اين كه امام (ع) قسم دوّم را اميدوار دانسته چنان كه دانستى آنها در عمل ناتوان بودند و اسباب رسيدن به رستگارى را كم فراهم كرده بودند. به اين سه قسم قرآن كريم اشاره فرموده است كه: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ»«» اگر چه قسم اوّل و دوّم در مفهوم رجاء مشتركند ولى در رتبه و منزلت با هم اختلاف دارند.

فرموده است: اليمين و الشّمال مضلّه و الطريق الوسطى هى الجادّة

پس از آن كه امام (ع) مردم را به سابقين و لاحقين و مقصّرين تقسيم كرد اشاره به راهى كرده است كه خداوند مردم را بر آن راه هدايت فرموده و براى آنها نشانه هاى هدايت را برافراشته تا از و ساس شيطان رهايى يافته و سالم به پيشگاه خداوند باز آيند و راه حق را از راه باطل و گمراهى باز شناسند و چون دانستى كه راه رهروان به سوى خداوند متعال علم و يا عمل است (بايد بدانى كه) علم راه نيروى نظرى است و عمل راه نيروى عملى و هر يك از اين دو، همچنان كه دانستى دو جنبه ناپسند افراط و تفريط دارد و راه وسط آنها تعادل و طريق ميانى است براى كسانى كه هدايت يافته اند و جادّه روشنى است و اين همان راهى است كه حكمتهاى كتاب الهى بر آن استوار است و آثار نبوّت و سنّت پيامبر نيز بر همين راه است كه سنّت از آن پيدا شده و پايان كار مردم در دنيا و آخرت بر اين راه است، زيرا مبدأ سنّت و سبب انتشار آن در ميان مردم عدالت است و سرانجام كار مردم به عدالت باز مى گردد. چون نظام امور مردم در دنيا مبتنى بر قوانين شرعى است و عاقبت امور مردم نيز به سبب همين قوانين و قواعد كه عين عدالت است بستگى دارد و در آخرت نيز به سبب همين عدالت، زيان زيانكاران و سعادت رستگاران تعيين مى شود، پس آن كه به راه عدالت رود و در ايّام عمرش به عدالت تمسّك جويد براى او بهشت نعيم مقرّر مى شود و هر كس از راه عدالت منحرف شود و از حدود آن تجاوز كند در آتش جهنّم به عذاب دردناك مبتلا خواهد شد، و هر يك از دو طرف افراط و تفريط نسبت به عدالت، همان يمين و شمال جادّه وسط است كه راههاى گمراهى اند براى كسانى كه بدانها روى آورند و جايگاه هلاكت اند براى آنها كه در آنها قدم بگذارند.

فرموده است: هلك من ادّعى و خاب من افترى.

اين كلام امام (ع) ممكن است معناى دعايى داشته باشد و يا معناى جمله خبرى، بدين معنى كه: هلاك باد آن كه ادّعاى چيزى را دارد كه اهل و شايسته آن نيست. مقصود از هلاك، هلاكت اخروى است. و ناكام و ناموفّق باد كسى كه دروغ مى گويد، يعنى آن كه دروغ را وسيله رسيدن به مطلوبش قرار مى دهد به مطلوبش دست نيابد.

بايد توجّه داشت كه ادّعا يا مطابق واقع است يا نيست.

ادّعايى كه مطابق با واقع نيست حرام است.

ادّعاى مطابق با واقع دو صورت دارد: يا نياز به چنان ادّعايى هست يا نياز نيست، در صورتى كه ادّعا از روى نياز باشد مباح است، ادّعايى كه نياز بدان نباشد حرام است.

دليل حرمت ادّعاى غير مطابق با واقع اين است كه يا از روى عادت دروغ گويى است و يا از روى جهل مركب نسبت به مورد ادّعاست كه به دليل وجود شبهه، كه در ذهنش رسوخ يافته پديد آمده است. و هر دوى اينها از بزرگترين اخلاق ناشايست و از بالاترين گرفتاريهاى آخرت است.

امّا ادّعاى مطابق با واقعى كه از روى نياز نباشد به اين دليل حرام است كه انسان از روى خودخواهى چنين ادّعايى را اظهار مى دارد و از موارد هلاكت است چنان كه رسول خدا (ص) فرموده است: «هلاك كننده ها سه چيز است: اطاعت از حرص، پيروى از هواى نفس، و كسى كه به خود ببالد و عجب كند.«»» (اين در مورد كسى است كه ادّعاى بيجا كند). و امّا در مورد ناكامى شخص مفترى، افترا عبارت از تظاهر به خلقى است كه واقعيّت ندارد و روشن است كه دروغ در آخرت بى نتيجه است ولى در دنيا گاهى داراى نتيجه است و گاهى نيست. در صورتى كه داراى نتيجه باشد چون ناپايدار است و موجب خشم خدا، پس مثل اين است كه ثمر ندارد و شخص مفترى نااميدتر است از كسى كه اصلًا سودى ندارد. آن كه با دروغ و افترا طالب سودى است به هر حال زيانكار و نااميد است.

بعضى از شارحان نهج البلاغه گفته اند كه مقصود امام (ع) اين است كه هر كه بدون استحقاق ادّعاى امامت كند هلاك مى شود. و كسى كه در مورد امامت افترا بزند نااميد مى شود. اينان سخن خود را اين گونه تأييد كرده اند كه امام (ع) در اين خطبه فراوان به امر امامت پرداخته است.

فرموده است: من ابدى صفحته للحقّ هلك [عند جملة (جهلة) النّاس ] و كفى بالمرء جهلا ان لا يعرف قدره

اين جمله براى آگاه كردن مردم است به اين حقيقت كه هر كس بى پروا حقّ را در مقابل هر باطلى اظهار كند و عقيده جاهلان را رد كند و آنها را در زمانى بر تلخى حق و دشوارى آن وا بدارد از دست و زبان جاهلان در معرض هلاكت قرار مى گيرد، زيرا كسى كه مكروه را پشت سر انداخته و در نكوهش آن مى كوشد، جزو آنان محسوب نمى شود.

سپس امام (ع) به جهل اشاره فرموده و كمترين درجه آن را ياد كرده چنين فرموده اند كه كمترين درجه جهل براى پستى شخص كفايت مى كند چه رسد به زياد آن، و كمترين مقدار جهل آن است كه انسان مقام و منزلت خود را در بين مردم نشناسد و ارزش خود را نسبت به آحاد مردم بررسى نكند و همين مقدار از جهالت براى هلاكت انسان كافى است، زيرا نشناختن خود، منشأ بسيارى از صفات پست و نابود كننده است مانند خود بزرگ بينى، به خود باليدن و سخن باطل گفتن و نيز با وجود نقص، ادّعاى كمال كردن، و در بيشتر احوال از حدّ خود تجاوز كردن، چنان كه على (ع) در جاى ديگر مى فرمايد: «خدا بيامرزد كسى را كه قدر خود را بشناسد و از حد خود تجاوز نكند«».» در اين كلام مقصود امام (ع) ايجاد نفرت كردن از جهل در بين مردم است، تا به مقدارى كه به شناخت جهل دست مى يابند، خود را براى رعايت حق خالص كرده و آن را يارى كنند، و چه بسا كه از اين كلام امام (ع): من ابدى صفحته... چگونگى توجه دادن و مأنوس ساختن سرشت جهّال به حقيقت، فهميده شود. بدين توضيح كه سزاوار نيست تمام حقايق يكباره و بدون پرده براى نادانان عرضه شود، زيرا بيان كليّه حقايق موجب تنفّر آنها و بر هم ريختگى نظام زندگيشان مى شود، بلكه لازم است آنها اندك اندك و بتدريج با حقايق انس گيرند. انس گرفتن آنها با حقيقت در بعضى امور به دليل دشوارى حق نسبت به فهمشان يا نسبت به استحكام اعتقاد باطلشان كه در برابر حق دارند، موجب مى شود كه باطل را در ظاهر حق، وسيله فريب قرار دهند. چنان كه اين نوع برخورد با جهّال در قرآن كريم و سنّت پيامبر وارد شده كه عبارت است از صفاتى كه جسم بودن خدا را مى رساند و چيزهايى كه در باره خداوند متعال روا نيست كه بر ظاهرش حمل شود. البتّه حمل اين صفات بر ظاهر، آن چنان كه نادانان مردم گمان مى كنند، امرى باطل است ولى چون همين ظاهر سبب نزديكى و علاقه شان به وجود خالق مى شود و باعث نظم امورشان مى شود در شريعت وارد شده است.

فرموده است: لا يهلك على التّقوى سنخ اصل و لا يظمأ عليها زرع قوم.

در اين قسمت امام (ع) به دو طريق لزوم تقوا را تذكّر مى دهد: يكى آن كه هر اصلى كه بر تقوا بنياد شود محال است كه خراب شود و بنيان گذار آن زيان بيند، چنان كه خداوند متعال فرموده است: «أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ»«».

دوّم، آن كه هر كس براى آخرت كشت كند و معارف الهى را در سرزمين نفس خود بكارد يا مثلًا كارهاى دنيوى انجام دهد. مانند اعمالى كه مصالح زندگى مادّى انسان را تأمين مى كند، و آن را به آب تقوا سيراب كند و تقوا را اصل قرار دهد، بر چنين زراعتى تشنگى عارض نمى شود بلكه قويترين ساقه و پاكيزه ترين ميوه از آن به دست مى آيد.

به كار بردن كلمه «زرع» و اصل در عبارت امام (ع) كنايه است از آنچه بيان كرديم.

فرموده است: فاستتروا ببيوتكم و اصلحوا ذات بينكم و التّوبة من و رائكم.

چنان كه دانستى اين بخش در خطبه، قبل از جمله من ابدى صفحته للحقّ هلك مى باشد و نيز قبل از جمله اى كه دلالت بر تهديد دارد آمده است و آن جمله تهديدآميز اين است: «آگاه باشيد خداوند تربيت اين امّت را شلّاق و شمشير قرار داده است و هيچ امامى براى تربيت جامعه از شمشير و شلّاق صرف نظر نمى كند. بنا بر اين در خانه هاى خود بماندى». اين در خانه ماندن سبب ريشه كن شدن اساس فتنه از بين آنهاست. لزوم در خانه ماندن براى اين بوده است تا اجتماع تشكيل نشود و سبب فخر فروشى و مشاجره و تنفّر نشود. از ميان برخاستن فتنه سببى است براى اصلاح بين مردم و لذا امام (ع) مى فرمايد در خانه هايتان بمانيد و بين خود را اصلاح كنيد. و پس از آن مى فرمايد: «براى توبه و بازگشت به خدا فرصت خواهيد داشت». اين جمله امام (ع): التّوبة من ورائكم معصيت كاران را توجّه مى دهد كه به توبه بازگردند و در ميدان معصيت قدم نگذارند و از پيروى شيطان دورى كنند. مقصود از اين كه، توبه پشت سر شماست، اين است كه هر گاه جاذبه هاى الهى قلب بنده اى را بربايد به گونه اى او را از معصيت دور مى كند كه از گناه اعراض كند و با تمام وجود به قبله حقيقى كه جايگاه ابراز ندامت است بازگردد، در اين صورت اطلاق توبه صحيح است. و با توجّه به اين معناى توبه، منظور از «وراء» وراى عقلى است، و وراى بدين معنى بهتر است از قول كسانى كه آن را به معناى پيش رو دانسته اند.

فرموده است: و لا يحمد حامد الّا ربّه و لا يلم لائم الّا نفسه

در اين عبارت امام (ع) توجّه مى دهد كه سپاس و حمد شايسته خداست نه جز او و اين كه خدا منشأ هر نعمتى است. و بدان سبب سزاوار ستايش مى شود، كه در گذشته به اين حقيقت اشاره كرده ايم.

كلام امام (ع) همچنين اشاره دارد بر اين كه نفس را فقط هنگام انحراف از قبله حقيقى و پيروى از ابليس و پذيرش دعوت او بدون اختيار بايد ملامت كرد و به اين دو واقعيّت قرآن كريم اشاره فرموده است آنجا كه مى فرمايد: «ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ»«».

بنا بر اين هر نيكى كه به بندگان برسد از جانب خداست و به همين دليل خداوند شايسته حمد و سپاس است و هر بدى كه به انسان برسد از جانب خود انسان است، و به همين دليل ملامت و سرزنش متوجّه خود اوست.

و امّا سخن سيّد رضى (رحمة اللّه عليه)

كه فرمود: انّ فى الكلام من مواقع الاحسان ما لا تبلغه مواقع الاستحسان، الى آخره. همانا كلام امام (ع) در جايگاهى از زيبايى قرار دارد كه كلام عرب و يا انديشه انسان بدان پايه نمى رسد و آن را درك نمى كند.

كلمه احسان مصدر است و عرب هر گاه كسى كار نيكى انجام دهد مى گويد: احسن الرّجل احسانا. مقصود از مواقع الاحسان زيباييهايى است كه گوينده، آن را در سخن به كار مى برد و مقصود از مواقع الاستحسان دو معنى است: يا بدين مفهوم است كه سخن عرب زيباييهاى كلام امام را ندارد و بدان پايه از زيبايى نمى رسد. و يا بدين معنى است كه فكر انسانها بدان حد نيست. كه زيباييهاى كلام امام (ع) را درك كند. و انّ حظّ العجب منه اكثر من حظّ العجب به مقصود سيّد رضى از بيان اين جمله اين است كه تعجّب فصحا از حسن و زيبايى سخن امام بيشتر از تعجّبى است كه از برداشت خود دارند به اين توضيح كه زيباييهاى كلام امام (ع) بيشتر از قدرت بيان آنهاست. فصحا زيباييهاى فراوانى را از كلام امام (ع) درك مى كنند ولى قدرت بيان همه آنچه درك مى كنند ندارند، بنا بر اين سخن امام (ع) فصحا را بيشتر از آنچه خود درك مى كنند و قادر به بيان آن هستند به تعجّب وا مى دارد.

يا مقصود اين است كه زيباييهاى سخن امام (ع) فراتر از علاقه و ميل آنها به دريافت زيباييهاى كلام امام (ع) است.

بقيّه سخنان سيّد رضى روشن است و نيازى به توضيح ندارد.

شرح مرحوم مغنیه

شغل من الجنّة و النّار أمامه ساع سريع نجا و طالب بطي ء رجا و مقصّر في النار هوى. اليمين و الشّمال مضلّة. و الطّريق الوسطى هي الجادّة. عليها باقي الكتاب و آثار النّبوّة. و منها منفذ السّنّة و إليها مصير العاقبة. هلك من ادّعى و خاب من افترى. من أبدى صفحته للحقّ هلك و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره. لا يهلك على التّقوى سنخ أصل. و لا يظمأ عليها زرع قوم. فاستتروا في بيوتكم. و أصلحوا ذات بينكم. و التّوبة من ورائكم، لا يحمد حامد إلّا ربّه و لا يلم لائم إلّا نفسه.

اللغة

المضلة- بفتح الميم- ضد الهدى. و صفحته: وجهه، و المراد هنا من جاهر بعداء الحق. و سنخ الأصل: موضعه و منيته.

المعنی

(شغل من الجنة و النار أمامه). من كان مصيره الى النعيم أو الجحيم و لا ثالث فعليه أن يشغل نفسه بما يبتعد به عن هذا، و يقربه من ذاك. و قد اشتهر على ألسنة الناس اذا واجه أحدهم أمرا خطيرا ان يقول: المسألة مسألة مصير، و حياه أو موت.. و يعني بهذا انه سيبذل الوسع و الجهد، و يضحي بكل عزيز كي يبتعد عن الخطر الداهم، و أي خطر أشد من النار و عذابها.. ثم قسّم الإمام (ع) الناس الى أقسام:

1- (ساع سريع نجا). أسرع الى مرضاة اللّه، و تقرّب اليه بالأعمال الصالحات، فنجا من أليم العذاب و شدته.

2- (و طالب بطي ء رجا). يحب الخير و يطلبه و يعمل له، و لكن ببطء و كسل، و قد تتدارك هذا رحمة من ربه.

3- (و مقصر في النار هوى). لا يسرع و لا يبطى ء، بل يعرض و يقصر.

و ليس من شك ان عاقبة التقصير الخسران و الندامة. و من أقواله (ع): لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، و يرجى ء- أي يؤخر- التوبة بطول الأمل.

(اليمين و الشمال مضلة، و الطريق الوسطى هي الجادة). أي المعتدلة الواضحة و المتوسطة بين الإسراف و التقصير، و من انحرف عنها يمنة أو يسرة فقد انحرف عن الهدى الى الضلال، و عن النجاة الى الهلاك (و عليها باقي الكتاب و آثار النبوة).

المراد بباقي الكتاب الكتاب الباقي ببقاء اللّه تعالى، و المعنى ما من شي ء جاء في كتاب اللّه و سنّة نبيه إلا و هو قائم على هذه الطريق الوسطى، و الجادة المثلى (و منها منفذ السنة) من هذه الطريق يبتدى ء و عليها يسير حلال محمد و حرامه (و اليها مصير العاقبة). لأن الخلائق يوم القيامة يحاسبون على أساس الصراط المستقيم.

و الخلاصة ان المنهج السوي الذي يجب شرعا و عقلا أن يسير عليه الأفراد و الجماعة هو القائم بين الإسراف و التقصير، فكل من هذين شر و فساد، و ما بينهما خير و صلاح.. و قد رأينا الناس يحبون الرجل المعتدل في سلوكه و أعماله، و يثقون به و يصفونه بأوصاف الكمال و التقدير كالعاقل و المتزن، بل و يستشيرونه في المهمات من أمورهم، و لا وزن عندهم للمقصر أو المسرف، و ان كان دماغه مخزنا للعلوم و الآراء و الأرقام.

(هلك من ادعى) بلا حجة و دليل (و خاب من افترى) بلا رادع و زاجر (و من أبدى صفحته للحق هلك). و مثله قول الإمام (ع): من صارع الحق صرعه (و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف نفسه). لأنه يتجاوز الحدود بالافتراءات و الادعاءات الكاذبة، و من أقواله (ع): يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العاقل بعدوه.. و تطلق كلمة الجاهل الأحمق على كل من يضع الأمور في غير مواضعها، حتى و لو درس عشرات السنين، و حفظ مئات الكتب.. و أحمق الناس في عصرنا سائقو السيارات الذين يسرعون في سيرهم.

(لا يهلك على التقوى سنخ أصل). المراد بالسنخ هنا التربة، و بالأصل الجذور، و المعنى إذا قامت الأعمال على أساس من التقوى كان العامل في مأمن من الهلاك تماما كجذور الشجرة تنبت في تربة طيبة، تسلم من الآفات و العاهات (و لا يظمأ عليها زرع قوم). هذا تشبيه ثان للتقوى، و انها كالماء، و الزرع ينمو به و يثمر، فكذلك الأعمال تعود على صاحبها بالخيرات مع التقوى، و من أقواله (ع): لا يقل عمل مع التقوى، و كيف يقل ما يتقبل (فاستتروا في بيوتكم). هذا خطاب للغوغاء و السواد من الناس، و هو يأمرهم بالسكوت و عدم الخوض فيما لا يعلمون خوفا من البلبلة و إثارة الفتنة. و من أقواله في وصف الغوغاء: «اذا اجتمعوا ضروا، و اذا تفرقوا نفعوا.. فقيل له: قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم. قال: يرجع أصحاب المهن الى مهنهم، فينتفع الناس بهم».

(اصلحوا ذات بينكم) و هي الحال التي يجمعون عليها، و المراد بها هنا الألفة و المحبة، و في الحديث: اصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة و الصوم (و التوبة من ورائكم). المراد بورائكم هنا بين أيديكم، قال تعالى: مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ.. وَ مِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ- 16 و 17 ابراهيم أي بين يديه، لأن العذاب لاحق به، و كذلك التوبة لاحقة بالعاصي باعتبار أنها بين يديه، و لا يمنعه عنها مانع (و لا يحمد حامد إلا ربه) لأنه هو وحده يستحق الشكر و الحمد (و لا يلم لائم إلا نفسه) لأنه أعرض عن دعوة الحق و العدل، و استجاب للهوى و الجهل.

شرح منهاج البراعة خویی

الفصل الثاني

شغل من الجنّة و النّار أمامه، ساع سريع نجا، و طالب بطي ء رجا، و مقصّر في النّار هوى، اليمين و الشّمال مضلّة، و الطّريق الوسطى هي الجادّة، عليها باقي الكتاب و آثار النّبوّة، و منها منفذ السّنّة، و إليها مصير العاقبة، هلك من ادّعى، و خاب من افترى، من أبدى صفحته للحقّ هلك عند جهلة النّاس، و كفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره، لا يهلك على التّقوى سنخ أصل، و لا يظمأ عليه زرع قوم، فاستتروا بيوتكم، و أصلحوا ذات بينكم، و التّوبة من ورائكم، و لا يحمد حامد إلّا ربّه، و لا يلم لاءم إلّا نفسه.

اللغة

(الطريق) يذكّر في لغة نجد و به جاء القرآن في قوله تعالى: «فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً» و يؤنّث في لغة الحجاز و عليه جرى قوله عليه السّلام و (الجادّة) معظم الطريق و (الصّفحة)من كلّ شي ء كالصّفح جانبه و (السّنخ) من كلّ شي ء أصله و (البين) بالفتح من الأضداد يطلق على الوصل و على الفرقة، و منه ذات البين للعداوة و البغضاء، و قولهم لاصلاح ذات البين أى لاصلاح الفساد بين القوم، و المراد اسكان النّائرة.

الاعراب

شغل على البناء للمفعول، و من الموصولة نائب عن الفاعل و الجنّة و النّار مرفوعان على الابتداء، و أمامه خبر و الجملة صلة لمن، و قيل: إنّ شغل مسند إلى الضّمير المستتر العايد إلى الثّالث السّابق في كلامه عليه السّلام حسبما حكيناه من الكافي، و من الجنّة بكسر الميم جار و مجرور، و النّار أمامه مبتدأ و خبر.

و يؤيد ذلك ما في رواية الكافي من تبديل كلمة من بكلمة عن، و عليه فالمعنى شغل الثالث يعني عثمان عن الجنّة و الحال أنّ النار أمامه، و ساع و طالب و مقصّر مرفوعات على الخبرية من محذوف بقرينة المقام، و إضافة الباقي إلى الكتاب إمّا من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أى الكتاب الباقي بين الأمّة، أو بمعنى من، ففيها إشارة إلى وقوع التحريف في القرآن و النقصان فيه، و كفى بالمرء الباء زائدة في المفعول، و إضافة السّنخ إلى أصل من قبيل سعيد كرز و كرى القوم، و استتروا بيوتكم أى في بيوتكم منصوب بنزع الخافض، و التّوبة من ورائكم كلمة من بمعنى في و هو واضح.

المعنى

قد عرفت في شرح الفصل السابق أنّ هذا الفصل من الخطبة التي ذكرناها هناك و قوله عليه السّلام (شغل من الجنّة و النّار امامه) جملة خبرية في معنى الانشاء، يعني من كان الجنّة و النّار أمامه يجب أن يكون مشغولا بهما عن جميع ما يشغل عنهما من زبرج الدّنيا و زخارفها و لذّاتها و شهواتها، و المراد بالاشتغال بهما الاشتغال بما يؤدّيه إلى الجنّة و ينجيه من النّار، و من كونهما أمامه كونهما نصب قلبه و خياله بمرئى و مسمع منه غير غافل عنها متذكّرا لهما مدّة عمره، فيشغل بهما عن غيرهما.

و يحتمل أن يكون المراد أنّ الانسان لما كان من بدو نشأته و عمره إلى منتهاه بمنزلة المسافر إلى اللّه، و كان دائما في قطع مسافة و الانتقال من نشأة إلى نشأة، و التبدّل من طور الى طور من أطوار العالم الجسماني و أطوار نشأة الآخرة من حين الموت إلى حين البعث من حيث إن الموت ليس عبارة عن عدم الانسان، بل من بطلان قالبه لخروج روح منه قائما بذاتها دون افتقارها بهذا البدن فله بعد هذه النشأة نشآت كثيرة في القبر و البرزخ و عند العرض و الحساب و الميزان إلى أن يدخل الجنّة أو النّار، لا جرم«» كان المنزل لذلك المسافر إحداهما فكأنّما أمامه في ذلك السفر و غايتين يؤمّهما الانسان من مبدء خلقته إلى أن ينزل إلى إحداهما و من كان أبدا في السّفر إلى غاية معيّنة فيجب أن يكون مشغولا بمهمات تلك الغاية.

و لمّا نبّه عليه السّلام على وجوب الاشتغال بهما قسّم النّاس باعتبار ذلك الاشتغال إلى أقسام ثلاثة أحدها (ساع) إلى رضوان اللّه (سريع) في عدوه (نجا) برحمة ربّه (و) الثّاني (طالب) للرّضوان (بطي ء) في سيره (رجا) للغفران (و) الثّالث (مقصّر) في طاعة الرّحمن سالك سبيل الشّيطان مخلّد (في النّار هوى) إلى الجحيم و استحقّ العذاب الأليم و قد أشير إلى الأقسام الثلاثة في قوله سبحانه: «وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً، فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ، وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ، وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ» فأصحاب الميمنة هم المؤمنون من أهل التّبعات يوقفون للحساب، و أصحاب المشئمة هم المقصّرون الظالمون الذين سلك بهم الشّيطان سبله فأوردهم النّار و هم مهانون و أمّا السّابقون فهم الفائزون الحائزون لقصب السّبق يسبقون الخلق إلى الجنّة من غير حساب، و يشمل هذا القسم الأنبياء و الأولياء كشمول قوله عليه السّلام: ساع سريع نجا، لهم.

و يشهد به ما في غاية المرام من تفسير الثّعلبي باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قسم اللّه الخلق قسمين، فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله تعالى: «وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ» فأنا خير أصحاب اليمين، ثمّ جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا، فذلك قوله تعالى: «فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ... وَ السَّابِقُونَ» و أنا من خير السّابقين، ثمّ جعل الأثلاث قبائل فجعلني من خيرها بيتا فذلك قوله تعالى: «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» هذا و الأظهر بمقتضى الحال و المقام و بملاحظة إقراره الأنبياء في قسم رابع مستقلّ كما سبق ذكره في شرح الفصل السّابق، خروج الأنبياء من هذا القسم و إرادته بالسّاع السّريع نفسه الشّريف و النّقباء من شيعته كسلمان و أبي ذر و المقداد، و بالطالب البطي ء سائر الشّيعة، و بالمقصّر الجاحد لولايته، و قد فسّر السّابقون في الآية بذلك أيضا.

كما رواه في غاية المرام من أمالي الشّيخ باسناده عن ابن عبّاس قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قول اللّه عزّ و جلّ: «وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ» فقال لي جبرائيل: ذلك عليّ و شيعته هم السّابقون إلى الجنّة المقرّبون من اللّه بكرامة لهم.

و يؤيّده«» ما رواه عليّ بن إبراهيم في تفسير قوله:

«وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ» قال: و هم النّقباء: أبو ذر و المقداد و سلمان و عمّار و من آمن و صدّق و ثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام.

و لمّا قسم النّاس إلى السّابقين و اللّاحقين و المقصّرين، أشار عليه السّلام لهم إلى الطريق التي يجب سلوكها و نصب عليها أعلام الهدى ليوصل إلى حضرة الحقّ سبحانه و تعالى فقال: (اليمين و الشّمال مضلّة و الطريق الوسطى هي الجادّة) الموصلة لسالكها إلى المطلوب و هي حظيرة القدس، و ذلك لأنّ طريق السّالكين إلى اللّه إمّا العلم أو العمل، فالعلم طريق القوّة النّظرية، و العمل طريق القوّة العمليّة، و كلّ منهما محتو برذيلتين هما طرفا التّفريط و الافراط، و الوسط منهما هو العدل و الطريق الوسطى هي الجادّة الواضحة لمن اهتدى.

أقول: و لعلّه كنّى باليمين و الشّمال عن طريق الجبت و الطاغوت، و بالطريق الوسطى عن طريق الولاية له عليه السّلام، و أشار بقوله مضلّة إلى كونهما في ضلالة فيضلّان سالكي طريقهما البتّة، و بقوله هي الجادّة إلى وجوب سلوك الطريق الوسطى، و هي ولايته لكونها سالمة و محفوظة من الضلالة منصوبة عليها أعلام الهداية فهو عليه السّلام السّبيل الأعظم و الصّراط الأقوم و ولايته الطريق الوسطى و الجادّة العظمى لأنّ جميع العباد إنّما يصلون إلى اللّه تعالى إلى محبّته و جنّته و قربه و الفوز لديه بما أعدّه لمن أطاعه بولايته و محبّته و طاعته، و إنّما تصعد أعمال الخلق إلى اللّه إذا كانت جارية على سنّته و طريقته و كانت مأخوذة عنه بالتسليم له و الردّ إليه و بالولاية له و البراءة من أعدائه و هو قول اللّه عزّ و جلّ: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» يعني أنّ اللّه لا يقبل من أحد عمله إلّا من المتّقي، و هو الذى أحبّ اللّه و رسوله و ائتمر بأمره و انتهى عن نهيه و والى وليّ اللّه و عادى عدوّ اللّه، و معنى المتّقين في الباطن المتّقون من ولاية أعدائه عليه السّلام و هم أهل الشّمال و اليمين، فمن اتّقى سنّة أعدائه فهو المتّقي، فكان عليه السّلام هو الطريق إلى اللّه و ولايته أيضا طريق صعود الأعمال إليه تعالى و قد اشير إلى هذه الطرق الثّلاث أعني اليمين و الشّمال و الوسطى، و إلى التّحذير من الأوّلين و وجوب سلوك الأخيرة في غير واحد من الآيات و الأخبار مثل ما رواه في غاية المرام من الكافي باسناده عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» فكان جوابه: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا» يقول الأئمّة الضّلال و الدّعاة إلى النّار هؤلاء أهدى من آل محمّد سبيلا «أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً» و فيه من تفسير العياشي باسناده عن بريد العجلي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ» قال: تدري ما يعني بصراطي مستقيما قلت: لا، قال: ولاية عليّ و الأوصياء، قال: و تدري ما يعني فاتّبعوه قلت: لا، قال: يعني عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، قال: و تدرى ما يعني بقوله: و لا تتّبعوا السّبل قلت: لا، قال: ولاية فلان و فلان و اللّه، قال: و تدري ما يعني فتفرّق بكم عن سبيله قال: قلت: لا، قال: يعني سبيل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

و فيه عن الكلينيّ باسناده عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السّلام قال: قلت:

«أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» قال: إنّ اللّه ضرب مثل من حاد عن ولاية عليّ عليه السّلام كمن يمشي مكبّا على وجهه لا يهتدى لأمره، و جعل من تبعه سويّا على صراط مستقيم و الصّراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السّلام.

و فيه عن ابن شهر آشوب عن ابن عبّاس كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحكم و عليّ بين يديه مقابله، و رجل عن يمينه، و رجل عن شماله، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اليمين و الشّمال مضلّة، و الطريق السّوى الجادّة، ثمّ أشار صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيده إنّ هذا صراط عليّ مستقيم فاتّبعوه الآية.

و فيه عن عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال: حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: نحن و اللّه سبيل اللّه الذي أمركم اللّه باتّباعه، و نحن و اللّه الصّراط المستقيم، و نحن و اللّه الذين أمر اللّه بطاعتهم، فمن شاء فليأخذ من هنا، و من شاء فليأخذ من هناك، لا تجدون «عنّا و اللّه محيصا خ ل» عنها محيصا.

و فيه عن سعد بن عبد اللّه في كتاب بصائر الدّرجات بإسناده عن زرّ بن حبيش عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: سمعته يقول: إذا دخل الرّجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر و نكير فأوّل ما يسألانه عن ربّه ثمّ عن نبيّه ثمّ عن وليّه فان أجاب نجا، و إن تحيّر عذّباه، فقال رجل: فما حال من عرف ربّه و لم يعرف وليّه قال: مذبذب لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلا و من يضلل اللّه فلن تجد له سبيلا، فذلك لا سبيل له، و قد قيل للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من وليّنا يا نبيّ اللّه فقال: وليّكم في هذا الزّمان عليّ و من بعده وصيّه لكلّ زمان عالم يحتجّ اللّه به لئن يكون كما قال الضّلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم «لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى » فما كان من ضلالتهم و هي جهالتهم بالآيات و هم الأوصياء فأجابهم اللّه عزّ و جلّ: «قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى » و إنّما كان تربّصهم أن قالوا: نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى نعرف إماما فعيّرهم اللّه بذلك، و الأوصياء هم أصحاب الصّراط وقوفا عليه لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم عند أخذه المواثيق عليهم و وصفهم في كتابه، فقال عزّ و جلّ: «وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ» و هم الشّهداء على أوليائهم و النّبيّ الشّهيد عليهم أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة و أخذ النبيّ الميثاق بالطاعة فجرت نبوّته عليهم ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: «فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً» و فيه عن محمّد بن العبّاس معنعنا عن الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالى: «فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى » قال: عليّ صاحب الصّراط السّوى و من اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت.

و إذا أحطت خبرا بما ذكرنا و ظهر لك أنّ المراد بالطريق الوسطى هي ولايته عليه السّلام المعبّر عنه تارة بالصراط السّوىّ، و اخرى بالصراط المستقيم، و ثالثة بالطريق السّوىّ، و رابعة بسبيل اللّه الذي أمر اللّه باتّباعه، ظهر لك معنى قوله: (عليها باقي الكتاب) أى على الطريق الوسطى الباقي من الكتاب بعد وقوع التّحريف فيه أو عليها الكتاب الباقي بين الأمّة و الثقل الأكبر الذي خلّفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيهم.

و على أىّ تقدير فالمراد به أنّ من سلك طريق الولاية يحصل له العلم بالكتاب و يتيسّر له أخذه من قيّمه و العالم به و هو صاحب الولاية المطلقة، لما قد عرفت التلازم و عدم الافتراق بين الثقلين الأكبر و الأصغر في الفصل السّابع عشر من فصول الخطبة الاولى و عرفت تفصيلا في التّذييل الثّالث من تذييلات ذلك الفصل أنّ أمير المؤمنين و الطيّبين من آله عليهم السّلام هم العالمون بتنزيل الكتاب و تأويله و عامّه و خاصّه و مرسله و محدوده و مجمله و مبيّنه و ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و ظاهره و باطنه، و أنّ علمه منحصر فيهم عليهم السلام و أنّ من ادّعى حمله و حفظه على ما انزل و العلم بما فيه غير العترة الطاهرة فهو كذّاب، و في بعض النّسخ عليها ما في الكتاب يعني مدار ما في الكتاب و قوامه على تلك الطريقة هذا.

و يحتمل أن يكون المراد من كون باقي الكتاب أو ما في الكتاب عليها كونه منصوبا عليها و علما يهتدى به اليها، إذ فيه دلالة على هذه الطريقة كما أنّ في الباقي منه على تقدير النقصان ما فيه كفاية لوجوب سلوكها و لزوم متابعتها كالآيات السّالفة و غيرها من الآيات النّازلة في شأنه عليه السّلام و المشيرة إلى ولايته.

و هذان الاحتمالان جاريان في قوله عليه السّلام: (و آثار النّبوة) أى على هذه الطريقة أعلام النّبوّة و أماراتها، من سلكها يظهر له تلك الأعلام لكون الولاية مظهر النّبوة، و على الاحتمال الثّاني فالمعنى أنّ آثار النبوّة منصوبة على تلك الطريق بتلك الآثار يهتدى إليها و يستدلّ عليها، و لا يبعد أن يكون المراد بالآثار على هذا الاحتمال هو الأخبار النبوّية و الرّوايات المنقولة عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (و منها منفذ السّنة) النبويّة و مخرج الشريعة المحمّدية عليه و آله آلاف الثّناء و التّحية، إذ به و بالطيّبين من اولاده سلام اللّه عليهم انتشر الشّرايع و الأحكام و عرف الحلال و الحرام، و استقامت الشّريعة الطاهرة و استحكمت السنة الباهرة.

(و اليها مصير العاقبة) أى عاقبة الخلق في الدّنيا و الآخرة، أمّا في الدّنيافلأنّ نظام امورهم في حركاتهم و سكناتهم مبنيّ على القوانين الشّرعيّة المأخوذة من هذه الطريقة، و إلى تلك القوانين ترد عواقب امورهم، و عليها يحملون، و أمّا في الآخرة فواضح لأنّ إياب الخلق إليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إلى أولاده الطاهرين، و حسابهم عليهم و إليه الاشارة في قوله سبحانه: «إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ» أى إلى أوليائنا رجوعهم و مصيرهم بعد الموت، و عليهم جزاؤهم على أعمالهم، و يشهد بما ذكرته صريحا ما ورد في فقرات الزّيارة الجامعة الكبيرة: و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم.

قال المحدّث المجلسيّ في شرح هذه الفقرة: أى رجوعهم في الدّنيا لأجل المسائل و الزّيارات، و في الآخرة لأجل الحساب، كما روى عنهم عليهم السّلام أنّهم الميزان أى الحقيقي و الواقعي، أو في الآخرة بقرينة و حسابهم عليكم كما قال تعالى أى إنّ إلينا أى إلى أوليائنا بقرينة إيابهم ثمّ إنّ علينا حسابهم.

و روى في الأخبار الكثيرة أنّ حساب الخلايق يوم القيامة إليهم و لا استبعاد في ذلك كما أنّ اللّه تعالى قرّر الشهود عليهم من الملائكة و الأنبياء و الأوصياء و الجوارح مع أنّه تعالى قال: «وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً» و هو القادر الدّيان يوم القيامة و يمكن أن يكون مجازا باعتبار حضورهم مع الأنبياء عند محاسبة اللّه إيّاهم انتهى.

أقول: و ما ذكره أولا هو الأظهر إذ المصير إلى المجاز إنّما هو مع تعذّر إرادة المعنى الحقيقي، و أمّا مع الامكان فلا، و قد دلّت الأخبار الكثيرة كما اعترف (ره) به أيضا على أنّ المحاسب هم عليهم السّلام فيتعيّن إرادة الحقيقة.

و من هذه الأخبار ما في الكافي عن الباقر عليه السّلام إذا كان يوم القيامة و جمع اللّه الأوّلين و الآخرين لفصل الخطاب دعى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دعى أمير المؤمنين فيكسى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حلّة خضراء تضي ء ما بين المشرق و المغرب و يكسى أمير المؤمنين عليه السّلام مثلها و يكسى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ردية يضي ء لها ما بين المشرق و المغرب و يكسى عليّ عليه السّلام مثلها، ثمّ يصعدان عندها، ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب النّاس، فنحن و اللّه مدخل أهل الجنّة الجنّة و أهل النّار النّار.

و عن الكاظم عليه السّلام و إلينا إياب هذا الخلق و علينا حسابهم، فما كان لهم من ذنب بينهم و بين اللّه عزّ و جلّ حتمنا على اللّه في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك، و ما كان بينهم و بين النّاس استوهبناه منهم و أجابوا إلى ذلك و عوّضهم اللّه عزّ و جلّ هذا.

و يحتمل أن يكون المراد من قوله عليه السّلام: و إليها مصير العاقبة، كون مدار عاقبة الخلق و خاتمتهم خيرا و شرّا على الولاية، فان كان العبد مذعنا بالولاية كان عاقبته عاقبة خير، و إن كان منكرا لها كان عاقبته عاقبة شرّ، كما دلّت عليه الأخبار المتواترة و المستفيضة الواردة في تفسير قوله سبحانه: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» مثل ما روى في غاية المرام عن الشّيخ في مصباح الأنوار بإسناده عن عبد اللّه بن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا كان يوم القيامة أقف أنا و عليّ على الصّراط بيد كلّ واحد منّا سيف فلا يمرّ أحد من خلق اللّه إلّا سألناه عن ولاية عليّ عليه السّلام فمن معه شي ء منها نجا و إلّا ضربنا عنقه و ألقيناه في النّار ثمّ تلا.

«وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ» و الأخبار في هذا المعنى كثيرة لا حاجة إلى الاطالة (هلك من ادّعى) الامامة من غير استحقاق لها (و خاب من افترى) على اللّه و على رسوله في دعواه لها، و الجملتان تحتملان الدّعاء و الاخبار، و المراد بالهلاك الهلاك الاخروى و بالخيبة الحرمان و الخسران كما أشير إليه في قوله تعالى:

«وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ» قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في مرويّ البحار من غيبة النّعماني بإسناده عن ابن ظبيان عنه في تفسيره: من زعم أنّه إمام و ليس بإمام.

و في البحار أيضا من تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام: «وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ ءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ» قال: من ادّعى الامامة دون الامام.

و عن عليّ بن ميمون الصّايغ عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيامة و لا يزكّيهم و لهم عذاب أليم: من ادّعى امامة من اللّه ليست له، و من جحد إماما من اللّه، و من قال: إنّ لفلان و لفلان نصيبا في الإسلام.

و من المحاسن بإسناده عن العلا عن محمّد قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: إنّ أئمّة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين اللّه و الحقّ قد ضلّوا بأعمالهم التي يعملونها.

«كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ» (و من أبدى صفحته للحقّ هلك عند جهلة النّاس) أراد به نفسه و نبه به على أنّ المتجرّد لاظهار الحقّ في مقابلة كلّ باطل و ردّ الجهّال من جهالاتهم و حملهم على مرّ الحقّ و صعبه في كلّ وقت يكون في معرض الهلاك بأيديهم و ألسنتهم، إذ لا يعدم منهم من يوليه المكروه و يسعى في دمه.

و يشهد بذلك ما رواه السّيد المحدّث الجزائري ره مرفوعا في كتابه المسمّى بزهر الرّبيع أنّ الصّادق عليه السّلام سئل عن الخلفاء الأربعة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما بال الشّيخين قد انتظمت لهما أمور الخلافة و جرت على أيديهم فتوح البلاد من غير معارضة أحد من المسلمين و ما بال عثمان و أمير المؤمنين عليه السّلام لم تنتظم لهما امور الخلافة بل قامت المسلمون على عثمان و حصروه في داره و قتلوه وسط بيته، و أمّا أمير المؤمنين عليه السّلام فثارت الفتن في زمن خلافته حتّى قتل النّاكثين و القاسطين و المارقين فأجاب عليه السّلام أنّ أمور تلك الدّنيا و الخلافة فيها لا يجرى بباطل بحت و لا بحقّ خالص، بل تجري بحقّ و بباطل ممزوجين، فأمّا عثمان فأراد أن يجري امور الخلافة بمحض الباطل فلم يتمّ له الامر، و أمّا أمير المؤمنين عليه السّلام فأراد أن يجري أحكامها على الطريقة المستقيمة و السّنن النّبويّة فلم يحصل له ما أراد، و أمّا الشّيخان فأخذا قبضة من الحقّ و قبضة من الباطل فجرت لهما الامور كما أرادا.

و لمّا نبّه عليه السّلام على معاندة الجهال للحقّ و أهله أشار إلى ما يتّرتب على صفة الجهالة و ما هي ثمرة لها بقوله: (و كفى بالمرء جهلا ان لا يعرف قدره) و يتعدى طوره و يجهل رتبته و لا يتصوّر نفسه كآحاد النّاس، و هذا من أعظم المهلكات لكونه منشأ العجب و الكبر و الغرور و الانّية و ادّعاء ما ليس له بأهل كما في معاوية عليه الهاوية حيث لم يعرف رتبته و قدره و ادّعى الخلافة و سعى في إهلاكه عليه السّلام و إفساد الأمر عليه لابداء صفحته للحقّ، و حمله النّاس على الطريقة المستقيمة و المحجّة البيضاء التي كانت مكروهة لذلك اللّعين بمقتضى طينته الخبيثة.

ثمّ نبّه عليه السّلام على لزوم التّقوى بقوله: (و لا يهلك على التّقوى سنخ أصل) كان بناؤه عليه إذ الأصل الذي كان بنيانه على التّقوى محال أن يهلك و يلحق بانيه خسران كما قال سبحانه: «أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ»(و لا يظمأ عليه زرع قوم) لأنّ من زرع في أرض قلبه زرعا أخرويّا كالمعارف الالهيّة و العقائد الحقّة و سقاها ماء التقوى و جعله مادّتها فلا يلحق ذلك الزّرع ظماء، بل عليه ينشأ بأقوى ساق و أزكى ثمرة و قوله: (فاستتروا بيوتكم) قد عرفت في شرح الفصل السّابق أنّ هذا الكلام مسبوق بقوله عليه السّلام: إنّ اللّه أدّب هذه الامّة بالسّيف و السّوط و ليس لأحد عند الامام فيهما هوادة، أى شفاعة في تأخير التعزير أو تركه و هو وارد في مقام التّهديد و التّوعيد و إشارة إلى أنّه عليه السّلام لا يأخذه في اللّه لومة لائم و أنّه لا يشفع عنده في إقامة الحدود و السّياسات و لا يعطل الأحكام بالشّفاعة كما عطلها من تقدّم عليه عليه السّلام.

و لمّا نبّههم على ذلك أمرهم بالاستتار في بيوتهم كيلا يجتمعوا على المنافرات و المفاخرات و المشاجرات فيحصل من اجتماعهم ما يوجب الحدّ و التعزير و لا يمكن له إسقاطه بالشّفاعة و الهوادة، فالاستتار في البيوت كناية عن الاعتزال حسما لمادة الفتن و لمّا كان قطع مادّة الفتنة سببا لاصلاح ذات البين أردفه بقوله: (و أصلحوا ذات بينكم) ثمّ نبّه العصاة على استدراك عصيانهم بالرّجوع إلى التّوبة بقوله: (و التّوبة من ورائكم) قال الشّارح البحراني: و كونها وراء لأنّ الجواذب الالهية إذا أخذت بقلب العبد فجذبته عن المعصية حتّى أعرض عنها و التفت بوجه نفسه إلى ما كان معرضا عنه من النّدم على المعصية و التّوجّه إلى القبلة الحقيقة فانّه يصدق عليه اذن أنّ التّوبة وراء أى وراء عقليّا و هو أولى من قول من قال من المفسّرين أنّ ورائكم بمعنى أمامكم (و لا يحمد حامد إلّا ربّه و لا يلم لائم إلا نفسه) جملتان خبريّتان في معنى الانشاء يعني أنّه يجب أن يكون حمد كلّ حامد للّه سبحانه لكونه مبدء جميع المحامد و الخيرات، و يجب أن يكون لوم كلّ لائم على نفسه لكونها منشأ الشّرور و الخطيئات كما قال تعالى: «ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ» و الحمد للّه و الصّلاة على نبيّه و وليّه و آله.

شرح لاهیجی

شغل من الجنّة و النّار امامه يعنى روگردانيده شده است از معاصى كسى كه بهشت و دوزخ پيش روى نظر اوست يعنى كسى كه قائل بمعاد است و اعتقاد كرده است كه البتّه مرجع همه بثواب و عقاب خدا است البتّه از كارى كه موجب عقابست خواهد باز ايستاد و قيام خواهد كرد بعبادتى كه موجب رضوانست يا اين كه كسى كه البتّه موجبات بهشت و دوزخ در پيش روى ذات او و در ذات اوست بالبديهه خود بجبلّت طالب اين دو مطلوب و ساعى در تحصيل آن باشد و بحسب جبلّت و غريزه مشغولست بهمين دو مطلوب تا مدد توفيق كه را دريابد و كمك خذلان بكه روى نهد ساع سريع نجا و طالب بطى ء رجا و مقصّر فى النّار تردّى يعنى كسى كه بحسب جبلّت رونده تند است بسوى حقّ و درنگى ندارد البتّه رستگار است و بمنزل رسيده است و كسى كه طالب و شايق بسوى حقّ است لكن كند است در سير و عمل امّيد نجات از براى وى هست كه در اخر وقت بمنزل برسد و كسى كه مقصّر و كوتاه همّت است بحسب غريزه و شوق و سعى ندارد و وامانده از طلب است البتّه افتاده است در اتش هلاكت قوله (- تعالى- ) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ اشاره باين سه فرقه است اليمين و الشّمال مضلّة و الطّريق الوسطى هى الجادّة يعنى جانب راست و چپ راه راست واضح محلّ ضلالت و باعث گم شدن است و راه راست و عدل آنست كه جاده و رهروان رفته اند و بسر منزل مقصود رسيده اند خلاصه وسط عدلست و انحراف جور عادل ناجى و جائر هالكست بالبديهة عليها باقى الكتاب و اثار النّبوّة يعنى بر ان جاده است كتاب باقيمانده از رسول (- ص- ) و اثار نبوّت و باقى مانده از او كه يكى از ثقلين است مرويست از پيغمبر (- ص- ) كه انّى تاركم فيكم الثّقلين كتاب اللّه و عترتى من تمسّك بهما نجى و من ترك هلك يعنى واگذاشته ام در شما دو چيز بزرگ و سنگين را يكى كتاب خدا است و يكى عترت و اهل بيت من كسى كه متمسّك باين دو شد رستگار است و كسى كه واگذاشت اين دو را البتّه هلاكشد و منها منفذ السّنّة و اليها مصير العاقبة يعنى از ان جادّه است سنّة و طريقه نافذه رسول (- ص- ) خدا چه عدلست كه رساننده بحقّ است و بسوى او است رجوع عاقبت كار خلق در دنيا و اخرت يعنى ميزان عدلست همه را باو مى سنجند هلك من ادّعى و خاب من افترى يعنى هالكست كسى كه ادّعا كند عدل و حقّ را و محض ادّعا باشد و زيانكار است كسى كه افترى كند و دروغ گويد كه من اهل حقّ و عدل باشم زيرا كه ميزان عدل و حقّ برپا است بعد از سنجيدن ادّعا و افترى رسوا است من ابدى صفحته للحقّ هلك عند جهلة النّاس يعنى كسى كه ظاهر سازد صورت خود را از براى حقّ يعنى ظاهر سازد توجّه خود را بحقّ هالكست نزد جهّال مردمان يعنى جاهلين حقّ او را هالك خواهند دانست چه حقّ را نشناخته اند تا متوجّه بحقّ را بشناسند چون خلاف جهة ايشانست حكم بهلاكت نجات ميكنند و كفى بالمرء جهلا ان لا يعرف قدره يعنى كافى است در جاهل و نادان بودن شخص اين كه قدر خود را نداند زيرا كه قدر خود را كه ندانست كه حقّ است و يا باطل قدر غير را نيز البتّه ندانسته بمقايسه پس البتّه جاهل قدر خود جاهل قدر غير نيز باشد پس كفايت كرد جهل بقدر خود از براى جهل مطلق لا يهلك على التّقوى سنخ اصل و لا يظمأ عليها زرع قوم يعنى هلاك نمى شود سنخ اصلى كه انسنخ كائن بتقوى باشد يعنى اساس اصل اعتقادى كه ان اساس بر تقوى باشد هلاكت و زوال نمى پذيرد از صدمات مبطلين و زرع و كشت عمل قومى كه ان كشت بر تقوى باشد البتّه تشنه و بى اب نخواهد ماند و از گرمى فتنه و فساد خشك نخواهد شد خلاصه كلام اين كه اعتقاد و عملى كه حاصل از تقوى باشد البتّه مستحكم القواعد و البنيانست هلاكت و ضياع ندارد و مثمر ثمرات خود باشد بخلاف اساس و كشت بغير تقوى كه در معرض هلاكت و خشكى است باندك سببى قال اللّه (- تعالى- ) أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ و استتروا ببيوتكم و اصلحوا ذات بينكم يعنى پنهان باشيد در خانهاى شما و ظاهر مشويد از براى فتنه و فساد و باصلاح بياوريد فسادى كه ميان شما يعنى فساد داخلى خود را باصلاح اورده باشيد و باعث علاوه فساد خارجى مشويد و التّوبة من ورائكم يعنى توبه از وراء شما است و بتعاقب شما است از شما تخلّف ندارد هر وقت بخواهيد رو باو اورده باشيد ميسّر است باسانى البتّه پشت بتوبه مى كنيد كه عفو از جرائم است و لا يحمد حامد الّا ربّه و لا يلم لائم الّا نفسه يعنى بايد حمد و شكر نكند شاكرى بتقريب حصول نعمتى مگر پروردگار خود را زيرا كه جميع نعماء از او و اوست منعم و اوست مسبّب الاسباب بغير سبب پس شكر مختصّ باوست نه از براى انهائى كه الات و ادوات حصول نعمتند و بايد ملامت نكند لائمى و ملامت كننده از وصول بنقمتى مگر نفس خود را زيرا كه از شرارت نفس خود بان گرفتار شده است قوله (- تعالى- ) ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِك

شرح ابن ابی الحدید

و من هذه الخطبة شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ أَمَامَهُ- سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بَطِي ءٌ رَجَا- وَ مُقَصِّرٌ فِي النَّارِ هَوَى- الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ- عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ- وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ- هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَ خَابَ مَنِ افْتَرَى- مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ عِنْدَ جَهَلَةِ النَّاسِ- وَ كَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَلَّا يَعْرِفَ قَدْرَهُ- لَا يَهْلِكُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصْلٍ- وَ لَا يَظْمَأُ عَلَيْهَا زَرْعُ قَوْمٍ- فَاسْتَتِرُوا فِي بُيُوتِكُمْ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ- وَ التَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ- وَ لَا يَحْمَدْ حَامِدٌ إِلَّا رَبَّهُ وَ لَا يَلُمْ لَائِمٌ إِلَّا نَفْسَهُو قوله شغل من الجنة و النار أمامه- يريد به أن من كانت هاتان الداران أمامه- لفي شغل عن أمور الدنيا إن كان رشيدا- . و قوله ساع مجتهد إلى قوله لا سادس كلام- تقديره المكلفون على خمسة أقسام- ساع مجتهد و طالب راج و مقصر هالك- ثم قال ثلاثة أي فهؤلاء ثلاثة أقسام- و هذا ينظر إلى قوله سبحانه- ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا- فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ- وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ- ثم ذكر القسمين الرابع و الخامس- فقال هما ملك طار بجناحيه و نبي أخذ الله بيده- يريد عصمة هذين النوعين من القبيح- ثم قال لا سادس أي لم يبق في المكلفين قسم سادس- و هذا يقتضي أن العصمة ليست إلا للأنبياء و الملائكة- و لو كان الإمام يجب أن يكون معصوما لكان قسما سادسا- فإذن قد شهد هذا الكلام بصحة ما تقوله المعتزلة- في نفي اشتراط العصمة في الإمامة- اللهم إلا أن يجعل الإمام المعصوم داخلا في القسم الأول- و هو الساعي المجتهد- و فيه بعد و ضعف- . و قوله هلك من ادعى و ردي من اقتحم- يريد هلك من ادعى و كذب- لا بد من تقدير ذلك لأن الدعوى تعم الصدق و الكذب- و كأنه يقول هلك من ادعى الإمامة- و ردي من اقتحمها و ولجها عن غير استحقاق- لأن كلامه ع في هذه الخطبة- كله كنايات عن الإمامة لا عن غيرها- .

و قوله اليمين و الشمال مثال- لأن السالك الطريق المنهج اللاحب ناج- و العادل عنها يمينا و شمالا معرض للخطر- . و نحو هذا الكلام ما روي عن عمر- أنه لما صدر عن منى في السنة التي قتل فيها- كوم كومة من البطحاء فقام عليها فخطب الناس- فقال أيها الناس قد سنت لكم السنن- و فرضت لكم الفرائض و تركتم على الواضحة- إلا أن تميلوا بالناس يمينا و شمالا- ثم قرأ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ- وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ- ثم قال إلا إنهما نجدا الخير و الشر- فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير

من كلام للحجاج و زياد نسجا فيه على منوال كلام علي

و قوله إن الله داوى هذه الأمة بدواءين كلام شريف- و على منواله نسج الحجاج و زياد- كلامهما المذكور فيه السوط و السيف- فمن ذلك قول الحجاج من أعياه داؤه فعلي دواؤه- و من استبطأ أجله فعلي أن أعجله- و من استثقل رأسه وضعت عنه ثقله- و من استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه- إن للشيطان طيفا و إن للسلطان سيفا- فمن سقمت سريرته صحت عقوبته- و من وضعه ذنبه رفعه صلبه- و من لم تسعه العافية لم تضق عنه الهلكة- و من سبقته بادرة فمه سبق بدنه سفك دمه- إني لأنذر ثم لا أنظر و أحذر ثم لا أعذر- و أتوعد ثم لا أغفر إنما أفسدكم ترقيق ولاتكم- و من استرخى لببه ساء أدبه- إن الحزم و العزم سلباني سوطي- و جعلا سوطي سيفي فقائمه في يدي- و نجاده في عنقي و ذبابه قلادة لمن عصاني- و الله لا آمر أحدا أن يخرج من باب من أبواب المسجد- فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه- . و من ذلك قول زياد- إنما هو زجر بالقول ثم ضرب بالسوط- ثم الثالثة التي لا شوى لها- فلا يكونن لسان أحدكم شفرة- تجري على أوداجه- و ليعلم إذا خلا بنفسه أني قد حملت سيفي بيده- فإن شهره لم أغمده و إن أغمده لم أشهره-

و قوله ع كالغراب يعني الحرص و الجشع- و الغراب يقع على الجيفة و يقع على التمرة- و يقع على الحبة- و في الأمثال أجشع من غراب و أحرص من غراب- . و قوله ويحه لو قص- يريد لو كان قتل أو مات قبل أن يتلبس بالخلافة- لكان خيرا له من أن يعيش و يدخل فيها- ثم قال لهم أفكروا فيما قد قلت- فإن كان منكرا فأنكروه و إن كان حقا فأعينوا عليه- . و قوله استتروا في بيوتكم نهي لهم عن العصبية- و الاجتماع و التحزب- فقد كان قوم بعد قتل عثمان تكلموا في قتله- من شيعة بني أمية بالمدينة- .

و أما قوله قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها محمودين- فمراده أمر عثمان و تقديمه في الخلافة عليه- و من الناس من يحمل ذلك على خلافة الشيخين أيضا- و يبعد عندي أن يكون أراده- لأن المدة قد كانت طالت- و لم يبق من يعاتبه ليقول- قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها محمودين- فإن هذا الكلام يشعر بمعاتبة قوم على أمر- كان أنكره منهم- و أما بيعة عثمان- ثم ما جرى بينه و بين عثمان من منازعات طويلة- و غضب تارة و صلح أخرى- و مراسلات خشنة و لطيفة- و كون الناس بالمدينة كانوا حزبين و فئتين- إحداهما معه ع و الأخرى مع عثمان- فإن صرف الكلام إلى ما قلناه بهذا الاعتبار أليق- . و لسنا نمنع من أن يكون في كلامه ع الكثير- من التوجد و التألم- لصرف الخلافة بعد وفاة الرسول ص عنه- و إنما كلامنا الآن في هذه اللفظات التي في هذه الخطبة- على أن قوله ع سبق الرجلان- و الاقتصار على ذلك فيه كفاية في انحرافه عنهما- . و أما قوله حق و باطل إلى آخر الفصل- فمعناه كل أمر فهو إما حق و إما باطل- و لكل واحد من هذين أهل- و ما زال أهل الباطل أكثر من أهل الحق- و لئن كان الحق قليلا لربما كثر و لعله ينتصر أهله- . ثم قال على سبيل التضجر بنفسه و قلما أدبر شي ء فأقبل- استبعد ع أن تعود دولة قوم بعد زوالها عنهم- و إلى هذا المعنى ذهب الشاعر في قوله-

  • و قالوا يعود الماء في النهر بعد ماذوي نبت جنبيه و جف المشارع

فقلت إلى أن يرجع النهر جاريا

و يعشب جنباه تموت الضفادع

ثم قال و لئن رجعت عليكم أموركم- أي إن ساعدني الوقت- و تمكنت من أن أحكم فيكم بحكم الله تعالى و رسوله- و عادت إليكم أيام شبيهة بأيام رسول الله ص- و سيرة مماثلة لسيرته في أصحابه إنكم لسعداء- . ثم قال و إني لأخشى أن تكونوا في فترة

- الفترة هي الأزمنة التي بين الأنبياء- إذا انقطعت الرسل فيها- كالفترة التي بين عيسى ع و محمد ص- لأنه لم يكن بينهما نبي- بخلاف المدة التي كانت بين موسى و عيسى ع- لأنه بعث فيها أنبياء كثيرون- فيقول ع- إني لأخشى ألا أتمكن من الحكم بكتاب الله تعالى فيكم- فتكونوا كالأمم الذين في أزمنة الفترة- لا يرجعون إلى نبي يشافههم بالشرائع و الأحكام- و كأنه ع قد كان يعلم أن الأمر سيضطرب عليه- . ثم قال و ما علينا إلا الاجتهاد- يقول أنا أعمل ما يجب علي من الاجتهاد- في القيام بالشريعة و عزل ولاة السوء- و أمراء الفساد عن المسلمين- فإن تم ما أريده فذاك- و إلا كنت قد أعذرت- . و أما التتمة المروية عن جعفر بن محمد ع فواضحة الألفاظ- و قوله في آخرها و بنا تختم لا بكم- إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان- و أكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة ع- و أصحابنا المعتزلة لا ينكرونه- و قد صرحوا بذكره في كتبهم- و اعترف به شيوخهم إلا أنه عندنا لم يخلق بعد و سيخلق- . و إلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضا- .

و روى قاضي القضاة رحمه الله تعالى عن كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد رحمه الله بإسناد متصل بعلي ع أنه ذكر المهدي و قال- إنه من ولد الحسين ع و ذكر حليته- فقال رجل أجلى الجبين أقنى الأنف- ضخم البطن أزيل الفخذين أبلج الثنايا- بفخذه اليمنى شامة

و ذكر هذا الحديث بعينه عبد الله بن قتيبة في كتاب غريب الحديث

شرح نهج البلاغه منظوم

القسم الثاني (و من هذه الخطبة:)

شغل من الجنّة و النّار امامه، ساع سريع نجّا و طالب بطيى ءرجا، و مقصّر فى النّار هوى، اليمين و الشّمال مضلّة، و الطّريق الوسطى هى الجادّة، عليها باقى الكتاب و آثار النّبوّة، و منها منفذ السّنّة، و اليها مصير العاقبة، هلك من ادّعى، و خاب من افترى. من ابدى صفحته للحقّ هلك، و كفى بالمرء جهلا ان لّا يعرف قدره، لا يهلك على التّقوى سنخ اصل، و لا يظمأ عليها زرع قوم، فاستتروا فى بيوتكم، و اصلحوا ذات بينكم، و التّوبة من وّرآئكم، و لا يحمد حامد إلّا ربّه، و لا يلم لاءم إلّا نفسه.

ترجمه

بعضى از همين خطبه است كه فرمايد: مشغول شد (بامور اخرويّة) كسى كه بهشت و دوزخى در پيش دارد (و رهروان اين دو راه بر سه دسته اند اوّل) سعى كننده شتابنده (بسوى اعمال نيك) كه رستگار شده است (دوّم) طالبى كه در راه حق كند و اميد آمرزش از حق دارد (سوّم) مقصّرى كه (قدم در راه باطل نهاده و) در آتش سرنگون است (از حق روگرداندن) و بطرف راست و چپ رفتن محلّ گمراهى است، و طريق ميانه جادّه (حقّ) است كتاب و آثار نبوّت بر آن راه باقى مانده و سنّت و طريقه پيغمبر از آن برخواسته و بازگشت خلايق بسوى آن (صراط مستقيم است) هر كه بغير حقّ ادّعاء كرد هلاك و هر كه (بر حق) افترا بست (از رحمت خدا) نااميد شد و هر كه حقّ را در ميان مردم نادان ظاهر ساخت هلاك گرديد، (دچار ملامتها و سرزنشهاى جهّال شده از اندوه مى ميرد يا بدست آنان كشته مى شود) كفايت ميكند بر نادانى مرد نشناختن قدر و مرتبه خود را، اصل راسخ و طينت استوار در پرهيزكارى تباه نشد و كشته هيچ گروهى در آن تشنه نمى ماند (هر كه آئينه دل رابنور تقوى صيقلى كرده و كشت زار خاطر را بآب زلال پرهيز آبيارى نمود رستگار شد، حال كه چنين است) پس در خانه هاى خودتان پنهان شده اختلافاتى كه در ميان خودتان است اصلاح نمائيد، توبه و بازگشت بسوى خدا در پشت سر شما قرار گرفته (هر زمان توفيق شامل حالتان بشود توبه در مى رسد آن وقت بايد از معاصى پشيمان شده طلب مغفرت از خدا كنيد) در جهان هيچ ستايش كننده جز خدا را نبايد ستايش، و هيچ سرزنش كننده جز نفس خود را نبايستى ملامت نمايد (فقط خداوند منعم شايسته تعظيم و اجلال و نفس سركش درخور سركوبى است زيرا همه خوبيها از جانب خدا و همه بديها از جانب خود انسان است).

نظم

  • بهشت و دوزخى در پيش روها استكه هر يك بهر اهلش جاو مأويست
  • خلايق اين دو بر خود كرده مشغولبهر طبعى يكى ز اينها است مجبول
  • و ليكن مردم از نيران گريزانهمه هستند و جنّت جمله خواهان
  • همه بيزار از آن زندان زشتندز جان جوياى فردوس و بهشتند
  • كرا تا بر كشد سلطان توفيقزند از خاطرش سر نور تحقيق
  • كدامين كس كند در خلد منزلشود كار چه كس از نار مشكل
  • اصولا رهرو اين ره سه دسته استكه هر يك دل بهر يك زين سه بسته است
  • نخستين آنكه دارد سعى و كوششبكار نيك و از حق چشم پوشش
  • هميشه از گنه باشد گريزانچنين كس مستحق باشد بغفران
  • دوّم آن طالب حقّى كه كاهلز كار است و به فعلى نيست مايل
  • وليك از لطف يزدان دارد امّيدبآمرزش خدا او نيز بخشيد
  • سوار تندرو آيد بمقصدپياده كند پيوندد بمرصد
  • سوم آن كس كه از حق كرده تقصيربفرمان خدا انكار و تكفير
  • چنين كس را است پيدا حال چونستبزندان الهى سرنگون است
  • خوشا آن رهروى كو از چپ و راستوسط بگزيد و از اين هر دو ره كاست
  • ز راه معوج و كج بر كرانه استهميشه رهرو راه ميانه است
  • بقرآن الهى چنك افكندز دستور نبى بگرفت او پند
  • ره هموارى از قرآن و عترتگزيد آن نيك مرد پاك فطرت
  • مصيرش بوستان عافيت شدبهشتش جاى و نيكش عاقبت شد
  • پيمبر لعل خود با گوهر آمودكه انّى تارك ثقلين فرمود
  • بذيل اين دو هر كس دست يازدبخلق محشر او فردا بنازد
  • بغير حق هر آن كس ادّعا كردزيان ديد و ز حق خود را جدا كرد
  • هر آن كس را كه عادت بر دروغ استدلش از نور ايمان بى فروغ است
  • هر آن كس حرف حق را كرد اظهاربنزد اهل باطل شد گرفتار
  • سخنهاى نكو تخمى است مرغوبمى فشان در زمينى غير مطلوب
  • بچنگ كودكان گوهر ميفكندرون از محنت و انده مياكن
  • هر آن مرديكه قدر خويش نشناختبدشت جهل و نادانى فرس تاخت
  • هزاران ادّعاها كرد بيجاخودش را نزد مردم كرد رسوا
  • هر آن كاخى كه از تقوى است محكمنسازد گردش دوران از آن كم
  • ستونش همچو كوه بيستونستباستحكام بل ز آن هم فزونست
  • هر آن ذرعى كه آب از نهر تقوىگرفت از تشنگيها شد مبرّا
  • هر آن شاخى كه رويد ز اب پرهيزنگردد هيچگاه آتش بر آن تيز
  • سموم فتنه بر جانش نتازددبور كينه هم خشكش نسازد
  • خوش آن جانيكه از هر نيك و بد رستبرخ دربست و اندر خانه بنشست
  • ز غوغاى جهان دامن كشانيدز دست مردمان خود را رهانيد
  • بنفس خويشتن گرديد مشغولبلطف ايزدى گرديد مشمول
  • كمر بست او برفع اختلافاتز اهل خويش كرد اصلاح آفات
  • ز زشتيها سوى توبت گرائيدبراى حق بخاك او چهره سائيد
  • گناهان ديد و كرد او بيقرارىبه شبها توبه كرد و عجز و زارى
  • ز خيل خاطئين خود را جدا كرداگر كرد او ستايش از خدا كرد
  • ز شكر و حمد ايزد تر زبان شدزياد حق و را خرّم روان شد
  • زبان بربست از شرّ و ملامتملامت كرد نفس پر لئامت
  • گر عيبى خواست گويد عيب خود گفتز كس گردى برو بد گرد خود رفت
  • ز عيب ديگران چشم و نظر بستبعيب خود گشود از عيبها رست
  • نكرد او همچنان اشخاص نادانعيوب خود به پشت روى پنهان
  • ولى عيب كسان از پيش رو ديدز خود غافل بعيب خلق خنديد

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 : وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 موضوع "وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)" را بیان می کند.
No image

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 : وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 موضوع "وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS