موضوع

5- فلسفه بعثت پيامبر خاتم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

متن خطبه

إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَ تمام نُبُوَّتِهِ«» مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلَادُهُ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِي اسْمِهِ أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ (فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ)«» ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله لِقَاءَهُ وَ رَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مقارنة الْبَلْوَى«» فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً صلى الله عليه و آله

ترجمه مرحوم فیض

(38) بهمين ترتيب قرنها پديد آمد، روزگارها گذشت، پدرها در گذشتند و فرزندان به جايشان نشستند، تا اينكه خداوند سبحان حضرت رسول اكرم صلّى اللَّه عليه و آله را بر انگيخت براى اينكه وعده خود را انجام دهد (چون به پيغمبران پيش وعده داده بود كه آن بزرگوار به پيغمبرى مبعوث خواهد شد) و براى اينكه پيغمبرى را به آن حضرت ختم نمايد (بعد از او پيغمبرى نمى فرستد) در حالتى كه از پيغمبران عهد و پيمان گرفته شده بود (تا ايشان نيز به رسالت او اقرار كنند و مبعوث شدن و خاتميّتش را به امّتهاى خود خبر دهند، پس پيش همه جهانيان) علامت و نشانه هاى او شهرت يافت، موقع ولادتش گرامى و پسنديده (بهترين اوقات) بود، (39) و مردم در آنروز داراى مذهبهاى متشتّت و بدعتهاى زياد و رويّه هاى مختلف بودند، گروهى خداوند متعال را به خلقش تشبيه مى كردند (مانند طايفه مجسّمه كه او را مثل خلق صاحب اعضاء و جوارح و مكان مى دانستند) و برخى در اسم او تصرّف مى كردند (نامهايى از اسماء اللّه اتّخاذ نموده بتهاى خود را بآن نامها مى خواندند، مانند بت پرستان از عرب كه لات را از اللَّه و عزّى را از عزيز و منات را از منّان گرفته آنها را معبود خويش مى پنداشتند) و جمعى بغير او اشاره مى كردند (مانند دهريّين كه طبيعت و حركات فلكيّه و مرور ازمنه را مؤثّر در امور مى دانستند، خلاصه امثال اين آراء و مذاهب باطله دنيا را تاريك كرده بود) پس خداوند متعال بوسيله آن حضرت آن مردم را از گمراهى رهائى داد و بسبب شخصيّت او آنان را از نادانى نجات داد، (40) پس (آن حضرت مردم را هدايت كرد و ايشان را بمعارف الهىّ آشنا نمود و سود و زيانشان را بيان فرمود). حقّ تعالى بآن بزرگوار منتهى مرتبه قرب و رحمت خود را عطاء فرمود، و مقام و منزلتى را كه براى احدى متصوّر نيست براى او پسنديد و ميلش را از دنيا بجانب خود متوجّه گردانيد و از مصيبت و بلاء رهائيش داده قبض روحش فرمود، درود فرستد خداوند بر او و بر آلش

ترجمه مرحوم شهیدی

تا آنكه خداى سبحان محمّد (ص) را پيامبرى داد تا دور رسالت را به پايان رساند و وعده حق را به وفا مقرون گرداند، طومار نبوّت او به مهر پيامبران ممهور، و نشانه هاى او در كتاب آنان مذكور، و مقدم او بر همه مبارك و موجب سرور، حالى كه مردم زمين هر دسته به كيشى گردن نهاده بودند، و هر گروه پى خواهشى افتاده، و در خدمت آيينى ايستاده، يا خدا را همانند آفريدگان دانسته، يا صفتى كه سزاى او نيست بدو بسته، يا به بتى پيوسته و از خدا گسسته. پروردگار آنان را بدو از گمراهى به رستگارى كشاند و از تاريكى نادانى رهاند. سپس ديدار خود را براى محمد (ص) گزيد- و جوار خويش او را پسنديد- و از اين جهانش رهانيد. او را نزد خود برد تا در فردوس اعلى نشيند، و بيش سختى اين جهان نبيند.

ترجمه مرحوم خویی

پس بر اين منوال منقضى مى شد قرنها و مى گذشت روزگارها، و از پيش رفتند پدران و از پس در آمدند و خليفه شدند پسران، تا اين كه برانگيخت خداوند عالم محمّد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله را بجهت روا كردن وعده خود كه بانبياء گذشته داده بود، و بجهت تمام فرمودن نبوّت خود در حالتى كه فرا گرفته بود بر پيغمبران عهد و پيمان او را در حالتى كه مشهور و معروف بود علامات و صفات او در كتب سماويّه و صحف منزلة، و در حالتى كه شريف و عزيز بود وقت ولادت او و حال آنكه اهل زمين در روز بعثت او صاحبان ملل و مذاهب متفرقه بودند، و خداوندان هواها و رأيهاى پراكنده و صاحبان راههاى مختلف در ميان، تشبيه كننده حق تعالى بمخلوقات خود و عدول كننده در اسماء حسناى او و إشاره كننده بر غير او، پس هدايت و راهنمائى فرمود ايشان را بنور وجود او از گمراهى، و خلاص فرمود آنها را بجهت هستى او از جهالت و نادانى.

شرح ابن میثم

إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً ص- لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَ إِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ- مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ- مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلَادُهُ- وَ أَهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ- وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَ طَوائِفُ مُتَشَتِّتَةٌ- بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِي اسْمِهِ- أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ- فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ- ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ ص لِقَاءَهُ- وَ رَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا- وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ الْبَلْوَى- فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً- ص

اللغة

العدة الوعد و إنجازها قضاؤها، و السمة العلامة، و ميلاد الرجل محلّ ولادته من الزمان و المكان، و الملحد العادل عن الاستقامة على الحقّ،

المعنی

قوله مضت الأمم و سلفت الآباء و خلقت الأبناء إلى أن بعث اللّه سبحانه محمّد صلى اللّه عليه و آله إلى قوله من الجهالة، و اعلم أنّه عليه السّلام ساق هذه الخطبة من لدن آدم عليه السّلام إلى أن انتهى إلى محمّد صلى اللّه عليه و آله كما هو الترتيب الطبيعي إذ هو الغاية من طينة النبوّة و خاتم النبيّين كما نطق به القرآن الكريم «ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول اللّه و خاتم النبيّين»«» ثمّ شرع بعد ذلك في التنبيه على كيفيّة اهتداء الخلق به و انتظام أمورهم في معاشهم و معادهم بوجوده كلّ ذلك استدراج لأذهان السامعين و تمهيد لما يريد أن يقرّره عليهم من مصالح دينيّة أو دنيويّة فأشار إلى أنّه الغاية من طينة النبوّة و تمام لها بقوله إلى أن بعث اللّه محمّدا صلى اللّه عليه و آله لإنجاز عدته لخلقه على ألسنة رسله السابقين بوجوده و إتمام نبوّته صلى اللّه عليه و آله.

قوله مأخوذا على النبيين ميثاقه، النصب هاهنا على الحال من بعث و ذو الحال محمّد صلى اللّه عليه و آله، و كذلك الحال في المنصوبين الباقيين، و المراد بأخذ ميثاقه عليهم ما ذكر و قرّر في فطرتهم من الاعتراف بحقيّة نبوّته صلى اللّه عليه و آله و تصديقه فيما سيجي ء به إذ كان ذلك من تمام عبادة الحقّ سبحانه فبعث صلى اللّه عليه و آله حال ما كان ذلك الميثاق مأخوذا على الأنبياء و من عداهم و حال ما كانت إمارات ظهوره و البشارة بمقدّمة مشهورة بينهم مع ذكاء أصله و كرم مادّة حملته و شرف وقت سمح به، ثمّ أراد عليه السّلام بعد ذلك أن يزيد بعثة محمّد صلى اللّه عليه و آله تعظيما، و يبيّن فضيلة شرعه و كيفيّة انتفاع الخلق به فقال: و أهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة و أهواء منتشرة و طوائف متشتّتة، و الواو في قوله و أهل الأرض للحال أيضا، و موضع الجملة نصب، و قوله و أهواء خبر مبتداء محذوف تقديره أهوائهم أهواء متفرّقة، و كذلك قوله و طوائف أي و طوائفهم طرائق متشتّتة أي بعثه و حال أهل الأرض يوم بعثه ما ذكر من تفرّق الأديان و انتشار الآراء و اختلافها و تشتّت الطرق و المذاهب، و اعلم أنّ الخلق عند مقدم محمّد صلى اللّه عليه و آله إمّا من عليه اسم الشرائع أو غيرهم أمّا الأوّلون فاليهود و النصارى و الصائبة و المجوس، و قد كانت أديانهم اضمحلّت من أيديهم، و إنّما بقوا متشبّهين بأهل الملل، و قد كان الغالب عليهم دين التشبيه، و مذهب التجسيم كما حكى القرآن الكريم عنهم «و قالت اليهود و النصارى نحن أبناء اللّه و أحبّاؤه»«» «و قالت اليهود عزير ابن اللّه و قالت النصارى المسيح بن اللّه»«» «و قالت اليهود يد اللّه مغلولة غلّت أيديهم و لعنوا بما قالوا»«» و المجوس أثبتوا أصلين أسندوا إلى أحدهما الخير و إلى الثاني الشّر، ثمّ زعموا أنّه جرت بينهما محاربة ثمّ إنّ الملائكة توسّطت و أصلحت بينهما على أن يكون العالم السفلى للشرير مدّة سبعة آلاف سنة إلى غير ذلك من هذيانهم و خبطهم، و أمّا غيرهم من أهل الأهواء المنتشرة و الطوائف المتشتّتة فهم على أصناف شتّى فمنهم العرب أهل مكّة و غيرهم و قد كان منهم معطّلة و منهم محصّلة نوع تحصيل، أمّا المعطّلة فصنف منهم أنكروا الخالق و البعث و الإعادة، و قالوا بالطبع المحيي و الدهر المفني، و هم الّذين حكى القرآن عنهم «و قالوا إن هي إلّا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إلّا الدهر»«» و قصّروا الحياة و الموت على تحلّل الطبائع المحسوسة و تركّبها فالجامع هو الطبع و المهلك هو الدهر «و ما لهم بذلك من علم إن هم إلّا يظنّون»«» و صنف منهم أقروّا بالخالق و ابتداء الخلق عنه، و أنكروا البعث و الإعادة و هم المحكيّ عنهم في القرآن الكريم «وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا»«» الآية، و صنف منهم اعترفوا بالخالق و نوع من الإعادة لكنّهم عبدوا الأصنام و زعموا أنّها شفعاؤهم عند اللّه كما قال «وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ»«» و من هؤلاء قبيلة يقف و هم أصحاب اللات بالطائف و قريش و بنو كنانه و غيرهم أصحاب العزّى، و منهم من كان يجعل الأصنام على صور الملائكة، و يتوجّه بها إلى الملائكة، و منهم من كان يعبد الملائكة كما قال تعالى «بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ»«» و أمّا المحصّلة فقد كانوا في الجاهلية على ثلاثة أنواع من العلوم: أحدها علم الأنساب و التواريخ و الأديان، و الثاني علم تعبير الرؤيا و الثالث علم الأنواء، و ذلك بما يتولّاه الكهنة و القافة منهم، و عن النبيّ صلى اللّه عليه و آله من قال: مطرنا نبنوء كذا فقد كفر بما أنزل على محمّد، و من غير العرب البراهمة من أهل الهند و مدار مقالتهم على التحسين و التقبيح العقليّين و الرجوع في كلّ الأحكام إلى العقل و إنكار الشرائع و انتسابهم إلى رجل منهم يقال له براهام، و منهم أصحاب البددة و البدّ عندهم شخص في هذا العالم لا يولد و لا ينكح و لا يطعم و لا يشرب و لا يهرم و لا يموت، و منهم أهل الفكرة و هم أهل العلم منهم بالفلك و أحكام النجوم، و منهم أصحاب الروحانيّات الّذين أثبثوا وسائط روحانيّة تأتيهم بالرسالة من عند اللّه في صورة البشر من غير كتاب فتأمرهم و تنهاهم و منهم عبدة الكواكب، و منهم عبدة الشمس، و منهم عبدة القمر و هؤلاء يرجعون بالأخرة إلى عبادة الأصنام إذ لا يستمرّ لهم طريقة إلّا بشخص حاضر ينظرون إليه و يرجعون إليه في مهمّاتهم، و لهذا كان أصحاب الروحانيّات و الكواكب يأخذون أصناما على صورها فكان الأصل في وضع الأصنام ذلك إذ يبعد ممّن له أدنى فطنة أن يعمل خشبا بيده ثمّ يتخذّه إلها إلّا أنّ الخلق لمّا عكفوا عليها و ربطوا حوائجهم بها من غير إذن شرعىّ و لا حجّة و لا برهان من اللّه تعالى كان عكوفهم ذلك و عبادتهم لها إثباتا لإلهيّتها، و وراء ذلك من أصناف الآراء الباطلة و المذاهب الفاسدة أكثر من أن تحصى مذكورة في الكتب المصنّفة في هذا الفنّ، و إذا عرفت ذلك ظهر معنى قوله عليه السّلام من مشيّئة اللّه بخلقه كالبقيّة من أصحاب الملل السابقه فإنّهم و إن أثبتوا صانعا إلّا أنّ أذهانهم مكيّفة بكيفيّة بعض مصنوعاته في نفس الأمر من الجسميّة و توابعها، و من ملحد في اسمه كالّذين عدلوا عن الحقّ في أسماعه بتحريفها عمّا هي عليه إلى أسماء اشتقّوها لأوثانهم و زادوا فيها و نقصوا كاشتقاقهم اللات من اللّه، و العزّى من العزيز و مناة من المنّان، و هذا التأويل مذهب ابن عبّاس، و منهم من فسّر الملحدين في أسماء اللّه بالكاذبين في أسمائه و على هذا كلّ من سمّى اللّه بما لم يسمّ به ذهنه و لم ينطق به كتاب و لا ورد فيه إذن شرعيّ فهو ملحد في أسمائه، و قوله و من مشير إلى غيره كالدهريّة و غيرهم من عبدة الأصنام، و الانفصال هاهنا لمنع الخلوّ أيضا، فلمّا اقتضت العناية بعثته صلى اللّه عليه و آله ليهتدوا سبيل الحقّ و يفيئوا من ضلالهم القديم إلى سلوك الصراط المستقيم، و لينقذهم ببركة نوره من ظلمات الجهل إلى أنوار اليقين، فقام بالدعوة إلى سبيل ربّه بالحكمة و الموعظة الحسنة و المجادلة بالّتي هي أحسن، فجلى اللّه بنوره صداء قلوب الخلق، و أزهق باطل الشيطان بما جاء به من الحقّ و الصدق و انطلقت الألسن بذكر اللّه و استنارت البصائر بمعرفة اللّه و كمل به دينه في أقصى بلاد العالم، و أتمّ به نعمته على كافّة عباده كما قال تعالى «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»«» أحبّ اللّه سبحانه لقاءه كما أحبّ هو لقاء اللّه كما قال صلى اللّه عليه و آله: من أحبّ لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه و رضى له ما عنده من الكرامة التامّة و النعمة العامّة في جواره الأمين في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فأكرمه عن دار الدنيا و رغب به عن مجاورة البلوى و مقام الأذى فقبضه اللّه إليه عند انتهاء أجله كريما عن أدناس الذنوب طاهرا في ولادته الجسمانيّة و الروحانية صلى اللّه عليه و آله ما برق بارق و ذرّ شارق.

ترجمه شرح ابن میثم

إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً ص- رَسُولَ اللَّهِ ص لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَ إِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ- مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ- مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلَادُهُ- وَ أَهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ- وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ- بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِي اسْمِهِ- أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ- فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ- ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ ص لِقَاءَهُ- وَ رَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا- وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ الْبَلْوَى- فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً- ص

معانی لغات

ميلاد الرّجل: زمان و مكان ولادت مرد نسخ: از بين بردن رخصه: كسى كه در كارى سهل انگارى مى كند.

ترجمه

تا اين كه خداوند سبحان محمد (ص) را به عنوان فرستاده خويش براى انجام وعده هاى خود و اتمام رسالتش فرستاد و از انبياى گذشته پيمان اقرار به او گرفته شده بود. نشانه هاى او شهرت يافت. زمان و مكان ولادتش پسنديده، و در اين روزگار مردم روى زمين داراى ملّتهاى پراكنده و هوسهاى گوناگون و عقايد متعدّد بودند، گروهى خدا را به خلق خود تشبيه مى كردند. و گروهى خدا را به اسامى دلخواه خود مى ناميدند و گروهى به غير خدا توجّه داشتند. سپس خداوند به وسيله محمّد (ص) آنان را از گمراهى نجات داد و به وسيله شخصيّت او آنان را از نادانى رهايى بخشيد. آن گاه براى محمّد (ص) مقام قرب و لقاى خودش را برگزيد و مرتبه اى كه براى هيچ كس فراهم نشده براى او پسنديده. توجّه او را از دنيا به سوى خود معطوف داشت و از بلا و مصيبت رهائيش داد و بزرگوارانه و با احترام روحش را قبض فرمود (درود بى پايان بر او و آلش باد).

شرح

سپس امام (ع) كيفيت هدايت يافتن خلق و نظام يافتن امور معاش و معادشان را به وسيله پيامبر بيان داشته است تا ذهن شنوندگان را براى ارشاد و هدايت آماده سازد و مصالح دينى و دنيايى آنها را توضيح دهد لذا به اين حقيقت اشاره فرموده است كه پيامبر اسلام نتيجه وجودى همه انبيا و براى به پايان رساندن كار آنها مبعوث شده است آنجا كه مى فرمايد «خداوند متعال براى انجام وعده هايى كه به زبان انبياى پيشين به خلق داده بود محمّد (ص) را برانگيخت و نبوت را بدو پايان بخشيد».

فرموده است: مأخوذا على النبيّين ميثاقه

كلمه مأخوذ در عبارت امام (ع) به حال منصوب است و فعل آن بعث و ذو الحال پيامبر (ص) مى باشد. بقيه كلمات منصوب عبارت امام (ع) نيز به عنوان حال منصوب اند. مقصود از گرفتن ميثاق پيامبر از انبيا بنا بر آنچه كه ذكر شد امر نهفته در فطرت آنهاست كه اعتراف به حقانيت پيامبر اسلام و تصديق ديانتش مى باشد. زيرا تصديق نبوّت پيامبر اسلام از جمله عبادت حقّ سبحانه به شمار مى آيد. معناى كلام اين است كه خداوند پيامبر را برانگيخت در حالى كه تصديق نبوّت او را از انبيا و ديگران گرفته بود. و نشانه هاى ظهور و بشارت به مقدم او با توجّه به نجابت خانوادگى و بزرگوارى نسب و اهميت زمانى كه به پيامبر مبعوث شد در ميان آنها مشهور بود. پس از اين كه امام (ع) بيان مى فرمايد كه خداوند پيمان نبوّت پيامبر را از انبياى قبل گرفته است و مزيّت بعثت پيامبر و فضيلت شرع رسول گرامى و چگونگى بهره مند شدن مردم از شريعت رسول اشاره كرده و مى فرمايد «در روز بعثت پيامبر مردم مختلفى در روى زمين بودند و خواسته هاى مختلفى داشتند و آراى مختلف و متشتّت در ميان گروههاى پراكنده وجود داشت».

«واو» در «و اهل الارض» نيز حاليه است و جمله محلا منصوب مى باشد و «اهواء» خبر براى مبتداى محذوف است و در اصل «اهوائهم اهواء متفرّقه» بوده است و همچنين كلمه «و طوائف» در اصل و طوائفهم طرايق متشتّة بوده است.

يعنى خداوند پيامبر را برانگيخت در حالى كه در روز بعثت آن حضرت مردم دينهاى مختلف و نيز آراء گوناگون داشتند به شرح زير: گروهى داراى شريعت بودند مانند يهود، نصارا، صائبين و مجوس كه ديانت آنها از بين رفته بود. اگر چه بدانها منتسب بودند و به صورت كسانى كه تشبّه به ديانت داشته باشند باقى مانده بودند. آنچه كه در دست آنها مانده بود ديانت تشبيه و تجسّم بود، چنان كه قرآن كريم از آنها چنين حكايت مى كند: وَ قالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ«»، وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ«». وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا«».

مجوس دو مبدأ را قبول داشتند. خير را به يك مبدأ و شرّ را به مبدأ ديگر نسبت مى دادند. پندار آنها اين بود كه ميان اين دو مبدأ جنگى در گرفته است و فرشتگان ميانجى شدند و ميان آن دو بدين صورت صلح برقرار كردند كه عالم سفلا مدّت هفت هزار سال به مبدأ شر اختصاص داشته باشد اما آنان كه خواسته ها و افكار مختلف دارند و دستجات پراكنده اى هستند به چند دسته تقسيم مى شوند. بعضى از اعراب مكّه بودند كه اهل ديانت نبودند و نيز بعضى ديگر كه ساكن مكه نبودند عقيده به تعطيل داشتند و بعضى محصّله بودند، آنها كه به تعطيل عقيده داشتند به سه دسته تقسيم مى شدند: 1- دسته اى از آنها منكر خدا و بعثت و معاد بودند و طبيعت را زنده كننده و روزگار را نابود كننده مى دانستند. اينان همان كسانى هستند كه قرآن از آنها چنين حكايت مى كند: وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ«». اينان زندگى و مرگ را در تركيب و تحليل طبيعت محسوس مى دانستند. حيات دهنده را طبيعت و هلاك كننده را روزگار مى دانستند. قرآن مى گويد: وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا«».

2- دسته اى ديگر از آنها به خالق و ابتداى خلق اقرار داشتند ولى بعثت و معاد را منكر بودند و قرآن از آنها چنين حكايت مى كند: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا...«» 3- گروهى ديگر از آنها به خداوند و نوعى بازگشت معتقد بودند ولى بت مى پرستيدند و چنين مى پنداشتند كه بتها در نزد خدا آنها را شفاعت مى كنند، قرآن در اين باره چنين مى فرمايد: وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ«». از همين دسته سوّم قبيله اى بودند كه از بيان عقيده خوددارى مى كردند اينان پيروان بت لات در طائف بودند. قريش و بنو كنانه و غيره پيروان غزا در مكّه بودند و بعضى از اينان بتها را به صورت ملائكه مى ساختند و به وسيله آنها به ملائكه توجّه مى كردند و بعضى ملائكه را مى پرستيدند همچنان كه خداوند مى فرمايد: بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ.

امّا محصله در زمان جاهليّت سه دسته از علوم را دارا بودند.

اوّل علم انساب و تاريخ و اديان. دوّم تعبير خواب. سوّم علم ستاره شناسى. كاهنان و ستاره شناسان از اين دسته بودند. از پيامبر (ص) روايت شده است كه فرمود: «كسى كه از طريق ستاره شناسى چنين و چنان بگويد بر آنچه بر محمد (ص) نازل شده، كافر شده است«»».

از غير اعراب نيز گروههايى وجود داشتند مانند براهمه هند. و خلاصه نظر آنها حسن و قبح عقلى باز مى گشت در تمام احكام به عقل رجوع مى كردند و شرايع را منكر بودند و به مردى نسبت داده مى شدند كه نامش براهام بود. بعضى ديگر پيروان «بدده» بودند. بدّ در نزد آنها شخصى بود كه در اين جهان تولّد نيافته و فرزندى نداشت، ازدواج نكرده و طعام و شراب نمى خورد، نه پير مى شود و نه مى ميرد. گروهى ديگر اهل انديشه بودند، اينها كسانى بودند كه به گردش افلاك و احوال نجوم آگاهى داشتند. گروهى به موجودات روحانى معتقد بودند. يعنى واسطه هاى روحانى را قبول داشتند كه از نزد خدا به صورت بشر به رسالت آمده بودند، بدون آن كه كتابى داشته باشند.

بعضى ديگر ستارگان را مى پرستيدند و دسته اى خورشيد و جمعى ماه را پرستش مى كردند. در نهايت همه اينها بت پرست بودند زيرا به پيامبر حاضرى كه مورد توجّه آنها باشد و در مشكلات به او رجوع كنند اعتقاد نداشتند. به اين دليل بود كه پيروان روحانيّات و ستاره پرستان بتهايى را به شكل كواكب مى ساختند و آنها را مى پرستيدند. و اصل بت پرستى از اين جا ناشى مى شد. هر چند بعيد است كسى كه مختصر ذكاوتى داشته باشد چوبى را به دست خود بسازد و سپس آن را خدا قرار دهد. ولى همين مردمان بر اطراف بتهاى دست ساز مى چرخيدند و حوائجشان را به آنها مى گفتند بدون آن كه از جانب شرع اجازه داشته باشند و يا دليل و برهانى از جانب خدا وجود داشته باشد. همين طواف و عبادتشان براى بتها به منزله اثبات خدا بودن آنها بود. غير از گروههايى كه نام برده شد دستجاتى بودند كه انديشه هاى باطل و مرامهاى فاسدى داشتند كه تعدادشان از شماره بيرون بود و به طور مفصّل در كتابهايى كه در اين باره نوشته شده ذكر شده است.

پس از توضيح اجمالى بر امتهاى فوق، معنى كلام امام (ع) كه فرمود: «بين مشبّه للّه بخلقه» روشن مى شود كه از اصحاب اديان گذشته گروههايى وجود داشتند كه هر چند صانع و خالق را قبول داشتند ولى ذهن آنها خداوندى را قبول داشت كه در نفس امر، به مصنوعات خداوند و اشيايى كه داراى جسمانيّت و لوازم آن بودند شباهت داشت، و بعضى در باره نام خدا اعتقاد الحادى داشتند و از حق عدول كرده و اسمهايى كه براى خدا شنيده بودند تحريف مى كردند و يا از اسامى خدا مشتقّاتى را ساخته با اندكى تفاوت و بر بتهاى خود مى گذاشتند چنان كه مثلا لات را از اللّه و عزّا را از عزيز و منات را از منّان مشتق كرده بودند. اين عقيده ابن عبّاس در باره ملحدان اسامى خداوند است. بعضى ديگر از مفسّران، ملحدان اسامى خدا را به دروغگويان اسماى خدا تفسير كرده اند. بنا بر اين تفسير هر كس خدا را به نامى بنامد كه عقل آن را نپذيرد و يا كتاب آسمانى به آن تكلّم نكرده باشد و يا اجازه شرعى بر چنين اسمى نرسيده باشد ملحد در نامهاى خداست. بعضى ديگر به عنوان خدا به غير خدا توجه داشتند مانند دهريّه و غيره از بت پرستان.

كلام امام (ع) در اين فراز به صورت قضيّه مانعة الخلوّ به كار رفته است.

هنگامى كه عنايت خداوند بعثت پيامبر (ص) را اقتضا كرد تا خلق را به راه حق هدايت و آنها را از گمراهى پيشين خود به پيمودن راه مستقيم دلالت و به بركت نورانيّت حق متعال آنها را از ظلمات جهل نجات داده و ارشاد كند، پيامبر بپاخاست تا با حكمت و موعظه حسنه و با بهترين نوع و روش برهانى به راه حق دعوت كند.

پس خداوند به روشنايى نور پيامبر (ص) زنگار دلهاى خلق را زدود و به وسيله حق و صدقى كه به پيامبر عنايت كرد باطل شيطان را از ميان برد. بنا بر اين زبانهاى به ذكر خدا گويا، چشمها به معرفت خدا روشن و دين خود را در دورترين بلاد عالم كامل و نعمت خود را به وسيله پيامبر بر عموم بندگان تمام كرد. چنان كه خداوند فرموده است: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ«».

آن گاه خداوند سبحان ملاقات پيامبر را پسنديده چنان كه او را ملاقات خدا را دوست مى داشت در اين باره پيامبر (ص) فرمود: «آن كه ملاقات خدا را دوست بدارد خدا ملاقات او را دوست مى دارد«».» خداوند چنين پسنديد كه بزرگوارى كامل و نعمت شامل خود را در نزد خود و جوار رحمتش به پيامبر ارزانى دارد: فى مقعد صدق عند مليك مقتدر. پيامبر را در بردن از اين دنيا اكرام فرمود و او را از مشكلات و اذيّت و آزار به دور داشت و چون اجلش فرا رسيد قبض روحش كرد در حالى كه از ناپاكيهاى گناه بد انسان كه از مادر تولّد يافته بود پاك بود چنان كه عرب در ضرب المثل مى گويد: ما برق بارق و ذرّ شارق، هيچ لحظه اى از عمرش گناه نكرد.

شرح مرحوم مغنیه

محمد (ص) فقرة 25- 27:

إلى أن بعث اللّه سبحانه محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لإنجاز عدته. و تمام نبوّته، مأخوذا على النّبيّين ميثاقه مشهورة سماته، كريما ميلاده و أهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة. و أهواء منتشرة. و طوائف متشتّته. بين مشبّه للّه بخلقه أو ملحد في اسمه أو مشير إلى غيره. فهداهم به من الضّلالة. و أنقذهم بمكانه من الجهالة. ثمّ اختار سبحانه لمحمّد صلّى اللّه عليه لقاءه. و رضي له ما عنده و أكرمه عن دار الدّنيا و رغب به عن مقام البلوى. فقبضه إليه كريما صلّى اللّه عليه و آله.

اللغة:

عدته: وعده. ميثاقه: عهده. سماته: علاماته و صفاته. و الملل: الأديان.

و طوارق و طارقات: جمع طارقة، و تطلق على العشيرة. و ملحد في اسمه: حاد به عن معناه الحقيقي.

الإعراب:

المصدر من أن بعث متعلق بنسلت أو بمضت. و لانجاز متعلق ببعث. و مأخوذا و مشهورة و كريما حال من محمد (ص). و ميثاقه نائب عن الفاعل ل «مأخوذا».

و ملل على حذف المضاف اليه أي ذو ملل، و مثله أهواء و طرائق. و بين ظرف متعلق بمتشتتة. و كريما حال من الهاء في «قبضه».

المعنى:

(الى ان بعث اللّه سبحانه محمدا رسول اللّه (ص) لانجاز عدته، و تمام نبوته).

الضمير في عدته و نبوته يعود الى اللّه سبحانه، و المعنى انه تعالى كان قد وعد، و أنبأ- على لسان أنبيائه السابقين- أن يبعث محمدا (ص) و قد بعثه إنجازا لوعده، و إتماما لما أنبأ به. قال الشيخ محمد عبده: «ان اللّه أنبأ بمحمد، فهذا الخبر الغيبي قبل حصوله يسمى نبوءة، و لما كان اللّه هو المخبر أضيفت النبوءة اليه».

(مأخوذا على النبيين ميثاقه). ضمير ميثاقه يعود أيضا الى اللّه، لأنه هو الذي أخذ العهد على أنبيائه أن يؤمنوا بمحمد، و يأمروا الناس بالتبشير به و اتّباعه عند إدراكه، و ليس من شك ان ذكر محمد كان يملأ جو الأنبياء السابقين كما يومئ اليه قولهم «اقررنا» الذي جاء في الآية 81 من سورة آل عمران: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ». (مشهورة سماته) و صفاته في الدنيا كلها و الى الأبد، لا في الكتب السماوية فقط كما قال الشارحون (كريما مولده) لأنه كان خيرا على الانسانية جمعاء، و إيذانا بتحولها الخطير من الظلمات الى النور، و ليست الكرامة في نسبه فقط كما شرح الشارحون.

(و أهل الأرض يومئذ ملل متفرقة، و أهواء منتشرة، و طرائق متشتتة- الى قوله- من الجهالة). كان الناس عند بعثة محمد (ص) على أديان شتى، و مذاهب متعددة، و تقاليد مختلفة، فجاءهم النبي (ص) برسالة إلهية انسانية عامة لا تختص بأمة دون أمة، و لا بشعب دون شعب.. و يلمح المتأمل هذا الشمول في جميع تعاليم الاسلام و مبادئه. فالقرآن الكريم و السنة النبوية يتضمنان من القواعد الكلية، و الأحكام الجزئية ما يرشد الناس الى جميع المصالح التي يجهلون، و يضع دائما و في كل وقت الحلول الأساسية لمشاكل الانسان و ضروراته: وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ- 89 النحل. أي ان اللّه سبحانه أودع في القرآن كل شي ء يلائم طبيعته في إرشاد الخلق لمصالحهم الفردية و الاجتماعية.

و قرأت في جريدة الجمهورية المصرية عدد 14 مايو «أيار» سنة 1970: قال برنارد شو الفيلسوف العالمي: ان دين محمد هو الدين الوحيد الذي يلوح لي أنه حائز على أهلية الهضم لأطوار الحياة المختلفة بحيث يستطيع أن يكون جاذبا لكل جيل.. ان محمدا يجب أن يدعى منقذ الانسانية، و أعتقد أنه لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب الى العالم السعادة و السلام، ان محمدا أكمل البشر من السابقين و الحاضرين، و لا يتصور وجود مثله في الآتين.

(ثم اختار سبحانه لمحمد (ص) لقاءه، و رضي له ما عنده). أبدا لا مهرب من الموت لكبير أو صغير، و لا لنبي أو شقي، فهو الطالب الحثيث الذي لا يفوته المقيم، و لا يعجزه الهارب، و السعيد من سارع الى الخيرات.

شرح منهاج البراعة خویی

الفصل السادس عشر

على ذلك نسّلت القرون، و مضت الدّهور، و سلفت الآباء، و خلفت الأبناء، إلى أن بعث اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله لإنجاز عدته، و إتمام نبوّته، مأخوذا على النّبيّين ميثاقه، مشهورة سماته، كريما ميلاده، و أهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة، و أهواء منتشرة، و طرائق متشتّتة، بين مشبّه للّه بخلقه، أو ملحد في اسمه، أو مشير إلى غيره، فهديهم به من الضّلالة، و أنقذهم بمكانه من الجهالة.

اللغة

(نسل) نسلا من باب ضرب كثر نسله، و يتعدّى إلى مفعول يقال: نسلته أى ولدته و نسل الماشي ينسل بالضّم و بالكسر نسلا و نسلا و نسلانا أسرع، و نسلت القرون أى ولدت أو أسرعت و (سلف) سلوفا من باب قعد مضى و انقضى و (خلفته) جئت بعده، و الخلف بالتّحريك الولد الصالح، فاذا كان فاسدا أسكنت اللّام و ربّما استعمل كلّ منهما مكان الآخر و (الميثاق) و الموثق كمجلس العهد و (السّمات) جمع السّمة و هي العلامة و (الميلاد) كالمولد وقت الولادة، و لم يستعمل في الموضع كما توهّمه الشارح البحراني بل مختص بالزّمان، و المولد يطلق على الوقت و الموضع كما صرّح به الفيومي (و الملل) جمع الملّة و هي الشريعة و الدّين (و الأهواء) جمع هوا بالقصر إرادة النّفس (و طرائق متشتّتة) أى متفرقة و (الملحد) من الالحاد يقال الحد و لحد إذا حاد عن الطريق و عدل عنه و (الانقاذ) كالنّقذ و الاستنقاذ التّخليص و (المكان) مصدر بمعنى الكون.

الاعراب

قوله عليه السّلام: على ذلك متعلّق بالفعل الذي يليه، و اللّام في قوله لانجاز عدته تعليل للبعث متعلّق به، و مأخوذا و مشهورة و كريما منصوبات على الحالية من محمّد صلّى اللّه عليه و آله، كما أنّ محلّ الجملة أعني قوله عليه السّلام: و أهل الارض اه، كذلك، و ملل و أهواء و طرائق مرفوعات على الخبريّة من أهل الأرض، و إسنادها إليه من باب التّوسّع، و الأصل ذو ملل متفرقة، و قيل: إنّ المبتدأ محذوف أى مللهم ملل متفرقة، و أهواؤهم أهواء منتشرة، و طرائقهم طرائق متشتّتة، و بين ظرف متعلّق بقوله: متشتّتة، و هو من الظروف المبهمة لا يتبيّن معناه إلّا بالاضافة إلى اثنين فصاعدا أو ما يقوم مقامه كقوله تعالى: عوان بين ذلك، قال الفيومي في المصباح: و المشهور في العطف بعدها أن يكون بالواو، لأنّها للجمع المطلق، نحو المال بين زيد و عمرو، و أجاز بعضهم بالفاء مستدلّا بقول امرء القيس: بين الدّخول فحومل، و أجيب بأن الدّخول اسم لمواضع شتى، فهو بمنزلة قولك المال بين القوم و بها يتمّ المعنى انتهى.

إذا عرفت ذلك فأقول: الظاهر أنّ كلمة أو في قوله: أو ملحد، أو مشير، بمعنى الواو إجراء للفظ بين على ما هو الأصل فيه، مضافا إلى عدم معنى الانفصال هاهنا، و قول الشارح البحراني، إنّ الانفصال هنا لمنع الخلوّ فاسد، ضرورة أنّ بعض أهل الأرض عند بعثة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كان من أهل التّوحيد حسبما تعرفه و هؤلاء ليس داخلا في أحد الأصناف الثلاثة فافهم جيّدا، و الباء في بمكانه سببيّة، أى أنقذهم بسبب كونه و وجوده صلّى اللّه عليه و آله من الجهالة.

المعنى

اعلم أنّه عليه السّلام ساق هذه الخطبة بما اقتضاه التّرتيب الطبيعي، أى من لدن آدم عليه السّلام إلى بعث محمّد صلّى اللّه عليه و آله و هداية الخلق به و اقتباسهم من أنوار وجوده الذي هو المقصود العمدة في باب البعثة، فقال عليه السّلام (على ذلك) يعني على هذا الاسلوب الذي ذكرناه من عدم إخلاء الارض و الخلق من الأنبياء و الحجج (نسّلت القرون) و ولدت أو أسرعت، و هو كناية عن انقضائها (و مضت الدّهور، و سلفت الآباء) أى تقدّموا و انقضوا (و خلفت الأبناء) أى جاءوا بعد آبائهم و صاروا خليفة لهم (إلى أن بعث اللّه) النّبيّ الأمّيّ العربيّ القرشيّ الهاشميّ الابطحيّ التّهاميّ المصطفى من دوحة الرّسالة، و المرتضى من شجرة الولاية (محمّدا صلّى اللّه عليه و آله لانجاز عدته) التي وعدها لخلقه على ألسنة رسله السّابقين بوجوده عليه السّلام (و لاتمام نبوّته) الظاهر رجوع الضمير فيه الى اللّه سبحانه، و قيل: برجوعه إلى محمّد صلّى اللّه عليه و آله و لا يخلو عن بعد.

و ينبغي الاشارة إلى الحجج الذين لم يخل اللّه سبحانه خلقه منهم من لدن آدم عليه السّلام إلى بعث نبيّنا صلوات اللّه عليهم أجمعين فنقول: روى الصّدوق في الأمالى عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد اللّه الصّادق عليه السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أنا سيّد النّبيّين، و وصيّي سيد الوصيّين، و أوصيائى سادة الأوصياء، إنّ آدم سأل اللّه عزّ و جلّ ان يجعل له وصيّا صالحا، فاوحى اللّه عزّ و جلّ إليه إني أكرمت الأنبياء بالنّبوة ثمّ اخترت خلقا (خلقى خ ل) و جعلت خيارهم الأوصياء، فقال آدم: يا ربّ اجعل وصيّي خير الأوصياء، فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه يا آدم اوص إلى شيث و هو هبة اللّه بن آدم، و أوصى شيث إلى ابنه شبان«»، و هو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها اللّه على آدم من الجنّة فزوّجها ابنه شيثا، و أوصى شبان إلى محلث،«» و أوصى محلث إلى محوق«» و أوصى محوق إلى عثميا«»، و أوصى عثميا إلى اخنوخ و هو إدريس النّبيّ، و أوصى إدريس إلى ناخور«» و دفعها ناخور إلى نوح النّبيّ و أوصى نوح إلى سام، و أوصى سام إلى عثامر«» و اوصى عثامر إلى برغيثاشا«»، و أوصى برغيثاشا إلى يافث، و أوصى يافث إلى برة، و أوصى برة إلى جفشية«»، و أوصى جفشية إلى عمران، و دفعها عمران إلى ابراهيم الخليل عليه السّلام، و أوصى ابراهيم إلى ابنه اسماعيل، و أوصى اسماعيل إلى إسحاق، و أوصى إسحاق إلى يعقوب، و أوصى يعقوب إلى يوسف، و أوصى يوسف إلى بريثا، و أوصى بريثا إلى شعيب، و دفعها شعيب إلى موسى بن عمران، و أوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون، و أوصى يوشع بن نون إلى داود، و أوصى داود إلى سليمان، و أوصى سليمان إلى آصف بن برخيا و أوصى آصف بن برخيا إلى زكريا، و أوصى (دفعها خ ل) زكريّا إلى عيسى بن مريم و أوصى عيسى بن مريم إلى شمعون بن حمون الصّفا، و أوصى شمعون إلى يحيى«» ابن زكريا، و أوصى يحيى بن زكريّا إلى منذر، و أوصى منذر إلى سليمة، و أوصى سليمة إلى بردة.

ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و دفعها إلىّ بردة، و أنا أدفعها إليك يا عليّ، و أنت تدفعها إلى وصيّك، و يدفعها وصيّك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك، و لتكفرنّ بك الامّة، و لتختلفن عليك اختلافا شديدا الثّابت عليك كالمقيم، و الشّاذ عنك في النّار، و النّار مثوى للكافرين.

و قد مضى في شرح قوله عليه السّلام: و اصطفى من ولده أنبياء أخذ على الوحى ميثاقهم، ما يوجب ازدياد البصيرة في المقام فراجعه و قوله عليه السّلام: (مأخوذا على النبيّين ميثاقه).

أقول: قد عرفت في الفصل الرّابع عشر عند شرح قوله عليه السّلام: لمّا بدّل أكثر خلقه عهد اللّه إليهم، ما دلّ على أخذ ميثاق جميع الخلق على توحيد اللّه تعالى و نبوّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و إمامة الأئمة عليهم السّلام في عالم الميثاق.

و ينبغي أن نذكر هنا بعض ما يفيد أخذ ميثاق النبيّين بخصوصهم سلام اللّه عليهم، فأقول: قال سبحانه في سورة آل عمران: «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي، قالُوا أَقْرَرْنا، قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ».

قال الطبرسيّ عند تفسير الآية: و روى عن أمير المؤمنين عليه السّلام و ابن عبّاس و قتادة أنّ اللّه أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله أن يخبروا أممهم بمبعثه و رفعته، و يبشّروهم به و يأمروهم بتصديقه.

و قال أيضا: و قد روي عن عليّ عليه السّلام أنّه قال، لم يبعث اللّه نبيّا آدم و من بعده إلّا أخذ عليه العهد لئن بعث اللّه محمّدا و هو حىّ ليؤمننّ به و لينصرنّه، و أمره بأن أخذ العهد بذلك على قوله و في تفسير عليّ بن ابراهيم القميّ قال الصّادق عليه السّلام في قوله: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ- الآية» كان الميثاق مأخوذا عليهم بالرّبوبيّة و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله بالنّبوّة و لأمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام بالامامة فقال «أ لست بربّكم» و محمّد نبيّكم و عليّ إمامكم و الأئمة الهادون أئمتكم فقالوا: بلى، فقال اللّه تعالى.

«أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ» أي لئلّا تقولوا يوم القيامة «إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ» فأوّل ما أخذ اللّه عزّ و جلّ الميثاق على الأنبياء بالرّبوبيّة و هو قوله: «وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ» فذكر جملة الأنبياء ثمّ أبرز أفضلهم بالأسامي فقال: «وَ مِنْكَ» يا محمّد فقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأنّه أفضلهم «وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أفضلهم، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على الأنبياء بالايمان به و على أن ينصروا أمير المؤمنين، فقال: «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ» يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله «لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ» يعنى أمير المؤمنين عليه السّلام تخبروا اممكم بخبره و خبر وليّه من الأئمة.

و في البحار عن كشف الغمّة من كتاب بكر بن محمّد الشّامي باسناده عن أبي الصّباح الكناني عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام قال: أتى رجل أمير المؤمنين عليه السّلام و هو في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه، قال: يا أمير المؤمنين إنّ في القرآن آية قد أفسدت قلبي و شككتني في ديني، قال عليه السّلام له: و ما هي قال: قوله عزّ و جلّ:

«وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا» هل كان في ذلك الزّمان نبيا غيره صلّى اللّه عليه و آله يسأله فقال له عليّ عليه السّلام: اجلس اخبرك إنشاء اللّه إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه: «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا» فكان من آيات اللّه عزّ و جلّ التي أراها محمّدا صلّى اللّه عليه و آله أنّه أتاه جبرئيل فاحتمله من مكة فوافى به بيت المقدّس في ساعة من اللّيل، ثمّ أتاه بالبراق فرفعه إلى السّماء، ثم إلى البيت المعمور، فتوضّأ جبرئيل و توضّأ النّبي صلّى اللّه عليه و آله كوضوئه، و أذّن جبرئيل و أقام مثنى مثنى، و قال للنّبيّ: تقدم فصل و اجهر بصلاتك فانّ خلفك افقا من الملائكة لا يعلم عددهم الّا اللّه، و في الصّف الأوّل أبوك آدم و نوح و هود و ابراهيم و موسى و كلّ نبيّ أرسله اللّه مذ خلق السّماوات و الأرض إلى أن بعثك يا محمّد، فتقدّم النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله فصلى بهم غير هائب و لا محتشم ركعتين، فلمّا انصرف من صلاته أوحى اللّه إليه اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا الاية، فالتفت إليهم النبي صلّى اللّه عليه و آله، فقال بم تشهدون قالوا: نشهد أن لا إله الا اللّه وحده لا شريك له، و أنّك رسول اللّه، و أنّ عليّا أمير المؤمنين و وصيّك و كلّ نبيّ مات خلّف وصيّا من عصبته غير هذا، و أشاروا إلى عيسى بن مريم، فانّه لا عصبة له، و كان وصيّه شمعون الصّفا ابن حمون بن عمامة، و نشهد أنّك رسول اللّه سيّد النّبيّين، و أنّ عليّ بن ابي طالب عليه السّلام سيّد الوصيّين، اخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشّهادة، فقال الرّجل أحييت قلبي و فرّجت عنّي يا أمير المؤمنين.

و فيه أيضا عن بصائر الدّرجات باسناده عن حمران عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى أخذ الميثاق على اولى العزم أنّي ربّكم و محمّد رسولي و عليّ أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزّان علمي، و أنّ المهديّ أنتصر به لديني.

إلى غير هذه مما يطلع عليه المتتبّع (مشهورة سماته) إى صفاته و علاماته في الكتب المنزلة و الصّحف السّماوية من التّوراة و الزّبور و الانجيل و صحف ابراهيم و دانيال و كتاب زكريا و شعيا و غيرها، قال سبحانه في سورة البقرة: «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ» يعني يعرفون محمّدا صلّى اللّه عليه و آله بنعته و صفته و مبعثه و مهاجره و صفة أصحابه كما يعرفون أبنائهم في منازلهم، و قال أيضا في سورة الأعراف: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ» روى العياشي عن الباقر عليه السّلام يعني اليهود و النّصارى صفة محمّد و اسمه.

و في الصّافي عن المجالس عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث قال يهودي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّي قرأت نعتك في التّوراة محمّد بن عبد اللّه، مولده بمكة، و مهاجره بطيبة ليس بفظّ و لا غليظ و لا سخاب«» و لا مترنن«» بالفحش و لا قول الخنا، و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه، هذا مالي فاحكم فيه بما انزل اللّه.

و في الكافي عن الباقر عليه السّلام لما انزلت التّوراة على موسى بشّر بمحمد صلّى اللّه عليه و آله، قال: فلم تزل الأنبياء تبشّر به حتّى بعث اللّه المسيح عيسى بن مريم عليه السّلام فبشّر بمحمد صلّى اللّه عليه و آله، و ذلك قوله: يجدونه، يعني اليهود و النّصارى، مكتوبا، يعني صفة محمّد عندهم، يعنى في التّوراة و الانجيل، و هو قول اللّه عزّ و جلّ يخبر عن عيسى: «وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ» و قد مضى تمامه عند شرح قوله عليه السّلام: و اصطفى من ولده أنبياء، أخذ على الوحى ميثاقهم اه.

و في الكافي أيضا مرفوعا أنّ موسى عليه السّلام ناجاه ربّه تبارك و تعالى، فقال في مناجاته: اوصيك يا موسى وصيّة الشّفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، و من بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهّر، فمثله في كتابك أنّه مهيمن«» على الكتب كلّها، و أنّه راكع ساجد راغب راهب«»، إخوانه المساكين و أنصاره قوم آخرون (كريما ميلاده) أى وقت ولادته صلّى اللّه عليه و آله، فقد تولد و كان طالع ولادته على ما حكاه المجلسي قده عن أبي معشر: الدّرجة العشرون من جدى، و كان زحل و المشتري في العقرب، و المريخ في بيته في الحمل، و الشمس في الحمل في الشّرف، و الزهرة في الحوت في الشّرف، و العطارد أيضا في الحوت، و القمر في أوّل الميزان، و الرّأس في الجوزاء، و الذّنب في القوس.

و روي أيضا اتّفاق الحكماء على أنّ طالعه صلّى اللّه عليه و آله المشتري و العطارد و الزّهرة و المرّيخ، و قالوا إنّ نظر المشتري علامة العلم و الحكمة و الفطنة و الكياسة و الرّياسة له صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ نظر العطارد كان آية لطافته و ظرافته و ملاحته و فصاحته و حلاوته صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ نظر الزّهرة دليل صباحته و سروره و بشاشته و حسنه و طيبه و بهائه و جماله و دلاله صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ نظر المرّيخ علامة شجاعته و جلادته و محاربته و قتاله و قهره و غلبته.

و أمّا تاريخ ولادته صلّى اللّه عليه و آله فقد قال في الكافي: إنّه ولد صلّى اللّه عليه و آله لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل«» يوم الجمعة مع الزّوال.

و روى أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة، و حملت به أمّه أيّام التّشريق عند الجمرة الوسطى، و كانت في منزلة عبد اللّه بن عبد المطلب و ولدته في شعب أبي طالب في دار«» محمّد بن يوسف في الزّاوية القصوى عن يسارك و انت داخل في الدّار، و قد اخرجت الخيزران ذلك البيت فصيّروه مسجدا يصلّي النّاس فيه، انتهى كلامه رفع مقامه.

أقول: أمّا ما ذكره من كون تولّده في ثاني عشر من شهر ربيع الأوّل فهو المشهور بين الجمهور و لعلّه (ره) و افقهم على ذلك تقيّة، و لبعض العامّة قول بكونه في ثامن ذلك الشّهر، و قول آخر بأنّه في عاشره و قول شاذّ بكونه في شهر رمضان.

و المشهور في أخبارنا و بين أصحابنا بل المدّعى عليه إجماعنا في جملة من العباير أنّ تولّده صلّى اللّه عليه و آله في السّابع عشر.

و أمّا ما ذكره من أنّ أمّه حملت به في أيام التّشريق عند الجمرة الوسطى يستلزم بقائه في بطن أمّه إمّا ثلاثة أشهر أو سنة و ثلاثة أشهر مع أنّه خلاف ما اتّفق عليه أصحابنا من كون أقلّ مدّة الحمل ستّة أشهر و أكثرها تسعة، و لم يقل أحد أيضا بكون ذلك من خصائصه و لا وردت عليه رواية.

و أجاب عنه جمع من الأصحاب كالمجلسي (ره) و المحدّث الجزايري (ره) و غيرهما بأنّه مبنيّ على النسي ء المراد بقوله: «إِنَّمَا النَّسِي ءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ» و ذلك أنّ المشركين كانوا يؤخّرون موسم الحجّ، فمرّة كانوا يحجّون في صفر و اخرى في محرّم و هكذا، تبعا لاعتدال الوقت و الهواء و كان حجّهم في سنة تولّده في جمادى الآخرة.

قال الجزائري و يؤيّده ما رواه ابن طاوس في كتاب الاقبال أنه صلّى اللّه عليه و آله حملت به امّه في ثمان عشر مضت من جمادى الآخرة، و لمّا فتح النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله مكّة كان حجّهم في شهر ذي الحجّة فقال الآن دار الزّمان كما كان فلا يجوز لأحد تغييره و لا تبديله انتهى.

و كيف كان فقد كان مولده على مذهب الشّيعة اليوم السّابع عشر من شهر ربيع الأوّل و بعث للرّسالة يوم السّابع و العشرين من رجب و له حينئذ أربعون سنة (و) قد كان (أهل الأرض يومئذ) أى يوم بعثه و تصديعه بالرّسالة ذي (ملل) و شرايع (متفرّقة و أهواء) أى آراء (منتشرة و طرائق) أى مسالك (متشتتة) و متفرّقة و مذاهب مختلفة (بين مشبّه للّه بخلقه، او ملحد في اسمه، أو مشير إلى غيره).

قال الشّارح المعتزلي: إنّ العلماء يذكرون أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بعث و النّاس أصناف شتّى في أديانهم، يهود و نصارى و مجوس و صابئون و عبدة أصنام و فلاسفة و زنادقة، فأمّا الامة التي بعث فيها محمّد صلّى اللّه عليه و آله فهم العرب و كانوا أصنافا شتى، فمنهم معطلة، و منهم غير معطلة، فأمّا المعطلة منهم فبعضهم أنكر الخالق و البعث و الاعادة و قالوا: ما قال القرآن العزيز منهم: «ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ» فجعلوا الجامع لهم الطبع و المهلك الدّهر، و بعضهم اعترف بالخالق سبحانه و أنكر البعث، و هم الذين أخبر سبحانه عنهم بقوله: «قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ» و منهم من أقرّوا بالخالق و نوع من الاعادة، و أنكروا الرّسل و عبدوا الأصنام و زعموا أنّها شفعاء عند اللّه في الآخرة و حجّوا لها و نحروا لها الهدى و قرّبوا لها القربان و حلّلوا و حرّموا، و هم جمهور العرب، و هم الذين قال اللّه تعالى عنهم: «وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» و كانوا في عبادة الأصنام مختلفين، فمنهم من يجعلها مشاركة للباري جلّ اسمه و يطلق عليها لفظ الشّريك، و منهم من لا يطلق عليها لفظ الشّريك و يجعلها وسائل و ذرايع إلى الخالق سبحانه و هم الذين قالوا: «إِنَّما نَعْبُدُهُمْ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى » و كان في العرب مشبّهة و مجسّمة، و كان جمهورهم عبدة الأصنام فكان ودّ لكلب بدومة«» الجندل، و سواع«» لهذيل و نسر لحمير، و يغوث لهمدان، و اللّات لسقيف بالطايف، و العزّى لكنانة و قريش و بعض بني سليم، و مناة لغسان و الأوس و الخزرج، و كان هبل لقريش خاصّة على ظهر الكعبة، و اساف«» و نائلة على الصّفا و المروة، و كان في العرب من يميل إلى اليهوديّة، منهم جماعة من التّبابعة«» و بلوك اليمن، و منهم نصارى كبني تغلب و العباديين رهط عديّ بن زيد و نصارى نجران، و منهم من كان يميل إلى الصّابئة«» و يقول بالنجوم و الانواء«»، فامّا الّذين ليسوا بمعطلة من العرب فالقليل منهم و هم المتألهون أصحاب الورع و التّحرج عن القبايح، كعبد اللّه و عبد المطلب و ابى طالب و زيد بن عمرو بن نفيل و قس بن ساعدة الأيادى، و جماعة غير هؤلاء، انتهى باختصار منّا.

إذا عرفت هذا فأقول: قوله عليه السّلام بين مشبّه للّه بخلقه، إشارة إلى بعض هذه الفرق، و هم المشبّهة الذين شبّهوا اللّه تعالى بالمخلوقات و مثلوه بالحادثات و أثبتوا له صفات الجسم.

فمنهم مشبّهة الحشويّة، قالوا: هو جسم لا كالأجسام، و مركب من لحم و دم لا كاللّحوم و الدّماء، و له الأعضاء و الجوارح، و يجوز عليه الملامسة و المعانقة و المصافحة للمخلصين.

و منهم الذين قالوا: إنّ اللّه على العرش من جهة العلوّ مماسّ له من الصّفحة العليا، و يجوز عليه الحركة و الانتقال، قال اميّة بن ابي الصلت:

من فوق عرش جالس قد حطّرجليه على كرسيّه المنصوب.

و منهم اليهود و النّصارى الذين قالوا: «نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ، وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَ قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ» و قالت اليهود: «يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ».

و قد أثبتوا له سبحانه يدا و ولدا إلى غير هؤلاء من المشبّهة و المجسّمة.

و قوله عليه السّلام: أو ملحد في اسمه اشارة إلى فرقة اخرى من هذه، و هم الذين يعدلون بأسماء اللّه تعالى عمّا هي عنه فيسمّون بها أصنامهم، و يغيّرونها بالزّيادة و النّقصان، فاشتقّوا اللّات من اللّه، و العزّى من العزيز، و مناة من المنان و هذا المعنى حكاه الطبرسي عن ابن عبّاس و مجاهد في تفسير قوله تعالى: «وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ» ثم قال: و قيل: إنّ معني يلحدون في أسمائه يصفونه بما لا يليق به، و يسمّونه بما لا يجوز تسميته به، و هذا الوجه أعمّ فائدة، و يدخل فيه قول الجبائي: أراد تسميتهم المسيح بأنّه ابن اللّه، ثمّ قال و في هذا دلالة على أنّه لا يجوز أن يسمّى اللّه إلّا بما سمّى به نفسه.

و قوله عليه السّلام: أو مشير إلى غيره إشارة إلى الدّهريّة و بعض عبدة الأصنام ممّن لم يدخل في القسمين السّابقين.

و الحاصل أنّ النّاس عند بعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كانوا على مذاهب مختلفة، و آراء متفرّقة من اليهوديّة و النّصرانيّة و المجوسيّة و الدّهريّة و عبدة الأصنام و غيرهم (فهداهم اللّه) سبحانه (به) صلّى اللّه عليه و آله أى بنور وجوده (من الضّلالة) و الغواية (و أنقذهم بمكانه) أى خلصهم و أنجاهم بكونه و وجوده (من) ظلمة (الجهالة) فانجلى به عين قلوب العارفين، و اضمحلّ باطل الشّيطان بما جاء به من الحقّ اليقين.

شرح لاهیجی

الى ان بعث اللّه سبحانه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله لانجاز عدته و اتمام نبوّته يعنى تا اين كه مبعوث ساخت خداى (- تعالى- ) محمّد (- ص- ) را از براى ختم كردن وعدهاى خود و ختم كردن پيغمبرى خود از جهت اين كه اوست شاهد و بيّنه از براى شهادت همه انبياء در قيامت پس حتم و لازم مى گرداند ثواب و جزا را كه وعد و وعيد شده از براى عباد و چون تتميم مكارم اخلاق كرد پس بالاتر از او پيغمبرى ممكن نخواهد بود پس ختم شد باو پيغمبرى مأخوذا على النّبيّين ميثاقه يعنى در حالتى كه گرفته شده بود در عالم ذرّ عهد اقرار بنبوّت او را بر جميع انبياء چنانچه در حديث سابق گذشت كه در عالم ذرّ اوّل پيغمبرى را كه ميثاق گرفته شد باقرار بنبوّت او بر پيغمبران و غير ان ها محمّد بن عبد اللّه (- ص- ) بود مشهورة سماته كريما ميلاده در حالتى كه مشهور بود علامات نبوّت او قبل از بعثت او او از كرامات و عبادات و اعمال كه از او بظهور رسيد و بزرگ بود ولادت او و نجابت و كرامت و بزرگى حسب و نسب او بطوريست كه راه حرف در او نبود و اهل الارض يومئذ ملل متفرّقة و اهواء منتشرة و طرائق متشتّتة يعنى اهل زمين در انوقت صاحب ملّة و دينهاى متفرّقه و خواهشهاى پراكنده و راههاى متفرّقه بودند بين مشبّه للّه بخلقه او ملحد فى اسمه او مشير الى غيره يعنى اهل زمين در ملّت و مذهب ميانه اين سه فرقه بودند مر خدا را بخلق خدا يعنى اوصاف خلق را از براى خالق ثابت مى كردند مثل طايفه مجسّمه كه خدا را مثل خلق خدا صاحب اعضاء و جوارح و مكان و وضع مى دانستند كه همه آنها از صفات و خواصّ خلق است يا ملحد در اسم خدا بودند يعنى صفات خالق را از براى مخلوقات ثابت مى كردند مثل مشركين عرب كه مى گفتند عزير و مسيح پسران خدا و واجب الاطاعةاند و بعضى ديگر مى گفتند كه بتها مثل لات و عزّى و منات معبودند مثل خدا و هكذا يا اشاره بسوى غير خدا مى كردند يعنى اثار عالم كون و فساد را نسبة بغير خدا مى كردند مثل طباعيّه و دهريّه كه طبيعت و حركات فلكيّه و مرور ازمنه و دهور را مؤثّر در امور مى دانستند و اينها را معيّن مى كردند در وقايع و حوادث و در منافع و مضارّ نه خداى (- تعالى- ) را و تفصيل كليّات اينها اينست كه يا جماعتى بودند كه متديّن بدينى و شريعتى بودند يا نه و فرقه اولى مثل يهود و نصارى و صائبه و مجوس بودند كه اصل دين انها از دست انها در رفته بود و ملّتى داشتند مخترع و شبيه ملّت چنانچه قول خداى (- تعالى- ) است وَ قالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ و مجوس اثبات مى كردند دو اصل را و اسناد مى دادند هر يك از خير و شرّ را بيكى از آنها و گمان كردند كه ميان آن دو اصل جنگ و جدال واقع شد و ملائكه واسطه شدند و صلح دادند انها را باين كه عالم سفلى با شرير باشد مدّت هفت هزار سال امّا غير اهل ملّت و دين پس چند صنف بودند بعضى از انها اعراب مكّه و غير مكّه بودند و معطّله بودند صنفى از معطله انكار كردند خالق و بعث و معاد را و قائل شدند بطبع زنده كننده چنانچه هر سال فصل ربيع مى روياند و ميوه مى دهد و بدهر و زمان مفنى و مميت و ميراننده مثل موسم زمستان كه سرما هلاك ميكند گياه و برگ و ميوه ها را قال اللّه (- تعالى- ) وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا و منحصر دانستند بر تحليل طبيعت و تركيب او و صنف ديگر از معطّله اقرار بخالق و ابتداء خلق از او كردند امّا انكار بعث و معاد و حشر و نشر كردند قوله (- تعالى- ) وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ و صنف ديگر از انها بنوع حشر و نشر نيز قائل شده امّا بت پرستيدند و گفتند اينها شفعاء ما باشند پيش خدا روز قيامت قوله (- تعالى- ) وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ و از اين گروه بودند قبيله ثقيف عرب كه اصحاب لات بودند در طايفه و قبيله قريش و بنى كنانه كه اصحاب عزّى بودند و بعضى ديگر از انها صورت ملائكه قائل بودند و بت مى ساختند و عبادت آن صورتها مى كردند كه ملائكه شفيع انها باشند و دسته ديگر بودند كه پرستش مى كردند جنّ و شياطين ارضى را قوله (- تعالى- ) بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ امّا فرقه غير معطله يعنى محصّله پس در جاهليّت بر سه نوع از علوم ممارست و مداومت داشتند اوّل علم انساب و تواريخ و اديان ماضيه دويّم علم تعبير خواب سيّم علم قيافه و كهانت و شعبده و انواء يعنى علم ستاره شناسى بود و انواء جمع نوء بفتح نونست بمعنى ستاره است و بيست و هشت ستاره كه مطالع هر يك را معيّن مى دانستند قائل بودند و مى گفتند كه در مدّت سال هر سيزده شب ستاره از آن ستاره ها ساقط مى شود در مغرب وقت طلوع صبح و طلوع ميكند ستاره ديگر در مقابل او در همان ساعت و در وقت سقوط ستاره و طلوع ستاره ديگر مى گفتند البتّه بارشى مى بارد و هر بار آنرا نيز منسوب بانها مى دانستند و مى گفتند مطرنا بنوء كذا و مرويست از حضرت رسول (- ص- ) كه گفت كسى كه بگويد مطرنا بنوء كذا يعنى باران ما بسبب سقوط فلان ستاره است پس بتحقيق كه كافر شده است بآن چيز كه نازلشده است بر محمّد (- ص- ) و از قبيله غير عرب طائفه براهمه هند بودند كه مناط اعتقادات و احكام سياسات را بحسن و قبح عقلى مى دانستند و باين جهة انكار ملل و شرايع و اديان مى كردند و منسوب بودند بمردى از آن طايفه كه او را براهام مى گفتند و بعضى از اهل هند اصحاب بدَدِه بودند و بُد را شخصى مى دانستند در اين عالم كه نكاح نمى كند و ولد نمى آورد و طعام نمى خورد و اب نمى آشامد و پير نمى شود و نمى ميرد و بعضى ديگر از كفّار اهل علم و عالم بعلم فلك و نجوم و احكام ادوار و تأثيرات كواكب بودند و بعضى ديگر اصحاب روحانيّات بودند و مى گفتند روحانيّات واسطه ميان خدا و خلق و رسول مى باشند از جانب خدا لكن متمثّل ميشوند بصورت بشر از براى رسالت بدون كتاب و صحف و از جانب خدا امر و نهى ميكنند و بعضى ديگر آفتاب پرست بودند نه ساير ستارگان را و بعضى ماه پرست بودند و اثار را مستند بكواكب عموما يا خصوصا مى دانستند و در حقيقت اين طوايف و بعضى ديگر ستاره پرست بودند و هم بت پرست بودند چنانچه بعضى از بت پرستان بتها را بصورت ستارگان مى ساختند و پرستش مى كردند ستاره صاحب صورت را و امثال اين اراء و مذاهب باطله كه در كتب تواريخ و سير مسطور است در اقطار و اكناف عالم بودند فهديهم به من الضّلالة و انقذهم بمكانة من الجهالة يعنى پس هدايت كرد و راه نمود آنها را براهنمائى و از ضلالت و گمراهى و خلاص ساخت انها را بمرتبه عظيمى از جهالة ثمّ اختار سبحانه لمحمّد (- ص- ) لقائه و رضى له ما عنده يعنى پس بعد از اكمال هدايت خلق اختيار كرد خداى منزّه از براى محمّد (- ص- ) ملاقات منتهاى مرتبه قرب و منزلت و مرحمت خود را و حال آن كه راضى بود از براى او آن چيزى كه در نزد خدا داشت از مرتبه و قرب و عزّت يعنى اختيار كرد از براى او ملاقات پروردگارش را بتقريب رضاء بقرب منزلت و عزّت او و مى خواست تا با قرب حضور باشد بتقريب رضامندى از او نه اين كه ملاقات را از براى عتاب مى خواست قوله (- تعالى- ) يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فاكرمه عن دار الدّنيا و رغب به عن مقارنة البلوى يعنى پس گرامى داشت او را از رحلت دار دنيا و راغب ساخت او را از گذشتن مصاحبت بلاها و كلمه عن در هر دو جا بمعنى گذشتن است و باء رغب به تعديه است فقبضه اليه كريما صلّى اللّه عليه و آله يعنى پس قبض كرد او را بسوى خود در حالتى كه مكرّم و صاحب منزلت و مرتبت بود و گفته نشد قبض روحه بجهة آن كه تمامش روح بود و روح تمام

شرح ابن ابی الحدید

إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً ص- لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَ إِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ- مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ- مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلَادُهُ- وَ أَهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ- وَ أَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ- بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِي اسْمِهِ- أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ- فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ- ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ ص لِقَاءَهُ- وَ رَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا- وَ رَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ الْبَلْوَى- فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً- الهاء في قوله لإنجاز عدته- راجعة إلى البارئ سبحانه- و الهاء في قوله و إتمام نبوته- راجعة إلى محمد ص- و قوله مأخوذ على النبيين ميثاقه- قيل لم يكن نبي قط إلا و بشر بمبعث محمد ص- و أخذ عليه تعظيمه و إن كان بعد لم يوجد- . فأما قوله و أهل الأرض يومئذ ملل متفرقة- فإن العلماء يذكرون أن النبي ص بعث- و الناس أصناف شتى في أديانهم- يهود و نصارى و مجوس- و صائبون و عبده أصنام و فلاسفة و زنادقة.

القول في أديان العرب في الجاهلية

فأما الأمة التي بعث محمد ص فيها فهم العرب- و كانوا أصنافا شتى فمنهم معطلة و منهم غير معطلة- فأما المعطلة منهم- فبعضهم أنكر الخالق و البعث و الإعادة- و قالوا ما قال القرآن العزيز عنهم- ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا- وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ- فجعلوا الجامع لهم الطبع و المهلك لهم الدهر- و بعضهم اعترف بالخالق سبحانه و أنكر البعث- و هم الذين أخبر سبحانه عنهم بقوله- قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ- و منهم من أقر بالخالق و نوع من الإعادة- و أنكروا الرسل و عبدوا الأصنام- و زعموا أنها شفعاء عند الله في الآخرة- و حجوا لها و نحروا لها الهدي- و قربوا لها القربان و حللوا و حرموا- و هم جمهور العرب و هم الذين قال الله تعالى عنهم- وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ- يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ- . فممن نطق شعره بإنكار البعث بعضهم يرثي قتلى بدر-

  • فما ذا بالقليب قليب بدرمن الفتيان و القوم الكرام
  • و ما ذا بالقليب قليب بدرمن الشيزى تكلل بالسنام
  • أ يخبرنا ابن كبشة أن سنحياو كيف حياة أصداء وهام
  • إذا ما الرأس زال بمنكبيه فقد شبع الأنيس من الطعام
  • أ يقتلني إذا ما كنت حياو يحييني إذ رمت عظامي

و كان من العرب من يعتقد التناسخ- و تنقل الأرواح في الأجساد- و من هؤلاء أرباب الهامة التي

قال ع عنهم لا عدوى و لا هامة و لا صفر

- و قال ذو الإصبع

  • يا عمرو إلا تدع شتمي و منقصتيأضربك حيث تقول الهامة اسقوني
  • - . و قالوا إن ليلى الأخيلية لما سلمت على قبر توبة بن الحمير- خرج إليها هامة من القبر صائحة- أفزعت ناقتها فوقصت بها فماتت- و كان ذلك تصديق قوله-
  • و لو أن ليلى الأخيلية سلمتعلي و دوني جندل و صفائح
  • لسلمت تسليم البشاشة أو زقاإليها صدى من جانب القبر صائح

- . و كان توبة و ليلى في أيام بني أمية- . و كانوا في عبادة الأصنام مختلفين- فمنهم من يجعلها مشاركة للبارئ تعالى- و يطلق عليها لفظة الشريك- و من ذلك قولهم في التلبية لبيك اللهم لبيك- لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه و ما ملك- و منهم من لا يطلق عليها لفظ الشريك- و يجعلها وسائل و ذرائع إلى الخالق سبحانه- و هم الذين قالوا ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى - . و كان في العرب مشبهة و مجسمة- منهم أمية بن أبي الصلت و هو القائل-

من فوق عرش جالس قد حطرجليه إلى كرسيه المنصوب

- . و كان جمهورهم عبدة الأصنام- فكان ود لكلب بدومة الجندل- و سواع لهذيل و نسر لحمير- و يغوث لهمدان و اللات لثقيف بالطائف- و العزى لكنانة و قريش و بعض بني سليم- و مناة لغسان و الأوس و الخزرج- و كان هبل لقريش خاصة على ظهر الكعبة- و أساف و نائلة على الصفا و المروة- و كان في العرب من يميل إلى اليهودية- منهم جماعة من التبابعة و ملوك اليمن- و منهم نصارى كبني تغلب- و العباديين رهط عدي بن زيد و نصارى نجران- و منهم من كان يميل إلى الصابئة- و يقول بالنجوم و الأنواء- . فأما الذين ليسوا بمعطلة من العرب فالقليل منهم- و هم المتألهون أصحاب الورع و التحرج عن القبائح- كعبد الله و عبد المطلب و ابنه أبي طالب- و زيد بن عمرو بن نفيل و قس بن ساعدة الإيادي- و عامر بن الظرب العدواني و جماعة غير هؤلاء- . و غرضنا من هذا الفصل بيان قوله ع- بين مشبه لله بخلقه أو ملحد في اسمه- إلى غير ذلك و قد ظهر بما شرحناه

شرح نهج البلاغه منظوم

إلى أن بعث اللّه سبحانه محمّدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لإنجاز عدته، و تمام نبوّته، مأخوذا على النّبيّين ميثاقه، مشهورة سماته، كريما ميلاده، و أهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة، و أهواء منتشرة، و طرائق متشتّتة، بين مشبّه للّه بخلقه، أو ملحد فى اسمه، أو مشير إلى غيره، فهداهم به من الضّلالة و أنقذهم بمكانه من الجهالة، ثمّ اختار سبحانه لمحمّد (صلّى اللّه عليه و آله) لقائه، و رضى له ما عنده، و أكرمه عن دار الدّنيا، و رغب به عن مقارنة البلوى، فقبضه إليه كريما، (صلّى اللّه عليه و آله)

ترجمه

تا اين كه خداوند منّان محمّد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم را براى بجا آوردن وعده خود و تمام گردانيدن نبوّت را باو آن حضرت را برانگيخت در حالى كه از پيمبران پيش پيمان نبوّت او گرفته شده، علامات و نشانه هاى مشهور و وقت ولادتش نيكو و پسنديده بود. در اين روزگار مردم روى زمين داراى ملّتهاى متفرّق، و آرزوهاى بسيار و طريقهاى پراكنده بودند، گروهى خالق را بخلق تشبيه، برخى در نام او تصرّف، دسته بغير او اشاره مى كردند، پس خداوند بوسيله محمّد (ص) آنان را از گمراهى هدايت فرمود، و بواسطه او از نادانى كفر نجاتشان داد، پس خداوند از براى محمّد (ص) مقام قرب و لقاء خودش را اختيار كرد، مرتبه كه براى احدى حاصل نشده براى او پسنديد، روى او را از دار دنيا و محلّ محنت و بلا بسوى خويش متوجّه و معطوف ساخت و در حالى كه كريم و بزرگوار بود روحش را قبض فرمود (درود بى پايان بر او و بر آل او باد)

نظم

  • كه ناگه شد هويدا نور احمد (ص)رسولان را بشد خاتم محمّد (ص)
  • شبى در مكه خورشيدى درخشيدبشر آينده در انوار وى ديد
  • بدانست آن شب يلدا سرآمدرسول اللّه چو ماه از در آمد
  • سجّل انبيا را مهر او كردشكاف جملگى را او رفو كرد
  • چو احمد نامه شان فرمود امضاقبول آمد بنزد شاه و الا
  • بشر را او ز نادانى رهانيدبه شه راه هدايتشان كشانيد
  • محمّد از جهان چون رخت بربست بشاخ سدره مرغ جانش بنشست
  • تنش از زحمت تبليغ فرسودبنزد حق ز رحمت جانش آسود