خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3 : آزمايش‏ها درمان تكبّر

خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3 : آزمايش‏ها درمان تكبّر

موضوع خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3

متن خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3

آزمايش ها درمان تكبّر

متن خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3

ابتلاء اللّه لخلقه

وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ تَمْيِيزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ

طلب العبرة

فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ

ترجمه مرحوم فیض

قسمت دوم خطبه

5 و اگر خدا مى خواست آدم را بيافريند از نورى كه روشنى آن ديده ها را تيره سازد، و زيبايى آن بر خردها غالب گردد (عقلها در برابر آن حيران و سرگردان شوند) و از چيز خوشبوئى كه بوى خوش آن اشخاص را فرا گيرد، هر آينه مى آفريد، و اگر (چنين) مى آفريد گردنها در برابر آدم فروتن، و آزمايش در باره او بر فرشتگان آسان مى شد (بى درنگ شيطان به سجده او مى شتافت و او را مادون خود تصوّر نمى كرد) و ليكن خداوند سبحان آفريدگانش را مى آزمايد به بعضى از آنچه اصل و سببش را نمى دانند براى امتياز دادن و جدا ساختن آنها (از غير- شان) و براى برطرف كردن تكبّر و گردنكشى و دور نمودن خودپسندى از آنان (چنانكه بيشتر احكام شرعيّه كه عقل به حكمت آن پى نبرده از اين قبيل است.)

6 پس از كار خدا در باره شيطان عبرت گيريد كه عبادت و بندگى بسيار و منتهى سعى و كوشش او را (بر اثر تكبّر و سركشيش) باطل و تباه ساخت در حاليكه خدا را شش هزار سال عبادت كرده بود كه معلوم نيست (شما نمى دانيد و فهمتان قاصر است كه) آيا از سالهاى دنيا است يا از سالهاى (آخرت) كه هر روز آن معادل پنجاه هزار سال دنيا است، و اين) بجهت كبر و سركشى يك ساعت (بود كه خود را بر تر از آدم دانسته باو سجده نكرد)

پس چه كس بعد از شيطان با بجا آوردن مانند معصيت او (كبر و سركشى) از عذاب خدا سالم ماند حاشا نخواهد شد كه خداوند سبحان انسانى را ببهشت داخل نمايد با كارى كه بسبب آن فرشته اى (شيطان) را از آن بيرون نمود (تعبير امام عليه السّلام از شيطان در اينجا به فرشته اى براى آنست كه در آسمان بوده و با فرشتگان آميزش داشته)

7 حكم و فرمان خدا در اهل آسمان (فرشتگان) و اهل زمين (آدميان) يكى است، و بين او و هيچيك از آفريدگانش در روا داشتن آنچه مختصّ بخود او است (عظمت و بزرگوارى) كه آنرا بر عالميان حرام كرده و ناروا دانسته رخصتى نيست (احكام خداوند نسبت بهمه يكسان است، پس نمى توان گفت كه بس شيطان بر اثر يك نافرمانى رانده درگاه شده، بلكه بايد دانست هر كه و هر جا باشد چون گردن از زير بار تكليف بيرون آرد از رحمت خدا دور گشته بعذاب گرفتار شود).

ترجمه مرحوم شهیدی

و اگر خدا مى خواست آدم را از نورى بيافريند كه فروغ آن ديده ها را بربايد، و زيبايى آن بر خردها غالب آيد، با بويى خوش چنانكه نفسها را تازه نمايد، چنين مى كرد و اگر چنين مى كرد، گردنها برابر او خم بود و كار آزمايش بر فرشتگان آسان هم، ليكن خداى سبحان آفريدگان خود را به پاره اى از آنچه اصل آن را نمى دانند، مى آزمايد تا فرمانبردار از نافرمان پديد آيد و تا بزرگ منشى را از آنان بزدايد، و تكبّر را از ايشان دور نمايد. پس، از آنچه خدا به شيطان كرد پند گيريد، كه كردار دراز مدّت او را باطل گرداند و كوشش فراوان او بى ثمر ماند. او شش هزار سال با پرستش خدا زيست از ساليان دنيا يا آخرت- دانسته نيست- امّا با ساعتى كه تكبّر كرد خدايش از بهشت بيرون آورد، و پس از ابليس كه ايمن بود كه خدا را چنان نافرمانى نكند هرگز خدا انسانى را به بهشت در نياورد به كارى كه بدان كار، فرشته اى را از بهشت برون برد. فرمان خدا براى مردم آسمان و زمين يكى است، و ميان خدا و هيچ يك از آفريدگانش در حلال شمردن آنچه بر جهانيان حرام دانسته، رخصتى نيست.

ترجمه مرحوم خویی

و اگر مى خواست خداى تعالى كه خلق نمايد جناب آدم عليه السّلام را از نورى كه بربايد ديدها را روشنى آن، و غلبه نمايد بر عقلها نضارت زيبائى آن، و از عطرى كه بگيرد نفسها را بوى خوش آن، هر آينه مى نمود.

و اگر مى نمود خلقت آن را باين قرار هر آينه مى گرديد از براى آن گردنها خضوع كننده، و هر آينه سبك مى شد امتحان در خصوص آن بر ملائكه، و لكن حق سبحانه و تعالى امتحان مى فرمايد مخلوقات خود را ببعض چيزها كه جاهل باشند بأصل آن از جهت تميز دادن ايشان بسبب امتحان، و از جهت سلب نمودن گردن كشى را از ايشان، و از جهت دور گردانيدن تكبّر و تجبّر را از ايشان.

پس عبرت بگيريد با آنچه كه شد از كار خدا در حق ابليس زمانى كه باطل نمود عمل دراز او را وجد و جهد بى اندازه او را و حال آنكه عبادت كرده بود خدا را در ظرف شش هزار سال معلوم نبود كه آيا آن سالها از سالهاى دنيا بود يا از سالهاى آخرت از جهت كبر يك ساعت.

پس كيست بعد از ابليس كه سلامت بماند از عذاب پروردگار كه اقدام نموده باشد بمثل معصيت ابليس، همچنين نيست، نيست خدا كه داخل نمايد در بهشت آدمى را بامرى كه خارج نمود بسبب آن أمر از بهشت ملكى را، بدرستى كه حكم خداوند در حق أهل آسمان و زمين يكى است، و نيست ميان خدا و ميان هيچ أحدى از خلق أو رخصت و محبّت در مباح ساختن قوروقي را كه حرام گردانيده آن را بر جميع عالميان.

شرح ابن میثم

وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ- يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ- وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ- وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً- وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ- وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ابْتَلَي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ- تَمْيِيزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ- وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ

اللغة

يخطف: أخذ البصر بسرعة استلابا. و تبهر العقول: أى يغلب نوره أنوارها و ينمحق فيه. و الرواء: المنظر الحسن. و العرف: الرائحة الطيّبة. و الخيلاء: الكبر. و الإحباط: الإبطال. و الجهد بفتح الجيم: الاجتهاد. و الهوادة: الصلح.

المعنی

و قوله: و لو أراد اللّه. إلى قوله: على الملائكة.

و قوله: و لو أراد اللّه. إلى قوله: على الملائكة. في صورة قياس اقترانىّ مركّب من متّصلين صغراهما قوله: و لو اراد اللّه. إلى قوله: لفعل. و كبراهما: قوله: و لو فعل إلى آخره. و تالى الكبرى مركّب من جملتين عطفت إحداهما على الاخرى. و معنى الصغرى أنّه تعالى لو أراد قبل خلق آدم أن يخلقه من نور شفّاف لطيف يخطف الأبصار، و يبهر العقول حسنه، و طيب يأخذ الأنفاس رائحته و لم يخلقه من طين ظلمانىّ كثيف لفعل لأنّ ذلك أمر ممكن مقدور له، و يحتمل أن يريد بخلقه من النور خلقه روحانيّا مجرّدا عن علاقة الموادّ المظلمة. و قد يوصف المجرّدات بالنور فيقال: أنوار اللّه، و أنوار جلاله، و أنوار حضرته، و قد أضاءنا بنور علمه و يوصف بالرايحة أيضا فيقال: فلان لم يشمّ رائحة العلم. و بالطعم فيقال: فلان لم يذق حلاوة العلم. و كلّ ذلك استعارة لفظ المحسوس للمعقول تقريبا للأفهام. و معنى الكبرى أنّه لو فعل ذلك و خلقه كذلك لظلّت أعناق الملائكة و إبليس خاضعة له. و ذلك لشرف جوهره على الطين و فضل خلقته على ما يخلق منه و لم يكن ممّن يفسد في الأرض و يسفك الدماء حتّى تقول الملائكة: أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء. و لا من طين منتن حتّى يفخر عليه إبليس بأصله يقول: أنا خير منه خلقتنى من نار و خلقته من طين، أ أسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون و لخفّت البلوى فيه على الملائكة. و بيان الخفّة من وجهين: أحدهما: لشرف جوهره فإنّه من العادة أن يستنكف الشريف من الخضوع لمن هو دونه في أصله و يشقّ عليه التكليف بذلك في حقّه فأمّا إذا كان أصله مناسبا لأصله و مقارنا في الشرف فلا شكّ أنّ تكليفه بخدمته يكون عليه أسهل و أخفّ. و الثاني: أنّهم ما كانوا عالمين بالسرّ الّذي خلق له آدم و هو كونه صالحا لخلافة اللّه سبحانه في عمارة الأرض و إصلاح أبناء نوعه و إعدادهم للكمالات و غير ذلك ممّا لا يعلمونه كما قال تعالى في جواب قولهم أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها إلى وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ«» و كما علّمه الأسماء و أمره بعرضها عليهم فقال وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ و ظاهر أنّ تكليف النفس بما يطّلع على سرّه و يعلم وجه الحكمة فيه أسهل عليها من تكليفها بما تجهله. فلو خلقه تعالى من نور مناسبا لخلقهم لعلموا نوعيّته و سرّ خلقه فلم يشقّ عليهم التكليف بالسجود له. و يؤيّد هذا الوجه قوله: و لكنّ اللّه سبحانه مبتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله و في هذا الاستثناء تنبيه على عدم إرادة خلق آدم من نور. و ذلك العدم هو نقيض مقدّم نتيجة القياس المذكور اللازم عن استثناء نقيض تاليها. و تقدير النتيجة أنّه لو أراد خلقه من نور لظلّت الأعناق له خاضعة و خفّت البلوى على الملائكة لكن لم يكن الأمر كذلك فاستلزم أنّه لم يرد خلقه من نور.

فكان معنى قوله: و لكنّ اللّه ابتلى خلقه. أنّه لم يرد خلقه من نور بل أراد أن يبتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله و هو تكليفهم بالسجود لآدم مع جهلهم بأصل ذلك التكليف و الغرض منه أو جهلهم بآدم و سرّ خلقته الّذي هو أصل لذلك التكليف. و نصب قوله: تمييزا و نفيا و إبعادا على المفعول له: أى ليميّز بذلك التكليف و بما يستلزم من الذلّة و الانقياد و الخضوع المطيع من العاصى، و لينفى رذيلة الكبر و الخيلاء عنهم و باللّه التوفيق.

الفصل الثاني: في أمر السامعين بالاعتبار بحال إبليس و ما لزمه من اللعنة و بطلان أعماله الصالحة في المدّة المتطاولة بسبب التكبّر و العصبيّة الفاسدة، و التحذير من سلوك طريقته و اقتفاء أثره في الكبر و لوازمه من الرذائل الّتي عدّدناها. و ذلك قوله:

فَاعْتَبِرُوابِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ- إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ- وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ- لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ- عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ- فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ- كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً- بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً- إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ- وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ- فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ

اللغة

أقول: الإحباط: الإبطال. و الجهد بفتح الجيم: الاجتهاد. و الهوادة: الصلح.

المعنى

فقوله: فاعتبروا. أمر للسامعين باعتبار حال إبليس في الكبر بعد شرح حاله في طاعة اللّه و طول مدّة عبادته له و ما لزمه بسبب كبر ساعة واحدة من إحباط عمله و لعنته و البعد عن رحمة اللّه ليتنبّهوا للتخلّي عن هذه الرذيلة. وجه الاعتبار أن يقال: إذا كان حال من تكبّر من الملائكة بعد عبادة ستّة آلاف سنة كذلك فكيف بالمتكبّرين من البشر على قصر مدّة عبادتهم و كونهم بشرا. فبطريق الأولى أن يكونوا كذلك. و جهده الجهيد: أى اجتهاده الّذي جهده و شقّ عليه.

و قوله: و كان قد عبد اللّه. إلى قوله: الآخرة. فيشبه أن يكون قد أشار بسنى الآخرة إلى سنين موهومة عن مثل اليوم المشار إليه بقوله تعالى: وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ و قوله فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ و تقريره أنّ الأيّام في الآخرة ممّا لا يمكن حملها على حقائقها لأنّ اليوم المعهود عبارة عن زمان طلوع الشمس إلى مغيبها، و بعد خراب العالم على ما نطقت به الشريعة لا يبقى ذلك الزمان، و على رأى من أثبت بقاء الفلك تكون القيامة عبارة عن مفارقة النفوس لأبدانها أو عن أحوال تعرض لها بعد المفارقة، و المجرّدات المفارقات لا يكون لأحوالها زمان و لا مكان حتّى تجرى في يوم أو سنة فتعيّن حمل اليوم على مجازه و هو الزمان المقدّر بحسب الوهم القايس لأحوال الآخرة إلى أحوال الدنيا و أيّامها إقامة لما بالقوّة مقام ما بالفعل.

و كذلك السنة. و هذه الأزمنة هى الّتي أشار إلى مثلها المتكلّمون بقولهم: إنّ تقدّم البارى تعالى على وجود العالم بتقدير أزمنة لا نهاية لها. إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ قوله تعالى فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ و في موضع مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ إشارة إلى تفاوت تلك الأزمنة الموهومة بشدّة أهوال أحوال أهل الآخرة و ضعفها و طولها و قصرها و سرعة حساب بعضهم و خفّة ظهره و ثقل أوزار قوم آخرين و طول حسابهم كما روى عن ابن عبّاس في قوله كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قال: هو يوم القيامة جعله اللّه على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة، و أراد أنّ أهل الموقف لشدّة أهوالهم يستطيلون بقاهم فيها و شدّتها عليهم حتّى يكون في قوّة ذلك المقدار. و عن أبي سعيد الخدريّ قال: قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في يوم القيامة كان مقداره خمسين ألف سنة: ما أطول هذا اليوم فقال: و الّذي نفسى بيده إنّه ليخفّ على المؤمن حتّى يكون عليه أخفّ من صلاة مكتوبة يصلّيها في الدنيا. و هذا يدلّ على أنّه يوم موهوم و إلّا لما تفاوت في الطول و القصر إلى هذه الغاية. إذا ثبت هذا فنقول: يحتمل أن يكون مراده عليه السّلام أنّ عبادة إبليس و الملائكة الّذين نقلنا في الخبر في الخطبة الاولى أنّهم اهبطوا إلى الأرض و طردوا الجنّ إلى البحار و رءوس الجبال و عبدو اللّه في الأرض زمانا كانت عبادة روحانيّة لا يستدعى زمانا موجودا بل أحوالا موهومة تشبه الزمان، و أنّ إبليس عبد اللّه في تقدير أزمنة مبلغها ستّة آلاف سنة قبل خلق آدم. و يحتمل أن يقال: إنّها كانت جسمانيّة في زمان من أزمنة الدنيا و لكن يكون في كميّة كمقدار خمسين ألف سنة من سنى الدنيا.

فأمّا قوله: لا يدرى.

فأمّا قوله: لا يدرى. ففى نسخة الرضى بالبناء للفاعل. و في غيرها من النسخ بالبناء للمفعول.

و الرواية الاولى تستلزم أنّه ممّن لا يدرى أنّ تلك السنين من أىّ السنين و الثانية يحتمل فيها كونه ممّن يدرى ذلك. و بالجملة فلمّا كانت مدّة عبادة إبليس قبل آدم يحتمل أن يكون روحانيّة و أن يكون جسمانيّة، و يحتمل أن يكون بحسب ذلك في زمان موهوم أو موجود. و على تقدير أن يكون موجودا يحتمل أن يكون ستّة آلاف سنة من السنين المعهودة المتعارفة لنا، و يحتمل أن يكون من سنين كانت قبل ذلك مصطلحا على تقدير كلّ منها بألف سنة أو بخمسين ألف سنة من سنينا لا جرم لم يمكن الجزم بواحد من هذه الاحتمالات فلذلك قال: لا يدرى. قال بعض الشارحين: و يفهم من تقديره عليه السّلام تلك المدّة بستّة آلاف سنة لا يدرى من أىّ السنين هي أنّه سمع فيه نصّا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مجملا و لم يفسّره له، أو أنّه سمعه و علم تفصيله لكنّه لم يفصّله للناس بل أبهم القول عليهم في تعيينه لعلمه أنّ تعيين سنى الآخرة ممّا يستعظمونه و لا يحتمله أذهانهم. فإنّ عبادته إذا كانت ستّة آلاف سنة و كل يوم منها خمسين ألف سنة من سنى الدنيا كان مبلغ ذلك ممّا يخرج من ضرب ستّة آلاف سنة في ثلاث مائة و ستّين مضروبة في خمسين ألفا و هو مائة و ثمانية ألف ألف ألف- بتكرير لفظ الألف ثلاث مرات- و على تقدير أن يكون مقدار كلّ يوم ألف سنة يكون مبلغها ما يخرج من ضرب ستّة آلاف في ثلاث مائة و ستّين ألفا و هو ألفا ألف ألف سنة- بتكرير الألف ثلاث مرات و تثنية الأوّل- و مائة ألف ألف- بلفظتين- و ستّون ألف ألف- بلفظتين أيضا- و ذلك مما لا يحتمله أذهان السامعين. فلذلك أبهم القول فيه.

و قوله: فمن. إلى قوله: معصية.

و قوله: فمن. إلى قوله: معصية. استفهام إنكار لوجود من يسلم من لعنة اللّه و عقوبته ممّن يكون فيه رذيلة الكبر.

و قوله: يسلم على اللّه.

و قوله: يسلم على اللّه. في معنى يرجع إليه سالما من طرده و لعنته و عذابه. تقول: سلم علىّ هذا الشي ء إذا رجع إليك سالما و لم يلحقه تلف. و الباء في قوله: بمثل معصيته. للاستصحاب: أى فمن يرجع إلى اللّه سالما من عذابه و قد استصحب مثل معصية إبليس: أى تكبّر كتكبّره و خالف أمر ربّه.

و قوله: كلّا.

و قوله: كلّا. ردّ لما عساه يدّعى من تلك السلامة الّتى استنكر وقوعها باستفهامه. و فسّر ذلك الردّ بقوله: ما كان اللّه. إلى قوله: ملكا. و الباء في قوله: بأمر للاستصحاب أيضا: أى ما كان ليدخل الجنّة بشرا مستصحبا لأمر أخرج به منها ملكا. و ذلك الأمر هو رذيلة الكبر الّتي يستصحبها الإنسان بعد الموت ملكة و خلقا في جوهر نفسه. و القضيّة سالبة عرفيّة عامّة: أى لا يدخل الجنّة بشر بوصف الكبر ما دام له ذلك الوصف.

فإن كان ذلك الوصف يدوم كما في حقّ الكافر لم يدخل الجنّة أبدا، و إن كان لا يدوم جاز أن يدخل بعد زواله الجنّة. فإذن لا مسكة للرعية به قول القائلين بتخليد الفاسق من أهل القبلة في هذا الكلام. و أمّا حديث الإحباط فيقول: إنّما كان بسبب الكفر كما قال تعالى إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ«».

فإن قلت: الكلام يقتضى أنّ إحباط عمله و إخراجه من الجنّة كان بسبب تكبّره لا بسبب كفره.

قلت: الأصل هو الكبر إلّا أنّ تكبّره كان تكبّرا على اللّه و إباء لطاعته و استصغارا لما امر به حيث قال: أ أسجد لبشر خلقته من صلصال، أ أسجد لمن خلقت طينا و ذلك محادّة للّه و كفر به مصارحة فكان ذلك مستلزما لكفره. و لا شكّ أنّ الكفر يستلزم إحباط العمل و اللعن و الخروج من الجنّة.

و قوله: إنّ حكمه في أهل السماء. إلى قوله: لواحد.

و قوله: إنّ حكمه في أهل السماء. إلى قوله: لواحد. أى في إفاضته للخير و الشرّ على من يستعدّ لأحدهما فمن استعدّ من أهل السماء أو أهل الأرض لخير أو شرّ فحكمه فيه أن يفيض على ما استعدّ له و ذلك حكم لا يختلف اعتباره من جهته تعالى.

و قوله: و ما بين اللّه. إلى قوله: العالمين.

و قوله: و ما بين اللّه. إلى قوله: العالمين. أى ليس بينه و بين أحد من خلقه صلح فيخصّصه بإباحة حكم حرّمه على سائر خلقه فيختلف بذلك حكمه فيهم لأنّ الصلح من عوارض الحاجة أو الخوف المحالين عليه تعالى. و قال بعض الشارحين: كلّ ما جاء من الإحباط في القرآن و الأثر فمحمول على أنّ ذلك الفعل المحبط قد أخلّ فاعله ببعض شرائطه اللازمة إذ لم يوقعه على الوجه المأمور به المرضىّ، أو فعله لا على بصيرة و يقين بل على ظنّ و تخمين.

و بالجملة فحيث يقع لا على وجه يستحقّ به ثوابا، لا على أنّه استحقّ به شيئا ثمّ احبط. فإنّ ذلك ممّا قام البرهان على استحالته.

ترجمه شرح ابن میثم

وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ- يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ- وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ- وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً- وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ- وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ- تَمْيِيزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ- وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ

لغات

خطف يخطف: پلكهاى چشم بتندى شروع به بر هم خوردن كرد. تبهر العقول: بر نور عقلها چيره مى شود و آنها را در خود پنهان مى كند. رواء: چهره زيبا عرف: بوى خوش خيلاء: تكبر و خود بزرگ بينى احباط: باطل كردن جهد: كوشش كردن هواده: صلح و آشتى كردن

ترجمه

و اگر خداوند مى خواست، مى توانست كه آدم را از نورى بيافريند كه روشنى آن ديده ها را خيره و زيبائيش خردها را حيران كند و نيز قادر بود كه وى را از مادّه خوشبويى بسازد كه عطرش تمام دماغها را به سوى وى جلب كند، و اگر چنين مى كرد گردنها در برابر او خاضع مى شد و آزمايش در باره او بر فرشتگان آسان مى شد، اما خداوند سبحان آفريده هايش را به برخى از امور مى آزمايد كه اصل آن را نمى دانند، به سبب اين كه به آنها امتياز دهد و خودخواهى و تكبّر را از آنان دور كند.»

المعنی

و لو اراد اللَّه... على الملائكه،

اين جمله استدلال به صورت قياس استثنايى مركب از دو شرطيه متصله مى باشد كه صغراى آن دو از و لو اراد اللَّه... لفعل، و كبراى آن از و لو فعل نا آخر مى باشد و تالى كبرى مركب از دو جمله است كه يكى بر ديگرى عطف شده است، و معناى مقدمه صغرى اين است كه اگر خداوند پيش از آفرينش آدم اراده مى كرد كه او را از نور شفاف لطيفى بيافريند كه چشمها را خيره كند و زيباييش خردها را دچار حيرت سازد و از عطرى به وجود آورد كه بوى خوشش روحها را تازه كند و از گل و خاك تيره و تاريك او را نيافريند، مى توانست، زيرا اين امر براى خداوند مقدر و ممكن است. در عبارت امام كه تعبير به آفرينش از نور مى فرمايد احتمال ديگرى نيز داده شده است كه مراد آفرينش روحانى و مجرّد از ماده ظلمانى باشد، و اين معمول است كه گاهى از مجردات تعبير به نور مى شود مثلا مى گويند: انوار خدا و انوار جلال او، و انوار حضرته و نيز مى گويند: فلانى ما را به نور علمش روشن ساخت و همچنين از مجردات تعبير به بوييدنى هم مى شود و مى گويند فلانى رايحه علم را بو نكرده است و تعبير به طعم نيز مى شود و مى گوييد: فلان فرد شيرينى دانش را نچشيده است و در تمام اينها براى تقريب به ذهن لفظ محسوس را استعاره براى معقول آورده اند.

معناى مقدمه كبرى اين است كه اگر اين كار را مى كرد و آدم را چنان كه گفته شد مى آفريد گردنهاى فرشتگان و همچنين، ابليس در برابرش خاضع مى شد ولى در اين صورت خضوع فرشتگان به خاطر اصل خلقت و شرافت مادّى حضرت آدم بود نه براى فرمان الهى و در اين حالت ملائكه نمى توانستند بر خداوند اشكال كنند كه چرا كسى را مى آفرينى كه در زمين فساد مى كند و خونريزى راه مى اندازد، و شيطان قادر نبود به دليل اصل آفرينش خود بر او فخر فروشى كند و نيز امتحان ملائكه در مورد وى آسانتر برگزار مى شود به دو علت: الف- طبيعى است كه اگر كسى را دستور دهند كه در برابر پايينتر از خود اظهار كوچكى كند حاضر نيست و از اين رو سجده ملائكه در برابر آدم تا حدّى ناگوار بود، ولى با اين فرض كه در شرافت اصل خلقت از آنان كاستى نداشته و شبيه آنان بود به سادگى براى خضوع در برابر وى تسليم مى شدند.

ب- آنچه كه مانع تسليم شدن ملائكه براى خضوع در برابر آدم بود، ناآگاهى آنها از راز آفرينش وى بود چون از نظر اصل خلقت غير از آنان بود نمى دانستند كه صلاحيت براى خليفة اللهى دارد و از اين رو بر خداوند راجع به آفرينش او، اشكال گرفتند و حق تعالى در پاسخ آنان فرمود: من چيزهايى مى دانم كه شما بر آن آگاهى نداريد، ولى با فرض اين كه خداوند آدم را از ماده نورى مناسب با اصل خلقت ملائكه مى آفريد بر سرّ آفرينش وى آگاهى داشتند و بر خداوند اشكال نمى گرفتند و تسليم آنان در مقابل فرمان حق تعالى براى سجده در برابر آدم آسانتر بود. پس از بيان اين مطلب امام مى فرمايد: اما خداوند سبحان بندگان خود را به امورى مورد آزمايش قرار مى دهد كه راز آن را نمى دانند، و با اين سخن مى فهماند كه حق تعالى نخواست آدم را از نور بيافريند و اراده اش آن بود كه فرشتگان خود را به سجده بر آدم بيازمايد، با آن كه هيچ توجّه به اصل و غرض از اين تكليف نداشتند. مقصود از اين قياس استثنايى توجه به اين است كه خداوند آفرينش آدم را از نور اراده نكرده است، و اين معنا از اين نتيجه به دست مى آيد كه اگر خدا خلقت آدم را از نور اراده مى كرد، همه در مقابلش خضوع مى كردند و آزمايش بر فرشتگان آسان مى شد، امّا اين امر، تحقّق نيافت، پس اراده خدا بر آفرينش آدم از نور تعلق نگرفت.

نصب اين چند واژه: تمييزا، نفيا و ابعادا بنا بر مفعول له است يعنى خدا فرشتگان را آزمايش كرد تا مطيع را از عاصى مشخص سازد و خصيصه زشت كبر و خودخواهى را از آنان دور كند. توفيق از خداوند است.

فصل دوم خطبه قاصعه

فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ- إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ- وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ- لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ- عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ- فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ- كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً- بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً- إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ- وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ- فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ

لغات

احباط: باطل ساختن جهد: كوشش كردن هواده: آشتى كردن

ترجمه

فصل دوم: در اين قسمت از خطبه امام (ع) به شنوندگان هشدار مى دهد كه از بدبختى شيطان پند بگيرند زيرا به سبب تكبر و تعصب بى جايش عبادتهاى چندين ساله اش باطل و در دنيا و آخرت مورد لعن و شماتت واقع شد، و نيز مردم را بر حذر مى دارد كه راه او را نروند گرد تكبر و خود پسندى نگردند كه اين خود ريشه بسيارى از صفتهاى زشت و اعمال ناروا و سرانجام سقوط در دره هلاكت ابدى خواهد بود. توفيق از خداوند است.

«از كار خدا در باره شيطان پند و عبرت بگيريد، زيرا عبادتهاى طولانى و كوشش فراوان او را به دليل يك ساعت سركشى و تكبر، باطل و بى اثر ساخت، با اين كه شش هزار سال خدا را عبادت كرده بود كه معلوم نيست از سالهاى دنيا بوده، يا آخرت، پس چه كسى بعد از ابليس، با انجام دادن مانند گناه او، از عذاب الهى سالم خواهد ماند هرگز نخواهد شد كه خداوند سبحان، انسانى را به بهشت وارد سازد به سبب كارى كه به وسيله آن فرشته اى را از آن بيرون كرد. حكم خداوند در ميان اهل آسمان و زمين يكى است و بين او با هيچ يك از آفريدگانش، در روا داشتن آنچه بر جهانيان حرام فرموده است سازشى نيست (كه آنچه بر همه حرام كرده بر او مباح كند)

شرح

فاعتبروا،

امام (ع) پس از شرح حال شيطان و مدت طولانى را كه در عبادت خداى تعالى به سر برده و بيان آنچه كه بر اثر تكبر و خود بزرگ بينى به سر او آمد تمام اعمالش باطل شد، و از رحمت بى پايان خدا دور و به لعنت ابدى دچار شد، در اين فصل از خطبه شريف شنوندگان خود را مامور كرده است كه از سرگذشت رقّت بار او پند و اندرز بگيرند و گرد اين خصلت ناپسند و ناروا نگردند بلكه با خود بيانديشند كه وقتى آن كه در جرگه فرشتگان بود و 6 هزار سال خداى را پرستش كرد، اما به دليل يك لحظه كبر و خود پسندى چنين وضعيتى پيدا كرد، افراد بشر كه عمر عبادتشان بسيار اندك است، اگر تكبّر ورزند به طريق اولى به اين سرنوشت گرفتار خواهند شد.

جهده الجهيد،

يعنى كوششى كه انجام داد و مشقت آن را تحمل كرد.

و كان قد عبد اللَّه... الاخره،

سالهاى آخرت ممكن است اشاره به مدتهاى بسيار طولانى و مجاز باشد، شبيه روزهاى آخرت كه از آيات قرآن استفاده مى شود مثل: «وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ» و نيز مى گويد: «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ» زيرا روزهاى عالم آخرت را نمى شود بر معناى حقيقى آن حمل كرد به دليل اين كه يك روز عبارت از زمان طلوع خورشيد تا هنگام پنهان شدن و غروب آن مى باشد ولى پس از فناى دنيا چنان كه ظاهر شرع بر آن حكم مى كند نه خورشيد و نه طلوع و غروبى براى آن باقى مى ماند، و بنا بر عقيده كسانى كه فلك و مدار ستارگان را براى هميشه باقى مى دانند نيز رستاخيز عبارت از جدايى نفوس از بدنها و يا حالاتى كه براى آنها پس از جدايى از بدن حاصل مى شود و بديهى است كه براى مجردات و مفارقات از ماده زمان و مكانى نيست تا اين كه روز و سالى داشته باشد، با اين فرض نيز بايد روز را حمل بر معناى مجازى كنيم كه زمان فرضى است و از مقايسه احوال آخرت با دنياى مادى و روزهاى آن به دست مى آيد از باب جانشين ساختن امر بالقوه به جاى بالفعل و به همين معناست زمانهايى كه دانشمندان علم كلام به آن تعبير كرده و گفته اند: تقدم خداوند بر وجود جهان، به زمانهاى مفروضى است كه نهايتى برايش نيست، بنا بر اين روزى كه مقدارش پنجاه هزار يا هزار سال است اشاره به تفاوت حالات اشخاص است كه بر اثر سختى حساب و آسانى آن كه در نتيجه زيادى گناه يا عبادتها و اعمال خير متفاوت است يعنى براى آنان كه بار گناهشان سنگين و كارهاى نيكشان اندك و هول و هراسشان زياد است، آن روز بسيار طولانى است و از نظر آنان كه كفّه اعمال نيكشان بر گناهان مى چربد روز حساب و قيامت بسيار طولانى نيست، چنان كه ابن عباس مفسّر كبير در تفسير قول خداوند: روزى كه مقدار آن پنج هزار سال است مى گويد: مقصود روز قيامت است كه خداوند آن را براى كافران پنجاه هزار سال قرار داده است زيرا بر اثر گناه و معصيت حسابشان طولانى است و آن چنان در فشار و سختى قرار مى گيرند كه در نظر آنان اين چنين طولانى مى شود و از ابى سعيد خدرى نقل شده است كه حضور پيامبر اكرم عرض شد، چه بسيار طولانى است پنجاه هزار سال روز قيامت حضرت فرمود: سوگند به آن كه جانم در دست قدرت اوست روز قيامت براى مؤمن بسيار سهل و آسان است حتى از انجام دادن يك نماز واجب كه در دنيا بجا مى آورد آسانتر است، آرى اينها دلالت دارد بر آن كه مراد از كلمه يوم زمان فرضى و تصوّرى است و گر نه زمان حقيقى به اين اندازه تفاوت پيدا نمى كند. پس از بيان مطلب، مى گوئيم: در باره عبادت ابليس و ملائكه كه در حديث و خطبه اوّل چنين گفتيم آنها به زمين فرود آمدند، طايفه جن را به سوى درياها و سر كوهها، راندند و خود مدت زمانى خدا را در زمين عبادت كردند دو احتمال وجود دارد.

الف- اين كه عبادت، روحانى بوده كه زمانى را اشغال نمى كند بلكه شامل حالاتى شبيه زمان مى باشد و ابليس خدا را پيش از آفرينش آدم در زمانهاى مفروضى عبادت كرده كه اندازه آن شش هزار سال مى باشد.

ب- احتمال ديگر آن كه عبادت جسمانى باشد و در زمانهاى دنيا باشد كه مقدارش به اندازه پنجاه هزار سال از سالهاى دنيا باشد.

لا يدرى

در نسخه منقول از مرحوم سيد رضى بر وجه معلوم ضبط شده است ولى در نسخه هاى ديگر به طريق مجهول نقل شده، بنا بر فرض اول لازمه اش آن است كه خود شيطان نمى داند كه آن سالها از چه سنخ زمانى بوده است ولى بنا بر نسخه دوم كه مجهول باشد ممكن است خود او بداند ولى ديگران ندانند خلاصه آن كه در اين مطلب چند احتمال و ترديد وجود دارد.

1- عبادت ابليس قبل از آدم، روحانى باشد يا جسمانى.

2- زمان عبادت حالت فرضى بوده است يا موجودى واقعى.

3- بر تقدير اخير، مراد از شش هزار سال، سالهاى متعارف نزد ما باشد يا سالهايى كه قبل از خلقت آدم مرسوم بوده است كه هر سالى هزار سال يا پنجاه هزار سال از سالهاى ميان ما باشد، وقتى كه اين همه احتمال در مطلبى وجود داشته باشد، يقين به هيچ كدام پيدا نمى شود، بدين علت حضرت تعبير به لا يدرى غير معلوم فرموده است اما ديگرى از شارحان نهج البلاغه مى گويد: از اين كه امام آن مدت را شش هزار سال تعيين كرده و سپس فرموده است كه معلوم نيست از چه سالهايى باشد، چنين بر مى آيد كه اين مطلب را يا بطور اجمال از پيامبر اكرم بدون شرح و تفصيل شنيده بوده است، و يا اين كه به وجه كامل آن را مى دانسته، اما آن را از مردم پنهان ساخته است، زيرا مى داند كه درك كردن سالهاى آخرت براى آنان بسيار دشوار و غير قابل هضم است زيرا در صورتى كه عبادت شيطان شش هزار سال و هر روزى از آن سالها پنجاه هزار سال به سالهاى دنيا باشد، حاصل ضرب شش هزار سال در سيصد و شصت روز كه در پنجاه هزار ضرب شده باشد، يك صد و هشت هزار ميليون سال مى شود كه عددى بسيار سنگين است و بر فرضى كه اندازه هر روز را هزار سال بدانيم از ضرب شش هزار سال در سيصد و شصت هزار، دو هزار و صد و شصت ميليون سال مى شود كه اين نيز بر ذهنها گران مى آيد، از اين رو حضرت تفصيل مطلب را براى مردم بيان نفرمود.

فمن... معصيته،

در اين جمله از راه استفهام انكارى هيچ شخصى را كه متصف به صفت ناپسند تكبر باشد از لعنت و عقوبت الهى سالم و بر كنار نمى داند، و جمله يسلم على اللَّه، يعنى اين كه به سوى خدا برگردد، در حالى كه از لعنت و عذاب او سالم باشد، چنان كه وقتى چيزى سالم به سوى تو برگشت و خراب و تلف نشده بود، مى گويى سلم علىّ هذا لشي ء. حرف باء در عبارت بمثل معصيته، براى مصاحبت است يعنى چه كسى سالم از كيفر الهى به سوى او بر مى گردد با اين كه گناهى مانند گناه ابليس همراه خود داشته مثل او متكبّر باشد و امر حق تعالى را مخالفت كند.

واژه كلّا نيز براى ردّ كسى است كه ممكن است سالم ماندن از عذاب را براى چنين شخصى جايز بداند، و اين مطلب را با جمله: ما كان اللَّه... ملكا، تفسير و شرح فرموده است يعنى هرگز چنين نيست كه خداوند داخل بهشت سازد، بشرى را كه همراه با گناهى باشد كه به خاطر آن فرشته اى«» را از بهشت بيرون كرده است، و اين گناهان خصلت ناپسند تكبر است. جمله امام (ع) در اين مورد به عنوان خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3 يك قضيه سالبه عرفيه عامّه بيان شده است كه معنايش اين است: هيچ انسانى تا هنگامى كه متّصف به صفت كبر باشد داخل بهشت نمى شود بنا بر اين اگر پيوسته اين صفت همراه او باشد مثل كسى كه با كفر بميرد هرگز داخل بهشت نمى شود، ولى اگر دوام نيابد و بدون آن از دنيا برود، مى توان گفت كه داخل بهشت مى شود، و در اين هنگام قول كسانى كه اين سخن امام را دليل بر آن مى گيرند كه گناهكاران و فاسقان اهل اسلام هميشه در جهنمند ارزش و اعتبارى ندارد. امّا اين كه تمام عبادات و اعمال گذشته او باطل شد به دليل كفر او بود نه تكبرش چنان كه قرآن از آن پرده بر مى دارد «إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ»«» اكنون اگر گفته شود كه سخن امام (ع) دلالت دارد بر اين كه بطلان عبادات گذشته ابليس و بيرون راندن او از بهشت به دليل تكبرش بوده است نه كفر او، جوابش آن است كه گر چه پايه و اساس آن، تكبر بوده اما تكبر در برابر امر خدا و كوچك شمردن دستور او و اطاعت نكردن فرمان وى، مبارزه با خدا و كفر صريح مى باشد زيرا در برابر حق تعالى ايستاد و گفت: آيا براى بشرى سجده كنم كه او را از گل و لاى كهنه آفريدى بنا بر اين تكبر وى سبب كفر، و كفر هم باعث حبط عمل و لعنت شدن او و خارج شدنش از بهشت شد.

انّ حكمه فى اهل السماء... لواحد،

حكم حق تعالى در افاضه خير و شر، بر آنان كه استحقاق و آمادگى در برابر اين دو امر دارند، خواه در آسمان باشد و خواه در زمين، يكى است و فرقى نمى كند. پى هر كس آماده خير يا شرّ است به آن سوى مى رود.

و ما بين اللَّه... السالمين،

يعنى ميان او، و هيچ يك از آفريدگانش صلح و سازشى نيست كه او را استثنا كند و آنچه را بر ديگران حرام كرده براى او مباح سازد زيرا سازشكارى از علامتهاى ترس و نياز است كه هر دو بر خداوند محال و ناروا مى باشد.

برخى از شارحان گفته اند: آنچه از قرآن و روايات در باره احباط و بطلان اعمال آمده، حمل بر آن شده است كه فاعل به بعضى از شرايط لازم فعل اخلال رسانده و آن را چنان كه وظيفه داشته انجام نداده و يا بدون بصيرت و يقين بلكه از روى گمان و تخمين بجا آورده و خلاصه بر وجهى واقع نشده است كه استحقاق ثواب داشته باشد نه اين كه آن را بر وجه صحيح و مستحق ثواب انجام داده و سپس باطل شده باشد، زيرا اين امرى است كه طبق برهان و دليل عقلى محال و غير ممكن است.

پس از آن كه حضرت مردم را توجه داد كه از سرگذشت شيطان و بدبختيهايى كه به سبب گناه و خود خواهى و تكبر، بر سرش آمده، عبرت بگيرند، هم اكنون آنان را از اين دشمن خدا، بر حذر مى دارد كه مبادا آنان نيز به اين درد مبتلا شوند. دشمنى او با خدا، همان دورى از اطاعت دستورهاى او، و رو آوردن به مخالفت و معصيت وى مى باشد. در عبارت متن از تكبر، تعبير به بيمارى شده است، زيرا اين صفت ناپسند يك بيمارى روانى است كه از امراض جسمى بسيار دردناكتر مى باشد.

عبارت ان يعديكم در محل نصب بدل از عدوّ است و از قطب راوندى نقل شده است كه مفعول دوم براى فعل احذروا مى باشد ولى درست نيست، زيرا اين فعل متعدى به دو مفعول نمى شود.

شرح مرحوم مغنیه

و لو أراد اللّه أن يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياؤه، و يبهر العقول رواؤه، و طيب يأخذ الأنفاس عرفه لفعل. و لو فعل لظلّت له الأعناق خاضعة، و لخفّت البلوى فيه على الملائكة. و لكنّ اللّه سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالاختبار لهم، و نفيا للاستكبار عنهم، و إبعادا للخيلاء منهم. فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بإبليس إذ أحبط عمله الطّويل و جهده الجهيد، و كان قد عبد اللّه ستّة آلاف سنة لا يدرى أ من سني الدّنيا أم سني الآخرة عن كبر ساعة واحدة. فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه بمثل معصيته كلّا، ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا. إنّ حكمه في أهل السّماء و أهل الأرض لواحد. و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرّمه على العالمين.

اللغة:

الرواء: حسن المنظر. و العرف- بفتح العين- الرائحة. و الهوادة: الرخصة و اللين.

الاعراب:

تمييزا مفعول من أجله ليبتلي، فمن ذا مبتدأ و خبر، و بعد متعلن بيسلم، و على اللّه «على» بمعنى من، قال تعالى: الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ- 2 المطففين». و كلا حرف ردع و زجر.

المعنى:

الملائكة و الأنانية:

(و لو أراد اللّه أن يخلق آدم إلخ).. لما ذا خلق اللّه آدم من مادة لا وزن لها و لا ثمن، و لم يخلقه من أعز الأشياء و أثمنها و أجاب الإمام بأن الملائكة يشاركون الانسان في حب الذات و الأنانية، و ان كانت طبيعتهم و ظروفهم غير طبيعة الانسان و ظروفه.. فالإنسان يحابي نفسه، و يعطيها فضائل ليست فيها، و قد يملكه الغرور بصفة كالعلم، فيأنف بسببها من المساواة مع الآخرين و التواضع لمن هو دونه علما و مكانة.. و ما إلى ذلك من لوازم حب الذات و آثارها، و لا بد من وجود هذه الأنانية في الملائكة، و بها يكون لهم الاختيار و الحرية و إلا بطل تكليفهم، و لم يكن لهم من فضل في أي شي ء، و كانوا تماما كالثمرة على الشجرة، و الريشة في مهب الريح.. و بكلمة ان الأنانية في الملائكة كغريزة الجنس في الانسان حيث يستطيع كبحها و الصبر عليها.

و بعد أن خلق سبحانه حب الذات في الملائكة بالمعنى الذي أشرنا اليه و أعطاهم الحرية الكاملة- أراد أن يظهر كلا منهم على حقيقته بالفعل الذي يستحق به المدح أو الذم، فخلق آدم من طين، و أمرهم بالسجود له (تمييزا بالاختبار لهم، و نفيا للاستكبار عنهم، و إبعادا للخيلاء منهم) فمن سمع و أطاع فهو من المقربين، و من أعرض و نأى فهو مطرود من رحمته تعالى كإبليس. و لو ان اللّه خلق آدم «من نور يخطف الأبصار.. و طيب يأخذ الأنفاس» ثم أمرهم بالسجود فامتثلوا و سجدوا- لو كان الأمر كذلك لم يكن للملائكة من فضل، لأنه لا يتعارض مع الأنانية و حب الذات. و يأتي في هذه الخطبة ان اللّه سبحانه اختبر عباده بأحجار لا تبصر و لا تسمع، و انه لهذه الغاية جعلها بأوعر بقاع الأرض.

الفرق بين الشيطان و إبليس:

(فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بإبليس إلخ).. في القرآن الكريم كلمات يستوي في معرفتها العالم و الجاهل مثل الأعين و الآذان، و كلمات يعرفها أهل اللغة مثل كلمة الطلح- الموز- و كلمة شطأ الزرع أي ما يتفرع عنه من أغصان و ثمر، و فيه كلمات يجب الرجوع في فهمها و المراد منها الى القرآن نفسه، أو الى النص من المعصوم، و من هذا النوع كلمتا إبليس و الشيطان حيث لا نعرف كائنا يقال له: إبليس أو شيطان.

و قد رأينا الذكر الحكيم يطلق كلمة الشيطان على الشيطان الإنسي، و الشيطان الجني، و على الوسوسة و الخواطر السوداء. قال تعالى: «وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ يُوحِي- 112 الأنعام». و قال تعالى فيما يعود الى الوسوسة و نحوها: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا- 201 الأعراف». و أوضح من هذه الآية قوله تعالى حكاية لقول يوسف: «وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً- 100 يوسف». و ما نزع بين يوسف و بين اخوته إلا عداوة الحسد.

أما إبليس فهو كائن حسي يدرك و يعقل، و يفعل و يترك بإرادته و اختياره، و لذا خاطبه سبحانه و قال له: «ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ- 12 الأعراف».

و طرده و لعنه، و احتج هو بأصله، و هدد و توعد بكيده و ضلالته، و قد أجابه، جلّت كلمته: «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ- 85 ص».

و إذن فتأويل كلمة إبليس بغير الحسي- جهل و تضليل، أما كلمة الشيطان فيصح تأويلها بما يوسوس و يزين حسيا كان أو معنويا.

(إذ أحبط عمله الطويل- الى- ساعة واحدة). هذا شاهد آخر على ان إبليس كائن حسي لا معنوي، و انه عبد اللّه دهرا طويلا، ثم ارتد و نكص على عقبيه حيث تمرد على أمره تعالى فكان من الخاسرين، أما التحديد بستة آلاف أو دونها أو أكثر منها كما في بعض الروايات فهو كناية عن طول أمد العبادة، و انها لم تجده نفعا مع معصية لحظة، كما قال الإمام: (فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه بمثل معصيته) أي معصية إبليس و الطرد من رحمة اللّه و إحباط العبادة التي امتدت أمدا غير قصير، و مهما كان المراد بتحديد أمد عبادة إبليس فنحن غير مسئولين عن معرفته يوم القيامة، و لا يمت الى حياتنا بسبب قريب أو بعيد.

(كلا، ما كان اللّه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به ملكا) بفتح اللام، و المراد به هنا إبليس، و المعنى ان اللّه طرد إبليس من رحمته لمعصية واحدة، فكيف يرجو رحمته تعالى من عصاه في كثير من الذنوب. كلا: «وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ- 56 الاعراف». (ان حكمه في أهل السماء إلخ).. ليس للّه صداقة و علاقة مع أحد من خلقه، فكل عباده عنده سواء يتعامل معهم على أساس العمل: «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ- 46 فصلت» سواء أ كانوا من أهل الأرض أم من أهل السماء.

و تسأل: كيف عدّ الإمام إبليس من الملائكة مع ان الآية 50 من سورة الكهف تقول: «وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ» الجواب: ان الإمام عدّ إبليس من الملائكة تبعا لهذه الآية حيث اعتبرت إبليس من الملائكة، ثم أخرجته من بينهم بعد أن فسق و تمرد.. و هو من الجن ما في ذلك ريب، لنص الآية، و لكن اللّه سبحانه أجرى عليه حكم الملائكة، و أمره بالسجود كما أمرهم، لأنه كان يشاركهم في العبادة و يزيد، و لما كان منه ما كان أخرج من بينهم و طرد عليه فكان من الملائكة حكما، و هو من الجن موضوع خطبه 192 نهج البلاغه بخش 3ا.

نجيب بهذا لمجرد التوجيه.. و اللّه أعلم بغيبه.

شرح منهاج البراعة خویی

و لو أراد اللّه سبحانه أن يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياؤه، و يبهر العقول روائه، و طيب يأخذ الأنفاس عرفه، لفعل، و لو فعل لظلّت الأعناق خاضعة له، و لخفّت البلوى فيه على الملائكة، و لكنّ اللّه سبحانه يبتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله، تمييزا بالاختبار لهم، و نفيا للاستكبار عنهم، و إبعادا للخيلاء منهم، فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بإبليس إذ أحبط عمله الطّويل، و جهده الجهيد، و كان قد عبد اللّه ستّة آلاف سنة لا يدرى أمن سنّي الدّنيا أم من سنيّ الاخرة عن كبر ساعة واحدة فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللّه بمثل معصيته، كلّا ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا، إنّ حكمه في أهل السّماء و الأرض لواحد، و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمّى حرّمه على العالمين.

اللغه

(العرف) بفتح الأوّل و سكون الثاني الريح طيّبة أو منتنة و أكثر استعماله في الطيّبة و (الخيلاء) و الخيل و الخيلة الكبر و (الهوادة) اللين و الرخصة و ما يرجى به الصّلاح.

العراب

قوله: عن كبر ساعة، متعلق بقوله: احبط، و عن للتعليل كما في قوله تعالى وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ و على فى قوله: يسلم على اللّه، بمعني من كما في قوله تعالى الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى أى منهم، و قوله: بأمر أخرج به، الباء الاولى للمصاحبة، و الثانية للسببيّة.

المعنى

ثمّ نبّه على نكتة خلقة آدم عليه السّلام من الطين بقوله (و لو أراد اللّه سبحانه أن يخلق آدم عليه السّلام من نور يخطف الأبصار) أى يسلبها و يأخذها (ضياؤه و يبهر العقول رواؤه) أى يغلبها حسن منظره (و طيب يأخذ الأنفاس عرفه) أى ريحه و عطره (لفعل) لأنه أمر ممكن مقدور و هو سبحانه على كلّ شي ء قدير (و لو فعل) ذلك (لظلّت الأعناق خاضعة له و لخفت البلوى فيه على الملائكة) يعنى أنه سبحانه لو أراد أن يخلق آدم في بدء خلقته من نور باهر يخطف سنا برقه بالأبصار لكان مقدورا له سبحانه، و لو خلقه كذلك لصارت أعناق الملائكة و ابليس خاضعة منقادة له، و يسهل عليهم الامتحان في سجود آدم عليه السّلام و لم يشق عليهم تحمل ذلك التكليف، و لساغ لهم السجود له و طاب أنفسهم به لما رأوا من شرف جوهره و علوّ مقامه و فضل خلقته، لأنّ الشريف جليل القدر إنما يأبى و يستنكف من الخشوع و الخضوع لمن هو دونه، و لذلك قال ابليس اللعين خلقتني من نار و خلقته من طين، و أما من كان أصله مناسبا لأصله و مقارنا له في الشرف أو أعلى رتبة منه فلا، و خفّ حينئذ البلوى.

(و لكن اللّه سبحانه) لم يرد ذلك و لم يتعلّق مشيّته بخلقه من نور وصفه كيت كيت، و إنما خلقه من طين و صلصال من حماء مسنون ليصعب تحمّل التكليف سجوده و يثقل حمله، فيتميّز بذلك المحسن من المسى ء و المطيع من العاصى، و يستحقّ المطيع له على ثقله مزيد الزلفى و الثواب لكون اطاعته عن محض الخلوص و التعبّد و التسليم و الانقياد، و يستحقّ العاصى لأليم العقاب لأجل كشف عصيانه عن كونه في مقام التمرّد و الانية و العناد.

و كذلك جرت عادة اللّه سبحانه على أن (يبتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالاختبار لهم، و نفيا للاستكبار عنهم، و ابعادا للخيلاء منهم) يعنى أنّه سبحانه يكلّفهم بأحكام لا يعلمون دليلها و سرّها و نكتتها و الغرض منها، ليميّز المنقاد من المتمرّد و المتذلّل من المستكبر.

ألا ترى أنّ أكثر الأحكام الشرعيّة الّتي في شرعنا مما لم يستقلّ العقل بحكمه من هذا القبيل.

و كذلك غالب أحكام ساير الشرائع تعبّديات صرفة، مثل وجوب حمل الامم السالفة قرا بينهم على أعناقهم إلى بيت المقدّس، فمن قبل قربانه جائته نار فأكلته، فانّ علّة وجوب حملها على الأعناق و نكتة ذلك التكليف الشاقّ غير معلومة.

و كذا المصلحة في إحراق القربان ذى الحياة بالنّار ممّا لا نفهمها.

و مثل ما امتحن اللّه به جنود طالوت من شرب الماء حيث قال «فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي».

و مثله ما اختبر به اصحاب السّبت من نهيهم عن الصيد في يوم السّبت، فانّ العقل لا يفرق بين أيام الاسبوع و لا يدرك قبح الصّيد في ذلك اليوم وجهة النهي عنه و حسنه في ساير الأيام و جهة إباحته، فانظر الى عظم البلوى في ذلك التكليف كيف أوقعهم التعدّى عنه في الخزى العظيم. فكانوا قردة خاسئين.

كما قال سبحانه وَ سْئَلْهُمْ أى اليهود «وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما إلى قوله فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ. السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا.

قال في تفسير الامام قال عليّ بن الحسين عليه السّلام قال اللّه عزّ و جلّ فَلَمَّا عَتَوْا صاروا و أعرضوا و تكبّروا عن قبول الزّجر عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ مبعدين من الخير مبغضين، هذا.

و لما ذكر عليه السّلام من بدء الخطبة إلى هنا اختصاص وصف العزّ و الكبرياء بالربّ الأعلى و أنّ المنازع له فيهما ملعون مطرود من مقام الزلفي، و نبّه على أنّ إبليس اللعين استحقّ النار و سخط الجبّار للتعزّز و الترفّع و الاستكبار، تخلّص إلى غرضه الأصلي من خطابة هذه الخطبة و هو نصح المخاطبين، فأمرهم بالاعتبار بحال هذا الملعون، و أنه كيف أحبط أعماله الّتي عملها في المدّة المتطاولة، و الوف من السّنين بتكبّره و تمرّده عن أمر ربّ العالمين فقال: (فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بابليس إذ أحبط) أى أبطل ثواب (عمله الطويل و جهده الجهيد) أى اجتهاده المستقصى و سعيه البالغ إلى النهاية (و كان قد عبد اللّه (ستة آلاف سنة) و هكذا في رواية البحار المتقدّمة في شرح الفصل الحادى عشر من المختار الأوّل عن العياشي عن ابن عطية عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ إبليس عبد اللّه في السماء في ركعتين ستة ألف سنة، لكن في رواية القمّي المتقدّمة هناك عن زرارة عنه عليه السّلام أنه ركعهما في أربعة آلاف سنة، و في رواية اخرى في ألفي سنة، و في رواية رابعة في سبعة ألف سنة.

قال المحدّث العلّامة المجلسي «ره» و يمكن دفع التنافي بين أزمنة الصلاة و السجود بوقوع الجميع أو بصدور البعض موافقا لأقوال العامة تقيّة.

و قوله (لا يدرى أمن سنّي الدّنيا أم سنّي الاخرة) لا دلالة فيه على عدم علمه عليه السّلام بذلك إذ لفظ يدرى بصيغة المجهول و يكفى في صدقه جهل المخاطبين به و إنما لم يفسّره لهم لما كان يعلمه عليه السّلام في إبهامه من المصلحة كعدم تحاشي السامعين من طول المدّة. و روى الشارح البحراني من نسخة الرّضي ما لا ندرى بصيغة المتكلّم مع الغير، و هو أيضا لا يستلزم جهله عليه السّلام لأنّ غيره لا يدرونه فغلبهم على نفسه و باب التغليب باب واسع في المجاز.

أمّا مدّة سنى الاخرة فقد اشير إليها في قوله سبحانه في سورة الحجّ «وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ» قال ابن عباس و مجاهد و عكرمة و ابن زيد في تفسيرها: إنّ يوما من أيام الاخرة يكون كألف سنة من أيام الدّنيا.

و في الصافى من إرشاد المفيد عن الباقر عليه السّلام في حديث: و أخبر أى اللّه سبحانه بطول يوم القيامة و أنّه كألف سنة مما تعدّون.

و نظير هذه الاية قوله تعالى في سورة السجدة يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ روى في مجمع البيان عن ابن عباس في هذه الاية أنّ معناها يدبّر اللّه سبحانه أمر الدنيا فينزل القضاء و التدبير من السماء إلى الأرض مدّة أيام الدّنيا، ثمّ يعرج الأمر و يعود التدبير اليه بعد انقضاء الدّنيا و فنائها حتّى ينقطع أمر الأمراء و حكم الحكام و ينفرد اللّه بالتدبير في يوم كان مقدار ألف سنة، و هو يوم القيامة فالمدّة المذكورة هو مدّة يوم القيامة إلى أن يستقرّ الخلود في الدارين.

قال الطبرسىّ: و يدلّ عليه ما روى إنّ الفقراء يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بنصف يوم خمسمائة عام.

فان قلت: فما تقول لقوله سبحانه فى سورة المعارج تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ و ما وجه الجمع بينه و بين الايتين السالفتين قلت: ربما يجمع بينهما بأنّ المراد باية السجدة أنّ الملائكة ينزل بالتدبير و الوحى و يصعد إلى السماء في يوم واحد من أيام الدّنيا مسافة ألف سنة مما تعدّون.

لأنّ ما بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم، فيكون نزوله خمسمائة عام و صعوده خمسمائة عام، فمسافة الصعود و النزول إلى السماء الدّنيا في يوم واحد للملك مقدار مسيرة ألف سنة لغير الملك.

و المراد باية المعارج هو مسافة الصعود و النزول إلى السماء السابعة، فانها مقداره مسيرة خمسين ألف سنة.

و يؤيّده ما عن الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السّلام و قد ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: اسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر، و عرج به في ملكوت السّماوات مسيرة خمسين ألف عام أقلّ من ثلث ليلة انتهى إلى ساق العرش هذا و قد يجمع بينهما بأنّ الايتين المتقدّمتين محمولتان على مدة يوم القيامة و الاية الأخيرة اريد بها بيان مدّة الدّنيا، يعني أنّ أوّل نزول الملائكة في الدّنيا و أمره و نهيه و قضائه بين الخلايق إلى آخر عروجهم إلى السّماء و هو يوم القيامة خمسون ألف سنة، فيكون مقدار الدّنيا هذه المدّة لا يدرى كم مضى و كم بقى و إنّما يعلمها اللّه سبحانه.

فان قلت: هذان الوجهان و إن كان يرفع بها التنافي بين الايات إلّا أنّه على البناء على الوجه الأول لا يبقى في الايتين دلالة على كون مقدار يوم الاخرة ألف سنة كما هو المقصود، و على الثاني فدلالتهما مسلمة لكنه ينافي ما ذكرتم فى الاية الثالثة من أنّ المراد بها بيان مدّة الدّنيا ما رواه فى الكافى عن الصّادق عليه السّلام إنّ للقيامة خمسين موقفا كلّ موقف مقام ألف سنة ثمّ تلا «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ» فانّ هذه الرواية كما ترى تدلّ على أنّ مقدار القيامة خمسون ألفا، و أنّ الاية ناظرة إلى ذلك.

قلت: يمكن الجواب عنه بما أجاب به الطبرسىّ حيث قال بعد ما روى عن ابن عباس كون مقدار يوم القيامة ألف سنة، فأمّا قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فانه أراد سبحانه على الكافر جعل اللّه ذلك اليوم عليه مقدار خمسين ألف سنة، فانّ المقامات في يوم القيامة مختلفة، انتهى.

يريد أنّه يطول ذلك اليوم في نظر الكافر هذه المدّة لشدّة عذابه، و أمّا في حقّ المؤمن فلا.

و يرشد إليه ما رواه الطبرسى عن أبى سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول اللّه ما أطول هذا اليوم فقال: و الذى نفس محمّد بيده إنه ليخفّ على المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصلّيها في الدّنيا.

و هذا كما يقال فى المثل: أيّام السرور قصار و أيّام الهموم طوال، و يقال أيضا سنة الفراق سنة و سنة الوصال سنة، قال الشاعر:

  • يطول اليوم لا ألقاك فيهو حول نلتقى فيه قصير

هذا ما يستنبط من الأدلّة في هذا المقام و العلم عند اللّه و عند حججه الكرام عليهم الصّلاة و السّلام، هذا.

و بعد البناء على أنّ مقدار يوم من أيام الاخرة ألف سنة من أيّام الدّنيا يكون مدّة عبادة إبليس في السّماء إذا كانت ستّة آلاف سنة من سنّى الاخرة هو ألفا ألف ألف و مأئة ألف ألف و ستّون ألف ألف سنة من سنى الدّنيا، و لما رأى أمير المؤمنين عليه السّلام عدم تحمّل أذهان أكثر السّامعين لذلك أبهم القول عليهم، و قال: لا يدرى أمن سنى الدّنيا أم سنى الاخرة.

(عن كبر ساعة واحدة) أى أحبط عمله الذي بلغ ما بلغ لأجل كبر ساعة واحدة (فمن ذا الذي بعد ابليس يسلم على اللّه بمثل معصيته) استفهام إنكارىّ إبطالي، أى من الّذي يبقى بعد ابليس سالما من عذابه و سخطه سبحانه و قد جاء بمثل معصيته و اتّصف بصفته.

(كلّا) حرف ردع أتى بها تأكيدا لما استفيد من الجملة السّالفة و تنبيها على أنّ زعم السّلامة من العذاب للمتكبر فاسد و مدّعيه كاذب إذ (ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا) مصاحبا و متلبسا (بأمر) ذي ذنب (أخرج به) أى بسبب ذلك الذنب (منها ملكا) و كيف يتوهّم ذلك و الحال أنّ البشر لو قيس عمله إلى عمله و جهده و إن استقصى إلى جهده لم يكن إلّا نسبة القطر إلى البحر.

و التعبير عن ابليس بالملك لكونه في السّماء و طول مخالطته بالملائكة لما قدّمنا في شرح الفصل الحادى عشر من المختار الأوّل من الأدلّة على أنه كان من الجنّ دون الملائكة.

و لما كان هنا مظنة أن يعترض معترض و يقول: إنا لا نسلم استلزام إخراج الملك لعدم إدخال البشر إذ يمكن أن يكون إخراجه مستندا إلى كمال قربه فانّ أدنى ذنب من المقرّبين يقع في موقع عظيم و أمّا البشر فلعدم قربه ذلك القرب لا يؤثر ذنبه ذلك التأثير فيجوز دخوله في الجنّة و إن أذنب مثل ذنب الملك و أيضا فمن الجايز أن يكون تحريمه للتكبّر مخصوصا بأهل السّماء فقط أجاب«» عليه السّلام عن ذلك الاعتراض على طريق الاستيناف البياني بقوله: (ان حكمه في أهل السّماء و الأرض لواحد و ما بين اللّه و بين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين).

و محصّل الجواب أنّ حكمه في أهل السّماء و الأرض واحد لا اختلاف فيه و المطلوب من الجمع أن يكونوا داخرين في رقّ العبوديّة و يعرفوا ربّهم بالعظمة و الربوبيّة، و قد جعل الكبرياء رداءه و العظمة إزاره و اختارهما لنفسه و جعلهما حمى و حرما على غيره و حرّم على جميع العالمين من أهل السّماء و الأرضين أن يحوموا حوم ذلك الحمى و ينازعوه فيهما كما عرفته في أوّل شرح هذا الفصل مفصّلا.

و على ذلك فلا يبقى احتمال إباحة لأحد في دخول ذلك الحمى، و لا تجويز أن يكون بينه و بينه هوادة و محابة و رخصة في تلبّس لباس العزّ و الكبرياء، فمن انتحل شيئا منهما سواء كان من أهل الأرض أو من أهل السّماء صار محروما من الجنان و منازل الأبرار، مستحقا للنيران و مهاوى الفجار و لبئس مثوى المتكبّرين و مهوى المستكبرين

شرح لاهیجی

و لو اراد اللّه سبحانه ان يخلق ادم من نور يخطف الأبصار ضياؤه و يبهر العقول روائه و طيب يأخذ الأنفاس عرفه لفعل و لو فعل لظلّت له الاعناق خاضعة و لخفّت البلوى فيه على الملائكة و لكنّ اللّه سبحانه يبتلى خلقه ببعض ما يجهلون اصله تمييزا بالاختبار لهم و نفيا للاستكبار عنهم و ابعادا للخيلاء منهم يعنى اگر خواستى خداى سبحانه اين كه افريد ادم را از نورى كه بربايد چشمها را از روشنائى او و غالب شود عقلها را حسن منظر او و از بوى خوشى كه بگيرد نفسها را بوى او هر اينه ميكرد يعنى ميافريد او را نور مجرّد از مادّه جسميّه و اگر ايجاد كرده بود هر اينه هميشه بود از براى او گردنها خضوع دارنده و هر اينه سبك بود بتقريب شرافت نوريّه و امتحان در امر بسجود او بر ملائكه و تمامى سجود مى كردند و لكن خداى سبحانه ميازمايد مخلوقات خود را بسبب بعضى از چيزهائى كه نمى دانند اصل و سبب او را از جهة تمييز و جدا كردن مر ايشان را از غير بسبب آزمائش كردن و از جهت نيست كردن تكبّر از ايشان و دور ساختن مر عجب و تبختر را از ايشان فاعتبروا بما كان من فعل اللّه بابليس اذ احبط عمله الطّويل و جهده الجهيد و كان قد عبد اللّه ستّة الاف سنة لا يدرى امن سنى الدّنيا ام سنى الاخرة عن كبر ساعة واحدة فمن بعد ابليس يسلم على اللّه بمثل معصيته كلّا ما كان اللّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بامر اخرج به منها ملكا انّ حكمه فى اهل السّماء و اهل الارض لواحد و ما بين اللّه و بين احد من خلقه هوادة فى إباحة حمى حرّمه اللّه على العالمين يعنى پس عبرت گيريد بچيزى كه بود از كردار خدا با ابليس در وقتى كه باطل گردانيد عبادت دراز او را و تلاش با كوشش او را و حال آن كه بود بتحقيق كه عبادت كرده بود خدا را شش هزار سالى كه معلوم نيست كه از سالهاى دنيا است يا از سالهاى اخرت و هر يك سال اخرت چندين هزار برابر يك سال دنيا است زيرا كه خدا در قرآن ياد كرده كه هر يك روز از اخرت معادل پنجاه هزار سال دنيا است پس هر سالى از آن چندين هزار برابر سال دنيا باشد و ترديد حضرت (- ع- ) بتقريب نارسائى فهم سامعين است بر اوقات اخرت و باطل گرديدن طاعات شش هزار ساله او از جهة تكبّر ورزيدن يك ساعت بود پس كيست بعد از ابليس كه سالم باشد از عقوبت خدا در مثل معصيت ابليس كه تكبّر يك ساعت باشد حاشا كه سالم باشد نبوده است خداى سبحانه كه داخل گرداند در بهشت بشرى را با ملابست امرى كه تكبّر باشد كه بيرون كرد بسبب ان از بهشت كسى را كه داخل فرشته بود بتحقيق كه حكم خداى (- تعالى- ) در اهل اسمان و اهل زمين هر اينه بيك نحو است و نيست در ميان خدا و در ميان احدى از مخلوقات او رخصتى و صلحى در مباح گردانيدن محظورى كه حرام گردانيده باشد او را خدا بر جميع عالميان كه تكبّر باشد

شرح ابن ابی الحدید

وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ- يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ- وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ- وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً- وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ- وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ- تَمْيِيزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ- وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ- فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ- إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ- وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ- لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الآْخِرَةِ- عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ- فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ- كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً- بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً- إِنْ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ- وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ- فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ

خطفت الشي ء بكسر الطاء أخطفه- إذا أخذته بسرعة استلابا- و فيه لغة أخرى خطف بالفتح- و يخطف بالفتح و يخطف بالكسر- و هي لغة رديئة قليلة لا تكاد تعرف و قد قرأ بها يونس في قوله تعالى- يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ- . و الرواء بالهمزة و المد المنظر الحسن- و العرف الريح الطيبة- . و الخيلاء بضم الخاء و كسرها الكبر- و كذلك الخال و المخيلة- تقول اختال الرجل و خال أيضا أي تكبر- . و أحبط عمله أبطل ثوابه- و قد حبط العمل حبطا بالتسكين و حبوطا- و المتكلمون يسمون إبطال الثواب إحباطا- و إبطال العقاب تكفيرا- . و جهده بفتح الجيم اجتهاده و جده- و وصفه بقوله الجهيد أي المستقصى- من قولهم مرعى جهيد- أي قد جهده المال الراعي و استقصى رعية- .

و كلامه ع يدل على أنه كان يذهب- إلى أن إبليس من الملائكة لقوله- أخرج منها ملكا و الهوادة الموادعة و المصالحة- يقول إن الله تعالى خلق آدم من طين- و لو شاء أن يخلقه من النور الذي يخطف- أو من الطيب الذي يعبق لفعل- و لو فعل لهال الملائكة أمره و خضعوا له- فصار الابتلاء و الامتحان و التكليف بالسجود له- خفيفا عليهم لعظمته في نفوسهم- فلم يستحقوا ثواب العمل الشاق- و هذا يدل على أن الملائكة تشم الرائحة كما نشمها نحن- و لكن الله تعالى يبتلي عباده- بأمور يجهلون أصلها اختبارا لهم- . فإن قلت ما معنى قوله ع تمييزا بالاختبار لهم- قلت لأنه ميزهم عن غيرهم من مخلوقاته- كالحيوانات العجم و أبانهم عنهم- و فضلهم عليهم بالتكليف و الامتحان- . قال و نفيا للاستكبار عنهم- لأن العبادات خضوع و خشوع و ذلة- ففيها نفي الخيلاء و التكبر عن فاعليها- فأمرهم بالاعتبار بحال إبليس الذي عبد الله ستة آلاف سنة- لا يدرى أ من سني الدنيا أم من سني الآخرة- و هذا يدل على أنه قد سمع فيه نصا من رسول الله ص- مجملا لم يفسره له أو فسره له خاصة- و لم يفسره أمير المؤمنين ع للناس- لما يعلمه في كتمانه عنهم من المصلحة- . فإن قلت قوله لا يدرى- على ما لم يسم فاعله يقتضي أنه هو لا يدري- قلت إنه لا يقتضي ذلك- و يكفي في صدق الخبر إذا ورد بهذه الصيغة- أن يجهله الأكثرون- . فأما القول في سني الآخرة كم هي- فاعلم أنه قد ورد في الكتاب العزيز آيات مختلفات- إحداهن قوله تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ- فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ- . و الأخرى قوله يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ- ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ- كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ- . و الثالثة قوله- وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ- . و أولى ما قيل فيها- أن المراد بالآية الأولى مدة عمر الدنيا- و سمي ذلك يوما- و قال إن الملائكة لا تزال تعرج إليه- بأعمال البشر طول هذه المدة حتى ينقضي التكليف- و ينتقل الأمر إلى دار أخرى- و أما الآيتان الأخيرتان- فمضمونهما بيان كمية أيام الآخرة- و هو أن كل يوم منها مثل ألف سنة من سني الدنيا- . فإن قلت فعلى هذا كم تكون مدة عبادة إبليس- إذا كانت ستة آلاف سنة من سني الآخرة- قلت يكون ما يرتفع من ضرب أحد المضروبين في الآخرة- و هو ألفا ألف ألف ثلاث لفظات- الأولى منهم مثناة و مائة ألف ألف لفظتان- و ستون ألف ألف سنة لفظتان أيضا من سني الدنيا- و لما رأى أمير المؤمنين ع هذا المبلغ عظيما جدا- علم أن أذهان السامعين لا تحتمله- فلذلك أبهم القول عليهم و قال- لا يدرى أ من سني الدنيا أم من سني الآخرة- . فإن قلت فإذا كنتم قد رجحتم قول من يقول- إن عمر الدنيا خمسون ألف سنة- فكم يكون عمرها إن كان الله تعالى- أراد خمسين ألف سنة من سني الآخرة- لأنه لا يؤمن أن يكون أراد ذلك- إذا كانت السنة عنده عبارة عن مدة غير هذه المدة- التي قد اصطلح عليها الناس- قلت يكون ما يرتفع من ضرب خمسين ألفا- في ثلاثمائة و ستين ألف من سني الدنيا- و مبلغ ذلك ثمانية عشر ألف ألف ألف سنة- من سني الدنيا ثلاث لفظات- و هذا القول قريب من القول المحكي عن الهند- .

و روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه- روايات كثيرة بأسانيد أوردها- عن جماعة من الصحابة- أن إبليس كان إليه ملك السماء و ملك الأرض- و كان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن- و إنما سموا الجن لأنهم كانوا خزان الجنان- و كان إبليس رئيسهم و مقدمهم- و كان أصل خلقهم من نار السموم و كان اسمه الحارث- قال و قد روي أن الجن كانت في الأرض- و أنهم أفسدوا فيها- فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة- فقتلهم و طردهم إلى جزائر البحار- ثم تكبر في نفسه- و رأى أنه قد صنع شيئا عظيما لم يصنعه غيره- قال و كان شديد الاجتهاد في العبادة- . و قيل كان اسمه عزازيل- و أن الله تعالى جعله حكما و قاضيا بين سكان الأرض- قبل خلق آدم فدخله الكبر و العجب- لعبادته و اجتهاده- و حكمه في سكان الأرض و قضائه بينهم- فانطوى على المعصية- حتى كان من أمره مع آدم ع ما كان- قلت و لا ينبغي أن نصدق من هذه الأخبار و أمثالها- إلا ما ورد في القرآن العزيز- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه- أو في السنة أو نقل عمن يجب الرجوع إلى قوله- و كل ما عدا ذلك فالكذب فيه أكثر من الصدق- و الباب مفتوح- فليقل كل أحد في أمثال هذه القصص ما شاء- و اعلم أن كلام أمير المؤمنين في هذا الفصل- يطابق مذهب أصحابنا في أن الجنة لا يدخلها ذو معصية- أ لا تسمع قوله- فمن بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته- كلا ما كان الله ليدخل الجنة بشرا- بأمر أخرج به منها ملكا- إن حكمه في أهل السماء و الأرض لواحد- . فإن قلت أ ليس من قولكم- إن صاحب الكبيرة إذا تاب دخل الجنة- فهذا صاحب معصية و قد حكمتم له بالجنة- قلت إن التوبة أحبطت معصيته فصار كأنه لم يعص- . فإن قلت إن أمير المؤمنين ع إنما قال- فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته- و لم يقل بالمعصية المطلقة- و المرجئة لا تخالف- في أن من وافى القيامة بمثل معصية إبليس- لم يكن من أهل الجنة- قلت كل معصية كبيرة فهي مثل معصيته- و لم يكن إخراجه من الجنة لأنه كافر- بل لأنه عاص مخالف للأمر- أ لا ترى أنه قال سبحانه- قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها- فعلل إخراجه من الجنة بتكبره لا بكفره- . فإن قلت هذا مناقض لما قدمت في شرح الفصل الأول- قلت كلا لأني في الفصل الأول- عللت استحقاقه اسم الكفر- بأمر زائد على المعصية المطلقة و هو فساد اعتقاده- و لم أجعل ذلك علة في خروجه من الجنة- و هاهنا عللت خروجه من الجنة- بنفس المعصية فلا تناقض- . فإن قلت ما معنى قول أمير المؤمنين ع- ما كان الله ليدخل الجنة بشرا- بأمر أخرج به منها ملكا- و هل يظن أحد أو يقول- إن الله تعالى يدخل الجنة أحدا من البشر- بالأمر الذي أخرج به هاهنا إبليس- كلا هذا ما لا يقوله أحد- و إنما الذي يقوله المرجئة- إنه يدخل الجنة من قد عصى و خالف الأمر- كما خالف الأمر إبليس- برحمته و عفوه و كما يشاء- لا أنه يدخله الجنة بالمعصية- و كلام أمير المؤمنين ع يقتضي- نفي دخول أحد الجنة بالمعصية- لأن الباء للسببية- قلت الباء هاهنا ليست للسببية- كما يتوهمه هذا المعترض- بل هي كالباء في قولهم خرج زيد بثيابه- و دخل زيد بسلاحه أي خرج لابسا- و دخل متسلحا أي يصحبه الثياب و يصحبه السلاح- فكذلك قوله ع بأمر أخرج به منها ملكا- معناه أن الله تعالى لا يدخل الجنة بشرا- يصحبه أمر أخرج الله به ملكا

شرح نهج البلاغه منظوم

و لو أراد اللَّه أن يّخلق ادم من نّور يخطف الأبصار ضياؤه، و يبهر العقول رواؤه، و طيب يّأخذ الأنفاس عرفه، لفعل، و لو فعل لظلّت له الأعناق خاضعة، وّ لخفّت البلوى فيه على الملائكة، و لكنّ اللَّه- سبحانه- ابتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالاختبار لهم، و نفيا لّلاستكبار عنهم، و إبعادا لّلخيلآء منهم.

فاعتبروا بما كان من فعل اللَّه بإبليس، إذ أحبط عمله الطّويل، و جهده الجهيد- و كان قد عبد اللَّه ستّة الاف سنة لّا يدرى أمن سنى الدّنيا أم مّن سنى الأخرة- عن كبر ساعة وّاحدة، فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللَّه بمثل معصيته كلّا ما كان اللَّه، سبحانه، ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا،إنّ حكمه فى أهل السّمآء و أهل الأرض لواحد، وّ ما بين اللَّه و بين أحد مّن خلقه هوادة فى إباحة حمى حرّمه على العالمين.

ترجمه

و اگر خواست خدا بودى كه آدم (ابو البشر) را از نورى بيافريند، كه درخشندگيش ديده ها را خيره سازد، و جلوه اش خردها را مبهوت نمايد، (عقول از ادراكش ناتوان مانند) و از بوى خوشى كه شميم پاكيزه اش نفسها را بر بايد البتّه مى آفريد، و اگر آفريده بود، البتّه گردنها در برابرش نرم، و كار (آزمايش) بر فرشتگان در باره او سبك مى افتاد (و شيطان جنّى هم از فرمانش سر بر نمى تافت) و لكن خداوند پاك آفريدگانش را بپاره از آنچه كه بريشه و سبب آن نادانند مى آزمايد، و براى امتياز دادن، و برگزيدن آنها (از ديگرشان) و براى بر انداختن كبر و گردنكشى، و دور كردن خودخواهى از آنان.

بنا بر اين (چه خوش است كه) از كار خداوند در باره شيطان پند گيريد (و بكبر و خودپسندى نگرائيد چرا) كه او بندگى بسيار و سعى فراوان خود را (در اثر تكبّر) تباه ساخت، در صورتى كه او شش هزار سال خدا را پرستش كرده بود، كه معلوم نيست آيا آنها از سالهاى دنيا (كه عمرش پنجاه هزار سال) يا از سالهاى آخرت (كه هر روزش پنجاه هزار سال است) مى باشند (براى چه) براى گردنكشى يكدم، بنا بر اين كيست كه پس از شيطان با بجا آوردن گناهى مانند (گناه) او از عذاب خدا آسوده ماند، كلّا و حاشا، نشدنى است كه خداوند پاك بشرى را ببهشت ببرد، با كارى كه براى آن كار فرشته را (كه شش هزار سال عبادت كرده بود) از آن بهشت بيرون رانده است (تعبير از ابليس بفرشته در اينجا، براى آميزش او در آسمان با فرشتگان است) البتّه كه فرمان خدا بر اهل آسمان و زمين يكسان است، و بين خدا و هيچيك از آفريدگانش در روا داشتن چيزى كه بخودش مخصوص و آنرا بر جهانيان روا نداشته است اجازتى نيست (و هر كه از پذيرفتن فرامين و احكام الهيّه سرباز زند، همچون شيطان مردود و رجيم و مخلّد در آتش است).

نظم

  • اگر مى خواست حق آدم گزيندز نورى پاك او را آفريند
  • كه چشمان را شعاعش خيره سازدخرد را فكر رويش تيره سازد
  • بوى بوئى دهد چون مشگ اذفرمشام دهر را سازد معطّر
  • بدلها خرّمى را در گشايدنفسها را ز نيكوئى ربايد
  • مثال البتّه اينسان مى كشيدش ز نور و بوى خوش مى آفريدش
  • ز مشگ و نور اگر مى ساختش تنبدى پيشش خلايق نرم گردن
  • ز مشكين بوى مويش مردمان مست به پيش حسن حقشان دل شد از دست
  • سبك تر كار بر افرشتگان بودو ز او آسان ترا مر امتحان بود
  • دگر شيطان سر از طاعت نمى تافت بگردن طوق لعنت را نمى يافت
  • و ليكن خواست خلّاق توانابچيزى كه نبودى خلق دانا
  • كند شان امتحان و آزمايش كه تا طاعت كند خلق از برايش
  • بر اندازد ز پى نخل تكبّردرونها را ز نرميها كند پر
  • دگر كس گرد خودخواهى نگرددبساط عجب و نخوت در نوردد
  • بنا بر اين شما از كار يزدانكه مجرا ساخت اندر حقّ شيطان
  • چو خوش باشد كه پندى نيك گيريدز حال زار او عبرت پذيريد
  • بدقّت بنگريدش اندر اين كاركه چون در بندگى كوشيد بسيار
  • خدا را كرده است آن بى سعادت به پنجه از هزاران سال عبادت
  • كه هر يك ز آن بسان عمر دورانبود نزديك با پنجه هزاران
  • يكى سجده اش بمدّت شش هزار است كه در تاريخ ثبت و يادگار است
  • بدين طاعت براه كبر تا تاختچنان سرمايه هنگفت را باخت
  • خدا از درگهش راندش به بيرون شد او اندر دو گيتى طرد و ملعون
  • پس از ابليس گر كس از تباهىز كبر آرد بسان وى گناهى
  • كجا از خشم حق آسوده ماندبيايد قرن شيطان خويش داند
  • بلى دور است از عدل خداوندكند افرشته از كبر دربند
  • كشد با خشم از جنّت برونش بدوزخ سازد آخر سر نگونش
  • كند گر يك بشر ليكن همان كاربكبر و سركشى بنمايد اصرار
  • خداوند اندر آرد در بهشتش نيارد بل دهد جا در كنشتش
  • بدان كافتاده دستورات يزدانباهل آسمان و ارض يكسان
  • ندارد با كسى حق خصمى و كين بخلق خود بيك راه است و آئين
  • حرامش بر همه مردم حرام استحلالش هم حلال از اين نظام است
  • بكس رخصت نداده كز تكبّرچو شيطان پوشد او برد تفاخر
  • و گر از شوح چشمى كس بپوشيدبه شيطان در سقر انباز گرديد

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.
Powered by TayaCMS