خطبه 40 نهج البلاغه : ضرورت حكومت

خطبه 40 نهج البلاغه : ضرورت حكومت

موضوع خطبه 40 نهج البلاغه

متن خطبه 40 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 40 نهج البلاغه

ضرورت حكومت

متن خطبه 40 نهج البلاغه

قَالَ عليه السلام كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ وَ لَكِنْ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَوَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ وَ يَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ وَ يُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الْأَجَلَ وَ يُجْمَعُ بِهِ الْفَيْ ءُ وَ يُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ وَ يُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ عليه السلام لَمَّا سَمِعَ تَحْكِيمَهُمْ قَالَ حُكْمَ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ وَ قَالَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَيَعْمَلُ فِيهَا التَّقِيُّ وَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْفَاجِرَةُ فَيَتَمَتَّعُ فِيهَا الشَّقِيُّ إِلَى أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ وَ تُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ

ترجمه مرحوم فیض

40- از سخنان آن حضرت عليه السّلام است هنگاميكه شنيد سخن خوارج نهروان را: «نيست حكمى مگر از جانب خدا» فرمود:

(1) سخن حقّى است كه از آن اراده باطل ميشود، آرى نيست حكمى مگر از جانب خدا (خداوند متعال حاكم بجميع امور و واجب الإطاعه است و از مقتضيات احكام الهىّ آنست كه بايد در ميان خلق امير و رئيسى باشد تا امر معاش و معادشان را منظّم نمايد) (2) و ليكن خوارج مى گويند: امارت و رياست (در بين خلق) مخصوص خداوند است، و حال آنكه ناچار براى مردم اميرى لازم است خواه نيكوكار يا بد كار باشد، (3) مؤمن در امارت و حكومت او بطاعت مشغول است و كافر بهره خود را مى يابد (همه با بودن امير از هرج و مرج و اضطراب و نگرانى آسوده اند) و خداوند در زمان او هر كه را باجل مقدّر مى رساند (با نبودن امير مردم بجان هم مى افتند) و بتوسّط او ماليات جمع مى گردد (تا در وقت حاجت بكار بندد) و با دشمن جنگ ميشود، و راهها (از دزدها و ياغيها) ايمن مى گردد، و حقّ ضعيف و ناتوان از قوىّ و ستمكار گرفته ميشود تا نيكوكار در رفاه و از (شرّ) بد كار آسوده ماند. (سيّد رضىّ فرمايد:) (4) در روايت ديگر وارد شده كه چون حضرت سخن خوارج را شنيد (كه مى گفتند: نيست حكمى مگر از جانب خدا) فرمود: منتظر حكم خدا در باره (كشتن) شما هستم، و فرمود: (5) پرهيزكار در زمان امير عادل بطاعت خدا مشغول است و زيانكار در زمان امير فاجر بهره خود را مى يابد تا اينكه عمر هر يك بسر آمده مرگ را دريابند (آنگاه او به پاداش و اين بكيفر كردار خود خواهد رسيد).

ترجمه مرحوم شهیدی

40 و از سخنان آن حضرت است چون سخن خوارج را شنيد كه مى گفتند «لا حكم إلّا للّه» فرمود:

سخنى است حقّ كه بدان باطلى را خواهند. آرى حكم، جز از آن خدا نيست، ليكن اينان گويند فرمانروايى را، جز خدا روا نيست، حالى كه مردم را حاكمى بايد نيكو كردار يا تبه كار، تا در حكومت او مرد با ايمان كار خويش كند، و كافر بهره خود برد، تا آن گاه كه وعده حقّ سر رسد و مدت هر دو در رسد. در سايه حكومت او مال ديوانى را فراهم آورند با دشمنان پيكار كنند، و راهها را ايمن سازند، و به نيروى او حقّ ناتوان را از توانا بستانند، تا نيكو كردار روز به آسودگى به شب رساند، و از گزند تبه كار در امان ماند. [و در روايت ديگرى است كه چون سخن آنان را در باره حكميّت شنيد فرمود:] انتظار حكم خدا را در باره شما مى دارم، [و فرمود:] امّا حكومتى كه بر پايه كردار نيك باشد، پرهيزگار در آن كار خود كند، و در حكومتى كه بر اساس تبهكارى است، بد كردار بهره خويش برد تا آن گاه اجلش سر رسد و مرگش در رسد.

ترجمه مرحوم خویی

أز جمله كلام آن عاليمقام است در شأن خوارج نهروان وقتى كه شنيد گفتار ايشان را كه لا حكم إلا للّه مى گفتند يعنى هيچ حكم نيست مگر خداوند راآن حضرت فرمود: كه اين سخن سخن حقى است كه اراده شده به آن أمر باطل بلى بدرستى كه هيچ حكمى نيست مگر خداى را و لكن اين جماعت مقصودشان از اين سخن اين است كه هيچ امارت نيست در ميان مردمان و حال آنكه اين حرف بى وجه است از جهت اين كه ناچار است مردم را از اميرى نيكوكار يابد كار تا اين كه عمل كند در زمان امارت أمير نيكوكار مؤمن پرهيزكار به أو امر و نواهي پروردگار، و لذت بر دارد در زمان أمير فاجر منافق و كافر، و تا برساند خداى تعالى در امارت آن امير مردمان را بمنتهاى زمان و جمع شود به وجود آن أمير غنيمت، و قتال كرده شود بواسطه او با دشمنان، و آسوده شود بسبب او راههاى بيابان، و گرفته شود به عدالت او حق ضعيف بيچاره أز صاحب قوة با شوكت تا آسوده و راحت شود نيكوكار و راحتى يافته شود از شرير روزگار.

سيد مرحوم گفته در روايت ديگر وارد شده كه آن حضرت زمانى كه شنيد لا حكم إلا للّه گفتن خارجيان را فرمود: كه حكم خداوند را انتظار مى كشم در حق شما كه حلول وقت قتل ايشان بود و فرمود آن حضرت كه أما أمارت نيكو پس عمل مى كند در آن پرهيزكار و أما أمارت بد پس تمتع يابد در آن تبه كار تا آنكه منقطع شود و بنهايت برسد مدت عمر او در زمان، و در يابد و اداراك نمايد او را مرگ ناگهان، و اللّه أعلم بسرّ كلامه عليه السّلام.

شرح ابن میثم

39- و من كلام له عليه السّلام فى الخوارج لما سمع قولهم: لا حكم إلا للّه،

قال عليه السّلام كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ- نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ- وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ- إِلَّا لِلَّهِ- وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ- يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ- وَ يَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ- وَ يُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الْأَجَلَ وَ يُجْمَعُ بِهِ الْفَيْ ءُ- وَ يُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ- وَ يُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ- حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ ع لَمَّا سَمِعَ تَحْكِيمَهُمْ قَالَ حُكْمَ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ- وَ قَالَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَيَعْمَلُ فِيهَا التَّقِيُّ- وَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْفَاجِرَةُ فَيَتَمَتَّعُ فِيهَا الشَّقِيُّ- إِلَى أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ وَ تُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ

المعنى

قوله: كلمة حقّ يراد بها الباطل

أقول: قوله: كلمة حقّ يراد بها الباطل. هذه كلمة ردّ لما انغرس في أذهان الخوارج من حقيّة دعاء أصحاب معاوية إلى كتاب اللّه: أى أنّ دعائهم لكم إلى كتاب اللّه كلمة حقّ لكن ليس مقصودهم بها كتاب اللّه بل غرض آخر باطل و هو فتور الحرب عنهم و تفرّق أهوائكم و نحوه ممّا لا يجوز أن يفعل.

قوله: لا حكم إلّا للّه.

قوله: لا حكم إلّا للّه. تصديق لقولهم لكن لما عليه الكلمة في نفس الأمر لا لما رأوه حقّا من ظاهرها فإنّ حصر الحكم ليس بحقّ على معنى أنّه ليس للعبد أن يحكم بغير ما نصّ كتاب اللّه عليه فإنّ أكثر الأحكام الفروعيّة غير منصوص عليها مع أنّها أحكام اللّه بل تكون منتزعة بحسب الاجتهاد و ساير طرقها لمن كان أهلا لذلك، و يجب على من ليس له أهليّة الاجتهاد امتثالها، و لمّا تصوّر الخوارج تلك الكلمة بمعنى أنّه لا يصحّ حكم لم يوجد في كتاب اللّه و لا يجوز امتثاله و العمل به لا جرم قال: نعم لا حكم إلّا للّه لكن هؤلاء القوم يقولون: لا إمرة: أي لمّا نفوا أن يكون لغير اللّه حكم لم ينصّ عليه فقد نفوا الإمرة لأنّ استنباط الأحكام و النظر في وجوه المصالح من لوازم الإمرة الّتي هى حال الأمير في رعيّته، و نفى اللازم يستلزم نفى الملزوم، و لمّا كانوا قد نفوا الإمرة كذّبهم عليه السّلام بقوله: و لا بدّ للناس من أمير برّ أو فاجر. فكان جملة الكلام في معنى شرطيّة متّصلة هكذا: إذا قالوا لا حكم إلّا للّه كما تصوّروه فقد قالوا بنفى الإمرة لكنّ القول بنفى الإمرة باطل فالقول بنفى الحكم إلّا للّه كما تصوّروه باطل. فقوله: و لا بدّ للناس من أمير. في معنى استثناء نقيض تالى المتّصلة، و تقريره: أنّ الإنسان خلق ممنوّا بمقارنة النفس الأمّارة بالسوء محتاجا إلى مجموع قوى في بدنه هى منابع الشرّ. فأهواء الخلق لذلك مختلفة، و قلوبهم متفرّقة فكانت طبيعة نظام أحوالهم في معاشهم و بقائهم محوجة إلى سلطان قاهر تأتلف برهبته الأهواء، و تجتمع بهيبته القلوب، و تنكفّ بسطوته الأيدى العادية إذ في طباع الخلق من حبّ المغالبة على ما آثروه، و القهر لمن عاندوه ما لا ينكفّون عنه إلّا بمانع قوىّ و رادع ملىّ. و قد أفصح المتنبّى عن ذلك حيث يقول:

  • لا يسلم الشرف الرفيع من الأذىحتّى يراق على جوانبه الدم
  • و الظلم من شيم النفوس فإن تجد ذاعفة فلعلّة لا يظلم

و هذه العلّة المانعة من الظلم عند الاستقراء يرجع إلى امور أربعة: إمّا عقل زاجر، أو دين حاجز، أو عجز مانع، أو سلطان رادع. و السلطان القاهر أبلغها نفعا لأنّ العقل و الدين ربّما كانا مغلوبين بدواعى الهوى فيكون رهبة السلطان أقوى ردعا و أعمّ نفعا و إن كان جائرا فإنّه روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه ليؤيّد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم في الآخرة، و روى: بالرجل الفاسق، و روى عنه أنّه قال: الإمام الجائر خير من الفتنة فكلّ لا خير فيه في، و بعض الشرّ خيار: أى و أنّ وجود الإمام و إن كان جائرا خير من عدمه المستلزم لوجود الفتنة و وقوع الهرج و المرج بين الخلق إذ كان بوجوده صلاح بعض الامور على أنّه و إن كان لا خير فيه أيضا من جهة ما هو جائر كما قال: و كلّ لا خير فيه إلّا أنّ هيبته و وجوده بين الخلق ممّا يوجب الانزجار عن إثارة الفتن و يكون ذلك خيرا وقع في الوجود بوجوده لا يحصل مع عدمه فوجوده مطلقا واجب و ذلك معنى قوله عليه السّلام: لا بدّ للناس من أمير برّ أو فاجر.

و قوله: يعمل في إمرته المؤمن و يستمتع فيها الكافر.

و قوله: يعمل في إمرته المؤمن و يستمتع فيها الكافر. الضمير في إمرته لمّا عاد إلى الأمير، و كان لفظ الأمير محتملا للبرّ و الفاجر كان المراد بالإمرة الّتي يعمل فيها المؤمن إمرة الأمير من حيث هو برّ، و بالّتي يستمتع فيها الكافر إمرته من حيث هو فاجر، و هذا أولى من قول بعض الشارحين: إنّ الضمير يعود إلى الفاجر فإنّ إمرة الفاجر ليست مظنّة تمكّن المؤمن من عمله، و المراد يعمل المؤمن في إمرة البرّ عمله على وفق أوامر اللّه و نواهيه إذ ذلك وقت تمكّنه منه، و المراد باستمتاع الكافر في إمرة الفاجر انهما كه في اللذّات الحاضرة الّتي يخالف فيها أوامر اللّه و ذلك في وقت تمكّنه من مخالفة الدين.

و قوله: يبلّغ اللّه فيها الأجل.

و قوله: يبلّغ اللّه فيها الأجل. أى في إمرة الأمير سواء كان برّا أو فاجرا، و فائدة هذه الكلمة تذكير العصاة ببلوغ الأجل و تخويفهم به.

و قوله: و يجمع به الفى ء. إلى قوله: القوىّ.

و قوله: و يجمع به الفى ء. إلى قوله: القوىّ. الضمائر المجرورة كلّها راجعة إلى الأمير المطلق إذ قد تحصل الامور المذكورة كلّها من وجوده كيف كان برّا أو فاجرا. و ممّا يؤيّد ذلك أنّ أكثر الخلق متّفقون على أنّ امراء بنى اميّة كانوا فجّارا عدا رجلين أو ثلاثة: كعثمان و عمر بن عبد العزيز و كان الفى ء يجمع بهم، و البلاد تفتح في أيّامهم، و الثغور الإسلاميّة محروسة، و السبل آمنة، و القوىّ مأخوذ بالضعيف، و لم يضرّ جورهم شيئا في تلك الامور.

و قوله: حتّى يستريح برّ و يستراح من فاجر.

و قوله: حتّى يستريح برّ و يستراح من فاجر. غاية من الامور المذكورة: أى غاية صدور هذه الامور أن يستريح برّ بوجودها و يستراح من تعدّى الفاجر و بغيه، و قيل: أراد أنّ هذه الامور لا تزال تحصل بوجود الأمير برّا كان أو فاجرا إلى أن يستريح برّ بموته، و يستراح من فاجر بموته أو بعزله، و أمّا الرواية الاخرى فمعنى الكلام فيها ظاهر، و باللّه التوفيق.

ترجمه شرح ابن میثم

39- از سخنان آن حضرت (ع) است كه در باره خوارج نهروان فرمود هنگامى كه شنيد آنها مى گويند «جز حكم خدا حكمى نيست».

كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ- نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ- وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ- إِلَّا لِلَّهِ- وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ- يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ- وَ يَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ- وَ يُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الْأَجَلَ وَ يُجْمَعُ بِهِ الْفَيْ ءُ- وَ يُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ- وَ يُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ- حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ ع لَمَّا سَمِعَ تَحْكِيمَهُمْ قَالَ- حُكْمَ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ- وَ قَالَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَيَعْمَلُ فِيهَا التَّقِيُّ- وَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْفَاجِرَةُ فَيَتَمَتَّعُ فِيهَا الشَّقِيُّ- إِلَى أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ وَ تُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ

ترجمه

«آرى اين گفتار حقى است ولى از آن اراده باطل كرده اند [معاويه با قرآن بر نيزه كردن خوارج را فريب داد، ظاهر كار معاويه دعوت بداورى قرآن بود، امّا در باطن قصد تشتّت و تفرقه مسلمين را داشت ] آنچه خوارج اظهار مى دارند «لا حكم الّا للّه» پذيرفتنى است ولى نظر آنها از اداى اين سخن كه فرماندهى و حكمرانى از آن خداست نپذيرفتنى، زيرا مردم ناگزيرند براى اداره امورشان فرماندهى نيكوكار، يا بد كار داشته باشند (تا اگر حاكم نيكوكار باشد) ايمان دارندگان به سعادت آخرت و كفّار نيز بخير دنيوى شان دست يابند و خداوند آنها را به پايان كارشان برساند. و به وسيله او اموال بيت المال مسلمانان گردآورى شود، دشمنان خدا سركوب، راهها امن و حق بيچارگان از زورمداران گرفته شود. رعاياى مؤمن آسوده خاطر شوند، و از ستم ستمگران در امان بمانند.

به روايت ديگر هنگامى كه حضرت گفته خوارج را شنيد، فرمود: در باره شما حكم خداوند را انتظار مى كشم... در ادامه، سخن را چنين بپايان رساندند كه در حكومت امير نيكوكار، پرهيزگار به خواسته هاى خود كه سعادت اخروى و جلب رضاى خداوند است مى رسد و در حكومت امير بدكار افراد بدكار و با شقاوت بهره دنيوى خود را خواهند برد، تا بدان هنگام كه روزگار بدكار بسر آيد و مرگ او فرا رسد.»

شرح

منظور از اين فرموده حضرت: كلمة حقّ يراد بها الباطل،

ردّ و انكار آن چيزى است كه در ذهن خوارج «از صحّت ادّعاى پيروان معاويه كه: بياييد كتاب خدا را داور قرار دهيم» جا گرفته بود. بنا بر اين معناى واقعى سخن چنين است، دعوت پيروان معاويه از شما بداورى كتاب خدا، سخن حقّى است، ولى آنها قصد باطل و نادرستى دارند و آن فروكش كردن شدّت جنگ و تفرقه آرا و مانند اين امور است كه صحيح نيست انجام شود.

كلام حضرت، در پاسخ خوارج كه حكمى جز حكم خدا نيست تصديق گفته آنها از جهت حقيقت معناى كلمه است، نه آنچه به نظر آنها مى رسيده حق بوده است زيرا تمام دستورات را، در فرمانهاى صريح و احكام روشن خداوند محدود كردن، صحيح نيست، بدين معنا كه براى بنده خدا هيچ دستور العملى جز كتاب خدا نباشد. بدين دليل كه بيشتر احكام فرعى بصراحت در قرآن نيامده، با اين كه حكم خدايى هستند و از طريق اجتهاد و ديگر طرق براى كسانى كه اهل استنباط و اجتهادند بدست مى آيند. و آنها كه اهل اجتهاد نيستند لازم است كه بدين احكام عمل كنند.

چون نظر خوارج از جمله «لا حكم الّا للّه» اين بوده، هر حكمى كه در كتاب خداوند نباشد پيروى كردن از آن جايز نيست و عمل بدان نارواست، حضرت فرموده اند: بلى جز حكم خدا حكمى نيست، امّا خوارج از طريق نفى حكم غير خدا مى خواهند فرمانروايى را از غير خدا نفى كنند، بدين شرح وقتى كه براى غير خدا هيچ دستورى نباشد، حكومت و فرماندهى غير خدا نيز نفى مى شود.

زيرا استنباط حكم و در نظر گرفتن خير جامعه از وظايف حكومت و در رابطه با رعايت حال مردم است. نفى حكم غير خدا بوسيله خوارج، موجب نفى امارت و حكومت انسانهاست. نفى حكومت و امارت از ناحيه خوارج سبب شد تا امام (ع) آنها را تكذيب كرده بفرمايد: «مردم بضرورت بايد أميرى نيكوكار يا بدكار داشته باشند». به عبارت ديگر سخن خوارج را حضرت بصورت قضيّه شرطيّه متعدّد آورده و رد كرده است بدين سان كه چون خوارج نفى حكم غير خدا را كردند در حقيقت نفى امارت و حكومت كردند ولى نفى امارت و حكومت غير خدا كردن امر باطلى است. نتيجه آن كه ادعاى خوارج نيز باطل است سپس حضرت نقيض تالى قضيّه را استثناء كرده، مى فرمايند: ولى ناگزير براى جامعه اميرى نيكوكار يا بد كار لازم است بنا بر اين گفته خوارج كه هيچ حكمى جز حكم مخصوص از جانب خدا قابل قبول و اجرا نيست، مردود مى باشد.

توضيح كلام امام (ع) كه براى جامعه اميرى «خوب يا بد» ضرورت دارد، اين است كه انسان با نفس امّاره قرين آفريده شده، و نيازمند تمامى قواى جسمانيش مى باشد و نفس امّاره سرچشمه تمام بديهاست. بدين جهت خواسته هاى مردم گوناگون و متضادّ هم اند و دلهايشان پراكنده است بنا بر اين نظام زندگى آنها، در حيات و بقا محتاج فرماندهى است، كه مسلّط بر اوضاع و احوال باشد و خواسته هاى نابجا و گوناگون، از ترس او بهم نزديك و دلهاى متفرق از هيبت او مجتمع و دستهاى تجاوزگر از اقتدار او بسته شوند، زيرا سرشت آدميان چنين است كه آنچه مى خواهند بهر شيوه اى بدست آرند، و هر كسى را به بهانه دشمنى سركوب كنند. انسانها از اين ماجراجويى جز بوسيله باز دارنده اى قوى و مانعى بزرگ دست بردار نيستند. در اين زمينه شاعر زبردست عرب «متنبّى» چه زيبا و با صراحت حقيقت را بيان داشته است.

  • لا يسلم الشّرف الرفيع من الاذىحتى يراق على جوانبه الدّم
  • و الظلم من شيم النفوس فانتجد ذاعفه فلعلّه لا يظلم

خلاصه بيت دوّم اين است كه وارستگى دليل مى خواهد، و گرنه ستمگرى مطابق سرشت انسانى است و نياز بدليل ندارد. با تحقيق و كنكاش در مى يابيم، ادلّه اى كه انسان را از ستمگرى باز مى دارند چهار چيزند بگونه ذيل: 1- عقل سركوب دهنده 2- ديانت مانع شونده 3- ناتوانى باز دارنده 4- سلطان جلوگيرنده، فرمانده غلبه دارنده از ديگر موانع ظلم سودمندتر است، چه اين كه عقل و ديانت، در بسيارى از موارد در برابر خواسته هاى نفسانى شكست مى خورند. بنا بر اين ترس از سلطان بزرگترين مانع ظلم خواهد بود و براى جامعه سودآورتر، هر چند آن امير فرمانده بدى هم باشد. از رسول خدا (ص) روايت شده است كه خداوند اين دين را با افرادى كه در آخرت بهره اى ندارند تأييد خواهد كرد. و در روايت ديگر فرموده اند: «خداوند اين دين را بوسيله گروهى فاسق تأييد مى كند.» در حديثى ديگر فرموده اند: «پيشواى ستمگر در مقايسه با آشوب و فتنه از آن دو بهتر است، با اين كه در هيچ كدام خيرى نيست، البتّه بعضى شرور، از جهتى خيرند.» توضيح آن كه پيشواى ستمگر بودنش از نبودنش كه موجب فتنه و هرج و مرج در ميان مردم شود بهتر است، بدين سبب كه اصلاح پاره اى از امور به وجود وى بستگى دارد، هر چند از جهت اين كه ستمگر است خيرى در او نباشد، چنان كه رسول خدا (ص) فرمود، «در هيچ كدام خيرى نيست» ولى وجود و هيبت فرمانده، در ميان مردم، از گسترش فتنه و آشوب جلوگيرى مى كند، پس اندك خيرى به وجود او حاصل مى شود، كه در صورت نبودش، آن خير وجود نخواهد داشت. بنا بر اين وجود اميرى در جامعه لازم است. و همين است شرح فرموده امام (ع) كه براى مردم ناگزير بايد فرماندهى «نيكوكار يا بدكار» وجود داشته باشد.

امّا فرموده آن حضرت: «يعمل فى امرته المؤمن و يستمتع فيها الكافر»

مؤمن در سايه فرماندهى به اجر اخروى خود مى رسد و كافر نيز بهره دنيايى خود را مى برد» چون ضمير در «امرته» به امير باز مى گردد، محتمل است كه منظور از امير، امير نيكوكار، يا امير بدكار باشد، اين كه فرموده اند: مؤمن بمقصود نيكوى خود دست مى يابد، دليل است كه بايد امير، امير نيكوكار باشد، و اين كه فرموده اند كافر بهره دنيوى خود را مى برد دليل است كه امير بدكار باشد.

اگر ضمير چنان كه گفتيم به امير برگردد و امير را در هر دو عبارت به معناى مناسبش بگيريم از آنچه بعضى از شارحان عمل كرده و ضمير «امرته» را به فاجر برگردانده اند بهتر است زيرا اگر منظور، امير فاجر باشد. احتمال اين كه مؤمن در حكومت وى بهره اخروى خود را ببرد نيست. با اين كه منظور حضرت اين است كه شخص مؤمن، در امارت و فرماندهى امير نيكوكار موافق فرامين و نواهى پروردگار عمل مى كند، چه اين كه توان انجام كارهاى نيك در زمان امير نيكوكار ميسور است. و مقصود شخص كافر نيز، در زمان فرماندهى امير فاجر و بدكار حاصل مى شود، زيرا كافر در خوشيهاى دنيويى كه مخالف فرامين خداست غرق مى شود، و اين حالت براى كافر هنگامى كه امكان مخالفت با دين باشد ممكن است.

منظور حضرت از «يبلّغ اللّه فيها الأجل»،

بهنگام امارت امير نيكوكار يا بدكار در همه حال اجل خداوندى فرا خواهد رسيد، اين است كه فرا رسيدن اجل بدكاران را يادآورى كند تا از انجام دادن كارهاى زشت بر حذر باشند.

در فراز بعدى سخن، امام (ع) فايده وجودى امير را توضيح داده مى فرمايند:

و يجمع به الفي ء... القوى

بيت المال بوسيله امير جمع آورى، دشمنان سركوب و راهها أمن... مى شود.

ضمير در تمام افعال به امير بمعناى مطلق باز مى گردد، زيرا تمام اين فوايد از بركت وجود امير حاصل مى شود، چه نيكوكار باشد، چه بدكار، تأييد اين ادّعا اين است: تمام مردم اتّفاق نظر داشتند كه خلفاى بنى اميّه به استثناى دو، يا سه نفرشان از قبيل عثمان و عمر بن عبد العزيز فاجر بودند، در عين حال بوسيله آنها بيت المال جمع آورى، سرزمينها فتح و از مرزهاى اسلام پاسدارى و راهها امن شده بود. نيرومند را در برابر حقّ ضعيف، بازخواست مى كردند، و ستمگرى آنها به انجام اين امور ضررى نمى زد.

آخرين فراز كلام حضرت در اين گفتار كه «حتّى يستريح برّ و يستراح من فاجر»

نتيجه وجودى امير نيكوكار و انجام پذيرى امور فوق الذكر اين است، كه افراد نيكوكار آسايش يابند و از تجاوز بدكاران در امان باشند.

نظر ديگرى در شرح بيان حضرت چنين داده شده است: جمع آورى بيت المال، سركوبى دشمنان و امنيّت راهها، همچنان بوجود امير و فرمانده، نيكوكار يا بدكار، برقرار خواهد بود، تا نيكوكار با مردن راحت شود، و يا با مرگ و يا بركنارى امير بدكار آسايش يابد. معناى روايت دوّم بسيار روشن است و نيازى به توضيح ندارد.

شرح مرحوم مغنیه

الخطبة- 40- كلمة حق يراد بها باطل:

كلمة حقّ يراد بها باطل. نعم إنّه لا حكم إلا للّه. و لكن هؤلاء يقولون لا إمرة إلّا للّه: و إنّه لا بدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن. و يستمتع فيها الكافر. و يبلّغ اللّه فيها الأجل. و يجمع به الفي ء، و يقاتل به العدوّ، و تأمن به السّبل. و يؤخذ به للضّعيف من القويّ حتّى يستريح به برّ و يستراح من فاجر. أمّا الإمرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ. و أمّا الإمرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ إلى أن تنقطع مدّته و تدركه منيّته.

الإعراب:

كلمة حق خبر لمبتدأ محذوف أي هي كلمة حق، و الضمير في انه للشأن، و اما للتفصيل، و المصدر من أن تنقطع مجرور ب «الى» و يتعلق بيتمتع.

موقف الإمام من الخوارج:

أشار الإمام (ع) في هذه الخطبة الى الخوارج، و لذا نمهد لها بكلمة موجزة عن موقفه و سياسته معهم: لقد تكلم الشارحون عن حرب الخوارج و مروقهم، و أطال المؤرخون الحديث عن أحوالهم، و وضع فيهم العديد من المؤلفات، و من أحب معرفة التفاصيل فليرجع اليها و الى أقوال شارحي النهج.. و غرضنا الآن أن نشير الى موقف أمير المؤمنين (ع) منهم، و يتلخص بأنه حاول جهد المستطاع أن لا يهيجهم في شي ء. و من جملة ما قال لهم: ألم أقل عند رفع المصاحف: ان معاوية و رهطه ليسوا بأصحاب دين و لا قرآن، و انما هم يكيدون و يخدعون و يتقون حر السيف. فأبيتم إلا إيقاف القتال و الكف عنه، و إلا التحكيم، و إلا الأشعري.. فرضيت مكرها خوف الفتنة و رضوخا لأهون الشرين.. و أيضا قلت لكم بعد التحكيم: لقد أخذنا على الحكمين العهد بأن يحكما بما في كتاب اللّه، فإن و فيا فذاك، و إلا استأنفنا القتال.

فقالوا للإمام: لقد أخطأنا و كفرنا، فاشهد أنت على نفسك بالكفر، و تب الى اللّه كما تبنا، و نحن معك و إلا فبيننا و بينك السيف.

فقال لهم الإمام (ع): أبعد ايماني باللّه و جهادي مع رسول اللّه (ص) أشهد على نفسي بالكفر. لقد ضللت اذن، و ما أنا من المهتدين.. و يرجح في الظن ان الإمام لو استجاب لهم لقالوا: نحن لا نريد إماما يكفر و يتوب، أو قالوا: لقد أضمرت غير ما أظهرت، و انك على ما أنت.

حكم الخوارج بكفر الإمام، و استباحوا دمه، و قالوا له بصراحة: «ليس بيننا و بينك إلا السيف».. و من هنا أسماهم الرسول الأعظم (ص) بالمارقين من الدين.. و مع هذا كله لم يغضب الإمام، و لم يبدأهم بالقتال، بل نهى عن قتالهم و قال: «لا تقاتلوا الخوارج بعدي، فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه».. يشهد الإمام لعدوه الذي كفّره و أباح دمه و أعلن حربه و قال له: لا شي ء لك عندي إلا السيف، يشهد علي لعدوه هذا اللدود انه طالب حق.. و لا أدري: هل عرف التاريخ انسانا أنصف عدوه من نفسه و صبر عليه كعلي بن أبي طالب. و هنا يكمن السر في حب القلوب له و تعلقها به، حتى القلوب القاسية و الجاحدة.. و قال الإمام أيضا: لا نمنع الخوارج الفي ء: و لا نهيجهم، و لا نبغيهم شرا.. إن سكتوا تركناهم، و إن تكلموا حاججناهم، و إن أفسدوا في الأرض قاتلناهم.

نبذوه و كفروه، و أباحوا دمه و مع هذا يحسن اليهم بالعطاء و بالاعتراف انهم طلاب حق، و لا يبغيهم شرا، بل و لا يفرض عليهم سلطانا.. و اذا أفسدوا و اعتدوا على حقوق الناس تسقط حرمتهم، و تكون الحرمة و السلطة عليهم للحق لا لعلي بن أبي طالب.

هذه هي سياسته مع الذين كفّروه و حاربوه، و مع معاوية الذي منعه الماء، و أبى الإمام أن يمنعه بعد أن تمكن منه، و مع ابن العاص الذي دافع عن حشاشته بسوءته، و مع صاحبة الجمل حيث عزّرها و أكرمها.. بل هذه سياسته مع كل الناس لا فرق بين قريب و بعيد، و عدو و صديق.. و من هنا قال المتنافسون على المناصب: ان عليا لا يعرف السياسة.. أجل، انه لا يعرف سياسة البغي و النفاق أو يعرفها و لا يعمل بها، و لكنه يعرف سياسة العدل و الحق و الرحمة، و يدين بها و يعمل، و لا يحيد عنها. و ان كان الثمن النفس و الأهل فضلا عن الملك و الجاه.

المعنى:

(كلمة حق يراد بها باطل). المراد بكلمة الحق قول الخوارج: «لا حكم إلا للّه». و لا يختلف اثنان من المسلمين في أن تشريع الأحكام، و جعل الحلال و الحرام هو للخالق وحده لقوله تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ- 40 يوسف.

و قوله: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ- 45 المائدة.

و لكن الكلام في الباطل الذي أراده الخوارج و هدفوا اليه من هذه الكلمة، أي شي ء هو.

و قد بيّن الخوارج أنفسهم الشي ء الذي أرادوه من قولهم: «لا حكم إلا للّه» و هو قبول الإمام فكرة التحكيم، فقد سألهم ابن عباس: ما ذا ينقمون من أمير المؤمنين فقالوا: تحكيمه الحكمين. و عليه يكون الباطل هو قبول فكرة التحكيم من حيث هي بصرف النظر عن شخصية المحكّمين.

و لكن الظاهر من قول الإمام: (هؤلاء يقولون: لا إمرة إلا للّه، و أنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر). الظاهر من هذا أن الباطل الذي أراده الخوارج هو نفي الإمرة على الناس من رأس، و أنه لا حاجة بهم على الإطلاق الى أمير ما دام الحكم للّه.

و تسأل: كيف نسب الإمام الى الخوارج القول بنفي الإمرة مع انهم لم يصرحوا بذلك، و الذي صرحوا به هو نفي التحكيم لا الإمرة.

الجواب: ان نفي الخوارج للتحكيم في قضية معينة لا نص عليها بالخصوص كالتحكيم الذي حصل، ان هذا النفي بذاته دليل واضح على أنهم يفهمون و يفسرون «لا حكم إلا للّه» بأنه لا حكم كلي و لا جزئي لمجتهد أو أمير أو أي إنسان كائنا من كان إلا في الأشياء المنصوص عليها كتابا أو سنة، أما غير المنصوص عليها فيترك أمرها الى اللّه، و البديهة تقضي ببطلان ذلك، لأن النصوص محدودة و متناهية، و الحوادث الجزئية المتوقعة لا حد لها و لا نهاية، و اذا لم يتح لها حاكم يحكم بها فمن يعطيها منازلها و أحكامها، و يفصل بين الناس في خصوماتهم، و يؤدب المعتدي و يردعه مع العلم بأن اللّه سبحانه لا يتدخل في شئون الناس، و يتصل بهم مباشرة و بلا واسطة. و اذن لا بد من سلطة عادلة أو جائرة تقدر الحكم الجزئي و تنفذه بالقوة و إلا عمت الفوضى، و ما قام للناس سوق، و لا انتظم لهم أمر، و من أقوال الإمام (ع): «و مكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه و ينظمه، فإن انقطع النظام تفرق الخرز و ذهب، ثم لم يجمع بحذافيره أبدا».

(يعمل في إمرته المؤمن). الضمير في إمرته للفاجر، و قال بعض الشارحين: «يريد الإمام ان إمرة الفاجر لا تمنع المؤمن من إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة» و لكن المراد أعم يشمل جميع الواجبات، و في طليعتها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. فقد جاء في الحديث الشريف و في نهج البلاغة أيضا: ان أفضل الأعمال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و انهما لا يقربان من أجل، و لا ينقصان من رزق، و أفضل من ذلك كله كلمة عدل عند إمام جائر (و يستمتع فيها الكافر) بما أصاب منها، و لكن الى حين، ثم يشتد و يطول مقته لنفسه بما رزق من الحرام (و يبلغ اللّه فيها الأجل). كل مدة في هذه الحياة الى انتهاء، و كل نعمة الى زوال عاجلا أم آجلا.

(و يجمع به الفي ء، و يقاتل به العدو، و تأمن به السبل، و يؤخذ به للضعيف من القوي). يريد الإمام ان هذه المنافع هي من آثار النظام و التنظيم أيا كان مصدره، و لا يريد تبرير السلطة المنظمة على كل حال حتى و لو كانت طاغية باغية. و بكلمة ان الإمام يفضل التظام على الفوضى في شتى أحواله (حتى يستريح بر) بموت الفاجر أو عزله أو تغيير الأوضاع من الأساس (و يستراح من فاجر) عطف تفسير على ما قبله لأن الذي يستريح من الفاجر هو البر التقي، أما الخائن الشقي فتذهب دولته بذهاب الحاكم الفاجر الذي كان يسانده و يحمي مصالحه.

الفوضوية و السلطة:

و بهذه المناسبة نشير الى المذهب الفوضوي الذي ظهر في القرن السابع عشر الميلادي بزعامة المفكر الانكليزي «ونستانلي» و يرمي هذا المذهب الى إلغاء الدولة و السلطة بشتى أنواعها و مظاهرها، و إيجاد مجتمع خال من وسائل القهر و الإرغام، و حجة المؤمنين به ان وجود السلطة ضرر محض أو ضرها أكثر من نفعها، و تتلخص المضار التي ذكروها بما يلي: 1- ان الدولة مهما كانت صورتها فإنها تخلق بطبيعتها الامتيازات للفئة الحاكمة، و تعطي أفرادها الأقلية سلطة و سيادة على غيرهم من أبناء الشعب.

2- تغدق الدولة الامتيازات على موظفيها و أقاربها و أصحابها، و توطد مكانتهم في المجتمع، بل و تفرض طاعتهم على الناس بطريق أو بآخر، فيتعالون و يتكبرون، و قد يهددون و يتوعدون من لا يسجد لهم و يركع.. و هذا ثابت و واضح كوضح النهار.

3- تقتطع الدولة جزءا من انتاج الناس و دخلهم باسم الضرائب ليتنعم بها الموظفون و المحاسيب، فيبنون بها العمارات، و يدخرون الأموال في المصارف على حساب الشعب.

4- تجند الدولة المواطنين لحمايتها، و ضرب الأحرار، و قد تزج البلاد في حرب يقدرها الحكام أنفسهم وفقا لمصالحهم الخاصة، و لا شي ء للبلاد منها إلا الخراب و الدمار.

5- تمنع الدولة الأفراد من الالتجاء الى القوة لتسوية ما بينهم من الخلافات، و في الوقت نفسه لا تتورع هي عن استعمال العنف و العدوان المكشوف ضد من يعترض على شي ء من تصرفاتها.

و قد كان لهذا المذهب فلاسفة و أنصار، و فيه العديد من المؤلفات و المقالات، و آخر فلاسفة الفوضيين و مفكريهم «جوهان موست» الألماني. ثم ضعف مذهب الفوضية منذ سنة 1920 و لم يظهر له دعاة و أتباع حتى اليوم حسبما قرأت و على أية حال فإن هذا المذهب طريف، و حلم رائع و ممتع، بل و نبيل أيضا، فإن أسمى مطالب الانسان و أحبها اليه أن يتحرر من القيود و الأغلال، فيعيش كريما لا يضر و لا يضار.. و لا يتعالى عليه قزم أو يضطر للوقوف على باب مسخ أو بين يديه لا لشي ء إلا «لمرسوم» يحمله من خائن أو لمنصب يشغله من غير كفاءة.. و لكن هل تستقيم الحياة و تنتظم الأمور بلا وال وراع و ليس من شك انها إذا استقامت و انتظمت بدونه فوجوده عب ء و ضرر.. و إلا فلا بد مما ليس منه بد.

و تجدر الإشارة الى ان مذهب الفوضية- و هذا الوصف لمجرد القول برفض السلطة- يعزز مذهب الإمامية من ان العصمة شرط في الحاكم ان أمكن وجود المعصوم و إلا فالعدالة حتم و ضرورة، و قد أجمع فقاؤهم على أن صاحب الحق يحرم عليه أن يتقاضى عند الجائر للحصول على حقه إلا عند الضرورة و تعذر وجود الحاكم العادل، و تشدد كثير منهم حيث قالوا: لا ينفذ حكم الجائر و لو حكم بالحق، و ليس لصاحب الحق أن يأخذ الشي ء المحكوم به في بعض الصور و الحالات مع العلم بأنه له، و الغرض من ذلك التركيز على الاهتمام في اختيار الحاكم الصالح.

شرح منهاج البراعة خویی

و من كلام له عليه السّلام في الخوارج

و هو الاربعون من المختار في باب الخطب لمّا سمع قولهم لا حكم إلّا للّه قال عليه السّلام: كلمة حقّ يراد بها الباطل نعم إنّه لا حكم إلّا للّه و لكن هؤلاء يقولون: لا إمرة و إنّه لا بدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر، يعمل في إمرته المؤمن، و يستمتع فيها الكافر، و يبلّغ اللّه فيها الأجل، و يجمع به الفي ء، و يقاتل به العدوّ، و تأمن به السّبل، و يؤخذ به للضّعيف من القويّ حتّى يستريح برّ، و يستراح من فاجر. و في رواية أخرى أنّه لمّا سمع تحكيمهم قال: حكم اللّه أنتظر فيكم، و قال عليه السّلام: أمّا الامرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ، و أمّا الامرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ، إلى أن تنقطع مدّته و تدركه منيّته.

اللغة

(نعم) بفتحتين حرف جواب لتصديق المخبر إذا وقعت بعد الخبر و (الامرة) بالكسر الولاية اسم مصدر من امر علينا مثلثة اذا ولى و (البرّ) بفتح الباء كالبارّ الكثير البرّ و الجمع أبرار و (الفى ء) الغنيمة و لفظ (التّحكيم) في قول الرّضى (ره) من المصادر المولّدة من قولهم لا حكم إلّا للّه مثل التسبيح و التهليل من قول سبحان اللّه و لا إله إلّا اللّه.

الاعراب

لكن مخففّة من الثقيلة و هي حرف ابتداء غير عاملة لدخولها على الجملتين و معناها الاستدراك و فسّر بأن ينسب لما بعدها حكما مخالفا لما قبلها، و لذلك لا بدّ أن يتقدّمها كلام مناقض لما بعدها، نحو ما هذا ساكنا و لكن متحرّك، أو ضدّ له نحو ما هذا أبيض و لكن أسود، قيل أو خلاف نحو ما زيد قائما و لكن شارب، و قيل لا يجوز ذلك و كلامه عليه السّلام دليل على الجواز.

و جملة و أنّه لا بدّ للنّاس اه حاليّة، و الضّمير في أنّه للشّأن: و جملة يعمل في امرته كالتّالية لها مجرورة المحلّ على الوصفيّة، و قوله حتّي يستريح كلمة حتّى إمّا بمعنى إلى على حدّ قوله سبحانه: حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى أو بمعني كي التعليليّة على حدّ قوله: وَ لا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ و قوله: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا.

المعنى

قد مضى في شرح الخطبة السادسة و الثّلاثين كيفيّة قتال الخوارج، و مرّ هناك أنّهم اتّخذوا قول لا حكم إلّا للّه شعارا لهم و أنّه عليه السّلام لمّا دخل الكوفة جاء اليه زرعة بن البرج الطائي و حرقوص بن زهير التّميمي ذو الثّدية فقال: لا حكم إلا للّه و مرّ أيضا أنّه خرج يخطب النّاس فصاحوا به من جوانب المسجد لا حكم إلّا للّه و صاح به رجل: وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ فقال عليه السّلام: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ و لما سمع قولهم لا حكم إلّا للّه قال عليه السّلام إنّها (كلمة حقّ يراد بها الباطل) أمّا انّها كلمة حقّ فلكونها مطابقة لنفس الأمر إذ هو سبحانه أحكم الحاكمين لارادّ لحكمه و لا دافع لقضائه كما قال تعالى: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ.

يعنى أنّه إذا أراد شيئا لا بدّ من وقوعه و يحتمل أن يكون الحكم لحقيّتها نظرا إلى كون جميع الأحكام مستندا إليه سبحانه بملاحظة أنّه سبحانه جاعلها و شارعها كما قال: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً.

و لأجل مطابقتها لنفس الأمر صدّقهم بقوله (نعم لا حكم إلّا للّه) و أما أنّهم أرادوا بها الباطل فلأنّ مقصودهم بذلك إنّما كان إبطال جعل الحكمين و إنكار صحّة تفويض الأمر إليهما بزعم أنّ الأحكام كلّها للّه سبحانه، و هو الحاكم لا غير، فلا يجوز لأحد الحكم في شي ء من الأشياء إلّا بنصّ به في القرآن، فلا يصح التّحكيم و إناطة الأمر برأى الحكمين، لعدم ورود نصّ فيه بصحّته، و هو معنى قولهم بعد ما سمعوا صحيفة الصّلح في صفّين على ما مرّ: الحكم للّه يا علىّ لا لك فلا نرضى بأن يحكم الرّجال في دين اللّه، و قولهم لابن عبّاس لما احتجّ معهم بأمره: و الرّابعة أنّه حكم الرجال في دين اللّه و لم يكن ذلك إليه.

و وجه بطلان ذلك أوّلا أنّ كون الأحكام للّه لا يستلزم كون جميع الأحكام منصوصا به في القرآن إذربّ حكم مستنبط من السنة و من ساير الأدلّة الشرعية، و هو لا يخرج بذلك عن كونه حكم اللّه و ثانيا منع عدم ورود النصّ بالتحكيم في القرآن و قد امر بالتّحكيم في شقاق بين الرّجل و امرئته فقال سبحانه: فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِها و حكم الرّجال في طاير فقال: وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ فدماء المسلمين أعظم من دم طاير، و الشّقاق بينهم أشدّ من الشقاق بين الرّجل و المرأة.

و ثالثا أنّ مقتضى نفيهم الحكم لغير اللّه هو نفى الامارة للملازمة التي بينهما كما أشار إليه بقوله (و لكن هؤلاء يقولون لا امرة) إلّا أنّ التّالى باطل فالمقدّم مثله بيان الملازمة أنّ الأمير لا بدّ أن يكون حاكما و ناظرا إلى وجوه المصلحة فاذا لم يجر له حكم و لم ينفذ له امر و لم يمض له رأى فلا يكون له امارة البتة (و) أمّا بطلان التّالى فلأنّه (لا بدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر) و ذلك لأنّ النوع الانساني بمقتضى النّفس الأمّارة المودعة فيه مايل إلى الشّرور و المفاسد، فلا بدّ في بقاء نظامهم و انتظام أمر معاشهم و معادهم من مانع يمنعه من ظلمه، و رادع يردعه عن شرّه.

و العلّة المانعة عند الاستقراء مرجعها إلى أحد أمور أربعة إمّا عقل زاجر أو دين حاجز أو عجز مانع أو سلطان رادع، و السّلطان القاهر أبلغها نفعا لأنّ العقل و الدّين ربّما كانا مغلوبين بدواعي الهوى فيكون رهبة السّلطان أقوى ردعا و أعمّ نفعا و إن كان جائرا و لهذا اشتهر أنّ ما نزع السّلطان أكثر ممّا نزع القرآن، و ما يلتئم بالسّنان لا ينتظم بالبرهان.

و كفاك شاهدا ما يشاهد من استيلاء الفتن و الابتلاء بالمحن بمجرّد هلاك من يقوم بامارة الحوزة و رعاية البيضة و إن لم يكن على ما ينبغي من الصّلاح و السّداد، و لم يخل من شائبة شرّ و فساد و لهذا لا ينتظم أمر أدنى اجتماع كرفقة طريق بدون رئيس يصدرون عن رأيه و مقتضى أمره و نهيه.

بل ربّما يجرى مثل هذا فيما بين الحيوانات العجم كالنّحل لها يعسوب يقوم مقام الرئيس ينتظم أمرها ما دام فيها، فاذا هلك انتشر الأفراد انتشار الجراد و شاع فيما بينها الهلاك و الفساد.

و بالجملة فقد تلخّص ممّا ذكرنا أنّ وجود السّلطان و إن كان جائرا خير من عدمه المستلزم لوجود الفتنة و وقوع الهرج و المرج بين الخلق إذ كان بوجوده صلاح بعض الامور، على أنّه و ان كان لا خير فيه أيضا من جهة جايريّته إلّا أنّ هيبته و وجوده بين الخلق ممّا يوجب الانزجار عن إثارة الفتن و يكون ذلك خيرا وقع في الوجود بوجوده لا يحصل مع عدمه، فوجوده مطلقا واجب.

و هذا معنى قوله و لا بدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر و قوله (يعمل في امرته المؤمن) روي في شرح المعتزلي عن بعض شارحي كلامه عليه السّلام أنّ النّظر فيه إلى أمارة الفاجر و هكذا الألفاظ التي بعد ذلك كلّها راجعة إليها و أنّ المقصود بذلك أنّ أمارة الفاجر ليست بمانعة للمؤمن من العمل لأنّه يمكنه أن يصلّي و يصوم و يتصدّق و إن كان الأمير فاجرا في نفسه و بقوله (و يستمتع فيها الكافر) أنّه يتمتّع بمدّته كما قال سبحانه للكافرين: قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ.

و قال الشّارح البحراني: الضّمير في امرته راجع إلى الأمير، و لمّا كان لفظ الأمير محتملا للبرّ و الفاجر كان المراد بالامرة التي يعمل فيها المؤمن امرة الأمير من حيث هو برّ و بالتي يستمتع فيها الكافر امرته من حيث هو فاجر قال: و هذا أولى من قول بعض الشّارحين إنّ الضّمير يعود إلى الفاجر فانّ إمرة الفاجر ليست مظنة تمكن المؤمن من عمله.

و المراد بعمل المؤمن في امرة البرّ عمله على وفق أو امر اللّه و نواهيه إذ ذلك وقت تمكنه منه و المراد باستمتاع الكافر في إمرة الفاجر انهماكه في اللذات الحاضرة التي يخالف فيها أوامر اللّه و نواهيه و ذلك وقت تمكّنه من مخالفة الدّين.

أقول و يؤيّد هذا الوجه الرّواية الاخرى الآتية، و يمكن أن يكون المعنى أنّه لا بدّ من انتظام امور المعاش من أمير برّ أو فاجر ليعمل المؤمن بما يستوجب به جنّات النعيم، و يتمتّع فيها الكافر ليكون حجّة عليه (و يبلغ اللّه فيها الاجل) أى في أمارة الأمير برّا كان أو فاجرا و فايدة هذه الكلمة تذكير العصاة ببلوغ الأجل و تخويفهم به (و يجمع به) أى بالأمير مطلقا (الفي ء و يقاتل ب) وجود (ه العدوّ و تأمن ب) سطوت) ه السّبل و يؤخذ ب) عد ل (ه) الحقّ (للضّعيف من القويّ) و هذه الامور كلّها ممكنة الحصول في أمارة الفاجر كحصولها في أمارة البرّ.

ألا ترى أنّ امراء بني اميّة مع كونهم فسّاقا كان الفي ء يجمع بهم و البلاد تفتح في أيامهم، و الثغور الاسلامية محروسة و السّبل آمنة، و القويّ مأخوذ بالضّعيف، و لم يضرّ جورهم شيئا في تلك الامور.

و قوله (حتّى يستريح برّ و يستراح من فاجر) يعنى أنّ هذه الامور لا تزال تحصل بوجود الامير برّا كان أو فاجرا إلى أن يستريح البرّ من الامراء أو مطلق النّاس و يستريح النّاس من الأمير الفاجر أو مطلق الفاجر بالموت أو العزل، و فيهما راحة للبرّ لأنّ الآخرة خير من الاولى و لا يجري الامور غالبا على مراده و لا يستلذّ كالفاجر بالانهماك في الشّهوات، و راحة للناس من الفاجر لخلاصهم من جوره و إن انتظم به نظام الكلّ في المعاش.

و على كون حتّى مرادفة كي التّعليلية فالمعنى أنّ غاية صدور هذه الامور أن يستريح البرّ من النّاس في دولة البرّ من الامراء، و يستريح الناس مطلقا من بغى الفجار و من الشرور و المكاره في دولة الأمير مطلقا، و لا ينافي ذلك اصابة المكروه من فاجر احيانا هذا.

و قال السّيد ره (و فى رواية اخرى انّه) عليه السّلام (لما سمع تحكيمهم قال حكم اللّه انتظر فيكم) اى جريان القضاء بقتلهم و حلول وقت القتل و قد مرّت هذه الرّواية في شرح الخطبة الخامسة و الثلاثين عن ابن و يزيل في كتاب صفّين و لا حاجة إلى الاعادة.

و قال (أما الامرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ) و يقوم بمقتضا تقواه (و أما الامرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقىّ) بمقتضى شقاوته (إلى أن تنقطع مدّته) اي مدّة دولته أو حياته (و تدركه منيته)

تنبيه

قال الشّارح المعتزلي في شرح المقام: إنّ هذا الكلام نصّ صريح منه عليه السّلام بانّ الامامة واجبة، فأمّا طريق وجوب الامامة ماهي فانّ مشايخنا البصريّين يقولون طريق وجوبها الشّرع و ليس في العقل ما يدلّ على وجوبها، و قال البغداديّون و أبو عثمان الجاحظ من البصريّين و شيخنا أبو الحسين إنّ العقل يدلّ على وجوب الرّياسة و هو قول الاماميّة إلّا أنّ الوجه الذي يوجب أصحابنا الرّياسة غير الوجه الذّي توجب الاماميّة منه الرّياسة.

و ذاك إنّ أصحابنا يوجبون الرّياسة على المكلّفين من حيث كان في الرياسةمصالح دنيويّة و دفع مضار دنيويّة، و الاماميّة يوجبون الرّياسة على اللّه من حيث كان في الرّياسة لطفا به و بعدا للمكلّفين عن مواقعة القبايح العقليّة، و الظاهر من كلام أمير المؤمنين يطابق ما يقوله أصحابنا ألا تراه كيف علّل قوله: لا بدّ للنّاس من أمير فقال في تعليله يجمع بها الفي ء و يقاتل بها العدوّ و يؤمن به السّبل و يؤخذ الضّعيف من القوي، و هذه كلّها مصالح الدّنيا انتهى.

أقول: و أنت خبير بما فيه، لأنّ كلامه عليه السّلام نصّ صريح في وجوب الامارة، و الامارة غير الامامة، لامكان حصولها من البرّ و الفاجر كما هو صريح كلامه بل من الكافر أيضا، بخلاف الامامة فانّها نيابة عن الرّسول و الغرض العمدة فيها هو مصلحة الدّين و اللّطف في حقّ المكلّفين كما أنّ المقصود من بعث النّبيّ أيضا كان ذلك، فلا يمكن حصولها من الفاجر و إن كان يترتّب عليها مصلحة دنيويّة أيضا إلّا أنّ المصالح الدّنيوية زايدة في جنب المصالح الاخرويّة لا صلاحيّة فيها للعلّية للامامة و إنّما يصلح علّة لوجوب الامارة و يكتفى فيها بذي شوكة له الرّياسة العامة إماما كان أو غير إمام، فانّ انتظام الأمر يحصل بذلك كما في عهد فجّار بني اميّة حيثما ذكرنا سابقا، و لأجل كون نظره عليه السّلام إلى وجوب الامارة علّل الوجوب بامور راجعة إلى المصالح الدّنيويّة، و لو كان نظره إلى الامامة لعللها بامور راجعة إلى مصالح الدّين و الدّنيا.

و بالجملة فلا دلالة في كلامه عليه السّلام على مذهب الشّارع تبعا للبغداديّين من كون وجوب الامامة مستندا إلى أنّ فيها جلب منافع دنيويّة و دفع مضارّ دنيويّة، و ليس مقصوده الاشارة إلى وجوب الامامة فضلا عن كونه نصّا صريحا فيه، و إنّما كان مقصوده بذلك ردّ الخوارج المنكرين لوجوب الامارة، فأثبت وجوبها لاحتياج النّاس إليها فافهم جيّدا.

شرح لاهیجی

الخطبة 41

و من كلام له (- ع- ) فى معنى الخوارج يعنى از كلام امير المؤمنين عليه السّلام است در مقصد خوارج لمّا سمع (- ع- ) قولهم لا حكم الّا للّه قال عليه السّلام كلمة حقّ يراد بها باطل يعنى در زمانى كه شنيد (- ع- ) قول خوارج را كه نيست حكمى مگر از براى خدا گفتند كلمه حقّى بود كه اراده كرده شده بان كلمه باطل را منقولست كه وقتى كه امير المؤمنين (- ع- ) از جنگ صفّين مراجعت كردند بكوفه خوارج رفتند بصحراى كوفه كه نام آن صحرا حرورا است و صدا بلند كردند كه لا حكم الّا للّه و لو كره المشركون الا انّ عليّا و معاويه اشركا فى اللّه يعنى نيست حكم از براى احدى مگر از براى خدا اگر چه نخواهند مشركون آگاه باشيد كه على (- ع- ) و معويه مشرك گرديدند در خدا كه ادّعاء امارت و حكومت كردند و راضى بحكمين شدند اين خبر بامير المؤمنين (- ع- ) رسيد و گفت نعم انّه لا حكم الّا للّه و لكن هؤلاء يقولون لا إمرة يعنى ارى بتحقيق كه لا حكم الّا للّه اين كلمه كلمه حق و صدق و مطابق واقع است امّا انجماعت خوارج قصد ان معنى صدق راست نكرده اند از اين كلمه بلكه قصد كرده اند كه امارت و خلافت نمى باشد و امّا ان معنى صحيح و صدق آنست كه هيچ امرى از امور چه تكوينى و چه تشريعى در بقعه امكان واقع نمى شود مگر بحكم خدا و حاكم على الاطلاق در باره مخلوقات تكوينا و تكليفا خدا است و او است واجب الاطاعة در تكوين و تكليف و بحكم و امر او امور بحدّ وجوب و لزوم مى رسد و مالك و متصرّف و امر و ناهى در خلق او است و بس لكن منافى اين معنى نيست بودن انبياء و اوصياء در ميان خلق بجهة انتظام امور معاش و معاد ايشان بلكه از مقتضيات احكام خدائى اين حكمست كه بايد در ميان خلق رئيسى و اميرى باشد در جميع ازمان و اعصار تا امر معاش و معاد خلق انتظام يابد بايشان و ان رئيس و امير البتّه از جانب اللّه واجب الاطاعة باشد و الّا با عصيان خلق نظم منتظم نگردد پس نفى كردن خوارج امير و رئيس و خليفه را باطل باشد و انّه لا بدّ للنّاس من امير برّ او فاجر يعمل فى امرته المؤمن و يستمتع فيها الكافر و يبلّغ اللّه فيها الاجل يعنى بتحقيق لا بدّ و ناچار است از براى مردم از اميرى يا برّ نيكوكار يا فاجر بدكار عامل از براى اخرت باشد در زمان امارت ان امير برّ نيكوكار مؤمن و متمتّع و برخوردار از دنيا باشد در زمان امارت آن فاجر بدكار كافر و مى رساند خداى (- تعالى- ) در ان امارت اجل و مرگ را پس البتّه مؤمن برخوردار باشد و كافر زيانكار زيرا كه در دنيا كار اخرت بكار اخرت ميايد و در دنيا كار دنيا بكار دنيا ايد نه بكار اخرت و يجمع به الفى ء و يقاتل به العدوّ و تأمن به السّبل و يؤخذ به للضّعيف من القوىّ يعنى و جمع مى شود بامير غنيمت و اموال و خراج و مقاتله و محاربه مى شود بامير دشمن را و امن مى گردد بامير راهها و گرفته مى شود از براى ضعيف از قوىّ حقوق را و اين از كليّات فوائد امير است در ميان خلق و مصلحت بودن امير در ميان خلق از بديهيّات اوليّه است و نظام عالم بى وجود امير نمى گردد و هرج و مرج لازم ميايد و امر مملكت واحدة و ولايت واحده و خانه واحد و منزل واحد منتظم نشود الّا برئيس و امير و بودن امير از لوازم نظام كلّ است حتّى يستريح به برّ و يستراح من فاجر يعنى تا اين كه در راحت و آسايش باشد از امير برّ نيكوكار يعنى مؤمن زيرا كه كافر از جانب امير برّ هرگز آسايش نيابد و در راحت و آسايش بوده باشند مطلقا چه مؤمن و چه كافر از جانب امير فاجر زيرا كه مؤمن نيز از حيثيّت معاش از امير فاجر در آسايش بود اگر چه در امر معادش در زحمت و مشقّت باشد و استراحت فاجر از فاجر ظاهر باشد و فى رواية اخرى لمّا سمع تحكيمهم قال حكم اللّه انتظر فيكم يعنى در روايت ديگر است كه در زمانى كه شنيد گفتن لا حكم الّا للّه ايشان را گفت كه منتظرم حكم خدا را در شما يعنى جارى شدن حكم خدا در ايشان بقتل چنانچه واقعشد و كلمه تحكيم در اين كلام مثل كلمه تهليل و تسبيح است كه بمعنى گفتن لا اله الّا اللّه و سبحان اللّه است و قال امّا الامرة البرّة فيعمل فيها التّقىّ و امّا الامرة الفاجرة فيتمتّع الشّقىّ الى ان تنقطع مدّته و تدركه منيّته يعنى و گفت امّا امارة نيكوكار پس عامل باشد در عصر ان تقىّ پرهيزكار يعنى از براى اخرت و امّا امارت بدكردار پس برخوردار باشد در زمان انشقىّ نابكار تا اين كه منقطع بشود مدّت عمر هر يك و در يابد هر يك را مرگ و منتهاى تمتّع متمتّع تا وقت مرگ او باشد و بعد از ان معذّب بود بنار و منتهاى عمل عامل و زحمت و مشقّت عمل او تا وقت مرگ او بود بعد از ان برخوردار و منعم باشد در دار القرار

شرح ابن ابی الحدید

40 و من كلام له ع للخوارج لما سمع قولهم لا حكم إلا لله

قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ- نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ- وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ- وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ- يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ- وَ يَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ- وَ يُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الْأَجَلَ وَ يُجْمَعُ بِهِ الْفَيْ ءُ- وَ يُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ- وَ يُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ- حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ ع لَمَّا سَمِعَ تَحْكِيمَهُمْ قَالَ- حُكْمَ اللَّهِ أَنْتَظِرُ فِيكُمْ- وَ قَالَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْبَرَّةُ فَيَعْمَلُ فِيهَا التَّقِيُّ- وَ أَمَّا الْإِمْرَةُ الْفَاجِرَةُ فَيَتَمَتَّعُ فِيهَا الشَّقِيُّ- إِلَى أَنْ تَنْقَطِعَ مُدَّتُهُ وَ تُدْرِكَهُ مَنِيَّتُهُ

اختلاف الرأي في القول بوجوب الإمامة

هذا نص صريح منه ع بأن الإمامة واجبة- و قد اختلف الناس في هذه المسألة- فقال المتكلمون كافة الإمامة واجبة- إلا ما يحكى عن أبي بكر الأصم من قدماء أصحابنا- أنها غير واجبة إذا تناصفت الأمة و لم تتظالم- . و قال المتأخرون من أصحابنا- إن هذا القول منه غير مخالف لما عليه الأمة- لأنه إذا كان لا يجوز في العادة أن تستقيم أمور الناس- من دون رئيس يحكم بينهم- فقد قال بوجوب الرئاسة على كل حال- اللهم إلا أن يقول- إنه يجوز أن تستقيم أمور الناس من دون رئيس- و هذا بعيد أن يقوله- فأما طريق وجوب الإمامة ما هي- فإن مشايخنا البصريين رحمهم الله يقولون- طريق وجوبها الشرع و ليس في العقل ما يدل على وجوبها- . و قال البغداديون و أبو عثمان الجاحظ من البصريين- و شيخنا أبو الحسين رحمه الله تعالى- إن العقل يدل على وجوب الرئاسة و هو قول الإمامية- إلا أن الوجه الذي منه يوجب أصحابنا الرئاسة- غير الوجه الذي توجب الإمامية منه الرئاسة- و ذاك أن أصحابنا يوجبون الرئاسة على المكلفين- من حيث كان في الرئاسة مصالح دنيوية- و دفع مضار دنيوية- و الإمامية يوجبون الرئاسة على الله تعالى- من حيث كان في الرئاسة لطف- و بعد للمكلفين عن مواقعة القبائح العقلية- . و الظاهر من كلام أمير المؤمنين ع يطابق ما يقوله أصحابنا- أ لا تراه كيف علل قوله لا بد للناس من أمير- فقال في تعليله يجمع به الفي ء و يقاتل به العدو- و تؤمن به السبل و يؤخذ للضعيف من القوي- و هذه كلها من مصالح الدنيا- . فإن قيل ذكرتم أن الناس كافة قالوا بوجوب الإمام- فكيف يقول أمير المؤمنين ع عن الخوارج- إنهم يقولون لا إمرة- .

قيل إنهم كانوا في بدء أمرهم يقولون ذلك- و يذهبون إلى أنه لا حاجة إلى الإمام- ثم رجعوا عن ذلك القول- لما أمروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبي- .

فإن قيل فسروا لنا ألفاظ أمير المؤمنين ع- قيل إن الألفاظ كلها ترجع إلى إمرة الفاجر- . قال يعمل فيها المؤمن- أي ليست بمانعة للمؤمن من العمل- لأنه يمكنه أن يصلي و يصوم و يتصدق- و إن كان الأمير فاجرا في نفسه

- . ثم قال و يستمتع فيها الكافر أي يتمتع بمدته- كما قال سبحانه للكافرين- قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ- . و يبلغ الله فيها الأجل لأن إمارة الفاجر كإمارة البر- في أن المدة المضروبة فيها- تنتهي إلى الأجل المؤقت للإنسان- . ثم قال و يجمع به الفي ء و يقاتل به العدو- و تأمن به السبل و يؤخذ به للضعيف من القوي- و هذا كله يمكن حصوله في إمارة الفاجر القوي في نفسه-

و قد قال رسول الله ص إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر

- و قد اتفقت المعتزلة على أن أمراء بني أمية- كانوا فجارا عدا عثمان- و عمر بن عبد العزيز و يزيد بن الوليد- و كان الفي ء يجمع بهم و البلاد تفتح في أيامهم- و الثغور الإسلامية محصنة محوطة- و السبل آمنة و الضعيف منصور على القوي الظالم- و ما ضر فجورهم شيئا في هذه الأمور- ثم قال ع- فتكون هذه الأمور حاصلة إلى أن يستريح بر بموته- أو يستراح من فاجر بموته أو عزله- . فأما الرواية الثانية- فإنه قد جعل التقي يعمل فيها للإمرة البرة خاصة- . و باقي الكلام غني عن الشرح

من أخبار الخوارج أيضا

و روى إبراهيم بن الحسن بن ديزيل المحدث- في كتاب صفين عن عبد الرحمن بن زياد- عن خالد بن حميد المصري عن عمر مولى غفرة- قال لما رجع علي ع من صفين إلى الكوفة- أقام الخوارج حتى جموا- ثم خرجوا إلى صحراء بالكوفة تسمى حروراء- فنادوا لا حكم إلا لله و لو كره المشركون- ألا إن عليا و معاوية أشركا في حكم الله- .

فأرسل علي ع إليهم عبد الله بن عباس- فنظر في أمرهم و كلمهم- ثم رجع إلى علي ع فقال له ما رأيت- فقال ابن عباس و الله ما أدري ما هم- فقال له علي ع رأيتهم منافقين- قال و الله ما سيماهم بسيما المنافقين- إن بين أعينهم لأثر السجود و هم يتأولون القرآن- فقال علي ع دعوهم ما لم يسفكوا دما أو يغصبوا مالا- و أرسل إليهم ما هذا الذي أحدثتم و ما تريدون- قالوا نريد أن نخرج نحن و أنت و من كان معنا بصفين ثلاث ليال- و نتوب إلى الله من أمر الحكمين- ثم نسير إلى معاوية- فنقاتله حتى يحكم الله بيننا و بينه- فقال علي ع فهلا قلتم هذا حين بعثنا الحكمين- و أخذنا منهم العهد و أعطيناهموه- أ لا قلتم هذا حينئذ- قالوا كنا قد طالت الحرب علينا- و اشتد البأس و كثر الجراح- و خلا الكراع و السلاح- فقال لهم أ فحين اشتد البأس عليكم عاهدتم- فلما وجدتم الجمام قلتم ننقض العهد- إن رسول الله كان يفي للمشركين- أ فتأمرونني بنقضه

- . فمكثوا مكانهم لا يزال الواحد منهم يرجع إلى علي ع- و لا يزال الآخر يخرج من عند علي ع- فدخل واحد منهم على علي ع بالمسجد و الناس حوله- فصاح لا حكم إلا لله و لو كره المشركون- فتلفت الناس فنادى لا حكم إلا لله و لو كره المتلفتون- فرفع علي ع رأسه إليه- فقال لا حكم إلا لله و لو كره أبو حسن-

فقال علي ع إن أبا الحسن لا يكره أن يكون الحكم لله- ثم قال حكم الله أنتظر فيكم- فقال له الناس- هلا ملت يا أمير المؤمنين على هؤلاء فأفنيتهم- فقال إنهم لا يفنون- إنهم لفي أصلاب الرجال و أرحام النساء- إلى يوم القيامة

روى أنس بن عياض المدني قال حدثني جعفر بن محمد الصادق ع عن أبيه عن جده أن عليا ع كان يوما يؤم الناس و هو يجهر بالقراءة- فجهر ابن الكواء من خلفه- وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ- لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ- وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ- فلما جهر ابن الكواء و هو خلفه بها سكت علي- فلما أنهاها ابن الكواء عاد علي ع فأتم قراءته- فلما شرع علي ع في القراءة- أعاد ابن الكواء الجهر بتلك الآية- فسكت علي فلم يزالا كذلك يسكت هذا- و يقرأ ذاك مرارا حتى قرأ علي ع- فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ- فسكت ابن الكواء و عاد ع إلى قراءته

شرح نهج البلاغه منظوم

(40) و من كلام لّه عليه السّلام (فى الخوارج لمّا سمع قولهم «لا حكم إلّا للّه»

قال عليه السّلام:) كلمة حقّ يّراد بها الباطل، نعم انّه لا حكم إلا للّه، و لكن هؤلاء يقولون: لا امرة إلّا للّه، و انّه لا بدّ للنّاس من امير برّ أو فاجر، يعمل فى امرته المؤمن، و يستمتع فيها الكافر، و يبلّغ اللّه فيها الأجل، و يجمع به الفي ء، و يقاتل به العدوّ، و تأمن به السّبل، و يؤخذ به للضّعيف من القوىّ حتّى يستريح برّ و يستراح من فاجر (و فى رواية اخرى انّه عليه السّلام لمّا سمع تحكيمهم قال:) حكم اللّه انتظر فيكم. و قال: امّا الأمرة البرّة فيعمل فيها التّقىّ، و امّا الأمرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقىّ، الى ان تنقطع مدّته، و تدركه منيّته.

ترجمه

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است كه در باره خوارج نهروان ايراد فرموده هنگامى كه اين كلمه را از آنان شنيد كه مى گفتند نيست حكمى مگر از براى خدا.

أمير المؤمنين عليه السّلام فرمود: سخن حقّى است كه بآن اراده باطل كرده اند، نقل است كه پس از آنكه حضرت از صفّين بكوفه مراجعت مى فرمودند خوارج در نزديكى كوفه در صحراء بلندى كه حروراء نام داشت بالا رفته فرياد بركشيدند كه لا حُكمَ الّا للّه وَ لَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ الا انَّ عَليَّا وَ معوِيَةَ قَدْ اشْرِكا فىِ اللَّهِ نيست حكمى از براى احدى جز خدا دانسته باشيد كه على و معويه در حقّ خدا شرك ورزيدند كه بحكومت حكمين راضى شدند.

حضرت فرمودند آرى نيست حكمى جز براى خدا لكن قصد اينها از اين كلمه اين است كه نيست امارت و خلافت جز براى خدا در صورتى كه خداوند از جانب خود خليفه و اميرى تعيين مى فرمايد كه او مردم را بسوى خدا بكشد (بنا بر اين سخن خوارج باطل است) و مردم ناچاراند از اميرى كه آن امير خواه نيكوكار و خواه بدكار باشد مؤمن در زمان امارت او بعبادت مى پردازد، و كافر براى دنيايش توشه برميگيرد، خداوند تعالى نيز اجل خود را در زمان مى رساند (مؤمن و كافر هر دو مى ميرند و از اعمال خود برخوردار و اين مستوجب آتش و نار خواهد شد.)

نظم

  • چو آن سلطان اورنگ مدارجشنيد اين گفته از قول خوارج
  • كه مى گفتند تا گيتى سرپا استحكومت خاصّ ذات حىّ يكتا است
  • ندارد ديگرى حق حكومتشده اغفال در اين حكم امّت
  • امير المؤمنين اينجا خطا كردقبول امر حكومت را چرا كرد
  • اگر گردد ز رأى خويشتن بازز جان و دل شويمش يار و انباز
  • چو شه اين حرف زشت نابهنجارشنيد اينسان ز درج آمد گهربار
  • كه اين حرفيست در ظاهر بود حقبباطن باطل و ناحقّ مطلق
  • همه احكام آرى ذات بارىكند بر بندگان خويش جارى
  • قضا را در كف حكمش زمام استقدر بر ما روان ز امرش تمام است
  • و ليكن معنى گفتار اينسانبود آنكه امير ما است يزدان
  • ندارد ديگرى حقّ رياستكه داير سازد او امر سياست
  • ولى مردم اگر نيك ار شريراندتمامى ناگزير از يك اميراند
  • كه باشد آن امير ار برّ و فاجربكار نيك و زشت خلق آمر
  • ز فرمانش كسى سر بر نتابدو گر تا بد سراى خويش يابد
  • بدورانش كند مؤمن عبادتوز او كافر كند بس استفادت
  • چنين تا نوبت هر كس سرآيداجل از بام اين هر دو در آيد
  • برد مؤمن ز طاعاتش بسى گنجكشد كافر ز طغيانش بسى رنج
  • ز مردم ماليات او جمع سازدكه با آن بر سر دشمن بتازد
  • كند امنيّت هر راه تامينامور خلق را برنامه تدوين
  • رسد بر حقّ خويش از وى ستمكشستمگر زو شود حالش مشوّش
  • ضعيف نيك از او راحت كند زيستقوى زشت بر دستش شود نيست
  • رضى آن مالك ملك درايتبطرز ديگرى كرده روايت
  • كه چون قول خوارج شاه بشنودجواب حرفشان اين گونه فرمود
  • كه هستم منتظر تا حىّ ذو المنّز قرآنم دهد فرمان بكشتن
  • شماها را بگيرم تا ز تن سردهم اين سركشيتان نيك كيفر
  • اميرى هست لازم بهر مردمكه از عدلش شود جور و ستم گم
  • تقى آرد بعهدش رو بپرهيزشقى گيرد بدورش سهم خود نيز
  • چنين تا هر دو را فرداى محشردهد در كار كيفر حىّ داور

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.
Powered by TayaCMS