خطبه 192 نهج البلاغه بخش 13 : علل پيروزى و شكست ملّت‏ها

خطبه 192 نهج البلاغه بخش 13 : علل پيروزى و شكست ملّت‏ها

موضوع خطبه 192 نهج البلاغه بخش 13

متن خطبه 192 نهج البلاغه بخش 13

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 192 نهج البلاغه بخش 13

تعصّب ورزيدن زشت و زيبا

متن خطبه 192 نهج البلاغه بخش 13

وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌّ

عصبية المال

وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ فَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ

ترجمه مرحوم فیض

در اينجا امام عليه السّلام اهل كوفه را بر عصبيّت و گردنكشى بدون علّت كه موجب تباهكارى و ستمگرى است توبيخ و سرزنش نموده مى فرمايد:)

قسمت نهم خطبه

36 من (در احوال مردم) نظر كردم هيچيك از جهانيان را نيافتم كه بر سر چيزى از چيزها تعصّب و گردنكشى نمايد مگر از روى علّت و سببى كه اشتباه كارى نادانان را در بر دارد، يا از روى دليلى كه به خردها و انديشه هاى نفهمها مى چسبد (خلاصه تعصّب آنها از روى سبب و دليلى بود كه در واقع باطل و نادرست بود و ايشان از روى نادانى و نفهمى در ظاهر گمان مى كردند صحيح و درست است) جز شما را كه تعصّب و گردنكشى مى كنيد براى امرى (افتخار و سرفرازى بر يكديگر) كه (در ظاهر و نزد نادانان و نفهمها نيز) براى آن سبب و علّتى معلوم نمى شود،

37 امّا شيطان بر آدم تعصّب و گردنكشى كرد براى اصل خود (كه از آتش بود) و او را در خلقت و آفرينشش سرزنش نموده گفت: من از آتشم و تو از گلى (پس باين علّت تعصّب و گردنكشى كرد، كه در نظر نادان براى تعصّب حجّت و دليل مى نمايد) و امّا توانگران امّتها كه نعمت براى آنها فراوان بوده و از هر لذّت و خوشى كه مى خواستند بهره مند مى شدند از جهت نعمتها (دارائى و فرزندان و بزرگ شمردن زير دستان آنها را) تعصّب و گردنكشى كردند، پس (چنانكه در قرآن كريم س 34 ى 34 مى فرمايد: وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ ى 35 وَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً، وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ يعنى ما در هيچ شهر و دهى بيم كننده و پيغمبرى نفرستاديم مگر آنكه خوشگذرانان و ناز پروران آنجا گفتند: ما بآنچه شما پيغام آورده ايد نمى گرويم، و) گفتند: ما را دارائيها و فرزندان بيشتر (از شما) است، و معذّب نخواهيم بود (در آخرت خداوند ما را عذاب نخواهد نمود چنانكه ما را در دنيا به نعمتهاى بيشمار متنعّم فرموده است، خلاصه شما اهل كوفه بچه حجّت و دليل تعصّب و گردنكشى پيش گرفته ايد، آيا مانند شيطان آفرينش خود را بهتر مى دانيد يا مانند توانگران خوشگذران به دارائى و فرزندان بسيار مى باليد)

38 پس اگر از تعصّب و گردنكشى چاره و گريزى نداريد بايد تعصّب شما براى صفات شايسته و كارهاى پسنديده و چيزهاى نيكو باشد، از آن صفات و كارها و چيزهائى كه بزرگان و دليران از خاندانهاى عرب و رؤساى قبيله ها با آنها بر ديگران برترى مى جويند بسبب خوهاى مرغوب و عقلهاى بزرگ و مراتب بلند و صفات پسنديده،

39 پس براى خصلتهاى ستوده تعصّب نمائيد: از نگاه داشتن حقّ همسايه، و وفاء بعهد و پيمان، و فرمانبرى نيكوكاران، و نافرمانى گردنكشان، و فرا گرفتن احسان (كار نيكو) و دست كشيدن از ستم، و اهميت دادن به خونريزى، و انصاف و دادگرى براى مردم، و فرو نشاندن خشم، و دورى جستن از تباهكارى در زمين.

ترجمه مرحوم شهیدی

نگريستم و هيچ يك از جهانيان را نيافتم كه براى چيزى تعصّب ورزد جز آنكه آن تعصّب را علّتى بود: آنچه نادانان را بفريبد، و يا پذيرفتن آن انديشه بيخردان را زيبد. تنها شماييد كه براى چيزى تعصّب مى نماييد كه آن را سببى شناخته نيست و علّتى دانسته نه. امّا شيطان به خاطر گوهر خود بر آدم تعصّب آورد، و در آفرينش وى او را سرزنش كرد و گفت: «من از آتش ساخته ام و تو از گل پرداخته.» امّا توانگران و خداوندان نعمتهاى فراوان، تعصّب ورزيدند، چون نشانه هاى نعمت را ديدند، گفتند: «ما را دارايى و فرزندان بيش است و عذابى مان نه در پيش است.» پس اگر به ناچار تعصّب ورزيدند بايد، در چيزى تعصّب ورزيد كه شايد: در خويهاى نيك و گزيده و كردارهاى پسنديده، و كارهاى نيكو كه افزونى بر يكديگر جستند در آن، بزرگواران و دلاوران از خاندانهاى عرب و مهتران قبيله- نيكو حسب. از آراسته بودن- به خوبى خوى و رفتار، و بردبارى به هنگام خشم بسيار، و آنچه پسنديده است از رفتار و كردار. پس در خصلتهاى نيكو تعصّب ورزيد از حمايت كردن پناهندگان، و به سررساندن پيمان و آراسته بودن به تقوى و ايمان، و از خودپسندى دورى گزيدن، و به فضيلت آراسته بودن، و دست بازداشتن از ستمكارى و بزرگ شمردن- گناه- خونريزى و خونخوارى، و داد مردمان دادن، و خشم را فرو خوردن، و پرهيز از تبهكارى در زمين

ترجمه مرحوم خویی

و بتحقيق نظر كردم بنظر بصيرت پس نيافتم أحدى را از أهل عالم كه تعصّب كند براى چيزى از چيزها مگر بجهت علّتى كه حامل اشتباه كارى جاهلان شود و بجهت دليلى كه چسبد بعقلهاى سفيهان بغير از شما، پس بدرستى كه شما تعصّب مى نمائيد بجهت چيزى كه شناخته نمى شود از براى آن هيچ سبب و علّتى.

أما شيطان ملعون پس تعصّب كرد و تكبّر نمود بجناب آدم عليه السّلام بجهت أصل خود كه آتش بود، و طعن كرد بر او در خلقت أو، پس گفت بادم عليه السّلام: من از آتش خلق شده ام و تو از گل آفريده شده، و أمّا توانگران از متنعّمان امّتها پس تعصّب كردند بجهت آثار وقوع نعمتها پس گفتند ما بيشتريم از حيثيّت أموال و أولاد و نيستيم ما عذاب شدگان.

پس اگر لا بدّ شود از عصبيّت پس بايد كه شود عصبيّتها بجهت مكارم أخلاق و كارهاى پسنديده و امورات نيكو كه تفاخر مى كردند در آنها صاحبان مجدت و نجدت از خانواده هاى عربها و رئيسان قبيلها بخلقهاى مرغوبه، و عقلهاى بزرگ و مرتبه هاى بلند، و اثرهاى پسنديده.

پس تعصّب نمائيد بخصلتهاى ستوده از محافظت حقّ همسايگى، و وفا نمودن بعهد و امان، و اطاعت نمودن نيكوكار، و مخالفت نمودن كبر، و فرا گرفتن فضل و باز ايستادن از بغى، و بزرگ شمردن كشتن ناحق، و انصاف كردن از براى خلق و فرو خوردن خشم نزد فوران غضب، و پرهيز كردن از فساد در زمين.

شرح ابن میثم

و ذلك قوله: وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ- يَتَعَصَّبُ لِشَيْ ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ- تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ- أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ- فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ- أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ- وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ- فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌّ- وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ- فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ- فَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً- وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ- فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ- فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ- وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ- الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ- مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ- بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ- وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ- فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ- وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ- وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ- وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ- وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ- وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ

اللغة

أقول: التمويه: التلبيس. و تليط: تلتصق و تختلط. و السفه: خفّة العقل. و المجداء: جمع ماجد و هو كريم الآباء و شريفهم. و النجداء: جمع نجيد، و هو دو النجدة و هى فضيلة تحت الشجاعة. و يعاسيب القبايل: ساداتها.

المعنى

فقوله: و لقد نظرت. إلى قوله: بمعذّبين.

فقوله: و لقد نظرت. إلى قوله: بمعذّبين.

في معرض التوبيخ لهم على تعصّبهم الباطل الّذي تثور به الفتن مع أنّه ليس لأمر يعرف من وجه المنفعة و المصلحة الحاملة عليه. و لفظ إلّا يقتضى حصر وجدانه لمن يتعصّب لشي ء في وجدانه له متعصّبا عن علّة تحتمل تشبيه الأمر على أهل الجهل بحيث يظنّ سببا صحيحا للتعصّب أو عن حجّة ملتصق بعقول السفهاء فيقبلها، و هذا هو مقتضى العقل. إذ كان الترجيح من غير مرجّح محال في بداية العقول. و تقدير الكلام: فما وجدت أحدا يتعصّب إلّا وجدته يتعصّب عن علّة.

و قوله: غيركم.

و قوله: غيركم. استثناء من معنى الإثبات في الجملة المفيدة للحصر كأنّه قال: وجدت كلّ أحد يتعصّب عن علّة إلّا أنتم.

و قوله: تتعصّبون لأمر ما يعرف له سبب و لا علّة.

و قوله: تتعصّبون لأمر ما يعرف له سبب و لا علّة. أي سبب يحتمل التموية على الجهلاء و علّة ملتصق بعقول السفهاء و لم يرد نفى مطلق السبب. إذ سبب تعصّبهم و ثوران الفتنة بينهم هو الاعتزاء الّذي كان بينهم و كان يقع من جهّالهم كما ذكرناه في سبب الخطبة لكنّه ترك الوصف هنا لتقدّمه. ثمّ أخذ في تفصيل وجوه العصبيّة و أسبابها فبدء بذكر مبدء العصبيّة لإبليس. و سبب عصبيّته لأصله اعتقاده لطف جوهره و شرفه. إذا لنار أشرف من الطين مع جهله بسرّ البشريّة و وضع آدم على هذه الخلقة و خلقته الّتي وضع عليها خلقه فلذلك فضّل نفسه قياسا للفرع على الأصل في الشرف و الخسّة فقال: أنا نارىّ و أنت طينىّ. و لذلك قيل: إنّ أوّل من قاس إبليس. ثمّ بعصبيّة الأغنياء و الجهّال من مترفة الامم لكونهم تلامذه إبليس في العصبيّة، و أشار إلى علّة تعصّبهم و هى آثار مواقع النعم، و مواقعها هى الأموال و الأولاد و سائر ما ينتفع به كما قال تعالى حكاية عنهم نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً«» و آثار تلك المواقع هى الغنى و الترفّه بها و التنعّم و الالتذاذ، و كان تعصّبهم لذلك و فخرهم به. و يجب أن يعلم أنّ الأموال و الأولاد أنفسها ليست نعما مطلقا لأنّ النعمة من الامور الإضافيّة إنّما يقال بالنسبة إلى منعم و منعم عليه و ليس المال مطلقا كذلك و لا الولد باعتبار ذاته بل إنّما يطلق عليهما لفظ النعمة باعتبار انتفاع الإنسان بهما حتّى لو كانا سببا لهلاكه و أذاه لم يكونا بذلك الاعتبار إلّا نعمة عليه و فتنة له فلذلك جعلها مواقع النعم: أى محالّ قابلة لكونها نعما، و يحتمل أن يريد بالنعم الأموال و الأولاد و بمواقعها وقوعها فإنّه كثيرا ما يريد بمفعل المصدر و آثارها هى الغنى و الترفّه كما قدّمناه.

ثمّ لمّا وبّخهم على التعصّبات الباطلة نبّههم على مواقع العصبيّة و ما ينبغي أن يكون له و هى مكارم الأخلاق و محامد الأفعال و محاسن الامور الّتي تفاضلت فيها أهل المجد و الشرف و النجدة من بيوتات العرب و سادات القبائل. و الباء في قوله: بالأخلاق. متعلّقه بتفاضلت فإنّ المذكورين تفاضلوا في محاسن الامور بالأخلاق الرغيبة: أى المرغوب فيها، و قد علمت فيما سبق اصول الأخلاق الفاضلة و ما تحتها من أنواعها، و الحلم ملكة تحت الشجاعة و هى الإناءة و الرزانة عند الغضب و موجباته و المفاضلة بالأخطار الجليلة مراعاتا للمراتب المحمودة و منازل الشرف بالمحافظة على تلك الأخلاق المحمودة و ملازمتها، و كذلك المفاضلة بالآثار المحمودة يعود إلى ملازمة الأفعال الجميلة الموافقة للأخلاق النفسانيّة كفعل البذل عن السخاء و كقتل القريب مثلا مراعاة للعدل و الوفاء. ثمّ أمرهم بعد التنبيه على تلك المكارم بالعصبيّة لها فقال: فتعصّبوا لخلال الحمد. و أشار إلى تفصيلها: فمنها: حفظ الجوار و هى فضيلة تتشعّب عن فضيلتين لأنّ حفظه يكون بالكفّ عن أذاه و ذلك فضيلة تحت العدل، و يكون بالإحسان إليه و مصادقته و مسامحته و مواساته و تلك امور تحت العفّة. و منها: الوفاء بالذمام و هو تحت العفّة. و منها: الطاعة للبرّ و الأولى أن يريد بالبرّ هنا ما أراد به القرآن الكريم بقوله لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ. إلى قوله لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا و لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى «». فإنّ المراد في هاتين القرينتين بالبرّ كمال الايمان و التقوى و الأعمال الجميلة، و معنى طاعة البرّ التلبّس بهذه الأفعال و ملازمتها و اعتقاد وجوبها، و يحتمل أن يريد و الطاعة للأمر بالبرّ فحذف الأمر للعلم به. و قد يطلق البرّ و يراد به العفّة و بذلك الاعتبار يقابله الفجور، و يحتمل أن يريد هاهنا ما يقابل العقوق و هو الشفقّة على ذوى الرحم و الإحسان إلى الوالدين، و هو داخل تحت العفّة. و منها: المعصية للكبر و المراد بمعصية الكبر مجانبته مجازا إطلاقا لاسم السبب على المسبّب أو معصية الأمر بالكبر و هو كناية عن التواضع و هو فضيلة تحت العفّة، و المعصية هنا في مقابلة الطاعة. و منها: الأخذ بالفضل و أراد استكمال الفضيلة و لزومها، و يحتمل أن يريد بالفضل التفضّل على الغير و الإحسان إليه و الأخذ به فيكون أمرا بالإحسان و الجود و هو فضيلة تحت العفّة. و منها: الكفّ عن البغى و يعود إلى فضيلة العدل. و منها: تعظيم القتل و هو كناية عن تركه لما يستلزمه من رذيلة الظلم ثمّ للوعيد عليه في الآخرة و يعود إلى فضيلة العدل أيضا، و كذلك الانصاف للخلق هو لزوم العدل في معاملاتهم. و منها: كظم الغيظ و هو فضيلة تحت فضيلة الشجاعة. و منها: اجتناب الفساد في الأرض و هو من لوازم فضيلة العدل.

ترجمه شرح ابن میثم

وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ- يَتَعَصَّبُ لِشَيْ ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ- تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ- أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ- فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ- أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ- وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ- فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌّ- وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ- فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ- فَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً- وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ- فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ- فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ- وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ- الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ- مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ- بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ- وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ- فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ- وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ- وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ- وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ- وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ- وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ

لغات

تمويه: به اشتباه انداختن تليط: مى چسبد و درهم مى آميزد سفه: سبك مغزى و كم خردى مجداء: جمع ماجد: بزرگوار و شريف از نظر آباء و اجداد نجداء: جمع نجيد: كسى كه داراى فضيلت نجده مى باشد كه صفتى از فروع و شاخه هاى شجاعت است. يعاسيب القبايل: سران قبيله ها

ترجمه

مقدمه: در اين فصل امام (ع) نخست مردم را توبيخ مى فرمايد زيرا گناهانى را مرتكب مى شوند كه نه موجبى براى آن شناخته مى شود و نه دليل خردمندانه اى بر انجام دادنش وجود دارد، و بعد آنان را امر مى كند كه به منظور به دست آوردن اخلاق پسنديده و كرامتهاى انسانى سعى و كوشش داشته باشند و بالاخره آنها را از عقوبتهايى كه بر امتهاى قبل به سبب گناهان واقع شد و نگريستن به سرانجام كار آنان هشدار مى دهد و جز اينها از مطالب حكمت آميز و اندرز دهنده.

«سخنان امام: هر چه فكر كردم و در سرگذشت جهانيان انديشيدم كسى را نيافتم كه به چيزى افتخار كند و تعصب به خرج دهد، مگر اين كه يا دليلى داشته است كه حقيقت را بر نادانان مشتبه كرده و يا در عقل و انديشه سفيهان و مردم كودن نفوذ داشته است، بجز شما كه بدون هيچ دليل و سبب در باره امورى تعصب مى ورزيد. ابليس در برابر آدم به ماده وجودى خود به مباهات برخاست و آفرينش رقيب خود را مورد طعن قرار داد و گفت: من از آتشم و تو از خاك و ثروتمندان عياش ملتها، تعصبشان به سبب زور و زيور و دارايى شان است و مى گويند: ثروت و فرزندان ما از همه بيشتر است و هرگز مجازات نمى شويم، اما اگر قرار است كسى به چيزى بنازد بايد به اخلاق پسنديده و اعمال نيك و كارهاى خوب باشد، همان كارهايى كه افراد با شخصيت و دليران خاندان عرب و سران قبايل در آنها بر يكديگر برترى مى جستند، يعنى خويهاى پسنديده، انديشه هاى بزرگ، مقامهاى بلند و آثار ستوده. در اين امور تعصب داشته باشيد براى خصلتهاى ارزشمند، حفظ حقوق همسايگان، وفا به پيمانها، اطاعت كردن نيكيها، سرپيچى از تكبر، جود و بخشش داشتن، خوددارى از ستم، وحشت از آدم كشى، انصاف در باره مردم، فرو بردن خشم، و دورى كردن از فساد در زمين.

شرح

و لقد نظرت... بمعذّبين،

در اين عبارت امام (ع) اصحاب خود را مورد سرزنش قرار مى دهد، زيرا مى بيند كه آنها در باره امور نادرستى تعصب مى ورزند، بدون اين كه هيچ سودى بر آن مترتب باشد و اين امر باعث برانگيختن فساد و آشوب در جامعه مى شود، و كلمه إلّا دلالت مى كند بر اين كه در تمام ملتها هر كس بر چيزى ببالد و در باره آن تعصب ورزد به خاطر امرى و دليلى است كه آن را مايه فخر و مباهات آن قرار مى دهد، نهايت امر آن است كه يا مطلب را آن چنان بر خلاف جلوه داده است كه بى خبران از اصل قضيّه، آن را درست خيال مى كنند و يا دليلى كه آورده مى شود، براى سفيهان و كم خردان، دلچسب مى نمايد. بالاخره اين امرى است مطابق مقتضاى عقل و خردمندى، زيرا ترجيح بدون مرجح، عقلا محال است. تقدير و خلاصه معناى عبارت اين است كه هيچ كس را نديدم كه در امرى تعصب ورزد مگر اين كه تعصبش به علتى و دليلى بوده است.

غيركم، اين كلمه استثنايى از معناى اثبات در جمله است و مفيد حصر، مى باشد، گويا حضرت چنين فرموده است: هر كس را كه به امرى مباهات مى كند، ديدم دليلى براى خود دارد مگر شما كه هيچ دليلى نداريد.

تتعصّبون لامر ما يعرف له سبب و لا علّة،

منظور از عدم دليل در اين جا آن است كه هيچ كدام از دو دليل مذكور در عبارت قبل، براى شما وجود ندارد، نه دليلى كه حد اقل امر را بر نادانها مشتبه سازد، و نه علتى كه در نظر سفيهان دلچسب باشد، و حضرت در اين عبارت هر دليلى را بطور كلى و از همه آنان نفى نفرموده است. چرا كه جهّالشان براى تعصب خود علتى داشتند و آن فخر و مباهات به انساب بود كه همين امر باعث ايجاد فتنه و فساد مى شد، نهايت امر چون دليلشان هيچ يك از خصوصيات بالا را نداشت امام از آنها نفى دليل كرد.

امّا ابليس: امام (ع) پس از سرزنش كردن ياران خود كه بدون دليل منطقى با نسبهاى پوشالى خود كبر و تعصب ورزيدند، به بيان علل و اسباب آن پرداخته و در آغاز سرچشمه كبر و خودخواهى شيطان را، مورد بحث قرار داده است كه وى به ماده اصلى خلقت خود باليده و جوهر وجودى خود را كه آتش است شريفتر از خاك دانسته كه ماده وجودى آدم است و گفت وجود من آتشى و كالبد تو خاكى است و حال آن كه اين امرى است فرعى و شرافت واقعى و اصلى در كيفيت آفرينش و روح انسانى آدم است، او كه به راز نهفته در وجود آدم شناخت نداشت شرافت ريشه اى را با يك امر فرعى و مادى مقايسه كرد، آرى نخستين قياسگر ابليس بود.

در مرتبه بعد به شرح علت گردنكشى و تعصب ثروتمندان و نادانهاى مردم رفاه طلب و سرمايه دار پرداخته است كه ايشان هم از شاگردان ابليس مى باشند اينها به سرمايه ها و فرزندان كه از آثار و موارد نعمتهاى الهى مى باشند تعصب مى ورزند چنان كه حق تعالى از گفتارشان حكايت مى كند: نحن «أَكْثَرَ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً«»»، آثار فراوانى اين نعمتها بى نيازى و رفاه طلبى است و به همين دليل اين نعمتها مايه فخر و تكبر صاحبانش بوده، البته بايد توجه كرد كه مطلق اموال و اولاد، نعمت نيست بلكه نعمت از امور نسبى است و نسبت به نعمت دهنده و منعم عليه و نيز به اعتبار منافعى كه آدمى از آنها كسب مى كند نعمت خوانده مى شود، فرق مى كند. به اين دليل اينها را مواقع نعمت گفته يعنى محلهايى كه قابليت دارند كه نعمت واقع شوند و ممكن است كه مراد از كلمه نعم اموال و اولاد باشد و مراد از مواقع، تحقق و وقوع آنها يعنى مصدر ميمى باشد و آثار اين ها، چنان كه گفتيم سرمايه دارى و رفاه طلبى است.

فإن كان لا بد من...،

پس از توجه دادن مردم به افكار واهى و افتخارات باطل، امورى را كه سزاوار است مورد مباهات و تعصب واقع شود بيان كرده است كه عبارت از اخلاق بزرگوارانه و كارهاى پسنديده و امور نيكى مى باشد كه اهالى مجد و شرف از خانواده هاى عرب و بزرگان قبايل از نظر اتصاف به آن بر بقيه انسانها مزيت و برترى يافته اند و حرف «با» در «بالاخلاق» متعلق به فعل «تفاضلت» مى باشد زيرا اين مردم بزرگوار در كارهاى نيك به سبب اخلاق پسنديده كسب فضيلت كرده اند و در فصول سابق اصول اخلاق برتر و شاخه هاى فرعى هر كدام از آنها را خاطر نشان كرديم.

صفت حلم ملكه اى است از شاخه هاى شجاعت و عبارت است از بردبارى و سنگينى هنگام پيدايش خشم و علل آن، و نيز خود را به خطر انداختن به خاطر حفظ مقامات پسنديده به وسيله خويهاى پسنديده و همراه داشتن آن، كه لازمه اش انجام دادن كارهاى نيكى است كه هماهنگ با صفات نيك انسانى است از قبيل بذل و بخشش كه دليل جود و سخاى نفسانى است و مثل اين كه آدمى براى اهميت دادن به عدالتخواهى و وفاى به عهد الهى از كشتن بستگانش باكى نداشته باشد. پس از توجه دادن به امورى كه شايسته است انسان به آنها ببالد، فرمود: به داشتن ويژگيهاى پسنديده تعصب داشته باشيد و بعد تفصيل آن را چنين بيان مى دارد. كه از جمله آنها 1- حفظ جوار و رعايت همسايه دارى مى باشد و اين صفت خود نتيجه دو خصلت نيك مى باشد، يكى اين كه لازمه همسايه دارى آزار ندادن اوست و اين جزء صفت عدل مى باشد دوم اين كه شرط تحققش نيكى به وى و همدردى و گذشت و راستگويى و دوستى با او مى باشد و اين امور نيز از فروع عفت است.

2- ديگر از جمله خصال پسنديده وفاى به عهدهاست و اين نيز از شاخه هاى عفت مى باشد.

3- سوم از اين صفات پيروى كردن برّ و نيكى، ظاهر آن است كه منظور از كلمه برّ چيزى است كه خداوند در قرآن مى گويد: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ... وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى «»» كه مراد از اين دو نيكى، كمال ايمان و تقوا، و كارهاى درست است و معناى عبارت طاعة البرّ، همراه داشتن اين افعال و اعتقاد به وجوب آن مى باشد، احتمال ديگر چنان است كه معناى آن پيروى كردن امر به نيكى است و چون معناى امر از قرينه معلوم بوده است لذا آن را حذف كرده اند و گاهى از لفظ برّ، عفت اراده مى شود و به اين اعتبار نقطه مقابل آن فجور و گناه خواهد بود احتمال ديگر آن كه مراد از برّ نقطه مقابل عقوق باشد كه عبارت از شفقت و مهربانى به خويشان و نيكى به پدر و مادر مى باشد و اين نيز از فروع و شاخه هاى عفت است.

4- خصلت ديگرى كه امام بيان فرموده است مخالفت با تكبر است يعنى دورى كردن از آن كه از باب مجاز اسم سبب را كه عصيان است برده است و مسبب را كه دورى باشد اراده كرده است يا منظور معصيت كردن در برابر امر به تكبر است كه كنايه از فروتنى و تواضع مى باشد و اين نيز فضيلتى است از شاخه هاى عفت و معصيت در اين مورد در مقابل اطاعت است.

5- خصلت ديگر كه بايد مايه فخر و مباهات آدمى باشد، كامل ساختن شرافت و فضيلت و مداومت به آن مى باشد، احتمال ديگر در معناى فضيلت بخشش و احسان نسبت به ديگران كه جود و بخشش نيز صفتى است از فروع عفت.

6- صفت ديگر خوددارى از ظلم كه برگشتش به فضيلت عدل مى باشد.

7- هفتمين ويژگى بزرگ شمردن قتل نفس يعنى ترك كردن آن، زيرا آدم كشى لازمه خصلت ناپسند ظلم است و بر آن وعده عذاب در آخرت داده شده است و برگشت اين ويژگى نيز به فضيلت عدل است، و همچنين انصاف با مردم آن است كه در داد و ستد با آنها پيوسته عدالت را رعايت كند.

8- ويژگى ديگر كظم غيظ و فرو بردن خشم است كه يكى از شاخه هاى صفت شجاعت مى باشد.

9- آخرين صفتى كه بايد مورد مباهات واقع شود، دورى از فساد، در زمين مى باشد كه از لوازم فضيلت عدالت است.

شرح مرحوم مغنیه

و لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشي ء من الأشياء إلّا عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء غيركم. فإنّكم تتعصّبون لأمر لا يعرف له سبب و لا علّة. أمّا إبليس فتعصّب على آدم لأصله. و طعن عليه في خلقته فقال: أنا ناريّ و أنت طينيّ. و أمّا الأغنياء من مترفة الأمم فتعصّبوا لآثار مواقع النّعم. فقالوا: نحن أكثر أموالا و أولادا و ما نحن بمعذّبين. فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال، و محامد الأفعال، و محاسن الأمور الّتي تفاضلت فيها المجداء و النّجداء من بيوتات العرب و يعاسيب القبائل بالأخلاق الرّغيبة، و الأحلام العظيمة، و الأخطار الجليلة، و الآثار المحمودة. فتعصّبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار، و الوفاء بالذّمام، و الطّاعة للبرّ، و المعصية للكبر، و الأخذ بالفضل، و الكفّ عن البغي، و الإعظام للقتل، و الإنصاف للخلق، و الكظم للغيظ، و اجتناب الفساد في الأرض.

اللغة:

تليط: تلصق. و المراد بالجوار هنا الأمان و العهد، و مثله الذمام.

الإعراب:

غيركم نصب على الاستثناء من أحد، و المعنى فما وجدت أحدا إلا إياكم، و أموالا تمييز

المعنى:

(و لقد نظرت فما وجدت إلخ).. يقول الإمام لأصحابه ما رأيت أحدا يتعصب لشي ء إلا و يبرره بسبب حقا كان أم باطلا، و ان المبطل قد يتغلب بالتمويه على عقل سفيه أو جاهل، أو يعرّض أفكاره للبلبلة و الاهتزاز- على الأقل- إلا أنتم (فإنكم تتعصبون لأمر ما يعرف له سبب و لا علة) صحيحة و لا فاسدة كالعلة التي تذرّع بها إبليس حين تعصب على آدم و قال: «أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ- 12 الأعراف».

(و أما الأغنياء من مترفة الأمم إلخ).. قال أهل اللغة: ترف الرجل اذا تنعم، و أترفه المال أبطره و أفسده. و لا شي ء أدل على فسادهم و إفسادهم من انهم لا يكفرون إلا من خلال المال، و لا يستمعون إلا للكسب و الربح، أما الحق و العقل، و الدين و العدل فحديث خرافة، و الذي يملك المال هو السيد المحق: «وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ وَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ- 35 سبأ». و أنكر مترفو قريش نبوة محمد (ص) لا لشي ء إلا لأنه لا يملك كنزا و لا جنة يأكل منها: «أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَ قالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً- 8 الفرقان».

الاسلام و التسامح:

(فإن كان لا بد من العصبية إلخ).. التعصب للحق و الدفاع عنه فضيلة، أما التعصب للعرق أو اللون أو الأفراد و الفئات، و ما الى ذلك فهو رذيلة. هذا ملخص ما أراده الإمام، أما الوفاء و النجدة و البر و الإنصاف و كظم الغيظ و اجتناب الفساد فهي مجرد أمثلة، و قد شهد القريب قبل البعيد انه لا عصبية و لا قبلية في الاسلام، و ان أساس الفضل هو التقوى، و ان خير الناس أنفع الناس للناس، كما قال الرسول الأعظم.

و قال الفيلسوف الانكليزي الشهير «برتراند راسل» في كتاب «السلطان»، ترجمة خيري حماد- الطبعة الأولى- آذار 1962 ص 165: «و قد أظهر المسلمون في بداية عهدهم تسامحا في التعامل مع المسيحيين الذين أخضعوهم، و لا ريب في ان الفضل في سهولة فتوحاتهم و استقرار امبراطوريتهم يعود الى هذا التسامح الذي يبدو بارزا اذا ما قورن بالحماسة التعسفية و الاضطهادية التي عرفت بها الكنيسة الكاثوليكية».

شرح منهاج البراعة خویی

و لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشي ء من الأشياء إلّا عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء غيركم، فإنّكم تتعصّبون لأمر لا (ما خ) يعرف له سبب و لا علّة، أمّا إبليس فتعصّب على آدم لأصله، و طعن عليه في خلقته، فقال: أنا ناريّ و أنت طينيّ، و أمّا الأغنياء من مترفة الامم فتعصّبوا لاثار «إلى آثار خ» مواقع النّعم فقالوا- نحن اكثر أموالا و أولادا و ما نحن بمعذّبين. فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال، و محامد الأفعال، و محاسن الامور الّتي تفاضلت فيها المجداء و النّجداء من بيوتات العرب، و يعاسيب القبائل بالأخلاق الرّغيبة، و الأحلام العظيمة، و الأخطار الجليلة، و الأثار المحمودة. فتعصّبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار، و الوفاء بالذّمام، و الطّاعة للبرّ، و المعصية للكبر، و الأخذ بالفضل، و الكفّ عن البغي، و الإعظام للقتل، و الإنصاف للخلق، و الكظم للغيظ، و اجتناب الفساد في الأرض.

اللغة

(التمويه) التدليس يقال موّهت النحاس أو الحديد تمويها أى طليته بالذهب أو الفضة و (مواقع) النعم جمع موقع اسم مكان و يحتمل المصدر و (المجداء) جمع مجيد مثل فقهاء و فقيه و هو الرفيع العالى و الكريم الشريف الفعال (و النجداء) كفقهاء أيضا جمع نجيد و هو الشجاع الماضي فيما يعجز غيره. (و اليعسوب) أمير النحل و رئيس القوم و (الأخطار) جمع خطر بالتحريك كأسباب و سبب و هو القدر و المنزلة و (الجوار) بالكسر أن تعطي الرّجل ذمّة فيكون بها جارك فتجيره و مصدر جاور يقال جاوره مجاورة و جوارا و جوارا بالضمّ و الكسر صار جاره و (الذّمام) أيضا الحق و الحرمة و ما يذمّ به الرّجل على إضاعته من العهد. 

الاعراب

عن، في قوله: عن علّة، للتعليل أو بمعني من النشوية، و غيركم، بالنصب استثناء من قوله: أحدا، و العامل وجدت، و قوله: بالاخلاق الرغيبة، متعلّق بقوله: تفاضلت.

المعنى

و لما حذّرهم عليه السّلام من البغى و الظلم و الكبر أردفه بتوبيخهم على العصبيّة و العناد من دون علّة مقتضية لذلك فقال: (و لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشي ء من الأشياء إلّا عن علة) مقتضية لتعصّبه حاملة له عليه (تحتمل) و فى بعض النسخ تحمل (تمويه الجهلاء) أى تلبيس الأمر عليهم حتّى يزعمون لمكان جهالتهم صحّة تلك العلّة مع بطلانها في نفس الأمر (أو حجّة) و دليل (تليط بعقول السفهاء) أى تلتصق بعقولهم و يظنّون بمالهم من السفاهة حقّيتها مع أنها باطلة في الحقيقة (غيركم) فيقبلونها أى ما وجدت أحدا يتعصّب بشي ء إلّا وجدت تعصّبه ناشئا من علّة غيركم، و بعبارة اخرى وجدت كلّ أحد يتعصّب لعلّة إلّا أنتم.

(فانّكم تتعصّبون لأمر لا يعرف له سبب و لا علة) حاملة لتمويه الجهلاء و ملتصقة بعقول السفهاء.

و ليس المراد نفى مطلق السبب للعصبيّة، لما قد مرّ في شرح الفصل الأوّل و الثالث من الخطبة من أنّ سبب تعصّبهم و ثوران الفتنة بينهم هو اعتزاء الجاهلية الّذى كان بينهم، و إنّما المراد نفى سبب ذلك الاعتزاء، يعنى أنكم تتعصّبون لأمر و هو الاعتزاء ليس لذلك الأمر سبب معروف ظاهر مقبول و لو عند الجهال فاذا لم يكن للاعتزاء سبب مقبول تكون سببيّته للعصبيّة أيضا سخيفة هيّنة، فيكون تعصّبهم له بمنزلة التعصّب لا لعلّة، هذا.

و لما ذكر اجمالا أنّ تعصّب كلّ متعصّب من العالمين فانّما هو علّة مقتضية له أراد تفصيل ذلك الاجمال بالاشارة إلى بعض علل التعصّب الناشى من المتعصّبية فقال: (أما إبليس) اللعين و هو رئيس المتعصّبين و المستكبرين (فتعصّب على آدم لأصله) و استكبر عليه بشرف جوهره على زعمه لكونه مخلوقا من النار (و طعن عليه فى خلقته) لكونه مخلوقا من الطين، ففضل نفسه عليه قياسا للفرع على الأصل فى الشرف و الخسة (فقال أنا نارىّ و أنت طيني) فكانت علة تعصّبه أنه تعزّز بخلقة النار و استوهن خلق الصلصال.

روى في الكافى عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إنّ الملائكة يحسبون أنّ ابليس منهم و كان فى علم اللّه أنّه ليس منهم فاستخرج ما فى نفسه بالحميّة و الغضب، فقال خلقتنى من نار و خلقته من طين.

و قد مرّ تفصيل الكلام فى قياسه و بطلان قياسه فى شرح الفصل الحادى عشر من المختار الأوّل و شرح الفصل الأوّل من هذا المختار الذى نحن بصدد شرحه، من أراد الاطلاع عليه فليراجع الفصلين.

(و أمّا الأغنياء من مترفة الأمم) أى الامم المترفة و هم الذين أطغتهم النعمة أو المتنعّمون الذين لا يمنع من تنعّمهم أو المتروكون يصنعون ما يشاؤن و لا يمنعون (فتعصّب و الاثار مواقع النعم). قال المحدّث العلّامة المجلسىّ «ره»: مواقع النعم هى الأموال و الأولاد، و آثارها هى الترفّه و الغنى و التلذّذ بها.

و بمثله قال الشارح البحرانى حيث قال: مواقعها هى الأموال و الأولاد، و آثار تلك المواقع هى الغنى و الترفّه بها و التنعّم و الالتذاذ و كان تعصّبهم لذلك و فخرهم به، ثمّ قال: و يحتمل أن يريد بالنعم الأموال و الأولاد و بمواقعها وقوعها، فانه كثيرا ما يريد بمفعل المصدر و آثارها هى الغنى و الترفّه كما قدّمنا.

و كيف كان فالمقصود أنّ تعصّب المترفين و تفاخرهم إنما كان بسبب كثرة الأموال و الأولاد كما أقرّوا به (فقالوا نحن أكثر أموالا و أولادا و ما نحن بمعذّبين) و هو اقتباس من الاية الشريفة في سورة سباء قال سبحانه وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ. وَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ.

قال الطبرسي «و ما ارسلنا في قرية من نذير» أى من نبىّ مخوف باللّه تعالى «إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها» أى جبابرتها و اغنياؤها المتنعّمون فيها «إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ» و في هذا بيان للنّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّ أهل قريته جروا على منهاج الأوّلين، و إشارة إلى أنّه كان اتباع الأنبياء فيما مضى الفقراء و أوساط الناس دون الأغنياء.

ثمّ بين سبحانه علّة كفرهم بأن قال وَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً أى افتخروا بأموالهم و أولادهم ظنّا بأنّ اللّه سبحانه انما خوّلهم المال و الولد كرامة لهم عنده فقالوا إذا رزقنا و حرمتم فنحن اكرم منكم و أفضل عند اللّه تعالى فلا يعذّبنا على كفرنا بكم و ذلك قوله وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ و لم يعلموا أنّ الأموال و الأولاد عطاء من اللّه تعالى يستحقّ به الشكر عليهم، و ليس ذلك للاكرام و التفضيل، هذا.

و لمّا وبّخهم على التعصّبات الباطلة أرشدهم إلى التعصّبات المرغوبة في الشريعة فقال: (فإن كان و لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال) و في بعض النسخ لمكارم الأخلاق و المعنى واحد، و قد مضى تفصيلها في شرح الفصل الثالث من الخطبة السادسة و الثمانين، و أقول هنا: روى في الوسائل من الخصال عن الحسن بن عطية عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: المكارم عشر فان استطعت أن تكون فيك فلتكن فانها تكون فى الرجل و لا تكون في ولده، و تكون في ولده و لا تكون في أبيه، و تكون في العبد و لا تكون في الحرّ: صدق النّاس «البأس خ»، و صدق اللسان، و اداء الامانة، و صلة الرحم، و إقراء الضيف، و إطعام السائل، و المكافاة على الصنائع، و التذمّم للجار، و التذمّم للصّاحب، و رأسهنّ الحياء.

و فى الوسائل من معانى الأخبار و أمالى الصّدوق عن حماد بن عثمان قال: جاء رجل الى الصادق عليه السّلام فقال: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبرني عن مكارم الأخلاق فقال: العفو عمّن ظلمك، و صلة من قطعك، و إعطاء من حرمك، و قول الحقّ و لو على نفسك (و محامد الأفعال).

روى في الوسائل من المجالس عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام إنّه قال: عليكم بمكارم الأخلاق، فانّ اللّه عزّ و جلّ يحبّها، و إيّاكم و مذامّ الأفعال فانّ اللّه عزّ و جلّ يبغضها، و عليكم بتلاوة القرآن «إلى أن قال» و عليكم بحسن الخلق فانّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، و عليكم بحسن الجوار فانّ اللّه جلّ جلاله أمر بذلك، و عليكم بالسّواك فانّه مطهّرة و سنّة حسنة، و عليكم بفرائض اللّه فأدّوها، و عليكم بمحارم اللّه فاجتنبوها.

(و محاسن الامور الّتى تفاضلت فيها المجداء و النجداء) أى أولو لشّرف و الكرم و الشجاعة (من بيوتات العرب و يعاسيب القبايل) أى رؤسائها و ساداتها و ذلك: مثل ما رواه في الكافي عن حبيب بن ثابت عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام قال: لم يدخل الجنّة حميّة غير حميّة حمزة بن عبد المطلب، و ذلك حين أسلم غضبا للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث السلا الذى القى على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فانّ تعصّبه للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دخوله في الاسلام إنما نشأ من فرط الغيرة و العصبيّة بمقتضى سودده و شرف نسبه و علوّ حسبه و هكذا كان عادة الأشراف و الأنجاد فانهم انّما كانوا يتعصّبون و يتفاضلون (بالأخلاق الرغيبة) المرغوب فيها (و الأحلام) أى العقول (العظيمة و الأخطار) أى الأقدار و المراتب (الجليلة و الاثار المحمودة).

و قد اشير اليها في الحديث النّبوي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المروىّ في الوسائل قال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إنّ خياركم أولو النّهى، قيل: يا رسول اللّه من أولو النهى قال: هم اولو الأخلاق الحسنة، و الأحلام الرزينة، و صلة الأرحام، و البررة بالأمّهات و الاباء، و المتعاهدون بالجيران و اليتامى، و يطعمون الطعام و يفشون السلام فى العالم و يصلّون و الناس نيام غافلون.

و لما قال: فان كان و لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الأخلاق و محامد الأفعال نبّه على تفصيلها بقوله (فتعصّبوا لخلال الحمد) أى للخصال المحمودة و أورد منها هنا عشرا.

الاولى ما أشار إليه بقوله (من الحفظ للجوار) يحتمل أن يكون المراد به حسن المجاورة و حفظ حقوق الجيران.

ففى الكافى عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حسن الجوار يعمر الدّيار و ينسى الأعمار.

و عن أبى مسعود قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام: حسن الجوار زيادة في الأعمار و عمارة الدّيار.

و في الوسائل عن الصّدوق باسناده عن شعيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث المناهي قال: من اذى جاره حرّم اللّه عليه ريح الجنّة و مأواه جهنّم و بئس المصير، و من ضيّع حقّ جاره فليس منّا، و ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه.

قال بعض الأعلام: ليس حسن الجوار كفّ الأذى فقط، بل تحمّل الأذى منه أيضا، و من جملة حسن الجوار ابتداؤه بالسلام، و عيادته في المرض، و تعزيته في المصيبة، و تهنيته في الفرح، و الصفح عن زلّاته، و عدم التطلّع على عوراته، و ترك مضايقته فيما يحتاج إليه من وضع جذوعه على جدارك، و تسلّط ميزابه إلى دارك و ما أشبه ذلك.

و يحتمل أن يكون المراد بالجوار أن تعطى رجلا ذمّته و أمانا يكون بذلك جارك، قال الطريحى: و فى الحديث أيّما رجل نظر إلى رجل من المشركين فهو جارحتى يسمع كلام اللّه أى في أمن لا يظلم و لا يؤذي و على هذا فمعنى الحفظ للجوار هو المحافظة على ما اعطيته من الذمام و القيام بلوازمه و عدم الاضاعة له.

(و) الثانية (الوفاء بالذمام) أى الوفاء بالعهد و الأمان.

روى في الوسائل عن الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن النّوفليّ عن السكوني عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قلت له: ما معنى قول النّبي صلّى اللّه عليه و آله: المسلمون تتكافا دماؤهم و يسعى بذمّتهم أدناهم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لو أنّ جيشا من المسلمين حاصروا قوما من المشركين فأشرف رجل فقال: اعطونى الأمان حتى ألقى صاحبكم و اناظره فأعطاه أدناهم الأمان وجب على أفضلهم الوفاء به.

و فيه عن الصّدوق بسنده عن حبّة العرنى قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: من ائتمن رجلا على دمه ثمّ خاس به فأنا من القاتل برى ء و إن كان المقتول في النار.

(و) الثالثة (الطاعة للبرّ) قيل: البرّ اسم جامع للخير كلّه فيكون المراد من طاعته الانقياد له و الاتيان بالخيرات، و يجوز أن يكون بمعنى البارّ أو بحذف المضاف أى لذى البرّ على حدّ قوله تعالى لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى أى البارّ، أو ذو البرّ هو المتّصف بالتقوى، و على هذا فالمراد بالطاعة للبرّ هو الطاعة للأبرار المتّقين.

(و) الرابعة (المعصية للكبر) أى المجانبة و المخالفة له بالملازمة للتواضع و انّما عبر بلفظة المعصية لتقدّم لفظ الطاعة و كونها في قبالها، فعبّر بها لحسن المجاورة و مراعاة للنظير و هو من محاسن البلاغة.

(و) الخامسة (الأخذ بالفضل) يجوز أن يراد بالفضل التفضّل و الاحسان على الغير، و أن يراد به العمل الصالح و على أيّ تقدير فأخذه عبارة عن المواظبة عليه و بهما فسّر قوله سبحانه وَ أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ قال أمين الاسلام الطبرسى قيل: إنّ الفضل بمعنى التفضّل و الافضال أى و يؤت كلّ ذى إفضال على غيره بمال أو كلام أو عمل بيد أو رجل جزاء إفضاله، فيكون الهاء في فضله عايدا إلى ذى الفضل، و قيل: إنّ معناه يعط كلّ ذي عمل صالح فضله أى ثوابه على قدر عمله، فانّ من كثرت طاعته في الدّنيا زادت درجاته في الجنّة و على هذا فالأولى أن تكون الهاء في فضله عائدا إلى اسم اللّه.

أقول: و يرشد إلى المعنيين ما روى في الكافي عن أبي حمزة الثمالي عن عليّ ابن الحسين عليهما السّلام قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه تبارك و تعالى الأوّلين و الاخرين في صعيد واحد ثمّ ينادى مناد أين أهل الفضل قال: فيقوم عنق من الناس فتلقّاهم الملائكة فيقولون: ما كان فضلكم فيقولون: كنّا نصل من قطعنا، و نعطى من حرمنا، و نعفو عمن ظلمنا، قال: فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنّة.

(و) السادسة (الكفّ عن البغى) أى عن الظلم و الاعتداء و الاستطالة و العدول عن الحقّ.

روى في الكافي عن ابن القداح عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّ أعجل الشرّ عقوبة البغي.

و عن السكونى عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: يقول ابليس لجنوده: القوا بينهم الحسد و البغي فانّهما يعدلان عند اللّه الشرك.

أى يعدلانه في الاخراج من الدّين و العقوبة و التأثير في فساد نظام الخلق.

(و) السابعة (الاعظام للقتل) أى تعظيمه و عدّه عظيما، و المراد قتل النفس التي حرّم اللّه إلّا بالحقّ فانّه من أكبر الكبائر و أعظم الذنوب قال تعالى وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً» روى الصّدوق في عقاب الأعمال عن جابر بن يزيد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال أوّل ما يحكم اللّه في القيامة في الدّماء فيوقف ابنى آدم فيفصل بينهما، ثمّ الذين يلونهم من أصحاب الدّماء حتّى لا يبقى منهم أحد، ثمّ الناس بعد ذلك فيأتي المقتول قاتله فيشخب دمه في وجهه فيقول: هذا قتلنى، فيقول أنت قتلته، فلا يستطيع أن يكتم اللّه حديثا.

و عن سعيد الأزرق عن أبى عبد اللّه عليه السّلام فى رجل قتل رجلا يقال له: مت أىّ ميتة شئت إن شئت يهوديا و إن شئت نصرانيا و ان شئت مجوسيا.

و عن أبى الجارود عن محمّد بن علىّ صلوات اللّه عليهما قال: ما من نفس يقتل برّة و لا فاجرة إلّا و هو يحشر يوم القيامة معلّقا بقاتله بيده اليمنى و رأسه بيده اليسرى و أوداجه تشخب دما يقول: يا ربّ سل هذا بم قتلنى، و إن «فان ظ» كان قتله فى طاعة اللّه عزّ و جلّ أثيب القاتل و ذهب بالمقتول إلى النار، و إن كان فى طاعة فلان قيل له: اقتله كما قتله، ثمّ يفعل اللّه فيهما مشيّته.

(و) الثامنة (الانصاف للخلق) روى في الكافى عن السّكونى عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: سيّد الأعمال إنصاف الناس من نفسك، و مواساة الأخ فى اللّه، و ذكر اللّه على كلّ حال.

و عن أبى حمزة الثمالى عن علىّ بن الحسين عليهما السّلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب خلقه و طهرت سجيّته و صلحت سريرته و حسنت علانيته و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله، و أنصف الناس من نفسه و عن زرارة عن أبى جعفر عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام فى كلام له: ألا انّه من ينصف الناس من نفسه لم يزده اللّه إلّا عزّا.

و عن محمّد بن مسلم عن أبى عبد اللّه عليه السّلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب. رجل لم تدعه قدرته في حال فى غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده، و رجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الاخر بشعيرة، و رجل قال بالحقّ فيما له و عليه.

(و) التاسعة (الكظم للغيظ) روى فى الكافى عن مالك بن حصين السكونى قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: ما من عبد كظم الغيظ إلّا زاده اللّه عزّ و جلّ عزّا فى الدّنيا و الاخرة، و قد قال اللّه عزّ و جلّ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ و أثابه اللّه مكان غيظه ذلك.

و عن سيف بن عميرة قال حدّثنى من سمع أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ اللّه قلبه يوم القيامة رضاه.

و عن عبد اللّه بن منذر عن الوصافى عن أبى جعفر عليه السّلام قال: من كظم غيظا و هو يقدر على إمضائه حشا اللّه قلبه أمنا و ايمانا يوم القيامة.

(و) العاشرة (اجتناب الفساد فى الأرض) و هو الدّعوة إلى عبادة غير اللّه أو أخذ المال و قتل النفس بغير حقّ أو العمل بالمعاصى، و بها جميعا فسّر قوله سبحانه تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ هذا.

شرح لاهیجی

و لقد نظرت فما وجدت احدا من العالمين يتعصّب لشي ء من الاشياء الّا عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء او حجّة تليط بعقول السّفهاء غيركم فانّكم تتعصّبون لامر ما يعرف له سبب و لا علّة امّا ابليس فتعصّب على ادم لاصله و طعن عليه فى خلقته فقال انا نارىّ و انت طينىّ و امّا الاغنياء من مترفة الامم فتعصّبوا لاثار مواقع النّعم فقالوا نحن اكثر اموالا و اولادا و ما نحن بمعذّبين فان كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال و محامد الافعال و محاسن الامور الّتى تفاضلت فيها المجداء و النّجداء من بيوتات العرب و يعاسيب القبائل بالاخلاق الرّغيبة و الاحلام العظيمة و الاخطار الجليلة و الاثار المحمودة يعنى و هر اينه بتحقيق كه نگاه كردم پس نجستم كسى را از عالميان كه عصبيّت كشيد از براى چيزى از چيزها مگر از سببى كه بردارنده تلبيس نادان بود يا چسبنده بعقلهاى بى عقلان بود غير از شما اهل كوفه پس بتحقيق كه شما عصبيّت مى كشيد از براى چيزى كه شناخته نشده از براى او جهتى و نه علّتى امّا شيطان پس تعصّب كشيد بر ادم (- ع- ) از جهة طينت او و طعن زد در خلقت او پس گفت كه من از اتشم و تو از گِل و امّا بى نيازان صاحبان تنعّم و تلذّذ امّتان پس تعصّب كشيدند از جهة فوائد جايگاه وقوع نعمتها كه اموال و اولاد باشد پس گفتند كه ما بيشتر مال داران و فرزندانيم و نيستيم عذاب كرده شدگان پس اگر لا بدّ و ناچار باشد از عصبيّت پس هر اينه بايد باشد عصبيّت كشيدن شما از براى خصلتهاى كريمه و كارهاى حميده و چيزهاى نيكوى آن چنانى كه زيادتى جستند در ان صاحبان مجد و بزرگى و صاحبان رفعت و بلندى از خانوادهاى عرب و اميران قبيلها بسبب خلقهاى مرغوبه و عقلهاى بزرگ و قدرهاى خطيره و علامتهاى پسنديده فتعصّبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار و الوفاء بالذّمام و الطّاعة للبرّ و المعصية للكبر و الاخذ بالفضل و الكفّ عن البغى و الإعظام للقتل و الإنصاف للخلق و الكظم للغيظ و اجتناب الفساد فى الأرض يعنى پس تعصّب كنيد از براى خصلتهاى ستوده از محافظت كردن همسايگان و وفا كردن بعهد و فرمان بردارى از براى نيكى و احسان كردن و نافرمانى از براى تكبّر كردن و برگرفتن احسان و باز ايستادن از جور و ستم و بزرگ شمردن مر قتل كردن و عدل كردن از براى خلق و فرو نشاندن مر خشم و دورى كردن از فساد در زمين

شرح ابن ابی الحدید

وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ- يَتَعَصَّبُ لِشَيْ ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ- تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ- أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ- فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ- أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ- وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ- فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌّ- وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ- فَتَعَصَّبُوا لآِثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ- فَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَ أَوْلَاداً- وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ- فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ- فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ- وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ- الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ- مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ- بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ- وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الآْثَارِ الْمَحْمُودَةِ- فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ- وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ- وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ- وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ- وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ- وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ

قد روي تحتمل بالتاء- و روي تحمل و المعنى واحد- . و التمويه التلبيس- من موهت النحاس إذا طليته بالذهب ليخفى- . و لاط الشي ء بقلبي يلوط و يليط أي التصق- . و المترف الذي أطغته النعمة- . و تفاضلت فيها أي تزايدت- . و المجداء جمع ماجد و المجد الشرف في الآباء- و الحسب و الكرم يكونان في الرجل- و إن لم يكونا في آبائه- هكذا قال ابن السكيت- و قد اعترض عليه بأن المجيد من صفات الله تعالى- قال سبحانه ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ- على قراءة من رفع- و الله سبحانه يتعالى عن الآباء- و قد جاء في وصف القرآن المجيد قال سبحانه- بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ- . و النجداء الشجعان واحدهم نجيد- و أما نجد و نجد بالكسر و الضم- فجمعه أنجاد مثل يقظ و أيقاظ- . و بيوتات العرب قبائلها- و يعاسيب القبائل رؤساؤها- و اليعسوب في الأصل ذكر النحل و أميرها- . و الرغيبة الخصلة يرغب فيها- . و الأحلام العقول و الأخطار الأقدار- . ثم أمرهم بأن يتعصبوا لخلال الحمد و عددها- و ينبغي أن يحمل قوله ع- فإنكم تتعصبون لأمر ما يعرف له سبب و لا علة- على أنه لا يعرف له سبب مناسب- فكيف يمكن أن يتعصبوا لغير سبب أصلا- . و قيل إن أصل هذه العصبية و هذه الخطبة- أن أهل الكوفة كانوا- قد فسدوا في آخر خلافة أمير المؤمنين- و كانوا قبائل في الكوفة- فكان الرجل يخرج من منازل قبيلته- فيمر بمنازل قبيلة أخرى فينادي باسم قبيلته- يا للنخع مثلا أو يا لكندة نداء عاليا- يقصد به الفتنة و إثارة الشر- فيتألب عليه فتيان القبيلة- التي مر بها فينادون- يا لتميم و يا لربيعة- و يقبلون إلى ذلك الصائح فيضربونه- فيمضي إلى قبيلته فيستصرخها- فتسل السيوف و تثور الفتن- و لا يكون لها أصل في الحقيقة- إلا تعرض الفتيان بعضهم ببعض

شرح نهج البلاغه منظوم

القسم التاسع

و لقد نظرت فما وجدت أحدا مّن العالمين يتعصّب لشي ء من الأشياء إلّا عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء، أو حجّة تليط بعقول السّفهآء، غيركم، فإنّكم تتعصّبون لأمر لّا يعرف له سبب وّ لا علّة، أمّا إبليس فتعصّب على ادم لأصله، و طعن عليه فى خلقته، فقال: أنا نارىّ و أنت طينىّ، وّ أمّا الأغنياء من مترفة الأمم، فتعصّبوا لأثار مواقع النّعم، فقالوا: (نحن أكثر أموالا و أولادا، وّ ما نحن بمعذّبين) فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال، و محامد الأفعال، و محاسن الأمور الّتى تفاضلت فيها المجداء و النّجدآء من بيوتات العرب و يعاسيب القبائل بأخلاق الرّغيبة، و الأحلام العظيمة و الأخطار الجليلة، و الأثار المحمودة، فتعصّبوا لخلال الحمد: من الحفظ للجوار، و الوفاء بالذّمام، و الطّاعة للبرّ، و المعصية للكبر، و الأخذ بالفضل، و الكفّ عن البغى، و الأعظام للقتل، و الأنصاف للخلق، و الكظم للغيظ، و اجتناب الفساد فى الأرض.

ترجمه

(اى اهل كوفه حالات مردم را) من نگه كردم، و از جهانيان هيچكس را نيافتم كه بر سر چيزى از چيزها (ى جهان) بگردنكشى گرايد، جز از جهة و سببى كه در بر دارنده اشتباهات نادانان بود، يا حجّتى كه بانديشه بيخردان چسبنده، وقتى كه من اغلب وقايع ناهنجار را بررسى كردم، ديدم علّت صحيحى نداشته، و بيشتر از روى تعصّب بى مأخذى بوده، كه نادانان آن را درست مى پنداشته اند) جز شما، اين شمائيد كه براى امرى بگردنكشى و تعصّب برخاسته ايد، كه سبب و جهتش معلوم نيست (بدون جهة بر يكديگر كبر و نخوت مى فروشيد، نادان آن را در نمى يابد، و دانا از آن بيزار است) امّا شيطان كه بر آدم بكبر و گردنكشى برخاست براى سرشت (آتشين) وى بود كه آدم را در آفرينش نكوهيده، و گفت: من از آتشم و تو از گل، امّا توانگران از اهل عيش و كيف، و لذّات امتها از جهة فراوانى نعمتها (و اموال و فرزندان بسيار) بكبر و گردنكشى برخاستند و (بطورى كه قرآن سوره 34 آيه 34 حاكى است) گفتند: نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً، وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ما را دارائى و فرزندان فراوانتر است، و معذّب نخواهيم بود (و حال آنكه ادّعاى شيطان و اغنياء هر دو پوچ است، و هيچكدام موجب كفر و گردنكشى نيست) و اگر شما از كبر و گردنكشى ناگزيريد، بايد آن كبر براى خصال پاكيزه، و كارهاى پسنديده، و امور نيكى باشد كه بزرگان، و دلاوران از خانواده هاى عرب، و رؤساى قبائل با آنها بر ديگران برترى مى جويند، بواسطه اخلاق مرغوب، و خردهاى بزرگ، و مراتب اوصاف عاليه، و نشانهاى نيك و دلپسند، بنا بر اين شما نيز تعصّب نمائيد، بخصال نيك از قبيل نگهدارى حق همسايه، وفاى بعهد و پيمان، فرمانبرى نيكان، نافرمانى گردنكشان، فرا گرفتن احسان، دست از ستمكارى كشيدن، خونريزى را بزرگ شمردن، با مردم بانصاف رفتن، خشم را فرو خوردن، و از تبهكارى در زمين دورى گزيدن، (زيرا اينها است چيزهائى كه شخص را از سايرين بر كشيده، و لا اقلّ با آنها مى توان بر ديگرى تفاخر جست).

نظم

  • نظر كردم چو اندر خلق دنيانديدم من از آنان هيچكس را
  • كه خود را در سر چيزى نكوتربديد آن شخص از اشخاص ديگر
  • بجز آنكه نبود آن چيز يك چيزكز آن بازار خونريزى شود تيز
  • ندانستند چيز اهل تميزش ولى جاهل تصوّر كرد چيزش
  • عيان زان چيز بود اسباب و علّتكه نادانان بدان اسباب آلت
  • از آن بد و جان دانا سخت بيزارولى نادان بجان او را خريدار
  • شما اى كوفيان من چون تفكّرنمودمتان در اين فخر و تكبّر
  • بديدم نيست آن را علّتى خاصّدر اين بحريد خود بيهوده غوّاص
  • چرا در راه گمراهى بكوشيدبهم دون جهت نخوت فروشيد
  • تكبّر كرد اگر شيطان بر آدمبر او دانست اصل خود مقدّم
  • بگوهر كردش از نخوت نكوهش بگفتش تو ز خاكى من ز آتش
  • چو آتش بس بود از خاك بهترلذا در رتبه ام من از تو برتر
  • و گر كه اغنيا در افتخارانداز آن شد كه فراوان مال دارند
  • نظر كردند در اموال و فرزندشدند از كبر و عجب و فخر دربند
  • به بيجا جام خودخواهى كشيدندنكوتر از فقيران خويش ديدند
  • و حال آنكه هر دعوى كه آنجا استز شيطان و توانگر هر دو بيجا است
  • شما از كبر اگر كه ناگزيريدچرا اخلاق نيكويان نگيريد
  • عرب را بد دليران و بزرگانكز آنان غرق احسان زير دستان
  • پسنديده از آنان بد چو خصلت نبودى فخرشان پر دون علّت
  • شما با اكتساب خوى عالىمگر گرديد اسافل را اعالى
  • اگر اوصاف نيكويان پذيريدسيادت را مگر كه راه گيريد
  • ز همسايه حقوق از حفظ سازيدوفاى عهدها را چنگ يازيد
  • كنيد اجرا فرامين نكويان به پشت سر نهيد احكام زشتان
  • بهر حالت ره نيكى نوشتنستمكارى و جور از دست هشتن
  • نگشتن گرد خونريزىّ و كشتاربمردم بستن انصاف در كار
  • فرو بنشاندن از دل آتش خشمز فتنه دوختن اندر زمين چشم
  • خلاصه آنكه از اين گونه اخلاق شود شخص از بزرگان اندر آفاق
  • از اين كردارها مرد است برترز مردم نى هر آن جلف سبكسر

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 : وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره

خطبه 109 نهج البلاغه بخش 6 موضوع "وصف رستاخيز و زنده شدن دوباره" را بیان می کند.
No image

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 : وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)

خطبه 108 نهج البلاغه بخش 2 موضوع "وصف پيامبر اسلام (صلى‏ الله ‏عليه ‏وآله ‏وسلم)" را بیان می کند.
Powered by TayaCMS