موضوع

2 دين و شناخت خدا«»

متن خطبه

أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ«» كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ وَ مَنْ قَالَ عَلَا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ مَعَ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ«»وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لَا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَ الْآلَةِ بَصِيرٌ إِذْ لَا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لَا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِه

ترجمه مرحوم فیض

اساس دين (چيزيكه بسبب آن خداوند متعال پرستش ميشود) شناختن او است (دانسته شود كه اوست آفريننده موجودات) و شناختن كامل تصديق و گرويدن باو است و تصديق تمام توحيد و يگانه دانستن او است و كمال توحيد خالص نمودن عملست براى او (زيرا توحيد تكميل نمى گردد مگر به اخلاص يعنى خدا شناس هر چه گويد و هر چه كند بايد خاصّ براى او باشد و به هيچ غرضى از اغراض دنيويّه نيالايد) و كمال اخلاص آنست كه صفات زائده بر ذات براى او تصوّر نكند (گفته نشود علم حقّ تعالى مثلا صفت زائده خارجى است كه بر ذات او عارض شده كه اين عقيده منافى با توحيد و يكتا دانستن او است) زيرا هر صفتى گواهى مى دهد كه آن غير از موصوف است و هر موصوفى گواهى مى دهد كه آن غير از صفت است (بنا بر اين) (6) كسيكه وصف كند خداوند را (او را موصوف كرده به صفت زائده بر ذات) قرينى براى او دانسته و او را (با موجود ديگر در واجب الوجود بودن) همسر قرار داده، و كسيكه براى او همسرى قرار داد پس او را دو تا دانسته،

و كسيكه دو تا دانستش پس او را تجزئه و تقسيم كرده (و هر چيزيكه قابل تجزئه و تقسيم باشد مركّب است و هر مركّبى داراى اجزاء) و هر كه او را تقسيم كند باو نادان است، و كسيكه بوى نادان شود پس به سويش اشاره مى نمايد، و كسيكه به سويش اشاره كند او را محدود و معيّن ميكند (حدّ و نهايت براى او قرار مى دهد) و كسيكه محدودش دانست، پس او را شمرده (در خارج او را واحد عددى گردانيده) (7) و كسيكه بگويد در چيست او را در ضمن چيزى قرار داده (مقرّ و محلّى برايش انتخاب كرده) و كسيكه بگويد بر چيست بعضى از امكنه را از او تهى دانسته (اگر بگويد در كجا نيست و بر كجا هست او را جسم و مركّب قرار داده، و لازمه آن حدوث و نو پيدا شدن او است).

(8) خداوند متعال هميشه بوده است نه آنكه حادث و نو پيدا شده باشد (در اين كلمه حضرت از حقّ تعالى و حدوث زمانى را نفى ميكند) موجود و هستى است كه مسبوق بعدم و نيستى نيست (يعنى نه آنكه هستى او ذاتاً حادث باشد كه در اين كلمه حدوث ذاتى را نفى ميكند) با هر چيزى است نه بطوريكه همسر آن باشد (پس با هر چيزى است يعنى هر چيزى باو قائم و بر پا است) و غير از هر چيزى است نه بطوريكه از آن كناره گيرد (زيرا اگر از چيزى كناره گيرد آن چيز چيزى نخواهد بود، براى آنكه اوست نگاه دارنده هر چيزى) فاعل است و فعل از او صادر ميشود نه بمعنى حركات و انتقالات از حالى به حالى (زيرا حركت از لوازم جسم است و او از جسميّت مبرّى است) و نه بمعنى آلت (زيرا اگر صدور فعل از او به معاونت آلت باشد پس او بغير خود احتياج دارد و احتياج نقص و نقص بر واجب الوجود محالست، بنا بر اين بى آنكه او را چشمى باشد بالذّات) بصير است و بينا بوده هنگاميكه هيچ چيزى از آنچه را كه آفريده نبوده، و منفرد است و تنها بوده هنگامى كه سكنى (چيزى كه بآن اطمينان به هم رسد) نبوده تا بآن مأنوس شود (و از انس با آن آرام گيرد) و وحشت نكند از نبودنش (پس چون شناختى او را، اكنون بطور اجمال بدان كه او است خداوندى كه به قدرت كامله)

ترجمه مرحوم شهیدی

سر لوحه دين شناختن اوست، و درست شناختن او، باور داشتن او، و درست باور داشتن او، يگانه انگاشتن او، و يگانه انگاشتن، او را بسزا اطاعت نمودن، و بسزا طاعت نمودن او، صفتها را از او زدودن، چه هر صفتى گواه است كه با موصوف دو تاست و هر موصوف نشان دهد كه از صفت گواه است كه با موصوف دوتاست و هر موصوف نشان دهد كه از صفت جداست، پس هر كه پاك خداى را با صفتى همراه داند او را با قرينى پيوسته، و آن كه با قرينش پيوندد، دوتايش دانسته، و آن كه دوتايش خواند، جزء جزءاش داند، و آن كه او را جزء جزء داند، او را نداند، و آن كه او را نداند در جهتش نشاند، و آن كه در جهتش نشاند، محدودش انگارد، و آن كه محدودش انگارد، معدودش شمارد. و آن كه گويد در كجاست در چيزيش در آرد، و آن كه گويد فراز چه چيزى است ديگر جايها را از او خالى دارد. بوده و هست، از نيست به هستى در نيامده است. با هر چيز هست، و همنشين و يار آن نيست، و چيزى نيست كه از او تهى است. هر چه خواهد پديد آرد، و نيازى به جنبش و وسيلت ندارد. از ازل بيناست و تا به ابد يكتاست، دمسازى نداشته است تا از آن جدا افتد و بترسد كه تنهاست.

ترجمه مرحوم خویی

يعنى ثابت است نه از روى حدوث و تجدّد، و موجود است نه از كتمان عدم، با همه چيز است نه بعنوان مقارنه، و غير هر چيز است نه بعنوان مفارقت.

و لنعم ما قيل:

  • اى با همه در كمال نزديكى دورحسنت بنقاب لن ترانى مستور
  • نور تو چو آفتاب خاكم بدهندر پرده اختفاست از فرط ظهور

و فاعلست نه بمعنى حركات و توسط آلات، بيناست در وقتى كه هيچ منظور اليه نبوده او را از مخلوقات، متفرّد و يكانه است بجهة آنكه مونسى ندارد كه با آن انس بگيرد و مونسى نيست او را كه بجهة فقدان آن مستوحش شده باشد.

مبرّا ذات پاكش از انيسىمعرّا و منزّه از جليسى

شرح ابن میثم

أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ- وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ- وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ- وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ- لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ- وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ- فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ- وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ- وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ- وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ- وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ- وَ مَنْ قَالَ عَلَا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ: كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ- مَعَ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ- فَاعِلٌ لَا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَ الْآلَةِ- بَصِيرٌ إِذْ لَا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ- مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لَا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ

قوله أوّل الدين معرفته.

قوله أوّل الدين معرفته. أقول: لمّا كان الدين في اللغة الطاعة كما سبق و في العرف الشرعيّ هو الشريعة الصادرة بواسطة الرسل عليهم السلام و كان اتّباع الشريعة طاعة مخصوص كان ذلك تخصيصا من الشارع للعامّ بأحد مسمّياته و لكثرة استعماله فيه صار حقيقة دون سائر المسمّيات لأنّه المتبادر إلى الفهم حال إطلاق لفظة الدين، و اعلم أنّ معرفة الصانع سبحانه على مراتب فأوليها و أدناها أن يعرف العبد أنّ للعالم صانعا، الثانية أن يصدّق بوجوده، الثالثة أن يترقّي بجذب العناية الإلهيّة إلى توحيده و تنزيهه عن الشركاء، الرابعة مرتبة الإخلاص له، الخامسة نفي الصفات الّتي تعتبرها الأذهان له عنه و هي غاية العرفان و منتهى قوّة الإنسان، و كلّ مرتبة من المراتب الأربع الاولى مبدء لما بعدها من المراتب، و كلّ من الأربع الأخيرة كمال لما قبلها، ثمّ إنّ المرتبتين الأوليين مركوزتان في الفطر الإنسانيّة بل فيما هو أعمّ منها و هي الفطر الحيوانيّة و لذلك فإنّ الأنبياء عليهم السلام لم يدعوا الخلق إلى تحصيل هذا القدر من المعرفة، و أيضا فلو كان حصول هذا القدر من المعرفة متوّقفا على دعوة الأنبياء و صدقهم مع أنّ صدقهم مبنىّ على معرفة أنّ هاهنا صانعا للخلق أرسلهم للزم الدور، و إنّما كانت أوّل مرتبة دعوا إليها من المعرفة هي توحيد الصانع و نفي الكثرة عنه المشتمل عليها أوّل كلمة نطق بها الداعي إلى اللّه و هي قولنا: لا إله إلّا اللّه فقال صلى اللّه عليه و آله من قال لا إله إلّا اللّه خالصا مخلصا دخل الجنّة. ثمّ استعدّت أذهان الخلق بما نطقت به من التوحيد الظاهر نبّههم على أنّ فيها قوّة إعداد لتوحيد أعلى و أخفى من الأوّل فقال: من قال لا إله إلّا اللّه خالصا مخلصا دخل الجنّة، و ذلك إشارة إلى حذف كلّ قيد من درجة الاعتبار مع الوحدة المطلقة إذا عرفت ذلك فاعلم أنّه يحتمل أن يكون مراده بالمعرفة المرتبة الاولى من مراتب المعرفة و حينئذ يكون معنى قوله أوّل الدين معرفته ظاهرا فإنّ ذلك القدر أوّل متحصّل في النفس من الدين الحقّ، و يحتمل أن يكون مراده المعرفة التامّة الّتي هي غاية العارف و نهاية مراتب السلوك و حينئذ يكون المراد من كونها أوّل الدين هو أوليّتها في العقل و هو إشارة إلى كونها علّة غائيّة إذ العلّة الغائيّة متقدّمة في العقل على ما هي علّة له و إن تأخّرت في الوجود، و بيان ذلك أنّ المعرفة التامّة الّتي هي غاية سعى العارف غير حاصلة في مبدء الأمر بل يحتاج في كمال ما حصل له من مراتب المعرفة و تحصيل المعرفة التامّة إلى الرياضة بالزهد و العبادة و تلقى الأوامر الإلهيّة بالقبول الّتي هي سبب إتمام الدين فيستعدّ أوّلا بسببها للتصديق بوجوده يقينا ثمّ لتوحيده ثمّ للإخلاص له ثمّ لنفي كلّ ما عداه عنه فيغرق في تيّار بحار العظمة و كلّ مرتبة أدركها فهي كمال لما قبلها إلى أن تتمّ المعرفة المطلوبة له بحسب ما في وسعه و بكمال المعرفة يتمّ الدين و ينتهي السفر إلى اللّه.

قوله و كمال معرفته التصديق إلى قوله نفي الصفات عنه.

قوله و كمال معرفته التصديق إلى قوله نفي الصفات عنه. أقول: ترتيب هذه المقدّمات على هذا الوجه يسمّى قياسا مفصولا و هو القياس المركّب الّذي تطوي فيه النتائج و عند ذكرها يتبيّن أنّ المقصود منها بيان أنّ كمال معرفته نفي الصفات عنه، و هذا القياس تنحلّ إلى قياسات تشبه قياس المساواة لعدم الشركة بين مقدّمتي كلّ منها في تمام الأوسط فيحتاج في إنتاج كلّ منها إلى قياس آخر، و المطلوب من التركيب الأوّل و هو قوله و كمال معرفته التصديق به و كمال التصديق به توحيده أنّ كمال معرفته توحيده، و إنّما يلزم عنه هذا المطلوب بقياس آخر، صورته أنّ معرفته كمال و كمالها توحيده و كلّما كان كمال كماله توحيده كان كماله توحيده فينتج أنّ كمال معرفته توحيده، أمّا المقدّمة الاولى فإنّ التوحيد كمال التصديق و هو كمال المعرفة، و أمّا الثانية فلأنّ كمال كمال الشي ء كمال الشي ء و هكذا في باقي التركيب و المطلوب من تركيب هذه النتيجة مع المقدّمة الثالثة و هى قوله و كمال توحيده الإخلاص له أنّ كمال معرفته الإخلاص له، و من تركيب هذه النتيجة مع المقدّمة الرابعة و هي قوله كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه يحصل المطلوب، و اعلم أنّ في إطلاق الكمال هاهنا تنبيها على أنّ معرفة اللّه تعالى مقولة بحسب التشكيك إذ كانت قابلة للزيادة و النقصان، و بيان ذلك أنّ ذات اللّه تعالي لمّا كانت بريّة عن أنحاء التركيب لم يكن معرفته ممكنة إلّا بحسب رسوم ناقصة تتركّب من سلوب و إضافات تلزم ذاته المقدّسة لزوما عقليّا فتلك السلوب و الإضافات لمّا لم تكن متناهية لم يمكن أن تقف المعرفة بحسبها عند حدّ واحد بل تكون متفاوتة بحسب زيادتها و نقصانها و خفائها و جلائها، و كذلك كمال التصديق و التوحيد و الإخلاص، و إذا تقرّر ذلك فلنشرع في تقدير المقدّمات، أمّا المقدّمة الاولى و هي أنّ كمال معرفته التصديق به، و بيان ذلك أن المتصوّر لمعنى إله العالم عارف به من تلك الجهة معرفة ناقصة تمامها الحكم بوجوده و وجوبه إذ من ضرورة كونه موجد للعالم كونه موجودا فإنّ ما لم يكن موجودا استحال بالضرورة أن يصدر عنه أثر موجود فهذا الحكم اللاحي هو كمال معرفته، و أمّا الثانية و هي قوله و كمال التصديق به توحيده فبيانها أنّ من صدّق بوجود الواجب ثمّ جهل مع ذلك كونه واحدا كان تصديقه به تصديقا ناقصا تمامه توحيده، إذ كانت الواحدة المطلقة لازمة لوجود الواجب فإنّ طبيعة واجب الوجود بتقدير أن تكون مشتركة بين اثنين فلا بدّ لكلّ واحد منهما من مميّز وراء ما به الاشتراك فيلزم التركيب في ذاتيهما و كلّ مركّب ممكن فيلزمه الجهل بكونه واجب الوجود و إن تصوّر معناه و حكم بوجوده، و أمّا الثالثة و هي قوله و كمال توحيده الإخلاص له ففيها إشارة إلى أنّ التوحيد المطلق للعارف نّما يتمّ بالإخلاص له و هو الزهد الحقيقيّ الّذي هو عبارة عن تنحية كلّ ما سوى الحقّ الأوّل عن سنن الإيثار، و بيان ذلك أنّه ثبت في علم السلوك أنّ العارف ما دام ملتفتا مع ملاحظة جلال اللّه و عظمته إلى شي ء سواه فهو بعد واقف دون مقام الوصول جاعل مع اللّه غيرا حتّى أنّ أهل الإخلاص ليعدّون ذلك شركا خفيّا كما قال بعضهم: من كان في قلبه مثقال خردلة سوى جلالك فاعلم أنّه مريض و إنّهم ليعتبرون في تحقّق الإخلاص أن يغيب العارف عن نفسه حال ملاحظته لجلال اللّه و أن لحظها فمن حيث هي لاحظة لا من حيث هي متزيّنة بزينة الحقّ فإذن التوحيد المطلق أن لا يعتبر معه غيره مطلقا، و ذلك هو المراد بقوله و كمال توحيده الإخلاص له، و أمّا المقدّمة الرابعة و هي أنّ كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه فقد بيّن عليه السّلام صدقها بقياس برهانيّ مطويّ النتائج أيضا استنتج منه أنّ كلّ من وصف اللّه سبحانه فقد جهله، و ذلك قوله عليه السّلام لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة إلى قوله و من جزّاه فقد جهله، و بيان صحّة المقدّمات أمّا قوله لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف و بالعكس فهو توطئة الاستدلال ببيان المغائرة بين الصفة و الموصوف، و المراد بالشهادة هاهنا شهادة الحال فإنّ حال الصفة تشهد بحاجتها إلى الموصوف و عدم قيامها بدونه و حال الموصوف تشهد بالاستغناء عن الصفة و القيام بالذات بدونها فلا تكون الصفة نفس الموصوف، و أمّا قوله فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه فهو ظاهر لأنّه لمّا قرّر كون الصفة مغايرة للموصوف لزم أن تكون زائدة على الذات غير منفكّة عنها فلزم من وصفه بها أن تكون مقارنة لها و إن كانت تلك المقارنة على وجه لا يستدعي زمانا و لا مكانا، و أمّا قوله و من قرنة فقد ثنّاه فلأنّ من قرنه بشي ء من الصفات فقد اعتبر في مفهومه أمرين أحدهما الذات و الآخر الصفة فكان واجب الوجود عبارة عن شيئين أو أشياء فكانت فيه كثرة و حينئذ ينتج هذا التركيب أنّ من وصف اللّه سبحانه فقد ثنّاه، و أمّا قوله و من ثنّاه فقد جزّاه فظاهر أنّه إذا كانت الذات عبارة عن مجموع امور كانت تلك الامور أجزاء لتلك الكثرة من حيث إنّها تلك الكثرة و هي مبادئ لها، و ضمّ هذه المقدّمة إلى نتيجة التركيب الأوّل ينتج أنّ من وصف اللّه سبحانه فقد جزّاه، و أمّا قوله و من جزّاه فقد جهله فلأنّ كلّ ذي جزء فهو يفتقر إلى جزء و جزئه غيره فكلّ ذي جزء فهو مفتقر إلى غيره و المفتقر إلى الغير ممكن فالمتصوّر في الحقيقة لأمر هو ممكن الوجود لا الواجب الوجود بذاته فيكون إذن جاهلا به و ضمّ هذه المقدّمة إلى نتيجة ما قبلها ينتج أنّ من وصف اللّه سبحانه فقد جهله و حينئذ يتبيّن المطلوب و هو أنّ كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه إذ الإخلاص له و الجهل به ممّا لا يجتمعان، و إذا كان الإخلاص منافيا للجهل به الّذي هو لازم لإثبات الصفة له كان إذن منافيا لإثبات الصفة له لأنّ معاندة اللازم تستلزم معاندة الملزوم، و إذ بطل أن يكون الإخلاص في إثبات الصفة له تثبت أنّه في نفي الصفة عنه و عند هذا يظهر المطلوب الأوّل و هو أنّ كمال معرفته نفي الصفات عنه و ذلك هو التوحيد المطلق و الإخلاص المحقّق الّذي هو نهاية العرفان و غاية سعي العارف من كلّ حركة حسيّة و عقليّة و ما يكون في نفس الأمر من غير تعقّل نقص كلّ ما عداه عنه معه فهو الوحدة المطلقة المبرّاة عن كلّ لاحق، و هذا مقام حسرت عنه نوافذ الأبصار، و كلّت في تحقيقه صوارم الأفكار، و أكثر الناس فيه الأقوال فانتهت بهم الحال إلى إثبات المعاني و ارتكاب الأحوال فلزمهم في ذلك الضلال ما لزمهم من المحال فإن قلت: هذا يشكل من وجهين أحدهما أنّ الكتب الإلهيّة و السنن النبويّة مشحونة بوصفه تعالى بالأوصاف المشهورة كالعلم و القدرة و الحياة و السمع و البصر و غيرها و على ما قلتم يلزم أن لا يوصف سبحانه بشي ء منها، الثاني أنّه عليه السّلام صرّح بإثبات الصفة له في قوله ليس لصفته حدّ محدود و لو كان مقصوده بنفي الصفات ما ذكرتم لزم التناقض في كلامه عليه السّلام فالأولى إذن أن يخصّ قوله نفى الصفات عنه بنفي المعاني كما ذهب إليه الأشعري، و نفي الأحوال كما ذهب إليه المثبتون من المعتزلة و بعض الأشعريّة ليبقى للصفات المشهورة الجاريه عليه تعالى و لإثباته عليه السّلام الصفة للّه في موضع آخر محمل، أو يختصّ بنفي صفات المخلوقين كما أشار عليه السّلام في آخر الخطبة لا يجرون إليه صفات المصنوعين، و كما ذكره الشيخ المفيد من الشيعة في كتاب الإرشاد عنه جلّ أن تحلّه الصفات لشهادة العقول أنّ كلّ من حلّته الصفات مصنوع. قلت: قد سبق منّا بيان أنّ كلّ ما يوصف به تعالى من الصفات الحقيقيّة و السلبيّة و الإضافيّة اعتبارات تحدّثها عقولنا عند مقائسة ذاته سبحانه إلى غيرها، و لا يلزم تركيب في ذاته و لا كثرة فيكون وصفه تعالى بها أمرا معلوما من الدين ليعمّ التوحيد و التنزيه كلّ طبقة من الناس، و لمّا كانت عقول الخلق على مراتب من التفاوت كان الإخلاص الّذي ذكره عليه السّلام أقصى ما تنتهي إليه القوى البشريّة عند غرقها في أنوار كبرياء اللّه و هو أن تعتبره فقط من غير ملاحظة شي ء آخر، و كان إثباته عليه السّلام الصفة في موضع آخر و وصفه في الكتاب العزيز و سنن النبويّة إشارة إلى الاعتبارات الّتي ذكرناها إذ كان من هو دون درجة الإخلاص لا يمكن أن يعرف اللّه سبحانه بدونها و باللّه التوفيق.

قوله و من أشار إليه فقد حدّه و من حدّه فقد عدّه.

قوله و من أشار إليه فقد حدّه و من حدّه فقد عدّه. أقول: يشير إلى البرهان على أحد أمرين أحدهما أنّه يحتمل أن يكون مراده امتناع الإشارة العقليّة إليه و تعلّقها به فعلى هذا يكون تقرير المقدّمة الاولى من هذا البرهان أنّ من وجّه ذهنه طالبا لكنه ذاته المقدّسة و زعم أنّه وجدها و أحاط بها و أشار إليها من جهة ما هى فقد أوجب له حدّا يقف ذهنه عنده إذ الحقيقة إنّما تعلم من جهة ما هي و يشير العقل إلى كنهها إذا كانت مركّبة و قد علمت أنّ كلّ مركّب محدود في المعنى و لأنّ الإشارة العقليّة ملوّثة بالإشارة الوهميّة و الخياليّة مشوبة بهما و هما مستلزمان لإثبات الحدّ كما سيأتي، و أمّا تقرير المقدّمة الثانية فظاهر إذ كان حدّ الشي ء إنّما يتألّف من كثرة معتبرة فيه و كلّ ذي كثرة معدود في نفسه و نتيجة هذا البرهان أنّ من أشار إليه فقد عدّه، و أمّا استحالة أن يكون معدودا فلما علمت فيما سبق أنّ الكثرة مستلزمة للإمكان، الثاني أنّه يحتمل أن يكون مراده أيضا نفي الإشارة الحسيّة الظاهرة و الباطنة إليه و بيان تنزيهه عن الوحدة العدديّة، و يكون تقرير المقدّمة الاولى أنّ من أشار إليه بأحد الحواسّ فقد جعل له حدّا أو حدودا أو نهايات تحيط به، و ذلك أنّ كلّ ما يشار إليه بالحسّ أيضا أو الباطن فلا بدّ و أن يشار إليه في حيّز مخصوص و على وضع مخصوص و ما كان كذلك فلا بدّ و أن يكون له حد أو حدود فإذن لو كان مشار إليها بأحدها لكان محدودا، و أمّا تقرير المقدّمة الثانية فالمراد بالعدّ هاهنا جعله مبدء كثرة يصلح أن يكون عادّا لها، و ذلك أنّ كلّ ما أدرك على وضع مخصوص و في جهة فالعقل حاكم بإمكان وجود أمثاله فمن حدّه بالإشارة الحسيّة فقد جعله مبدء كثرة يصلح أن يعدّ بها و يكون معدودا بالنسبة إليها، و أمّا كونه في نفسه معدودا و ذلك كونه مركّبا من امور لأنّ الواحد بهذا المعنى ليس مجرّد الوحدة فقط و إلّا لما تعلّقت الإشارة الحسيّة به بل لا بدّ معها من الوضع كما علمت و على الوجهين يكون مجتمعا من أمرين أو أمور فيكون مركّبا و كلّ مركّب ممكن على ما مرّ و إذا استحال أن يكون واحدا بهذا المعنى كانت الإشارة إليه مطلقا يستلزم الجهل به من حيث هو واحد واجب الوجود، و أعلم أنّه ليس إذا بطل أن يكون واحدا فإنّ للواحد مفهومات اخر بها يقال له واحد فإنّه يقال واحد لما لا يشاركه في حقيقة الخاصّة به غيره و يقال واحد لما لا تتركّب حقيقته و تأتلف من معاني متعدّدة الأجزاء قوام و لا أجزاء حدّ و يقال واحد لما لم يفته من كماله شي ء بل كلّ كمال ينبغي أن يكون له فهو حاصل له بالفعل و الباري سبحانه واحد بهذه الاعتبارات الثلاثة

قوله و من قال فيم فقد ضمنّه و من قال علام فقد أخلى منه.

قوله و من قال فيم فقد ضمنّه و من قال علام فقد أخلى منه. أقول: أصل فيم و علام فيما و علي ما حرفان دخلا على ما الاستفهاميّة فحذف ألفها لاتّصالها بهما تخفيفا في الاستفهام خاصّة و هاتان القضيّتان في تقدير شرطيّتين متّصلتين يراد منهما تأديب الخلق أن يستفهموا عنه سبحانه على هذين الوجهين، و بيان المراد منهما باستثناء نقيضي تاليهما و حذف الاستثناء هاهنا الّذي هو كبرى القياس على ما هو المعتاد في قياس الضمير، و اعلم أنّ تقدير المتّصلة الاولى لو صحّ السؤال منه بفيم لكان له محلّ يتضمّنه و يصدق عليه أنّه فيه صدق العرض بالمحلّ لكنّه يمتنع كونه في محلّ فيمتنع السؤال عنه بفيم بيان الملازمة أنّ مفهوم في لمّا كان موجودا في ما كان الاستفهام بفيم استفهاما عن مطلق المحلّ و الظرف و لا يصحّ الاستفهام عن المحلّ لشي ء إلّا إذا صحّ كونه فيه بيان بطلان التالي أنّه لو صحّ كونه في محلّ لكان إمّا أن يجب كونه فيه فيلزم أن يكون محتاجا إلى ذلك المحلّ و المحتاج إلى الغير ممكن بالذات و إن لم يجب حلوله فيه جاز أن يستغني عنه و الغنيّ في وجوده عن المحلّ يستحيل أن يعرض له و إذا استحال أن يكون في محلّ كان السؤال عنه بفيم جهلا، و أمّا تقدير المتّصلة الثانية فهو أنّه لو جاز السؤال عنه بعلام لجاز خلوّ بعض الجهات و الأماكن عنه لكنّه لا يجوز خلوّ مكان عنه فامتنع الاستفهام عنه بعلام بيان الملازمة هو أن مفهوم على و هو العلوّ و الفوقانيّة لمّا كان موجودا في ما كانت استفهاما عن شي ء هو فوقه و عال عليه، و ذلك يستلزم أمرين أحدهما بواسطة الآخر و لازم له فالّذي هو بواسطة و لا لازم لها هو أخلا سائر الجهات عنه و هو ما ذكره عليه السّلام و أمّا الواسطة الملزومة فهى إثبات الجهة المعيّنة و هى جهة فوق إذا كان اختصاصه بجهة معيّنة يستلزم نفي كونه في سائر الجهات، و إنّما جعل عليه السّلام لازم هذه المتّصلة كونه قد أخلى منه ليستلزم من إبطال اللازم و هو الخلوّ عنه بطلان اختصاصه بالجهة المعيّنة ليلزم منه بطلان المقدّم و هو صحّة السؤال عنه بعلام، فأمّا بطلان التالي فلقوله «وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ«»» و قوله «وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ» فإن قلت: إنّ مثبت الجهة لا يجهل هذه الآيات بل له أن يقول: لا تنافي بين إثبات الجهة المعيّنة و بين مقتضي هذه الآيات لأنّ المقصود من كونه في السماء و الأرض أي بعلمه و كذلك من معيّته للخلق و كونه في جهة فوق إنّما هو بذاته فحينئذ لا يكون هذه الآيات منافية لغرضه قلت: إنّما جعل عليه السّلام قوله فقد أخلى منه لازما في هذه القضيّة لأنّ نفى هذا اللازم بهذه الآيات ظاهر و كذلك إنّ مثبت الجهة إنّما يعتمد في إثباتها على ظواهر الآيات الدالّة على ذلك كقوله تعالى «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى » فكانت معارضة مقتضاها بظواهر هذه الآيات أنفع في الخطابة و أنجع في قلوب العامّة من الدلائل العقليّة على نفي الجهة، و دلالة هذه الآيات على عدم خلوّ مكان من الأمكنة منه تعالى يستلزم دلالتها على عدم اختصاصه بجهة فوق، و المعارضة كما تكون بما يقتضي إبطال مقتضي الدليل كذلك تكون بما يقتضي إبطال لازم مقتضاه فكانت مستلزمة لعدم جواز الاستفهام عنه بعلام و لو قال: و من قال علام فقد أثبت له جهة لم يمكن إبطال هذا اللازم إلّا بالدليل العقليّ لكون الظواهر النقليّة مشعرة بإثبات الجهة له فلذلك عدل عليه السّلام إلى هذا اللازم كما بيّنه لوجود ما يبطله في القرآن الكريم و هى الآيات المذكورة حتّى إذا عدل المثبت للجهة عن ظواهر هذه الآيات إلى التأويل بإحاطة العلم مثلا ألزمناه مثله في نحو قوله «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى » فقلنا: المراد من الاستواء الاستيلاء بالقدرة أو العلم كما هو مذكور في الكتب الكلاميّة، و إنّما خصّ عليه السّلام جهة العلوّ بإنكار اعتقادها و التحذير منه لكون كلّ معتقد للّه جهة يخصّصه بها لما يتوهّم من كونها شرف الجهات و لأنّها نطق بها القرآن الكريم فكانت الشبهة في إثباتها أقوى فلذلك خصّها بالذكر.

قوله كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم.

قوله كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم. أقول: الكائن اسم الفاعل من كان و هو يستعمل في اللغة على ثلاثة أوجه، أحدها أن تكون بصيغتها دالّة على الحدث و الزمان و يسمّى في عرف النحاة كان التامّة كقوله: إذا كان الشتاء فاد فئوني أي إذا حدث و وجد، الثاني أن تدلّ على الزمان وحده و يحتاج في الدلالة على الحدث إلى خبر يتمّ به و هى الناقصة و استعمالها هو الأكثر كقوله تعالى «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ» الثالث أن تكون زائدة خالية عن الدلالة على حدث أو زمان كقوله: على كان المسوّمة العراب أي على المسوّمة. إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ مفهوم كائن أنّه شي ء ما له كون، و لمّا كان ذلك الشي ء هو ذات اللّه تعالى و كانت ذاته مقدّسة عن الزمان استحال أن يقصد وصفه بالكون الدالّ على الزمان، و لمّا احترز بقوله لا عن حدث استحال أن يدلّ كونه على الحدث و هو المسبوقيّة بالعدم أيضا و إذا بطل أن يكون كونه مستلزما للزمان و مسبوقيّة العدم لم يكن له دلالة إلّا على الوجود المجرّد عن هذين القيدين، و من هذا القبيل قوله تعالى «وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» و أمثاله و قول الرسول صلى اللّه عليه و آله كان اللّه و لا شي ء، و أمّا قوله موجود لا عن عدم فالمراد أيضا أنّ وجوده ليس بحادث، و بيانه أنّ الموجود من حيث هو موجود إمّا أن يكون وجوده مسبوقا بالعدم و حاصلا عنه و هو المحدث أو لا يكون و هو القديم فأمّا كليّة هذا الحكم فلأنّه لو كان محدثا لكان ممكنا و لو كان ممكنا لما كان واجب الوجود فينتج أنّه لو كان محدثا لما كان واجب الوجود لكنّه واجب الوجود فينتج أنّه ليس بمحدث، أمّا المقدّمتان فجليّتان، و أمّا بطلان تالي النتيجة فمقتضي البراهين الإلهيّة، و اعلم أنّ هذه القضيّة مؤكّدة لمقتضى القضيّة الاولى و ليس مقتضاها عين ما أفادته الاولى إذ كان في الكلمة الاولى مقصود آخر و هو تعليم الخلق كيفيّة إطلاق لفظة الكون على اللّه تعالى و إشعارهم أنّ المراد منها ليس ما يتبادر إليه الذهن من مفهومها حال إطلاقها و هو الحدوث و يحتمل أن يكون مراده في الاولى نفي الحدوث الذاتي أو ما أعمّ منه و من الزمان، و في الثانية نفي الحدوث الزماني و اللّه أعلم.

قوله مع كلّ شي ء لا بمقارنة و غير كلّ شي ء لا بمزائلة.

قوله مع كلّ شي ء لا بمقارنة و غير كلّ شي ء لا بمزائلة. أقول: إنّ كونه تعالى مع غيره و غيره غيره إضافتان عارضتان له بالنسبة إلى جميع الموجودات إذ كلّها منه و يصدق عليه أن يقال: إنّه معها و إنّه متقدّم عليها و لكن باعتبارين مختلفين فإنّ المعيّة نفس إضافة تحدثها العقول بنسبته إلى آثاره و مساوقة وجوده لوجوداتها و إحاطة علمه بكلّيتها و جزئيّتها كما قال «وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» و التقدّم نسبة تحدثها له باعتبار كونه علّة لها ثمّ لمّا كانت المعيّة أعمّ من المقارنة لاعتبار الزمان و المكان في مفهومها المتعارف لم يكن معيّة للأشياء على سبيل المقارنة لها لبرائة ذاته المقدّسة عن الزمان و المكان فلذلك احترز بقوله لا بمقارنة و أمّا أنّه غيرها لا بمزائلة فيحتمل وجهين، أحدهما و هو الأظهر أنّ المغائرة لمّا كانت أعمّ من المزائلة لدخول الزمان و المكان في مفهومها أيضا كانت مغايرته للأشياء غير معتبر فيها المزائلة لتقدّس ذاته عن الزمان و المكان فلذلك احترز بقوله لا بمزائلة، الثاني أن يقال: إنّ كونه تعالى غير كلّ شي ء معناه أنّه مميّز بذاته عن كلّ شي ء إذ لا يشارك شيئا من الأشياء في معني جنسي و لا نوعي فلا يحتاج أن ينفصل عنها بفصل ذاتي أو عرضيّ بل هو مباين لها بذاته لا بمزائلة، و يكون معنى المزائلة المفارقة بأحد الامور المذكورة بعد الاشتراك في أحد الامور المذكورة، و اعلم أن هذين القيدين كاسران للأحكام الوهميّة باعتبار الزمان و المكان و الأوصاف المخلوقة المتعارفة بين الخلق المعتبرة بينهم في مفهوم المعيّة و الغيريّة منبّهان للعقول على ما وراء حكم الوهم من عظمة اللّه سبحانه و تقدّس ذاته عن صفات الممكنات و كذلك قوله كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم فإنّه ردّ للوهم الحاكمة بمماثلته تعالى للمحدثات.

قوله فاعل لا بمعني الحركات و الآلة.

قوله فاعل لا بمعني الحركات و الآلة. أقول: الحركة عبارة عن حصول المتحيّز في حيّز بعد أن كان في حيّز آخر إن قلنا بثبوت الجوهر الفرد و إلّا فهى عبارة عن انتقال المتحيّز من حيّز إلى حيّز آخر أو غيره من التعريفات، و الآلة هى ما يؤثّر الفاعل في منفعله القريب منه بواسطة، و المراد بيان أنّه فاعل إلّا أنّ ما صدر عنه تعالى من الآثار ليس بحسب حركة و لا بتوسّط آلة كما يفتقر غيره في نسبة صدور الفعل عنه إليه أمّا أنّه لا يفتقر إلى الحركة فلأنّ معنى الحركة إنّما يعرض للجسم و الباري تعالى منزّه عن الجسميّة فيستحيل صدق مسمّى الحركة في حقّه، و أمّا أنّ فعله ليس بتوسّط آلة فبيانه من وجهين: أحدهما لو كان كذلك لكانت تلك الآلة إن كانت من فعله فإمّا بتوسّط آلة اخرى أو بدونها فإن كانت بدونها فقد صدق أنّه فاعل لا بمعنى الآلة و إن كان فعله لها بتوسّط آلة اخرى فالكلام فيها كالكلام في الأولى و يلزم التناقض، و أمّا إن لم تكن تلك الآلة من فعله و لم يمكنه الفعل بدونها كان الباري تعالى مفتقرا في تحقّق فعله إلى الغير و المفتقر إلى الغير ممكن بالذات فالواجب بالذات ممكن بالذات هذا خلف. الثاني أنّه تعالى لو فعل بالآلة لكان بدونها غير مستقلّ بإيجاد الفعل فكان ناقصا بذاته مستكملا بالآلة، و النقص على اللّه تعالى محال فتوقّف فعله على الآلة محال فإذن هو الفاعل المطلق بالإبداع و محض الاختراع المبرء عن نقصان الذات المنزّه عن الحاجة إلى الحركات و الآلات.

قوله بصير إذ لا منظور إليه من خلقه.

قوله بصير إذ لا منظور إليه من خلقه. أقول: البصير فعيل بمعنى الفاعل من البصر، و البصر حقيقة في حاسّة العين مجاز في القوّة الّتي بها العلم، و المنظور إليه هو المشاهد بتقليب الحدقة نحوه، و المراد وصفه تعالى بكونه بصيرا حال مالا يتحقّق المبصرات، و إذ ليس كونه بصيرا، بمعنى أنّ له آلة البصر لتنزّهه عن الحواسّ وجب العدول إلى المجاز و هو أن يكون بصيرا بمعني أنّه عالم، و قرينة ذلك.

قوله إذ لا منظور إليه من خلقه لأنّ البصر أمر إضافيّ يلحق ذاته بالنسبة إلى مبصر و هو أمر يلحق ذاته أزلا و أبدا و لا شي ء من المبصرات بالحسّ موجود أزلا لقيام البراهين العقليّة على حدوث العالم حتّى يمكن أن يلحقه النسبة بالقياس إليه فوجب أن لا يكون من حيث هو هو بصيرا بهذا المعنى، و يحتمل أنّ الإشارة بإذ في قوله إذ لا منظور إليه إلى اعتبار كونه مقدّما على آثاره من جهة ما هو متقدّم فإنّه بالنظر إلى تلك الجهة لا منظور إليه من خلقه معه و هو عالم لذاته و بذاته مطلقا و إذ ليس بصيرا بالمعني المذكور فهو إذن بصير بالصفة الّتي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات، و بها تظهر الأسرار و الخفيّات فهو الّذي يشاهد و يرى حتّى لا يعزب عنه ما تحت الثرى و إن تجهر بالقول فإنّه يعلم السرّ و أخفى و هذه الآلة و إن عدّت كمالا فإنّما هى كمال خاصّ بالحيوان، و كماله بها و إن كان ظاهرا إلّا أنّه ضعيف قاصر إذ لا يمتدّ إلى ما بعد و لا يتغلغل في باطن و إن قرب بل يتناول الظواهر و يقصر عن البواطن، و قد قيل: إنّ الحظّ الّذي للعبد من البصر أمران، أحدهما أن يعلم أنّه خلق له البصر لينظر إلى الآيات و عجائب ملكوت السماوات فلا يكون نظره إلّا اعتبارا حكى أنّه قيل لعيسى عليه السّلام هل أحد من الخلق مثلك فقال: من كان نظره عبرة و صمته فكرة و كلامه ذكرا فهو مثلي، الثاني أن يعلم أنّه من اللّه بمراى و مسمع فلا يستهين بنظره إليه و إطّلاعه عليه و من أخفى من غير اللّه ما لا يخفيه من اللّه تعالى فقد استهان

بنظر اللّه تعالى، إليه و المراقبة إحدى ثمرات الإيمان بهذا الصفة فمن قارب معصيته و هو يعلم أنّ اللّه يراه فما أجرئه و ما أخسره، و من ظنّ أنّ اللّه تعالى لا يراه فما أكفره.

قوله متوحّد إذ لا سكن يستأنس به و لا يستوحش لفقده.

قوله متوحّد إذ لا سكن يستأنس به و لا يستوحش لفقده. أقول: المراد وصفه تعالى بالتفرّد بالوحدانيّة و أشار بقوله إذ لا سكن إلى اعتبار أنّ تفرّده بالوحدانيّة لذاته فهو من تلك الحيثيّة متفرّد بالوحدانيّة لا على وجه الانفراد عن مثل له كما هو المفهوم المتعارف من انفراد بعض الناس عن بعض ممّن عادته مشاركته في مشاوراته و محادثاته، و انفراد أحد المتألّفين من الحيوانات عن الآخر و هو الأنيس الّذي يستأنس بوجوده معه و يستوحش لفقده و غيبته عنه إذ كان الاستيناس و الاستيحاش متعلّقين بميل الطبع إلى الشي ء و نفرته عنه و هما من توابع المزاج، و لمّا كان الباري سبحانه منزّها من الجسميّة و المزاج وجب أن يكون منزّها عن الاستيناس و التوحش فهو المنفرد بالوحدانيّة المطلقة لا بالقياس إلى شي ء يعقل ذلك التفرّد بالنسبة إليه. و اعلم أنّ القيود الثلاثة الزائدة على قوله فاعل و بصير و متوحّد في الفصول الثلاثة مستلزمة للتنبيه على عظمة اللّه تعالى كما بيّناه في قوله لا بمقارنة و لا بمزائلة، و ذلك لأنّ الأوهام البشريّة حاكمة بحاجة الفاعل إلى الآلة و البصير إلى وجود المبصر و المتوحّد إلى أن يكون في مقابلته أنيس مثله انفرد عنه، و لمّا كانت ذات اللّه سبحانه منزّهة عن جميع ذلك أراد عليه السّلام كسر الوهم و معارضة أحكامه بتنبيه العقول عليها فذكر هذه القيود الثلاثة و باللّه التوفيق.

ترجمه شرح ابن میثم

أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ- وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ- وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ- وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ- لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ- وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ- فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ- وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ- وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ- وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ- وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ- وَ مَنْ قَالَ عَلَا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ: كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ- مَعَ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ- فَاعِلٌ لَا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَ الْآلَةِ- بَصِيرٌ إِذْ لَا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ- مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لَا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ

معانی لغات

دين: در اصل لغت بر چند معنا اطلاق مى شود، از آن جمله عادت، اذلال. در مثل مى گويند «دانه» يعنى او را خوار كرد و مالك او شد. شعر حماسه از همين معناست كه گفته است: دنّاهم كما دانوا«» و معناى ديگر دين مجازات است چنان كه خداوند متعال مى فرمايد انّا لمدينون، يعنى آنها را پاداش مى دهيم و از همين معناست مثل مشهور: كما تدين تدان، «چنان كه جزا بدهى جزا مى بينى». معناى ديگر دين طاعت است. در مثل مى گويند. دان له، «از او اطاعت كرد»، شعر عمرو بن كلثوم به اين معناست: عصينا لملك فينا ان تدينا«» در عرف شرعى دين بر شرايعى كه از جانب خدا بوسيله پيامبر صادر مى شود اطلاق مى شود.

قرنه: براى او همتا قرار دارد، مقارنت به معناى اجتماع است و از قرن الثور و غيره گرفته شده است، از همين معناست قرنى كه در سن و سال به كار مى رود و به مردمى كه در يك زمان وجود دارند قرن اطلاق مى شود.

شاعر گفته:

اذا ذهب القرن الذى انت فيهمو خلّفت فى قرن فانت قريب«»

در اين شعر قرن به معناى مردم آمده است: المزائله: جدايى طرفين السّكن: هر چيزى كه بوسيله آن آرامش پيدا كنند المتوحّد بالامر: مبرّا از شركت با ديگران در چيزى استيناس بالشى ء: گرايش به سوى چيزى و آرامش يافتن به وسيله او. به همين معناست تأنّس و از همين ريشه است انيس و مونس.

استيحاش: ضدّ استيناس، نفرت داشتن طبع به خاطر نبودن انيس و مونس.

شرح

فرموده است: اوّل الدّين معرفته

چنان كه گذشت دين در لغت به معناى فرمانبردارى است و در عرف شرعى، شريعتى است كه به وسيله پيامبر صدور يافته است. پيروى از شريعت فرمانبردارى خاصى است. بنا بر اين مطلق اطاعت كه معناى عام است از جانب شارع در يكى از مسمّاهاى خاص (شريعت) به كار گرفته شده است و به دليل فراوانى استعمال در همين معنى حقيقت يافته است و وقتى كه لفظ دين به طور مطلق به كار رود همين معنى به ذهن تبادر مى كند. معرفت خداوند سبحان داراى مراتبى است. اوّلين و (آخرين) مرتبه اين است كه بنده بداند كه براى جهان آفريدگارى است، دوّمين مرتبه شناخت اين است كه انسان وجود صانع را تصديق كند، سوّمين مرتبه اين است كه جذب عنايات الهى شده و به توحيد گرايد و او را از شريك مبرّا بداند، چهارمين مرتبه اخلاص، براى خداست، پنجمين مرتبه اين است كه صفاتى را كه ذهن براى خداوند اعتبار مى كند از او نفى كند و اين نهايت شناخت و عرفان و منتهاى تكامل معنوى انسانى است هر يك از مراتب تا مرتبه چهارم مبدأ. و پايه براى مرتبه بعدى است و هر يك از مراتب بعدى كمال براى مرتبه قبلى مى باشد.

دو مرتبه اوّل در فطرت انسان نهفته است، بلكه در فطرت حيوان كه عمومى تر از فطرت انسان است پنهان مى باشد، براى همين است كه انبيا مردم را براى كسب اين مقدار از معرفت دعوت نكرده اند، زيرا اگر تحصيل اين مقدار معرفت متوقّف بر دعوت انبيا و تصديق آنها باشد با توجه به اين كه تصديق انبيا خود مبنى بر شناخت فطرى است مبنى بر اين كه براى جهان خالقى است كه آنها را به پيامبرى فرستاده است دور لازم مى آيد، اوّلين مرتبه معرفت كه انبيا مردم را به آن دعوت مى كنند يگانه دانستن صانع و نفى كثرت از اوست كه در بردارنده اوّلين كلمه اى است كه داعى الى اللّه بر زبان جارى مى كند و آن قول ماست كه مى گوييم لا اله الا اللّه.

پيامبر (ص) فرموده است آنكه از روى اخلاص بگويد لا اله الا اللّه وارد بهشت مى شود. وقتى كه ذهن مردم براى توحيد قولى آماده شد، پيامبر آنها را آگاه ساخت كه آمادگى براى مرتبه اى از توحيد كه اعلى و اخفاست داشته باشند و فرمود هر كس از روى خلوص بگويد لا اله الا اللّه وارد بهشت مى شود. و اين كلام پيامبر اشاره دارد به توحيد مطلق و خارج ساختن هر قيدى از درجه اعتبار.

پس از توضيح فوق احتمال مى رود منظور امام (ع) در بين مراتب ياد شده، مرتبه اوّل توحيد باشد. بدين ترتيب منظور او كه فرمود: اوّل الدّين معرفته، روشن است. زيرا اين مقدار از دين حق در نزد هر كسى روشن است و احتمال دارد كه منظور حضرت توحيد كامل باشد كه مقصود نهايى عارف و آخرين مرتبه سلوك است. بنا بر اين منظور از اوّل الدّين، اوّليّت آن در خود انسان است و اين سخن اشاره دارد به علّت غايى. علّت غايى از نظر عقلى بر ديگر علل مقدّم است هر چند در وجود مؤخّر باشد.

توضيح مطلب اين است كه معرفت كامل كه نهايت كوشش عارف است از آغاز امر حاصل نمى شود بلكه نيازمند وصول به مراتب ديگر معرفت است و تحصيل معرفت كامل نيازمند رياضت و زهد و عبادت و پذيرفتن اوامر الهى از روى تسليم و رضامندى است. پذيرفتن اوامر الهى وسيله كمال دين شخص شده و به انسان آمادگى مى دهد كه اوّلا وجود خدا را از روى يقين تصديق كند، سپس يگانگى او را بپذيرد، و براى او اخلاص بورزد، و در نهايت هر چيزى غير خدا را نفى كند. آن گاه است كه در امواج درياى عظمت غرق شود، هر مرتبه اى را كه ادراك كند نسبت به مرتبه قبل به كمال رسيده تا سرانجام به كمال و معرفتى كه مطلوب اوست بر حسب استعدادش دست يافته و با كمال معرفت دينش كامل شود و سير الى اللّه را به پايان برساند.

فرموده است: و كمال معرفته التّصديق... تا نفى الصفات عنه

در عبارت امام (ع) ترتيب اين مقدمات بدين گونه قياس مفصّل ناميده مى شود. قياس مفصّل قياس مركبى است كه در آن چندين نتيجه در هم آميخته باشد و پس از ذكر مقدّمات روشن مى شود كه مقصود از همه مقدمات و نتايج، آخرين نتيجه بوده است و در اين عبارت مقصود اين است كه كمال شناخت خداوند نفى صفات از ذات حق تعالى است. قياس مركّب به چندين قياس تقسيم مى شود كه شبيه قياس مساوات مى شود، زيرا ميان دو مقدمه قياس در حد وسط آنها شركت وجود ندارد. بنا بر اين هر قياس براى رسيدن به نتيجه به قياس ديگر نياز دارد تا به آخرين قياس دست يافته و نتيجه حاصل شود.

مقصود از تركيب اوّل (قياس اوّل) در عبارت امام (ع) اين جمله است «كمال شناخت خداوند تصديق اوست (مقدمه اول) و كمال تصديق حق متعال توحيد اوست (مقدّمه دوم) نتيجه آن كه كمال شناخت خداوند يگانه دانستن اوست«».» در قياس فوق چون كمال معرفت تصديق و كمال تصديق توحيد بوده است، نتيجه اين شده است كه كمال معرفت خداوند يگانه شناخت او است.

پس از اين دو مقدّمه به مقدّمه سوّم مى رسيم كه قياس جديدى را تشكيل مى دهد و آن عبارت است از سخن حضرت كه فرمود: «كمال توحيد خالص شدن براى خداست» و نتيجه آن اين است كه كمال معرفت خدا، خالص شدن براى خداست و از تركيب اين نتيجه با مقدّمه چهارم كه عبارت است از اين گفته حضرت: «كمال خالص شدن براى خدا نفى صفات از ذات حق متعال است»، مقصود حاصل مى شود.

اطلاق لفظ كمال در عبارت را امام (ع) به اين حقيقت توجّه مى دهد كه شناخت خداوند متعال از امور تشكيكى است، زيرا قابل افزايش و نقصان مى باشد. توضيح اين كه چون ذات حق تعالى از اقسام تركيب به دور است، معرفت حق تعالى ممكن نيست مگر به حسب رسمهاى ناقص كه از طرق و اضافاتى حاصل مى شود و به نوعى ذات مقدّس حق را به طريق عقلانى به ما معرّفى مى كند و اين رسوم و اضافات چون متناهى نيستند شناخت خداوند به طريقه حدّ تام ممكن نمى شود بلكه بر حسب زيادت و نقصان، نهان و آشكار متفاوت است. همچنين كمال تصديق و توحيد. پس از روشن شدن معناى قياس مفصّل اينك هر يك از مقدمات قياس فوق را توضيح مى دهيم: كمال معرفت خدا تصديق اوست، توضيح اين مقدّمه چنين است كه، كسى كه خداى جهان را تصور مى كند شناخت ناقصى به خدا از همان تصوّر به دست آورده و كامل شدن اين شناخت اين است كه به موجود بودن و واجب الوجود بودنش حكم كند، زيرا اگر آفريننده جهان باشد خود بايد موجود باشد چون از معدوم چيزى به وجود نمى آيد و معرفت كامل به خدا اقرار به همين حكم است.

مقدمه دوّم، كمال تصديق خدا، يگانه دانستن اوست: توضيح آنكه، كسى كه واجب الوجود را تصديق كند و با اين حال نداند كه او يگانه است تصديقش ناقص است و كمال شدن اين تصديق به اين است كه او را يگانه بداند، زيرا وحدت مطلق لازمه واجب الوجود است به اين دليل كه طبيعت واجب الوجود به فرض كه ميان دو موجود مشترك باشد ناگزير هر يك از آن دو نياز به مابه الامتيازى دارد، بنا بر اين در ذاتشان تركيب لازم مى آيد و هر مركبى ممكن الوجود است، پس آن كه خدا را يگانه نداند نسبت به وجود حق متعال جاهل است هر چند او را واجب الوجود دانسته و به وجود آن حكم كند.

مقدّمه سوّم، كمال توحيد خداوند خالص شدن براى اوست. اين عبارت به توحيد مطلق اشاره دارد كه عارف آن گاه به توحيد خدا مى رسد كه اخلاصش براى خدا كامل باشد و اخلاص همان زهد حقيقى است و زهد حقيقى دور شدن از تمام ما سوى اللّه است و دور شدن از ما سوى اللّه از نشانه هاى خلوص و ايثار مى باشد. شرح حقيقت اخلاص اين است كه در علم سلوك ثابت شده است كه تا وقتى عارف توجه به جلال و عظمت خداوند متعال داشته باشد در عين حال غير را هم ببيند به مقام وصول دست نيافته است، زيرا غير را با خدا ديده است. تا آنجا كه اهل اخلاص اين توجه به غير را شرك خفى دانسته اند چنان كه بعضى از عرفا گفته اند هر كس در قلبش به اندازه وزن خردلى جز جلال خدا باشد مريض است. عرفا در تحقق اخلاص غايب شدن عارف از خود را در وقت ملاحظه جلال خدا معتبر مى دانند. اگر عارف خود را ببيند رواست كه گفته شود به زينت حق آراسته نيست، بنا بر اين توحيد مطلق اين است كه به طور كلى غير خدا را با خدا اعتبار نكند و منظور از فرموده امام: كه كمال توحيد خدا اخلاص براى اوست، همين معناست.

مقدّمه چهارم، كمال اخلاص براى خدا نفى صفات از اوست. درستى اين موضوع را امام با يك قياس برهانى مركب از چند نتيجه بيان كرده است و به وسيله آن استدلال مى كند كه هر كس خداى سبحان را توصيف كند، در باره او جاهل است و او را نشناخته است به اين دليل كه هر صفتى غير از موصوف و هر موصوفى غير از صفت است، سخن امام (ع) ادامه مى يابد تا آنجا كه مى فرمايد: هر كس كه خدا را داراى جزء بداند او را نشناخته است، صحّت مقدماتى كه حضرت براى استنتاج مطلب آورده اند به اين شرح است كه امام مى فرمايد هر صفتى گواهى مى دهد كه با موصوف فرق دارد و همچنين هر موصوفى با صفت مغاير است و منظور از گواهى دادن صفت بر مغايرت با موصوف گواهى دادن به زبان حال است، حال صفت گواهى مى دهد كه نيازمند به موصوف است و حال موصوف گواهى مى دهد كه قائم به ذات و بى نياز از صفت است. بدين طريق روشن مى شود كه صفت عين موصوف نيست.

امّا بيان اين جمله حضرت كه فرمود: هر كه خداوند سبحان را توصيف كند ذات او را مقرون به چيزى دانسته است، فهمش واضح و روشن است زيرا پيش از اين روش شد كه صفت با موصوف مغايرت دارد و اگر خدا را توصيف كند آن صفت زايد بر ذات و در عين حال ضميمه ذات محسوب مى شود. بنا بر اين هر كه خدا را توصيف كند لازم مى آيد كه ذات خدا را مقارن چيزى دانسته باشد هر چند اين مقارنت زمان و مكان لازم نداشته باشد، و امّا كلام حضرت كه فرموده است آن كه خدا را قرين چيزى بداند او را دو گانه دانسته است بدين لحاظ است كه هر كه خداوند را به چيزى از صفات مقرون كند در مفهوم خدا دو امر را گنجانده است: يكى ذات و ديگرى صفت، بنا بر اين لازم مى آيد كه واجب الوجود عبارت از دو يا چند چيز باشد، لذا تصوّر كثرت لازم مى آيد و از اين تركيب اين نتيجه حاصل مى شود كه توصيف خداوند سبحان موجب دوگانگى است.

امّا شرح جمله ديگر امام (ع) كه فرمود: هر كه خدا را دو گانه بداند معتقد شده كه خدا جزء دارد روشن است زيرا با فرض دو گانه يا چند گانه بودن لازم مى آيد كه ذات خداوند عبارت از امورى باشد كه آن امور اجزاى ذات او باشند و بدينسان در ذات حق كثرت پديد مى آيد و اجزاء، مقدمه پديد آمدن ذات خدا خواهند بود. هر گاه اين مقدمه را (هر كس خدا را دو گانه بداند او را داراى جزء دانسته) ضميمه نتيجه برهان اول كنيم، اين نتيجه حاصل مى شود كه هر كس خداوند سبحان را داراى صفت بداند او را داراى اجزاء دانسته است.

اما دليل اين گفتار حضرت: هر كه خدا را داراى جزء بداند او را نشناخته است، اين است كه هر دارنده جزئى نياز به اجزايش دارد و مى دانيم كه اجزاء با كل غيريت و دو گانگى دارند، بنا بر اين هر صاحب جزئى نيازمند غير خواهد بود و نيازمند به غير ممكن الوجود است، پس تصور ما از چنين خدايى در حقيقت تصور ممكن الوجود است نه واجب الوجود و چنين تصورى جاهلانه و حاكى از عدم شناخت خداست. ضميمه كردن اين نتيجه به نتيجه برهان قبلى لزوما اين نتيجه را مى دهد كه هر كه خداوند سبحان را توصيف كند او را نشناخته است. با توضيحى كه در باره اين براهين داده شد مقصود روشن گرديد كه كمال اخلاص براى خدا نفى صفات از اوست. زيرا اخلاص داشتن براى خدا با جاهل بودن نسبت به او قابل جمع نيستند و هر گاه اخلاص با جهل به خدا منافات داشته باشد و جهل نتيجه اثبات صفت براى خدا باشد، لازم مى آيد كه اخلاص با اثبات صفت براى خدا منافات داشته باشد. چون اثبات صفت براى خدا مستلزم جهل و نادانى است و اخلاص با جهل و نادانى متناقض است و در نتيجه با اثبات صفت نيز تناقض دارد. با اثبات اين حقيقت كه اخلاص با اثبات صفت براى خدا جمع نمى شود، ثابت مى شود كه اخلاص با نفى صفت از خدا قابل جمع است و اين همان مقصود اوّلى است كه امام فرمود كمال معرفت خدا نفى صفات از خداست و اين نفى صفات از خدا توحيد مطلق و اخلاص واقعى است كه نهايت عرفان و سرانجام كوشش عارف از هر حركت حسّى و عقلى است.

هر گاه در باره حقيقتى تعقّل هيچ نقصى نباشد و جز ذات، چيز ديگرى با آن تصوّر نشود وحدت مطلقى كه از هر نوع ضميمه اى پاك است تحقّق مى يابد و اين همان مقامى است كه چشمان تيز بين از درك آن فرو مانده و افكار بلند از تحقق آن درمانده شده اند و نظر مردم در دريافت آن متشتّت گشته آن طور كه براى خدا اثبات معانى كرده و او را داراى كيفيّت و احوال دانسته اند و بدين طريق به گمراهى افتاده و به تصوّرات محالى رسيده اند«».

اگر گفته شود آنچه كه در باره صفت نداشتن حق تعالى گفته شد از دو جهت مورد اشكال است: اول آن كه كتابهاى آسمانى و سنّت نبوى پر از اوصاف خداوند تعالى است، مانند اوصاف مشهورى كه براى خدا نقل شده است، مثل علم، حيات، قدرت، شنوايى، بينايى و غيره، بنا بر آنچه كه در باره عدم صفات خداوند گفته شد لازم مى آيد كه خداوند سبحان به هيچ يك از اين اوصاف متّصف نشود.

دوّم آنكه امام به اثبات صفت براى خداوند تصريح دارد چنان كه فرموده براى صفات خدا حدّ محدودى وجود ندارد و اگر مقصود حضرت از نفى صفات آن چيزى باشد كه شما گفتيد در كلام على (ع) تناقض لازم مى آيد. بنا بر اين سزاوار است كه مقصود از نفى صفات اختصاص به نفى معانى پيدا كند چنان كه اشاعره بر اين اعتقادند و يا مقصود نفى احوال باشد چنان كه معتقدان وجود صفت براى خدا مانند معتزله و بعضى از اشاعره بر اين عقيده اند. بنا بر اين صفات مشهور همچنان براى خداوند تعالى برقرار مى ماند. گذشته از اينها امام (ع) در موارد ديگر براى خدا اثبات صفت مى كند. ممكن است منظور از نفى صفات از حق متعال صفاتى باشد كه مخلوق داراى آنها هستند چنان كه امام (ع) به همين معنى در آخر خطبه اشاره فرموده است، آنجا كه مى فرمايد: صفات مخلوقين براى خدا روا نيست. از شيعيان شيخ مفيد در كتاب ارشاد به همين حقيقت اشاره كرده مى فرمايد: «خداوند بزرگتر از آن است كه بر او صفات عارض شود زيرا عقول گواهى مى دهند آنچه كه صفات بر او عارض شود مخلوق است».

در پاسخ اشكال فوق مى گوييم چنان كه قبلا توضيح داديم، آنچه كه خداوند متعال از صفات ثبوتيه و سلبيه بدان متصف شود صرفا اعتباراتى هستند كه عقل ما از مقايسه حق سبحانه با غير او برداشت مى كند. صرف اعتبار صفت براى خداوند مستلزم كثرت و تركيب ذات خدا نيست، پس توصيف خداوند تعالى به آن صفات از نظر دين امرى روشن است كه براى هر گروه و جمعيّتى از مردم معناى توحيد و تنزيه را مى رساند. چون عقول مردم داراى مراتب متفاوتى است، اخلاصى كه امام (ع) ذكر فرموده نهايت مرتبه اى است كه نيروى درك انسانى به هنگام فرو رفتن در انوار عظمت الهى به آن دست مى يابد و اخلاص اين است كه هيچ چيز را به هنگام ملاحظه خدا در نظر نگيرى بنا بر اين آنچه امام (ع) در مواضع ديگر براى خدا اثبات صفت كرده است و يا در كتاب خدا و سنّتهاى پيامبر (ص) به آن اوصاف اشاره شده است بيان همان اعتباراتى است كه ما آنها را ياد آورى كرديم زيرا كسى كه در درجه پايين تر اخلاص قرار گرفته است ممكن نيست كه بدون تنزيه ذات مقدس حق از صفات، او را بشناسد.

فرموده است: و من اشار اليه فقد حدّه و من حدّه فقد عدّه

امام در اين عبارت بر يكى از دو امر به شرح زير برهان اقامه مى كند: صورت اول احتمال دارد كه منظور از اشاره، ممتنع بودن اشاره عقليه و رسيدن عقل به ذات مقدس او باشد. بنا بر اين توضيح مقدّمه اوّل برهان اين است كه، هر كس ذهن خود را به خدا متوجه سازد و طالب درك ذات مقدّس حق باشد و گمان كند كه ذات او را در مى يابد و بر آن احاطه پيدا مى كند و به سمتى كه خدا هست اشاره مى كند، لزوما چنين كسى براى خدا حدّى را در نظر گرفته و ذهنش در آن حدّ متوقف مى شود، چون درك حقيقت مستلزم مكانى است براى شي ء قابل درك و در اين صورت است كه عقل به حقيقت آن اشاره مى كند و در اين صورت مركّب است و در گذشته روشن شد كه هر مركبى در معنى محدود است. گذشته از اين اشاره عقليّه هميشه با اشاره و هميّه و خياليّه آميخته است و آن دو چنان كه خواهد آمد مستلزم اثبات حدّاند.

توضيح مقدّمه دوّم بسيار روشن است، چون شي ء محدود از كثرتى كه در آن اعتبار مى شود فراهم مى آيد و هر صاحب كثرتى در ذات خود معدود و قابل شمارش است. با توضيح اين دو مقدّمه، نتيجه برهان اين خواهد بود كه هر كس خدا را قابل اشاره بداند او را معدود و قابل شمارش دانسته است. امّا اين كه محال است خدا قابل شمارش باشد چنان كه قبلا بيان شد لازمه كثرت ممكن الوجود بودن خداست.

صورت دوّم احتمال دارد كه مقصود از نفى اشاره به خدا، اشاره حسّى ظاهرى و باطنى به خدا باشد و بيان اين كه خداوند از وحدت عددى منزّه است.

توضيح مقدّمه اوّل اين است كه هر كس با يكى از حواس ظاهرى به خدا اشاره كند براى او حدّ و حدود و پايان قابل احاطه اى قرار داده است، زيرا هر چه با حس ظاهرى يا باطنى بدان اشاره شود ناگزير در جايى مخصوص با وضع معيّنى بايد باشد و هر چه چنين باشد ناچار داراى حدّ و حدود خواهد بود، بنا بر اين لازم مى آيد كه خداوند داراى حدود باشد.

توضيح مقدّمه دوّم منظور از قابل شمارش بودن در اين جا اين است كه ذات حق مبدأ كثرتى قرار داده شود كه بتوان براى او افراد ديگرى فرض كرد.

توضيح اين كه هر چه در جهت خاص و وضع مخصوصى قابل درك باشد عقل به امكان وجود امثال او حكم مى كند. بنا بر اين كسى كه خدا را به اشاره حسيّه محدود بداند او را مبدأ شمارش افراد بسيارى دانسته است و در نتيجه خداوند را همانند آنها محدود و قابل شمارش دانسته است. در صورتى كه خداوند واحد است و دوّمى ندارد كه پايه شمارش قرار گيرد.

اما اين كه خداوند در نفس خود نيز معدود نيست به اين دليل است كه اگر معدود باشد لازم مى آيد كه از اجزاى فراوانى تركيب يافته باشد. زيرا واحد به اين معنى (مركب از اجزاء) در حقيقت واحد نيست و گرنه اشاره حسيّه به آن تعلق نمى گيرد. واحدى كه قابل اشاره حسيّه باشد لزوما بايد داراى مكان و وضع باشد، چه داراى اجزا باشد يا وضع و مكان، مجتمع از دو امر يا امورى خواهد بود، بنا بر اين تركيب لازم مى آيد و هر مركّبى چنان كه گذشت ممكن الوجود است و چون محال است كه خداوند به اين معنى واحد باشد، مطلق اشاره به خداوند مستلزم جهل به اوست، زيرا خداوند واحد واجب الوجود است با توجه به اين كه براى واحد مفاهيم ديگرى نيز هست، بايد دانست كه خداوند به معناى عددى واحد نيست، امّا مى توان گفت خداوند به اين دليل واحد است كه غير او در حقيقت خاصى با او شريك نيست و خداوند به اين دليل واحد است كه در حقيقت ذات او تركيب و تأليفى از معانى متعدد وجود نداشته و قوام او به اجزا و اشيائى نيست، و به اين دليل واحد است كه هيچ كمالى را فاقد نيست بلكه هر كمالى كه شايسته ذات او باشد بالفعل براى او حاصل است. خداوند سبحان به اين اعتبارات سه گانه فوق واحد است.

فرموده است: و من قال فيم فقد... تا اخلى منه

كلمه «فيم» و «علام» در اصل «فيما» و «على ما» بوده است. «فى و على» به عنوان دو حرف بر «ماى» استفهاميّه وارد شده و الف «ماى» استفهاميه براى تخفيف حذف شده است و اين دو كلمه در معنى دو قضيّه شرطيّه متّصله هستند و منظور آموزش دادن مردم است كه از مكان و جايگاه خداوند سؤال نكنند. و مقصود از اين دو قضيّه، دو قضيّه شرطيّه متصله اى است كه نقيض تالى آنها استثنا شده باشد چنان كه در قياس ضمير معروف است، كبراى قياس در هر دو قضيّه حذف شده است. معناى توضيحى شرطيّه متّصله اوّل (فيم) اين است كه اگر سؤال با كلمه فيم از خداوند صحيح باشد بايد براى خداوند محلّى در نظر گرفت كه در آن جاى داشته باشد و بر خداوند صدق عروض در محل تحقق مى يابد ولى محال است كه خداوند در محل قرار داشته باشد، پس جايز نيست كه از خداوند با «فيم» (در كجاست) سؤال شود. توضيح ملازمه اين كه فيم استفهام از مطلق محل و ظرف است و استفهام از محل براى چيزى آن گاه صحيح است كه آن شي ء بتواند در آن محل قرار داشته باشد. در مورد بحث ما محال است كه خداوند در محل قرار داشته باشد، زيرا اگر صحيح باشد كه خداوند در محل قرار داشته باشد، يا بودن خدا در آن محل واجب است، پس لازمه اش اين است كه خداوند به محل احتياج داشته باشد و نيازمند به غير، بالذات ممكن الوجود است و اگر حلول خداوند در آن محل لازم نباشد از آن بى نياز است.

كسى كه در وجود به محل نياز نداشته باشد محال است كه در محل قرار گيرد و بنا بر اين سؤال از محل به كلمه «فيم» در باره خداوند متعال جهل و نادانى است.

معناى توضيحى شرطيّه متّصله دوّم اين است كه اگر جايز باشد از خداوند به كلمه «علام» (بر كجا قرار دارد) سؤال شود لازم مى آيد كه بعضى از جهات و امكنه از خداوند خالى باشد، ولى جايز نيست كه مكانى از خداوند خالى باشد، پس پرسيدن در باره خدا به كلمه علام محال است. بيان ملازمه چنين است: مفهوم على كه علو و فرقانيّت است چون در چيزى وجود دارد كه مورد استفهام است و آن شي ء برتر از اوست موجب دو اشكال مى شود كه لازمه اش تحقّق يكى به وسيله ديگرى است.

1- خالى بودن ساير جاها از وجود حق متعال و اين همان چيزى است كه امام (ع) بيان فرمود.

2- قرار گرفتن خدا فوق چيزى (علام) كه لازمه اش نبودن خدا در جهات ديگر مانند تحت، يمين، يسار، امام و خلف است.

خالى بودن ديگر جهات از وجود خداوند متعال باطل است (نقيض تالى)، پس اين كه خدا در فوق چيزى قرار داشته باشد و با كلمه علام سؤال شود باطل است. امّا دليل بطلان خالى بودن ديگر جهات از وجود خداوند متعال به دليل آيه شريفه قرآن است وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ«»» و قول ديگر خداوند متعال هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ هر كجا باشيد او با شماست.

اگر گفته شود كسى كه براى خدا جهت را ثابت مى كند از اين آيات غافل نيست و بين اثبات جهت معيّن براى خدا و مقتضاى اين آيات منافاتى نمى بيند زيرا مقصود از اين كه خدا در آسمان و زمين است آن است كه چون به آنها علم دارد گويا در آن جاست و نيز اين كه خدا با خلق است يعنى به آنها آگاه است و بودن خدا در جهت فوق به اين معناست كه ذاتا در آن جا قرار دارد، بنا بر اين منافاتى ميان مفهوم اين آيات با بودن خدا در جهتى خاص ديده نمى شود.

در پاسخ اين اشكال مى گوييم كه خالى بودن جهات ديگر از وجود خداوند را امام (ع) لازمه بودن خدا در جاى معيّن دانسته است. و بطلان اين كه خداوند در جاى معيّنى باشد از اين آيات به خوبى استفاده مى شود. و آنها كه براى خدا جهت معيّنى در نظر گرفته اند به آياتى استدلال كرده اند كه ظاهرا بر جهت خاصّى دلالت مى كند مانند قول خداوند تعالى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى » آياتى كه از خداوند جاى معينى را نفى مى كند با آياتى كه براى خدا جاى معيّنى را تعيين مى كنند معارض اند، آيات نفى كننده مكان براى خدا در ذهن عموم مردم روشنتر است از دلايل عقلى بر نفى جهت. و چون آيات شريفه قرآن بر خالى نبودن مكان از وجود خداوند دلالت دارد، لازمه اش اين است كه خداوند متعال تنها در جهت خاص «فوق» نباشد. بنا بر اين سؤال از خداوند به لفظ «علام» باطل است.

اگر اشكال شود: كسى كه با علام از خداوند سؤال مى كند در حقيقت براى خدا اثبات جهت كرده و ابطال اين لازم جز به دليل عقلى ممكن نيست زيرا ظاهر ادّله نقليّه مانند آيات قرآن دلالت بر اثبات جهت براى خدا مى كند و به همين دليل امام (ع) در اثبات بطلان جهت، دليل عقلى آورده است و به آيات قرآن كريم استدلال نكرده است تا آنان كه از ظواهر آيات استفاده مى كنند و در همه جا بودن خدا را به احاطه علمى تعبير مى كنند، آيه كريمه الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى مانع نظر آنها باشد.

در پاسخ مى گوييم: منظور از استوى در اين آيه سلطه قدرت و علم است چنان كه در كتب كلام ذكر شده است. اين كه امام در استدلال جهت «فوق» را ذكر كرده است و از اعتقاد داشتن اين كه خدا در فوق قرار دارد بر حذر داشته به اين دليل است كه هر كس معتقد به جهت براى خدا باشد به دليل شرافت فوق خدا را به آن اختصاص مى دهد و قرآن كريم در آيه ياد شده به جهت فوق اشاره كرده است، پس شبيه در اثبات جهت فوق قويتر از بقيه جهات بوده است و به همين جهت حضرت آن را متذكّر شده است.

فرموده است: كائن لاعن حدث موجود لاعن عدم

كائن در عبارت فوق اسم فاعل كان است و كان در لغت به سه صورت استعمال شده است.

1- كان به صورت فعل ماضى افاده حدث و زمان مى كند، اين كان در عرف علماى نحو كان تامّه ناميده مى شود مانند: اذا كان الشتاء فادفئونى«». در اين مصرع كان به معناى حدث و وجد آمده است.

2- كان تنها بر زمان دلالت كند و براى دلالت بر حدث نيازمند خبرى باشد تا معناى آن را كامل كند. در عرف دانشمندان نحو اين كان را ناقصه مى گويند و بيشتر مواردى كه كان به كار مى رود ناقصه است مانند اين سخن حق تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ«».

3- كان خالى از دلالت بر حدث و يا زمان باشد، مانند قول شاعر: و على كان المسومة العراب«» كان زايده است و تقدير كلام على المسمومة العراب است.

پس از دانستن معانى كان و موارد استعمال آن بدان كه كائن به چيزى گفته مى شود كه نبوده و وجود يافته است و چون آن شي ء، ذات مقدس حق تعالى مى باشد و ذات حق منزه از زمان است، بنا بر اين محال است كه مقصود از كائن در عبارت امام (ع) (كون) دلالت كننده بر زمان باشد و چون حضرت فرموده اند كائن لا عن حدث محال است كه (كون) دلالت كننده بر حدث كه همان مسبوقيت به عدم است باشد با توجّه به بطلان اين كه بودن خداوند مستلزم زمان و مسبوقيّت به عدم باشد. بنا بر اين كائن جز بر وجود خالى از زمان و حدث دلالت نمى كند و به همين معناست گفته حق تعالى: وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً«» و مانند فرموده حضرت رسول (ص): كان اللّه و لا شي ء يعنى خدا بود در حالى كه هيچ چيز نبود.

شرح كلام حضرت كه فرمود: موجود لا عن عدم، مقصود اين است كه وجود خداوند حادث نيست. توضيح اين كه موجود از آن جهت كه موجود است، يا وجودش مسبوق به عدم و حاصل از عدم مى باشد كه چنين موجودى را حادث مى گويند، يا مسبوق به عدم و حامل از آن نيست، چنين موجودى را قديم مى گويند. اثبات اين حقيقت كه خداوند وجود مسبوق به عدم نيست بدين شرح است: اگر خداوند حادث باشد ممكن خواهد بود و اگر ممكن باشد واجب الوجود نيست، در نتيجه اگر خداوند حادث باشد واجب الوجود نيست ليكن خداوند واجب الوجود است، پس حادث نيست.

نتيجه فوق بر اساس صغرى و كبراى منطقى و ادلّه خداشناسى حاصل شده است. دوّمين فراز سخن امام (ع): موجود لا عن عدم، هر چند معناى بخش اوّل كلام وى: كائن لا عن حدث را تأكيد مى كند ولى مقصود از بخش اوّل كلام امام (ع) چيز ديگرى است و آن آموزش دادن مردم براى به كار بردن لفظ «كون» براى خداوند متعال است، تا اين كه به مردم بفهماند كه معناى «كون» آنچه به ذهن مى آيد «حدث» نيست. احتمال ديگر اين است كه مقصود امام (ع) از قسمت اوّل: كائن لا عن حدث، نفى حدوث ذاتى يا اعمّ از حدوث ذاتى و زمانى باشد و مقصود از بخش دوم نفى حدوث زمانى باشد.

فرموده است: مع كل شي ء... تا لا بمزائلة.

معناى سخن امام (ع) اين است كه خداوند تعالى همراه غير است و عين غير نيست. ملاحظه غير خدا با خدا اضافه عارضى است كه براى خداوند نسبت به همه موجودات حاصل مى شود، زيرا همه موجودات از اراده خداوند به وجود آمده اند. پس صحيح است كه گفته شود او با همه چيز و مقدّم بر همه چيز است ولى به دو اعتبار مختلف. چون معيّت اضافه اى است كه عقل ما با نسبت دادن اشياء به ذات حق و همراهى وجود حق متعال با وجود آنها و احاطه علمى خداوند به كليّت و جزئيّت آنها اعتبار مى كند چنان كه خداوند متعال مى فرمايد: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى «» و تقدّم خدا بر اشياء نسبتى است كه به اعتبار علّت بودن خداوند براى اشياء فرض مى شود. زيرا مفهوم متعارف معيّت، اعم از نزديكى زمانى و مكانى است، لذا معيّت خداوند با اشياء به اعتبار نزديكى به آنها نيست، زيرا ذات حق تعالى از زمان و مكان بدور است و به همين دليل امام (ع) فرموده است معيّت خداوند با اشياء به مقارنه و نزديكى نيست. امّا اين كه خداوند غير اشياء است ولى با آنها فاصله ندارد به دو صورت قابل توضيح است.

1- غيريّت اعمّ از فاصله داشتن است زيرا مفهوم زمان و مكان در مزائله داخل مى باشد، بنا بر اين مغايرت خداوند با اشياء مستلزم فاصله نيست زيرا ذات خداوند از زمان و مكان بدور است و به همين دليل امام (ع) فرموده است: غير اشياست ولى نه به مزائله.

2- خداوند تعالى غير اشياء است، به اين معنى كه ذاتا از همه اشياء جداست زيرا هيچ چيز در معناى جنس و فصلى با خداوند شريك نيست، يعنى ما به الاشتراك ندارد تا نيازمند ما به الامتياز ذاتى يا عرضى باشد. ذاتا با اشياء مبانيت دارد ولى نه با فاصله. و معناى مزائله جدايى شي ء است از اشياء به وسيله فصل ذاتى يا عرضى و چون ما به الاشتراك در مورد خداوند و اشياء نيست مزايله نيز وجود ندارد. اين دو قيدى كه در كلام امام (ع) ذكر شده احكام و همييى كه به اعتبار زمان و مكان از اوصاف مخلوقات مى باشند و در مفهوم معيّت و غيريّت در ميان خلق معروف و معتبرند از ميان مى برد و به اين حقيقت توجّه مى دهد كه درك ذات مقدّس حق تعالى بالاتر از حكم وهم است و ذات مقدّس حق از صفات ممكنات برى و بدور است. همچنين فراز قبل «كائن لا عن حدث موجود...» حكم وهمى كه مشابهت حق تعالى را با موجودات حادث مى رساند رد مى كند.

فرموده است: فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة

اگر معتقد به ثبوت جوهر فرد«» باشيم، حركت عبارت است از پديد آمدن شي ء در مكانى بعد از آن كه در مكانى ديگر بوده است. و اگر معتقد به ثبوت جوهر فرد نباشيم، حركت عبارت است از انتقال يافتن شي ء از مكانى به مكان ديگر، و تعريفات مشابه ديگرى كه براى حركت آورده اند. اسباب و ابزار چيزى است كه فاعل به وسيله آن بر شي ء تأثير مى گذارد. مقصود از جمله گذشته اين است كه خداوند فاعل است ولى آثارى كه از ذات مقدس حق ظاهر مى شود نه بر حسب حركت و نه به وسيله اسباب و ابزار است آن طورى كه غير خدا در صدور فعل نيازمند به حركت و ابزار مى باشد. امّا اين كه خداوند در انجام فعل نياز به حركت ندارد به اين دليل است كه حركت عارض جسم مى شود و خداوند تعالى منزّه از جسميّت است و صدق مسمّاى حركت در باره خداوند محال مى باشد. امّا اين كه كار خداوند بدون ابزار انجام مى شود به دو صورت قابل توضيح است: 1- ابزارى كه خداوند مى خواهد فعل خود را به وسيله آن انجام دهد يا خود فعل خداست و در عين حال نيازمند ابزار ديگرى و يا نيازمند نيست.

اگر نيازمند به ابزار ديگرى نباشد فاعليّت بدون ابزار ثابت مى شود و اگر به توسط ابزار ديگر آن ابزار كارساز است همين سؤال در مورد دوّم پيش مى آيد و بدين طريق دور و تسلسل لازم مى آيد. و يا ابزارى كه خدا فعل خود را به وسيله آن انجام مى دهد فعل خدا نيست و بدون آن كه ممكن نيست كه خداوند فعلى انجام دهد، در اين صورت خدا در افعال خود نيازمند به غير خواهد بود و نيازمند به غير، ممكن الوجود بالذّات است و با فرض اين كه خدا واجب الوجود بالذّات است ممكن الوجود بالذّات نيز خواهد بود و اين خلف است.

2- اگر خداوند كار خود را با ابزار انجام دهد پس بدون ابزار در انجام فعل مستقل نيست، لازمه اين اعتقاد ناقص بودن خدا در فعل و كمال يافتن وى به وسيله ابزار خواهد بود و چون نقص در ذات خداوند تعالى محال است، لذا متكى بودن فعل خدا به ابزار محال است. بنا بر اين خداوند در ابداع فاعل مطلق است و اشياء را اختراع و ايجاد مى كند و از نقصان ذلت مبرّا و نياز به حركات و ابزار ندارد.

فرموده است: بصير اذ لا منظور اليه من خلقه

بصير در جمله فوق از بصر گرفته شده و به معناى فاعل يعنى بيننده است.

بصر حقيقت در ديدن با چشم است و نسبت به قوه اى كه به وسيله آن علم حاصل مى شود مجاز مى باشد و مقصود از «منظور اليه» در عبارت امام (ع) چيزى است كه با چشم مشاهده شود. مقصود از اين جمله توصيف خداوند تعالى است به اين كه خداوند بيناست و بينايى او مستلزم چيزى نيست. چون بينايى خداوند به معناى ديدن با وسيله نيست و ذات مقدّس حق از داشتن حواس مبرّا و پاك است، از معناى لغوى بصر كه ديدن با چشم است در باره خدا بايد بر مبناى مجازى آن عدول كرد و آن اين است كه خداوند بيناست يعنى عالم است. قرينه براى اثبات مجاز بودن اين كلمه جمله: اذ لا منظور اليه من خلقه است، زيرا بينايى امر اضافى است كه با توجّه به شي ء قابل رؤيت معنى پيدا مى كند. ولى بينايى در مورد ذات حق به طور ازلى و ابدى اطلاق مى شود در صورتى كه هيچ يك از اشياء قابل رؤيت با حسّ، ازلى نيستند، چون بر حدوث عالم استدلالهاى عقلى اقامه شده است. پس ذات چيزى ازلى نبوده است كه به خداوند، بينا اطلاق شود. بنا بر اين واجب است كه بگوييم خداوند از آن جهت كه واجب الوجود و واجد تمام كمالات است به همين معنا بينا نيز هست.

احتمال ديگرى كه در سخن امام (ع) مى توان داد اين است كه كلمه اذ در سخن حضرت به اين معنى باشد كه خداوند بر همه آثار و خلق خود تقدّم وجودى دارد، پس موجودى به ازليّت ذات خدا و با او نبوده است كه مورد نظر و ديدن خدا واقع شود، بنا بر اين به طور كلى خداوند ذاتا به ذات خود آگاه است و چون خداوند، بصير به معناى ديدن با چشم نيست لازم است كه به اعتبار داشتن صفتى كه تمام اشياء قابل رؤيت برايش وضوح و ظهور داشته باشند بصير باشد.

به همين جهت است كه اسرار و خفيّات بر خداوند آشكار مى باشد و اوست كه همه چيز را مشاهده مى كند و مى بيند و هيچ چيز حتى در اعماق زمين بر او پوشيده نيست، هر چند اشياء نام و نشانى نداشته باشند او آگاه به رموز و اسرار و نهفته هاست.

بينايى از نوع ديدن با چشم هر چند كمال شمرده مى شود امّا اين نوع كمال مخصوص حيوان است و بينايى اگر چه كمال است امّا اين كمال بشدّت ضعيف و ناتوان و كم برد است، چون از ديدن اشياء دور ناتوان و از باطن اشياء هر چند نزديك باشند درمانده است و صرفا ظاهر اشياء را در مى يابد و از درك باطن آنها عاجز است. گفته شده فايده اى كه بندگان خدا از چشم مى برند دو چيز است. يكى آن كه بدانند خداوند چشم را آفريده است تا نشانه هاى خداوند و عجايب آسمانها را بنگرند و نگاهشان جز عبرت نباشد.

نقل شده كه به عيسى (ع) گفته شد: آيا هيچ يك از مردم مثل تو هست پاسخ داد كسى كه نگاهش عبرت و سكوتش انديشه و سخنش ياد خدا باشد مثل من است. فايده ديگر اين كه بداند خدا او را مى بيند و كلام او را مى شنود، پس نگاهش را سبك و آگاهى خداوند را نسبت به خود دست كم نمى گيرد. زيرا هر كس چيزى را كه خدا آگاه است از ديگران مخفى دارد به توجه داشتن خداوند تعالى اهانت كرده است.

مراقبت بر صحّت عمل يكى از ثمرات ايمان است، پس كسى كه به معصيت خدا نزديك شود با اين كه مى داند خدا او را مى بيند چه جرأت عجيبى كرده و چه زيان بزرگى برده است و كسى كه گمان كند خداوند تعالى او را نمى بيند چه ناسپاسى بزرگى كرده است.

فرموده است: متوحّد اذ لا سكن... تا لفقده

مقصود امام (ع) از عبارت فوق توصيف حق تعالى به يگانگى و وحدانيّت است و عبارت «اذ لا سكن» را براى اشاره به اين حقيقت آورده است كه يگانگى او به وحدانيّت ذاتى است نه مثل تنهايى افراد كه به اعتبار نداشتن همنشين به آنها تنها گفته مى شود يا چنان كه مفهوم متعارف از تنها ماندن بعضى مردم همين است كه ذكر شد، زيرا افراد عادتا با يكديگر مشاورت و گفتگو دارند. جدا شدن يكى از حيوانات از ديگران را تنهايى مى نامند.

انيس و همدم كسى است كه به وجود او آرامش حاصل مى شود و به نبودن او وحشت به وجود مى آيد. همدمى و تنفّر به وسيله ميل طبيعى نسبت به اشياء معنى پيدا مى كند و از خصوصيّات مزاج حيوانى هستند. چون خداوند متعال از جسمانيّت و مزاج داشتن پاك است لزوما از انس و وحشت مبرّاست.

بنا بر اين منفرد است به وحدانيّت مطلق نه در قياس عقلانى اين انفراد يا اشياء ديگر.

قيود سه گانه (فاعل، بصير، متوحّد) كه در سه فصل گذشته كلام امام (ع) آمده است براى توجّه دادن به عظمت خداوند تعالى است، چنان كه در شرح جمله «لا بمقارنه و لا بمزائله» توضيح داديم و خلاصه آن اين است كه اذهان بشر به اين معنى توجّه دارد كه فاعل نيازمند ابزار و بينا نيازمند چشم است و شخص تنها نيازمند انيس همتاى خود مى باشد، تا از وحشت رها شود و چون ذات خداوند سبحان از همه اين امور منزّه و پاك است امام (ع) براى از ميان بردن اين توهّم و بى اعتبار دانستن اين پندار خردها را با بيان اين قيود سه گانه متنبّه كرده و به حقيقت امر توجه داده است.

شرح مرحوم مغنیه

أوّل الدّين معرفته و كمال معرفته التّصديق به. و كمال التّصديق به توحيده. و كمال توحيده الإخلاص له. و كمال الإخلاص له نفي الصّفات عنه لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصّفة. فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه. و من قرنه فقد ثنّاه. و من ثنّاه فقد جزّاه. و من جزّأه فقد جهله. و من جهله فقد أشار إليه. و من أشار إليه فقد حدّه. و من حدّه فقد عدّه. و من قال فيم فقد ضمّنه. و من قال علام فقد أخلى منه. كائن لا عن حدث. موجود لا عن عدم. مع كلّ شي ء لا بمقارنة. و غير كلّ شي ء لا بمزايلة. فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة. بصير إذ لا منظور إليه من خلقه. متوحّد إذ لا سكن يستأنس به و لا يستوحش لفقده.

اللغة:

قرنه: من المقارنة، أي جعل معه شيئا آخر، و المراد هنا أن من جعل مع اللّه صفات غير ذاته و زائدة عليها فقد جعل غيره معه. و جزّأه: جعله مركبا من أجزاء. وحدّه: جعل له حدا يقف عنده و لا يتعداه الى غيره. و عدّه: أحصاه و أحاط به. و المزايلة: المفارقة، يقال: زايل فلان فلانا أي فارقه، و في القرآن: «فزّيلنا بينهم- 28 يونس» أي فرقنا بينهم. و تطلق الآلة على الجارحة كاليد و العين. و السكن: الأنيس، و تطلق على الأهل.

الإعراب:

لكلمة أول معنيان: أحدهما أن يراد بها مجرد العدد مثل أول، ثان، فتكون مصروفة، ثانيهما أن يراد بها الوصف أي أسبق، فتكون من أفعال التفضيل، و تمنع من الصرف للصفة و وزن الفعل. و المصدر من «انها غير إلخ» مجرور بعلى محذوفة، و يتعلق بشهادة لأنها بمعنى شهد، و كذلك «انه غير إلخ» و «فيما» «في» حرف جر و «ما» استفهام، و حذفت الألف للفرق بينها و بين «ما» الموصولة، و مثلها «علام». و كائن خبر لمبتدأ محذوف أي هو كائن، و ما بعده صفة له، و مثله موجود، و مع كل شي ء، و فاعل، و بصير، و متوحد.

نفي الصفات:

قبل أن نفسر الجمل في هذا المقطع نمهد بكلمة سريعة عن صفاته تعالى كمقدمة للتفهم و التدبر.

لا يختلف اثنان من المسلمين في ان اللّه سبحانه يوصف بكل ما وصف به نفسه في كتابه العزيز، و ان عظمته في الكمال و الجلال كما هي لا يحدها وصف، و لا يدركها عقل، و انها أزلية أبدية تماما كذاته القدسية.. و انما الكلام و الخلاف في ان الصفات العليا بأي معنى تنسب اليه تعالى، و تطلق عليه: هل تنسب اليه، جلّت عظمته على انها شي ء غير الذات، و زائدة على كنهها و حقيقتها تماما كما هي الحال في وصف الانسان بالعلم، فإن حقيقة الانسان حيوان ناطق، و حقيقة العلم الكشف عن الواقع، فإذا وصفنا الانسان بالعلم فقد وصفناه بما هو زائد و خارج عن ذاته و طبيعته، و إلا كان الانسان بما هو عالما من غير كسب و استفادة و بحث و درس، و هذا خلاف الحس و الوجدان- هل وصف اللّه بالعلم و غيره كذلك و على هذه الحال، أو ان اللّه يوصف بالعلم و القدرة بمقتضى ذاته و حقيقته، لا بشي ء زائد عنها تماما كوصف الانسان بالانسانية، و الشجر بالشجرية- مثلا- .

قال الأشاعرة كل صفاته تعالى غير ذاته و زائدة عليها، و معنى هذا ان ذاته بما هي لا تقتضي العلم و القدرة و نحوهما من الكمال تماما كما ان ذات الانسان لا تقتضي العلم. و قد تخطوا بذلك حدود التوحيد حيث يلزمهم القول بتعدد القديم كما تخطوا حدود العدل في قولهم بالجبر.. و ما لنا و لهم فلندعهم و شأنهم.

و ذهب أهل العدل و التوحيد الى أنه لا صفات لذات اللّه تزيد على ذاته، و ان وصفه بالعلم و القدرة تماما كوصف الانسان بالإنسانية، و الشجر بالشجرية، لأن ذاته تعالى بما هي و بطبعها و حقيقتها تقتضي العلم و القدرة، بل هي عين العلم و القدرة كما ان الانسانية عين الانسان، لأن كماله تعالى ذاتي لا كسبي، و مطلق غير مقيد بشي ء دون شي ء، و جهة دون جهة، و انه بموجب هذا الكمال الذاتي المطلق غني عن كل شي ء يزيد على ذاته و كنهه.. و لما ذا الزيادة و ما هو الداعي اليها اليها ما دامت الذات القدسية كاملة بنفسها من كل الجهات و هل نحتاج الى الزائد لنكمل به الكامل، و نتمم التام و على هذا إذا أطلقت صفات الكمال عليه تعالى كالعالم و القادر- فيجب ان يراد بها نفس الذات القدسية التي تقتضي القدرة و العلم، بل هي عين العلم و القدرة، تماما كما يراد من كلمة «اللّه». و كل وصف جاء في القرآن الكريم، و على ألسنة الراسخين في العلم فإن المراد هذا المعنى بالخصوص.. أما الصفات المنفية عن ذاته تعالى في كلام الإمام (ع) فهي الأحوال الخارجة عن الذات و الزائدة عليها، و تعرض لها بسبب من الأسباب، تنفى هذه عنه لأنها من صفات المخلوقين دون الخالق.

و تسأل: كيف نتصور وحدة الذات مع تعدد الصفات و هل هذا إلا كقول من قال: الاب و الابن و روح القدس إله واحد.

و أجاب البعض بأن الصفات بالنسبة اليه تعالى متعددة مفهوما متحدة مصداقا.

و هذا الجواب- كما نرى- لا يحل الإشكال، لأن صدق المفاهيم العديدة على شي ء واحد يستدعي أن تكون به حيثيات عديدة، فيقال: هو عالم لصدق مفهوم العلم عليه، و قادر لصدق مفهوم القدرة.. و اللّه واحد من كل وجه لا حيثيات له و جهات.. أجل، يقال: هو علم لأن العلم ذاتي له، و هو عالم لأنه يعلم كل شي ء، و لكن الجهة هنا واحدة، و هي العلم. و الأولى في الجواب: انه لا مصداق و لا مفاهيم، و لا حيثيات و جهات.. لا شي ء على الإطلاق إلا واجب الوجود الكامل المطلق من كل وجه، و إن التعدد إنما هو في أنواع الكمال و أقسامه، لا في ذات الكامل المطلق الذي هو المبدأ الأول لكل كمال.. و بتعبير ثان كما ان تعدد المخلوقات لا يتنافى مع وحدة الخالق كذلك تعدد الكمالات لا يتنافى مع وحدة مبدئها و مصدرها.

المعنى:

(أول الدين معرفته). لكلمة الدين معان، و المراد بها هنا الطاعة و الانقياد للّه تعالى في أمره و نهيه. و من البداهة ان الانقياد يتوقف على معرفة القائد، و الطاعة على معرفة من يطاع، و من أجل هذا كان العلم باللّه أشرف العلوم، لعظمة «المعلوم» من جهة، و لأن العلم بوجوده تعالى و بأمره و نهيه هو في جوهره علم بمبدأ الانسان و مصيره، و بما له و عليه، و أوضحنا ذلك في كتاب «فلسفة التوحيد و الولاية». قال الإمام (ع): رحم اللّه امرأ أعد لنفسه، و استعد لرمسه، و عرف من أين و في أين و الى أين (و كمال معرفته التصديق به). و الذي نفهمه من التصديق هنا هو الإقرار باللّه عن ايمان و ايقان لا يشوبه شك و وسوسة بحيث لو انكشف الغطاء لصاحبه ما ازداد يقينا. أما من أقر باللّه، و قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه، ثم ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من مصاب يلم به، أو وهم زائف، أما هذا فهو ناقص الايمان، و ان قام الليل، و صام النهار. قال الإمام (ع) و قد سمع رجلا من الخوارج يتهجد و يقرأ: «نوم على يقين خير من صلاة في شك». و في معناه الحديث المعروف: نوم العالم أفضل من عبادة الجاهل.

(و كمال التصديق به توحيده). قسّم الشارحون أو أكثرهم التصديق باللّه الى ناقص و كامل، و عرّفوا الناقص بأنه التصديق باللّه مع وجود الشريك أو إمكان وجوده، ثم قالوا: و هذا يستلزم التركيب في الذات، و المركب ممكن الوجود، لا واجب الوجود.. و الحق ان الشّرك لا يمت الى التصديق و الايمان بسبب، بل هو أسوأ و أقبح من الإلحاد، لأن الإلحاد نفي للتوحيد و كفى، أما الشرك فهو نفي للتوحيد، و إثبات للشرك و التعدد.

و مهما يكن فإن قصد الإمام (ع) ان التصديق الحق لا يكون و لن يكون إلا مع تنزيه الخالق عن كل ما فيه شائبة الشرك و الزيادة عن ذات اللّه، و أن من جعل مع اللّه شيئا آخر فما هو من المصدقين على الاطلاق، لا انه مصدق تصديقا غير كامل.

(و كمال توحيده الإخلاص له). قال بعض الشارحين: المراد بالإخلاص هنا الزهد الحقيقي، و قال آخر: الاخلاص منه ناقص، و منه تام.. و لا ندري كيف يكون الاخلاص ناقصا، و معناه الخلوص من كل شائبة و الذي نفهمه ان الإخلاص المقصود في قول الإمام (ع) هو الإيمان و التصديق بأن اللّه سبحانه متفرد بالكمال المطلق، و منزه عن المادة و لوازمها، و عن الجور و غيره من القبائح، و غني عن كل شي ء، و اليه يفتقر كل شي ء، و ليس كمثله شي ء.

(و كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه). أي نفي الصفات الخارجة عن الذات و طبيعتها، لا نفي الصفات التي هي عين الذات و حقيقتها، و إلا فان «كلام الإمام (ع) ملي ء بصفات اللّه سبحانه، بل هو في هذا الكلام يصفه أكمل الوصف» كما قال الشيخ محمد عبده. و بيّنّا ذلك في صدر هذا الكلام بعنوان «نفي الصفات».

(لشهادة كل صفة انها غير الموصوف). و كلمة الصفة تدل بنفسها على نفسها، و انها من المعاني المضافة الى الموصوف، و التابعة له وجودا و عدما.

و من البداهة ان التابع غير المتبوع، و المضاف غير المضاف اليه (و شهادة كل موصوف انه غير الصفة). لأنه في غنى عنها، و هي في حاجة اليه، و اذن يستحيل نسبة الصفة اليه تعالى بمعناها الحقيقي و إلا لزم تعدد القديم، و تركيب الذات القدسية الواجبة الوجود.. و هذه هي الصفة التي يجب نفيها عنه تعالى توحيدا للكمال المطلق، و تنزيها لذاته عن كل شائبة، أما إذا أريد من الصفة مجرد الإشارة الى تفرده تعالى في الجلال و الكمال فجائز قطعا، و راجح عقلا و شرعا، و إلا فبأي شي ء نتوسل اليه تعالى، و نثني عليه (فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه). أي من وصف اللّه بالعالم و القادر و نحوهما، و أراد الصفة التي هي غير الموصوف فقد جعل له قرينا، و معنى القرين الصاحب، و ليس للّه صاحب و لا صاحبة قال الإمام (ع): و بمضادته بين الأمور عرف ان لا ضد له، و بمقارنته بين الأشياء عرف ان لا قرين له.

(و من قرنه فقد ثنّاه). أي جعله اثنين، و واجب الوجود واحد (و من ثناه فقد جزأه). يقال: جزّأه تجزئة إذا قسمه.. و الأزلي الأبدي لا ينقسم.. بالإضافة الى أن القسمة تتنافى مع الكمال المطلق.

(و من جزأه فقد جهله). لأنه قال على اللّه بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير (و من جهله فقد أشار اليه، و من أشار اليه فقد حده). المراد بالإشارة هنا التشخيص، و هذا من باب التعبير باللازم و ارادة ما لا ينفك عنه هذا اللازم، لأن كل ما يمكن تشخيصه بحدوده و قيوده يمكن الإشارة اليه حسيّا كان أم عقليا، تقول: هذا فلان، و تقول: هذه نظرية صحيحة أو باطلة، و المراد بالحد منتهى الشي ء و أطرافه، و ليس المراد به التحديد باصطلاح أهل المنطق.

و المعنى ان الجاهل يشخّص اللّه في ذهنه حسبما يتوهم و يتصور، و لازم هذا ان للّه حدودا و قيودا ينتهي عندها و لا يتجاوزها، و لذا قال الإمام الباقر (ع): «كل ما وقع عليه و همك من شي ء، فاللّه خلافه» ذلك ان اللّه تعالى ليس من شأنه أن يشخصه عقل، و يدركه و هم، و قد تكرر هذا المعنى في كلمات آل البيت (ع) من ذلك: «لا صورة له في الأذهان: و لا شبيه له في الأعيان.. تفكروا في الخلق، لا في الخالق».

(و من حده فقد عده). أي أحصاه و أحاط به.. و العقل بما فيه من قوة و طاقة لا يكشف للانسان عن نفسه و حقيقته، و لا يدرك كل ما في النملة و البعوضة من خصائص و غرائز باعتراف العلماء فضلا عن المجرات و غيرها من الكائنات، و اذن كيف يحيط العقل بمن لا بداية له و لا نهاية: «و لا يحيطون بشي ء من علمه إلا بما شاء- 255 البقرة». و أقصى ما تتصوره العقول عن ذاته تعالى انها فوق التصور. و من أدرك هذه الحقيقة، ثم مر بخياله صورة للّه تعالى من الصور- أيقن بفسادها، و أسرع الى نفيها، و استعاذ باللّه من الشيطان الرجيم و من جهل هذه الحقيقة، ثم رسم الشيطان في عقله صورة للّه سبحانه- آمن بها و أيقن.. و بهذا يكمن السر في قول الإمام (ع): «و من جهله إلخ».

(و من قال فيم فقد ضمنه). «في» ظرف تستعمل في الزمان و المكان، تقول: كان هذا في وقت كذا أو مكان كذا، أي فيه وحده لا في غيره، و ضمّنه: حصره في مكان معين، أو زمان معين، و اللّه سبحانه لا يخلو منه زمان و لا مكان، و نسبته الى كل شي ء واحدة بلا آلة أو حركة. قال الإمام (ع): «لا تصحبه الأوقات، و لا ترفده الأدوات.. و لا يجري عليه السكون و الحركة.. و لا يحول و لا يزول». هذا، الى ان الموجود في شي ء مفتقر اليه لا محالة، و اللّه غني عن العالمين.

(و من قال علام فقد أخلى منه). من قال: ان اللّه جالس على الكرسي أو العرش فمعنى قوله هذا ان سائر الأمكنة خالية منه تعالى و من قدرته، و لذا وجب تأويل الكرسي و العرش في بعض الآيات بالسيطرة و الاستيلاء. و قال قائل للإمام الصادق (ع): على أي شي ء كان اعتماد اللّه فأجاب بأن اعتماده على قدرته، أي لا اعتماد له على شي ء اطلاقا حيث لا يعتمد على سواه إلا الضعيف القاصر.

(كائن لا عن حدث). تقول: حدث هذا، أي لم يكن موجودا فوجد.

و لا بد لكل حادث من سبب في حدوثه بعد أن كان مسبوقا بالعدم، و في بقائه و استمراره أيضا، لأن طبيعة الممكن بما هي لا تقتضي حدوثا و لا بقاء إلا بسبب خارج عنها. و اللّه سبحانه أزلي لا أول له، و هو سبحانه مسبّب الأسباب، و لا سبب له، لاستحالة التسلسل في العلل، و ضرورة الانتهاء الى علة أولى (موجود لا عن عدم). لأن أزله سبق العدم، و منه يبتدى ء كل شي ء، و اليه تنتهي جميع الأشياء.. انه يبدأ الخلق ثم يعيده.. «فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم- 37 مريم».

(و مع كل شي ء لا بمقارنة، و غير كل شي ء لا بمزايلة). المزايلة: المفارقة، و المعنى انه تعالى مع كل شي ء بعلمه و قدرته، و بعيد عن كل شي ء بكنهه و حقيقته.. فلا اتحاد و لا انفصال، و لكن صلة بين الخالق و المخلوق، و بين العلة و المعلول. و جاء في أصول الكافي عن الإمام أمير المؤمنين (ع) انه قال في تمجيد اللّه سبحانه: «قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شي ء، و لا يقال: شي ء فوقه، أمام كل شي ء، و لا يقال له: أمام، داخل في الأشياء، لا كشي ء داخل في شي ء، و خارج عن الأشياء، لا كشي ء خارج من شي ء، سبحان من هو هكذا، و لا هكذا غيره».

و قال الملا صدرا في شرح هذا الكلام- ما تلخيصه و توضيحه: هو قريب من الأشياء، لأنه خالقها، و به حدوثها و بقاؤها، و هو بعيد عن الأشياء، لأن الخالق أعظم من المخلوق، و العلة أكمل من المعلول لاستغنائها عنه، و افتقاره اليها، و اللّه فوق كل شي ء، لإحاطته بالأشياء، و لا يقال: فوقه شي ء، لأنه غير متناهي الوجود، و هو أمام كل شي ء، لأنه خالقها، و الخالق أسبق في الوجود من المخلوق، و مع هذا لا يقال له: أمام، لأنه أزلي لا أول له، و هو داخل في الأشياء، لأن وجودها مستمد من وجوده تماما كما يستمد الكل وجوده من وجود أجزائه، و هو خارج عن الأشياء، لأنه مستقل عنها من كل وجه، و هي رشحة من رشحات وجوده.. و بهذا نجد تفسير قوله تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما- 16 ق. و قوله: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ- 4 الحديد.

و قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ.

(و فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة). و خير تفسير لهذه الجملة قول الإمام نفسه (ع): «فاعل لا باضطراب آلة، مقدر لا بجولة فكر، غني لا باستفادة.

لا تصحبه الأوقات، و لا ترفده الأدوات». و أبلغ من هذا و أجمع قوله تعالى: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ- 82 يس.

(بصير اذ لا منظور اليه من خلقه). المنظور اليه ما يقع عليه النظر. و المعنى ان اللّه عالم بخلقه قبل أن يخلقهم، و مثله قول الإمام (ع): «عالم إذ لا معلوم و ربّ إذ لا مربوب، و قادر إذ لا مقدور». أي ان واجب الوجود عالم قادر بمحض وجوده، لأن قدرته و علمه و ذاته شي ء واحد، و لما أراد سبحانه أن يخلق الأشياء وقع العلم على المعلوم السابق في علمه، و وقعت القدرة على المقدور السابق في قدرته.

(متوحد إذ لا سكن يستأنس به، و لا يستوحش لفقده). قد يدخل الواحد في عداد الاثنين و الثلاثة إلخ، و أيضا يطلق على الضعيف الذي لا ناصر له و لا معين، و على المتوحد المستوحش لفقد الجليس و الأنيس، و اللّه منزه عن القلة و الضعف، و عن الوحشة و الاستيناس. و المراد بوحدته تعالى تفرده بالسلطان و الكمال.

قال الإمام (ع): «واحد لا بعدد، دائم لا بأمد، كل مسمى بالوحدة غيره قليل».

شرح منهاج البراعة خویی

الفصل الرابع

أوّل الدّين معرفته، و كمال معرفته التّصديق به، و كمال التّصديق به توحيده، و كمال توحيده الإخلاص له، و كمال الإخلاص له نفي الصّفات عنه لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصّفة فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه، و من قرنه فقد ثنّاه، و من ثنّاه فقد جزّاه، و من جزّاه فقد جهله.

اللغة

(الاوّل) ذهب جمهور البصريّين إلى أنّه على وزن أفعل مهموز الوسط، فقلبت الهمزة الثّانية واوا ثم ادغمت، و عن الجوهري أنّه يدلّ عليه قولهم هذا أوّل منك، و الجمع الأوائل و الاوالي على القلب، و ذهب الكوفيون و طائفة من البصريّين إلى أنّ أصله و وئل على وزن فوعل، قلبت الواو الاولى همزة.

إذا علمت ذلك فمعنى الأوّل في اللّغة ابتداء الشّي ء، ثم قد يكون له ثان، و قد لا يكون، كما يقول: هذا أول ما اكتسبته، فقد يكسب بعده شيئا، و قد لا يكسب، و استدلّ الزّجاج عليه بقوله تعالى حكاية عن الكفار المنكرين للبعث، إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى . فعبّر بالاولى و ليس لهم غيرها (و الدّين) الطاعة و الانقياد و العبادة و الاسلام، قال سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ.

و تقول: دنت دينا أى أسلمت و دان الرّجل إذا أطاع، قال الطريحي: الدّين وضع إلهي لاولي الألباب يتناول الاصول و الفروع (و المعرفة) العلم و قيل: هي إدراك البسائط و الجزئيات، و العلم إدراك المركبات و الكليات، و من ثم يقال: عرفت اللّه، و لا يقال: علمته، و قيل هي عبارة عن الادراك التصوري، و العلم عبارة عن الادراك التّصديقي، و قيل: هي إدراك الشّي ء ثانيا بعد توسّط نسيانه فلذلك يسمّى الحق سبحانه بالعالم، دون العارف، قيل: و هذا أشهر الأقوال في تعريف المعرفة.

أقول: و على هذا فاستعمال المعرفة في المقام«» نظرا الى سبق إدراك ذاته سبحانه في عالم الذّر، أو عند أخذ الميثاق من العقول المجرّدة، فافهم«» (و التّوحيد) جعل الشّي ء واحدا أى الحكم بوحدانيته، و قد يطلق على التّفريق بين شيئين بعد الاتصال، و على الاتيان بالفعل الواحد منفردا، و في الاصطلاح إثبات ذات اللّه بوحدانيّته، و وحدانيّته بمعنى أنّه لا ثاني له في الوجود، و بمعنى أنّه لا كثرة فيه مطلقا لا في عين الذّات، لانتفاء التركيب و الأجزاء، و لا في مرتبة الذّات لانتفاء زيادة الوجود، و لا بعد مرتبة الذّات لانتفاء زيادة الصّفات، و قد يقصد بها معنى أنّه لم يفته شي ء من كماله، بل كلّ ما ينبغي له فهو له بالذّات و الفعل (و الاخلاص) مصدر من أخلص الشّي ء إذا جعله خالصا ممّا يشوبه، يقال: خلص الماء اذا صفا من الكدر، و كلّ شي ء صفا عن شوبه و خلص يسمّى خالصا قال تعالى: مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً.

أى لا شوب فيه من الفرث و الدّم، و الاخلاص في الطاعة ترك الريا، و الاخلاص في الدّين ترك الشّرك (و قرن) بين الحجّ و العمرة من باب قتل و في لغة من باب ضرب: جمع بينهما في الاحرام و (ثنيت) الشّي ء بالتثقيل: جعلته اثنين و (جزأت) الشي ء تجزأة قسمته، و جعلته أجزاء.

الاعراب

لفظ الأوّل له استعمالان أحدهما أن يكون اسما مجردا عن الوصفيّة فيكون منصرفا، و منه قولهم: ما له أوّل و لا آخر، قال أبو حيّان في الارتشاف في محفوظي إنّ هذا يؤنّث بالتّاء و يصرف أيضا فيقال: أوّلة و آخرة، الثّاني أن يكون صفة، اى أفعل تفضيل بمعنى الأسبق فيعطى حكم غيره من صيغ أفعل التّفضيل، من منع الصّرف، و عدم تأنيثه بالتّاء، و ذكر من التّفضيليّة بعده، يقال: هذا أوّل من هذين، و لقيته عاما أوّل بنصب أوّل ممنوع الصّرف، على انّه، صفة للمنصوب، و اللام في قوله كمال توحيده الاخلاص له زائدة للتقوية، مفيدة للتوكيد، كما في قوله: فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ... مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ... نَزَّاعَةً لِلشَّوى و نحو ضربي لزيد حسن، و هي من أقسام اللّام الجارّة التي تفتح مع الضمير دائما إلّا المتكلّم، فتكون مكسورة معه، و مكسورة مع الظاهر إلّا المستغاث فتكون مفتوحة، نحو يا لزيد فرقا بينها و بين لام المستغاث لأجله، لأنّها مكسورة و من في قوله فمن وصف اللّه و ما يتلوه، من كلم المجازات اسم شرط مرفوع المحل على الابتداء، و خبره الجزاء، لتمامية الفائدة به، و قيل: الشّرط لتحمله ضمير المبتدأ، و قيل هما معا.

المعنى

اعلم أنّ هذه الفقرة من الخطبة مع وجازتها متضمّنة لأكثر العلوم الالهيّة ببراهينها السّاطعة، و لذلك تحير في إدراك معناها اولو الأفهام، و عجزت عن الوصول إلى مغزاها العقول و الأوهام، و لا بأس بالاشارة إلى نبذ من كنوز أسرارها، و أنموذج من رموز أنوارها ثم نتبعها بما ذكره بعض الأعلام، في تفسير المقام.

فنقول: قوله عليه السلام (أوّل الدّين معرفته) يعني ابتداء الطاعة و العبادة معرفة اللّه سبحانه، إذ الطاعة و العبادة أى كون العبد عبدا فرع معرفة المطاع و المعبود، فما لم يعرف لا يمكن اطاعته، و لذلك أنّ أمير المؤمنين عليه السلام بعد ما سأل عنه حبر بقوله: هل رأيت ربّك حين عبدته أجاب بقوله: ويلك ما أعبد ربّا لم أره، قال: و كيف رأيته قال: ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، و لكن رأته القلوب بحقايق الايمان، رواه في الكافي باسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و رواه السّيد قد (ره) أيضا في المتن باختلاف، و هو المختار المأة و الثّامن و السّبعون.

ثمّ إنّ معرفته سبحانه قد تكون ناقصة، و قد تكون تامة، أمّا النّاقصة فهو إدراك أنّ للعالم صانعا مدبّرا، و أمّا التّامة فقد أشار اليها بقوله: (و كمال معرفته التّصديق به) أى الاذعان بوجوده و وجوبه، لأنّ التّصور للشّى ء إذا اشتدّ يصير إذعانا و حكما بوجوده، إذ من ضرورة كونه صانع العالم و الهه أن يكون موجودا في نفسه فان ما لم يكن موجودا في نفسه، استحال أن يصدر عنه أثر موجود، فهذا الحكم اللّاحق هو كمال معرفته و تصوّره.

ثمّ إنّ التّصديق به قد يكون ناقصا و قد يكون تاما، أمّا النّاقص فهو التّصديق به مع تجويز الشّريك له، و أمّا التّام فقد أشار إليه بقوله: (و كمال التّصديق به توحيده) أى الحكم بوحدانيّته، و أنّه لا شريك له في ذاته، لأن طبيعة واجب الوجود لو فرض اشتراكها بين اثنين لزم أن يكون لكلّ واحد منهما من مميّزو راء ما به الاشتراك، فيلزم التّركيب في ذاتيهما، و كلّ مركب ممكن، و بعبارة اخرى، لو فرضنا موجودين واجبي الوجود لكانا مشتركين في وجوب الوجود، و متغايرين بامر من الامور، و إلّا لم يكونا اثنين، و ما به الامتياز إمّا أن يكون تمام الحقيقة، أو لا يكون تمام الحقيقة بل جزؤها، لا سبيل إلى الأول، لأنّ الامتياز لو كان بتمام الحقيقة لكان وجوب الوجود المشترك بينهما خارجا عن حقيقة كلّ واحد منهما، و هو محال، لأنّا بيّنا أنّ وجوب الوجود نفس حقيقة الواجب لذاته، و لا سبيل إلى الثّاني، لأنّ كل واحد منهما يكون مركبا ممّا به الاشتراك و ممّا به الامتياز، و كلّ مركب يحتاج إلى غيره أى إلى جزئه، فيكون ممكنا لذاته هذا خلف.

ثمّ إنّ التّوحيد قد يكون ناقصا و قد يكون تاما، أمّا النّاقص فهو الحكم بوحدانيّته مع عدم الاخلاص له، و أمّا التّام فهو ما أشار اليه بقوله (و كمال توحيده الاخلاص له) أى جعله خالصا عن النّقايص أى سلب النّقايص عنه ككونه جسما أو عرضا أو نحوهما ممّا هو من صفات النّقص هذا.

و قيل: إن المراد بالاخلاص إخلاص العمل له، و على هذا فاللّام للتّعليل قال سبحانه: وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.

قال الشّارح البحراني و صدر الدّين الشّيرازي في شرح الكافي في قوله: و كمال توحيده الاخلاص له: فيه إشارة إلى أنّ التّوحيد المطلق للعارف إنّما يتمّ بالاخلاص له، و هو الزّهد الحقيقي الذي هو تنحية كل ما سوى الحقّ الأوّل عن سنن الايثار و بيان ذلك أنّه ثبت في علم السّلوك أن العارف ما دام يلتفت مع ملاحظة جلال اللّه و عظمته الى شي ء سواه فهو بعد واقف دون مقام الوصول، جاعل مع اللّه غيرا، حتّى أنّ أهل الاخلاص ليعدّون ذلك شركا خفيّا، كما قال بعضهم:

من كان في قلبه مثقال خردلةسوى جلالك فاعلم أنه مرض

و أنّهم ليعتبرون في تحقّق الاخلاص أن يغيب العارف عن نفسه حال ملاحظته لجلال اللّه، و ان لحظها فمن حيث هي لاحظة لا من حيث هي مزيّنة بزينة الحق، فاذن التّوحيد المطلق أن لا يعتبر معه غيره مطلقا انتهى و لكن الاظهر«» ما قلناه«».

ثمّ إنّ الاخلاص له قد يكون ناقصا و قد يكون تاما، أمّا النّاقص فهو جعله خالصا عن صفات النّقصان مع اثبات صفات الكمال، و أمّا التام فهو ما أشار إليه بقوله (و كمال الاخلاص له نفى الصّفات عنه) أى الصّفات التي وجودها غير وجود الذّات، و إلا فذاته بذاته مصداق لجميع النّعوت الكمالية، و الأوصاف الالهية، من دون قيام أمر زائد بذاته تعالى فرض أنّه صفة كماليّة له، فعلمه و إرادته و قدرته و حياته و سمعه و بصره كلّها، موجودة بوجود ذاته الأحديّة، مع أنّ مفهوماتها متغايرة، و معانيها متخالفة، فانّ كمال الحقيقة الوجوديّة في جامعيّتها للمعاني الكثيرة الكماليّة مع وحدة الوجود هذا.

و قد تحصّل ممّا ذكره عليه السلام أنّ مراتب العرفان خمسة.

الاولى مرتبة التّصوّر و هي إدراك أنّ للعالم مؤثرا، و هذه المرتبة هي التي نفوس الخلائق مجبولة إليها باقتضاء فطرتها التي فطر النّاس عليها، و كلّ مولود يولد على الفطرة إلّا أنّ أبويه يهوّد انه أو ينصّرانه أو يمجّسانه.

الثّانية مرتبة التّصديق و الاذعان بوجوده و وجوبه بالبراهين السّاطعة، و الأدلة القاطعة، قال سبحانه: قالَتْ رُسُلُهُمْ أَ فِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ.

الثّالثة مرتبة التّوحيد و التّفريد عن الشركاء قُلْ: هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ... قُلْ: إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ.

الرّابعة مرتبة الاخلاص أى جعله خالصا عن النّقايص.

اللَّهُ الصَّمَدُ اى المتعالي عن الكون و الفساد لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ أو جعل العمل خالصا له فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً، وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً.

الخامسة مرتبة نفي الصّفات و هي غاية العرفان و منتهى قوة الانسان.

و قد ظهر ممّا ذكره عليه السلام أيضا أنّ كلّ واحدة من المراتب الأربعة الاولى مبدء لما بعدها، و كلّ مرتبة من المراتب الأربعة الأخيرة كمال لما قبلها، و هذه المراتب الخمسة في التمثيل كقشر الجوز، و قشر قشره، و لبّه، و لبّ لبّه، و الدّهن المستخرج منه.

فالمرتبة الاولى كالقشرة العليا من الجوز لا خير فيها ألبتّة، إن اكلت فهو مرّ المذاق، بعيدة عن المساغ، و لكنّها تحفظ القشرة الصّلبة السّفلى.

و المرتبة الثّانية مثل القشرة الثّانية، فانّها ظاهرة النّفع بيّنة الجدوى، تصون اللّبّ عن الفساد و تربّيه إلى وقت الحصاد، لكنّها نازلة القدر، زهيدة النفع بالنّظر إلى اللب.

و المرتبة الثالثة كالغطاء المحيط باللّب المأكول بتبعية اللبّ.

و المرتبة الرّابعة كاللّب.

و المرتبة الخامسة كالدّهن المستخرج من اللّب الصّافي من المشوبات، و الخالص عن الكدورات الذي يكاد يضي ء و لو لم تمسسه نار هذا.

و لبعض العرفاء في تفسير كلامه عليه السلام تقرير آخر لا بأس بتحريره، قال: الدّين الانقياد و الطاعة، و المراد من أوّلية المعرفة للانقياد إمّا توقفه عليها، أو كونه ابتداء له، لأنّ المراد من المعرفة إمّا التصور، و إمّا عقد القلب عليه، و هو ما يحصل بالموعظة الحسنة، و أمّا التّصديق الذي هو كمال المعرفة فهو إنّما يحصل بالحكمة و البرهان و لعلّ المراد من التّصديق به هو مرتبة علم اليقين، و من كمال التّصديق به توحيده هو مرتبة عين اليقين، و من كمال توحيده الاخلاص له هو مرتبة حق اليقين، و هو الذي يحصل عند الفناء، و من كمال الاخلاص له نفي الصّفات عنه هو الفناء عن الفناء، و هذه المراتب مترتّبة في الحصول للسّالك التّارك، و يكون كلّ مرتبة لاحقة، غاية للسّابقة عليها، و لذا عبّر عليه السلام عن كلّ مرتبة لاحقة بالكمال بالنسبة الى السّابقة، و أيضا كلّ مرتبة لاحقة أخص من السّابقة عليها، و السّابقة أعمّ منها، و وجود العام إنّما يكون بالخاص فيكون كمالا له و قوله عليه السلام: و كمال توحيده الاخلاص له، أى سلب النّقايص باثبات الكمالات المقابلة لها، كسلب الجهل عنه باثبات العلم، و سلب العجز عنه باثبات القدرة له، و هكذا، و إنّما كان هذا كمال التّوحيد، لأنّه يدلّ على أنّ وحدته تعالى ليست وحدة ناقصة هي ما سوى الوحدة الحقة الحقيقة من أقسام الوحدة، بل وحدته وحدة حقّة هي حقّ الوحدة، و لما كان الاخلاص له مستلزما لاثبات الصّفات له، قال عليه السلام: و كمال الاخلاص له نفي الصّفات عنه، أى جعل الكمالات الحاصلة الثّابتة له بسلب النّقايص عنه عين ذاته الاحدية، فيكون ذاته كلّ الكمالات على وجه أعلى و أشرف، فهو الكلّ في وحدته، و يحتمل أن يكون المراد من نفي الصّفات عنه، أن وصف الواصفين له غير لايق بجنابه مسلوب عنه، كلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود إليكم

عجز الواصفون عن صفتكاعتصام الورى بمغفرتك

تب علينا فانّنا بشر

ما عرفناك حق معرفتك

فيكون غاية غايات المعرفة العجز عنها، لا احصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك هذا، و قوله عليه السلام (لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة) المراد بالشهادة هنا شهادة الحال، و هي الدّلالة، فان حال الصفة يشهد بحاجتها إلى الموصوف و عدم قيامها بدونه، و حال الموصوف يشهد بالاستغناء عن الصفة في أصل الوجود و القيام بالذّات بدونها، و افتقاره إليها في كماله الذي لا يكمل إلّا بها، فلا يكون أحدهما عين الآخر.

ثم إن هذه الفقرة إشارة إلى برهان نفى الصّفات العارضة التي فرضت قديمة، كما يقوله الأشاعرة، و ذلك لأن الصفة إذا كانت عارضة كانت مغايرة للموصوف لا محالة حسبما عرفت، و كلّ متغايرين في الوجود لا بدّ أن يكون كلّ واحد منهما متميّزا عن صاحبه بشي ء، و مشاركا له بشي ء آخر، لاشتراكهما في الوجود، و محال أن يكون جهة الاشتراك عين جهة الامتياز، و إلّا لكان الواحد بما هو واحد كثيرا، بل الوحدة بعينها كثيرة، هذا محال، فاذن لا بدّ أن يكون كلّ منهما مركبا من جزء به الاشتراك، و جزء به الامتياز، فيلزم التّركيب في ذات الواجب، و قد ثبت أنّه بسيط الحقيقة، و إلى ذلك أشار عليه السلام بقوله: (فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه) أى من وصفه تعالى بصفة زايدة فقد قرنه بغيره في الوجود (و من قرنه فقد ثنّاه) أي من قرنه بغيره فقد جعل له ثانيا في الوجود، لأنّه قد أثبت قديمين (و من ثنّاه فقد جزّاه) لأن من فرضه ثاني اثنين، فقد جعله مركبّا ذا جزئين، بأحدهما يشاركه في الوجود، و بالآخر يباينه، و أمّا ما ذكره الشارح المعتزلي في تعليل التجزية بقوله: لأنّه أذا اطلق لفظ اللّه على الذّات و العلم القديم، فقد جعل مسمّى هذا اللّفظ و فايدته متجزّية، كاطلاق لفظ الأسود على الذّات التي حلّها السّواد، فليس بشي ء، لأنّ الكلام في مرتبة الذّات من حيث هي، لا من حيث إطلاق لفظة عليها، كما هو ظاهر (و من جزّاه فقد جهله) لأنّه اعتقد خلاف ما هو الواقع.

تذنيبات

الاول في تحقيق صفاته سبحانه على ما حقّقها بعض العارفين

فنقول: ان الصّفات على ثلاثة أقسام: منها سلبيّة محضة كالقدوسيّة و الفردية، و منها إضافية محضة كالمبدئية و الرّازقية، و منها حقيقية سواء كانت ذات إضافة كالعالمية و القادرية أولا، كالحياة و البقاء، و لا شك أنّ السّلوب و الاضافات زائدة على الذّات، و زيادتها لا توجب انفعالا و لا تكثّرا، لأنّ اعتبارها بعد اعتبار المسلوب بها عنها، و المضاف إليها، لكن يجب أن يعلم أنّ السّلوب عنه تعالى كلّها راجعة إلى سلب الامكان، فانّه يندرج فيه سلب الجوهريّة، و سلب الجسميّة، و سلب المكان و الحيز و الشّريك و النّقص و العجز و الآفة، و غير ذلك.

و الاضافات في حقّه تعالى كلها راجعة إلى الموجديّة التي تصحح جميع الاضافات، كالخالقية و الرازقية و الكرم و الجود و الرّحمة و الغفران، و لو لم يكن له إضافة واحدة اتحدت فيها جميع الاضافات اللّايقة به لأدّى تخالف حيثياتها إلى اختلاف حيثيات في الذّات الأحديّة، و امّا الصّفات الحقيقية فكلها غير زائدة على ذاته، و ليس معنى عدم زيادتها مجرّد نفى أضدادها عنه تعالى، حتى يكون علمه تعالى عبارة عن نفى الجهل، و قدرته عبارة عن نفى العجز، و على هذا القياس في السمع و البصر و غيرهما ليلزم التعطيل، و لا أيضا معنى كونه عالما و قادرا أن يترتب على مجرّد ذاته ما يترتب على الذّات مع الصّفة، بأن ينوب ذاته مناب تلك الصّفات، ليلزم أن لا يكون إطلاق العلم و القدرة و غيرهما عليه تعالى على سبيل الحقيقة، فيكون عالما قادرا حيّا سميعا بصيرا بالمجاز، فيصحّ سلبها عنه، لأنّه علامة المجاز و لازمه.

فان قلت: فما معنى قوله عليه السلام: و كمال الاخلاص له نفى الصّفات عنه قلنا: معناه حسبما أشرنا إليه كونها صفات عارضة موجودة بوجود زايد، كالعالم و القادر في المخلوقات، فان العلم فينا صفة زائدة على ذاتنا، و كذا القدرة كيفية نفسانية، و كذا ساير الصّفات، و المراد أنّ هذه المفهومات ليست صفات له تعالى، بل صفاته ذاته و ذاته صفاته، لا أنّ هناك شيئا هو الذّات، و شيئا آخر هو الصّفة، ليلزم التركيب فيه تعالى عنه علوّا كبيرا، فذاته وجود و علم و قدرة و إرادة و حياة و سمع و بصر، و هو أيضا موجود عالم قادر حي مريد سميع بصير.

فان قلت: الموجود ما قام به الوجود، و العالم ما قام به العلم، و كذا ساير المشتقات.

قلنا: ليس كذلك، بل ذلك متعارف أهل اللغة لما رأوا أنّ أكثر ما يطلق عليه المشتق لا بدّ فيه من صفة زائدة على الذّات، كالابيض و الكاتب و الضّاحك و غيرها، فحكموا على الاطلاق أنّ المشتقّ ما قام به المبدأ، و التحقيق و الاستقراء يوجبان خلافه، فانّا لو فرضنا بياضا قائما بنفسه لقلنا: انّه مفرّق للبصر، و إنّه أبيض، فكذا الحال فيما سواه من العالم و القادر، فالعالم ما ثبت له العلم سواء كان بثبوت عينه أو بثبوت غيره.

الثاني في الاشارة إلى جملة من الأخبار الواردة في بعض مراتب العرفان

و هي كثيرة جدّا، و نحن نذكر شطرا منها تيمنا و تبرّكا.

فنقول: روى الصّدوق في التّوحيد باسناده عن زيد بن وهب عن أبي ذرّ (ره) قال: خرجت ليلة من الليالي، فاذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يمشي وحده ليس معه إنسان فظننت أنّه يكره أن يمشي معه أحد، قال (ره): فجعلت أمشي في ظلّ القمر فالتفت فرآني، فقال صلّى اللّه عليه و آله: من هذا فقلت أبو ذر جعلني اللّه فداك، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلم يا أبا ذر تعال فمشيت معه ساعة، فقال: إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلّا من أعطاه اللّه خيرا فنفخ منه بيمينه و شماله و بين يديه و ورائه، و عمل فيه خيرا قال: فمشيت ساعة، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلم: اجلس هاهنا، و أجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس حتّى أرجع إليك، قال: و انطلق في الحرّة«» حتّى لم أره و توارى عنّي و أطال اللّبث، ثم إنّي سمعته عليه السلام و هو مقبل يقول: و إن زنى و إن سرق، قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت له: يا نبيّ اللّه جعلني اللّه فداك من تكلّمه في جانب الحرّة فانّي ما سمعت أحدا يردّ عليك شيئا، فقال عليه السلام، ذاك جبرئيل، عرض لي في جانب الحرّة، فقال: ابشر امّتك أنّه من مات لا يشرك باللّه عزّ و جلّ شيئا دخل الجنّة، قال: قلت يا جبرئيل، و إن زنى و إن سرق و إن شرب الخمر، قال: نعم، و إن شرب الخمر.

قال الصّدوق (ره) بعد ذكر الحديث يعني بذلك أنّه يوفّق للتّوبة حتّى يدخل الجنّة.

و فيه أيضا عن الأسود بن هلال، عن معاذ بن الجبل، قال: كنت رفقت النّبي صلّى اللّه عليه و آله، فقال يا معاذ: هل تدري ما حقّ اللّه على العباد يقولها ثلاثا، قلت: اللّه و رسوله أعلم، فقال رسول اللّه: حق اللّه عزّ و جلّ على العباد أن لا يشركوا به شيئا، ثم قال: هل تدري ما حق العباد على اللّه إذا فعلوا ذلك قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال: أن لا يعذّبهم، أو قال: أن لا يدخلهم النّار.

و فيه أيضا عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: و الذي بعثني بالحق نبيّا، لا يعذّب اللّه بالنّار موحدا ابدا، و انّ أهل التّوحيد ليشفّعون فيشفعون، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلم إنّه إذا كان يوم القيامة أمر اللّه تبارك و تعالى بقوم سائت أعمالهم في دار الدّنيا إلى النّار، فيقولون: يا ربّنا كيف تدخلنا النّار و قد كنّا نوحّدك في دار الدّنيا و كيف تحرق بالنّار ألسنتا و قد نطقت بتوحيدك في دار الدّنيا، و كيف تحرق قلوبنا و قد عقدت على أن لا إله إلّا اللّه، أم كيف تحرق وجوهنا و قد عفّرناها لك في التّراب، أم كيف تحرق أيدينا و قد رفعناها بالدّعاء إليك، فيقول اللّه عزّ و جلّ: عبادي سائت أعمالكم في دار الدّنيا فجزاكم نار جهنّم، فيقولون: يا ربّنا عفوك أعظم أم خطيئتنا فيقول اللّه عزّ و جلّ: بل عفوي، فيقولون رحمتك أوسع أم ذنوبنا فيقول اللّه عزّ و جلّ: بل رحمتي، فيقولون إقرارنا بتوحيدك أعظم أم ذنوبنا فيقول اللّه عزّ و جلّ: بل إقراركم بتوحيدى أعظم، فيقولون: يا ربّنا فليسعنا عفوك و رحمتك التي وسعت كلّ شي ء، فيقول اللّه جلّ جلاله: ملائكتي و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا أحب إلىّ من المقرّين بتوحيدي و أن لا إله غيري، و حقّ عليّ أن لا اصلى بالنّار أهل توحيدي، ادخلوا عبادي الجنّة.

الثالث

ينبغي أن يعلم أن مجرّد الاعتقاد بالتّوحيد و نفى الشّرك و الاعتراف بالوحدانيّة لا يكفي في ترتّب الثّواب و دفع العقاب، بل لا بدّ مع ذلك من الاعتقاد بالولاية، و الأخبار الواردة في أبواب التّوحيد و المعرفة و إن كانت مطلقة إلّا أنّها يقيّدها مضافة إلى إجماع أصحابنا «قد» أخبار اخر مفيدة لكون الولاية شرطا في التّوحيد ككونها شرطا في صحّة الفروع و قبولها، و بدونها لا ينتفع بشي ء منها، و هذه الأخبار كثيرة جدّا بالغة حدّ الاستفاضة بل التّواتر.

منها ما رواه في جامع الأخبار باسناده عن محمّد بن عمارة عن أبيه، عن الصّادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن آبائه الصّادقين عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فضائل لا يحصي عددها غيره، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّا بها غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخر، و لو أتى القيامة بذنوب الثقلين، و من كتب فضيلة من فضائل عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، لم تزل الملائكة يستغفر له ما بقى لتلك الكتابة رسم، و من استمع فضيلة غفر اللّه له الذّنوب التي اكتسبها بالاستماع، و من نظر إلى كتابة في فضائله غفر اللّه له الذّنوب التي اكتسبها بالنّظر، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: النّظر إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام عبادة، و ذكره عبادة، و لا يقبل ايمان عبد إلّا بولايته، و البراءة من أعدائه.

و في الكافي باسناده عن أبي حمزة، قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام إنّما يعبد اللّه من يعرف اللّه، فأمّا من لا يعرف اللّه فانّما يعبده هكذا ضلالا، قلت جعلت فداك: فما معرفة اللّه قال: تصديق اللّه عزّ و جل و تصديق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، و موالاة عليّ و الايتمام به و بالأئمة عليهم السّلام، و البراءة إلى اللّه عزّ و جل من عدوّهم، هكذا يعرف اللّه.

و في الوسائل و مجمع البيان عن أبي حمزة الثّمالي قال: قال لنا عليّ بن الحسين عليهما السّلام: أىّ البقاع أفضل فقلنا: اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم، فقال: أفضل البقاع لنا ما بين الرّكن و المقام، و لو أنّ رجلا عمر«» ما عمر نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما، يصوم النّهار و يقوم اللّيل في ذلك المكان، ثم لقى اللّه بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا.

و في الوسائل أيضا باسناده عن المعلّى بن خنيس، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام يا معلّى لو أنّ عبدا عبد اللّه مأئة عام ما بين الركن و المقام، يصوم النهار و يقوم الليل حتّى يسقط حاجباه على عينيه، و يلتقى تراقيه هرما، جاهلا بحقّنا لم يكن له ثواب.

و فيه أيضا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السّلام قال: نزل جبرئيل على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم، فقال: يا محمّد السّلام يقرئك السّلام، و يقول خلقت السّماوات السّبع و ما فيهنّ، و خلقت الأرضين السبع و من عليهنّ، و ما خلقت موضعا أعظم من الرّكن و المقام، و لو أنّ عبدا دعاني منذ خلقت السّماوات و الأرض، ثم لقيني جاحدا لولاية عليّ لأكببته في سقر.

و روى عليّ بن ابراهيم القمي باسناده عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، في حديث، قال: ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الاشياء و رضى الرّحمن: الطاعة للامام بعد معرفته، أما لو أنّ رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدّق بجميع ماله و حجّ جميع دهره، و لم يعرف ولاية وليّ اللّه فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته، ما كان له على اللّه حقّ في ثوابه، و لا كان من أهل الايمان.

و بالجملة فقد تحصل من هذه الأخبار و غيرها من الأخبار الكثيرة: أنّ معرفة الامام و الطاعة له شرط في صحّة الفروع و الاصول، كما ظهر أنّ اللازم أخذ الأحكام الشّرعيّة، و المسائل الدّينيّة عنهم، لأنّهم الباب الذي أمر اللّه أن يؤتى منه، حيث قال.

يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَ، الْحَجِّ وَ لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ.

روى في الصّافي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال نحن البيوت التي أمر اللّه أن يؤتى أبوابها، نحن باب اللّه و بيوته التي يؤتى منه، فمن تابعنا و أقرّ بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها، و من خالفنا و فضّل علينا غيرنا، فقد أتى البيوت من ظهورها، إنّ اللّه لو شاء عرّف نفسه حتّى يعرفونه و يأتونه من بابه، و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و بابه الذي يؤتى منه، قال: فمن عدل عن ولايتنا، و فضل علينا غيرنا، فقد أتى البيوت من ظهورها، و انّهم عن الصّراط لناكبون.

و في الكافي باسناده عن محمّد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كلّ من دان اللّه عزّ و جلّ بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من اللّه، فسعيه غير مقبول، و هو ضالّ متحيّر، و اللّه شانئ«» لأعماله، و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها، فهجمت ذاهبة او جائية يومها، فلما جنّها الليل بصرت بقطيع غنم مع غير«» راعيها، فحنت إليها، و اغترّت بها، فباتت معها في مربضها، فلمّا أن ساق الرّاعي قطيعه، أنكرت راعيها و قطيعها، فهجمت متحيّرة تطلب راعيها، و قطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها، فحنت اليها و اغترت بها، فصاح بها الرّاعي الحقي براعيك و قطيعك، فانت تائهة متحيّرة عن راعيك و قطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها، أو يردّها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذّئب ضيعتها فأكلها، و كذلك و اللّه يا محمّد، من أصبح من هذه الامّة و لا إمام له من اللّه عزّ و جلّ ظاهر عادل، أصبح ضالّا تائها، و إن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر و نفاق، و اعلم يا محمّد أنّ أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين اللّه عزّ و جلّ، قد ضلوا و أضلوا، فأعمالهم التي يعملونها: كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ، لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ.

إلى غير ذلك من الأخبار البالغة حدّ الاستفاضة، بل هي متواترة معنى، و سيأتي كثير منها في تضاعيف الكتاب، و اللّه الهادي إلى الصّواب.

الترجمة

يعنى ابتداء اطاعت و انقياد شناختن خداوند عالم است، و كمال و تمامى شناختن حضرت او تصديق و اعتقاد به وجود اوست، و كمال تصديق به او حكم به وحدانيّت و يكتا دانستن و منزّه و مبرّا نمودن اوست از شريك، و كمال يكتا دانستن او خالص نمودن اوست از صفات نقصان يا خالص نمودن عمل است براى او، و كمال خالص نمودن نفى صفات زايده بر ذات است از او و آنرا عين ذات دانستن است، بجهة آنكه هر صفت شهادت و دلالت دارد بر آنكه غير موصوف است، و هر موصوف شاهد و دليل است بر اين كه آن غير صفت، پس بنا بر اين هر كه وصف كرد خداوند را با صفتى كه زايد بر ذات است پس بتحقيق قرين كرد ذات را با صفت، و هر كه قرين پيدا كرد او را پس بتحقيق حكم بدوئيّت نمود، و هر كه ابداء دوئيّت نمود پس بتحقيق كه مجزّى ساخت او را، و هر كه ابداء تجزيه كرد پس بتحقيق جاهل شد بذات شريف او، از جهت اين كه اعتقاد خلاف واقع را نمود، تعالى اللّه عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.

الفصل الخامس

و من أشار إليه فقد حدّه و من حدّه فقد عدّه و من قال فيم فقد ضمّنه و من قال على م فقد أخلى منه.

اللغة

(ضمنه) مأخوذ من ضمّنته الشّي ء أى جعلته محتويا عليه فتضمّنه أى فاشتمل عليه و احتوى و (اخلى) مشتقّ من خلا المنزل من أهله يخلو خلوّا و خلاء، فهو خال و أخليته جعلته خاليا و وجدته كذلك.

الاعراب

أصل فيم و على م فيما و على ما، حرفان دخلا على ماء الاستفهاميّة و الاولى للظرفية، و الثّانية للاستعلاء، و حذف ألف ما لاتّصالها بهما تخفيفا في الاستفهام، و هذه قاعدة كليّة.

قال ابن هشام: و يجب حذف ألف ماء الاستفهاميّة إذا جرّت و بقاء الفتحة دليلا عليها نحو فيم، و إلى م، و على م، قال:

فتلك ولاة السّوء قد طال مكثهمفحتّى م حتّى م العناء المطوّل

و ربّما تبعت الفتحة الألف في الحذف، و هو مخصوص بالشّعر كقوله:

يا أبا الاسود لم خلفتني لهموم طارقات

ثم قال: و ذكروا أنّ علّة حذف الألف الفرق بين الاستفهام و الخبر، و لهذا حذفت في نحو:

فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها... فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ... لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ و ثبتت في لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ... يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ... ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ.

المعنى

قوله عليه السلام (و من أشار إليه) أى من أشار إليه باشارة عقليّة أو حسية (فقد حدّه) أى جعله محدودا بحدّ خاص، لأنّ المشار إليه لا بدّ أن يكون في جهة مخصوصة، و كلّ ما هو في جهة فهو محدود و له حدّ و حدود، اى أقطار و أطراف ينتهي إليها (و من حده فقد عدّه) أى من جعله محدودا متناهيا فقد عدّه في الاشياء المحدثة، و ذلك لأنّ حقيقة ذاته حقيقة الوجود الصّرف الذي شدّة قوّته لا تنتهي إلى حدّ و نهاية، بل هو فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى، أمّا كونه غير متناه فلأنّ مقدوراته غير متناهية هذا.

و يحتمل أن يكون المراد بقوله: فقد عدّه كونه ذا عدد، و ذلك لأنّ كون وجود الشّي ء محدودا متناهيا يستلزم التركيب من أصل الوجود و من شي ء آخر يقتضي تناهيه الى هذا الحدّ المعين، إذ نفس كون الشّي ء وجودا أو موجودا لا يقتضي هذا التّناهي، و الّا لم يوجد غيره، فهناك أمران، فيكون المحدود ذا عدد هذا.

و يأتي إن شاء اللَّه توضيح هذه الفقرة و تحقيقها بنحو آخر في شرح الخطبة المأة و الثانية و الخمسين.

ثم لا يخفى أنّ المراد بالاشارة في كلامه عليه السلام: الاشارة الحضورية الحسيّة التي لا يجوز في حقّه سبحانه و تعالى، و أمّا الاشارة الغيبيّة فتجوز في حقّه، و قد وقعت في كتاب العزيز، قال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و تحقيق ذلك ما حقّقه الباقر عليه السلام في حديث التّوحيد: من أنّ كلمة هو اسم مكنّى مشاربه إلى غايب، فالهاء تنبيه، و الواو إشارة إلى الغائب عن الحواس، كما أنّ هذا اشارة إلى الشّاهد و ذلك ان الكفّار نبّهوا عن آلهتهم بما يشاربه إلى الشّاهد المدرك، فقالوا: هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالأبصار، فأشر أنت يا محمّد إلى إلهك الذي تدعو إليه حتّى نراه و ندركه لا ناله فيه، فانزل اللَّه تبارك و تعالى: قل هو إشارة إلى كونه تعالى عن ذلك بل هو يدرك الأبصار و هو اللّطيف الخبير، اللَّه معناه المعبود الذي اله الخلق عن ادراك ذاته، و الاحاطة بكنهه، أحد معناه الفرد المتفرّد الذي لا نظير له، و هاهنا لطيفة، و هي أنّ قوله: قل هو اللَّه أحد ثلاثة ألفاظ، كلّ منها إشارة إلى مقام من مقامات السّالكين: المقام الأول مقام المقرّبين، و هو أعلى مقامات السائرين إلى اللَّه، و هؤلاء هم الذين نظروا إلى ماهيّات الأشياء و حقايقها، من حيث هي هي، فلا جرم ما رأوا موجودا في الحقيقة سوى اللَّه، لانحصار وجوب الوجود فيه، و كون ما عداه ممكنا فيكون هو إشارة إليه سبحانه، و لم يفتقر في تلك الاشارة إلى مميّز، لأنّ الحاجة إلى المميز إنما يحصل إذا كان هناك موجودان، و قد عرفت أنّهم ما شاهدوا بعقولهم إلا الواحد فقط، فكفى لفظ لفظة هو في حصول العرفان التام.

المقام الثّاني مقام أصحاب اليمين الذي أدون من المقام الأوّل، و ذلك أنّهم شاهدوا الحقّ موجودا، و شاهدوا الخلق موجودا، فحصلت كثرة في الموجودات فلم تكن لفظة هو كافية، فاحتاجوا إلى اقتران لفظة اللَّه بلفظة هو حتّى يحصل التميز.

المقام الثّالث مقام أصحاب الشّمال الذي هو أحسن المقامات، و هم الذين يجوزون أن يكون واجب الوجود أكثر من واحد، فقرن لفظ أحد بما تقديم ردّا على هؤلاء، و إبطالا لمقالتهم فقيل قل هو اللَّه أحد (و من قال فيم فقد ضمنه، و من قال على م فقد أخلى منه) هاتان القضيتان في تقدير شرطيّتين متّصلتين يراد بهما تنزيه الحق سبحانه عن مثل هذين الاستفهامين في حقّه. و تأديب الخلق أن لا يستفهموا عنه كذلك، و بيان المراد منهما باستثناء نقيض تاليهما، و حذف الاستثناء هاهنا الذي هو كبرى القياس على ما هو المعتاد في القياس المضمر، و تقدير المتّصلة الاولى أنّه لو صحّ السّؤال عنه بفيم، لكان له محلّ يتضمّنه و يصدق عليه أنّه فيه، صدق العرض في المحلّ، أو الجسم في المكان، لكنّه يمتنع كونه في محل و نحوه فيمتنع السّؤال عنه بفيم، بيان الملازمة أنّ في لمّا كان مفيدا للظرفية و المحل، فالاستفهام بفيم، يقتضي صحّة كونه في محلّ أو مكان إذا لا يصحّ الاستفهام عن المحلّ لشي ء إلّا إذا صحّ كونه حالا فيه، و أمّا بطلان التّالي فلأنه لو صحّ كونه في المحلّ لكان إمّا أن يجب كونه فيه، فيلزم أن يكون محتاجا إلى ذلك المحلّ، و المحتاج إلى الغير ممكن بالذات، و إن لم يجب حلوله جاز أن يستغنى عنه، و الغني في وجوده عن المحلّ يستحيل أن يعرض له ما يحوجه إلى المحلّ، فان الكون في المحل يستلزم الافتقار إليه، و إذا استحال أن يكون في محلّ امتنع السّؤال عنه بفيم.

و تقدير المتّصلة الثّانية أنّه لو صحّ السّؤال عنه بعلى م، لجاز خلوّ بعض الجهات و الأماكن عنه، لكنّه لا يجوز خلوّ مكان عنه، فامتنع الاستفهام بعلى م، بيان الملازمة أنّ لفظة على لمّا كانت مفيدة للعلوّ و الفوقية، فالاستفهام بعلى م، عن شي ء لا يصحّ إلّا إذا صحّ كونه عاليا على شي ء، و ذلك يستلزم أمرين، أحدهما بالواسطة، و الآخر بلا واسطة، فالذي بالواسطة هو إخلاء ساير الجهات و الأماكن عنه، و هو ما ذكره عليه السلام، و الذي بلا واسطة هو إثبات الجهة المعيّنة أعني جهة فوق، إذ اختصاصه بجهة معيّنة مستلزم نفى كونه في ساير الجهات.

و إنّما جعل عليه السلام لازم هذه المتّصلة كونه قد أخلى منه، ليلزم من بطلان اللازم و هو الاخلاء منه، بطلان ملزومه أعني اختصاصه بالجهة، ليلزم منه بطلان المقدم، و هو صحّة السّؤال عنه بعلى م. و أمّا بطلان التّالي فلقوله تعالى: وَ هُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ و قوله: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ لا يقال: مثبت الجهة لا يجهل هذه الآيات، بل له أن يقول: بعدم التّنافي بين الاختصاص و بين مفاد تلك الآيات، اذ المقصود من كونه في السّماء و في الأرض، كونه عالما بما فيهما، و كذلك المراد بالمعية، و المراد من كونه في جهة فوق، كونه فيها بذاته، فلا دلالة فيها على بطلان التّالي.

قلنا: إنّما جعل عليه السلام قوله: فقد أخلى منه لازما في هذه القضيّة، لأن نفي هذا اللّازم بهذه الآيات ظاهر، و ذلك، لأنّ مثبت الجهة إنّما اعتمد في إثبات دعويها على ظواهر الآيات المفيدة له من أمثال قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى فكانت معارضة مقتضاها بظواهر هذه الآيات أنفع في الخطابة، و أوقع في قلوب العامة من البراهين العقليّة على نفي الجهة، فلو ارتكب الخصم المثبت للجهة للتّأويل فيها، باحاطة العلم لارتكبناه فيما تمسّك به من الآيات، و قلنا إنّ المراد بالاستواء هو الاستيلاء بالقدرة حسبما سيأتي تحقيقه.

فان قيل: إنّما خصّ جهة العلوّ بانكار اعتقادها.

قلنا: لأنّ كلّ معتقد للّه جهة يخصّصه بها، لما توهّم أنّه أشرف الجهات، لأنّها التي نطق بها الكتاب الكريم، فكانت شبهة المجسمة في إثباتها أقوى، و كيف كان، فقد تحصّل ممّا ذكرنا، أنّه لا يصحّ السّؤال عنه بفيم، و على م، كما لا يجوز اعتقاد كونه في شي ء، أو على شي ء.

و يشهد به أيضا ما رواه في الكافي باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: من زعم أنّ اللّه من شي ء أو في شي ء أو على شي ء فقد كفر، قلت: فسّر لى، قال: أعني بالحواية من الشي ء له أو بامساك له أو من شي ء سبقه، قال و في رواية اخرى: من زعم أنّ اللّه من شي ء فقد جعله محدثا، و من زعم أنّه في شي ء فقد جعله محصورا، و من زعم أنّه على شي ء فقد جعله محمولا.

قال بعض شرّاح الكافي في شرح هذا الحديث: يعني أن إطلاق شي ء من هذه الألفاظ بالمعنى الذي هو متعارف أهل اللّغة عليه تعالى مستلزم لاعتقاد التّجسيم في حقه تعالى و ذلك الاعتقاد كفر، فمن زعم أنّ أحد هذه المعاني صادق في حقّه تعالى فقد كفر.

ثم فسر عليه السلام الألفاظ على ترتيب اللف، فقوله: أعني بالحواية من الشّي ء، تفسير لمعنى في شي ء، لأنّ كلّ ما هو في شي ء فيحويه ذلك الشّي ء، و قوله: أو بامساك له، تفسير لمعنى على شي ء، لأنّ كلّ ما هو على شي ء فذلك الشّي ء ممسك له، و قوله: أو من شي ء سبقه، تفسير لمعنى من شي ء، لأنّ ما كان من شي ء فذلك الشي ء مبدؤه و سابق عليه، و لذلك قال في الرّواية الأخيرة: من زعم أنّ اللّه من شي ء فقد جعله محدثا، لأنّ معنى المحدث هو الموجود بسبب شي ء سابق عليه بالوجود، و قال عليه السلام: و من زعم أنّه في شي ء فقد جعله محصورا، أى محويّا، فيلزمه الحواية من ذلك الشّي ء، و قال عليه السلام: و من زعم أنّه على شي ء فقد جعله محمولا، فاذن له حامل يملكه هذا.

و قد تحقّق من ذلك كلّه، أنّ اللّه سبحانه لا يكون محصورا في شي ء، و لا يخلو عنه شي ء، فلا يكون في أرض و لا في سماء، و لا يخلو عنه أرض و لا سماء، كما ورد في الحديث: لو دليتم بحبل على الأرض السّفلى لهبط على اللّه، و لهذا قال عليه السلام: و من قال: فيم، فقد ضمنه، و من قال: على م، فقد أخلى منه، تصديقا لقوله تعالى: هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ و قوله: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ و قوله: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.

و قول النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم: إنّه فوق كلّ شي ء و تحت كل شي ء، قد ملاء كلّ شي ء عظمته، فلم يخل منه أرض و لا سماء و لا برّ و لا بحر و لا هواء.

و في الكافي باسناده عن أبي حمزة الثمالى، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: مكتوب في التّوراة التي لم تغير أنّ موسى عليه السلام سأل ربّه، فقال: يا رب أ قريب أنت منّي فاناجيك، أم بعيد فاناديك فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: يا موسى أنا جليس من ذكرني الحديث.

فان قلت: سلمنا هذا كله، و لكن ما تقول في قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى .

فان الظاهر من الاستواء هو الاستقرار و الجلوس عليه.

قلنا: هذه الآية هي التي تعلقت بها المشبّهة في أنّ معبودهم جالس على العرش، و بعد ما قام البراهين العقلية و الحجج النقلية على نفي المكان عنه حسبما عرفته و تعرف إن شاء اللّه أيضا تفصيلا في شرح الخطبة المأة و السّابعة و السّبعين، ثبت تجرده عن جميع الأحياز و الأمكنة، و إذا ثبت تجرّده عنها ثبت أنّ نسبته إلى الكلّ نسبة واحدة، فلا بدّ من ارتكاب التّأويل في الآية الشّريفة.

و قد ذكروا فيه وجوها و أقوالا كثيرة، أقربها ما ذكره القفال من علماء المعتزلة و هو أنّ المقصود من هذا الكلام تصوير عظمة اللّه و كبريائه.

و تقريره أنّه لما خاطب اللّه عباده في تعريف ذاته و صفاته بما اعتادوه في ملوكهم و عظمائهم، فمن ذلك أنّه جعل الكعبة بيتا يطوف الناس به كما يطوفون بيوت ملوكهم، و أمر النّاس بزيارته كما يزورون بيوت ملوكهم، و ذكر في الحجر الأسود أنّه يمين اللّه في أرضه، ثم جعله موضع تقبيلهم كما يقبل النّاس أيدي ملوكهم و كذلك ذكر في محاسبة العباد يوم القيامة من حضور الملائكة و النّبيّين و الشّهداء و وضع الموازين، فعلى هذا القياس أثبت لنفسه عرشا فقال: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ثم قال: وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ و قال: وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ و قال: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ.

ثم أثبت لنفسه كرسيّا، فقال: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ إذا عرفت هذا فنقول: إنّ كلّ ما جاء من الألفاظ الموهمة للتّشبيه، من العرش و الكرسي فقد ورد مثلها بل أقوى منها في الكعبة، و الطواف، و تقبيل الحجر، و لما توقفنا هاهنا على أن المقصود تصوير عظمة اللّه و كبريائه، مع القطع، بأنّه منزّه عن أن يكون في الكعبة، فكذا الكلام في العرش، و الكرسى، انتهى كلامه على ما حكي عنه، و تبعه على ذلك التّأويل جماعة من العامة، منهم الزّمخشري، و الرازي، و النيسابوري، و البيضاوي، على ما حكي عنهم.

و لكنّك خبير بأنّ الآية من المتشابهات، و ما يعلم تأوليها إلّا اللّه و الرّاسخون في العلم، و حملها على ما ذكره القفال، تفسير بالرّأى و تأويل بالباطل، لأنّ حمل الآيات القرآنية على مجرّد التخيّيل و التمثيل، من غير حقيقة دينيّة و أصل ايمانيّ يوجب قرع باب السّفسطة و التّعطيل، و سدّ باب الاهتداء و التّحصيل، و فتح باب التّأويل في المعاد الجسماني من عذاب القبر و البعث و الميزان و الحساب و الكتاب و الصّراط و الجنان و النيران.

بل الحقّ المعتمد تفويض تأويل أمثال هذه إلى أهل بيت العصمة الذين هم ينابيع العلم و الحكمة، فقد ذكروا عليهم السّلام فيه وجوها مثل ما رواه في الكافي باسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام، أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى .

فقال استوى على كلّ شي ء فليس شي ء أقرب إليه من شي ء و فيه أيضا عنه عليه السلام بعد ما سئل عنه، فقال: استوى من كلّ شي ء، فليس شي ء أقرب إليه من شي ء و فى ثالث عنه عليه السلام أيضا أنّه قال بعد السّؤال عنه: استوى في كلّ شي ء، فليس شي ء أقرب إليه من شي ء لم يبعد منه بعيد، و لم يقرب منه قريب، استوى في كلّ شي ء، إلى غير ذلك من الأخبار.

و توضيح ما ذكره عليه السلام على وجه يتّضح به المرام، من الآية الشّريفة أيضا يستدعي بسطا في الكلام، فنقول: إنّ الاستواء على ما ذكره المحدث المجلسي «قده» أن الاستواء يطلق على معان الاول الاستقرار و التمكن على الشّي ء الثاني قصد الشّي ء و الاقبال عليه الثالث الاستيلاء على الشّي ء، قال الشّاعر:

قد استوى رجل على العراقبغير سيف و دم مهراق

الرابع الاعتدال، يقال: سوّيت الشّي ء فاستوى الخامس المساواة في النّسبة.

أمّا المعنى الأوّل فقد علمت استحالته على اللّه سبحانه و اما الثاني فمن المفسّرين من حمل الآية عليه، أى أقبل على خلقه، و قصد إلى ذلك، و قد رووا أنّه سئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن هذه الآية، فقال: الاستواء الاقبال على الشّي ء و نحو هذا قال الفراء و الزّجاج: في قوله: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ.

و الأكثرون منهم حملوها على الثالث أى استولى عليه و ملكه و دبّره، و يحتمل أن يراد به المعنى الرابع بأن يكون كناية عن نفي النّقص عنه تعالى من جميع الوجوه، فيكون على العرش حالا و اما المعنى الخامس فهو الظاهر من الأخبار التي اسلفناها.

ثمّ اعلم أنّ العرش قد يطلق على الجسم العظيم المحيط بساير الجسمانيات، و قد يطلق على جميع المخلوقات، و قد يطلق على العلم أيضا كما نطقت به الأخبار الكثيرة.

فاذا عرفت ذلك، فنقول: إنّه يصحّ أن يفسّر العرش بمجموع الأشياء، و ضمن الاستواء معنى الاستيلاء و نحوه ممّا يتعدى بعلى، أى استوت نسبته إلى كلّ شي ء حالكونه مستوليا عليه، أو يفسّر بالعلم، و يكون متعلق الاستواء مقدّرا، أى تساوت نسبته من كلّ شي ء حالكونه متمكنا على عرش العلم، فيكون إشارة إلى بيان نسبته تعالى، و أنّها بالعلم و الاحاطة، أو يفسّر بعرش العظمة و الجلال و القدرة، كما فسّر بها في بعض الأخبار، أى استوى من كلّ شي ء مع كونه في غاية العظمة، و متمكنا على عرش التّقدس و الجلال، و الحاصل أنّ علوّ قدره ليس مانعا من دنوّه بالحفظ و التّربية و الاحاطة، و كذا العكس، و على التّقادير، فقوله: استوى خبر، و قوله: على العرش حال.

هذا غاية ما وصل إليه نظري الفاتر في تحقيق المرام، و جملة ما نقدته من كلمات الأعلام في توضيح المقام، و اللّه العالم بحقايق كلامه.

الترجمة

يعنى و هر كسى كه اشاره كرد بسوى او با اشاره عقليه يا با اشاره حسيّه پس بتحقيق كه محدود نمود او را بحدّى معين، و هر كه او را محدود كرد پس بتحقيق او را در شمار آورد و معدود نمود او را در عداد مخلوقين، و هر كس گفت خداوند در كدام محل يا در كدام مكان است پس بتحقيق متضمن گردانيد او را در ضمن محل و مكان، و هر كه گفت كه او بر چيست پس بتحقيق خالى گردانيد بعض امكنه را از آن و حال آنكه نسبت حضرت او سبحانه بجميع امكنه و همه اشياء برابر است و هيچ مكان از او خالى و هيچ شي ء از او غائب نيست و لنعم ما قيل.

در عالم اگر فلك اگر ماه و خور استاز باده هستى تو پيمانه خور است

فارغ ز جهانى و جهان غير تو نيست

بيرون ز مكانى و مكان از تو پر است

الفصل السادس

كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كلّ شي ء لا بمقارنة، و غير كلّ شي ء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات و الالة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوّحد إذ لا سكن يستأنس به، و لا يستوحش لفقده.

اللغة

(كائن) اسم فاعل من كان قال الفيومي: كان زيد قائما أى وقع منه قيام و انقطع و تستعمل تامّة فتكتفى بمرفوع، نحو كان الأمر، اى حدث و وقع، قال تعالى: وَ إِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ أى و إن حصل، و قد تأتي بمعنى صار، و زائدة، كقوله تعالى: مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً.

أى من هو في المهد، و اللّه عليم حكيم انتهى.

و قال الصّدر الشّيرازي في شرح الكافي: اعلم أنّ كلمة كان تستعمل في اللّغة على ثلاثة اوجه.

أحدها بصيغتها دالة على الوجود و الزّمان، و يسمّى في عرف النّحاة كان التّامّة، كقول الشّاعر:

اذا كان«» الشّتاء فادفئونى،أى اذا وجد و حدث.

الثّاني ما يدلّ على النّسبة و الزّمان، فيحتاج في الدلالة على الوجود إلى خبر يتمّ به، و هي النّاقصة و استعمالها أكثر، و هي أداة عند المنطقيين و إن كانت على قالب الكلمة و الفعل، لأنّ معناها غير مستقلّ في الانفهام، كقوله تعالى: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً و قوله: ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا الثّالث أن يكون زائدة خالية عن الدلالة على وجود و زمان، كقوله:

على كان المسوّمة العرابأى على المسوّمة

إذا عرفت هذا، فنقول: إن كلمة كائن ماخوذة من كان التّامة، أى موجود لا عن حدث (و الحدث) من حدث الشّي ء حدوثا كقعد تجدّد وجوده، فهو حادث و حديث، و منه يقال حدث به عيب اذا تجدّد، و كان معدوما قبل ذلك (و المزايلة) من زايله زيالا إذا فارقه (و السّكن) بالفتحتين من سكنت إلى الشّي ء و هو ما يسكن إليه من اهل و مال و نحوهما، هو سكن له (و استانست) به و تأنست به إذا سكن القلب و لم ينفر، و الأنيس الذي يستأنس به (و استوحش) الرّجل إذا وجد الوحشة.

الاعراب

كلمة لا في جميع الفقرات للنّفى، ففي الخمس الاولى بمعنى ليس و في قوله: إذ لا منظور إذ لا سكن، لنفى الجنس، و كلمة عن في الفقرتين بمعنى من، على حدّ قوله سبحانه: وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ و يجوز كونها في الفقرة الثّانية بمعنى بعد، كما في قوله تعالى: عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ و إذ في قوله: إذ لا منظور، ظرف زمان كما في قوله: فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا و في قوله: إذ لا سكن، كذلك على ما نبّه عليه الشّارح المعتزلي، و لكنّ الأظهر كونها تعليليّة على حدّ قوله: لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ.

لاحتياج جعلها ظرفا إلى تكلّف كما لا يخفى، و لا يستوحش لفقده جملة استينافيّة كما ذكره القطب الراوندي، و ايراد الشّارح المعتزلي عليه بأنّه كيف يكون مستأنفا و الهاء في فقده ترجع إلى المذكور، فاسد جدّا.

أمّا اوّلا فلأنّ وجود الضمير لا ينافي الاستيناف كما لا ينافيه وجود الواو، و هذا بعينه مثل قوله تعالى: ثُمَّ يُعِيدُهُ بعد قوله: أَ وَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ فانّهم ذكروا أنّه جملة مستأنفة نظرا إلى أنّ إعادة الخلق لم يقع بعد، فيقرّروا برؤيتها و أمّا ثانيا فلأنّه لو لم يكن كلاما مستأنفا لا بدّ و أن يجعل معطوفا، إمّا على جملة الصّفة أعني قوله: يستأنس، أو على الموصوف مع صفته، و كلاهما غير ممكن، كما هو واضح، فقد تحقّق كون الجملة استينافيّة، اللّهم إلّا أن يقال إنّه عطف على جملة الصّفة، و لا زايدة، كما في قوله تعالى: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ.

و احتمل العلامة المجلسي كونها حالا، و الأوّل أظهر.

المعنى

قد عرفت معانى كلمة كان، و الأنسب بل المتعين في المقام هو أن يجعل المبدأ في قوله: (كائن) هو التّامّة، و لكن لمّا كان المفهوم منه حسبما عرفت، الوجود المقارن للزّمان الذي قد انقضى، و كان ذاته سبحانه منزّهة عن الزّمان، استحال أن يقصد وصفه بالكون الدّالّ على الزّمان المستلزم للتّجدد و الحدثان، و إذا استحال ذلك لم يكن له دلالة إلّا على الوجود المجرّد عن القيدين، فلذلك قيّده عليه السلام بقوله: (لا عن حدث) تنبيها على أنّ وجوده سبحانه ليس وجودا حدوثيا، و أنّه سبحانه كائن بلا كينونية، و قوله: (موجود لا عن عدم) إشارة إلى أنّ وجوده سبحانه ليس على حدّ وجودات ساير الأشياء ناشيا من العدم و مسبوقا به، و الفرق بين الفقرتين بعد اتحادهما في الدّلالة على نفى الوجود التّجددي هو أنّ الاولى نافية للحدوث الزّماني، و الثّانية نافية للحدوث الذاتي، و هي أبلغ في الدّلالة على وجوب الوجود من الاولى كما لا يخفى، و مساقهما مساق قوله عليه السلام في الخطبة المأة و الخامسة و الثّمانين: سبق الأوقات كونه و العدم وجوده، فليلاحظ ثمّة (مع كلّ شي ء لا بمقارنة) هذه الفقرة كسابقتيها و تاليتها مركبة من قضيّتين، إحداهما ايجابيّة و الاخرى سلبيّة.

أمّا الاولى فهي أنّ اللَّه سبحانه مع كلّ شي ء عالم بهم، شاهد عليهم، مصاحب معهم، غير غايب عنهم، كما قال: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ و قال: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ، وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ و أما الثّانية فهي ما أشار إليه بقوله: لا بمقارنة، تنبيها على أنّ معيته سبحانه للأشياء ليست بعنوان التّقارن المتبادر إلى الأذهان القاصرة، و الاوهام النّاقصة كما توهّمه كثير من النّاس، حيث إنّهم لم يعرفوا من المعيّة و الحضور الّا معيّة حال بمحلّ، أو محلّ بحال، أو حضور جسم عند جسم، أو حضور جسم في مكان، و لذلك استبعدوا كونه مع كلّ شي ء، و حضوره في كلّ مكان، زعما منهم أنّ كونه مع شي ء أو في مكان مستلزم لكونه فاقدا لمعيّة ساير الأشياء، و خلوّ ساير الأمكنة عنه، و لم يدروا أنّ ما توهّموه إنّما هو من لوازم معيّة الأجسام مع أمثالها، و خصايص حضور الجسمانيات عند اشباهها، و أمّا اللَّه العظيم القيّوم ذو القوة الشديدة الغير المتناهية، فنسبة جميع الأمكنة و المكانيات و أضعاف أضعافها إلى ذاته، كنسبة القطرة إلى بحر لا يتناهى، و كذلك نسبة جميع الأزمنة إلى تسرمد بقائه، كنسبة الان الواحد إلى زمان لا ينقطع، فلا يشغله شأن عن شأن و لا عالم عن عالم.

و برهان ذلك أنّه سبحانه فاعل الخلق و مبدئهم و موجدهم و غايتهم و تمامهم فكيف يكون غائبا عنهم، و الشّي ء مع نفسه بالامكان بين أن يكون و بين أن لا يكون و مع موجوده بالوجوب و الضرورة، فكيف يصحّ الشي ء أن ينفك و يغيب عنه موجده و خالقه الذي هو به موجود، و لا ينفك و لا يغيب عنه نفسه التي هو بها هو فقط، فبهذا البرهان ظهر أنّه سبحانه مع خلقه، شاهد عليهم أقرب إليهم من ذواتهم، كما قال: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ الذي هو جزء من البدن، فاذا كان كذلك فيرى أشخاصهم، و يسمع كلامهم و يعلم أسرارهم.

كما نبّه عليه الامام عليه السلام في جواب ابن أبي العوجاء، على ما رواه في الكافي باسناده عن عيسى بن يونس، قال: قال ابن أبي العوجاء لأبي عبد اللَّه عليه السلام في بعض ما كان يحاوره: ذكرت اللَّه فأحلت«» على غائب، فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد، و اليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم، و يرى أشخاصهم، و يعلم أسرارهم، فقال ابن أبي العوجاء: أ هو في كلّ مكان أ ليس إذا كان في السّماء كيف يكون في الأرض و إذا كان في الأرض كيف يكون في السّماء فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: إنّما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان اشتغل به مكان، و خلا منه مكان، فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه، فأمّا اللَّه العظيم الشأن الملك الدّيان، فلا يخلو منه مكان، و لا يشتغل به مكان، و لا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان.

و رواه الصّدوق أيضا في الفقيه في باب الحج (و غير كلّ شي ء لا بمزايلة) يعنى أنّه سبحانه مغاير لجميع الأشياء، مغايرة ذاتية من حيث عدم النّسبة بين الرّب و المربوب، و الصّانع و المصنوع، و الحادّ و المحدود، إذ ذاته لا تماثل به ذات شي ء من الموجودات، و صفاته لا تشابه صفات شي ء من الممكنات، و من ذلك تحقّق أن غيريّته ليست على جهة المزايلة، كالمتغايرين من الأجسام على وجه التعاند أو التّضادّ اللذين وجود أحدهما في محلّ أو مكان مستلزم لزوال الآخر عنه، لأنّه سبحانه لا يضادّه شي ء و لا يعانده شي ء، كيف و هو خالق الأضداد، فلو كان معاندا لشي ء أو مضادّا له، للزم احتياجه إلى المحلّ أو المكان المنافي لوجوب الوجود فظهر، أنّ تغايره سبحانه للأشياء و تميّزه عنها إنّما هو بنفس ذاته المقدّسة التي في غاية الكمال و التّمام، و كون ما سواه في نهاية الافتقار و النّقصان، و يأتي مزيد تحقيق لذلك إن شاء اللَّه تعالى في شرح الكلام الثّامن و المأتين (فاعل) للأشياء و صانع لهم بنفس قدرته الكاملة و إرادته التّامّة الجامعة (لا) فاعل (بمعنى الحركات و الآلة) لأنّه لا يحتاج في خلقه و فعله إلى حركة ذهنيّة أو بدنيّة كما يفتقر غيره إليها في أفعاله و صنايعه، لأن الحركة من عوارض الجسم و الجسمانيات و اللَّه سبحانه منزّه عن ذلك، كما أنّه غير محتاج إلى آلة.

أمّا اجمالا فلأنّ افتقاره إلى الآلة من صفات الممكن.

و أمّا تفصيلا، فلأنّه لو صدر عنه شي ء من الآثار بآلة فإمّا أن تكون تلك الآلة من فعله أم لا.

و على الأوّل، فهي إمّا بتوسط آلة اخرى أو بدونها، فان كانت بدونها، فقد صدق أنّه فاعل بالذات لا بآلة، و إن كانت بتوسّط آلة اخرى فالكلام فيها، كالكلام في الاولى و يلزم التّسلسل.

و على الثّاني يلزم أن يكون الباري جلّ شأنه مفتقرا في تحقّق فاعليّته و قدرته إلى الغير و المفتقر إلى الغير ممكن بالذّات هذا خلف (بصير إذ لا منظور إليه من خلقه) يعني أنّه سبحانه كان بصيرا في الأزل و لا مبصر، كما أنّه كان سميعا و لا مسموع.

و اختلف العلماء في أنّ السّمع و البصر هل هو عين العلم بالمسموعات و المبصرات، أو صفة اخرى فذهب المحقّقون على ما عزى إليهم إلى الأوّل و ذهب طائفة إلى الثّاني استدلالا بذكرهما مع العلم في كثير من الآيات و الرّوايات و بتجشّم الاستدلال في إثباتهما بعد إثبات العلم بجميع المعلومات.

و يضعّف بأن ذكر الخاص مع العام شايع و تكلف الاستدلال في إثباتهما تنبيها على تحقق هذا العلم المخصوص له سبحانه أعني العلم بالمسموع و المبصر من حيث إنّه مسموع و مبصر، حتّى أنّهما حاضران عنده، على هذه الحيثيّة المشاهدة الذّاتية بلا آلة، كما أنهما حاضران عندك بالمشاهدة العينيّة و توسط الآلة، فاثبات السّمع و البصر من حيث إنّهما علم داخل تحت إثبات العلم مطلقا و من حيث الخصوصيّة المذكورة محتاج إلى دليل مستقلّ.

و ممّا ذكرنا ظهر ما في كلام بعض الأعلام حيث أورد بقوله: فان قلت:

لم يكن شي ء من المبصرات و المسموعات في الأزل فلم يكن اللَّه سميعا و بصيرا في الأزل، إذ لا يعقل سماع المسموعات الحادثة و إبصار المبصرات الحادثة في الأزل و أجاب بقوله: قلنا: إنّه سميع و بصير في الأزل بمعنى أنّه كان على وجه إذا وجد المسموع و المبصر لإدراكهما عند وجودهما انتهى كلامه.

و توضيح ما أجاب به ما حكاه الشّارح المعتزلي عن أبي هاشم و أصحابه، حيث قال: إنّهم يطلقون عليه في الأزل أنّه سميع بصير و ليس هناك مسموع و لا مبصر، و معنى ذلك كونه بحال يصحّ منه إدراك المسموعات و المبصرات إذا وجدت و ذلك يرجع إلى كونه حيّا لا آفة به، و لا يطلقون عليه أنّه سامع مبصر في الأزل، لأن السّامع هو المدرك بالفعل لا بالقوّة، و كذلك المبصر.

و أنت بعد الخبرة بما ذكرناه، تعرف فساد جميع ما ذكروا من السّؤال و الجواب و ما حكيناه عن أبي هاشم و أصحابه.

أمّا السّؤال فلأن السمع و البصر حسبما عرفت عبارة عن العلم، و العلم بالشّي ء غير متوقّف على وجوده، و قد يتحقّق ذلك في أفراد البشر، فكيف الباري الذي لا يخفى عليه شي ء و أما الجواب، فلأن فيه اعترافا بورود السّؤال، و أنّه تعالى لا يدرك المسموع و المبصر قبل وجودهما، و إشعارا بأنّ فيه جلّ شانه استعدادا لحصول العلم و الادراك كما ينبّه عليه ما حكيناه عن أبي هاشم، من أنّ القول بذلك ضروري البطلان، حيث إن الصّفات الذّاتية الكمالية كلّها فعليّة في حقه سبحانه، و ليست شأنية كما برهن في محلّه.

فقد تحقق مما ذكرنا كله أنّه سبحانه مدرك للمسموعات و المبصرات في الأزل، كادراكه لها في الأبد من غير تفاوت بينهما أصلا.

و يشهد به ما رواه في الكافي باسناده عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: لم يزل اللَّه عزّ و جلّ ربّنا و العلم ذاته و لا معلوم، و السّمع ذاته و لا مسموع، و البصر ذاته و لا مبصر، و القدرة ذاته و لا مقدور، فلمّا أحدث الأشياء، و كان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم، و السّمع على المسموع، و البصر على المبصر، و القدرة على المقدور، الحديث. و سيأتي، مزيد تحقيق لهذا الحديث في الفصل الآتي عند شرح قوله عليه السلام: عالما بها قبل ابتدائها فانتظر (متوحّد) في ملكه و ملكوته و سلطانه (إذ لا سكن) له أى لا يمكن أن يكون له سكن (يستأنس به و لا) أنيس (يستوحش لفقده) بل توحّد بالتّحميد، و تمجّد بالتمجيد، و علا عن اتّخاذ الأبناء، و تطهر و تقدّس عن ملامسة التّساء، عزّ و جلّ عن مجاورة الشّركاء و إنّما امتنع في حقّه السّكن و الأنيس و الاستيناس و الاستيحاش أما إجمالا فلأنّ الانس و الوحشة من توابع المزاج و لواحق الحيوان، الذي يأخذ لنفسه من جنسه أو من غير جنسه أنيسا يستأنس بصحبته، و يستوحش بفقدانه، و اللَّه سبحانه منزّه عن ذلك.

و أمّا تفصيلا فلأنّه سبحانه جامع الكمالات و الخيرات بلا فقد شي ء عنه، لأنّه كلّ وجود «و منشأ خ ل» و مبدء كلّ موجود، فلذلك علا عن اتّخاذ الأبناء، و تقدس عن مباشرة النّساء، و جلّ عن أخذ الشّركاء، لأنّ الحاجة إلى الأولاد و النّساء و الشّركاء و أمثالها سببها قصور الوجود، و قلّة الابتهاج بمجرّد الذّات، و كثرة التوحّش عن الانفراد بالوجود المشوب بالاعدام و النّقايص، فيجبر القصور، و يزول التّوحش بوجود الأمثال و الاشباه، استيناسا بها، و تخلصا عن وحشة الفراق بسببها و أمّا الذّات الالهية الجامعة لجميع الخيرات، و السّعادات، و الابتهاجات، فكلّ الموجودات به مبتهجة مسرورة، و إليه مفتقرة، و منه مستفيضة، بل هو في الحقيقة انس كلّ مستوحش غريب، و به سرور كلّ محزون كئيب.

و بعبارة اخرى أوضح و ألطف ان الاستيحاش و التّوحش الحاصل للانسان و نحوه عن التفرّد عن الأمثال و الاشباه، لنقص جوهره و قصور وجوده من الكمال، و خلو ذاته عن الفضيلة التّامة، و استصحابه للاعدام و الظلمات، فيستوحش من ذاته الخالية عن نور الفضيلة و الكمال، و يستأنس بغيره من الأشباه و الأمثال، و أمّا الباري سبحانه فالأشياء الصّادرة عنه، وجوداتها رشحات لبحر وجوده، و لمعات لشمس حقيقته، و البحر لا يستزيد بالرشحة و النداوة، و الشّمس لا تستنير بلمعاتها و ذراتها، فكيف يستأنس ذاته المقدّسة بما يفيض عنها.

هذا كلّه مضافا إلى أن حصول الاستيناس و زوال الاستيحاش إنّما يكون بوجود الأشباه، و هو تعالى لا يشبه شيئا مذكورا، سواء كان موجودا في العين أم لا، فانّ المذكور قد لا يكون موجودا، و هو أعمّ من الموجود، و نفى الأعمّ يستلزم نفى الأخص كما هو ظاهر.

شرح لاهیجی

اوّل الدّين معرفته يعنى اوّل و ابتداء دين و شريعت معرفت آن خدا است و شروع است در بيان و برهان كلمات سابقه اذ الّذى ليس لصفته تا اين فقره كه مشتمل است بر چهار صفت سلبى و يك صفت ثبوتى به پنج بيان بر سبيل نشر بعد از لف لكن در اوّل و ثانى مشوّش بنا بر اشتراك ثانى با اوّل در برهان و ظهور اجراء آن در ثانى و اختصاص اوّل بمزيد بيان و در بواقى مرتب و بر نظم طبيعى و مراد از اوّل در اوّل الدّين دو نحو مى تواند بود خارج از دين باشد و مقدّم بر او يا از دين باشد و مقدّم بر ساير و مراد از دين اعتقادات يقينيّه و احكام ثابته منسوبه بشرع پيغمبرى است از پيغمبران و در اين مقام بتقريب الف و لام مراد شرع پيغمبر ما صلوات اللّه و سلامه عليه و آله است و معنى معرفت شناختن است و شناختن شي ء بدو نحو مى تواند شد بتصوّر و بتصديق امّا تصوّر يا بكنه است و يا بوجه امّا تصديق يا تصديق بوجود فى نفسه آن شي ء است و يا تصديق بثبوت و وجود ساير محمولات غير وجود فى نفسه آن شي ء و معرفت و تصديق بوجود خداى (- تعالى- ) و تقدّس ممكن و واجبست عقلا و شرعا بهر دو قسم از تصديق و امّا معرفت و تصوّر خداى تعالى بكنه و بحدّ ممكن نباشد زيرا كه حدّ بجنس و فصل است و منحصر است بمهيّات كليّه و خداى تعالى عين و صرف وجود و معرّى از مهيت است و وجود جنس و فصل نمى تواند داشته باشد زيرا كه جنس و فصل از اجزاء ذهنيّه اند و وجود خارجى كه نفس كون در خارج است چنانچه در ذهن در ايد لازم ميايد كه كون در خارج نفس كون در ذهن بشود زيرا كه وجود بنفسه كائن است نه بكون ديگر و ان محال باشد پس معرفت و تصوّر كنه خداى تعالى ممكن نشود امّا تصوّر بوجه چون صفات زايده ندارد بدليلى كه مذكور مى شود پس تصوّر بوجه صفاتى نيز ممكن نباشد پس معرفت تصوّرى خداى منحصر شد بوجه و بعنوانات لائقه و بمعرفت اثار شاهقه كه نيز وجهى از وجوه اويند مثلا بتصوّر صانع بى صانع و موجود بى علّت و واجب الوجود و امثال آنها و معرفت باين وجه داخل در دين نيست الّا بوجه مقدّمه و توقّف زيرا كه دين نيست الّا اعتقادات يقينيّه و احكام و قضاياى حقّه و آنها نيستند الّا تصديقات لكن متوقّف باشد بر تصوّر باين وجه چه تصديق موقوفست بر تصوّر و لو كان بوجه پس مراد از معرفت در قول امام (- ع- ) اوّل الدّين معرفته اگر اين نحو از معرفت باشد اوّليّة بمعنى موقوف عليه بودن خواهد بود و مى تواند بود كه مراد از معرفت در اين كلام تصديق بوجود في نفسه باشد و مراد از اوّل در اين صورت باز موقوف عليه بودنست لكن نسبت بساير اعتقادات دينيّه زيرا كه هيچ يك از آنها صورت نه بندد الّا بعد از تصديق بوجود خداى تعالى امّا تصديق بوجود آيا داخل در دين است يا نه در او توقّف است زيرا كه اوّل تكاليف در دين اظهار كلمه توحيد و اقرار به يگانگى خداست نه تصديق بوجود خدا پس اگر داخل در دين بودى چون مقدّمست بايست اوّل تكليف آن بودى لكن مى توان گفت كه چون تصديق بوجود خدا از فطريّات و بديهيّات مركوزه در جبلّات است اگر چه خفائى فى الجملة در نظر قاصرين داشته باشد لهذا در تكليف اكتفاء بهمان معرفت جبلّى شده اوّل اعتقادات تكليفيّة كلمه توحيد گرديده باشد اگر چه اين نيز فطرى و بديهى باشد لكن با شوب خفائى و در اين صورت البتّه و بايد التّصديق به را در كمال معرفته التّصديق به حمل كرد بمعنى ديگر چنانچه مذكور مى شود و كمال معرفته التّصديق به كمال بمعنى تمام و ما يتمّ به الشّى ء است يعنى تمام معرفت خدا جلّ و على تصديق باوست و اين كلام معجز نظام دو احتمال دارد اوّل آنستكه تصديق باو كمال و متمّم معرفت اوست و معرفت بدون تصديق ناقص است و امّا احتمال دوّم آنستكه معرفت او بر وجه كمال و تمام مستلزم تصديق بوجود اوست و در اين صورت معرفت بمعنى تصوّر باشد و در اوّل معرفت بمعنى تصديق بوجود است و معنى التّصديق به نظر بخصوصيّت مفهوم از اضافه تصديق باين كه موجود است بوجود مختصّ باو كه عين ذات است باشد باين معنى كه ذات صرف وجود است و بحث موجود نه اين كه ذاتى و مهيّتى دارد غير حقيقت وجود و موجود است بعروض وجود مثل ساير موجودات ممكنه و شايد كه بتقريب اراده اين معنى گفته باشد التصديق به نه التّصديق بوجوده زيرا كه در اين صورت تصديق بوجود تصديق بذاتست و ما در بيان كلام بنا بر احتمال اوّل گوئيم كه كمال معرفت و متمّم تصديق بوجود اوست تصديق باين كه موجود است بوجودى كه عين ذات و مهيت اوست زيرا كه اگر مهيّتى داشته باشد غير صرف وجود و موجود باشد بوجود زايد البتّه ثبوت وجود از براى آن مهيت بعلّت و سببى خواهد بود چه عرضيّات البتّه معلّل باشند بدون ذاتيّات و علّت وجود مهيّت مهيّت نمى تواند بود چه بديهى است كه علّت وجود البتّه بايد موجود باشد و مهيّت قبل از وجود البتّه موجود نيست پس علّت خارج خواهد داشت پس ممكن باشد نه واجب پس در اين صورت تصديق بوجود او در حقيقت تصديق بوجود واجب نشد پس معرفت او كه تصديق بوجود واجب باشد تمام نباشد بدون تصديق بوجودى كه عين مهيّت باشد و هو (- المط- ) و كمال التّصديق به توحيده يعنى كمال تصديق باين كه خداى (- تعالى- ) عين وجود است واحد و يگانه دانستن او است زيرا كه چنانچه دو واجب باشند البتّه امتياز آنها از يكديگر بنفس ذات نتواند بود كه عين صرف وجود است و الّا لازم آيد كه واحد اثنين و يك دو بشود و اين كه بالبديهه باطلست بلكه بجزو ذات غير وجود خواهد بود پس عين صرف وجود نباشد و نمى توان گفت كه حقيقت هر دو واجب عين وجود است و امّا وجود را دو هويّت بسيطه مختلفه ممتازه بتمام هويّت است و هر يك غير هويّت واجبى باشند و مفهوم وجود عرضى آن دو هويّت باشد و ممتاز باشند از هم بنفس هويّت مختصّه ممتازه بدون لزوم واحد اثنين شدن زيرا كه گوئيم كه اطلاق و حمل وجود بر آن دو هويّت ايا بمحض اسم است يا بسبب يك معنى و مفهوم و مهيّتى و نشايد اوّلرا گفتن بالضّرورة چه صاحب اندك تميزى البتّه مى فهمد از استماع لفظ وجود يك معنى و مفهومى و حكم ميكند كه آن مفهوم محض لفظ واو و جيم و دال نيست بلكه يك معنى است از معانى و صفتى است از صفات واقعيّه عقليّه و شك نيست كه يك مفهوم بعينه عنوان و ما بازاء دو حقيقت و دو هويّت مختلفه من جميع الجهات و اللّوازم و الخواصّ نمى تواند بود و الّا لازم ايد كه واحد اثنين گردد بالبديهه و امتياز آن دو واجب به تشخص زائد بر ذات هم نمى تواند بود و الّا لازم ايد كه خارج ذات داخل در ذات باشد زيرا كه احتياج نوع بتقريب تمام شدن اصل حقيقت نيست چه تا ذاتيّات حقيقت بتمامها متحقّق نشود حقيقت مستحقّ معروضيّة وجود تشخّص نخواهد بود بلكه در تحقّق و موجود شدن احتياج دارد بتشخّص پس اگر حقيقت چيزى نفس وجود و تحقّق باشد و در موجود شدن محتاج بتحقّق زائده نباشد آنچه را كه فصل افاده كند باو نفس تحقّق او كه عين وجود و تحقّق است افاده خواهد كرد نه وجود وجود و تحقّق تحقّق را و آنچه مفيد عين حقيقت است منحصر است بذاتيات مهيّت پس لازم آيد كه تشخّص خارج از ذات ذاتى و داخل در ذات باشد و اين خلف و باطلست و نيز لازم آيد كه شخص واجب مركّب باشد از حقيقت وجود و تشخّص پس وجود تمام حقيقت نشد بلكه جزو حقيقت شد و اين خلف ديگر و باطل پس بدون توحيد تصديق بعين بودن وجود ناقص باشد نه تام و بفضل خداى (- تعالى- ) و توفيق او و بهدايت نبىّ او و ولىّ او عليهما و الهما الف الف الصّلوة و السّلام باين تقرير واضحة المقدّمات كنده شده اصل و بيخ شبهه عبد الشّيطان مشهور بابن كمونه كه بر اكثر دلائل توحيد ايراد داشت نحمد اللّه و نشكره و كمال توحيده الاخلاص له يعنى تمام و متمّم توحيد او است خالص و بسيط دانستن او زيرا كه اگر مركّب باشد البتّه اجزاء او نيز واجب باشند و الّا اگر ممكن باشند كلّ نيز ممكن باشد و اينخلاف فرض و باطلست و تمام بودن اين دليل در اجزاء غير محموله خارجيّه چه بسيار واضح است و امّا در اجزاء محموله ذهنيّه از قبيل جنس و فصل كه در خارج موجودند با كلّ بيك وجود پس باستظهار مقدّمه بديهيّه شهادة كلّ صفة انّها غير الموصوف و كلّ موصوف انّه غير الصّفة است كه عن قريب مذكور مى شود و با واجب بودن اجزاء تشريكست نه توحيد پس بدون اخلاص توحيد ناقص باشد نه تمام و كمال الاخلاص له نفى الصّفات عنه يعنى تمام اخلاص و بسيط دانستن او است نفى صفات حقيقيّه نفس الامريّه زائده بر ذات از او اعمّ از اين كه صفات غير محموله باشد مثل صفت علم كه از كيفيّات نفسانيّه زائده بر موصوفست كه نفس باشد و حمل نمى شود باو بحمل هو هو و نمى توان گفت كه نفس جوهر عين علم عرض است و يا اين كه صفت حقيقيّه نفس الامريّه محموله باشد مثل جنس و فصل مثل حمل حيوان و ناطق بر انسان امّا صفات اعتباريّه محضه مثل صفت عالم نسبة بفرد علم قائم بذات موجود در خارج پس دليل جارى بر نفى آن نمى شود زيرا كه در خارج و نفس الامر نيست الّا موصوف فقط امّا تمام نبودن اخلاص بدون نفى صفات از جهت آنستكه اگر صفات زائده داشته باشد لازم است كه مركّب باشد نه خالص و بسيط باين دليلى كه مذكور مى شود لشهادة كلّ صفة انّها غير الموصوف و شهادة كلّ موصوف انّه غير الصّفة و مراد از صفت در اين مقام مطلق ما يوصف به است يعنى از جهة شهادة حال هر صفتى كه آن صفت غير موصوفست زيرا كه وجود فى نفسه هر صفت نيست الّا وجود آن صفت از براى موصوف و محتاج بوجود او و الّا صفت صفت او نباشد پس بايد البتّه وجود جداگانه و تغاير نفس الامرى و امتياز واقعى از موصوف داشته باشد تا محتاج و محتاج اليه متحقّق شود و از جهة شهادت حال هر موصوفى كه آن موصوف غير صفتست زيرا كه موصوف من حيث انّه موصوف تا وجود فى نفسه جدا از وجود صفت در نفس الامر نداشته باشد چگونه صفت از براى او وجود خواهد داشت و اين حكم بديهى لازم هر موصوف و هر صفت حقيقيّه نفس الامريّه است اعمّ از اين كه صفت و موصوف در خارج دو وجود داشته باشند و ممتاز باشند از يكديگر و صفت حمل نشود بر موصوف بهو هو بلكه بذو هو حمل شود مثل سواد و جسم يا آن كه در خارج صفت با موصوف متّحد باشند و موجود باشند به يك وجود و در وجود خارجى از هم ممتاز نباشند بهيچ وجه مثل ناطق و ماشى كه در خارج با موصوف كه زيد باشد متّحد باشند در وجود و در وجود خارجى ميان زيد و ناطق و ماشى فرقى و امتيازى نباشد اگر چه در واقع و نفس الامر از هم جدا و ممتاز باشند نظر بشهادت حال جهة شهادت حال هر موصوفى كه آن موصوف غير صفتست زيرا كه موصوف من حيث انّه موصوف تا وجود فى نفسه جدا از وجود صفت در نفس الامر نداشته باشد چگونه صفت از براى او وجود خواهد داشت و اين حكم بديهى لازم هر موصوف و هر صفت حقيقيّه نفس الامريّه است اعمّ از اين كه صفت و موصوف در خارج دو وجود داشته باشند و ممتاز باشند از يكديگر و صفت حمل نشود بر موصوف بهو هو بلكه بذو هو حمل شود مثل سواد و جسم يا آن كه در خارج صفت با موصوف متّحد باشند و موجود باشند به يك وجود و در وجود خارجى از هم ممتاز نباشند بهيچ وجه مثل ناطق و ماشى كه در خارج با موصوف كه زيد باشد متّحد باشند در وجود و در وجود خارجى ميان زيد و ناطق و ماشى فرقى و امتيازى نباشد اگر چه در واقع و نفس الامر از هم جدا و ممتاز باشند نظر بشهادت حال هر دو چنانچه گذشت زيرا كه موصوف احقّ است و سزاوارتر است بان وجود از صفت خود و غرض از اين كلام متقن محكم تمهيد مقدّمه بديهيّه ايست كه موقوفست بر آن برهان نفى صفات زائده و غرض از تعميم اين حكم دخول صفات متّحده با موصوف است كه على الظّاهر خفائى دارد بتقريب اتّحاد در وجود محلّ توهّم جارى نشدن احكام مغايرتست در ان و بيشتر مدخليّت اينمقدّمه در برهان نفى صفات بتقريب اثبات غيريّت در اين فرد و اجراى احكام است در آن چنانچه در تقرير برهان ظاهر خواهد شد و بتقريب توقّف و مدخليّت مقدّمه مشار اليها با كلمه فاء تفريعيّه مى فرمايد فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه يعنى پس بعد از تقرير و تحقيق مقدّمه بديهيّه مذكوره هر كس كه خداى منزّه از جميع نقايص را موصوف دانست بصفات حقيقيّه زائده بر ذات و در نفس الامر و واقع او را معروض صفت حقيقيّه واقعيّه ايجابيه دانست مثل اين كه علم او را مثلا صفت خارجيّه زائده عارضه بر ذات او دانست و او بسبب عروض خارجى اين صفت زائده متّصف است بصفت عالميّه نه اين كه چون ذات او چنانچه عين و فرد وجود است نيز عين و فرد قائم بذات حقيقت علم است پس موصوف است بصفت عالميّه پس بتحقيق كه گردانيد او را قرن بالكسر و كفو و هم سر يعنى با موجود ديگر در واجب الوجود بودن زيرا كه آن صفت زائده چون صفت كمالست ممكن بالذّات نباشد و الّا ممكن الزّوال از او باشد و كمال واجب الوجود ممتنع الزّوالست بالبديهه پس واجب بالذّات باشد پس كفو و مثل خدا باشد و من قرنه فقد ثنّاه يعنى و كسى كه خدا را كفو خداى ديگر دانست پس بتحقيق او را ثانى اثنين يعنى يكى از دو واجب دانست و من ثنّاه فقد جزّئه و من جزّأه فقد جهله يعنى و كسى كه او را يكى از دو واجب دانست پس بتحقيق كه تجزيه و تقسيم كرد او را باجزاء زيرا كه هر دو كفو و هر دو واجب متشاركند در صفت وجود وجود و حمل مى شود بر هر دو كه واجب الوجودند پس خالى از اين نيست كه اين صفت محموله مشتركه يا ذاتى و جزو است يا عرضى چه بتقريب اشتراك عينيّت متصوّر نباشد پس اگر جزو است ثبت المطلوب و اگر عرضى است لازم است كه منتهى شود بما به الاشتراك ذاتى بمثل برهانى كه در توحيد گذشت و در اين مقام گوئيم كه حمل صفت واجب بر هر دو بمحض اسم واو و الف و جيم و باء نيست بالضّرورة پس بالضّرورة بتقريب يك معنى و مفهومى خواهد بود و اين معنى واحد در هر يك يا بازاء تمام حقيقت است و يا بازاء جزو حقيقت و محالست كه بازاء تمام حقيقت هر دو باشد و الّا لازم ميايد كه معنى واحد بعينه دو معنى مختلف الحقيقه باشد و اين باطلست پس بالضّرورة بازاء جزو حقيقت هر دو باشد بتقريب اشتراك بينهما پس هر يك متجزّى شدند باين جزو مشترك و جزو ديگر مختصّ بتقريب تعدّد و امتياز از هم پس واجب الوجود متجزّى شد بدو جزو ذاتى و البتّه آن اجزاء اعمّ از اين كه اجزاء خارجيّه غير محموله باشند يا اجزاء محموله نفس الامريّه باز بايد واجب بالذّات جداگانه نفس الامرى باشند نظر بمقدّمه كليّه بديهيّه شهادت مذكوره و استلزام امكان جزو امكان كلّ را و كلام در اين واجبهاى متعدّده مثل كلام در واجبهاى مفروضه اوّلست و هكذا پس لازم آمد كه حقيقت واحده و هويّت شخصيّه واجبه مركّب باشد از حقايق و هويّات شخصيّه واجبه غير متناهيه نه بسيط و خالص و همچنين مستلزم باشد جهل و عدم معرفتى كه اوّل دين و اوّل غريزه است كه تصديق بوجود باشد زيرا كه مستلزم محال محالست و تصديق بوجود محال نيز محال پس ثبوت صفات باطل و نفى آن حقّ باشد و هو (- المط- ) امّا بيان احتمال دوّم پس باين نحو است كه اوّل الدّين معرفته يعنى مقدّم بر اعتقادات دينيّه معرفت و تصوّر اوست اگر چه بوجهى از وجوه باشد چه تصوّر مقدّم است بر تصديق و كمال معرفته التّصديق به يعنى تصوّر بر وجه تامّ معرفت او كه بر وجه صانع بى صانع جميع ممكنات باشد يا بوجه اين كه جميع ممكنات در موجود بودن محتاج باو باشند و او اصلا احتياج بغير ندارد يا بوجه اين كه سدّ جميع انحاء عدم ممكنات ميكند مستلزم تصديق باين كه موجود است البتّه باشند و الّا چنانچه بعد از تصوّر اين عنوان تصديق بوجود معنون او نكند بايد تصديق بوجود هيچ ممكنى بل موجودى نكند و اين كه باطلست و كمال التّصديق به توحيده يعنى تصديق بوجود او بر وجه تمام مستلزم يگانه دانستن اوست زيرا كه تصديق بوجود او بر وجه تمام باين نحو است كه ذات او صرفست و چون كه صرف وجود قائم بذاتست موجود است بذات خود و باين نحو تصديق بموجود بودن او مستلزم توحيد و بى شريك بودن اوست زيرا كه در صرف شي ء تعدّد متصوّر نيست و الّا لازم آيد كه واحد عين اثنين باشد و كمال توحيده الاخلاص له يعنى توحيد او بر وجه تمام مستلزم خالص و بسيط دانستن اوست زيرا كه توحيد بر وجه تمام آنستكه اجزاء واجب نيز نداشته باشد چه جاى ممكنه كه مستلزم امكان كلّ است البتّه و توحيد باين وجه تمام البتّه مستلزم بساطت اوست و كمال الاخلاص له نفى الصّفات عنه يعنى اخلاص و بساطت او بر وجه تام مستلزم نفى صفات زائده است از او زيرا كه بساطت بر وجه تامّ آنستكه در حدّ ذات خود سلب صفات كمال نيز نداشته باشد و الّا آن سلب ذاتى و جزؤ ذات باشد زيرا كه ذات عين سلب نمى تواند بود بالبديهه و اخلاص و بساطت باين وجه البتّه مستلزم نفى صفات زائده خواهد بود و الّا در مرتبه ذات مسلوب الصّفات و در حدّ ذات سلب آنها را خواهد داشت و باين معنى اشاره شد كه لشهادة كلّ صفة انّها غير الموصوف و شهادة كلّ موصوف انّه غير الصّفة يعنى از جهة شهادت حال هر صفتى كه غير موصوفست يعنى در حدّ ذات خود موصوف را ندارد و سلب او را دارد و همچنين شهادت حال هر موصوفى كه صفت را در حدّ خود ندارد و سلب او را در حدّ ذات دارد و شهادت از طرف صفت بتقريب متعدّد شدن شهادت موصوفست زيرا كه هرگاه مغايرت باين نحو ميان موصوف و صفت نباشد لازم آيد كه صفت و موصوف نباشند بالبديهه فمن وصفه سبحانه فقد قرنه يعنى پس كسى كه از براى او صفت زائده قرار داد پس ذات او را مقارن ساخت در مرتبه ذات يا سلب آن صفت از قبيل مقارنت شي ء با ذاتيّات خود و من قرنه فقد ثنّاه و كسى كه مقارن ساخت او را در ذات با سلب صفات پس تثنيه و تعدّد در او قرار داد و من ثنّاه فقد جزّاه و كسى كه تعدّد در ذات او قرار داد پس جزء در ذات او قرار داد و او را صاحب جزو دانست نه صرف وجود و من جزّاه فقد جهله و كسى كه او را صاحب جزو دانست نه صرف وجود پس بتحقيق كه معرفت بر وجه تام باو بهم نرسانيده است و اين كه خلاف فرض و باطلست پس صفات زائده باطل و نفى آن حقّ باشد و هو (- المط- ) و من اشار اليه فقد حدّه شروع است در بيان كلمه ليس لصفته حدّ محدود يعنى كسى كه اشاره كرد بسوى خدا باشاره عقليّه بتقريب ظهور محسوس نبودن خدا و وضوح بطلان اشاره حسّيّه بسوى او پس بتحقيق كه محدود ساخت او را و گردانيد او را صاحب حدّ و نهايت و طرف و جامع و مانع ساخت او را و تعيين كرد از براى او طبيعت كليّه عقليّه و من حدّه فقد عدّه و كسى كه محدود و معيّن ساخت او را در عقل بطبيعت و مهيّت كليّه پس بتحقيق كه او را در خارج واحد عددى و شخص واحد متشخّص بتشخّص زائده بر مهيّة و جزئى حقيقى باصطلاح گردانيد زيرا كه طبيعت كليّه عقليّه در عقل محتمل جزئيّات و اشخاص كثيره و مبهم است و در خارج واحد و مشخّص و شخص معيّن نمى شود الّا بضمّ تشخّص معيّن كه نحوى از وجود باشد پس هويّت واجب (- تعالى- ) مركّب شد در حاق واقع و نفس الامر از مهيّت و وجود پس مقوّمات علل مهيّت كه از او سؤال مى شود بفيم چه مهيّت كليّه شي ء ماده و محلّ و ما بالقوّه شخص است و مقوّمات و علل وجود كه از او سؤال مى شود بعلى مَ يعنى بر چه چيز استوار و قائم است چه تشخّص و وجود ما بالفعل شخص و شخص قائم بر اوست خواهد داشت و از اينجاست كه تعريف بعلل اربع مى شود و در معروض سؤال بفيمَ و على مَ خواهد بود و من قال فيم فقد ضمّنه در قاموس است و ما جعلته فى وعاء فقد ضمّنته يعنى كسى كه سؤال از مقوّمات مهيّتى خدا كرد كه جنس و فصل باشد و گفت فيم يعنى خدا در كدام مهيّت و مادّه و محلّ است پس بتحقيق كه گردانيد او را در ظرفى و ظرفى را مقرّ و محلّ قرار او قرار داد و واجب (- تعالى- ) مستقرّ و قرار جميع ما سواء است و محالست كه مقرّى داشته باشد و من قال على مَ فقد اخلى منه يعنى كسى كه سؤال كرد از مقوّمات وجوديّه خدا كه فاعل و غايت باشد و گفت على مَ يعنى خداى (- تعالى- ) بر چه چيز قائم است و بكدام فاعل و غايت برپاست پس بتحقيق كه خالى گردانيد او را از وجود و محتاج بغير ساخت در وجود و اين كه بيّن البطلانست پس اشاره عقليّه و تحديد و تعريف حدّى خدا محال باشد كائن لا عن حدث در قاموس است رجل حدث السّن بين الحداثة و حداثة الامر ابتدائه بيانست از براى و لا وقت معدود يعنى كائن و موجود و ازلىّ و هميشه بوده است نه اين كه بودن و هستى او از ابتداء باشد و حادث باشد بحدوث زمانى و وجودش مسبوق باشد بعدم زمانى زيرا كه ابتداء زمان وجود داشتن مختصّ بممكنات با موجد است و واجب هميشه بوده بذات خود نه بعلّت و موجدى پس نمى توان گفت كه تازه بهمرسيده و حادث است يا بسيار وقتى است كه بوده پس معدود بوقت نشود موجود لا عن عدم بيانست از براى و لا اجل ممدود يعنى موجود است نه از عدم يعنى موجود است نه تجاوز از عدم ذاتى كرده كه مسبوق باشد بعدم ذاتى و حادث باشد بحدوث ذاتى و الّا لازم ميايد كه ممكن و محتاج بعلّت باشد نه واجب و قديم و هر چه قديم بالذّاتست و بى علّت موجود است البتّه ممتنع است عدم و انقضاء بقاى او پس نمى تواند بود كه با اجل و مدّت مقتضيه دراز يا كوتاه باشد مع كلّ شي ء لا بمقارنة شروع است در بيان فطر الخلائق تا اوّل الدّين و چون فطر الخلائق فعل است و فاعل و مفعول ابتداء شده به بيان فاعل يعنى خداست با هر چيز و مع است با جميع اشياء يعنى بمعيّت قيّوميّه و او است قيّم و مقيم هر چيز و هر چيز باو قائم و برپا است لكن قيام صدور نه قيام عروض و در جوشن است يا من كلّ شي ء موجود بك يا من كلّ شي ء قائم بك زيرا كه جميع ممكنات در ذات خود نيستند و بى پا و يا پاينده هستند و برپا و چنانچه پاينده بذات خود برپا برپا نباشد همه چيز بى پا خواهد بود پس اوست پاينده و پاينده هر چيز و با هر چيز امّا نه بمقارنت و مصاحبت و همسر بودن زيرا كه نيست بالذّات با هست بالذّات دعوى همسرى نتواند كرد و غير كلّ شي ء لا بمزائلة يعنى مغاير است با هر چيز از ما سوا در ذات و صفات و ممتاز است از جميع اشياء و هيچ چيز شباهت باو ندارد ليس كمثله شي ء و لا يشبهه شي ء امّا نه از روى مزائلت و مفارقت زيرا كه قيّم و برپادارنده شي ء اگر از شي ء مفارقت كند آن شي ء شي ء نخواهد بود چه شي ء بودن فرع برپا بودنست فاعل لا بمعنى الحركات و الالة يعنى فاعل و صانع است نه بقصد حركات و انتقالات از حالى بحالى و خاسته باشد كه از حالت غير ملائمى منتقل شود بحالت ملائمى و همچنين نه بقصد الات باين معنى كه صنعت كرده باشد الات كمالى را از براى خود و مصنوع خود را الت كمالات خود گرداند و باو مستكمل باشد زيرا كه شي ء تا در ذات خود ممتلى و پر از كمال نباشد ممتنع است فيض و رشح كمال از او پس كاملست در ذات و مملوّ است ذات او از كمال كه مفيض جميع كمالاتست نه اين كه مفيض است تا كامل گردد بصير اذ لا منظور اليه من خلقه يعنى بصير و نگاهبان و ديده بان و حافظ هر چيز است بعلّت آن كه منظور اليه و محفوظ بالذّات در خلق او نيست زيرا كه ممكن حفظ ذات خود از نزول نازله عدم و وقوع واقعه اسباب فنا نتواند كرد و به نگاهبانى و حفظ حافظ بى حافظ محفوظ است از بليّات عدم پس هيچ منظور اليه و محفوظ بذات خودى نيست در ميان خلق او يعنى مخلوقى محفوظ بالذّات نباشد پس بناچار با نگاهبان بى نگاهبان خواهند بود و نگاهبان بى نگاهبان منحصر است باو پس اوست بصير على الاطلاق و مؤيّد اين مقالست قوله (- تعالى- ) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أَ وَ لَمْ يَرَوْا و قوله (- تعالى- ) أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ يا اين كه بصير است يعنى بينا و خبير است در افعال و فعل او از روى خبرتست بعلّت اين كه از جهة خلق منظور اليه نيست يعنى در خلق او جاى نظر و تامّل نيست و همه افعال او متقن و محكم باشند پس البتّه بايد فاعل ان افعال بينا و خبير باشد متوحّد اذ لا سكن يستأنس به يعنى منفرد و تنها است زيرا كه مسكن و چيزى كه اطمينان باو بهمرسد اطمينان راحت موجود نيست غير از او تا طلب انس او كند و از موانست با او راحت حاصل نمايد زيرا كه غير او بالتّمام ناقص بلكه عين نقص باشند و اوست تمام و فوق تمام و هرگز تامّ اطمينان و راحت از ناقص نمى تواند كرد بلكه ناقص از كامل اطمينان و راحت حاصل كند قوله (- تعالى- ) الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ وَ لا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ و مستوحش و با وحشت زحمت و تعب نيست از نبودن چيزى كه اطمينان و راحت از او حاصل كند زيرا كه چون عين كمال و تامّ الكمالست در ذات و صفات پس مطمئنّ و با راحت است بذات خود بلكه چون با اطمينان از غير نيست كمال اطمينان و راحت را دارد و مأنوس است بذات خود و بكمالات ذات كه عين ذاتند باخر رسيد بيان فاعل فطر الخلائق و شروع است در بيان فعل فط

شرح ابن ابی الحدید

أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ- وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ- وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ- وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ- لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ- وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ- فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ- وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ- وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ- وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ- وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ- وَ مَنْ قَالَ عَلَامَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ إنما قال ع أول الدين معرفته لأن التقليد باطل- و أول الواجبات الدينية المعرفة- و يمكن أن يقول قائل أ لستم تقولون في علم الكلام- أول الواجبات النظر في طريق معرفة الله تعالى- و تارة تقولون القصد إلى النظر- فهل يمكن الجمع بين هذا و بين كلامه ع- .

و جوابه أن النظر و القصد إلى النظر- إنما وجبا بالعرض لا بالذات- لأنهما وصله إلى المعرفة- و المعرفة هي المقصود بالوجوب- و أمير المؤمنين ع أراد- أول واجب مقصود بذاته من الدين- معرفة البارئ سبحانه- فلا تناقض بين كلامه و بين آراء المتكلمين- . و أما قوله و كمال معرفته التصديق به- فلأن معرفته قد تكون ناقصة- و قد تكون غير ناقصة- فالمعرفة الناقصة هي المعرفة بان للعالم صانعا غير العالم- و ذلك باعتبار أن الممكن لا بد له من مؤثر- فمن علم هذا فقط علم الله تعالى و لكن علما ناقصا- و أما المعرفة التي ليست ناقصة- فأن تعلم أن ذلك المؤثر خارج عن سلسلة الممكنات- و الخارج عن كل الممكنات ليس بممكن- و ما ليس بممكن فهو واجب الوجود- فمن علم أن للعالم مؤثرا واجب الوجود- فقد عرفه عرفانا- أكمل من عرفان أن للعالم مؤثرا فقط- و هذا الأمر الزائد هو المكني عنه بالتصديق به- لأن أخص ما يمتاز به البارئ عن مخلوقاته- هو وجوب الوجود- .

و أما قوله ع و كمال التصديق به توحيده- فلأن من علم أنه تعالى واجب الوجود- مصدق بالبارئ سبحانه- لكن ذلك التصديق قد يكون ناقصا و قد يكون غير ناقص- فالتصديق الناقص أن يقتصر- على أن يعلم أنه واجب الوجود فقط- و التصديق الذي هو أكمل من ذلك و أتم- هو العلم بتوحيده سبحانه- باعتبار أن وجوب الوجود لا يمكن أن يكون لذاتين- لأن فرض واجبي الوجود- يفضي إلى عموم وجوب الوجود لهما- و امتياز كل واحد منهما بأمر غير الوجوب المشترك- و ذلك يفضي إلى تركيبهما- و إخراجهما عن كونهما واجبي الوجود- فمن علم البارئ سبحانه واحدا- أي لا واجب الوجود- إلا هو يكون أكمل تصديقا ممن لم يعلم ذلك- و إنما اقتصر على أن صانع العالم واجب الوجود فقط- .

و أما قوله و كمال توحيده الإخلاص له- فالمراد بالإخلاص له هاهنا- هو نفي الجسمية و العرضية و لوازمهما عنه- لأن الجسم مركب و كل مركب ممكن- و واجب الوجود ليس بممكن- و أيضا فكل عرض مفتقر- و واجب الوجود غير مفتقر- فواجب الوجود ليس بعرض- و أيضا فكل جرم محدث و واجب الوجود ليس بمحدث- فواجب الوجود ليس بجرم- و لا عرض- فلا يكون حاصلا في جهة- فمن عرف وحدانية البارئ و لم يعرف هذه الأمور- كان توحيده ناقصا- و من عرف هذه الأمور بعد العلم بوحدانيته تعالى- فهو المخلص في عرفانه جل اسمه- و معرفته تكون أتم و أكمل- . و أما قوله و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه- فهو تصريح بالتوحيد الذي تذهب إليه المعتزلة- و هو نفي المعاني القديمة التي تثبتها الأشعرية و غيرهم- قال ع لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف- و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة- و هذا هو دليل المعتزلة بعينه- قالوا لو كان عالما بمعنى قديم- لكان ذلك المعنى إما هو أو غيره- أو ليس هو و لا غيره- و الأول باطل- لأنا نعقل ذاته قبل أن نعقل أو نتصور له علما- و المتصور مغاير لما ليس بمتصور- و الثالث باطل أيضا- لأن إثبات شيئين أحدهما ليس هو الآخر و لا غيره- معلوم فساده ببديهة العقل- فتعين القسم الثاني و هو محال- أما أولا فبإجماع أهل الملة- و أما ثانيا فلما سبق- من أن وجوب الوجود لا يجوز أن يكون لشيئين- فإذا عرفت هذا فاعرف أن الإخلاص له تعالى- قد يكون ناقصا و قد لا يكون- فالإخلاص الناقص هو العلم بوجوب وجوده- و أنه واحد ليس بجسم و لا عرض- و لا يصح عليه ما يصح على الأجسام و الأعراض- و الإخلاص التام هو العلم بأنه لا تقوم به المعاني القديمة- مضافا إلى تلك العلوم السابقة- و حينئذ تتم المعرفة و تكمل- .

ثم أكد أمير المؤمنين ع هذه الإشارات الإلهية- بقوله فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه- و هذا حق لأن الموصوف يقارن الصفة و الصفة تقارنه- . قال و من قرنه فقد ثناه و هذا حق- لأنه قد أثبت قديمين و ذلك محض التثنية- . قال و من ثناه فقد جزأه و هذا حق- لأنه إذا أطلق لفظة الله تعالى على الذات و العلم القديم- فقد جعل مسمى هذا اللفظ و فائدته متجزئة- كإطلاق لفظ الأسود على الذات التي حلها سواد- . قال و من جزأه فقد جهله و هذا حق- لأن الجهل هو اعتقاد الشي ء على خلاف ما هو به- . قال و من أشار إليه فقد حده و هذا حق- لأن كل مشار إليه فهو محدود- لأن المشار إليه لا بد أن يكون في جهة مخصوصة- و كل ما هو في جهة فله حد و حدود- أي أقطار و أطراف- . قال و من حده فقد عده- أي جعله من الأشياء المحدثة و هذا حق- لأن كل محدود معدود في الذوات المحدثة- . قال و من قال فيم فقد ضمنه و هذا حق- لأن من تصور أنه في شي ء- فقد جعله إما جسما مستترا في مكان- أو عرضا ساريا في محل- و المكان متضمن للتمكن و المحل متضمن للعرض- . قال و من قال علام فقد أخلى منه و هذا حق- لأن من تصور أنه تعالى على العرش أو على الكرسي- فقد أخلى منه غير ذلك الموضع- و أصحاب تلك المقالة يمتنعون من ذلك- و مراده ع إظهار تناقض أقوالهم- و إلا فلو قالوا- هب أنا قد أخلينا منه غير ذلك الموضع- أي محذور يلزمنا- فإذا قيل لهم لو خلا منه موضع دون موضع- لكان جسما و لزم حدوثه- قالوا لزوم الحدوث و الجسمية- إنما هو من حصوله في الجهة لا من خلو بعض الجهات عنه- و أنتم إنما احتججتم علينا بمجرد خلو بعض الجهات منه- فظهر أن توجيه الكلام عليهم إنما هو إلزام لهم- لا استدلال على فساد قولهم- فأما القطب الراوندي فإنه قال- في معنى قوله نفي الصفات عنه- أي صفات المخلوقين- قال لأنه تعالى عالم قادر و له بذلك صفات- فكيف يجوز أن يقال لا صفة له- .

و أيضا فإنه ع قد أثبت لله تعالى صفة أولا- حيث قال الذي ليس لصفته حد محدود- فوجب أن يحمل كلامه على ما يتنزه عن المناقضة- .

و أيضا فإنه قد قال فيما بعد في صفة الملائكة- أنهم لا يصفون الله تعالى بصفات المصنوعين- فوجب أن يحمل قوله الآن- و كمال توحيده نفي الصفات عنه- على صفات المخلوقين- حملا للمطلق على المقيد- . و لقائل أن يقول لو أراد نفي صفات المخلوقين عنه- لم يستدل على ذلك بدليل الغيرية- و هو قوله لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف- لأن هذا الاستدلال لا ينطبق- على دعوى أنه غير موصوف بصفات المخلوقين- بل كان ينبغي أن يستدل بان صفات المخلوقين- من لوازم الجسمية و العرضية- و البارئ ليس بجسم و لا عرض- و نحن قد بينا أن مراده ع- إبطال القول بالمعاني القديمة- و هي المسماة بالصفات في الاصطلاح القديم- و لهذا يسمى أصحاب المعاني بالصفاتية- فأما كونه قادرا و عالما- فأصحابها أصحاب الأحوال- و قد بينا أن مراده ع بقوله ليس لصفته حد محدود- أي لكنهه و حقيقته- و أما كون الملائكة لا تصف البارئ بصفات المصنوعين- فلا يقتضي أن يحمل كل موضوع فيه- ذكر الصفات على صفات المصنوعين- لأجل تقييد ذلك في ذكر الملائكة- و أين هذا من باب حمل المطلق على المقيد- لا سيما و قد ثبت أن التعليل و الاستدلال- يقضي ألا يكون المراد صفات المخلوقين- . و قد تكلف الراوندي لتطبيق تعليله ع نفي الصفات عنه- بقوله لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف- بكلام عجيب و أنا أحكي ألفاظه لتعلم- قال معنى هذا التعليل- أن الفعل في الشاهد لا يشابه الفاعل- و الفاعل غير الفعل- لأن ما يوصف به الغير إنما هو الفعل أو معنى الفعل- كالضارب و الفهم- فإن الفهم و الضرب كلاهما فعل و الموصوف بهما فاعل- و الدليل لا يختلف شاهدا و غائبا- فإذا كان تعالى قديما و هذه الأجسام محدثة- كانت معدومة ثم وجدت- يدل على أنها غير الموصوف بأنه خالقها و مدبرها- .

انقضى كلامه و حكايته تغني عن الرد عليه- . ثم قال الأول على وزن أفعل- يستوي فيه المذكر و المؤنث- إذا لم يكن فيه الألف و اللام- فإذا كانا فيه قيل للمؤنث الأولى- . و هذا غير صحيح- لأنه يقال كلمت فضلاهن و ليس فيه ألف و لام- و كان ينبغي أن يقول إذا كان منكرا- مصحوبا بمن استوى المذكر و المؤنث في لفظ أفعل- تقول زيد أفضل من عمرو و هند أحسن من دعد: كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ- مَعَ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْ ءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ- فَاعِلٌ لَا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَ الآْلَةِ- بَصِيرٌ إِذْ لَا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ- مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لَا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ-

قوله ع كائن- و إن كان في الاصطلاح العرفي- مقولا على ما ينزه البارئ عنه- فمراده به المفهوم اللغوي- و هو اسم فاعل من كان بمعنى وجد- كأنه قال موجود غير محدث- .

فان قيل فقد قال بعده موجود لا عن عدم- فلا يبقى بين الكلمتين فرق- . قيل بينهما فرق- و مراده بالموجود لا عن عدم هاهنا- وجوب وجوده و نفي إمكانه- لأن من أثبت قديما ممكنا- فإنه و إن نفى حدوثه الزماني فلم ينف حدوثه الذاتي- و أمير المؤمنين ع نفى عن البارئ تعالى- في الكلمة الأولى الحدوث الزماني- و نفى عنه في الكلمة الثاني الذاتي- و قولنا في الممكن أنه موجود من عدم صحيح عند التأمل- لا بمعنى أن عدمه سابق له زمانا بل سابق لوجوده ذاتا- لأن الممكن يستحق من ذاته أنه لا يستحق الوجود من ذاته- . و أما قوله مع كل شي ء لا بمقارنة- فمراده بذلك أنه يعلم الجزئيات و الكليات- كما قال سبحانه ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ- . و أما قوله و غير كل شي ء لا بمزايلة فحق- لأن الغيرين في الشاهد هما ما زايل أحدهما الآخر- و باينه بمكان أو زمان- و البارئ سبحانه يباين الموجودات مباينة- منزهة عن المكان و الزمان- فصدق عليه أنه غير كل شي ء لا بمزايلة- . و أما قوله فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة فحق- لأن فعله اختراع- و الحكماء يقولون إبداع و معنى الكلمتين واحد- و هو أنه يفعل لا بالحركة و الآلة- كما يفعل الواحد منا- و لا يوجد شيئا من شي ء- . و أما قوله بصير إذ لا منظور إليه من خلقه- فهو حقيقة مذهب أبي هاشم رحمه الله و أصحابه- لأنهم يطلقون عليه في الأزل أنه سميع بصير- و ليس هناك مسموع و لا مبصر- و معنى ذلك كونه بحال- يصح منه إدراك المسموعات و المبصرات إذا وجدت- و ذلك يرجع إلى كونه حيا لا آفة به- و لا يطلقون عليه أنه سامع مبصر في الأزل- لأن السامع المبصر هو المدرك بالفعل لا بالقوة- . و أما قوله متوحد إذ لا سكن يستأنس به و يستوحش لفقده- فإذ هاهنا ظرف- و معنى الكلام أن العادة و العرف- إطلاق متوحد على من قد كان له من يستأنس بقربه- و يستوحش ببعده فانفرد عنه- و البارئ سبحانه يطلق عليه أنه متوحد في الأزل- و لا موجود سواه- و إذا صدق سلب الموجودات كلها في الأزل- صدق سلب ما يؤنس أو يوحش- فتوحده سبحانه بخلاف توحد غيره- .

شرح نهج البلاغه منظوم

القسم الثاني

اوّل الدّين معرفته، و كمال معرفته التّصديق به، و كمال التّصديق به توحيده، و كمال توحيده الأخلاص له، و كمال الأخلاص له نفى الصّفات عنه، و لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصّفة، فمن وصّف اللّه سبحانه فقد قرنه، و من قرنه فقد ثنّاه، و من ثنّاه فقد جزّأه، و من جزّأه فقد جهله، و من جهله فقد أشار إليه، و من أشار إليه فقد حدّه، و من حدّه فقد عدّه، و من قال فيم فقد ضمّنه، و من قال على م فقد أخلى منه.

ترجمه

اساس دين كه وسيله پرستش خدا است، شناسائى او، و شناسائى كامل او، تصديق باو، و تصديق كامل او گرديدن و يگانه دانستن او، و كمال گرديدن باو، عمل خالص براى او كردن، و هنگامى عمل براى او خالص است كه صفات را بر ذات او عارض ندانسته بلكه آنها را عين ذات دانند، زيرا هر صفتى بر اين كه غير موصوف است گواه، و هر موصوفى بر اين كه غير صفت است شاهد، پس هر كس خدا را بوصف عارض بر ذات وصف كرد براى او قرينى جسته، و هر كه براى او قرينى جست او را دو تا ديده، هر كه او را دوتا ديد مركّب و داراى اجزائش دانسته، هر كه او را داراى اجزاء دانست باو نادان است،و نادان بسوى او اشاره ميكند، و هر كه بسوى او اشاره كرد، او را بحدّى محدود كرده، و هر كه او را بحدّى محدود كرد، مانند عدد او را شمرده است، هر كه گفت خدا در چيست، مانند جسم او را در ضمن محلّ ديد، و هر كه گفت او بر چيست، محلّهاى ديگر را از او خالى يافت،

نظم

  • سر اديان شناسائىّ ذاتستهم از اين معرفت دين را ثباتست
  • چو جان بر نور عرفان يافت توفيقكمال معرفت باشد بتصديق
  • ز علم و معرفت چون دل شود پركند تصديق آن شيئى از تصوّر
  • شود توحيد از تصديق تحصيلشود از اخلاص هم توحيد تكميل
  • چو دل ز اخلاص يابد روشنائىصفت را نفى از او بايد نمائى
  • شهادت مى دهد جمله صفتهاكه ذات از وصف زايد شد مبّرا
  • ز وصف خارجى ذاتش برونستمنزّه از قيود چند و چون است
  • هر آن كس وصف ذات ذو المنن كرد
  • به ممكن واجبى را كرد مقرونبرفت از رشته توحيد بيرون
  • مجزّا كرد حق را از حقيقتقدم زد در رهى غير طريقت
  • بنادانى خودش را كرد مشهورز حدّ و عدّ بود ذات خدا دور
  • نشايد ذات حق محدود كردنيكى را با دوئى معدود كردن
  • هر آن كس گفت حق اندر چه چيز استبرون اين شخص از فكر و تمييز است
  • براى آنكه اندر ضمن اشياءمعيّن كرده از بهر خدا جا
  • مكانى بهر ذات لايزالىنبوده است و ز مركز هست خالى

القسم الثالث

كائن لّا عن حدث، موجود لّا عن عدم، مع كلّ شي ء لا بمقارنة، و غير كلّ شي ء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات و الألة، بصير إذ لا منظور اليه من خلقه، متوحّد إذ لا سكن يستأنس به، و لا يستوحش لفقده،

ترجمه

بودى است كه تازه پيدا نشده، موجودى است كه معدوم نبوده، با هر چيزيست نه بطور پيوستگى (همه موجودات بآن ذات دائم قائم) و غير از هر چيزيست نه بطور جدا بودن از آن چيز (نظر خود را از هر چيزى باز گيرد آن چيز چيزى نخواهد بود) كارها بدون بكار افتادن كار افزار و انتقال از حالى بحال از او صادر مى شود، هنگامى كه خلقى كه ديده شود نبود او بدون ديده بينا، و وقتى كه كسى باو انس گرفته شود نبود، او فرد ساكن در ما سوى، از نبودن انيس وحشت پيدا نكرد،

نظم

  • بدور است از حدوث و هم قديم استقرين با حادث از قدمت عديم است
  • يكى اوّل بدون اوليّتيكى آخر بدون آخريّت
  • وجودش بوده موجود از عدم دورهم او ناظر باشياء هست و منظور
  • بهر چيزى قرين نز راه نزديكبرون از هر چه پندارى بود ليك
  • بدون آلت او فاعل بهر كارز اسرار نهانى پرده بردار
  • بدون ديده بينا و بصير استبدون دست از ما دستگير است
  • خداوند از ازل بد فرد و تنهانه او را هست مأوا و نه سكنى
  • نه او را بوده يارىّ و انيسىمبرّا و منزّه از جليسى
  • در آن روزى كه نه ارض و سما بودخدا در اين دهستان كدخدا بود