أَلَا إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ ص كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ- إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ- فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللَّهِ فِيكُمُ الصَّنَائِعُ- وَ أَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ
اللغة
خوى النجم: سقط للمغيب. و الصنيعة: النعمة.
المعنى
و قوله: ألا إنّ مثل آل محمّد. إلى قوله: طلع نجم.
تعيين للأئمّة من آل محمّد. قالت الإماميّة: هم الاثنى عشر من أهل البيت.
و شبّههم بالنجوم و وجه التشبيه أمران: أحدهما: أنّهم يستضاء بأنوار هداهم في سبيل اللّه كما يستضي ء المسافر بالنجوم في سفره و يهتدى بها. الثاني: ما أشار إليه بقوله: كلما خوى نجم طلع نجم و هو كناية عن كونهم كلّما خلا منهم سيّد قام سيّد، و الإماميّة يستدلّون بهذا الكلام منه عليه السّلام على أنّه لا يخلو زمان من وجود قائم من أهل البيت يهتدى به في سبيل اللّه.
و قوله: فكأنّكم. إلى آخر.
و قوله: فكأنّكم. إلى آخر. إشارة إلى منّة اللّه عليهم بظهور الإمام المنتظر و إصلاح أحوالهم بوجوده.
و وجدت له عليه السّلام في أثناء بعض خطبه في اقتصاص ما يكون بعده فصلا يجرى مجرى الشرح لهذا الوعد، و هو أن قال: يا قوم اعلموا علما يقينا أنّ الّذى يستقبل قائمنا من أمر جاهليّتكم ليس بدون ما استقبل الرسول من أمر جاهليّتكم و ذلك أنّ الامّة كلّها يومئذ جاهليّة إلّا من رحم اللّه فلا تعجلون فيجعل الخرق بكم، و اعلموا أنّ الرفق يمن و في الإناة بقاء و راحة و الإمام أعلم بما ينكر، و لعمرى لينزعنّ عنكم قضاة السوء و ليقبضنّ عنكم المراضين، و ليعزلنّ عنكم امراء الجور، و ليطهرنّ الأرض من كلّ غاش، و ليعملنّ فيكم بالعدل، و ليقومنّ فيكم بالقسطاس المستقيم، و ليتمنّأنّ أحيائكم لأمواتكم رجعة الكرّة عمّا قليل فيعيشوا إذن فإنّ ذلك كائن.
للّه أنتم بأحلامكم كفّوا ألسنتكم و كونوا من وراء معايشكم فإنّ الحرمان سيصل إليكم و إن صبرتم و احتسبتم و ائتلفتم أنّه طالب و تركم و مدرك لثاركم و آخذ بحقّكم، و أقسم باللّه قسما حقا أنّ اللّه مع الّذين اتّقوا و الّذين هم محسنون.
|