خطبه 2 نهج البلاغه بخش 1 : ستايش پرودگار

خطبه 2 نهج البلاغه بخش 1 : ستايش پرودگار

موضوع خطبه 2 نهج البلاغه بخش 1

متن خطبه 2 نهج البلاغه بخش 1

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 2 نهج البلاغه بخش 1

ستایش پرودگار

متن خطبه 2 نهج البلاغه بخش 1

و من خطبة له ( عليه السلام ) بعد انصرافه من صفين و فيها حال الناس قبل البعثة و صفة آل النبي ثم صفة قوم آخرين

أَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ وَ اسْتِسْلَاماً لِعِزَّتِهِ وَ اسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَ أَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِهِ إِنَّهُ لَا يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ وَ لَا يَئِلُ مَنْ عَادَاهُ وَ لَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلَاصُهَا مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا وَ نَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الْإِيمَانِ وَ فَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ وَ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ وَ مَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ

ترجمه مرحوم فیض

قسمت أول خطبه در حمد و ثناي خداوند

(صفّين سرزمينى است در سمت غربى فرات بطرف شام كه در آنجا جنگ مشهور بين آن بزرگوار و معاويه واقع شد):

خداوند متعال را سپاسگزارم براى تمام گردانيدن نعمتش و فرمانبردارى در مقابل بزرگوارى و عزّتش و نگاه داشتن از معصيتش (زيرا شكر در هر نعمتى علاوه بر اينكه نعمت را مى افزايد خود راهى است بسوى بندگى و نكردن معصيت)

و از او كمك مى طلبم براى احتياجى كه به بى نياز گردانيدنش دارم، زيرا كسيرا كه او هدايت نمايد گمراه نمى شود، و كسيرا كه دشمنى كرده فرمانش را انجام ندهد راه نجات نيست، و كسيرا كه بى نياز گرداند محتاج نخواهد شد، زيرا بى نياز گردانيدن او (اگر بميزان عقل سنجيده شود) زيادتر است از هر چيزيكه با آن برابر و هم وزن شود، و بهتر است از هر چيزيكه (جواهرى كه در گنجينه ها) پوشيده گردد، و گواهى مى دهم بر اينكه نيست خدائى بجز او كه مستجمع جميع صفات كماليّه و تنها كسى است كه براى او شريكى نيست، گواهى كه از روى اخلاق و راستى مى باشد (نه آنكه به زبان گفته در دل باور نداشته باشم) و خود را از معاصى نگاه مى داريم بآن (كلمه شهادت) مادامى كه زنده ايم و ذخيره مى كنيم ايمان به آن را براى ترسها و سختيهايى كه در قيامت بما مى رسد، زيرا كلمه شهادت لازمه ايمان و گشاينده احسان الهىّ و باعث خوشنودى خدا و دور كردن شيطان است (شيطان هميشه فرزند آدم را فريب مى دهد تا بلكه او شريكى براى خدا قائل شود، پس اداى كلمه شهادت و اعتقاد بآن سبب از كار باز داشتن و دور كردن شيطان است).

ترجمه مرحوم شهیدی

او را سپاس مى گويم كه زيادتخواه نعمت اويم. گردن نهاده عزّت اويم. پناه خواه از معصيت اويم، و نيازمند كفايت اويم.

هر كه را راه نمايد گمراه نباشد، و دشمنش را كسى پناه نباشد و آن را كه او كارگزار شد، نيازى به مال و جاه نباشد. هر چه سنجند به پاى سپاس او نرسد و هيچ اندوخته اى به بهاى او نرسد. گواهى مى دهم كه خدا يكتاست، انبازى ندارد و بى همتاست. گواهيى از روى اعتقاد و ايمان، بى آميغ برآمده از امتحان. چند كه ما را زنده مى دارد اين گواه دستاويز ماست و ذخيره دشواريهاى روز رستاخيز ماست، كه گواه به يگانگى او، نشانه استوارى ايمان است و سرلوحه نيكوكارى و احسان، و مايه خشنودى خداى رحمان، و سلاح جنگ با شيطان

ترجمه مرحوم خویی

حمد سپاس مى كنم پروردگار را بجهت طلب تمامى نعمت او، و بجهت انقياد و فرمانبردارى عزت آن، و بجهت طلب عصمت و محفوظى از معصيت آن، و طلب يارى مى كنم از او بجهت فقر و حباجت بر غنا و كفايت آن بدرستى كه گمراه نمى شود هر كسى كه خداوند هدايت فرمود آن را، و نجات نمى يابد هر كسى كه عداوت فرمود با آن، و محتاج نمى گردد هر كسى كه كفايت فرمود آن را، پس بدرستى كه خداوند راجح ترين چيزيست كه سنجيده مى شود با ميزان عقول كامله، و فاضل ترين چيزى است كه مخزون گردد در خزانه قلوب صافيه، يا اين كه حمد خداوند ارجح چيزى است كه موزون مى شود در ميزان اعمال، و أفضل چيزيست كه مذخور و مخزون مى باشد بجهت لقاء حضرت متعال.

و شهادت مى دهم باين كه نيست هيچ معبودى بجز ذاتى كه مستجمع است جميع صفات كماليه را در حالتى كه منفرد است در صفات و در حالتى كه شريك نباشد او را در افعال و مصنوعات، شهادتى كه آزموده شده باشد اخلاص او و اعتقاد كرده باشد خاص و خالص او، هم چنان شهادتى كه تمسك مى كنيم به آن هميشه مادامى كه باقى گذاشته است خداوند سبحانه ما را در دار دنيا ذخيره مى سازيم آنرا بجهت هولهائى كه ملاقات ميكند ما را در دار اخرى، پس بتحقيق آن شهادت عقيده ايمان است كه بايد مؤمن عقد قلب به آن نمايد و جدّ و جهد در آن بجا آورد و اوّل احسان است و يا اين كه گشاينده نعمت هاى ابدى و فيوضات سرمدى است و خشنود كننده خداوند رحيم است و طرد كننده شيطان رجيم

شرح ابن میثم

و من خطبة له عليه السّلام بعد انصرافه من صفين

القسم الأول

أَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ وَ اسْتِسْلَاماً لِعِزَّتِهِ وَ اسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَ أَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِهِ إِنَّهُ لَا يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ وَ لَا يَئِلُ مَنْ عَادَاهُ وَ لَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلَاصُهَا مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا وَ نَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الْإِيمَانِ وَ فَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ وَ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ وَ مَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ

اللغة

أقول: صفين اسم موضع بالشام و الاستسلام الانقياد و وال فلان يئل والا و على فعول إذا لجأ فنجا و منه الموئل الملجأ، و الفاقة الفقر و لا فعل لها، و مصاص كلّ شي ء خالصه و الذخيرة الجنيئة، و الأهاويل الامور المخوّفة الّتي يعظم اعتبار النفس لها، و عزيمة الإيمان عقد القلب عليه، و المدحرة محلّ الدحر و هو الطرد و الإبعاد

المعنى

و اعلم أنّ المراد بالحمد هاهنا الشكر، و استتماما و ما بعدها من المنصوبات منصوبات على المفعول له، و قد جعل عليه السّلام لحمده هاهنا غايتين، الاولى منهما الاستتمام لنعمة اللّه و ذلك لأنّ العبد يستعدّ بمزيد الشكر لمزيد النعمة و هو في ذلك ناظرا إلى قوله تعالى «وَ لَئِنِ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» لما يشتمل عليه الآية من البعث على رجاء المزيد، و الثانية الاستسلام لعزّته فإنّ العبد أيضا يستعدّ بكمال الشكر لمعرفة المشكور و هو اللّه سبحانه و هي مستلزمة للانقياد لعزّته و الخشوع لعظمته و هو في ذلك ناظر إلى قوله «وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ» لما يشتمل عليه الآية من التخويف المانع من مقابلة نعم اللّه تعالى بالكفر، ثمّ لمّا كان الاستعداد لتمام النعم و التأهّل لكمال الخضوع و الانقياد لعزّة اللّه سبحانه إنّما يتمّ بعد أن يكون العناية الإلهيّة آخذة بضبعي العبد و جاذبة له عن ورطات المعاصي مبّعدة له عن أسباب التورّط فيها بكفاية المؤن و الأسباب الداعية إلى ارتكاب أحد طرفي الإفراط و التفريط جعل عليه السّلام للحمد غاية اخرى هي الوسيلة إلى الغايتين المذكورتين و هي الاستعصام باللّه سبحانه من معصيته، و عقّب ذلك الشكر بطلب المعونة منه على تمام الاستعداد لما سأل و شكر لأجله، و جعل لتلك الاستعانة علّة حاملة و هي الفاقة نحو غاية هي كفاية دواعي التفريط و الإفراط بالجذبات الإلهيّة و لا شكّ أنّ الغايتين المذكورتين لا يتمّ بدون عصمته و المعونة بكفايته و ذلك قوله و استعصاما من معصيته و أستعينه فاقة إلى كفايته. قوله إنّه لا يضلّ من هداه و لا يئل من عاداه و لا يفتقر من كفاه تعليل لطلبه المعونة على تحصيل الكفاية فإنّه لمّا كان حصول الكفاية مانعا من دواعي طرفي التفريط و الإفراط كان العبد مستقيم الحركات على سواء الصراط و ذلك هدى اللّه يهدي به من يشاء فكأنّه قال: و أستعينه على أن يرزقني الكفاية المستلزمة للهداية الّتي هي الغنى الحقيقي و الملك الأبديّ فإنّه لا يضلّ من هداه و لا ينجو من عذابه من عاداه و أعرض عن شكره و الاستعانة به و قد أطلق عليه السّلام هاهنا لفظ المعاداة اللّه كما أطلقها القرآن الكريم على ما هو من لوازمها و هو الإعراض عن عبادته و البغض لها و لمن تلبّس بها من عباده مجازا.

قوله فإنّه أرجح ما وزن و أفضل ما خزن الضمير يعود إلى اللّه سبحانه و لمّا كانت ذاته مقدّسة عن الوزن و الخزن اللّذين هما من صفات الأجسام فبالحريّ أن يكون المقصود رجحان عرفانه في ميزان العقل إذ لا يوازنه عرفان ما عداه بل لا يخطر ببال العارف عند الإخلاص سواه حتّى يصدق هناك موازنة يقال فيها أرجح، و يكون المراد بالخزن خزن ذلك العرفان في أسرار النفوس القدسيّة، و قيل: الضمير يرجع إلى ما دلّ عليه قوله أحمده من الحمد على طريقة قولهم من كذب كان شرّا له. قوله و أشهد أن لا إله إلّا اللّه هذه الكلمة أشرف كلمة وحّد بها الخالق عزّ اسمه و قد أشرنا في الخطبة الاولى إلى ما تضمّنه تركيبها من حسن الوضع المؤدىّ للمقصود التامّ منها، و بالجملة هي منطبقة على جميع مراتب التوحيد، و قد زعم النحويّون أنّ فيها شيئا مقدّرا يكون خبرا للا. قالوا: و تقديره لا إله لنا إلّا اللّه أولا إله موجود إلّا اللّه، و اعلم أنّ كلّ تقدير يقدّر هاهنا فهو مخرج لهذه الكلمة عمّا يفيد إطلاقها و يفيدها تخصيصا لم يكن و هو ممّا يجده الإنسان من نفسه عند الاعتبار فالأولى أن يكون خبر لا قولنا إلّا اللّه و لا حاجة إلى تقدير أمر زائد، و قد وردت لهذه الكلمة فضائل: الاولى قوله صلى اللّه عليه و آله: أفضل الذكر لا إله إلّا اللّه و أفضل الدعاء الحمد للّه. الثانية عن ابن عمر قال: قال صلى اللّه عليه و آله: ليس على أهل لا إله إلّا اللّه وحشة في الموت و لا عند النشر و كأنّي أنظر إلى أهل لا إله إلّا اللّه عند الصيحة ينفضون شعورهم من التراب و يقولون: الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن.

الثالثة يروى أنّ المأمون لمّا انصرف من مرو يريد العراق و احتاز بنيسابور و كان على مقدّمته عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام فقام إليه قوم من المشايخ، و قالوا: نسألك بحقّ قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أن تحدّثنا بحديث ينفعنا فروى عن أبيه عن آبائه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن جبرئيل عن ربّه أنّه قال: لا إله إلّا اللّه حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي. الرابعة قال صلى اللّه عليه و آله: أن أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلّا اللّه فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم و أموالهم إلّا بحقّها و حسابهم على اللّه. قال بعض العلماء: إنّ اللّه تعالى جعل العذاب عذابين: أحدهما السيف في يد المسلمين، و الثاني عذاب الآخرة، و السيف في غلاف يرى و النار في غلاف لا يرى فقال تعالى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: من أخرج لسانه من الغلاف المرئيّ و هو الفم فقال: لا إله إلّا اللّه أدخلنا السيف في الغمد المرئيّ، و من أخرج لسان قلبه من الغلاف الّذي لا يرى و هو غلاف الشرك فقال: لا إله إلّا اللّه أدخلنا سيف عذاب الآخرة في غمد الرحمة واحدة بواحدة جزاء، و لا ظلم اليوم. قوله شهادة ممتحنا إخلاصها معتقدا مصاصها. مصدر وصف بوصفين جريا على غير من هماله، و الممتحن المختبر أراد أنّه مختبر نفسه في إخلاص هذه الشهادة واجد لها عريّة عن شبهات الباطل، معرضة عن كلّ خاطر سوى الحقّ سبحانه متمثّلة فيها حلية التوحيد و خالصة مبرّاة عن شوائب الشرك الخفيّ كما عرفت من التوحيد المطلق و الإخلاص المحقّق.

قوله نتمسّك بها أبدا ما أبقانا و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا فإنّها عزيمة الإيمان إلى قوله و مدحرة الشيطان. إشارة إلى أنّه يجب التمسّك بها مدّة البقاء في دار الدنيا لعزائم الامور و الاستعداد بها لأحوال الآخرة و شدائدها ثمّ عقّبها بذكر علّة التمسّك بها و ادّخارها، و ذكر أربعة أوصاف يوجب ذلك: أوّلها أنّها عقيدة الإيمان و عزيمته المطلوبة للّه سبحانه من خلقه و كلّ ما عداها ممّا وردت به الشريعة من قواعد الدين و فروعه فهي حقوق لها و توابع و متممّات و معيّنات على الوقوف على سرّها و الوصول إلى إخلاصها. و ثانيها أنّها فاتحة الإحسان فإنّها أوّل كلمة افتتحت به الشريعة و استعدّ العبد بالسلوك في طريق إخلاصها لإفاضة إحسان اللّه و نعمه شيئا فشيئا، و كما أنّها أوّل مطلوب للّه من خلقه في فطرتهم الأصليّة و على ألسنة رسله عليهم السّلام فهي أيضا غايتهم الّتي ينالون بإخلاصها و استصحاب مصاصها السعادة الباقية. و ثالثها أنّها مرضاة الرحمن، و ذلك ظاهر إذ هي محلّ رضوان اللّه و السبب المستنزل لتمام رحمته و مزيد نعمته على محلّ تنور بها و رفع السخط عنه كما قال: امرت أن اقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلّا اللّه الخبر. و رابعها أنّها مدحرة الشيطان و ذلك أيضا ظاهر فإنّ غاية دعوة الشيطان هو الشرك الظاهر أو الخفيّ، و هذه الكلمة إنّما وضعت في مقابلة دعوته فظاهرها دافع لظاهر ما يدعو إليه، و باطنها قامع لباطن ما يدعو إليه، و كما أنّ الشرك على مراتب لا تتناهى فكذلك الإخلاص في هذه الكلمة فبقدر كلّ مرتبة من السلوك في إخلاصها يسقط في مقابلته مرتبة من الشرك، و يبطل سعى الشيطان في بناء تلك المرتبه إلى أن يتمّ الإخلاص بقدر الإمكان، و قد انهدمت قواعد الشيطان بكلّيّتها و صار أبعد مطرود عن قبول ما يقول «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»«».

ترجمه شرح ابن میثم

از خطبه هاى حضرت على (ع) كه پس از بازگشت از جنگ صفين ايراد فرموده.

أَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ وَ اسْتِسْلَاماً لِعِزَّتِهِ وَ اسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَ أَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِهِ إِنَّهُ لَا يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ وَ لَا يَئِلُ مَنْ عَادَاهُ وَ لَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلَاصُهَا مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً 133 مَا أَبْقَانَا وَ نَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الْإِيمَانِ وَ فَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ وَ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ وَ مَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ

فصل اول

ترجمه

«خداوند را به پاس تمام كردن نعمتش و فرمانبردارى در مقابل عزّتش و حفظ و نگهدارى از معصيتش سپاسگزارم و به دليل احتياجى كه به كفايت او دارم از او يارى مى طلبم زيرا هر كس را او هدايت كند گمراه نمى شود، هر كس با او دشمنى كند رستگار نمى گردد، هر كس را او كفايت كند نيازمند نمى شود، زيرا حمد خدا از هر چه سنجيده مى شود برتر و نسبت به آنچه مخزون شود بهترين ذخيره است«».

گواهى مى دهم كه خدايى جز او نيست و يگانه است و شريك ندارد، گواهيى كه از روى اخلاص مستحكم و اعتقادى پاكيزه برمى خيزد، هميشه تا زنده ايم به آن شهادت متوسل مى شويم و توسّل به آن را براى مشكلاتى كه در پيش داريم (قيامت) ذخيره مى كنيم، زيرا كلمه شهادت لازمه ايمان و گشاينده باب احسان و خشنودى رحمان و راندن شيطان است.

لغات

صفّين: نام محلّى در شام.

لا يئل: پناهى ندارد، موئل يعنى ملجأ

وئول يعنى پناه بردن و نجات يافتن اهاويل: كارهاى ترسناك، آنچه را كه نفس بزرگ مى انگارد مأثور: منقول، روايت شده.

فتن: جمع فتنه، هر امرى كه از قصد خدا دور باشد، گرفتار بلا و محنت شدن و پيروى از هواى نفس.

سوارى: پايه ها و استوانه ها خامل: ساقط معالم: آثار، نشانه ها چيزى كه به آن آگاهى حاصل مى شود يا بدان استدلال مى شود سهود: مثل جمود، مصدر است و مرادف سهاد و به معنى بيدار خوابى است.

استسلام: انقياد، رام شدن.

فاقه: فقر و بى چيزى مصاص كل شي ء: خالص هر چيز ذخيره: دست چين، اندوخته عزيمة الايمان: عقيده قلبى مدحره: جاى طرد كردن و دور ساختن

شرح

مقصود از حمد در كلام امام (ع) شكر است و كلمه استتماماً و كلمات منصوب بعد آن مفعول له مى باشد. امام (ع) براى شكر خود و نتيجه در نظر گرفته است: اوّل آن كه خداوند نعمت خود را تمام كرده است و بنده حق با زيادى شكر مستعدّ فراوانى نعمت مى شود. اين كلام امام (ع) به آيه كريمه قرآن توجّه دارد كه فرمود: «وَ إِذْ تَأَذَّنَ»«» آيه به ترغيب مزيد نعمت، شكرگزارى را مى طلبد.

دوّم اين كه شكرگزارى تسليم شدن در برابر عزّت خداست زيرا بنده خداوند با كمال شكر آماده شناخت نعمت دهنده مى شود كه آن خداوند سبحان است و شناخت خدا مستلزم انقياد براى عزّت او و خشوع در برابر عزّت اوست.

اين سخن امام (ع) به اين آيه كريمه اشاره دارد: «وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ»«».

اين آيه شريفه متضمن ترسى است كه مانع از مقابله نعمت خداوند تعالى به كفر است.

هنگامى كه انسان استعداد تماميّت نعمت و شايستگى كمال خضوع و انقياد خداوند متعال را داشته باشد بايد بداند كه همه اينها جز با عنايت الهى كه دست بنده را بگيرد و كششى كه او را از غرقاب معاصى و اسباب آن دور سازد حاصل نمى شود و هر يك از امور خير اسباب و مؤونه اى لازم دارد كه انسان را از افراط و تفريط باز دارد به اين دليل امام (ع) براى شكرگزارى نتيجه ديگرى را كه وسيله رسيدن به اين دو فايده (استتمام نعمت و انقياد براى عزّت) است معيّن مى سازد و آن توسّل به خداوند تعالى است براى دورى از معصيت.

امام (ع) به دنبال شكرگزارى، از خداوند براى استعداد طلب يارى مى كند و براى اين استعداد شكر مجدّدى را تقاضا دارد و براى يارى طلبى خود علّتى را كه نيازمند است بيان داشته و جذبه هاى الهى را براى دورى از افراط و تفريط مى داند شك نيست كه دو فايده ياد شده، بدون توسّل جستن به خدا و توكّل بر او حاصل نمى شود. اين است معناى سخن امام (ع) كه فرمود: استعصاما من معصيته و استعينه فاقة الى كفايته.

فرموده است: انّه لا يضلّ من هداه و لا يئل من عاداه و لا يفتقر من كفاه

اين سخن امام (ع) علّت يارى طلبى و دليل كفايت خواهى از خداوند است، زيرا هر گاه حصول كفايت خداوند مانع از خواسته هاى افراط و تفريط باشد ايجاب مى كند كه بنده مستقيماً به راه راست حركت كند و اين همان هدايتى است كه خداوند هر كس را بخواهد بدان ارشاد مى كند. گويا امام (ع) چنين گفته است: «از خداوند مى طلبم كه كفايتش را شامل حالم گرداند، كفايتى كه هدايت و غناى حقيقى و ملك هميشگى است زيرا آن كه خدا هدايتش كند گمراه نمى شود و آن كه با خدا دشمنى كند و از شكر و استعانت او سرباز زند از عذابش رهايى نمى يابد.

امام (ع) در اين خطبه لفظ دشمنى با خدا را به طور مطلق ذكر كرده است ولى در قرآن كريم اين لفظ مجازاً بر لوازم دشمنى كه اعراض از عبادت خدا و خشم نسبت به اوست به كار رفته است.

فرموده است: فانّه ارجح ما وزن و أفضل ما خزن

ضمير در بالا به خداوند تعالى باز مى گردد ولى چون ذات مقدّس حق از وزن كردن و خزانه كردن كه از صفات اجسام است مبرّا است، شايسته اين است كه مقصود برترى شناخت خداوند در ميزان عقل باشد زيرا شناخت غير خدا با شناخت خدا در نزد عقل برابرى نمى كند بلكه بر قلب هيچ عارفى به هنگام اخلاص، غير خدا خطور نمى كند تا موازنه پيش آيد و برترى سنجيده شود. مقصود از خزانه، خزانه شناخت خداوند در سرّ نفوس قدسيّه است. قول ديگر اين است كه ضمير به حمد باز مى گردد، چنان كه در جمله من كذب كان شرّ له، ضمير له به شرّ باز مى گردد.

فرموده است: وَ اشْهَدُ انْ لا اله الّا اللَّه. اين كلام، شريفترين كلامى است كه توحيد آفريدگار بدان اثبات مى شود.

ما در خطبه اوّل به زيبايى تركيب و اداى كامل مقصودى كه اين جمله در بردارد اشاره كرديم و خلاصه آن كه، اين كلام تمام مراتب توحيدى را در بردارد.

نحويان چنين پنداشته اند كه در اين كلمه خبرى براى «لا» مقدّر است و تقدير كلام را چنين دانسته اند «لا اله لَنا الّا اللَّه» يا «لا الهَ موجودٌ الّا اللَّه» هر خبرى كه در اين جا در تقدير بگيريم كلمه را از آنچه كه افاده اطلاق مى كند خارج مى سازد. و معناى خاصّى كه در آن نيست به آن مى دهد و آن معنا چيزى است كه انسان مخصوص خود مى پندارد پس بهتر آن كه خبر لا، الّا اللَّه باشد و نيازى به تقدير كلمه زيادى نباشد.

براى كلمه لا اله الّا اللَّه فضايلى به ترتيب زير نقل شده است: اوّل گفته پيامبر (ص) كه فرمود برترين ذكر لا له الّا اللَّه، و برترين دعا الحمد للَّه است.

دوّم ابن عمر از پيامبر (ص) نقل كرده كه فرمود: «بر اهل لا اله الّا اللَّه به هنگام مرگ و برانگيخته شدن در قيامت وحشتى نيست، گويا مى بينم اهل لا اله الَّا اللَّه را كه به هنگام نفخ صور موهاى سرشان را از خاك پاك مى كنند و مى گويند: سپاس خدا را كه از ما غم را بر طرف ساخت.»«» سوّم روايت شده است وقتى مأمون از مرو بازگشته و به عراق مى رفت به نيشابور رسيد و پيشاپيش او علىّ بن موسى الرضا (ع) بود. گروهى از بزرگان بپا خاستند و گفتند تو را به حق قرابتت با رسول خدا مى خوانيم، ما را حديثى كنى كه سودمند باشد. امام (ع) از پدرش و پدرش از پدرانش و پدرانش از رسول خدا و رسول خدا از جبرئيل و جبرئيل از خداوند متعال روايت كرد كه خداوند فرموده است: «كلمه لا اله الّا اللَّه دژ محكم من است پس هر كه داخل دژ استوار من شود از عذاب من در امان است»«».

چهارم پيامبر خدا (ص) فرمود: با كافران مقاتله مى كنم تا بگويند إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ، هر گاه اين كلمه را گفتند از جانب من خون و مالشان در امان است و حسابشان با خداست.

بعضى از دانشمندان گفته اند خداوند تعالى عذاب را بر دو گونه قرار داده است: يكى شمشيرى كه در دست مسلمين است و ديگرى عذاب آخرت. شمشير در غلافى است كه ديده مى شود و آتش در غلافى است كه ديده نمى شود، خداوند متعال به رسول خدا (ص) فرمود: «هر كس زبانش را از غلاف مرئى كه دهان است در آورد و بگويد إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ شمشيرمان را در غلاف مرئى قرار مى دهيم و آن كه زبان دلش را از غلافى كه ديده نمى شود و آن غلاف شرك است در آورد و بگويد لا اله الا اللَّه شمشير عذاب آخرت را در غلاف رحمت قرار مى دهيم، خوب را به خوب و بد را به بد پاداش مى دهيم و در آن روز ستمى نيست«»».

فرموده است: شهادة ممتحنا اخلاصها معتقدا مصاصها

«شهادت» از نظر قواعد نحوى مصدر است و به دو صفت (ممتحنا، معتقدا) كه براى شاهد صفتند توصيف شده است.

كلمه «ممتحن» به معناى آزموده است. مقصود اين است كه شهادت دهنده در اخلاص شهادتى كه آن را واجد است خود را آزموده و از شبهات باطل بدور بوده و از هر ذهنيّتى غير خداوند متعال روى گردان است و در اداى اين شهادت زيور توحيد را پوشيده است و از آلودگيهاى شرك خفى چنان كه لازمه توحيد مطلق و اخلاص عملى است، پاك و منزّه است.

فرموده است: نتمسّك بها ابدا ما ابقانا و ندّخرها لا هاويل ما يلقانا فانّها عزيمة الايمان، الى قوله... و مدحرة الشيطان.

اين فراز از سخن امام (ع) اشاره به اين است كه انسان در مدّت زندگى دنيوى اش براى كارهاى مهم و آمادگى يافتن به وسيله آنها براى شدايد قيامت لازم است به توحيد تمسّك جويد و سپس دليل تمسّك به توحيد و ذخيره ساختن آن براى آخرت با چهار وصف توضيح داده شده است.

اوّل عقيده ايمانى و عزم راسخى است كه خداوند تعالى از بندگان خويش خواسته است. علاوه بر اين آنچه از شريعت از قواعد و فروع آن رسيده است شاخه هاى توحيد و توابع و متممّها و امورى است كه ما را بر اسرار توحيد و رسيدن به اخلاص در توحيد يارى مى دهد.

دوّم كلمه توحيد كليد نيكوكارى است، زيرا آن اوّل كلمه اى است كه با آن باب شريعت باز مى شود و بنده خدا براى پيمودن راه اخلاص به وسيله افاضه احسان خدا و نعمتهاى پياپى او آماده مى شود. چنان كه توحيد اوّلين خواسته خدا از بندگان است و در فطرت آنها سرشته و بر زبان انبياى خود نيز جارى ساخته، آخرين چيزى است كه انسان را به اخلاص مى رساند و سعادت آخرت او را تأمين مى كند.

سوّم كلمه «توحيد» باعث رضايت رحمان است و اين كه كلمه توحيد رضايت پروردگار را جلب مى كند امرى است روشن، زيرا توحيد خوشنودى خدا را فراهم مى كند و سبب نزول رحمت كامل حق و مزيد نعمت بر اشخاصى است كه با آن منوّر شده اند و نيز خشم خدا را از انسان برطرف مى كند چنان كه پيامبر فرمود: «بر پيكار با كافران مأمور شده ام تا لا اله الا اللَّه بگويند«»...»چهارم كلمه توحيد موجب طرد و راندن شيطان است و اين نيز بخوبى روشن است، زيرا نهايت تلاش شيطان ايجاد شرك ظاهر يا خفى است و كلمه توحيد ضد خواست شيطان است. ظاهر كلمه توحيد ظاهر دعوت شيطان را دفع، و باطن كلمه توحيد باطن خواست او را ريشه كن مى كند، و چنان كه شرك داراى مراتب بى نهايت است، اخلاص در كلمه توحيد نيز بى نهايت است. هر مرتبه اى كه از سلوك در اخلاص پيموده شود در مقابل آن مرتبه اى از شرك سقوط مى كند و تلاش شيطان در ايجاد آن مرتبه از شرك باطل مى شود تا اخلاص به قدر امكان كامل شود و بنيانهاى شيطان كاملًا نابود شده و هنگام تلاوت اين آيه: «رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»«»، شيطان كاملًا رانده و مأيوس مى شود.

شرح مرحوم مغنیه

بعد انصرافه من صفّين

أحمده استتماما لنعمته. و استسلاما لعزّته. و استعصاما من معصيته. و أستعينه فاقة إلى كفايته إنّه لا يضلّ من هداه. و لا يئل من عاداه و لا يفتقر من كفاه. فإنّه أرجح ما وزن و أفضل ما حزن. و أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له. شهادة ممتحنا إخلاصها. معتقدا مصاصها نتمسّك بها أبدا ما أبقانا، و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا فإنّها عزيمة الإيمان. و فاتحة الإحسان و مرضاة الرّحمن. و مدحرة الشّيطان

اللغة:

استتماما: طلبا للتمام. و استسلاما: انقيادا: و استعصاما: طلبا للعصمة.

و لا يئل: لا ينجو. و مصاصها: خلوصها من كل شائبة. و أهاويل: مخاوف.

و المدحرة: الطرد و البعد.

الإعراب:

استتماما و ما بعدها مفعول من أجله. و ان لا إله إلا اللّه «ان» مخففة، و اسمها محذوف أي انه، و جملة ما بعدها خبر، و «لا» نافية للجنس، و إله اسمها، و الخبر محذوف و لفظ الجلالة بدل منه أي موجود إلا اللّه. و ممتحنا حال، و إخلاصه فاعل له، و مثله «معتقدا مصاصها». و أبدا يؤكد به الزمان المقبل نفيا و إثباتا، تقول: لا أفعل أبدا، و أفعل أبدا، و قط و البتة لتأكيد الزمان الماضي.

المعنى:

(أحمده استتماما لنعمته، و استسلاما لعزته، و استعصاما من معصيته). يحمد اللّه، و يشكره لأمور، منها أن يتم عليه نعمته بالصبر و غيره من النعم بعد أن أنعم عليه بالهداية الى الايمان، و منها ان في الحمد و الشكر طاعة للّه و مجانبة لمعصيته، و معنى العزة: القدرة و الغلبة، و عبّر الإمام بها عن الذات القدسية للإيماء الى ان القادر الغالب حقا و واقعا هو اللّه وحده.. و من أقواله: ما ظفر من ظفر الإثم به، و الغالب بالشر مغلوب، و كأنه يشير الى ان معاوية ما نجا من حرب صفين إلا بالإثم و المعصية.

(و أستعينه فاقة الى كفايته). إذا أهمك أمر فاستعن عليه بالجد و العمل مع التوكل على اللّه، لأن مقاليد الأمور كلها في يده، و لا جدوى من السعي إذا أراد سبحانه أن يمنع عنك ما تريد، كما انه، جلت حكمته، لا يعطيك إلا مع الجد و السعي: فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ 15 الملك.

(انه لا يضل من هداه). و لكنه لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ 28 غافر. و إنما يهدي من اتبع رضوانه و سبيله القويم «و انما» هنا للحصر. (و لا يئل من عاداه). أي لا ينجو من عذاب اللّه من عصاه: وَ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا 61 الزمر. (و لا يفتقر من كفاه) أي أغناه، و مراد الإمام (ع) بالفقر و الغنى في الآخرة لا في الدنيا بدليل قوله في آخر النهج: «الغنى و الفقر بعد العرض على اللّه». (فإنه أرجح ما وزن، و أفضل ما خزن).

الضمير يعود الى الحمد، و قيل: يعود الى اللّه. مع ان «ما» لغير العاقل في الغالب، و مهما يكن فإن الأمر سهل لأن الحمد للّه.

كلمة التوحيد:

(و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له). لا شي ء أكمل و أعظم من كلمة الإخلاص و التنزيه و التوحيد، و هي أصل الأصول في عقيدة الاسلام، و بها يمتاز عن جميع الأديان، و لا يكفي مجرد التدين بها من غير نطق، بل على كل مسلم أن يكررها في اليوم و الليلة مرات، و هو واقف بين يدي اللّه للصلاة.. هذا، الى أن للإيمان بالتوحيد صلته الوثيقة بالأخلاق و التربية، و تأثيره في السلوك و العادات، لأنه إيمان بالحق و العدل و المساواة.

(شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مصاصها). أي ان كلمة التوحيد خرجت من أعماق الإمام خالصة للّه وحده إخلاصا يتفق فيه السر مع الإعلان، و القلب مع اللسان، و ليس من شك أن من نطق بكلمة التوحيد، و هو يعتز بغير اللّه،

و يستعين بسواه فهو كاذب يناقض نفسه بنفسه، و من هنا سميت كلمة التوحيد بكلمة التقوى لأنها بموجب طبعها و وضعها تورث التقوى.

و سميت أيضا بكلمة النجاة لأنه لا نجاة من عذاب اللّه إلا بها، و كلمة النذير لأنها تنذر بفناء كل شي ء إلا وجهه الكريم، و كلمة التوكل على اللّه لأنها تنفي القوة عمن سواه.. و بالتالي، فإن كلمة التوحيد تنزيه للخالق عن الشريك، و للمخلوق عن العبودية لغير اللّه. و صدق من قال: ان كلمة التوحيد ليست حروفا، و لكن منهج حياة، و شريعة قلب.. و من هنا قال رسول اللّه (ص): خير ما جئت به انا و النبيون من قبلي كلمة لا إله إلا اللّه.

(نتمسك بها أبدا ما أبقانا، و ندخرها لأهاويل ما يلقانا). و لا يعرف التاريخ و لا الانسانية أحدا بعد رسول اللّه (ص) استمسك بلا إله إلا اللّه كما استمسك بها علي و الحسين بن علي، فقد كانت منهما العقل و القلب، و اللحم و الدم، و المال و الأهل، و ما عداها ورقة في فم جرادة، و الشاهد الذبح و النحر من أجل لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه.

(فإنها عزيمة الايمان). أي لا ايمان بدونها (و فاتحة الاحسان، و مرضاة الرحمن، و مدحرة الشيطان). ان اللّه سبحانه يجزي من أحسن بالحسنى و زيادة، و لكن على شرط التوحيد و كلمته، فمنها تبتدى ء المكافأة، أما من جحد أو أشرك أو دلس فأجره على الشيطان الذي قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بري ء منك اني أخاف اللّه رب العالمين.

شرح منهاج البراعة خویی

و من خطبة له عليه السلام و هى الثانية من المختار فى باب الخطب خطب بها بعد انصرافه من صفين

و نشرحها فى ضمن فصول

الفصل الاول

أحمده استتماما لنعمته، و استسلاما لعزّته، و استعصاما من معصيته، و أستعينه فاقة إلى كفايته، إنّه لا يضلّ من هداه، و لا يئل من عاداه، و لا يفتقر من كفاه، فإنّه أرجح ما وزن، و أفضل ما خزن.

اللغة

(صفين) بكسر الصّاد و تشديد الفاء كسجّين اسم موضع قرب الرّقه بشاطي ء الفرات من الجانب الغربي كانت به الوقعة العظمى بين عليّ عليه السّلام و معاوية لعنه اللّه و وزنه إمّا فعّيل كظلّيم و ضلّيل فالنّون أصليّة و يدلّ عليه ضبط الجوهري و الفيروز آبادي له في باب النّون، و هو الأشهر، و إمّا فعلين بزيادة الياء و النّون كغسلين و يدلّ عليه ضبط الفيومي كبعض اللّغويّين له في باب الصّاد مع الفاء، قال في المصباح و هو فعلين من الصّف، أو فعّيل من الصّفون، فالنّون أصليّة على الثّاني.

أقول: على تقدير كونه مأخوذا من الصّف بكسر الصّاد فاصله الصفّ بفتحها و زيادة الياء و النّون للمبالغة، كما أنّ غسلين من الغسل و هو ما يغتسل به كالماء و الصّابون و الخطمي، فزيدت الياء و النّون مبالغة و استعمل فيما يسيل من جلود أهل النّار قال سبحانه: «وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» و تسميته على هذا التّقدير يحتمل أن يكون لكثرة الصّفوف في الوقعة الواقعة فيه، و على تقدير كونه مأخوذا من الصّفون فهو من صفن الفرس صفونا قام على ثلاث قوائم و طرف حافر الرّابعة، و صفن الرّجل إذا صفّ قدميه، و صفن به الأرض ضربه و على كلّ التّقدير فاللّازم أن يكون التّسمية به متأخّرة عن وقوع الوقعة نظير ما قالوه في إطلاق المسلخ على الميقات المعروف الذي هو أوّل وادي العقيق من أنّه لاجل سلخ الثياب و نزع اللّباس فيه فيكون التّسمية متأخرة عن كونه ميقاتا و (الاستسلام) الانقياد و الخضوع و (العزّة) من عزّه يعزّه عزّا من باب ضرب إذا غلبه و الاسم العزة و هي القوّة و الغلبة، و العزيز من أسمائه سبحانه هو الغالب الذي لا يغلب و (الفاقة) الفقر و الحاجة و (الكفاية) مصدر يقال: كفى الشي ء يكفى كفاية إذا حصل به الاستغناء عن غيره قال تعالى: «كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ» اى أغناهم عنه و وئل (يئل) من باب ضرب وئلا و وؤولا إذا طلب النّجاة فنجى، و الموئل الملجاء و المنجى.

الاعراب

قال الشّارح المعتزلي: صفّين اسم غير منصرف للتّأنيث و التّعريف و استدل بقول الشّاعر:

  • انّي ادين بما دان الوصيّ بهيوم الخريبة«» من قتل المحلّينا
  • و بالذي دان يوم النّهر دنت به و شاركت كفّه كفّي بصفّينا
  • تلك الدّماء معا يا ربّ في عنقيثمّ اسقني مثلها آمين آمينا

أقول: أمّا التّعريف فيه فمسلم، و أمّا التّأنيث فغير لازم إذ كما يجوز تفسيره بالأرض و البقعة كذلك يجوز تفسيره بالمكان و الموضع و الشّعر لا دلالة فيه على ما رامه، لأنّ دلالته إنّما يتمّ لو كان أصليّة النّون فيه مسلمة لظهور كون محلّ الاعراب فيه حينئذ هو آخر الكلمة، و أمّا على تقدير كونها زايدة كما اختاره الفيومي في المصباح حسبما اشير إليه فالنّون مفتوحة دائما، و يظهر أثر الاعراب حينئذ فيما قبل النّون، فيقال: صفّين و صفون نظير عالمين و أرضين، و قد صرّح بما ذكرناه أخيرا في الاوقيانوس أيضا فافهم جيّدا.

و استتماما و استسلاما و استعصاما منصوبات على أنّها مفاعيل لفاعل الفعل المعلل بها و هو أحمد و انتصاب فاقة على ذلك أيضا و الضّمير في قوله عليه السّلام: فانّه أرجح ما وزن إمّا راجع الى الحمد المستفاد من قوله: أحمد، أو راجع إلى اللّه سبحانه و ستعرف تحقيقه.

المعنى

(أحمده استتماما لنعمته) أى طلبا لتمام النّعمة و في إفرادها إشارة إلى انّ نعمه سبحانه غير متناهية و فيوضاته تعالى غير منتهية من الكمّ و الكيفيّة، فهى أعظم من أن تتمّ في حقّ عبد فيكون طلب تمامها حينئذ عبثا و إنّما يتفضل منها على العباد بحسب استعدادهم و قابليّتهم (و استسلاما لعزّته) أى انقيادا لقهره و غلبته و خضوعا لجلاله و عظمته (و استعصاما من معصيته) أى طلبا للعصمة من معصيته الحاصلة بكفران النّعمة.

و لا يخفى ما في كلامه من النكتة اللطيفة حيث إنّه علّل الحمد أولا بطلب تمام نعمة اللّه سبحانه إشارة إلى أنّ العلة الدّاعية إلى الحمد هو طلب تمام النّعمة من حيث إنّ الحمد يوجب تمامها و كمالها بمقتضى الوعد الذي ورد في كلامه تعالى«» من قوله: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» ثمّ علّله بعلّة ثانية منشعبة من العلّة الاولى من حيث إنّ طلب تمام نعمته موقوف على معرفته سبحانه من حيث إنّه منعم و معرفة النّعمة من حيث إنّها نعمة و لا تتمّ تلك المعرفة إلّا بأن تعرف أنّ النّعم كلها جليّها و خفيّها منه سبحانه و أنّه المنعم الحقيقي، و الأوساط كلها منقادة لحكمه و مسخرة لأمره، و ثمرة تلك المعرفة هي الخضوع و الاستسلام و التذلل لعزّته و قدرته.

و أمّا العلّة الثّالثة ففيها إشارة إلى أنّ بالحمد يحصل العصمة من المعصية إذ في تركه كفران النّعمة و قد أوعد عليه سبحانه: «وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ» هذا و غير خفيّ على الفطن الدّقيق أنّ ما ذكرناه في شرح كلامه عليه السّلام أولى ممّا صنعه الشّارح البحراني من جعل الاستتمام و الاستسلام و الاستعصام غايات للحمد«» مترتبة عليه، لظهور أنّ طلب التّمام ليس من غايات الحمد، بل هو علّة باعثة له و إنّما غايته و فايدته المترتبة عليه هو التّمام و الزّيادة، و هكذا الكلام في الاستسلام و الاستعصام، و بالجملة المفاعيل الثلاثة في كلامه عليه السّلام على حدّ قولهم، قعدت عن الحرب جبنا، لا على نحو قولهم: جئتك زيارة لك، فافهم جيّدا.

ثمّ إنّ الظاهر أنّ المراد بالحمد في كلامه عليه السّلام هو الشكر، و في قوله: استتماما لنعمته تلويح لذلك، لأنّ الثّناء على المنعم من حيث النّعمة و من حيث تمامها و زيادتها هو الشكر، و في قوله سبحانه: لئن شكرتم اه إشارة إلى ذلك.

قال المحقّق النّصير الطوسي (ره) في محكي كلامه: اعلم أنّ الشّكر مقابلة النّعمة بالقول و الفعل و النيّة و له أركان ثلاثة.

الأوّل معرفة المنعم و صفاته اللّايقة به و معرفة النّعمة، من حيث إنها نعمة و لا تتمّ تلك المعرفة إلّا بأن تعرف أنّ النعم كلها جليها و خفيّها من اللّه سبحانه، و أنّه المنعم الحقيقي و أنّ الأوساط كلها منقادة لحكمه مسخرة لأمره.

الثّاني الحالة التي هي ثمرة تلك المعرفة و هي الخضوع و التّواضع و السرور بالنعم لا من حيث إنّها موافقة لغرض النّفس، فانّ في ذلك متابعة لهواها و قصر الهمة على رضاها، بل من حيث إنّها هدية دالة على عناية المنعم بك، و علامة ذلك أن لا تفرح من نعم الدّنيا إلّا بما يوجب القرب منه.

الثّالث العمل الذي هو ثمرة تلك الحال، فان تلك الحال إذا حصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب للقرب منه تعالى، و هذا العمل يتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح.

أمّا القلب فالقصد إلى تعظيم المنعم و تمجيده و تحميده و التفكر في صنايعه و أفعاله و آثار لطفه و العزم على ايصال الخير و الاحسان إلى عامة الخلق.

و أمّا عمل اللسان فاظهار ما قصدته و نويته من التمجيد و التّعظيم بتهليله و تحميده و تسبيحه و الثّناء عليه و إرشاد الخلق بالأمر بالمعروف و النّهى عن المنكر إلى غير ذلك.

و أمّا عمل الجوارح فاستعمال نعمه الظاهرة و الباطنة في طاعته و عبادته و عدم استعمالها في معصيته و مخالفة أمره كأعمال العين في النّظر إلى عجيب مصنوعاته و آياته، و النظر في كتابه، و استعمال السّمع في استماع دلايله و براهينه و الانصات لقرائة كتابه، و قس على ذلك ساير الجوارح، و من هنا ظهر أنّ الشكر أشرف معارج السّالكين و أعلى مدارج العارفين، و لا يبلغ حقيقته إلّا من ترك الدّنيا وراء ظهره، و هم قليلون و لذلك قال عزّ من قائل: و قليل من عبادي الشكور. انتهى كلامه قده (و أستعينه فاقة إلى كفايته) الكلام في هذه الفقرة كالكلام في سابقتها إذ الفاقة إلى كفايته سبحانه علة داعية إلى الاستعانة، و معناها طلب الاعانة منه تعالى للحاجة إلى غناه و استغناء به عن غيره سبحانه كما قال تعالى: «أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ». و ذلك من جهة أنّ أزمّة الأمور كلّها بيده جلّ شانه، فلا يقع شي ء منها إلّا بايجاده و إذنه و كلّ من سواه مفتقر إليه، و من ذلك صحّ الاستغناء به عن غيره في جميع الامور و كلّ الأحوال، و استحال الاستغناء عنه في شي ء منها قال تعالى: «يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ» و المراد بغناه هو الغنى المطلق الذي هو سلب مطلق الحاجة، لا الغنى بالمعنى المعروف كما أنّ المراد بالفقر مطلق الحاجة إذ حقيقة الغنى هو استقلال الشي ء بذاته في كلّ ما له من غير تعلق له بالغير أصلا، و هو بهذا المعنى لا يكون إلّا للّه، و حقيقة الفاقة و الفقر عدم استقلال الشّي ء بذاته و تعلّقه بالغير و لو في شي ء ماء و هو بهذا المعنى صفة لكلّ ممكن، فثبت أنّه تعالى غني عن خلقه من كلّ الوجوه و تحقّق فقرهم إليه من كلّ وجه، لما تقرّر من أنّ فقيرا بالذّات من وجه ما فهو فقير بالذّات من جميع الوجوه (إنّه لا يضلّ من هداه و لا يئل من عاداه) تعليل لطلبه المعونة على تحصيل الكفاية فكأنّه قال: و استعينه على أن يرزقني الكفاية المستلزمة للهداية التي هي الغنى الحقيقي و الملك الأبدي، فانّه لا يضلّ من هداه و لا يطلب النّجاة من عذابه من عاداه، لعدم وجود منجي و موئل غيره حتّى يلتجأ منه إليه، إذ كلّ من سواه مقهور تحت قدرته و مضمحل في جنب ذاته، لا رادّ لحكمه و لا دافع لقضائه، فكيف يمكن الفرار من حكومته أو يلتجأ إلى من سواه، و المراد بمعاداته سبحانه للعبد إعراضه عنه و إضلاله له فيكون كلامه عليه السّلام في قوّة أن يقال: إنّه لا يضلّ من هداه و لا يهتدى من أضله، تصديقا لقوله سبحانه: «وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَ لَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ» و لقوله: «مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً»

(و لا يفتقر من كفاه) إذ بيده سبحانه خزائن الأرض و السّماوات و عنده نيل الطلبات و له القدرة التّامة التي لا يعجزها شي ء و الجود الذي لا يعتريه بخل و الغنى الذي ليس معه فقر، فاذا كان كافيا لعبده حصل له الاستغناء عمّن سواه و انقطعت حاجته عمّن عداه (فانّه أرجع ما وزن و أفضل ما خزن) الضّمير يحتمل رجوعه إلى الحمد المدلول عليه بقوله أحمده من قبيل: «اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى ».

فيكون المراد به أنّه أرجح ما وزن بميزان الأعمال، و أفضل ما خزن و ادّخر ليوم الجزاء، و ذلك لعظم فوائده و كثرة ثمراته حسبما ستعرفه بعيد ذلك، و يحتمل أن يرجع إلى اللّه سبحانه فيكون المعنى أنّه أرجح ما وزن بميزان العقول و أفضل ما خزن في خزانة القلوب، و هذا أقرب لفظا جريا على سياق الضّماير السّابقة، و الأوّل أقرب معنى للحاجة إلى التّأويل على الثّاني إذ الوزن و الخزن من صفات الأجسام، و ذاته تعالى مقدسة عن ذلك، فلا بدّ أن يجعل المراد رجحان عرفانه في ميزان العقل إذ لا يوازن عرفانه عرفان ما عداه، بل لا يخطر ببال العارف عند الاخلاص سواه حتّى يصدق هناك موازنته يقال فيها أرجح و قد مرّ تحقيقه في الفصل الرّابع من فصول الخطبة الاولى عند شرح قوله عليه السّلام: و كمال الاخلاص له نفى الصّفات عنه، فتذكر.

تنبيه و تحقيق

اعلم أنّه قد تطابق النّقل و العقل على وجوب شكر المنعم و حسنه و قبح كفران نعمه سبحانه.

أمّا النّقل فمن الكتاب قوله تعالى في سورة ابراهيم عليه السّلام: «وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ» و في سورة النّمل «وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ».

الى غير هذه من الآيات الكثيرة.

و من السّنة أخبار كثيرة، مثل ما رواه عبد اللّه بن اسحاق الجعفري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال مكتوب في التّوراة اشكر من أنعم عليك و انعم من شكرك فانه لا زوال للنعماء إذا شكرت، و لا بقاء لها إذا كفرت، الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير.

و ما رواه معاوية بن وهب عنه عليه السّلام قال: من اعطى الشكر اعطى الزّيادة يقول اللّه عزّ و جلّ: لئن شكرتم لازيدنكم و روى عبد اللّه بن الوليد قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: ثلاث لا يضرّ معهنّ شي ء: الدّعاء عند الكرب و الاستغفار عند الذّنب و الشكر عند النعمة.

و روى معمر بن خلّاد عن أبي الحسن صلوات اللّه عليه قال: سمعته يقول: من حمد اللّه على النعمة فقد شكره و كان الحمد أفضل من تلك النعمة.

و روى سفيان بن عيينة عن عمّار الدّهني قال: سمعت عليّ بن الحسين عليهما السلام يقول: إنّ اللّه يحب كلّ قلب حزين و يحب كلّ عبد شكور، و يقول اللّه تعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أ شكرت فلانا فيقول: بل شكرتك يا ربّ فيقول: لم تشكرني إذ لم تشكره، ثمّ قال: أشكركم للّه أشكركم للنّاس إلى غير هذه من الأخبار المتظافرة المستفيضة و قد عقد في الكافي بابا في الشكر و أخرجت هذه الأخبار منه من أراد زيادة البصيرة فليرجع إليه.

و أمّا العقل فهو مستقلّ في وجوب الشكر و حاكم بحسنه، و اتّفق على ذلك الاماميّة و المعتزلة، و خالف فيه الأشاعرة بعد تنزّلهم عن أصلهم الذي أسّسوه في مسألة الحسن و القبح، و ذهبوا إلى عدم حكم للعقل بوجوب شكر المنعم على تقدير تسليم حكمه مطلقا و إدراكه الحسن و القبح في الجملة و المسألة معنونة في الأصول، و أدلة الطرفين مفصّلة فيها.

و عمدة ما تمسّك به المخالف دليلان، أحدهما نقليّ و الآخر عقليّ أمّا النّقلي فهو قوله تعالى: «وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا».

وجه الاستدلال أنّ وجوب شي ء عبارة عن ترتب العقاب على مخالفته، و حيث انتفى العقاب قبل الشّرع بحكم الآية انتفى الوجوب.

و أجيب عنه أوّلا بالتّخصيص بالمستقلّات العقليّة فيختصّ حكم الآية بغير المستقلّات و يكون المراد، و ما كنّا معذّبين في الأعمال التي لا سبيل إلى معرفتها إلّا بالشّرع إلّا بعد مجي ء الشّرع، و التّخصيص و إن كان خلاف الظاهر إلّا أنّه يجب ارتكابه عند قيام الدّليل عليه، و قد قام الدّليل على حكم العقل في الجملة حسبما تعرفه.«» و ثانيا بجعل الرّسول أعمّ من الظاهر و الباطن، أمّا الظاهر فهو الأنبياء، و أما الباطن فهو العقل بل هو الرّسول الذي لولاه لما تقرّر رسالة أحد من الأنبياء و لزم إفحامهم، و ذلك لأنّه إذا جاء المشّرع و ادّعى كونه نبيّا من عند اللّه تعالى و أظهر المعجزة على طبق دعواه، فامّا أن يجب على المستمع استماع قوله و النّظر إلى معجزته أولا، و على الثّاني فقد بطل القول بالنبوة و لزم الافحام، و على الأوّل فامّا أن يكون وجوبه بالعقل أو بالشّرع، فان وجب بالعقل فقد ثبت المدّعى و هو كون العقل حاكما، و إن وجب بالشّرع فهو باطل لأنّ الشّرع إمّا أن يكون هو ذلك المدّعي أو غيره، و الأوّل باطل، لانّه يرجع حاصل الكلام إلى أن ذلك المدّعي يقول: الدّليل على وجوب قبول قولي هو قولي إنّه يحب قبول قولي و هذا إثبات للشي ء بنفسه و بعبارة اخرى وجوب النّظر إلى معجزته و استماع قوله يتوقف على حجية قوله مع أنّ حجّيته موقوفة على النّظر، و الثّاني أيضا باطل، لأنّ الكلام فيه كالكلام في الأوّل، و لزم إمّا الدّورأ و التسلسل، و هما محالان.

و ثالثا أنّ نفى التعذيب لا يلازم عدم الوجوب إذ الواجب ما يستحقّ فاعله العقاب لا ما يترتّب عليه العقاب فعلا، لجواز سقوطه بعفو أو شفاعة، و ربّما اورد عليه بأنّ العفو عن ترك جميع الواجبات و فعل المحرّمات إلى زمان البعث و كون الآية إخبارا عن ذلك مستلزم لالغاء الايجاب و التّحريم، إذ المقصود منهما فعل الواجب و ترك الحرام و هما لا يتحصلان في حقّ عموم المكلفين إلّا المخلصين إلّا بالخوف عن العقاب، فاذا انتفى الخوف بسبب الاخبار عن العفو و حصل الاطمينان للنّفس بعدم التعذيب، لا يتحصّل الغرض من التكليف فيكون التكليف لغوا و عبثا.

و رابعا بمنع عدم تحقّق الوجوب بدون العقاب، فانّه يكفي فيه استحقاق المدح بفعله و الذم بتركه، و نلتزم في حسن العقاب على الواجبات بوجوب اللطف و تأكيد العقل بالنّقل فمع عدم وجود النقل لا يجوز العقاب و إن حسن الذّمّ، و هو يكفي في تحقق الوجوب و كيف كان فقد تحصّل ممّا ذكرناه عدم نهوض الآية للدّلالة على نفى حكومة العقل مطلقا و في وجوب شكر المنعم بخصوصه كما ظهر ثبوت حكومته أيضا في الجملة ممّا ذكرناه في الجواب الثّاني.

و أمّا العقلي فتقريره ما ذكره الحاجبى في المختصر، قال: شكر المنعم ليس بواجب عقلا، لأنّه لو وجب لوجب لفائدة و إلّا لكان عبثا و هو قبيح لا فايدة للّه تعالى: لتعاليه عنها، و لا للعبد في الدّنيا لأنّه مشقة و لا حظّ للنّفس فيه، و لا في الآخرة إذ لا محلّ للعقل في ذلك.

و توضيحه ما ذكره العضدي في شرحه حيث قال: لنا لو وجب لوجب لفائدة و اللّازم باطل، أمّا الاولى فلأنّه لو لا الفايدة لكان عبثا و هو قبيح فلا يجب عقلا إذ كان ايجابه عبثا و هو قبيح فلا يجوز على اللّه، و أمّا الثّانية فلأنّ الفايدة إمّا للّه و إمّا للعبد و الثّاني، إمّا في الدّنيا و إمّا في الآخرة، و الثلاث منتفية، أمّا للّه فلتعاليه عن الفايدة، و أمّا للعبد في الدّنيا فلأنّ منه«» فعل الواجبات و ترك المحرّمات العقليّة و أنّه مشقّة و تعب ناجز و لا حظ للنّفس فيه، و هو كذلك لا يكون له فايدة دنيوية، و أمّا للعبد في الآخرة فلأنّ أمور الآخرة من الغيب الذي لا مجال للعقل فيه.

و الجواب أولا بمنع كون وجوبه لفائدة، لجواز كون وجوبه لنفسه لا لشي ء آخر، فانّه لا يلزم ثبوت الغايات لكلّ شي ء و إلّا لزم التسلسل، بل لا بدّ و أن ينتهى إلى ما يكون واجبا لذاته و لا غاية له سوى ذاته كما أنّ دفع الضّرر واجب لذاته لا لغاية أخرى، و لهذا يعلّل العقلا، وجوبه بكونه شكر اللنّعمة لا لشي ء آخر، و إن لم يعلموا شيئا آخر من جهات الوجوب.

و ثانيا سلّمنا أنّ الوجوب لا يكون إلّا لفائدة، إلّا أنّا نمنع انتفاء الفائدة الدّنيوية للعبد لأنّ أداء الشكر و إن كان فيه ضرر عاجل و تعب ناجز إلّا أنّ دفع الخوف من النّفس الحاصل في العاجل بسبب تجويز الضّرر الآجل بتركه أمر مطلوب و هو راجح على ضرر الشكر العاجل و هو كاف في الوجوب.

و ثالثا سلمنا انتفاء الفائدة الدّنيوية إلّا أنّا نمنع انتفاء الفائدة الاخروية و هو النّجاة من العقاب المترتب على عدم الشكر.

لا يقال إن أردت بالعقاب المترتب على عدم الشكر العقاب القطعي فممنوع، لأنّ القطع بثبوته عند عدمه إنّما يحصل لو كان الشكر يسرّ المشكور و الكفر يسوئه، أمّا المنزّه عن ذلك فلا، و إن أردت العقاب المحتمل فلا ينفع لأنّ احتمال العقاب كما هو موجود عند الكفر كذلك موجود عند الشكر أيضا أمّا أوّلا فلأنّه تصرّف في ملك الغير بدون إذن المالك، فانّ ما يتصرّف فيه العبد من نفسه و غيرها ملك للّه تعالى، و أمّا ثانيا فلأنّه كالاستهزاء.

بيان ذلك أنا لو فرضنا سلطانا عظيما و ملكا كريما بسط لأهل مملكته من الخاص و العام بساط مائدة عظيمة لا مقطوعة و لا ممنوعة على توالى الأيام و تواتر السّنين و الأعوام، مشتملة على أنواع المأكولات و المطاعم و أقسام المشروبات و الفواكه، يجلس عليها الدّاني و القاصي و يأكل منها المطيع و العاصي، و فرضنا أنّه حضر فيها فقير لم يحضرها قبل الآن، و دفع إليه الملك من تلك المائدة لقمة خبز لا غير، فتناولها الفقير، ثمّ شرع في الثّناء و المدح على ذلك الملك الكبير، و جعل يمدحه بجليل الانعام و الاحسان، و يحمده على جزيل البرّ و الامتنان، و لم يزل يصف تلك اللّقمة و يذكرها و يعظم شأنها و يشكرها، فتارة يحرّك أنملته شاكرا، و أخرى يهن رأسه ذاكر«» لانتظم شكره ذلك عند العقلاء في سلك التهكّم و الاستهزاء، و لا ريب أنّ نعم اللّه سبحانه علينا بالنسبة الى عظيم سلطانه و عميم إحسانه أحقر من تلك اللّقمة بالنّسبة إلى ذلك بمراتب لا تحصى و درجات لا يحوم حولها الاستقصاء.

لانّا نقول: أوّلا إنّ العقاب المترتّب على الكفران قطعيّ، و قوله إنّ القطع بثبوته إنّما يتصور في حقّ من يسرّه الشكر و يسوئه الكفر ممنوع، لأنّ ترك الواجب علة في استحقاق العقاب بتركه، و ثانيا سلّمنا و لكن نمنع احتمال العقاب على الشكر، و ما علّله به أوّلا من أنّه تصرّف في ملك الغير من دون إذنه فضعيف بأنا نعلم قطعا أنّ الاشتغال بوظايف الخدمة و القيام بالشكر و المواظبة عليه أسلم من تركه و الاعراض عن الخدمة و التغافل عن الشكر كضعف ما علله به ثانيا من كونه كالاستهزاء.

و تمثيل النّعمة باللقمة باطل، فانّ نعم اللّه على العبد بالايجاد و الاحياء و الاقدار و ما منحه من العقل و السّلامة و الملاذ و النّعم أعظم من الدّنيا بأجمعها.

و المثال المطابق للممثل أنّه إذا كان مسكين مغفول، و فقير في زاوية الخمول أخرس اللسان، مؤف الأركان، أشل اليدين، أعرج الرّجلين، أعمى العينين، أصمّ الاذنين، عاجزا عن الحركات، مبتلى بالبليّات، فأخرجه الملك من تلك الزّاوية، و هذه الهاوية، و أكرمه بمعالجة أسقامه و مداواة أمراضه، فانطلق لسانه و سلم أركانه، و قدر على الحركات و السّكنات، و برء من الأسقام و الآفات، و اعطى السّمع و البصر، و ميّز بين النّفع و الضّرر، و قويت يداه و استقامت رجلاه، ثمّ أكرمه الملك بعد تمام العلاج و كمال المزاج، بمزيد الاحسان و الاكرام، و بذل له غاية المعروف و الانعام، فأعطاه المساكن و الملابس، و منحه المطاعم و المشارب، و أتمّ له العيش الرغيد و العمر السّعيد، فلو فرض أنّ هذا الشّخص بعد حصول هذا المنن الجسام، و تلك النّعم العظام في حقّه، أعرض عن شكر الملك و رغب عن ثنائه، و لم يظهر منه ما يدلّ على الاعتناء بنعمائه، و الالتفات بآلائه، بل كان حاله بعد حصولها كحاله قبل وصولها، لذمّه العقلاء و طعنه الألبّاء، كما يشهد به العقول السّلمية، و الطباع المستقيمة، و هذا المثال هو الأوفق بالتّمثيل، و اللّه الهادي إلى قصد السبيل و الحمد للّه على ما عرفنا من حمده، و ألهمنا من شكره

الفصل الثاني

و أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مصاصها، نتمسّك بها أبدا ما أبقانا، و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا، فإنّها عزيمة الإيمان، و فاتحة الإحسان، و مرضات الرّحمن، و مدحرة الشّيطان

اللغة

(المصاص) بضمّ الميم و الصّادين المهملتين الخالص من كلّ شي ء و في الحديث ليس لمصاص شيعتنا في دولة الباطل إلّا القوت و (الادّخار) افتعال من الدّخر و هو إعداد الشّي ء و اختياره لوقت الحاجة، و ادّخر يدّخر أصله اذ تخر قلبت التّاء دالا مهملة و ادغمت، و قد يعكس فتصير ذالا معجمة، و هو الاقل و هذه قاعدة كلية في كلما اجتمع التّاء و الذّال في كلمة واحدة كادّكر و نحوه و (أهاويل) جمع أهوال و هو جمع هول كأقاويل و أقوال و قول، يقال: هالني الشّي ء يهول هولا من باب قال أفزعنى و (العزيمة) العقيدة يقال: عزم على الشي ء و عزمه عزما و عزما بالضم و عزيمة إذا عقد ضميره على فعله، و يحتمل أن يكون من العزم الذي هو الجدّ في الأمر يقال: عزم عزيمة و عزمة اجتهد و جدّ في أمره و منه قوله تعالى: «إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» أى معزومات الامور التي يجب أن يجدّ فيها، و أولوا العزم أولو الجدّ و الثبات و (المرضات) كالرّضا و الرّضوان مصدر من رضى عنه ضدّ سخط قال تعالى: «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ».

(و المدحرة) اسم فاعل من ادحره أى أبعده و منه أدحر عنّي الشّيطان أى أبعده عني

الاعراب

كلمة لا في قوله: أشهد أن لا إله اه نافية للجنس، و يسمّى تبرية، و إله اسمها مبنيّ على الفتح، و اختلف في خبرها، فقيل: إنّه محذوف جريا على ما هو الغالب من حذف خبرها إذا كان معلوما، نحو لا فوت و لا ضير أى لا فوت لهم، و لا ضير علينا، و يلزمه أى حذف الخبر المعلوم التميميون و الطائيون.

و اختلف هؤلاء في المخذوف، فقيل إنّه موجود و يضعف بأنّه لا ينفى امكان إله معبود بالحقّ غيره تعالى، لأنّ الامكان أعمّ من الوجود، و قيل: ممكن و فيه أنّه لا يقتضي وجوده بالفعل، و قيل مستحقّ للعبادة، و فيه أنّه لا يدلّ على نفي التعدّد مطلقا و قال أبو حيان لنا أو في الوجود أو نحو ذلك، و يتوجّه عليه ما يتوجّه على ما تقدّمه، و قال الزّمخشري في جزء لطيف له على كلمة الشّهادة: هكذا قالوا: و الصّواب أنّه كلام تامّ و لا حذف و أنّ الأصل اللّه إله مبتدأ و خبر كما يقول: زيد منطلق، ثمّ جي ء بأداة الحصر، و قدّم الخبر على الاسم و ركب مع لا كما ركب المبتدأ معها في لا رجل في الدّار، و يكون اللّه مبتدأ مؤخرا و إله خبرا مقدّما، و على هذا يخرج نظائره نحو لا سيف إلّا ذو الفقار و لا فتى إلّا عليّ انتهى، و نسبه الشّهيد في الرّوضة إلى المحقّقين، و قال الموضح بعد نقله ذلك، قلت: و قد يرجّح قوله بأنّ فيه سلامة من دعوى الحذف، و دعوى إبدال ما لا يحلّ محلّ المبدل منه، و ذلك على قول الجمهور و من الاخبار عن النكرة بالمعرفة، و عن العام بالخاص و ذلك على قول من يجعل المرفوع خبرا انتهى.

أقول: انّ العقول بعد ما غرقت في تيار بحار معرفته سبحانه، و الافهام عجزت عن إدراك هوية حقيقته، و كذلك بعد ما تقاصرت الألبّاء و تحيرت الأدباء في تحقيق لفظة الجلالة الموضوع خطبه 2 نهج البلاغه بخش 1ة لذاته المقدّسة الجامعة لصفاته الكماليّة و نعوته الجمالية، فلا غرو أن يختلفوا بهذا الاختلاف في هذه الكلمة الطيبة المباركة، و يعجزوا عن ادراك معناها و نيل مغزاها، كيف و المقصود بها توحيد من لا يناله غوص الفطن و لا يدركه بعد الهمم.

و الذي يخطر بالخاطر القاصر في هذا المقام أن يقال: إنّه لاخفاء في إفادتها التّوحيد و التّفريد.

أمّا عند العوام الذين أذهانهم خالصة عن الكدر، و غرايزهم صافية عن مزاج الشّبه، فلظهور أنّ هذه الكلمة لو عرضت عليهم لما فهموا منها و لا يتبادر إلى أذهانهم إلّا أنّه ليس إله سوى اللّه سبحانه من دون أن يخطر ببالهم أن يكون هناك إله ممكن غير موجود أو إله غير مستحق للعبوديّة، نظير أنّه لو قيل لهم: لا سيف إلّا ذو الفقار لا يفهمون منه إلّا انحصار السّيف فيه من دون أن يحتملوا أن يكون هناك سيف ممكن في دائرة العدم يصدق عليه أنّه سيف أيضا، و سرّ ذلك ما أشرنا إليه من صفاء خواطرهم عن التّشكيكات و الاحتمالات.

و أمّا عند من كان خاطره غير نقيّ عن الخطرات و البدوات و مألوفا بالبراهين الحكمية و الشكوكات العقليّة البدويّة، فلأنّ له أن يقدّر الخبر ممكن، و يجيب عن الاشكال الذي اورد عليه من أنّه لا يقتضي وجوده سبحانه بالفعل بأنّ هذه الكلمة كلمة توحيد، و المقصود بها ليس إثبات الوجود بل إثبات التّوحيد و نفى الشريك، و ذلك إنّما هو بعد الفراغ عن ثبوت وجوب وجوده بدليل آخر وراء هذه مسبوقة به، و يشهد به كلامه عليه السّلام في الخطبة الأولى: أوّل الدين معرفته و كمال معرفته التّصديق به، و كمال التصديق به توحيده، حيث جعل التّوحيد تاليا للتّصديق، و لازمه أن يكون التّوحيد بعد الفراغ عن التّصديق، و قد بيّنا هناك أنّ المراد بالتّصديق هو الاذعان بوجوب الوجود، بل أقول: إنّ لفظة الجلالة على ما اتفق الكلّ عليه من وضعها للذات المستجمعة لجميع الصّفات الكماليّة يكون مؤدّاها على ذلك الذّات بوصف الاستجماع، فيكون المعنى لا إله ممكن موجودا كان أو معدوما إلّا الذات المستجمعة، و من الواضح أنّ الاستجماع لصفات الكمال فرع وجود المتّصف بها بنفسه إذ لا يعقل أن يكون المعدوم متّصفا بأمر موجود فضلا عن كونه جامعا لجميع الصّفات الوجودية، نعم يبقى هنا شي ء، و هو أنّ الاستثناء على هذا التّوجيه يشبه أن يكون منقطعا، إذا المستثنى منه هو الاله الممكن، و المستثنى هو اللّه الواجب و الانقطاع في الاستثناء و إن كان خلاف الأصل إلّا أنه لا ضير في المصير إليه بعد اقتضاء الدّاعى له هذا.

و يمكن أن يقدّر الخبر موجود، و يجاب عن الاشكال السّابق من أنّه لا ينفي إمكان إله غيره تعالى، بأنّ نفى الوجود يستلزم نفى الامكان إذ لو اتّصف فرد آخر بوجوب الوجود لوجد ضرورة، فاذا لم يوجد علم عدم اتّصافه به و ما لم يتّصف بوجوب الوجود لم يمكن أن يتصف به لاستحالة الانقلاب بالضرورة.

و هذا الجواب ذكره جمال الدين الخوانسارى في حواشي الرّوضة و ظاهره كما ترى يفيد أن المراد بالموجود الذي جعل خبرا هو الموجود بوجوب الوجود فيتوجه عليه حينئذ أنّه لا ينفى الاله الموجود بالوجود الامكاني و إن أراد الأعمّ من الموجود بالوجوب و الموجود بالامكان فيعود الاشكال بأنّه لا ينفي إمكان إله غيره و لا يتمشى الجواب بأنّ نفى الوجود يستلزم نفى الامكان إذ لا انقلاب على هذا التقدير حتى يستحيل كما هو واضح، فتأمل في هذا المقام جيّدا فانّه من مزالّ الأقدام.

و وحده منصوب على الحالية و لا يضرّ كونه معرفة لتأويله بالنكرة أى متوحدا فالصّورة و إن كانت معرفة فهي في التّقدير نكرة على نحو و أرسلها العراك، أى معتركة، و قال: بعض النحويين إنّه منصوب على المفعولية و الفعل محذوف و الجملة حال، أى ينفرد وحده، و كيف كان فهي حال مؤكدة لمضمون الجملة على حدّ زيد أبوك عطوفا، و يحتمل التّأسيس بأن يكون المراد بالجملة التّوحيد في الذات، و بالحال التّوحيد في الصّفات، و جملة لا شريك له حال بعد حال، و هي تأكيد بعد تأكيد، و يحتمل التّأسيس: بأن يراد بها التّوحيد في الافعال، و ممتحنا و معتقدا صفتان جاريتان لغير من هماله، و جملة نتمسّك صفة أيضا، و جملة أرسله تحتمل الحالية و الوصفية، و إزاحة، و احتجاجا، و تحذيرا، و تخويفا منصوبات على المفعول لأجله.

المعنى

اعلم أنّه عليه السّلام قرن حمد اللّه سبحانه بالشّهادة بتوحيده، فقال (و أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له) و هذه الكلمة أشرف كلمة نطق بها في التّوحيد، و لذلك قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مروي أبي سعيد الخدري: ما قلت و لا قال القائلون قبلي مثل لا إله إلّا اللّه.

و قد ورد لهذه الكلمة الطيبة فضائل كثيرة في أخبار أهل العصمة عليهم السّلام فقد روى الصّدوق في كتاب التّوحيد باسناده عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: ما من شي ء أعظم ثوابا من شهادة أن لا إله إلّا اللّه، لأنّ اللّه عزّ و جل لا يعد له شي ء و لا يشركه في الأمر احد، و في الكافي، و ثواب الأعمال مثله.

و عن السّكوني عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله خير العبادة قول لا إله إلّا اللّه.

و عن أبي الطفيل عن علي عليه السّلام قال: ما من عبد مسلم يقول: لا إله إلّا اللّه، إلّا صعدت تخرق كلّ سقف و لا تمرّ بشي ء من سيّئاته إلّا طلستها«» حتّى ينتهى إلى مثلها من الحسنات فيقف، و عن الشيباني عن الرّضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنّ للّه عزّ و جلّ عمودا من ياقوتة حمراء رأسه تحت العرش و أسفله على ظهر الحوت في الأرض السّابعة السّفلى فاذا قال العبد: لا إله إلّا اللّه اهتزّ العرش و تحرك العمود و تحرك الحوت، فيقول اللّه تبارك و تعالى: اسكن يا عرشى فيقول: لا أسكن و أنت لم تغفر لقائلها، فيقول اللّه تبارك و تعالى: اشهد و اسكان سمواتي اني قد غفرت لقائلها.

و عن عبد السّلام بن صالح أبي الصّلت الهروي قال: كنت مع عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام حين رحل من نيشابور و هو راكب بغلة شهباء«» و إذا محمّد بن رافع و أحمد بن حرب و يحيى بن يحيى و اسحاق بن راهويه و عدّة من أهل العلم قد تعلّقوا بلجام بغلته في المربعة فقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث قد سمعته من أبيك، فأخرج رأسه من العمارية و عليه مطرف خزّ ذو وجهين، و قال: حدّثني أبي عبد الصّالح موسى بن جعفر قال: حدّثنى أبي الصّادق جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبى أبو جعفر محمّد بن عليّ باقر علم الأنبياء، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين سيد العابدين، قال: حدّثني أبي سيّد شباب أهل الجنّة الحسين، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: قال «سمعت خ» النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله يقول قال اللّه جلّ جلاله: إني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدوني، من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه بالاخلاص دخل حصني و من دخل حصني أمن من عذابي، و في رواية اخرى نحوه و في آخرها فلما مرّت الرّاحلة نادانا بشروطها و أنا من شروطها.

قال الصّدوق (ره) من شروطها الاقرار للرّضا عليه السّلام بأنّه إمام من قبل اللّه عزّ و جلّ على العباد مفترض الطاعة عليهم.

و في ثواب الأعمال عن أبي سعيد الخدري عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: قال اللّه جلّ جلاله لموسى بن عمران عليه السّلام: يا موسى لو أنّ السّماوات و عامريهنّ عندي و الأرضين السّبع في كفة و لا إله إلّا اللّه في كفّة مالت بهن لا إله إلّا اللّه، و مثله في التّوحيد.

و عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لقنوا موتاكم لا إله إلّا اللّه فانّها تهدم الذّنوب، فقالوا يا رسول اللّه: فمن قال في صحّته، فقال صلّى اللّه عليه و آله ذلك أهدم و أهدم، إنّ لا إله إلّا اللّه أنس للمؤمن في حياته و عند موته و حين يبعث، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: قال جبرئيل: يا محمّد لو تراهم حين يبعثون هذا مبيض وجهه ينادي لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و هذا مسودّ وجهه ينادي يا ويلاه يا ثبوراه.

و عن عبد اللّه بن الوليد رفعه قال: قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله: من قال لا إله إلّا اللّه غرست له شجرة في الجنّة من ياقوتة حمراء، منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل و أشدّ بياضا من الثّلج و أطيب ريحا، فيها أمثال أثداء الأبكار تفلق«» عن سبعين حلّة و في الكافي مثله.

و الأخبار في هذا الباب كثيرة، و في الاستقصاء إطالة، و فيما رويناها كفاية إنشاء اللّه (شهادة ممتحنا إخلاصها) أى مختبرا كونها مخلصا، يعني أنّه عليه السّلام اختبر قلبه في إخلاص هذه الشّهادة فوجده عريا عن شبهة الباطل و خالصا عن شوائب الشّرك (معتقدا مصاصها) أى خالصها، يعنى أنّ هذه الشّهادة صادرة عن صميم القلب، و القلب مطابق فيها للّسان و مذعن بخلوصها، و بالجملة ففي توصيف الشّهادة بهذين الوصفين إشارة إلى كونها في مرتبة الكمال و أنّها خالصة مخلّصة، و هذه المرتبة هي المطلوبة في باب التّوحيد، و إلّا فالشّهادة الصّادرة عن محض اللّسان إنّما تطهر جلد الانسان و لا يترتّب عليها ثمرة في الآخرة و أمّا الصّادرة بالاخلاص فهي الشّهادة في الحقيقة.

و لذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيما رواه في التّوحيد عنه صلّى اللّه عليه و آله: رأيت أشهد أن لا إله إلّا اللّه كلمة عظيمة كريمة على اللّه عزّ و جلّ، من قالها مخلصا استوجب

الجنّة و من قالها كاذبا عصمت ماله و دمه و كان مصيره إلى النّار.

و فيه أيضا عن زيد بن أرقم عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله من قال لا إله إلّا اللّه مخلصا دخل الجنة و إخلاصه بها أن حجزه لا إله إلّا اللّه عمّا حرّم اللّه، و رواه في ثواب الأعمال أيضا مثله.

و فيهما عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. أتاني جبرئيل بين الصّفا و المروة فقال يا محمّد: طوبى لمن قال من امّتك لا إله إلّا اللّه وحده مخلصا.

و في الكافي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: يا أبان إذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث، من شهد أن لا إله إلّا اللّه مخلصا وجبت له الجنّة، قال: قلت له: إنّه يأتيني من كلّ صنف من الأصناف أ فأ روي هذا الحديث قال: نعم يا أبان إنه إذا كان يوم القيامة و جمع اللّه الأوّلين و الآخرين فتسلب لا إله إلّا اللّه منهم إلّا من كان على هذا الأمر و المراد بسلبها منهم عدم نفعها لهم، لكون الولاية شرطا في التّوحيد كما مرّ في رواية الرّضا عليه السّلام من قوله: بشروطها و أنا من شروطها (نتمسك بها أبدا ما أبقانا و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا) لأنّها انس للمؤمن في حياته و في مماتة و حين يبعث كما مرّ في رواية ثواب الأعمال، فهي أعظم ذخيرة لأهوال الآخرة و شدايدها.

و قد مرّ في رواية ثواب الأعمال و التّوحيد: قوله تعالى لموسى بن عمران: لو أن السّماوات و عامريهنّ عندي و الأرضين السّبع في كفّة و لا إله إلّا اللّه في كفّة مالت بهنّ لا إله إلّا اللّه، فأىّ ذخيرة تكون أعظم منها ثمّ علّل عليه السّلام التّمسك و الادّخار بامور أربعة أولها ما أشار إليه بقوله عليه السّلام: (فانّها عزيمة الايمان) أى عقيدتها و ممّا يجب للمؤمن أن يعقد قلبه عليها، أو أنّها معزومة الايمان بمعنى أنّها ممّا ينبغي أن يجدّ فيها و يجتهد حسبما اشير إليه في بيان لغتها.

الثّاني قوله عليه السّلام: (و فاتحة الاحسان) أى ابتداء الاحسان و أوّله، و إضافته إليه من قبيل اضافة الجزئي إلى الكلّ، مثل فاتحة الكتاب، فيكون مصدرا بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب، و على هذا فالمراد بالاحسان هو التّوحيد و اصول الشريعة و يدلّ على صحّة إطلاقه بذلك ما رواه في التّوحيد عن موسى بن اسماعيل بن موسى ابن جعفر قال: حدّثني أبي عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: «هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ» قال: عليّ عليه السّلام: ما جزاء من أنعمت عليه بالتّوحيد إلّا الجنّة هذا، و يحتمل أن يكون الفاتحة وصفا من الفتح ضدّ الغلق فالاضافة لاميّة، و هذا هو الأظهر و المعنى أنّ الشّهادة باعثة لفتح أبواب الاحسان و الانعام و أنّها مفتاح لها، إذ بها يستحقّ العبد للفيوضات الأبدية و النّعم السر مديّة.

و يدلّ عليه مضافا إلى الأخبار السّالفة ما رواه في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السّلام من قال لا إله إلّا اللّه مخلصا طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الأسود من الرّق الأبيض، فاذا قال ثانية لا إله إلّا اللّه مخلصا خرق أبواب السّماء و صفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض اخشعوا لعظمة أمر اللّه، فاذا قال ثالثة مخلصا لا إله إلّا اللّه لم تنته دون العرش فيقول الجليل: اسكتي فوعزّتي و جلالي لأغفرنّ لقائلك بما كان فيه، ثمّ تلاهذه الآية: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ».

يعنى إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله و كلامه هذا، و ظهر لي معنى ثالث و هو أن يكون المصدر بمعنى الفاعل و يكون المراد أنّها ابتداء كون الرّجل محسنا مقابل كونه مسيئا.

الثّالث قوله عليه السّلام: (و مرضات الرّحمن) و ذلك واضح لأنّها محصّلة لمرضاته تعالى و رضائه و رضوانه و معدّة للخلد في جنانه.

الرّابع قوله عليه السّلام: (و مدحرة الشّيطان) و ذلك أيضا واضح لأنّ مقصود اللّعين هو الاضلال و الاغواء و الكفر، و الشّهادة بالاخلاص زاجرة له و كاسرة «قاصمة خ ل» لظهره و رافعة لكيده و مكره، و لذلك أنّ اللّعين بعد ما قال: «فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ».

عقّبه بالاستثناء بقوله: «إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ».

و في عدّة الدّاعي لأحمد بن فهد الحلّي قال: و قد روي عن النبىّ صلّى اللّه عليه و آله على كلّ قلب جاثم«» من الشّيطان، فإذا ذكر اسم اللّه خنس«» الشّيطان و ذاب و إذا ترك الذاكر التقمه فجذبه و أغواه و أستزلّه و أطغاه.

و في حديث آخر أنه قال الشّيطان على قلب ابن آدم له خرطوم مثل خرطوم الخنزير يوسوس لابن آدم ان أقبل على الدّنيا و ما لا يحلّ اللّه فاذا ذكر اللّه خنس: اى ذهب و استتر

شرح لاهیجی

من خطبة بعد انصرافه من صفّين

يعنى بعضى از خطبه هاى آن حضرت (ع) است بعد از مراجعت از صفّين و آن اسم موضعى است از شام احمده

استتماما لنعمته و استسلاما لعزّته و استعصاما لمعصيته در قاموس است استتمّ النّعمة سئل تمامها

يعنى حمد و شكر ميكنم خداى ( تعالى ) را از جهة حصول سؤال از براى اتمام نعمت او از جهة حصول انقياد و خضوع از براى قوّت و غلبه او و از جهة حصول امتناع از معصيت او بتوفيق و لطف او و مصادر ثلثه مفعول لاجله باشند از قبيل قعدت عن الحرب جنبا و ارداف لفظ حمد بسؤال اتمام نعمت ايمائى است لطيف باين كه شأن عبد شكر است نه حمد بتقريب استغراق بنعم كامله لا تعدّ و لا تحصى كه شكر هر يك انها واجب است عقلا و نقلا و اداء عشرى از اعشار و كمى از بسياران از حدّ اقتدار عبد بيرونست پس فراغت از ستايش واجبه كى مقدور گردد تا بنافله ان پردازد و امّا حصول سؤال اكمال نعمت بتقريب حصول نعمت استعداد است بفيض اقدس پس زبان استعداد فعليّت عبوديّت پيوسته بدرگاه ربّ العزّة باز است در استدعاء اتمام آن نعمت و رساندن باعلى مراتب رضوان و جنّت و امّا حصول انقياد و خضوع پس بتقريب حصول معرفت فطرى و غريزى باو باشد چه استلزام معرفت فطرى مر كمال خضوع و انقياد را از براى كاملين در استعداد از اوضح واضحاتست و چون حصول خضوع موجب از براى امتناع از معصيت است بلا شبهه و امتناع از معصيت متفرّع است بر ان باين سبب

مردّف ساخت اند و نعمت كامله را باين نعمت عظمى

و استعينه فاقة الى كفايته انّه لا يضلّ من هداه و لا يثل من عاداه و لا يفتقر من كفاه

يعنى طلب ميكنم عون و يارى او را از جهة حصول احتياج بسوى كفايت كردن و بى نياز گردانيدن او امّا طلب يارى در مطلوب او از جهة آنست كه كسى را كه او هدايت و راه نمائى كرد البتّه بمطلوب مى رسد و راه را گم نمى كند و امّا احتياج سائل بسبب آنست كه كسى كه خود را محتاج باو ندانست و در عرصه معادات با او در آورد خود را البتّه نجاتى از براى او نخواهد بود زيرا كه او قاهر و غالبست و قهر او گيرنده است و امّا كفايت و اغناء او از جهة آنست كه كسى را كه او بى نياز گردانيد هرگز محتاج بامرى نخواهد بود البتّه

فانّه ارجح ما وزن و افضل ما خزن

يعنى هرگاه بكفايت و اغناء او هرگز كسى محتاج بامرى نشود و مطلقا غنى گردد پس ان كفايت و اغناء او هرگاه سنجيده شود بميزان و محك اعتبار عقل البتّه زياده ايد از هر نقودى كه موزون بود بموازين از محسوس و معقول و بهتر ايد از هر جواهرى كه مخزون باشد در خزائن از حسّ و عقل

و اشهد ان لا اله الّا اللّه

يعنى شهادت مى دهم باين كه نيست معبود بحقّى مطلقا مگر موجود حقّ واجب الوجود صانع جميع عالم و اين كلمه شريفه چنانچه دلالت ميكند بر توحيد و يگانه بودن او دلالة ميكند بر هلاكت و بطلان ما سواى او از جهت آن كه هر غير هالكى فى الجمله مطلوبيّه و مطاعيّت را شايد و حولى و قوّتى در او متصوّر شود پس او الهيّة را شايد قوله ( تعالى ) أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ و اين كلمه طيّبه نفى كرد هر الهى را غير از او پس در هيچ چيز مطاعيّت نگذاشت و نيز دلالت كرد بر اين كه هر عبادتى كه سرزند از هر عابدى بالحقيقة عبادت او باشد و راجع باو شود از جهة آن كه عبادت نيست الّا غايت خضوع و تذلّل از براى ذى قوّت و قهر و ذى بركت و خير و قوّت و خير در هر جا كه متخيّل شود نيست الّا از او پس خضوع و تذلّل هر ذى قوّتى راجع شد باو و اين كلمه كلمه ذكر است چه متذكّر مى سازد ذاكر را بتوحيد ذات و توحيد صفات و توحيد افعال چنانچه مذكور شد و چون ذات حقّ را نسبتى با احدى نباشد پس هيچكس را وصله بعرفان ذات متعالى او ندارد و آن چه ممكن است از او در معرفت مرتبه رحمانيّة و فيض اوست چنانچه در بعضى از خطب است و برحمانيّته استوى على كلّ شي ء و رحمت البتّه منسوبست بمرحوم و مفاض و عبد بتقريب اين نسبة و استغراقش بمراحم بيكران و نعم بى پايان او اوّل التفاتى كه از براى او حاصل مى شود التفات بمنعم است كه موجب شكر او مى گردد و بشكر مستعدّ ادامه فيض و مرحمت مى شود و بزبان استعداد دائم سائل و امل است كرم وجود مقدّس او را و باين جهة كلمه الحمد

للّه كلمه دعا باشد نه ذكر و چون اوّل توجّه بكلمه شكر است و از ان مستعدّ و مستحقّ افاضات معارف و كمالات مى گردد ابتداء شده بحمد كه كلمه شكر است و بعد از ان اشتغال يافته بكلمه ذكر كه كلمه طيّبه است

شهادة ممتحنا اخلاصها

يعنى شهادتى كه امتحان و آزموده شده باشد اخلاص آن شهادترا در حديث است كه امام جعفر صادق (ع) گفتند كه كسى كه بگويد لا اله الّا اللّه مخلصا داخل مى شود ببهشت و گفتند اخلاص ان اينست كه مانع بشود لا اله الّا اللّه او را از هر چيزى كه خداى عزّ و جلّ حرام كرده است و بمضمون اين حديث اشاره است ممتحنا اخلاصها يعنى شهادتى كه آزموده شده باشد اخلاص متعلّقه بان شهادت را بسبب اين كه بازداشته است قائلش را از جميع مناهى و محرّمات

معتقدا مصاصها

مصاص بضمّ يعنى خالص يعنى شهادتى كه اين صفت داشته باشد كه اعتقاد شده باشد خلوص و صدق ان شهادت را مرويست از حضرت رضا (ع) كه گفتند كه گفت رسول خدا (ص) بدرستى كه لا اله الّا اللّه كلمه عظيمه كريمه است بر خداى عزّ و جلّ كسى كه بگويد آنرا مخلصا مستوجب بهشت مى شود و كسى كه بگويد كاذبا محفوظ گردانيده است مال و خون خود را و بازگشت او بسوى اتش باشد و نظر باين حديث اخلاص بمعنى صادق دانستن نيز باشد و مطابق اين حديث است مضمون معتقدا مصاصها يعنى شهادتى كه اعتقاد شده باشد خلوص و صدق آن شهادترا

نتمسّك بها ابدا ما ابقانا و ندّخر لاهاويل ما يلقاها

يعنى در حالتى كه متمسّك باشيم به آن شهادت هميشه مادامى كه خداى تعالى باقى دارد ما را و ذخيره كنيم آن شهادترا از براى خوفهاى چيزى كه مى رسد ما را از امر اخرت

فانّها عزيمة الايمان

یعنى از جهة آن كه ان شهادت واجب و لا بدّ منه ايمانست زيرا كه چون توحيد فطريست و از جمله تصديقات اوّليه است پس اوّل كلمه در دين اقرار باين كلمه است و تتمّه اقارير از فروع و توابع انست مرويست كه حضرت رسول (ص) فرمود كه حقّ خداى تعالى بر عباد آنست كه شريكى از براى او قرار ندهند و نيز مرويست كه حضرت رسول (ص) فرمود بهترين عبادات گفتن لا اله الّا اللّه است

و فاتحة الاحسان

يعنى از جهة اين كه آن شهادت ابتداء احسان خداست مرويست كه گفتن لا اله الّا اللّه ثمن و قيمت بهشتست و نيز در حديث است كه كسى كه بگويد لا اله الّا اللّه وحده لا شريك له پس از براى او است بهشت

و مرضات الرّحمن

يعنى رضاء رحمن و سبب خوشنودى او است مرويست كه نيست كلمه از كلام نزد خداى تعالى درست تر از گفتن لا اله الّا اللّه و محبوب هر كس البتّه مرضى اوست

و مدحرة الشّيطان

يعنى آن شهادت منع و دور كردن شيطانست مرويست كه از رسول خدا (ص) كه گفت كه مى گويد خداى جلّ جلاله كه لا اله الّا اللّه حصن و حصار من است پس كسى كه داخل او بشود امن از عذاب منست سرّ همه آنست كه چون اين كلمه مشتمل بر توحيد ذات و صفات و افعالست غايت قصواى همه عبادات و منتهاى رضاء معبود است و مانع قرب شيطان عنود است قوله (تعالى) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا

شرح ابن ابی الحدید

2 و من خطبة له ع بعد انصرافه من صفين

صفين اسم الأرض التي كانت فيها الحرب و النون فيها أصلية ذكر ذلك صاحب الصحاح فوزنها على هذا فعيل كفسيق و خمير و صريع و ظليم و ضليل . فإن قيل فاشتقاقه مما ذا يكون . قيل لو كان اسما لحيوان لأمكن أن يكون من صفن الفرس إذا قام على ثلاث و أقام الرابعة على طرف الحافر يصفن بالكسر صفونا أو من صفن القوم إذا صفوا أقدامهم لا يخرج بعضها من بعض . فإن قيل أ يمكن أن يشتق من ذلك و هو اسم أرض . قيل يمكن على تعسف و هو أن تكون تلك الأرض لما كانت مما تصفن فيها الخيل أو تصطف فيها الأقدام سميت صفين . فإن قيل أ يمكن أن تكون النون زائدة مع الياء كما هما في غسلين و عفرين . قيل لو جاء في الأصل صف بكسر الصاد لأمكن أن تتوهم الزيادة كالزيادة في غسل و هو ما يغتسل به نحو الخطمي و غيره فقيل غسلين لما يسيل من صديد أهل النار و دمائهم و كالزيادة في عفر و هو الخبيث الداهي فقيل عفرين لمأسدة بعينها و قيل عفريت للداهية هكذا ذكروه و لقائل أن يقول لهم أ ليس قد قالوا للأسد عفرني بفتح العين و أصله العفر بالكسر فقد بان أنهم لم يراعوا في اشتقاقهم و تصريف كلامهم الحركة المخصوصة و إنما يراعون الحرف و لا كل الحروف بل الأصلي منها فغير ممتنع على هذا عندنا أن تكون الياء و النون زائدتين في صفين . و صفين اسم غير منصرف للتأنيث و التعريف قال

  • إني أدين بما دان الوصي بهيوم الخريبة من قتل المحلينا
  • و بالذي دان يوم النهر دنت به و شاركت كفه كفي بصفينا
  • تلك الدماء معا يا رب في عنقيثم اسقني مثلها آمين آمينا

أَحْمَدُهُ اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِهِ وَ اسْتِسْلَاماً لِعِزَّتِهِ وَ اسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ وَ أَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِهِ إِنَّهُ لَا يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ وَ لَا يَئِلُ مَنْ عَادَاهُ وَ لَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ فَإِنَّهُ أَرْجَحُ مَا وُزِنَ وَ أَفْضَلُ مَا خُزِنَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلَاصُهَا مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا وَ نَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الْإِيمَانِ وَ فَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ وَ مَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ وَ مَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ

وأل أي نجا يئل و المصاص خالص الشي ء و الفاقة الحاجة و الفقر الأهاويل جمع أهوال و الأهوال جمع هول فهو جمع الجمع كما قالوا أنعام و أناعيم و قيل أهاويل أصله تهاويل و هي ما يهولك من شي ء أي يروعك و إن جاز هذا فهو بعيد لأن التاء قل أن تبدل همزة و العزيمة النية المقطوع عليها و مدحرة الشيطان أي تدحره أي تبعده و تطرده . و قوله ع استتماما و استسلاما و استعصاما من لطيف الكناية و بديعها فسبحان من خصه بالفضائل التي لا تنتهي ألسنة الفصحاء إلى وصفها و جعله إمام كل ذي علم و قدوة كل صاحب خصيصة . و قوله فإنه أرجح الهاء عائدة إلى ما دل عليه قوله أحمده يعني الحمد و الفعل يدل على المصدر و ترجع الضمائر إليه كقوله تعالى بَلْ هُوَ شَرٌّ و هو ضمير البخل الذي دل عليه قوله يَبْخَلُونَ

باب لزوم ما لا يلزم و إيراد أمثلة منه

و قوله ع وزن و خزن بلزوم الزاي من الباب المسمى لزوم ما لا يلزم و هو أحد أنواع البديع و ذلك أن تكون الحروف التي قبل الفاصلة حرفا واحدا هذا في المنثور و أما في المنظوم فأن تتساوى الحروف التي قبل الروي مع كونها ليست بواجبة التساوي مثال ذلك قول بعض شعراء الحماسة

  • بيضاء باكرها النعيم فصاغهابلباقة فأدقها و أجلها
  • حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ما كان أكثرها لنا و أقلها
  • و إذا وجدت لها وساوس سلوةشفع الضمير إلى الفؤاد فسلها

أ لا تراه كيف قد لزم اللام الأولى من اللامين اللذين صارا حرفا مشددا فالثاني منهما هو الروي و اللام الأول الذي قبله التزام ما لا يلزم فلو قال في القصيدة وصلها و قبلها و فعلها لجاز . و احترزنا نحن بقولنا مع كونها ليست بواجبة التساوي عن قول الراجز و هو من شعر الحماسة أيضا

  • و فيشة ليست كهذي الفيشقد ملئت من نزق و طيش
  • إذا بدت قلت أمير الجيش من ذاقها يعرف طعم العيش

فإن لزوم الياء قبل حرف الروي ليس من هذا الباب لأنه لزوم واجب أ لا ترى أنه لو قال في هذا الرجز البطش و الفرش و العرش لم يجز لأن الردف لا يجوز أن يكون حرفا خارجا عن حروف العلة و قد جاء من اللزوم في الكتاب العزيز مواضع ليست بكثيرة فمنها قوله سبحانه فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا قالَ أَ راغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَ اهْجُرْنِي مَلِيًّا و قوله تعالى وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ و قوله اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ و قوله وَ الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ و قوله بِكاهِنٍ وَ لا مَجْنُونٍ أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ و قوله فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ و قوله فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَ نِعْمَ النَّصِيرُ و الظاهر أن ذلك غير مقصود قصده . و مما ورد منه في كلام العرب أن لقيط بن زرارة تزوج ابنة قيس بن خالد الشيباني فأحبته فلما قتل عنها تزوجت غيره فكانت تذكر لقيطا فسألها عن حبها له فقالت أذكره و قد خرج تارة في يوم دجن و قد تطيب و شرب الخمر و طرد بقرا فصرع بعضها ثم جاءني و به نضح دم و عبير فضمني ضمة و شمني شمة فليتني كنت مت ثمة . و قد صنع أبو العلاء المعري كتابا في اللزوم من نظمه فأتى فيه بالجيد و الردي ء و أكثره متكلف و من جيده قوله

  • لا تطلبن بآلة لك حالةقلم البليغ بغير حظ مغزل
  • سكن السماكان السماء كلاهماهذا له رمح و هذا أعزل

شرح نهج البلاغه منظوم

(و من خطبة لّه عليه السّلام بعد انصرافه من صفّين)

القسم الأول

أحمده استتماما لّنعمته، و استسلاما لعزّته، و استعصاما من معصيته، و أستعينه فاقة إلى كفايته، إنّه لا يضلّ من هداه و لا يئل من عاداه، و لا يفتقر من كفاه، فإنّه أرجح ما وزن، و أفضل ما خزن، و أشهد أن لّا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مّصاصها، نتمسّك بها ابدا ما أبقانا، و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا، فإنّها عزيمة الأيمان، و فاتحة الإحسان، و مرضاة الرّحمن، و مدحرة الشّيطان.

ترجمه

(ترجمه خطبه كه پس از بازگشت از صفّين آن حضرت ايراد فرمود) خداوند متعال را از براى تمامى نعمتش و فرمانبردارى در مقابل عزّتش و نگهدارى از معصيتش سپاس مى گذارم، و يارى مى طلبم از او براى نيازمندئى كه بكفايت او دارم، هدايت كرده او گمراه و دشمن او رستگار و كفايت شده او محتاج نمى گردد، پس خداوند متعال (در ميزان سنجش عقل) سنگين ترين اشياء و (در خزاين نفوس ملكوتى) گرانبهاترين گوهرها ميباشد، من بر اين كه جز آن خداى يكتاى بى شريك خدائى نيست گواهى مى دهم، گواهيى كه از روى اخلاص آزموده و پاك و اعتقادى خالص و پاكيزه برميخيزد، هميشه تا ما زنده ايم چنگ بدامان او زده و ايمان باو را براى سختى هايى كه در پيش داريم ذخيره مى كنيم، زيرا كلمه شهادت لازمه ايمان و گشاينده باب احسان و سبب خوشنودى رحمن و دورى شيطان از انسان ميباشد.

نظم

  • پس از برگشتن از جنگ صفّينكه آن حضرت كشيد از شاميان كين
  • سپاسى خواست آرد بهر يزدان چنين حمد خدا را كرد تبيان
  • نمايم بهر استتمام نعمتسپاس حق ز استسلام عزّت
  • چو نعمتهاى حق بر من تمام است ز عزّتهاى او كارم بكام است
  • مرا از معصيتها او نگه داشتبسى منّت بمن زين راه بگذاشت
  • ز من جز شكر او كارى نيايدكه شكر نعمتش نعمت فزايد
  • بهر كارى مرا او يار و ياوربهر راهى مرا هادىّ و رهبر
  • كسى را كو بشهراه هدايت كشيد ايمن شد از چاه غوايت
  • نجاتى نيست بهر دشمن اوزنار ايمن نشد جان و تن او
  • كفايت كرده او بى نياز است در لطفش بسوى او فراز است
  • كفايتهاى آن سلطان دورانز هر چيزيست سنگين تر بميزان
  • بود يك نظره از لطفش افزون ز گوهرهاى مكنون درّ مخزون
  • شهادت مى دهم بر وحدت اوكسى را نيست قدرت شركت او
  • خود او مستجمع جمع صفات است ز هر نقصش مبرّا پاك ذات است
  • گواهى دادنم ز اخلاص پاكستكز انوارش درونم تابناكست
  • بدامانش زدم چنگ بقاراز زشتيها نگه دار است ما را
  • تمسّك از عزيمتهاى ايمانبود و ز او است فتح باب احسان
  • بيكتائىّ ايزد هر كه اقراركند قلبش شود روشن بدار تار
  • ز خود راضى خدا كرده است و مسرورشود شيطان بصد فرسنگ از او دور

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 : وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 موضوع "وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره" را بیان می کند.
No image

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 : وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 موضوع "وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS