الحادية و الاربعون من حكمه عليه السّلام
(41) و قال عليه السّلام- في ذكر خبّاب بن الأرتّ: يرحم اللَّه خبّاب ابن الأرتّ فلقد أسلم راغبا، و هاجرا طائعا، و قنع بالكفاف، و رضى عن اللَّه، و عاش مجاهدا. طوبى لمن ذكر المعاد، و عمل للحساب، و قنع بالكفاف و رضى عن اللَّه.
اللغة
(الطوبى): الغبطة و السعادة، الخير و الخيرة، يقال: طوبى لك، أي لك الحظّ و العيش الطيب- المنجد.
الاعراب
الظّاهر أنّ طوبى مبتدأ و الظّرفية و هي لمن ذكر- إلخ- خبره، أى السعادة. لمن كان كذا، و الجملة اسميّة خبريّة في مقام الدّعاء أو التحسّر باختلاف المقام أو التغبّط، و مقتضى المقام هو الأوّل، و الظّاهر أنّ طوبى علم للجنس فتدبّر.
المعنى
كان خباب بن الأرت من أفذاذ أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه و آله المخلصين و الحاملين لأسرار الشّريعة الإسلاميّة، ممّن تلمسوا الحقيقة بقلوبهم و بلغوا الدّرجة القصوى من اليقين بالنسبة إلى معالم الدّين، و من الّذين كانوا شهداء على النّاس و موازين للحق عند ظهور الخلاف، فكونه في صفّ أصحاب أمير المؤمنين مجاهدا معه في صفّين من الأدلّة القاطعة على أنّ عليّ مع الحقّ و الحقّ مع عليّ يدور معه أينما دار فمثله في أصحابه عليه السّلام مثل عمّار.
و قال الشّارح المعتزلي: و هو قديم الإسلام، قيل: إنّه كان سادس ستّة و شهد بدرا و ما بعدها من المشاهد، و هو معدود في المعذّبين فى اللَّه.
و في التنقيح قال العلّامة الطباطبائي رحمه اللَّه: إنّ فيه و في سلمان و أبي ذر و العمّار أنزل اللَّه تعالى «وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» 52- الأنعام»- إلخ.
و عن الخصال عن عليّ عليه السّلام السّباق خمسة: فأنا سابق العرب، و سلمان سابق الفرس، و بلال سابق الحبشة، و صهيب سابق الرّوم، و خباب سابق النبط.
و في حاشية التنقيح عن اليافعي في تاريخه أنّ فضائل صهيب و سلمان و أبي ذر و خباب لا يحيط بها كتاب.
و قد وصفه عليّ عليه السّلام في هذا الوجيز من الكلام بما لا مزيد عليه، و أثبت له فضيلة الرغبة إلى الإسلام و الطّوع على الهجرة و صرف الحياة في الجهاد فناهيك بهذه الفضائل عن التّتبّع للأقوال، و ثناء سائر الرّجال، و الظّاهر أنّ ما ذكره عليه السّلام في الجمل التالية تغبّط على خباب عرضه على سائر الأصحاب و حثّهم بذلك على سلوك سيرته و الاقتداء بطريقته.
ذكر ابن هشام في سيرته «ج 1 ص 211 ط مصر في إسلام عمر بن الخطّاب»:
قال ابن إسحاق: و كان إسلام عمر فيما بلغني أنّ اخته فاطمة بنت الخطّاب و كانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل و كانت قد أسلمت و أسلم بعلها سعيد بن زيد و هما مستخفيان بإسلامهما من عمر، و كان نعيم بن عبد اللَّه النحام من مكّة رجل من قومه من بني عدي بن كعب قد أسلم و كان أيضا يستخفي بإسلامه فرقا من قومه و كان خباب بن الأرتّ يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن- إلخ انتهى و كفى بذلك دليلا على أنّ خباب أحد دعاة الإسلام السابقين الّذين يعاونون النّبيّ في بثّ الدّعوة الإسلامية أبان غربة الإسلام و اضطهاده من أعدائه الألدّاء قال ابن أبي الحديد: إنه أوّل من دفن بظهر الكوفة من الصحابة.
الترجمة
در مورد ياد آورى از خباب بن ارت، فرمود: خداى رحمت كناد خباب بن ارت را كه محققا از شوق مسلمان شد و با طوع و رغبت راه هجرت پيش گرفت و زندگانى را بجهاد گزرانيد، خوشا بحال كسى كه در ياد معاد است و براي هنگام حساب قيامت كار ميكند و بكفاف معيشت قناعت دارد و از خدا خشنود است.
- علي ياد خباب ميكرد و گفت خدا رحمت آرد به بن ارت جفت
- كه از دل مسلمان شد و با شعفبهجرت گرائيد تا در نجف
- نمود عمر خود صرف اندر جهاد خوشا حال آن كو بياد معاد
- براي حساب خدا كارگرقناعت منش راضى از دادگر
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص81-83)
|