نامه 30 نهج البلاغه : پند و هشدار به معاويه

نامه 30 نهج البلاغه : پند و هشدار به معاويه

متن اصلی نامه 30 نهج البلاغه

عنوان نامه 30 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی نامه 30 نهج البلاغه

(30) و من كتاب له عليه السلام إلى معاوية

فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا لَدَيْكَ وَ انْظُرْ فِي حَقِّهِ عَلَيْكَ وَ ارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً وَ سُبُلًا نَيِّرَةً وَ مَحَجَّةً نَهْجَةً وَ غَايَةً مُطَّلَبَةً«» يَرِدُهَا الْأَكْيَاسُ وَ يُخَالِفُهَا الْأَنْكَاسُ مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ وَ خَبَطَ فِي التِّيهِ وَ غَيَّرَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ أَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ سَبِيلَكَ وَ حَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ وَ مَحَلَّةِ كُفْرٍ وَ إِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً وَ أَقْحَمَتْكَ غَيّاً وَ أَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وَ أَوْعَرَتْ عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ

عنوان نامه 30 نهج البلاغه

پند و هشدار به معاويه

ترجمه مرحوم فیض

30- از نامه هاى آن حضرت عليه السّلام است به معاويه

(كه در آن او را اندرز داده و از عذاب و بدبختى انجام كار ترسانيده): 1 پس از خدا بترس در باره آنچه (نعمت هايى) كه نزد تو است، و بنگر در حقّى (اطاعت و پيروى و سپاسگزارى) كه بر تو دارد، و برگرد به شناسايى آنچه كه بجهل و نادانى آن معذور نيستى (امام زمان خويش را پيروى كن) زيرا براى اطاعت و پيروى (از خدا كه اساس آن شناسائى امام زمان است) نشانه هاى آشكار و راههاى روشن و جادّه هاى راست و هويدا و پايانى است (بهشت) كه آرزو ميشود، زيركان در آن وارد ميشوند، و سفلگان از آن سرباز مى زنند (بر خلاف دستور خدا و رسول كارهاى ناشايسته اى بجا مى آورند كه بآن نمى رسند) هر كه از آن راه پرت شود از راه حقّ بيرون رفته و ندانسته پا در بيابان گمراهى نهاده، و خدا نعمتش را از او تغيير داده (گرفته) و عذاب و سختيش را باو روا دارد، 2 پس خود را بپا و بر نفس خويش بترس (طبق دستور و خواهش او رفتار مكن) كه خدا راه (سعادت و نيكبختى) را بر تو آشكار فرموده، و تا آنجا كه كارهايت بتو انجام يافته اسب سوارى خود را به منتهاى زيانكارى و جاى كفر و نافرمانى (دوزخ) راندى، و نفس تو (كه از خواهش او پيروى كردى) ترا بشرّ و بدى (مخالفت با امام زمان خود) وادار ساخت، و در گمراهى (بدبختى هميشگى) افكند، و در تباهكاريها (معصيت خدا و رسول) وارد ساخت، و راهها (ى هدايت و رستگارى) را بر تو دشوار نمود (زيرا انسانى كه پيرو نفس باشد نفس راههاى سعادت و نيكبختى را دشوار مينمايد كه شخص از راههاى ضلالت و گمراهى پا بيرون ننهد).

( . ترجمه و شرح نهج البلاغه فیض الاسلام، ج5، ص 906)

ترجمه مرحوم شهیدی

30 و از نامه آن حضرت است به معاويه

خداى را در آنچه نزد تو است پاس دار، و حق او را بر خود بياد آر، و بازگرد بدانچه معذور نيستى از ناشناختن آن كه فرمانبردارى را نشانه هاست آشكار و راههاست روشن و پديدار، و راهى ميانه و گشاده، و نهايتى كه هر كس دل بدان نهاده. زيركان بدان راه در شوند و سرافكندگان از آن به در شوند. هر كه از آن راه برگردد پاى از حق برون نهاده و در گمراهى در افتاده، و خداى نعمتش را از وى باز دارد و عذابش را بر او فرود آرد. پس خود را بپاى بپاى چه خدا راه تو را برايت آشكار فرمود، و همان جا كه هستى باش- كه از طغيان تو را چه سود- . تا به حد زيانكارى تاختى و در منزل كفر جاى ساختى- پيروى خواهش- نفست تو را به بدى و زيان در آورد. و به گمراهى ات داخل كرد، و به مهلكه ها در انداخت، و راه را برايت دشوار ساخت.

( . ترجمه نهج البلاغه مرحوم شهیدی، ص 294و295)

شرح ابن میثم

30- و من كتاب له عليه السّلام إلى معاوية

فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا لَدَيْكَ- وَ انْظُرْ فِي حَقِّهِ عَلَيْكَ- وَ ارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ- فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً- وَ سُبُلًا نَيِّرَةً وَ مَحَجَّةً نَهْجَةً وَ غَايَةً مُطَّلَبَةً- يَرِدُهَا الْأَكْيَاسُ وَ يُخَالِفُهَا الْأَنْكَاسُ- مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ وَ خَبَطَ فِي التِّيهِ- وَ غَيَّرَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ أَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ- فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ سَبِيلَكَ- وَ حَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ- فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ وَ مَحَلَّةِ كُفْرٍ- فَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً وَ أَقْحَمَتْكَ غَيّاً- وَ أَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وَ أَوْعَرَتْ عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ أقول: أوّل هذا الكتاب: أمّا بعد فقد بلغني كتابك تذكر مشاغبتي و تستقبح موازرتي و تزعمني متجبّرا و عن حقّ اللّه مقصّرا. فسبحان اللّه كيف تستجيز الغيبة و تستحسن العضيهة. إنّي لم اشاغب إلّا في أمر بمعروف أو نهي عن المنكر و لم أتجبّر إلّا على مارق أو ملحد أو منافق و لم آخذ في ذلك إلّا بقول اللّه و رسوله وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ و أمّا التقصير في حقّ اللّه فمعاذ اللّه جلّ ثناؤه من أن اعطّل الحقوق المؤكّدة و أركن إلى الأهواء المبتدعة و اخلد إلى الضلالة المحيّرة. و من العجب أن تصف يا معاوية الإحسان و تخالف البرهان و تنكث الوثايق الّتي هي للّه عزّ و جلّ طلبة و على عباده حجّة مع نبذ الإسلام و تضييع الأحكام و طمس الأعلام و الجرى في الهواى و التهوّس في الردى. ثمّ يتّصل بقوله: فاتّق اللّه. الفصل المذكور. و من هذا الكتاب أيضا: و إنّ للناس جماعة يد اللّه عليها و غضب اللّه على من خالفها.

فنفسك نفسك قبل حلول رمسك فإنّك إلى اللّه راجع و إلى حشره مهطع و سيبهضك كربه و يحلّ بك غمّه في يوم لا يغنى النادم ندمه و لا يقبل من المعتذر عذره يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا و لا هم ينصرون.

اللغة

و العضيهة: الإفك و البهتان. و الطمس: إخفاء الأثر. و نهجة: واضحة. و مطّلبة بتشديد الطاء و فتح اللام: أي مطلوبة جدّا منهم. و الأكياس: العقلاء. و الأنكاس: جمع نكس و هو الدنى ء من الرجال. و نكب: عدل. و الخبط. المشى على غير استقامة. و الخسر: الخسران. و الاقتحام: الدخول في الأمر بشدّة. و الوعر: الشديد. و المهطع: المسرع. و بهضه الأمر: أثقله.

المعنى

و الفصل موعظة. فأشار عليه السّلام عليه بتقوى اللّه فيما لديه من مال المسلمين و فيئهم، و أن ينظر في حقّه تعالى عليه و آثار نعمته فيقابله بالشكر و الطاعة، و أن يرجع إلى معرفة ما لا عذر له في أن يجهله من وجوب طاعة اللّه و رسوله و طاعة الإمام الحقّ. و قوله: فإنّ للطاعة أعلاما واضحة. أى الطاعة للّه، و استعار لفظ الأعلام لما يدلّ على الطريق إلى اللّه من الكتاب و السنّة القوليّة و الفعليّة و من جملتها أئمّة الحقّ و الهدى فإنّهم أصل تلك الأعلام و حاملوها. و عنى بالسبل النيّرة و المحجّة النهجة الطرق إلى اللّه المدلول عليها بأعلامها المذكورة، و بالغاية المطلوبة من الخلق وصولهم إلى حضرة قدس اللّه طاهرين مجرّدين عن الهيئات البدنيّة الدنيّة مستمعين للكمالات الإنسانيّة النفسانيّة.

و اعلم أنّ الطاعة اسم لقصد تلك الأعلام و سلوك تلك المحجّة طلبا لتلك الغاية، و الضمير في قوله: يردها و يخالفها و عنها راجع إلى المحجّة و الأعلام الواضحة عليها، و ظاهر أنّ العقلاء هم الّذين يختارون ورود تلك المحجّة و يقصدون أعلامها و أنّ أدنياء الهمم يخالفون إلى غيرها فيعدلون عن صراط اللّه الحقّ و يحبطون في تيه الجهل و يغيّر اللّه بذلك نعمته عليهم و يبدّلهم بها نقمته في دار الجزاء. ثمّ لمّا أشار عليه بما أشار و أوضح له سبل السلامة و ما يلزم مخالفها من تغيير نعمة اللّه و حلول نقمته أمره أن يحفط نفسه بسلوك تلك السبل عمّا يلزم مخالفتها و العدول عنها من الامور المذكورة. ثمّ أعلمه بأنّ اللّه بيّن له سبيله و أراد سبيل طاعته المأمور بسلوكها. و هو في قوّة قياس صغرى ضمير من الشكل الأوّل أوجب عليه به سلوك تلك السبيل. و تقدير الكبرى: و كلّ من بيّن اللّه له سبيله الّتي أوجب عليه سلوكها فقد وجب عليه حفظ نفسه بسلوكها. و قوله: و حيث تناهت بك امورك. فحسبك ما تناهت بك إليه. ثمّ فسّر ذلك الحيث الّذي أمره بالوقوف عنده و هو غاية الخسر: أى الغاية المستلزمة للخسر الّتي هي منزلة من منازل الكفر، و أخبره أنّه قد اجرى إليها و كفى بها غاية شرّ. و إجرائه إلى تلك الغاية كناية عن سعيه و عمله المستلزم لوصوله إليها.

يقال: اجرى فلان إلى غاية كذا: أى قصدها بفعله. و أصله من إجراء الخيل للسباق. و لفظ الخسر مستعار لفقدان رضوان اللّه و الكمالات الموصلة إليه، و إنّما جعل تلك الغاية الّتي اجرى إليها منزلة كفر لأنّ الغايات الشرّيّة المنهىّ عن قصدها من منازل الكفّار و مقاماتهم فمن سلك إليها قصدا و بلغها اختيارا فقد لحق منازل الكفر و محالّه. و قوله: و إنّ نفسك قد أو لجتك شرّا. أى أدخلتك في شرّ الدنيا و الآخرة، و أراد نفسه الأمّارة بالسوء بما سوّلت له من معصية اللّه و مخالفة الإمام الحقّ، و يروى: قد أوحلتك: أى ألقتك في الوحل. و هو مستعار لما وقع فيه من المعصية و الاختلاط عن الجهل، و أقحمتك غيّا: أى أدخلتك في الغيّ و الضلال، و أوردتك المهالك: أى الموارد المهلكة من الشبهات و المعاصي، و أو عرت عليك المسالك: أى مسالك الهدى و طرق الخير لأنّ النفس الأمّارة بالسوء إذا أوردت الإنسان سبل الضلالة و سهّلت عليه سلوكها بوسوستها و تحسينها للغايات الباطلة لزمه بسبب ذلك البعد عن طرق الهدى و مسالك الخير، و استصعاب سلوكها. و باللّه التوفيق و العصمة و به الحول و القوّة و العون و التسديد.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 448-451)

ترجمه شرح ابن میثم

30- از نامه هاى امام (ع) به معاويه:

فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا لَدَيْكَ- وَ انْظُرْ فِي حَقِّهِ عَلَيْكَ- وَ ارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ- فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً- وَ سُبُلًا نَيِّرَةً وَ مَحَجَّةً نَهْجَةً وَ غَايَةً مُطَّلَبَةً- يَرِدُهَا الْأَكْيَاسُ وَ يُخَالِفُهَا الْأَنْكَاسُ- مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ وَ خَبَطَ فِي التِّيهِ- وَ غَيَّرَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ أَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ- فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ سَبِيلَكَ- وَ حَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ- فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ وَ مَحَلَّةِ كُفْرٍ- فَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً وَ أَقْحَمَتْكَ غَيّاً- وَ أَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وَ أَوْعَرَتْ عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ

لغات

عضيهه: تهمت و افترا طمس: از بين بردن اثر نهجة: روشن و واضح مطلّبه به تشديد طاء و فتح لام: آنچه بطور جدى از آنها طلب شده باشد اكياس: خردمندان أنكاس: جمع نكس: مرد پست نكب: منحرف شد خبط: در راه نادرست گام برداشتن خسر: زيانكارى اقتحام: با شدت در امرى داخل شدن وعر: سخت، شديد مهطع: شتاب كننده بهضه الامر: آن كار بر او گران آمد، بارش را سنگين كرد.

ترجمه

«پس در باره نعمتهايى كه نزد توست از خدا بترس و در حقى كه بر تو دارد بنگر و از شناخت آنچه كه در ندانستن آن معذور نيستى خوددارى مكن چرا كه براى اطاعت و پيروى نشانه هاى آشكار و راههاى روشن و جاده هاى پهن و پايانى مطلوب است، كه زيركها در آن وارد مى شوند و سفلگان از آن، سرباز مى زنند، آن كه از آن راه منحرف شود از حق روى گردانده و در بيابان گمراهى و سرگردانى قدم گذارده، و خداوند نعمت خود را از او مى گيرد و عذاب خود را بر او گسيل مى دارد، پس به خود آى و خويشتن را درياب كه خدا راه خود را براى تو روشن كرده است و چون كارهايت تو را به اين مرحله كشانده است پس به آخرين حدّ زيان و جايگاه كفر و شرك پايين آمدى و خواهشهاى دلت، تو را به شرارت وادار كرده و در گمراهى افكنده و در تباهكاريها وارد ساخته و راهها را بر تو سخت بسته است.»

شرح

آنچه مرحوم سيد در اين مورد از نهج البلاغه آورد. قسمتى از نامه حضرت به معاويه است كه آغاز آن چنين بوده: پس از حمد خدا و نعت پيامبر، نامه ات به من رسيد كه در آن فتنه انگيزى مرا خاطر نشان كردى، و كيفر مجازاتى كه انجام مى دهم زشت شمردى و مرا ستمگر و در ادا كردن حقوق الهى كوتاهى كننده به حساب آوردى، سبحان اللَّه چگونه به خود اجازه غيبت كردن مى دهى و دروغگويى را نيكو مى دانى من جز براى امر به معروف و نهى از منكر هرگز آشوب و ستيز به پا نكردم، و جز بر بدعتگذار، و از دين برگشته، يا منافق بر كسى نشوريدم و راهنمايم در اين امور آيه قرآن است كه مى فرمايد: «وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ«»...». مرا تقصير كننده در حق خدا دانستى، به خداى بزرگ پناه مى برم از آن كه حقوق تاكيد شده او را رها و تعطيل كنم، و به سوى هوا و هوسى مايل شوم و در گمراهى حيرتزا براى هميشه بمانم، عجيب است اى معاويه، كه تو احسان كردن را مى ستايى، اما با دليل و برهان مخالفى، و پيمانهاى الهى را كه خواسته وى و حجت بر بندگانش مى باشد درهم مى شكنى، اسلام را بدور انداختى و احكامش را تباه و آثارش را محو كردى، جامه هوسبازى به تن كردى و به دنبال خواستهاى پست نفسانى مى روى، (اين بود قسمتهاى اول اين نامه كه در نهج البلاغه ذكر نشده و از اين به بعد جمله هايى است كه در اول ترجمه شده و به اين عبارت آغاز مى شود) فاتق اللَّه... كه شرحشى بعدا مى آيد، و جملات ديگرى نيز از اين نامه حذف شده است كه چنين است: گروهى براى خدا وجود دارند كه دست خدا بالاى سر آنها و خشم او بر مخالفانشان حتمى است، بنا بر اين پيش از آن كه در تنگناى قبر وارد شوى به فكر خود باش و خويشتن را مواظبت كن كه بازگشتت به سوى خداست و در پيشگاه او محشور مى شوى سختيهاى آن روز گريبانگيرت خواهد شد و اندوهش بر تو وارد مى شود، روزى كه پشيمانى سودى ندارد و عذر معذرتخواه پذيرفته نمى شود، «يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ.«»» در اين نامه امام (ع) مخاطب خود را موعظه فرموده و او را پند و اندرز داده است كه تقواى الهى را پيشه كند و در باره اموال مسلمين و ثروت آنان كه ترد او قرار دارد از خدا بترسد و حق نعمتهاى خدا را بر خود ادا كند و به منظور سپاسگزارى، دستورهاى وى را پيروى و اطاعت كند و به سوى شناخت آنچه كه براى نادانى آن وى را عذرى نيست بر گردد يعنى بداند كه اطاعت از فرمانهاى خدا و پيامبر و امام بر حق واجب و لازم است.

فانّ للطاعة اعلاما واضحه،

براى اطاعت خدا نشانه هاى روشن است، كلمه اعلام كنايه از امورى است كه آدمى را به راه خداوند راهنمايى مى كنند يعنى كتاب خداوند و سخنان پيامبر (ص) و اعمال او، و همچنين پيشوايان حق و راستين، كه اصل و ريشه اين آثار و حاملان آن مى باشند، و منظور از راههاى روشن و جاده آشكار همان راههايى است كه به خدا منتهى مى شود كه مدلول همان آثار است، و مراد از هدفى كه بطور جدى مطلوب خلق است آن است كه با حالتى پاك و برهنه از آلودگيهاى جسمانى پست و زينت يافته با كمالات نفسانى و انسانى، به پيشگاه قدس الهى راه يابند.

طاعة اسم مصدر و منظور هدفى است كه مورد نظر أعلام است و براى رسيدن به آن هدف اين راه بايد پيموده شود، و ضمير در كلمات: يردها و يخالفها و عنها، بر مى گردد به جمله المحجّه و الأعلام الواضحة عليها و بديهى است كه خردمندان آنانند كه ورود در اين جاده را برمى گزينند و نشانه هاى آن را طلب مى كنند، و اما دون همتان به راههاى ديگر انحراف مى يابند و از مسير حق سر بر مى تابند و در كوير جهل و نادانى سرگردان مى شوند و در پى آن خداوند، نعمت خود را بر آنان دگرگونه كرده و در سراى آخرت كيفر و عذاب را به آنان عوض مى دهد. آن گاه امام (ع) پس از آن كه قدرى معاويه را پند و اندرز داد و راههاى درست را برايش روشن كرد و به او گوشزد فرمود كه اگر از اين راهها انحراف يابد سزايش تغيير يافتن نغمت الهى و تبديل آن به نعمت و عذاب مى باشد، به او چنين دستور مى دهد كه با پيش گرفتن اين راههاى هموار و نجات بخش، نفس خود را از هر چه موجب عدول از اين راه و مخالف اين امور است حفظ و نگهدارى نمايد. اين بيان اخير امام (ع) در حكم نخستين مقدمه از يك قياس مضمرى است كه حضرت به ترتيب شكل اوّل، استدلال فرموده است كه رفتن از اين راه امرى لازم و ضرورى است، و مقدمه دوّمش اين است: هر كسى را كه خداوند راه سلوكش را معين كرده باشد بر او، واجب است كه پاى در آن مسير بگذارد.

و حيث تناهت بك امورك،

بس است اين همه جنايت كه تو را به اين مرحله رساند امام (ع) در اين مرحله معاويه را امر به توقف مى كند و شرح مى دهد كه اكنون تو به آخرين منزلگاه خسران كه يكى از منازل كفر و شرك است رسيده اى ديگر بس است توقف كن.

فقد اجريت الى غاية خسر،

كلمه اجراء، در اصل به معناى دوانيدن اسب براى مسابقه است يعنى با سرعت تا اين حدّ از زيانكارى تاختى، واژه (خسر) كنايه از فقدان رضايت و نبودن كمالاتى است كه آدمى را به خدا نزديك مى كند، و اين كه امام اين مرحله را منزلگاه كفر دانست به اين دليل است كه اساسا سرانجام كارهاى زشت كه انسان از رو آوردن به آنها منع شده، از مواضع و منزلگاههاى كفر و شرك مى باشد و هر كس با قصد و اختيار از آن راه برود به آن منزلگاهها ملحق شده است.

و انّ نفسك قد اولجتك شرّا،

نفست تو را در شرور و بديهاى دنيا و آخرت افكنده است، منظور نفس اماره است كه به سبب جلوه دادن نافرمانى از دستورات خداوند و خوب نشان دادن مخالفت با امام بر حق، انسان را وادار به اين كارهاى ناپسند مى كند، جمله بالا به روايت ديگر بدون نقطه قد اوحلتك خوانده شده، يعنى نفست تو را به گل فرو برده كه استعاره از گناهان و آلودگى به جهل و نادانى است كه مانند توده اى از گل او را در خود فرو برده است.

و اقحمتك غيّا،

و در ورطه گمراهى و هلاكتت انداخته است، و در جايگاههاى هلاكت كه امور شبهه ناك و گناهان است واردت كرده است.

و اوعرت عليك المسالك،

راههاى هدايت و روشهاى خير و خوبى را بر تو ناهموار و سخت و صعب العبور كرد، زيرا نفس امّاره هنگامى كه با نشان دادن اهداف باطل و وسوسه هاى فريبكارانه اش رفتن به راههاى تاريك گمراهى و گناه را براى آدمى هموار كرد و او را در آن مسير به راه انداخت، خود به خود از راه سعادت و مسير خير و اطاعت دور مى شود و ديگر افتادن در آن جاده و گام نهادن در آن برايش مشكل و سخت مى نمايد.

در خاتمه از خداوند متعال موفقيت در انجام دادن اعمال خير و نگهدارى از گناهان و خطايا را خواستار و به كمك گرفتن از نيروى پايدارش اميدوارم.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 774-779)

شرح مرحوم مغنیه

الرسالة - 29- الى معاوية غاية الخسر:

فاتّق اللّه فيما لديك، و انظر في حقّه عليك، و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته، فإنّ للطّاعة أعلاما واضحة، و سبلا نيّرة، و محجّة نهجة و غاية مطلوبة يردها الأكياس و يخالفها الأنكاس. من نكّب عنها جار عن الحقّ و خبط في التّيه، و غيّر اللّه نعمته، و أحلّ به نقمته. فنفسك نفسك فقد بيّن اللّه لك سبيلك. و حيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر و محلّة كفر، و إنّ نفسك قد أولجتك شرّا، و أقحمتك غيّا، و أوردتك المهالك، و أوعرت عليك المسالك.

اللغة:

أعلاما: علامات و دلائل. و المحجة الطريق الواضحة، و نهجة واضحة.

و مطّلبة- بتشديد الطاء و فتحها- مطلوبة. و الأكياس: العقلاء. و الانكاس: ضد العقلاء، و هم الذين تكثر منهم الأخطاء و الأسواء. و نكب: عدل.

و خبط: سار بغير هدى. و التيه الضلال. و تناهت الأمور: بلغت غايتها.

و أولجتك: أدخلتك. و أقحمتك: رميت بنفسك بلا روية. و أوعرت: صعّبت و ضيّقت.

الإعراب:

نفسك نصب على التحذير أي احذر نفسك، و حيث في محل نصب بفعل محذوف أي قف مكانك.

المعنى:

(فاتق اللّه فيما لديك إلخ).. يا معاوية من أموال المسلمين، و فيما أنت متسلط عليه من شئونهم و مصالحهم، و هذا حق واجب عليك للّه و للأمة (و ارجع الى معرفة ما لا تعذر بجهالته). المراد بالمعرفة هنا الطاعة، من باب إطلاق المعرفة على الشي ء المعروف، و المعنى دع عنك العمل لتفريق الجماعة، و ارجع الى الطاعة، و أنت تعلم ان إيقاظ الفتن من أكبر الكبائر، و اللّه سبحانه لا يقبل منك الاعتذار بالجهل، لأنك كاذب فيه. قال العقاد في كتاب «معاوية»: انه فرق الأمة شيعا، فلا تعرف كيف تتفق.. و لو حاسبه التاريخ حسابه الصحيح لما وصفه بغير مفرّق الجماعة.

(فإن للطاعة أعلاما واضحة إلخ).. و هي العمل لجمع الشمل، و التعاون مع الجميع على مصلحة الإسلام و المسلمين.. و لكن هذا يصدر عن الإخلاص و حب الخير، و لا يتوخاه إلا أهل الوعي و الإيمان، و ليس معاوية منهم في شي ء، لأنه ناكب عن الحق، ضارب في الضلال (فقد بيّن اللّه لك سبيلك) حرصت على الدنيا و عاجلها، و انصرفت عن اللّه بعد أن بيّن لك حلاله و حرامه، و أرشدك الى سواء السبيل (فقد أجريت الى غاية خسر، و محلة كفر). مضيت في طريق ينتهي بك الى الخسران المبين، و الكفر المشين.

و بعد، فإن إصرار الإمام على موعظة معاوية لا يخلو من أحد فرضين: إما من باب إلقاء الحجة على معاوية، و إما للتشهير به و إعلان حقيقته لكل جيل، كما يفعل اليوم من يملكون وسائل الدعاية و النشر و إلا فإن الإمام يعلم بأن عظاته لمعاوية لا تزيده إلا فرارا و استكبارا.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج3، ص 479-481)

شرح منهاج البراعة خویی

و من كتاب له عليه السّلام الى معاوية- و هو المختار الثلاثون من باب المختار من كتبه و رسائله

فاتّق اللّه فيما لديك، و انظر في حقّه عليك، و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته فإنّ للطّاعة أعلاما واضحة، و سبلا نيّرة، و مهجّة نهجة [نهجة- معا]، و غاية مطلّبة يردها الأكياس و يخالفها الأنكاس، من نكّب عنها جار عن الحقّ، و خبط في التّيه، و غيّر اللّه نعمته، و أحلّ به نقمته، فنفسك نفسك فقد بيّن اللّه لك سبيلك، و حيث تناهت بك أمورك فقد أجريت إلى غاية خسر، و محلّة كفر، و إنّ نفسك قد أوحلتك شرّا، و أقحمتك غيّا، و أوردتك المهالك، و أو عرت عليك المسالك.

المصدر

هذا الفصل اختاره الشريف الرضي رضوان اللّه عليه على دأبه من كتاب له عليه السّلام إلى معاوية و هذه صورته الكاملة: أمّا بعد فقد بلغني كتابك تذكر مشاغبتي، و تستقبح مواربتي، و تزعمني متجبّرا، و عن حقّ اللّه مقصّرا، فسبحان اللّه، كيف تستجيز الغيبة و تستحسن العضيهة و إنّي لم اشاغب إلّا في أمر بمعروف، أو نهى عن منكر و لم أتجبّر [و لم أضجر- نسخة] إلّا على باغ مارق، أو ملحد منافق، و لم آخذ في ذلك إلّا بقول اللّه سبحانه: «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ».

و أما التقصير في حقّ اللّه تعالى فمعاذ اللّه و المقصّر في حقّ اللّه جلّ ثناؤه من عطّل الحقوق المؤكّدة، و ركن إلى الأهواء المبتدعة، و أخلد إلى الضلالة المحيّرة.

و من العجب أن تصف يا معاوية الإحسان، و تخالف البرهان، و تنكث الوثائق الّتي هي للّه عزّ جل طلبة، و على عباده حجّة، مع نبذ الإسلام، و تضييع الأحكام و طمس الأعلام، و الجرى في الهوى، و التّهوس في الرّدى.

فاتّق اللّه فيما لديك، و انظر في حقّه عليك- إلى آخر الفصل المختار من النهج، و إنّ للنّاس جماعة يد اللّه عليها، و غضب اللّه على من خالفها، فنفسك نفسك قبل حلول رمسك، فإنّك إلى اللّه راجع، و إلى حشره مهطع، و سيبهظك كربه و يحلّ بك غمّه، يوم لا يغنى النّادم ندمه، و لا يقبل من المعتذر عذره، يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا و لا هم ينصرون.

قلت: إنّ كلامه عليه السّلام أما بعد فقد بلغنى كتابك تذكر مشاغبتى، صريح في أنّ هذا الكتاب جواب عن كتاب كتبه معاوية إليه و لكن لم نظفر عليه مع كثرة الفحص و التتبّع، و كتاب أمير المؤمنين علي عليه السّلام هذا نقله الشارح المعتزلي و الشارح البحراني في المقام و علم الهدى ابن المولى المحسن الفيض في معادن الحكمة «ص 159 ج 1» و أحمد زكى صفوت في جمهرة رسائل العرب «ص 433 ج 1» و لم ينقلوا كتاب معاوية بل الأخيرين نقلا كتاب أمير المؤمنين عليه السّلام هذا من الأوّلين و أتى به المجلسي في ثامن البحار «ص 540» ناقلا عن البحراني أيضا.

اللغة

(مشاغبتى) الشّغب تهييج الشرّ كالتشغيب و شاغبه شارّه، (مواربتى) المواربة: المداهاة و المخاتلة كما في القاموس، و في غير واحد من النسخ موازرتى، (متجبرا) بالجيم و الباء الموحدة كما في عدّة نسخ و في نسخ اخرى متحيرا بالحاء المهملة و الياء المثناة من تحت و الأوّل أنسب بما يأتي من قوله عليه السّلام: و لم أتجبّر إلّا على باغ مارق، و منه يعلم رجحان أتجبّر على أضجر أيضا.

(العضيهة): بالفتح البهيّة و هي الإفك و البهتان كما قاله الجوهرى في الصحاح قال المتوكّل الليثي:

احذر وصال اللئيم إنّ له عضها إذا حبل وصله انقطعا

و البيت من الحماسة (الحماسة 442) قال المرزوقي في شرحه عليها: العضه ذكر القبيح كذبا و زورا، و يقال عضهته إذا رميته بالزّور، و أعضه الرجل أتى بالعضيهة و هي الإفك، و من كلامهم يا للعضيهة و يا للأفيكة.

(ركن) إليه من بابى علم و نصر أى مال إليه و سكن و وثق به.

(أخلد إلى الضلالة) قال الجوهرى: أخلدت إلى فلان أى ركنت إليه، و منه قوله تعالى: وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ، (الطمس) ازالة الأثر بالمحو، قال تعالى:

«فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ» «رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ» أى أزل صورتها «وَ لَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ» أى أزلنا ضوأها و صورتها كما يطمس الأثر قاله الراغب في المفردات.

(التهوّس في الردى) تهوّس: مشى ثقيلا في أرض ليّنة كما عن اللّسان، و قال الجوهري في الصّحاح: الهوس السوق اللين، يقال: هست الإبل فهاست أى ترعى و تسير.

(المحجّة) الطريق الواضحة، و (النهجة) الطريق الواضحة أيضا و أنهج الطريق أي استبان و صار نهجا واضحا بيّنا، أى جادّة مستبينة.

(مطلبة) بتشديد اللّام المفتوحة، كما في نسخة الرضي أى مطلوبة، و في غير واحدة من النسخ مطلوبة، و قال المجلسي في البحار: النسخ المصحّحة متّفقة على تشديد الطّاء، فالكلمة على هذا من اطّلب كافتعل، يقال: اطّلبه أى طلبه قال الجوهري في الصّحاح: طلبت الشي ء طلبا و كذلك اطّلبته على افتعلته، و قال الشارح البحراني: مطّلبة بتشديد الطاء و فتح اللّام، أى مطلوبة جدّا منهم بناء على أنّ كثرة المباني تدلّ على كثرة المعاني، قال الرضي في شرح الشافية: اعلم أنّ المزيد فيه لغير الإلحاق لا بدّ لزيادته من معنى لأنّها إذا لم يكن لغرض لفظي، كما كانت في الإلحاق، و لا لمعنى كانت عبثا. انتهى.

و قرأها الشارح المعتزلي على سكون الطاء و كسر اللّام، حيث قال: قوله غاية مطلبة أى مساعفة لطالبها بما يطلبه، تقول: طلب فلان منّى كذا فأطلبته أى اسعفته به، ثمّ خطّأ الراوندي بقوله: قال الراوندي: مطلبة بمعنى متطلّبة يقال: طلبت كذا و تطلبته و هذا ليس بشي ء يخرج الكلام أن يكون له معنى. انتهى.

قلت: التطلّب طلب الشي ء مرّة بعد اخرى مع تكلّف، و يأبى سياق الكلام عن حمله على هذا المعنى، و لذا قال الشارح المذكور ردّا على الراوندي: و هذا ليس بشي ء يخرج الكلام عن أن يكون له معنى.

ثمّ إنّ ما اختاره الشارح المعتزلي ليس بسديد أيضا لأنّ قول أمير المؤمنين عليه السّلام: يردها الأكياس و ما بعده يبيّن لنا أنّ الكلمة بمعنى المطلوبة سواء كانت بتشديد اللّام، كما في نسخة الرضي، أو بتشديد الطّاء و فتح اللّام كما في البحار.

و عاضد ما اختاره الشارح المذكور الفاضل أحمد زكي صفوت في جمهرة رسائل العرب بقوله: و يجوز أن تكون مطلبة بسكون الطاء و كسر اللّام من أطلبه إذا أعطاه ما طلبه أى تؤتى أصحابها ما يطلبون من ثواب اللّه و رحمته و هذا أحسن. انتهى. و لقد علمت ما فيه.

(الأكياس) جمع كيّس كجيّد أى العاقل و يجمع على الكيسى أيضا إجراء له مجرى ضده أحمق و حمقى، قال إبراهيم النّخعي لمنصور بن المعتمر: سل مسألة الحمقى، و احفظ حفظ الكيسى كما في البيان و التبيين (ج 1 ص 299).

(الأنكاس) جمع النّكس بكسر النّون فالسّكون قال رجل من بنى أسد:

و ما أنا بالنّكس الدّنىّ و لا الّذي إذا صدّعنّي ذو المودّة أحرب

و البيت من أبيات الحماسة (الحماسة 91) و قال المرزوقي في شرحه: النّكس أصله في السهام و نقل إلى الضعيف من الرّجال، يقال: نكسته نكسا ثمّ يسمّى المنكوس نكسا، كما يقال: نقضته نقضا ثمّ يسمّى المنقوض نقضا بكسر النون كأنّ السهم انكسر فوقه فنكس فسمّى نكسا، فيقول: ما أنا بالمستضعف اللئيم و لا الّذي إذا انحرف عنه من يوادّه دعا بالويل و الحرب فقال و احرباه.

و في الحماسة 397، قالت امرأة من بني الحارث:

فارس ما غادروه ملحما غير زمّيل و لا نكس و كل

و قال المرزوقى في شرحه: النّكس المقصّر عن غاية النجدة و الكرامة و أصله في السّهام و هو الّذي انكسر فجعل أسفله أعلاه فلا يزال ضعيفا.

و في الحماسة 714، قال عمرو بن الإطنابة.

ليسوا بأنكاس و لا ميل إذا ما الحرب شبّت أشعلوا بالشّاعل

و قال المرزوقي في شرحه: الأنكاس جمع النّكس، و النّكس أصله في السّهام تنكسر فيجعل أسفلها أعلاها فتضعف، انتهى. قلت: و يقال للأحمق أنكس شبيها بذلك السهم النّكس، و في المفردات للراغب: النّكس السهم الّذي انكسر فوقه فجعل أعلاه أسفله فيكون رديئا و لرداءته يشبّه به الرجل الدّنىّ، (نكب عنها) من باب نصر و فرح أى عدل عنها، يقال: نكبت الريح إذا مالت عن مهابّ الرّياح، فالرّيح نكباء.

و الفعل في نسخة الرضى كان بتشديد الكاف و قد اخترناه، يقال: نكّب عن الطريق بالتشديد إذا عدل و تنحّى، و نكّب الشي ء نحّاه، لازم متعدّ، و يقال: نكّبه الطريق، و نكّب به الطريق، و نكّب به عن الطريق أى عدّله و نحّاه، و في المقام بمعناه الأوّل.

(جار عن الحقّ) من الجور كما مضى في المختار المقدّم قوله عليه السّلام: و سفه الاراء الجائرة، قال الجوهرى: الجور الميل عن القصد يقال: جار عن الطريق، انتهى كلامه.

(خبط) مشى على غير هدى و استقامة، و (التيه): الضلال، (نقمته) بفتح النون و كسر القاف كما في نسخة الرضى، و فيها وجهان آخران بفتح النون و سكون القاف، و بكسر النون و سكون القاف أيضا و هي اسم من الانتقام و هي المكافأة بالعقوبة يقال: حلّت به النقمة، تجمع على نقم و نقم و نقمات.

(تناهت) أى بلغت، قال الجوهري: الإنهاء الإبلاغ و أنهيت الخبر فانتهى و تناهى أى بلغ.

(أجريت) يقال: أجرى فلان إلى غاية كذا أى قصدها بفعله و أصله من إجراء الخيل للمسابقة، و المحلة: المنزلة.

(أوحلتك) بالواو فالحاء المهملة كما في نسخة الرضي رضوان اللّه عليه و في نسخ قد أولجتك، و في بعضها: قد أوجلتك، و المختار هو الأوّل، أى أورطتك في الوحل، قال الجوهري: الوحل بالتحريك الطين، و وحل الرجل بالكسر وقع في الوحل، و أوحله غيره.

(أقحمتك) أى أدخلتك، و الاقتحام الدخول في الأمر بشدّة و عنف، و يقال: أقحم فرسه النهر، أى أوقعه و أدخله فيه بعنف.

(الغيّ): الضلال و الانهماك في الباطل، و قال الراغب في المفردات: الغيّ جهل من اعتقاد فاسد و ذلك أنّ الجهل قد يكون من كون الإنسان غير معتقد اعتقادا لا صالحا و لا فاسدا، و قد يكون من اعتقاد شي ء فاسد و هذا النحو الثاني يقال له غيّ، قال تعالى: «ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى ... وَ إِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ»، و قوله: «فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا» أى عذابا فسمّاه الغيّ لما كان الغيّ هو سببه و ذلك كتسمية الشي ء بما هو سببه كقولهم للنبات: ندى.

(اوعرت) من الوعر اى الصعب وزنا و معنى: يقال: مكان وعر و طريق وعر و مطلب وعر، و أوعرت عليك المسالك أى اخشنت و صعبت (رمسك) الرمس القبر، قال الفيومىّ في المصباح: رمست الميت رمسا من باب قتل و في لغة من باب ضرب دفنته، و الرمس: التراب تسمية بالمصدر ثمّ سمّي القبر به و الجمع رموس مثل فلس و فلوس، قال مسور بن زيادة الحارثى:

أبعد الّذي بالنّعف نعف كويكب رهينة رمس ذى تراب و جندل

و البيت من الحماسة (64) قال المرزوقي في الشرح: الرمس القبر، و الأصل في الرمس التغطية يقال: رمسته بالتراب و منه الرياح الروامس، و قال المتلمّس:

أ لم تر أنّ المرأ رهن منيّة صريع لعافي الطير أو سوف يرمس

و البيت من الحماسة أيضا (الحماسة 220) و قال المرزوقي: و معنى يرمس يدفن و الرمس الدفن و الرياح الروامس منه و توسّعوا في الدّفن فقيل: ارمس هذا الحديث، كما يقال: ادفن.

(مهطع) قال ابن الأثير في النهاية: في حديث عليّ عليه السّلام سراعا إلى أمره مهطعين إلى معادة: الإهطاع الاسراع في العدو، و قال الراغب: هطع الرجل ببصره إذا صوّبه، و بعير مهطع إذا صوّب عنقه، قال تعالى: «مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ...- مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ» انتهى، و الإهطاع لا يكون إلّا مع خوف و ذلّ و خشوع يقال: أهطع في السير إذا أسرع و أقبل مسرعا خائفا كهطع كما يستفاد من قوله تعالى: «وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ (إبراهيم: 44)، و قوله تعالى: يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (القمر: 9)، و قوله تعالى: فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِينَ. قال أحمد بن يحيى: المهطع الّذي ينظر في ذلّ و خشوع لا يقلع بصره كما في مجمع البيان، و قال: قال الزجاج: المهطع المقبل ببصره على الشي ء لا يزايله و ذلك من نظر العدو.

و في القاموس هطع كمنع هطعا و هطوعا أسرع مقبلا خائفا أو أقبل ببصره على الشي ء لا يقلع عنه.

(سيبهظك) قال الجوهرى في الصحاح: بهظه الحمل يبهظه بهظا أى أثقله و عجز عنه فهو مبهوظ و هذا أمر باهظ أى شاقّ، قال زياد بن حمل كما في الحماسة أو زياد بن منقذ كما في مادة قزم من صحاح اللّغة في أبيات منها:

و كان عهدى بها و المشي يبهضها من القريب و منها النّوم و السّأم

قال المرزوقي: و معنى يبهضها يثقل عليها و يشقّ.

الاعراب

(معاذ اللّه) منصوب مفعول مطلق لفعله المحذوف العامل فيه كسبحان اللّه قال الجوهرى في الصحاح: قولهم: معاذ اللّه أى أعوذ باللّه معاذا، تجعله بدلا من اللفظ بالفعل لأنّه مصدر و إن كان غير مستعمل مثل سبحان اللّه و يقال أيضا معاذة اللّه و معاذة وجه اللّه و معاذ وجه اللّه و هو مثل المعنى و المعناة و المأتى و المأتاة، و يقال عوذ باللّه منك أى أعوذ باللّه منك.

(فان للطاعة) الفاء في مقام التعليل لقوله: لا تعذر بجهالته، و ضمير يردها و يخالفها و عنها راجع إلى السبل و المهجّة، و أمكن أن يرجع إلى الطّاعة و الغاية أيضا على توسّع.

(فنفسك نفسك) منصوب من باب الإغراء و هو أن تحمل المخاطب على فعل شي ء محبوب نحو قول الشاعر:

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح

و الفعل يقدّر في كلّ موضع بحسبه ففى الشعر يقتضى الزم مثلا و في الغزال الغزال يناسب ارم، و ههنا احفظ و ارحم و انقذ و نحوهما.

قوله: (و حيث تناهت بك امورك) أفاد الفاضل الشارح المعتزلي بقوله: الأولى أن لا يكون هذا معطوفا و لا متّصلا بقوله: فقد بيّن اللّه لك سبيلك، بل يكون كقولهم لمن يأمرونه بالوقوف: حيث أنت، أى قف حيث أنت فلا يذكرون الفعل، و مثله قولهم: مكانك، أى قف مكانك.

المعنى

قوله عليه السّلام: (فاتّق اللّه فيما لديك) ما كان لديه هو تولّى امور المسلمين غصبا و طغيانا، فإنّ ما كان في يده هو حقّ اللّه و حقّ رسوله و حقّ اولي الأمر و حقّه سبحانه مفوّض إلى نبيّه أو وصيّ نبيّه و لا يتولّى ذلك المنصب إلّا نبيّ أو وصيّ أو شقىّ، و الشقي من غصب حقّ الإمام الحقّ أى حقّ اللّه و رسوله، و لذا أمره الأمير عليه السّلام باتقائه اللّه في ذلك، و صرّح باسم اللّه سبحانه لأنّه عليه السّلام كأنّما يقول له: اتّق اللّه في تصرّفك حقّه سبحانه عدوانا، كما نقول نحن لمن خان زيدا مثلا: استح من زيد في خيانتك في عرضه و ماله.

قوله عليه السّلام: (و انظر في حقّه عليك) حقّه تعالى عليه أن لا يعصيه فيما أمره، و ممّا أمره به هو قوله سبحانه: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ» (النساء: 60) اللهمّ إلّا أن يقال انّ الاية مصدّرة بقوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» و مذيّلة بقوله سبحانه: «إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ» فمعاوية و أترابه خارجة عن الخطاب رأسا.

و في رسالة إمامنا سيّد السّاجدين و زين العابدين عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما المعروفة برسالة الحقوق، قد نقلها كاملة المحدّث الخبير ابن شعبة الحرّاني قدّس سرّه في تحف العقول: اعلم رحمك اللّه أنّ للّه عليك حقوقا محيطة بك في كلّ حركة تحرّكتها، أو سكنة سكنتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرّفت بها، بعضها أكبر من بعض، و أكبر حقوق اللّه عليك ما أوجبه لنفسه تبارك و تعالى من حقّه الّذي هو أصل الحقوق و منه تفرّع.

فالويل ثمّ الويل لمن لم يطع اللّه سبحانه في حقّه عليه، فضلا عن أن يغاصب حقّه.

قوله عليه السّلام: (و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته) أمره أن يرجع إلى معرفة ما لا يقبل عذره بجهالته من وجوب طاعة اللّه سبحانه و رسوله و طاعة الإمام الحقّ، و لمّا أخرجته هوى النفس عن الطاعة إلى العصيان و الطغيان و عن نور المعرفة إلى ظلمة الجهالة و حيرة الضلالة، أمره بالرجوع إلى معرفة ما أى الحقّ الّذي لا يسمع تجاهله فيه.

قوله عليه السّلام (فإنّ للطاعة أعلاما واضحة- إلخ) الأعلام جمع العلم بفتحتين و هو شي ء منصوب في الطريق يهتدى به و غاية الطاعة القرب منه تعالى و الغاية ما إليه الحركة، و وصف عليه السّلام الأعلام بالواضحة و تالييها بالنيّرة و النهجة لحسم العذر أصلا و سدّ طرق العذر من جميع الجوانب، فانّ السبل إذا كانت نيّرة و المهجة نهجة و أعلامها واضحة و كانت غايتها مطلّبة، فمن أين يعتذر المتمرّد عن الطاعة، و ما مستمسكه في العذر، و بأيّ باب يدخل لذلك و قد دريت من بحثنا عن الإمامة في المختار 237 من باب الخطب (ص 35- إلى ص 175 من ج 16) أنّ القرآن و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و آله هم الأئمة الحقّ و الأعلام الواضحة و السّبل النيّرة و المهجة النهجة لا غير، فراجع إلى ذلك المبحث الشريف حتّى يتبيّن لك بالعيان أنّ الال هم الّذين اختارهم اللّه و اجتباهم و اصطفاهم أعلاما واضحة للطريقة الّتي هي أقوم، إنّ هذا القرآن يهدى للّتي هي أقوم.

قوله عليه السّلام: (يردها الأكياس و يخالفها الأنكاس) قد دريت في اللّغة أنّ الأكياس بمعنى العقلاء، و إنما يردها الأكياس لأنّ العقل ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، و أنّ الأنكاس جمع النكس و هو الرجل الدّني المنكوس على ما بيّن في اللّغة مشبعا، و إنّما يخالفها الأنكاس لأنّهم لدناءة طبعهم، و قصور همّتهم ألفوا بقاذورات الدّنيا الدّنيّة و أوساخ الامال النفسانيّة الشيطانيّة فهم ناكسوا رؤوسهم إلى اللّذائذ الحيوانيّة الداثرة الفانية أقرب شي ء شبها بهم الأنعام السائمة، و في كتاب العقل و الجهل من الكافي: بإسناده عن محمّد بن عبد الجبّار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قلت له: ما العقل قال: ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، قال: قلت: فالّذي كان في معاوية فقال: تلك النكراء تلك الشيطنة و هي شبيهة بالعقل و ليست بالعقل، و قد مضى بحثنا عن هذا الحديث و شرحه في المختار السابع باب الكتب و الرسائل فراجع إلى (ص 225 ج 17).

و قد تقدّم في رسالتنا في لقاء اللّه تعالى أنّ حشر الخلائق حسب أعمالهم، و أنّ كلّ أحد إلى غاية سعيه و عمله و إلى ما يحبّه و يهواه، فحيث إنّ الأنكاس أدبروا ههنا عن أمر اللّه تعالى و طاعته و لقائه و أقبلوا إلى الشهوات النفسانية و لم يرفعوا رؤوسهم عن معلفهم و مرعيهم فهم في النشأة الاخرة أيضا ناكسون لأنّ الدّنيا مزرعة الاخرة قال عزّ من قائل: «نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ. عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَ نُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ. وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ» (الواقعة 61- 63)، و في الكافي كما في الصافي عن السّجاد عليه السّلام: العجب كلّ العجب لمن أنكر النشأة الاخرى و هو يرى النشأة الاولى.

و قال عزّ من قائل: «وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ» (الم السجدة: 13).

و روى ثقة الإسلام الكليني في باب ظلمة قلب المنافق و إن أعطى اللسان و نور قلب المؤمن و إن قصر بلسانه من كتاب الإيمان و الكفر (ص 309 ج 2 من المعرب) بإسناده عن المفضل عن سعد عن أبي جعفر عليه السّلام: قال إنّ القلوب أربعة: قلب فيه

نفاق و ايمان، و قلب منكوس، و قلب مطبوع، و قلب أزهر أجرد فقلت: ما الأزهر قال: فيه كهيئة السراج، فأمّا المطبوع فقلب المنافق، و أما الأزهر فقلب المؤمن إن أعطاه شكر و إن ابتلاه صبر، و أما المنكوس فقلب المشرك ثمّ قرأ هذه الاية: «أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» (الملك: 22) فأما القلب الّذي فيه إيمان و نفاق فهم قوم كانوا بالطائف فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك و إن أدركه على إيمانه نجى.

و قال العلم الحجّة المولى صالح المازندراني قدّس سرّه في بيانه: (ص 130 ج 10) القلب المنكوس كالكوز المقلوب- إلى أن قال: و قيل: القلب المنكوس القلب الناظر إلى الدّنيا و المتوجّه إليها لأنّ الدّنيا تحت الاخرة و الاخرة فوقها فالناظر إليها منكوس رأسه، و الاية من باب التمثيل بالأشياء المحسوسة تقريبا للفهم و الاستشهاد باعتبار أنّ المشرك يمشي مكبّا على وجهه لكون قلبه مكبوبا، مقلوبا و المؤمن يمشى سويّا لكون قلبه على وجه الفطرة مستقيما عارفا بالحق كما يرشد إليه قوله تعالى: «عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».

قوله عليه السّلام: (من نكّب عنها- إلخ) أى من عدل و تتحّى عنها مال عن الوسط و العدل و القصد، و مشى على غير هداية و استقامة في الضلال.

قوله عليه السّلام: (و غير اللّه نعمته و أحلّ به نقمته فنفسك نفسك) إنّما أمره بحفظ نفسه و كرّره تأكيدا و تشديدا لما قال سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ» (الرعد: 12)، و قال تعالى: «فَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» (التوبة: 71).

في باب محاسبة العمل من كتاب الايمان و الكفر من الكافي (ص 329 ج 2 من المعرب): قال أبو عبد اللّه عليه السّلام لرجل: إنّك قد جعلت طبيب نفسك، و بيّن لك الداء، و عرّفت آية الصحة، و دللت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك.

و في ذلك الباب عنه عليه السّلام أيضا: اقصر نفسك عمّا يضرّها من قبل أن تفارقك واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك فإنّ نفسك رهينة بعملك.

و فيه عنه عليه السّلام أيضا قال: كتب رجل إلى أبي ذرّ رضي اللّه عنه يا أبا ذر أطرفنى بشي ء من العلم، فكتب إليه: أنّ العلم كثير و لكن إن قدرت أن لا تسيئ إلى من تحبّه فافعل، قال: فقال له الرجل: و هل رأيت أحدا يسيئ إلى من يحبّه فقال له: نعم نفسك أحبّ الأنفس إليك فإذا أنت عصيت اللّه فقد أسأت إليها.

قوله عليه السّلام: (و حيث تناهت بك امورك- إلخ) قال بعضهم: حيث عطف على سبيلك، أى فقد بيّن اللّه لك مالك و منقلبك، قال تعالى: «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ»، فهو عليه السّلام يحذّره عن عاقبته الوخيمة، و يخوّفه عن جزاء أعماله الفاضحة، ثمّ كأنّما قيل: و إلى ما تناهت به اموره و أىّ شي ء يترتّب على أفعاله فأجاب عليه السّلام: فإنّه قد أجري إلى غاية خسر إلخ، فما تناهت به اموره جزاء أعماله السيئة.

هذا غاية ما يمكن أن يقرّر معنى العبارة على قول هذا البعض، و لكنّ الإنصاف أنّ الصواب هو ما أفاده الفاضل الشارح المعتزلي كما تقدّم في بيان الإعراب، أى قف حيث أنت لأنك قد أجريت إلى غاية خسر فالفاء في فقد في معرض التعليل للفعل المحذوف أعنى قف، و الكلام على هذا الوجه خال عن التكلّف دون الأوّل.

و لا يخفى لطافة قوله عليه السّلام: و إنّ نفسك قد أوحلتك شرا، و قد علمت أنّ معنى أوحلتك أو رطتك في الوحل، فالويل ثمّ الويل لمن أطاع نفسه و نسى حظّه، فإنّ النفس لأمّارة بالسوء ينسي مطيعه ذكر اللّه تعالى كما قال تعالى: «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ»، و قال تعالى: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى » (طه: 125).

هذا آخر المجلّد الخامس من تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة و به انتهى المنهاج إلى المجلّد التاسع عشر، و للّه الحمد على ما أولانا، و له الشكر بما تفضّل علينا من إفاضة مننه، و إسبال نعمه علينا، و كيف أشكره تعالى حقّ شكره و ليس من شكر أشكره به إلّا و هو نعمة جزيلة أنعم بها عليّ، اللّهم ارزقنا قلبا ذاكرا و لسانا شاكرا، اللّهم ثبّت قلوبنا على دينك، اللّهم ارزقنا نعمة الحضور عندك، اللّهم يا عاصم قلوب المؤمنين خلّصنا من شرور أنفسنا و وفّقنا بالتنعّم من مأدبتك القرآن الفرقان العظيم، و باتّباع سنّة نبيك الكريم، و اطاعتك و اطاعة رسولك و اولى الأمر الّذين هم وسائط فيضك و أبواب رحمتك يا أرحم الراحمين.

و قد حصل الفراغ من تأليف هذا السفر الكريم بيد العبد الراجى لقاء ربّه الرّحيم: نجم الدّين الحسن بن عبد اللّه الطبري الاملي في الامل، ليلة الأربعاء الثامنة عشر من ربيع المولود من شهور سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة بعد الألف من هجرة خاتم النبيّين صلّى اللّه عليه و على آله الطيبين الطاهرين، و الحمد للّه، و آخر دعويهم أن الحمد للّه ربّ العالمين.

الترجمة

اين نامه ايست كه أمير عليه السّلام بمعاوية نوشت: در آنچه كه در دست دارى از خدا بترس، و حقّ خدا را بر خود بنگر و بشناختن آنچه كه عذرت در ندانستن آن پذيرفته نمى شود باز گرد، زيرا براى بندگى و طاعت نشانها و پرچمهاى روشن، و راههاى هويدا، و جادّه آشكار و نتيجه و غايت مطلوبست خردمندان بدان در آيند، و سفلگان از آن روى گردانند، هر كه از آنها بازگشت از حقّ برگشت، و در وادى گمراهى بسر برد، و خداى نعمتش را بر وى دگرگون كرد، و او را در عذابش افكند پس خويشتن را درياب و خود را باش كه خدا راه را برايت روشن كرد، و چون كارها بدست تو افتاد نهايت زيان را از دست خويش جارى كردى و در وادى كفر در آمدى، نفست تو را به شرّ كشانيد و از دست وى بگل درماندى و تو را بگمراهى در آورد و به نابوديها رسانيد و راهها را بر تو دشوار كرد.

( . منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج17، ص 375-388)

شرح لاهیجی

الكتاب 28

و من كتاب له (- ع- ) الى معاوية يعنى و از جمله مكتوب او است (- ع- ) بسوى معاويه فاتّق اللّه فيما لديك و انظر فى حقّه عليك و ارجع الى معرفة ما لا تعذر بجهالته فانّ للطّاعة اعلاما واضحة و سبلا نيّرة و محجّة نهجة و غاية مطلّبة يردها الاكياس و يخالفها الأنكاس من نكب عنها جار عن الحقّ و خبط فى التّيه و غيّر اللّه نعمته و احلّ به نقمته يعنى بپرهيز خدا را در آن چيزى كه در نزد تو است از نعمتهاى او و نگاه كن در حقّ او بر تو از اطاعت حكم او و شكر نعمت او برگرد بسوى شناختن چيزى كه معذور نيستى تو در ندانستن آن كه شناختن امام زمان باشد پس بتحقيق كه از براى اطاعت و عبادت كردن علامتها و نشانهاى آشكار است و راههاى روشن است و جادّه واضحه است و فائده بسيار مطلوبه است كه بهشت باشد مى رسند بان علامتها و راهها و فائدها زيركان و مخالفت ميكنند از انها ابلهان كسى كه منحرف شد و كشت از انها كشت از حقّ و بسر در امد در بيابان گمراهى و تغيير دهد و سلب كند خدا نعمت خود را از او و فرود اورد او را بعقوبت خود فنفسك نفسك فقد بيّن اللّه لك سبيلك و حيث تناهت بك امورك فقد اجريت الى غاية خسر و محلّة كفر و انّ نفسك قد اوحلتك شرّا و اقمحتك غيّا و اوردتك المهالك و اوعرت عليك المسالك يعنى واپس نفس تو را واپا نفس تو را پس بتحقيق كه آشكار گردانيد خدا از براى تو راه تو را و از انجائى كه بمنتها رسيد در كارهاى تو پس روانه گشتى بسوى منتهاى خسارت و ضرر كشيدن و بمنزلت و مرتبه كافر گشتن و بتحقيق كه نفس تو بگل فرو كرد تو را در شرارت و بدى كردن و بشدّت داخل گردانيد تو را در ضلالت و گمراه گشتن و وارد گردانيد تو را در جاهاى هلاكشدن و سخت و دشوار گردانيده است بر تو براههاى حقّ رفتن

( . شرح نهج البلاغه لاهیجی، ص 250)

شرح ابن ابی الحدید

30 و من كتاب له ع إلى معاوية

فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا لَدَيْكَ- وَ انْظُرْ فِي حَقِّهِ عَلَيْكَ- وَ ارْجِعْ إِلَى مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ- فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً- وَ سُبُلًا نَيِّرَةً وَ مَحَجَّةً نَهْجَةً وَ غَايَةً مُطَّلَبَةً- يَرِدُهَا الْأَكْيَاسُ وَ يُخَالِفُهَا الْأَنْكَاسُ- مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ وَ خَبَطَ فِي التِّيهِ- وَ غَيَّرَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ أَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ- فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ سَبِيلَكَ- وَ حَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ- فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَى غَايَةِ خُسْرٍ وَ مَحَلَّةِ كُفْرٍ- فَإِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً وَ أَقْحَمَتْكَ غَيّاً- وَ أَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وَ أَوْعَرَتْ عَلَيْكَ الْمَسَالِكَ قوله و غاية مطلبة أي مساعفة لطالبها بما يطلبه- تقول طلب فلان مني كذا فأطلبته أي أسعفت به- قال الراوندي مطلبة بمعنى متطلبة- يقال طلبت كذا و تطلبته- و هذا ليس بشي ء- و يخرج الكلام عن أن يكون له معنى- . و الأكياس العقلاء و الأنكاس جمع نكس- و هو الدني ء من الرجال و نكب عنها عدل- . قوله و حيث تناهت بك أمورك- الأولى ألا يكون هذا معطوفا- و لا متصلا بقوله فقد بين الله لك سبيلك- بل يكون كقولهم لمن يأمرونه بالوقوف حيث أنت- أي قف حيث أنت فلا يذكرون الفعل- و مثله قولهم مكانك أي قف مكانك- . قوله فقد أجريت- يقال فلان قد أجرى بكلامه إلى كذا- أي الغاية التي يقصدها هي كذا- مأخوذ من إجراء الخيل للمسابقة- و كذلك قد أجرى بفعله إلى كذا- أي انتهى به إلى كذا- و يروى قد أوحلتك شرا أو أورطتك في الوحل- و الغي ضد الرشاد- . و أقحمتك غيا جعلتك مقتحما له- . و أوعرت عليك المسالك جعلتها وعرة- . و أول هذا الكتاب أما بعد- فقد بلغني كتابك تذكر مشاغبتي- و تستقبح موازرتي- و تزعمني متحيرا و عن الحق مقصرا- فسبحان الله كيف تستجيز الغيبة و تستحسن العضيهة- أي لم أشاغب إلا في أمر بمعروف أو نهي عن منكر- و لم أتجبر إلا على باغ مارق أو ملحد منافق- و لم آخذ في ذلك إلا بقول الله سبحانه- لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ- يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ- وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ- و أما التقصير في حق الله تعالى فمعاذ الله- و إنما المقصر في حق الله جل ثناؤه من عطل الحقوق المؤكدة- و ركن إلى الأهواء المبتدعة- و أخلد إلى الضلالة المحيرة- و من العجب أن تصف يا معاوية الإحسان و تخالف البرهان- و تنكث الوثائق التي هي لله عز و جل طلبة- و على عباده حجة- مع نبذ الإسلام و تضييع الأحكام و طمس الأعلام- و الجري في الهوى و التهوس في الردى- فاتق الله فيما لديك و انظر في حقه عليك

- الفصل المذكور في الكتاب- . و في الخطبة زيادات يسيرة لم يذكرها الرضي رحمه الله- منها

و إن للناس جماعة يد الله عليها- و غضب الله على من خالفها- فنفسك نفسك قبل حلول رمسك- فإنك إلى الله راجع و إلى حشره مهطع- و سيبهظك كربه و يحل بك غمه- في يوم لا يغني النادم ندمه و لا يبل من المعتذر عذره- يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ

( . شرح نهج البلاغه ابن ابی الحدید، ج16، ص 6-8)

شرح نهج البلاغه منظوم

(30) و من كتاب لّه عليه السّلام (إلى معاوية:)

فاتّق اللَّه فيما لديك، و انظر في حقّه عليك، و ارجع إلى معرفة ما لا تعذر بجهالته، فإنّ للطّاعة أعلاما وّاضحة، وّ سبلا نيّرة، وّ محجّة نّهجة، وّ غاية مّطلوبة، يّردّها الأكياس، و يخالفها الأنكاس، من نكب عنها جاز عن الحقّ، و خبط في التّيه و غيّر اللَّه نعمته، و أجلّ به نقمته، فنفسك نفسك، فقد بيّن اللَّه لك سبيلك، و حيث تناهت بك أمورك، فقد أجريت إلى غاية خسر، وّ محلّة كفر، و إنّ نفسك قد أولجتك شرّا، وّ أقحمتك غيّا، وّ أوردتك المهالك، و أوعرت عليك المسالك.

ترجمه

از نامه هاى آن حضرت عليه السّلام است بمعاويّه معويّه خداى را بپرهيز، در آن چيزى كه در نزد تو است، و حقّ او را بر خويش نگهبان باش (و شكرانه نعمتهائى كه بتو ارزانى داشته است بجاى آر) و بسوى شناسائى چيزى كه ناشناختنش را از تو نپذيراند باز گرد (تو خود مى دانى كه من امام مفترض الطّاعة مى باشم، تا وقت باقى است بيعتم را گردن بگذار كه فردا نمى توانى بگوئى من امام را نمى شناختم) زيرا كه بردن فرمان (خدا و پيروى از امام (ع) نشانه هاى روشن، و راههاى درخشان، و طريقى هويدا، و فائده ايست بسيار مطلوب كه (آن عبارت از بهشت است و) زيركان بآن برسند، و ابلهان از آن تن زنند، هر آنكه از آن به يك سوى شد، از حقّ و راستى بازگشت، و در بيابان گمرهى بسر در آمد، خدا نيز نعمتش را از او بستاند، و نقمش را بوى فرود آورد، معويه نگهبان خويش باش، و نفس خود را واپاى زيرا كه خدا راهت را برايت روشن، و كارهايت بهر جا كه منتهى مى شود آشكار فرمود، لكن تو، (بيراهه را بر راه گزيده) بمنتها درجه زيان و آخرين مرحله كفر روان گشتى، براستى كه نفس تو تو را در لجن زار بدى و زشتى غوطه ور ساخت، و در ضلالت و گمراهيت فرو برد، و بجاهاى هلاكتت وارد ساخت، و راههاى حق را بر تو سخت و دشوار كرد.

نظم

  • معويّه خدا را پاس مى داربپرهيز و به تقوا روى مى آر
  • ز نعمتها كه بر تو داشت ارزانخدا شكرانه اش را شو نگهبان
  • بدان چيزى كه مى باشى شناسابجان و دل سوى آن باش پويا
  • تو خود دانى بامّت من اماممزده است اين سكّه را ايزد بنامم
  • بمن بيعت كنون كن بى تحاشىكه فردا از عذاب آسوده باشى
  • و گرنه چون سر ره بر تو گيراندبمحشر عذرهايت كى پذيراند
  • برون تا آردت حق از غوايتگشوده بر رخت باب هدايت
  • نشانهايش درخشانست و روشنعلاماتش هويدا و مبرهن
  • طريق و راه آن صاف است و مطلوببرو تا زان بيابى شيئى مرغوب
  • بهشتى را كه اشخاص خردمندشده با آرزويش شاد و خورسند
  • و ليكن ابلهان زان تن زنانندز نادانى سوى دوزخ روانند
  • تو چون اشخاص نادان زان مشو دورچو دانايان بل آن را دار منظور
  • كه از اين راه هر كس رخ بتابدبه تيه خود پرستى راه يابد
  • ز حقّ و از درستيها شده بازبديو گمراهى گرديده انباز
  • خدا هم نعمتش از وى ستاندبسوى نقمت و خشمش كشاند
  • معويّه كمى مى باش بر جاىز خشم و غيظ ايزد خويش واپاى
  • كنون كه راه را حق كرده روشنبره باز آى و بشنو گفته من
  • چو پايان امورت آشكار استبدين حدّت بگمراهى چه كار است
  • بيازين كفر و زين پستى بكش دستبزن مشتى بمغز نفس بد مست
  • كه اين بد نفس نفست در لجن زاركشيدت با بديها ساختت يار
  • در افكندت بدرياى ضلالتهلاكت كرد و بر وى گشتى آلت
  • مهارت كرد و سختت ساخت محدودبرويت راه حقّ را داشت مسدود

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج7، ص 145-147)

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

نامه 28 نهج البلاغه : پاسخ به نامه معاویه

نامه 28 نهج البلاغه به موضوع " پاسخ به نامه معاویه" می پردازد.
No image

نامه 45 نهج البلاغه : نامه به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره

نامه 45 نهج البلاغه "به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره" می باشد.
No image

نامه 10 نهج البلاغه

نامه 10 نهج البلاغه
Powered by TayaCMS