237- المرأة شرّ كلّها و شرّ ما فيها أنّه لا بدّ منها.
المعنى
قال قائل: ان عائشة حاربت عليا، لأنه أشار على رسول اللّه (ص) بتجاهلها و اختيار غيرها في الإفك.. و أيضا قال هذا القائل: ان رأي علي في المرأة جاء من خلال بغضه لعائشة لأنها حاربته. و ذهل هذا القائل عن موقف الإمام مع معاوية حين سقاه الماء بعد أن منعه منه، و مع ابن العاص الذي كشف عن سوأته، و عن سائر مواقفه التي تنطق بعصمة آرائه عن الأهواء و الرغبات. و في الخطبة 170 شبه اعتذار عن عائشة في خروجها حيث ألقى المسئولية على طلحة و قال: «فخرجوا يجرون حرمة رسول اللّه (ص) كما تجر الأمة عند شرائها.. و أبرزوا حبيس رسول اللّه (ص) لهما و لغيرهما».
و تكلمنا عن ذلك مفصلا في شرح الخطبة 78 ج 1 ص 373 و أجبنا عن هذا القول بخمسة أجوبة، منها ان ما قاله الإمام عن المرأة أخذه عن النبي بشهادة ما جاء في صحيح البخاري الجزء الأول، كتاب الحيض، باب ترك الحائض الصوم، و نعطف على ما نقدم ان ما قاله النبي و علي عن المرأة قاله كثيرون من الأدباء و الفلاسفة من قبل و من بعد. فقد جاء في كتاب «كيف يحيا الإنسان» للفيلسوف الصيني «لين يوثانج» ان الأديب الانكليزي «أوسكار و ايلد» ظل يقول: «لا يستطيع الرجل أن يعيش مع المرأة كما لا يستطيع أن يعيش بدونها».
أليس هذا تعبير ثان عن قول الإمام: «المرأة شر كلها، و شر ما فيها انه لا بد منها» و أيضا نقل صاحب كتاب «كيف يحيا الإنسان»- قصة هندوكية- يرجع تاريخها الى أربعة آلاف عام، تعكس رأي الإمام عن المرأة بكل وضوح، و هي: ان اللّه عند ما خلق المرأة أخذ من الأزاهير جمالها، و من الأمواج ضحكتها، و من قوس القزح ألوانه، و من الطيور أغاريدها، و من النسيم قبلاته، و من الحمل و داعته، و من الثعلب مكره، و من زخاخ المطر تقلبه، و نسجها كلها في مخلوقة أنثى، و قدمها الى آدم لتكون زوجة له.
و سرّ آدم بها، و ما عاشرها اياما حتى جاء الى ربه و قال له: ابعد عني هذه المرأة، فإني لا أستطيع العيش معها، فأخذها منه، و لكن آدم أحس بعدها بالوحشة و الغربة، فعاد الى ربه و قال: اعطني حوائي فأنا لا أستطيع الحياة بدونها، فأعادها اليه.. و لم تمض ايام حتى عاد بها آدم الى ربه و قال: عجزت عن حملها و لا حاجة لي بها، خذها عني، فأخذها عنه. و لكن عاد و طلبها بعد ايام، فقال اللّه له: اقسم بأن لا تغير فكرك من جديد، فأقسم و رضي نصيبه معها.
و معنى هذه القصة بطولها ان المرأة شر لا بد منه منذ آدم و الى يوم يبعثون.. و أيضا معنى هذا ان رأي الإمام في المرأة واحد من مئات.
( فی ضلال نهج البلاغه، ج 4 ص 359 و 360)
|