نامه 13 نهج البلاغه : رعايت سلسله مراتب فرماندهى

نامه 13 نهج البلاغه : رعايت سلسله مراتب فرماندهى

متن اصلی نامه 13 نهج البلاغه

عنوان نامه 13 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی نامه 13 نهج البلاغه

(13) و من كتاب له عليه السلام إلى أميرين من أمراء جيشه

وَ قَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا وَ عَلَى مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرِ فَاسْمَعَا لَهُ وَ أَطِيعَا وَ اجْعَلَاهُ دِرْعاً وَ مِجَنّاً فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُهُ وَ لَا سَقْطَتُهُ وَ لَا بُطْؤُهُ عَمَّا الْإِسْرَاعُ إِلَيْهِ أَحْزَمُ وَ لَا إِسْرَاعُهُ إِلَى مَا الْبُطْءُ عَنْهُ أَمْثَلُ

عنوان نامه 13 نهج البلاغه

رعايت سلسله مراتب فرماندهى

ترجمه مرحوم فیض

13- از نامه هاى آن حضرت عليه السّلام است بدو سردار (زياد ابن نصر و شريح ابن هانى) از سرداران لشگرش

(زمانيكه ايشان ابو الأعور سلمى را كه پيشرو لشگر معاويه بود با لشگرى انبوه در سور الرّوم ملاقات نمودند و او و همراهانش را به پيروى امام عليه السّلام دعوت كردند و آنها نپذيرفتند، پس سرگذشت را بحضرت نوشته توسّط حارث ابن جمهان روانه داشتند، امير المؤمنين عليه السّلام كه نامه ايشان را خواند مالك اشتر را طلبيده فرمود: زياد و شريح بمن نامه اى نوشته و منتظر فرمان هستند بايد بجانب آنها رفته بر آنان امير و سردار باشى و زياد را بر طرف راست و شريح را بر سمت چپ قرار داده تا من به خواست خداوند بزودى بتو برسم، و نامه اى بزياد و شريح نوشته و آنها را به پيروى از مالك اشتر امر فرموده، و آنرا بتوسّط حارث ابن جمهان كه از ياران امام عليه السّلام است روانه داشت، و صورت نامه اينست): 1 مالك ابن حارث اشتر را بر شما و پيروان شما امير و فرمانروا گردانيدم، پس فرمان او را شنيده پيروى نمائيد، و او را (براى خود) زره و سپر قرار دهيد، 2 زيرا او از كسانى نيست كه بيم سستى (ناتوانى) و لغزيدن (خطاء كارى) و كندى از كارى كه شتاب در آن باحتياط و هوشمندى سزاوارتر است، و شتاب بكارى كه كندى در آن نيكوتر است در او برود (مالك براى بدست آوردن رضاء و خوشنودى خدا كوشش داشته و هيچ گاه سستى بخود راه ندهد، و بيهوده سخن نگفته كارى انجام نخواهد داد).

( . ترجمه و شرح نهج البلاغه فیض الاسلام، ج5، ص 858)

ترجمه مرحوم شهیدی

13 و از نامه آن حضرت است به دو تن از اميران سپاهش

من، مالك اشتر پسر حارث را بر شما و سپاهيانى كه در فرمان شماست، امير كردم. گفته او را بشنويد و از وى فرمان بريد او را چون زره و سپر نگهبان خود كنيد كه مالك را نه سستى است و نه لغزش، و نه كندى كند آنجا كه شتاب بايد، و نه شتاب گيرد آنجا كه كندى شايد.

( . ترجمه نهج البلاغه مرحوم شهیدی، ص 279)

شرح ابن میثم

13- و من كتاب له عليه السّلام إلى أميرين من أمراء جيشه

وَ قَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا- وَ عَلَى مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ- فَاسْمَعَا لَهُ وَ أَطِيعَا وَ اجْعَلَاهُ دِرْعاً وَ مِجَنّاً- فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُهُ وَ لَا سَقْطَتُهُ- وَ لَا بُطْؤُهُ عَمَّا الْإِسْرَاعُ إِلَيْهِ أَحْزَمُ- وَ لَا إِسْرَاعُهُ إِلَى مَا الْبُطْءُ عَنْهُ أَمْثَلُ أقول: الأميران المشار إليهما هما زياد بن النضر و شريح بن هانى، و ذلك أنّه حين بعثهما على مقدّمة له في اثنى عشر ألفا التقيا أبا الأعور السلمى في جند من أهل الشام فكتبا إليه يعلمانه بذلك. فأرسل إلى الأشتر فقال له ما قال: إنّ زياد بن النضر و شريحا أرسلا إلىّ يعلماني أنّهما لقيا أبا الأعور في جند من أهل الشام بسور الروم فنبّأنى الرسول أنّه تركهم متوافقين فالتجئ لأصحابك التجاء فإذا أتيتهم فأنّبهم [فأنت عليهم خ ]. عليهم، و إيّاك أن تبدء القوم بقتال إلّا أن يبدءوك حتّى تلقاهم و تسمع منهم و لا يجر منّك شنئانهم على قتالهم قبل دعائهم و الإعذار إليهم مرّة بعد مرّة، و اجعل على ميمنتك زيادا و على ميسرتك شريحا وقف من أصحابك وسطا و لا تدن منهم دنّو من يريد أن ينشب الحرب و لا تباعد منهم تباعد من يهاب البأس حتّى أقدم عليك فإنّى حثيث السير إليك إنشاء اللّه، و كتب إليهما عليه السّلام: أمّا بعد فإنّى أمّرت عليكما. الفصل.

اللغة

و السقطة: الزلّة. و الجزم: ضبط الرجل أمره و أخذه بأولى الآراء و أقواها إلى الصواب. و الأمثل: الأقرب إلى الخير.

المعنى

و قد أمرهما بأوامر: منها أن يسمعا أمر أميرهما فيما يراه أصلح، و أن يطيعا أمره في ذلك ليكون به نظام امورهم في لقاء عدوّهم المستلزم لظفرهم، و أن يجعلاه درعا و مجنّا في الحرب و الرأى فإنّه ممّن لا يخاف ضعفه في حرب و لازلّته في رأى و لا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم و أولى بالرأى من الأفعال و لا إسراعه فيما البطؤ عنه أولى بالتدبير و أقرب إلى الخير بل يضع كلّ شي ء موضعه. و لفظ الدرع و المجنّ مستعاران باعتبار وقايته لهم من شرّ عدوّهم كما يقي الدرع و المجنّ صاحبهما. و باللّه التوفيق.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 381و382)

ترجمه شرح ابن میثم

13- نامه حضرت به دو نفر از امراى لشكرش:

وَ قَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا- وَ عَلَى مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ- فَاسْمَعَا لَهُ وَ أَطِيعَا وَ اجْعَلَاهُ دِرْعاً وَ مِجَنّاً- فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُهُ وَ لَا سَقْطَتُهُ- وَ لَا بُطْؤُهُ عَمَّا الْإِسْرَاعُ إِلَيْهِ أَحْزَمُ- وَ لَا إِسْرَاعُهُ إِلَى مَا الْبُطْءُ عَنْهُ أَمْثَلُ

لغات

سقطه: لغزش و سقوط حزم: اين كه انسان در كار خود به صاحبان انديشه مراجعه كرده و محكمترين آنها را برگزيند.

أمثل: به خوبى نزديكتر

ترجمه

«مالك بن حارث اشتر را بر شما دو نفر و پيروانتان فرمانروا كردم، پس فرمانش را شنيده و پيروى كنيد، و او را براى خود، زره و سپر قرار دهيد، زيرا وى از كسانى است كه بيم سستى و لغزش و سقوط در او نيست، او در هنگامى كه سرعت در امرى به احتياط نزديكتر است، كندى نمى كند و هنگامى كه كندى درا مرى نيكوتر است شتاب و عجله از او سر نمى زند.»

شرح

دو اميرى كه امام به آنها اشاره كرده، زياد پسر نصر، و شريح پسر هانى مى باشند، توضيح مطلب: وقتى كه اين دو نفر را به سركردگى دوازده هزار رزمنده فرستاد، در ميان راه به ابو الاعور سلمى كه لشكرى از اهل شام با خود داشت بر خورد كردند، در اين هنگام اين دو فرمانده نامه اى به حضرت نوشته و او را از اين امر مطلع كردند. امام (ع) مالك اشتر را خواست و به او فرمود: زياد بن نصر و شريح به من خبر داده اند كه ابو الاعور را در سر حدّ روم همراه با لشكرى از اهل شام ملاقات كرده اند و فرستاده ايشان مى گويد: وقتى كه از آنها جدا شده، دو لشكر، نزديك به هم بوده اند، بنا بر اين اى مالك، ياران خود را فرا خوان و به سوى آنان بشتاب، و چون بدان جا رسيدى، فرماندهى كل از آن توست، اما با دشمن تا هنگامى كه بر خورد نزديك نداشته و گفته هاى ايشان را نشنيده اى و آنها جنگ را شروع نكرده اند، مبادا تو به جنگ با آنان بپردازى، و پيش از آن كه بارها آنها را به سوى حق نخوانى و عذرهايشان را بررسى نكنى مبادا دشمنى با آنان تو را وادار به جنگ كند، زياد را بر طرف راست و شريح را بر طرف چپ مامور كن و در ميان اصحاب خود قرار گير، و به دشمن، نه چنان نزديك شو كه فكر كنند تصميم بر راه اندازى جنگ دارى، و نه چنان دور شو كه خيال كنند از جنگ بيم دارى، تا موقعى كه بر تو وارد شوم كه من با سرعت به سوى تو روانم، به اميد خدا. آن گاه نامه فوق را براى دو فرمانده خود به اين عبارت مرقوم فرمود:

امّا بعد فإنّى امّرت عليكما... تا آخر،

امام (ع) به دو فرمانده خود چند دستور داده است كه ذيلا بيان مى شود: 1- دستور فرمانده شان مالك اشتر را در آنچه مصلحت انديشى مى كند بشنوند و پيروى كنند تا امورشان نظم بگيرد و در برخورد با دشمن سبب پيروزى آنان شود.

2- او را در جنگ، و نيز در اظهار انديشه و رأى، زره و سپر براى خود قرار دهند، زيرا او كسى است كه نه، بيم ضعف و ناتوانيش در جنگ مى رود و نه احتمال لغزش و خطا در انديشه اش وجود دارد، نه در امورى كه مصلحت است سريعتر انجام شود، كندى مى كند و نه در آنچه كه بهتر است، تاخير افتد و كندى شود، عجله و شتاب مى كند بلكه هر كارى را به جايش انجام مى دهد.

در اين عبارت، لفظهاى زره و سپر استعاره اند زيرا چنان كه اين دو، صاحبشان را در جنگ از تأثير سلاح دشمن حفظ مى كنند، او هم كه داراى مهارت جنگى و انديشه درست است ياران خود را از شرّ جنگ و نقشه هاى دشمن محافظت مى كند. موفقيت بسته به لطف خداست.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 652-654)

شرح مرحوم مغنیه

الرسالة - 13- حول مالك الأشتر:

و قد أمّرت عليكما و على من في حيّزكما مالك بن الحارث الأشتر فاسمعا له و أطيعا، و اجعلاه درعا و مجنّا، فإنّه ممّن لا يخاف وهنه و لا سقطته و لا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم، و لا إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل.

اللغة:

في حيزكما: في إمرتكما. و المجن: الترس. و الوهن: الضعف. و السقطة: الغلطة. و احزم: أولى، و الحازم: العاقل المجرب. و الأمثل: الأفضل.

المعنى:

قالوا: إن الإمام بعث اثني عشر ألف مقاتل كمقدمة الى أهل الشام، و أمّر عليهم زياد بن النضر و شريح بن هاني، ثم دعت الأسباب الى أن يرسل مالك الأشتر أميرا على هذا الجند، فكتب الى زياد و شريح: (و قد أمرت عليكما إلخ).

قال ابن أبي الحديد: «الأشتر هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث.. و كان فارسا شجاعا، و من عظماء الشيعة، شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين و نصره» ثم ذكر ابن أبي الحديد طرفا من فضائل الأشتر، و قال: روى المحدثون حديثا يدل على فضيلة عظيمة للأشتر، و هي شهادة قاطعة من النبي (ص) بأنه مؤمن، و روى هذا الحديث ابن عبد البر في كتاب «الاستيعاب»، حرف الجيم باب: جندب. ثم ذكر ابن أبي الحديد الحديث بكامله، و رجعت الى «الاستيعاب» فوجدت الحديث بالحروف التي ذكرها ابن أبي الحديد، و ألخصه فيما يلي مع الحرص و المحافظة على المعنى.

ثقلت الهموم و الأسقام على أبي ذر في منفاه بالربذة، و ظهرت على وجهه دلائل الموت، فبكت أم ذر، فناشدها أن تستودعه اللّه، و تبصر الطريق، و تخبر من يمر ليساعدها على تجهيزه و دفنه، و تبصر أم ذر نفرا من المسلمين، فسألتهم العون، و أسرعوا، و هم يفدون أبا ذر بآبائهم و أمهاتهم، و لما دخلوا عليه قال لهم: أبشروا فإني سمعت رسول اللّه (ص) يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين. و ليس من أولئك إلا و قد هلك في قرية و جماعة، و اللّه ما كذبت و لا كذبت. و لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي و لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها، و اني أنشدكم اللّه أن لا يكفني رجل منكم كان أميرا.. فكفنه رجل من الأنصار.

و قال صاحب الاستيعاب: كان الأشتر و حجر بن الأبرد مع الذين جهزوا أبا ذر و دفنوه، و الذين وصفهم رسول اللّه (ص) بالمؤمنين. و قال ابن أبي الحديد: حجر بن الأبرد هو حجر بن عدي الذي قتله معاوية، و كان من أعلام الشيعة و عظمائها.

أبو ذر و شيعة جبل عامل:

تكلمت عن أبي ذر في ج 2 ص 264 شرح الخطبة 128، و الآن أعطف على ما سبق: ان أديبا جاء الى بيتي في يومي هذا 19- 11- 1972 و قال: ما الدليل على أن أبا ذر هو الذي بذر التشيع في جبل عامل قلت: لا شي ء لديّ سوى الشهرة و الإشاعة. قال: أريدك أن تفكر في ذلك، و تسجل ما تنتهي اليه من رأي. و بعد انصرافه رأيتني أفكر فيما قال من غير قصد، و انتهيت الى ما يلي: من الواقع الثابت باتفاق المؤرخين و أرباب السير أن أبا ذر كان يتشيع لعلي أمير المؤمنين، و يجتهد في الدعوة اليه سرا و جهرا، و انه نفي الى دمشق، و ان الجماهير أقبلت عليه أيما إقبال، و ترددت أصداء كلماته و عظاته في جميع بلاد الشام، و كان يزداد عدد الذين يحضرون مجلسه يوما بعد يوم، و كان يغرس في نفوسهم الثورة على الطغاة، و حبّ آل الرسول منار العلم و العدل حتى أحس معاوية ان الأرض تميد من تحته.

و كان أهل جبل عامل يقصدون دمشق في أكثر أيامهم، يبيعون فيها ما عندهم من ناتج، و يشترون منها حاجاتهم، لقربها من جبلهم، و لأنها مركز الحكم و عاصمة الإقليم، و كان خبر أبي ذر قد انتشر في كل ناحية من نواحي الشام، و تقصده الناس زرافات و وحدانا: فمن الجائز القريب جدا أن جماعة من العامليين الذين كانوا يكثرون التردد على دمشق قد اجتمعوا اليه، و استمعوا منه، و آمنوا بكلماته و عظاته، و بشروا بها بعد أن عادوا الى بلادهم، فانتشر فيها التشيع عن هذا الطريق.

و إذن فليس من الضروري- في إسناد التشيع بجبل عامل الى أبي ذر- أن يذهب هو بنفسه الى هذا الجبل، فإن أكثر الرسالات و الأفكار تنتشر عن طريق النقباء و السفراء، كما انتشر الاسلام و غير الاسلام. ثم تفرع عن النواة التي غرسها أبو ذر، أو عن شجرتها بطريق أو بآخر- اثنا عشر فرعا أي إماما.

و ليس ذلك من قصدنا في هذا المقام، و انما الغرض الأول و الأخير هو أن نثبت إمكان نسبة التشيع من حيث هو في جبل عامل الى هذا الصحابي العظيم.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج3، ص 414-416)

شرح منهاج البراعة خویی

و من كتاب له عليه السّلام الى أميرين من امراء جيشه

و هو المختار الثالث عشر من باب كتبه و رسائله عليه السّلام و قد أمّرت عليكما و على من في حيّز كما مالك بن الحارث الأشتر فاسمعا له و أطيعاه و اجعلاه درعا و مجنّا فإنّه ممّن لا يخاف وهنه (وهيه- نسخة) و لاسقطته، و لا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم، و لا إسراعه إلى ما البطؤ عنه أمثل.

مصدر الكتاب و سنده

نقل الكتاب مسندا أبو جعفر الطبريّ المتوفّى (310 ه) في التاريخ بأدنى اختلاف و قد مضى نقله في شرح الخطبة 236 فراجع إلى ص 221 من ج 1 من تكملة المنهاج.

و رواه مسندا نصر بن مزاحم المنقريّ في كتاب صفين (ص 81 من الطبع الناصري)، و أتى به المجلسيّ في المجلّد الثامن من البحار (ص 478 من الطبع الكمباني). و ما أتى به الرضيّ في النهج فهو بعض هذا الكتاب و قد أسقط منه قريبا من سطر فدونك الكتاب بصورته الكاملة على ما رواه نصر و إن كان يوافق ما نقله الطبريّ تقريبا و قد نقل قبل.

قال نصر: و قال خالد بن قطن: فلمّا قطع عليّ عليه السّلام الفرات دعا زياد بن النضر و شريح بن هاني فسرحهما أمامه نحو معاوية على حالهما الّذي كانا عليه حين خرجا من الكوفة في اثنى عشر ألفا و قد كانا حيث سرحهما من الكوفة أخذا على شاطى ء الفرات من قبل البرّ ممّا يلي الكوفة حتّى بلغاعانات فبلغهم أخذ عليّ عليه السّلام على طريق الجزيرة، و بلغهما أنّ معاوية أقبل في جنود الشام من دمشق لاستقبال علىّ عليه السّلام فقال: لا و اللّه ما هذا لنا برأى أن نسير و بيننا و بين أمير المؤمنين هذا البحر، و ما لنا خير أن نلقى جموع أهل الشام بقلّة من عددنا منقطعين من العدد و المدد فذهبوا ليعبروا من عانات فمنعهم أهل عانات و حبسوا عندهم السفن فأقبلوا راجعين حتّى عبروا من هيت، ثمّ لحقوا عليّا بقرية دون قرقيسياء و قد أرادوا أهل عانات فتحصنوا منهم فلمّا لحقت المقدّمة عليّا قال: مقدّمتي تأتي ورائي.

فتقدّم إليه زياد و شريح فأخبراه الّذي رأيا فقال: قد أصبتما رشدكما، فلمّا عبر الفرات قدّمهما أمامه نحو معاوية، فلما انتهوا إلى معاوية لقيهم أبو الأعور في جند أهل الشام فدعوهم إلى الدخول في طاعة أمير المؤمنين فأبوا فبعثوا إلى عليّ أنا قد لقينا أبا الأعور السلمي بسور الروم في جند من أهل الشام فدعوناهم و أصحابه إلى الدخول في طاعتك فأبوا علينا فمرنا بأمرك. فارسل عليّ عليه السّلام إلى الأشتر فقال: يا مال إنّ زيادا و شريحا أرسلا إلىّ يعلماني أنّهما لقيا أبا الأعور السلميّ في جند من أهل الشام بسور الروم فنبأني الرسول أنّه تركهم متواقفين فالنجاء إلى أصحابك النجاء، فإذا أتيتهم فأنت عليهم و إيّاك أن تبدأ القوم بقتال إلّا أن يبدءوك حتّى تلقاهم و تسمع منهم و لا يجر منّكم شنانهم على قتالهم قبل دعائهم و الإعذار إليهم مرّة بعد مرّة و اجعل على ميمنتك زيادا، و على ميسرتك شريحا، وقف بين أصحابك وسطا، و لا تدن منهم دنوّ من يريد أن ينشب الحرب، و لا تباعد منهم تباعد من يهاب البأس حتّى أقدم إليك فانّي حثيث السير إليك إن شاء اللّه.

و كان الرسول الحارث بن جمهان الجعفيّ. و كتب إليهما: أمّا بعد فإنّي قد أمّرت عليكما مالكا فاسمعا له و أطيعا أمره فانّه ممّن لا يخاف رهقه و لاسقاطه و لا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم و لا الإسراع إلى ما البطؤ عنه أمثل. و قد أمرته بمثل الّذي أمرتكما ألّا يبدأ القوم بقتال حتّى يلقاهم فيدعوهم و يعذر إليهم.

اللغة

الحيّز: أصله من الواو. و قد يقال: الحيّز مخفّفا مثل هيّن و هين، و ليّن و لين. قال الجوهريّ: الحيّز ما انضمّ إلى الدار من مرافقها و كلّ ناحية حيّز، قال تعالى: وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ، الاية (17، انفال) أي صائرا إلى حيّز.

«درعا» الدرع بكسر الدّال و سكون الراء مصنوع من حديد يلبس في الحروب للوقاية من الضرب و الطعن، يقال بالفارسية: زره. مؤنّثة و قد يذكر جمعه القليل أدرع و أدراع فاذا كثرت فهي الدروع. رجل دارع أي لا بس الدرع أي عليه درع كأنّه ذو درع مثل تامر، قال السموأل بن عاديا اليهوديّ:

  • و أسيافنا في كلّ شرق و مغرببها من قراع الدّارعين فلول

«المجنّ» بالكسر: الترس و هو اسم آلة من الجنّ و الجمع مجانّ بالفتح.

و كذا المجنّة و الجنّة. و أصل الجنّ ستر الشي ء عن الحاسّة و الترس يجنّ صاحبه و الجنّة: السترة يقال: استجنّ بجنّة أي استتر بسترة. قال عزّ من قائل: اتّخذوا أيمانهم جنّة، و في الكافي عن الصّادق عليه السّلام: الصوم جنّة، و في التهذيب و الفقيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله: الصوم جنّة من النّار، و الولد ما دام في بطن امّه جنين جمعه أجنّة، قال تعالى: وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ، و الجنان بالفتح القلب لكونه مستورا عن الحاسة و كذا سمّي الجنّ جنّا لاستتارهم و اختفائهم عن الأبصار و على هذا القياس ما اشتقّ من الجنّ فانّه لا يخلو فيه معنى الاستتار.

«الوهن»: الضعف و «السقطة»: الغلطة و الخطاء، و في نسختي الطبريّ و نصر: فإنّه ممّن لا يخاف رهقه و لاسقاطه، «الرهق» محرّكة: السفه، و النوك و الخفّة و ركوب الشرّ و الظلم و غشيان المحارم، و في نهاية الأثيريّة: و في حديث عليّ عليه السّلام انّه وعظ رجلا في صحبة رجل رهق، أي فيه خفّة و حدّة، يقال: رجل فيه رهق إذا كان يخف إلى الشرّ و يغشاه، و الرهق السفه، و غشيان المحارم و منه حديث أبي وائل انّه صلّى على امرأة كانت ترهق أي تتّهم بشرّ، و منه الحديث سلك رجلان مفازة أحدهما عابد و الاخر به رهق، انتهى. و في القرآن الكريم: فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً (الجن- 14). و روي: و لا وهيه، و هو قريب من الوهن معنى.

«السقاط» ككتاب قال الجوهريّ في الصحاح: السقطة العثرة و الزلّة و كذلك السقاط. قال سويد بن أبي كاهل:

  • كيف يرجون سقاطي بعد ماجلّل الرأس، مشيب و صلع

«أحزم» الحزم: ضبط الرجل أمره و أخذه بالثقة و الحذر من فواته من قولهم حزمت الشي ء أي شددته، و هذا الرأى أحزم من هذا أي أدخل في باب الحزم و الاحتياط.

«أمثل» قال ابن الأثير في النهاية: و فيه- يعني في الحديث- أشدّ الناس بلاء الأنبياء ثمّ الأمثل فالأمثل أي الأشرف فالأشرف و الأعلى فالأعلى في الرتبة و المنزلة.

يقال هذا أمثل من هذا أي أفضل و أدنى إلى الخير، و أماثل النّاس خيارهم، و منه حديث التراويح قال عمر: لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل أي أولى و أصوب.

الاعراب

من في حيّز كما: معطوف على الضمير المجرور المقدّم و لذا أعاد الجارّ لأنّ الضمير المتّصل بالجارّ لشدّة اتّصاله به صار كالجزء له و لا يجوز العطف على جزء الكلمة، مالك منصوب بأمرت و مفعول له، و الأشتر صفة له، و الفاء الاولى للتسبيب لأنّ المعطوف بها متسبّب عن المعطوف عليه، و لك أن تجعلها فصيحة و الثانية للتعليل، و كلمتا من موصولتان اسميّتان و لا يخاف فعل مجهول و ضمير و هنه و سقطته راجعان إليه و افردا مراعاة للّفظ نحو قوله تعالى: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ (الأنعام- 26) و يسمى هذا الضمير في النحو بالعائد.

و لا بطؤه عطف على وهنه أي لا يخاف بطؤه، و عمّا صلة للبطوء و ما موصولة و ضمير إليه عائدها باعتبار اللّفظ و أحزم خبر للإسراع و كذا القياس في الجملة التالية لها.

المعنى

قد علمت بما قدّمنا ههنا عن نصر و في ص 221 ج 1 من التكملة عن الطبري أنّ الأميرين هما زياد بن نضر و شريح بن هاني و قد مضى نقل كتابهما إلى الأمير عليه السّلام و كتابه عليه السّلام إليهما في شرح الكتاب الحادي عشر و سيأتي أيضا وصيّة له عليه السّلام وصىّ بها شريح بن هاني لما جعله على مقدّمته إلى الشام و هو الكتاب السادس و الخمسون أوله: اتّق اللّه في كلّ صباح و مساء- إلخ.

قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب: شريح بن هاني بن يزيد بن الحارث الحارثي بن كعب، جاهلي إسلامي، يكنّى أبا المقدام و أبوه هاني ء بن يزيد، له صحبة قد ذكرناه في بابه. و شريح هذا من أجلّة أصحاب عليّ رضي اللّه عنه.

و قال في باب هاني في ترجمة أبيه: هاني بن يزيد بن نهيك، و يقال هاني ء ابن كعب المذحجي، و يقال: الحارثي، و يقال: الضبّي، و هو هاني ء بن يزيد بن نهيك ابن دريد بن سفيان بن الضباب، و هو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب الضبابي المذحجي الحارثي. و هو والد شريح بن هاني ء، كان يكنّى في الجاهلية أبا الحكم لأنّه كان يحكم بينهم فكنّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأبي شريح، إذ وفد عليه، و هو مشهور بكنيته، شهد المشاهد كلّها، روى عنه ابنه شريح بن هاني ء حديثه عن ابن ابنه المقدام بن شريح بن هاني ء عن أبيه، عن جدّه، و كان ابنه شريح من أجلّة التابعين و من كبار أصحاب عليّ رضي اللّه عنه و ممّن شهد معه مشاهده كلّها. انتهى.

قوله عليه السّلام: «و قد أمّرت عليكما و على من في حيّز كما مالك بن الحارث الأشتر» أي جعلت مالكا أميرا عليكما و على من كان في كنفكما و تحت أمارتكما و في ناحيتكما و قد دريت بما قدّمنا أنّ الأمير عليه السّلام سرّح زيادا و شريحا نحو معاوية في اثنى عشر ألفا.

قوله عليه السّلام: «فاسمعا له و أطيعاه» تفريع على تأميره مالكا عليهما و على من في حيّزهما فأمرهما أن يسمعا له و يطيعاه أي أن لا يخالفاه ما أمرهما فإنّ مخالفة الأمير فيما أمر توجب التفرق الموجب للهزيمة و قلّما غلب قوم اجتمعت كلمتهم.

و قد استشار قوم أكثم بن صيفيّ في حرب قوم أرادوهم و سألوه أن يوصيهم فقال: أقلّوا الخلاف على امرائكم، و اعلموا أنّ كثرة الصياح من الفشل و المرء يعجز لا محالة، تثبّتوا فانّ أحزم الفريقين الرّكين، و ربّت عجلة نعقب ريثا، و اتّزروا للحرب، و ادّرعوا اللّيل فانّه أخفى للويل، و لا جماعة لمن اختلف عليه نقله ابن قتيبة الدينوريّ في كتاب الحرب من عيون الأخبار.

ثمّ إنّ النسخ المطبوعة من النهج و بعض النسخ الخطيّة أيضا تخالف ما اخترنا من قوله عليه السّلام في كلمة «أطيعاه» فانّها موافقة في عدم الضمير المنصوب فيها و ما أتينا به هو ما اختاره السيّد الرضيّ رحمه اللّه أعني انّها من نسخة قوبلت بنسخته رضوان اللّه عليه.

قوله عليه السّلام: «و اجعلاه درعا و مجنّا» عطف على قوله عليه السّلام اسمعا له، أمرهما بعد الأمر بالسمع و الإطاعة بأن، لا يفارقاه قطّ فانّه لحسن تدبيره و طول باعه في فنون الحرب درع و مجنّ أي واق و حافظ عن الخصم فحذّرهما بأبلغ وجه و أحسن طور عن التأبيّ لأمره و المفارقة عنه حتّى أنّهما لو اقتحما في الحرب بدونه كأنّهما دخلاها بلا درع و لا مجنّ.

و من كلامه عليه السّلام هذا يعلم جلالة قدر الأشتر و عظم أمره كيف لا و قد جعله لذلك الجيش الكثيف درعا و مجنّا و لا يليق بهذا الوصف عن مثل أمير المؤمنين عليه السّلام إلّا من كان بطلا محاميا و مجاهدا شديد البأس و رابط الجأش. و قال الجاحظ في البيان و التبيين (ص 257 ج 3 طبع القاهرة): يعقوب بن داود قال: ذمّ رجل الأشتر، فقال له رجل من النخع: اسكت فانّ حياته هزمت أهل الشام، و موته هزم أهل العراق.

قوله عليه السّلام: «فانّه ممّن لا يخاف- إلخ» الظاهر أنّ هذا التعليل يتعلّق بقوله عليه السّلام أمّرت عليكما أي أنّما أمّرت مالكا عليكما و على من في حيّز كما لأنّه ممّن لا يخاف وهنه- إلخ. فدلّ كلامه عليه السّلام على أنّ هذا الأمر لا يصلح إلّا لمن اجتمعت فيه تلك الأوصاف.

و يمكن أن يتعلّق بقوله عليه السّلام فاسمعا له و تالييه و كأنّ الأوّل أولى و أجدر يعني أنّ مالكا ممّن لا يخاف أحد ضعفه و عثرته في المعارك لثبات قدمه في المهالك ثمّ وصفه بأنّه حازم في الامور و بصير فيها بحيث لا يبطى ء فيما الاسراع إليه أقرب إلى الحزم، و كذلك لا يسرع فيما الإبطاء عنه أولى و أنسب بل يبطى ء عن ما ينبغي الإبطاء عنه، و يسرع إلى ما يليق الاسراع إليه.

ثمّ إنّ وصفه عليه السّلام مالكا بها يدلّ على تثبّته عند الهزائز، و شجاعته قبال الأبطال و كثرة حذاقته في الامور حيث عرّفه أوّلا بأنّه ممّن لا يخاف و هنه و لا سقطته و ثانيا بأنّه يبطى ء في محلّه و يسرع كذلك و لا ريب أنّه إذا كان قوم أميرهم جبانا فمحال أن يرتقوا إلى المدارج العالية و ينالوا المراتب السامية فإنّ الجبن بوجب الوهن الموجب للسقطة في الامور كلّها فأمير الجيش إذا أدركه الجبن أدركته الهزيمة بلا تراخ. و الخطيب إذا أدركه الجبن كلّ عن التكلّم بلا كلام بل ربّما لم يقدر على التفوّه أو إن تفوّه فكثيرا مّا يهجر و كذا الحكم في غير الخطيب أيضا و قد مضى طائفة من كلامنا في ذلك في شرح المختار 231 من باب الخطب ص 34 ج 1 من التكملة.

قال ابن قتيبة الدينوري في كتاب الحرب من عيون الأخبار في أخبار الجبناء (ص 165 ج 1 طبع مصر): كان خالد بن عبد اللّه من الجبناء خرج عليه المغيرة ابن سعيد صاحب المغيرة [من الرافضة] و هو من بجيلة فقال من الدّهش: أطعموني ماء فذكّره بعضهم فقال:

  • عاد الظلوم ظليما حين جدّ بهو استطعم الماء لمّا جدّ في الهرب.

أقول: و قد أتى الرضيّ رحمه اللّه في النهج بكلامه عليه السّلام هذا لابن النابغة إلّا أنّ بين النسختين تفاوتا في الجملة كمّا و كيفا، و الرضيّ توفّى 406 ه و ابن قتيبة 276 ه.

قال: و قال عبد الملك بن مروان في امية بن عبد اللّه بن خالد:

  • إذا صوّت العصفور طار فؤادهو ليت حديد الناب عند الثرائد

أقول: و قد مضى كلامنا على التفصيل في دعوة أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام معاوية إلى البراز و الحيلة الشنيعة التي احتال بها ابن النابغة في شرح المختار 236 من باب الخطب (ص 316 الى 319 ج 1).

قال الشاعر:

  • يفرّ الجبان عن أبيه و امّهو يحمى شجاع القوم من لا يناسبه

قوله عليه السّلام: «و قد أمرته بمثل الذى أمرتكما ألّا يبدأ القوم- إلخ».

قد دريت من الكتاب الذى أرسله عليه السّلام إلى الأشتر على ما رواه نصر و أبو جعفر أنه عليه السّلام قال له: إياك أن تبدأ القوم بقتال إلا أن يبدءوك- إلخ. فيكون كلامه عليه السّلام بمثل الّذي أمرتكما بمعنى مثل الّذي آمر كما الان. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى تفصيل الكلام في نهيه عليه السّلام امراء جيشه عن أن يبدءوا القوم بقتال في شرح الكتاب التالي لهذا الكتاب اعني الكتاب الرابع عشر، و ترجمة مالك الأشتر رضوان اللّه عليه في شرح الكتاب 38 أوله من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى القوم الذين غضبوا للّه- إلخ.

ثمّ ينبغي أن يتأمّل الأديب الحاذق في الكتاب كيف نسجه الأمير عليه السّلام على اسلوب بلغ من البلاغة ما يعدّ في السحر سيّما ذيله: و لا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم و لا إسراعه إلى ما البطؤ عنه أمثل.

الترجمة

يكى از كتابهاى أمير عليه السّلام است كه بدو اميرى از اميران سپاهش نوشته است: همانا كه بر شما و بر هر كه در كنف شما و در تحت امارت شما است مالك بن حارث اشتر را امير گردانيدم پس بشنويد امر او را و فرمان بريد. و وى را زره و سپر خود بگردانيد، چه او كسى است كه بيم سستى و لغزش در او نمى رود.

و خوف درنگى در كارى كه سرعت بدان باحتياط نزديكتر، و سرعت بكارى كه تأنّى در آن بهتر است در باره او راه ندارد.

( . منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج17، ص 114-123)

شرح لاهیجی

الخطبة 13

و من كتاب له (- ع- ) الى اميرين من امراء جيشه يعنى و از مكتوب امير المؤمنين عليه السّلام است بسوى دو سردار از سردارهاى سپاه او و قد امرت عليكما و على من فى حيّزكما مالك بن الحارث الأشتر فاسمعا له و اطيعا و اجعلاه درعا و مجنّا فانّه ممّن لا يخاف وهنه و لا سقطته و لا بطؤه عمّا الاسراع اليه احزم و لا اسراعه الى ما البطؤ عنه امثل يعنى امير گردانيدم بر شما دو نفر و بر كسى كه در تحت امارت شما است مالك پسر حارث اشتر را پس گوش گيريد امر او را و اطاعت كنيد او را و بگردانيد او را زره و سپر از براى شرّ دشمن پس بتحقيق او از كسى است كه ترسيده نشده است سستى او را و نه لغزيدن او را و نه كندى او را در چيزى كه تند رفتن بسوى ان نزديكتر باحتياط بود و نه تند رفتن او را بسوى چيزى كه كندى از ان نزديكتر بخير بود

( . شرح نهج البلاغه لاهیجی، ص240)

شرح ابن ابی الحدید

13 و من كتاب له ع إلى أميرين من أمراء جيشه

وَ قَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا- وَ عَلَى مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ- فَاسْمَعَا لَهُ وَ أَطِيعَا وَ اجْعَلَاهُ دِرْعاً وَ مِجَنّاً- فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُهُ وَ لَا سَقْطَتُهُ- وَ لَا بُطْؤُهُ عَمَّا الْإِسْرَاعُ إِلَيْهِ أَحْزَمُ- وَ لَا إِسْرَاعُهُ إِلَى مَا الْبُطْءُ عَنْهُ أَمْثَلُ

فصل في نسب الأشتر و ذكر بعض فضائله

هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة- بن خزيمة بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو- بن علة بن خالد بن مالك بن أدد- و كان فارسا شجاعا رئيسا من أكابر الشيعة و عظمائها- شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين ع و نصره- و

قال فيه بعد موته رحم الله مالكا- فلقد كان لي كما كنت لرسول الله ص

- . و لما قنت علي ع على خمسة و لعنهم- و هم معاوية و عمرو بن العاص و أبو الأعور السلمي- و حبيب بن مسلمة و بسر بن أرطاة- قنت معاوية على خمسة- و هم علي و الحسن و الحسين ع- و عبد الله بن العباس و الأشتر و لعنهم- . و قد روي أنه قال- لما ولى علي ع بني العباس على الحجاز و اليمن و العراق- فلما ذا قتلنا الشيخ بالأمس- و إن عليا ع لما بلغته هذه الكلمة أحضره- و لاطفه و اعتذر إليه- و قال له فهل وليت حسنا أو حسينا- أو أحدا من ولد جعفر أخي- أو عقيلا أو واحدا من ولده- و إنما وليت ولد عمي العباس-

لأني سمعت العباس يطلب من رسول الله ص الإمارة مرارا- فقال له رسول الله ص يا عم- إن الإمارة إن طلبتها وكلت إليها- و إن طلبتك أعنت عليها

- و رأيت بنيه في أيام عمر و عثمان يجدون في أنفسهم- إذ ولى غيرهم من أبناء الطلقاء و لم يول أحدا منهم- فأحببت أن أصل رحمهم- و أزيل ما كان في أنفسهم- و بعد- فإن علمت أحدا من أبناء الطلقاء هو خير منهم فأتني به- فخرج الأشتر و قد زال ما في نفسه- . و قد روى المحدثون حديثا- يدل على فضيلة عظيمة للأشتر رحمه الله- و هي شهادة قاطعة من النبي ص بأنه مؤمن- روى هذا الحديث أبو عمر بن عبد البر- في كتاب الإستيعاب في حرف الجيم- في باب جندب قال أبو عمر- لما حضرت أبا ذر الوفاة و هو بالربذة- بكت زوجته أم ذر- فقال لها ما يبكيك- فقالت ما لي لا أبكي و أنت تموت بفلاة من الأرض- و ليس عندي ثوب يسعك كفنا- و لا بد لي من القيام بجهازك- فقال أبشري و لا تبكي-

فإني سمعت رسول الله ص يقول لا يموت بين امرءين مسلمين ولدان أو ثلاثة- فيصبران و يحتسبان فيريان النار أبدا

- و قد مات لنا ثلاثة من الولد- و

سمعت أيضا رسول الله ص يقول لنفر أنا فيهم ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض- يشهده عصابة من المؤمنين

- و ليس من أولئك النفر أحد إلا و قد مات في قرية و جماعة- فأنا لا أشك ذلك الرجل- و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق- قالت أم ذر فقلت أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطرق- فقال اذهبي فتبصري- قالت فكنت أشتد إلى الكثيب فأصعد فأنظر- ثم أرجع إليه فأمرضه- فبينا أنا و هو على هذه الحال- إذ أنا برجال على ركابهم- كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم- فأسرعوا إلي حتى وقفوا علي- و قالوا يا أمة الله ما لك- فقلت امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه- قالوا و من هو قلت أبو ذر- قالوا صاحب رسول الله ص قلت نعم- ففدوه بآبائهم و أمهاتهم- و أسرعوا إليه حتى دخلوا عليه- فقال لهم أبشروا-

فأني سمعت رسول الله ص يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض- تشهده عصابة من المؤمنين

- و ليس من أولئك النفر إلا و قد هلك في قرية و جماعة- و الله ما كذبت و لا كذبت- و لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي- لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها- و إني أنشدكم الله- ألا يكفنني رجل منكم كان أميرا- أو عريفا أو بريدا أو نقيبا- قالت و ليس في أولئك النفر أحد إلا و قد قارف بعض ما قال- إلا فتى من الأنصار- قال له أنا أكفنك يا عم في ردائي هذا- و في ثوبين معي في عيبتي من غزل أمي- فقال أبو ذر أنت تكفنني- فمات فكفنه الأنصاري- و غسله النفر الذين حضروه و قاموا عليه و دفنوه- في نفر كلهم يمان- . روى أبو عمر بن عبد البر قبل أن يروي هذا الحديث- في أول باب جندب- كان النفر الذين حضروا موت أبي ذر بالربذة مصادفة جماعة- منهم حجر بن الأدبر و مالك بن الحارث الأشتر- . قلت حجر بن الأدبر هو حجر بن عدي الذي قتله معاوية- و هو من أعلام الشيعة و عظمائها- و أما الأشتر فهو أشهر في الشيعة- من أبي الهذيل في المعتزلة- . قرئ كتاب الإستيعاب- على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدث- و أنا حاضر- فلما انتهى القارئ إلى هذا الخبر قال- أستاذي عمر بن عبد الله الدباس- و كنت أحضر معه سماع الحديث- لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت- فما قال المرتضى و المفيد إلا بعض ما كان حجر و الأشتر- يعتقدانه في عثمان و من تقدمه- فأشار الشيخ إليه بالسكوت فسكت- . و ذكرنا آثار الأشتر و مقاماته بصفين فيما سبق- . و الأشتر هو الذي عانق عبد الله بن الزبير يوم الجمل- فاصطرعا على ظهر فرسيهما حتى وقعا في الأرض- فجعل عبد الله يصرخ من تحته اقتلوني و مالكا- فلم يعلم من الذي يعنيه لشدة الاختلاط و ثوران النقع- فلو قال اقتلوني و الأشتر لقتلا جميعا- فلما افترقا قال الأشتر

  • أ عائش لو لا أنني كنت طاوياثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا
  • غداة ينادي و الرماح تنوشهكوقع الصياصي اقتلوني و مالكا
  • فنجاه مني شبعه و شبابهو أني شيخ لم أكن متماسكا

نبذ من الأقوال الحكيمة

و من كلام عمر- إن هذا الأمر لا يصلح إلا لقوي في غير عنف- و لين في غير ضعف- . و كان أنو شروان إذا ولى رجلا- أمر الكاتب أن يدع في العهد موضع ثلاثة أسطر- ليوقع فيها بخطه- فإذا أتى بالعهد وقع فيه- سس خيار الناس بالمودة- و سفلتهم بالإخافة- و امزج العامة رهبة برغبة- . و قال عمر بن عبد العزيز- إني لأهم أن أخرج للناس أمرا من العدل- فأخاف ألا تحتمله قلوبهم- فأخرج معه طمعا من طمع الدنيا- فإن نفرت القلوب من ذاك سكنت إلى هذا- . و قال معاوية إني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي- و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني- و لو أن بيني و بين الناس شعرة ما انقطعت- فقيل له كيف- قال إذا مدوها خليتها و إذا خلوها مددتها- . و قال الشعبي في معاوية كان كالجمل الطب- إذا سكت عنه تقدم و إذا رد تأخر- . و قال ليزيد ابنه قد تبلغ بالوعيد ما لا تبلغ بالإيقاع- و إياك و القتل فإن الله قاتل القتالين- . و أغلظ له رجل فحلم عنه فقيل له أ تحلم عن هذا- قال إنا لا نحول بين الناس و ألسنتهم- ما لم يحولوا بيننا و بين سلطاننا- . و فخر سليم مولى زياد عند معاوية بن زياد- فقال معاوية اسكت ويحك- فما أدرك صاحبك بسيفه شيئا قط- إلا و قد أدركت أكثر منه بلساني- . و قال الوليد بن عبد الملك لأبيه ما السياسة يا أبت- قال هيبة الخاصة لك مع صدق مودتها- و اقتيادك قلوب العامة بالإنصاف لها- و احتمال هفوات الصنائع- . و قد جمع أمير المؤمنين ع من أصناف الثناء و المدح- ما فرقه هؤلاء في كلماتهم بكلمة واحدة- قالها في الأشتر- و هي

قوله لا يخاف بطؤه عما الإسراع إليه أحزم- و لا إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل

- . قوله ع و على من في حيزكما أي في ناحيتكما- . و المجن الترس- . و الوهن الضعف- . و السقطة الغلطة و الخطأ- . و هذا الرأي أحزم من هذا- أي أدخل في باب الحزم و الاحتياط- و هذا أمثل من هذا أي أفضل

( . شرح نهج البلاغه ابن ابی الحدید، ج15، ص 98-103)

شرح نهج البلاغه منظوم

(13) و من كتاب لّه عليه السّلام (إلى أميرين من أمراء جيشه:)

و قد أمّرت عليكما و على من في حيّزكما مالك ابن الحارث الأشتر فاسمعا له و أطيعا، و اجعلاه درعا وّ مجنّا، فإنّه ممّن لا يخاف وهنه و لا سقطته، و لا بطؤه عمّا الأسراع إليه أحزم، و لآ إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل.

ترجمه

از نامه هاى آن حضرت عليه السّلام است بدو تن از سرلشكرانش (هنگامى كه آن دو تن را با سپاهشان بفرمان بردن از مالك اشتر امر مى فرمود.

و ما بيارى خداى ترجمه و شرح حال جناب مالك را در عهد نامه كه حضرت بدو نگاشته اند، مفصّل بيان خواهيم كرد، و همين فرمايش حضرت در باره شرف و بزرگوارى ايشان كافى است كه فرمودند) من مالك ابن حارث معروف باشتر را بر شما و هر كه در تحت فرمان شما است امارت و سرورى دادم از اين پس (او أمير و شما مأمور، و او رئيس و شما مرئوسيد) فرمانش را بشنويد، امرش را اطاعت كنيد، او را در برابر (پيش آمدهاى سخت پيكار و حملات) دشمن زره و سپر قرار دهيد، چرا كه مالك اشتر كسى است كه (در جنگ و غير جنگ بجز از خدا) از هيچكس نهراسيده و (از فرط ايمان) خطا و لغزشش در نگيرد، و در چيزى كه شتاب بسوى آن چيز با حزم و احتياط دمسازتر افتد، راه درنگ و كندى نپويد و در چيزى كه درنگ و كندى در آن برتر باشد، راه تندى و شتاب نسپرد (مالك مردى مجرّب و كار آزموده است، بهنگام زدن زخم مى زند، و درگاه نهادن مرهم مى نهد، نه تازيانه را كار تيغ فرمايد، نه از تيغ كار تازيانه خواهد، و البتّه از چنين سرهنگى پيروى كنيد تا پيروز شويد).

نظم

  • سر سرلشكران مير دلاوردو سرلشكر بلشكر گرد سرور
  • تو گوئى ديد دشمن سخت بازو استفزونش عدّه و اعداد و نيرو است
  • اگر ندهد زمام كار پيكاربمردى كاردان كارش شود زار
  • چنين از خامه عنبر شما مهبدو سرهنگ و افسر كرد نامه
  • كه من كار جهاد و جنگ و لشكرسپردم در كف كافىّ اشتر
  • ز من او بر شما دارد امارتاطاعت از شما از وى اشارت
  • هلا فرمان او از جان پذيريدبامر او پى پيكار گيريد
  • چو فضل او معيّن هست و محسوسرئيس است او شماهائيد مرئوس
  • بدستورش ز بستن تا گسستنگسستن بايد و در كار بستن
  • كه مالك پهلوانى جنگ ديده استبميدان سخت و سستيها چشيده است
  • به حيلتهاى دشمن هست آگاهبسا سدّ كو شكست و كرد سدّ راه
  • بود اسپهبدى گرد و تهمتنهزاران تن برزم او است يكتن
  • بحق جان و تنش را اختلاط استسرش پر عزم و دل پر احتياط است
  • جز از شجعان بگاه كين نپرسدجز از يزدان براه دين نترسد
  • بچنگ آرد چو شمشير شرر بيزز خون ميدان شود بحرى بلا خيز
  • بجولان تا به پشت رخش تازى استسران را سر بپايش گوى بار نيست
  • كمندش رشته دشمن شكار استخدنگش نيزه كان مرگبار است
  • به صفّين بسكه صف از هم در آيندبه بصره بسكه در خون تن طپانيد
  • در اين يك طلحه اندر پهنه شد نيستدر آن يك زار پور هند بگريست
  • بتن پوشيد گفتارش زره وارسپر گيريدش اندر كار پيكار
  • بهنگامى كه هنگام شتاب استروان بر خصم چون درياى آبست
  • نگاهى كه گه مكث و درنگ استچو كوهى پا بجا از توش و هنگ است
  • نه اندر موقع تندى بود كندنه اندر موقع كندى بود تند
  • تنور خشم وى گه در زبانه استگهى تيغش بكف گه تازيانه است
  • غضب با حلم را دارد فراهمزند زخم و گذارد گاه مرهم
  • خلاصه كار از او آيد بساماناطاعت بايدش كردن ز فرمان

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج7، ص 51-53)

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

نامه 45 نهج البلاغه : نامه به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره

نامه 45 نهج البلاغه "به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره" می باشد.
No image

نامه 28 نهج البلاغه : پاسخ به نامه معاویه

نامه 28 نهج البلاغه به موضوع " پاسخ به نامه معاویه" می پردازد.
No image

نامه 41 نهج البلاغه : نکوهش یکی از فرمانداران

نامه 41 نهج البلاغه به "نکوهش یکی از فرمانداران" اشاره می کند.
Powered by TayaCMS