الخامسة و الاربعون من حكمه عليه السّلام
(45) و قال عليه السّلام: الظّفر بالحزم، و الحزم باجالة الرّأى و الرّأى بتحصين الأسرار.
اللغة
(الحزم) ضبط الرّجل أمره و أخذه بالثقة، (الاجالة) الادارة- صحاح.
الاعراب
بالحزم جار و مجرور و ظرف مستقرّ خبر لقوله: الظفر، و الباء للالصاق أو الاستعانة.
المعنى
قد بيّن عليه السّلام في هذه الجمل سبيل الظّفر بالمقاصد في ميادين النضال و المبارزة سواء كانت في المعارك الهائلة بين خصمين مع السّلاح و العتاد، أو في ميادين الحرب الباردة و بوسيلة التبليغ و الاعداد.
و أفاد عليه السّلام أنّ مبدأ الظفر الأصلي هو كتمان الأسرار و ضبطها و حفظها من مظان تطلع الخصم، و قد توجّه إلى هذه النكتة في هذه العصور الأخيرة الدّول الكبرى و أسّسوا إدارات ضخمة و هيّئوا وسائل هامّة لحفظ أسرارها عن العدوّ و قاموا بوسائل هائلة من الرّجال و الأموال في طريق التجسّس عن أسرار الخصم و كشف برامجه و طلع في غضون هذه الأعمال ما لا يحصى من المكائد و التدابير الّتي اشغلت بعض ما ظهر منها كتبا عديدة الّفت و نشرت في هذا الشأن.
و إجالة الرأى إشارة إلى طرح البرامج و إقامة حفلات الشور في شتّى متاحي النضال و عليه العمل و الاعتماد في هذه الأعصار، و يصعب حفظ الأسرار و تحصينها أذا دارت بين أفراد عديدة يشتركون في المشاورات، و من امتيازات الامم الرّاقية وفور الرّجال المحافظ للأسرار فيها، فكلّ شعب يفوز بوفر من اولئك الرّجال الأبطال في حفظ الأسرار مقرون بالظفر في مختلف الميادين، فباجالة هؤلاء الرّجال آرائهم في شتّى نواحى المبارزة و القتال يتحصّل الحزم و النّظر الصّائب في العواقب، و الحزم هو الأنظار الصائبة في عواقب الحوادث و تنظيم الامور بحيث تصل إلى المطلوب، و يحصل بها الغرض.
الترجمة
پيروزى به دور انديشى است، و دور انديشى برأى زنى، و رايزنى نيازمند رازدارى است.
- ز دور انديشيت پيروزى آيد ز شور رأى دورانديشى آيد
- اگر خواهي ز شورت رأى صائبتو را كتمان راز خويش بايد
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص87و88)
|