الخامسة و الخمسون بعد المائة من حكمه عليه السّلام
(155) و قال عليه السّلام: من قضى حقّ من لا يقضي حقّه فقد عبده.
المعنى
قد اضطرب في شرح كلامه عليه السّلام هذا تفسير الشرّاح و اختلف في قراءته.
قال ابن ميثم في شرحه: أراد قضاء الحقّ بين الاخوان، و إنّما كان كذلك لأنّ قضاء الغير عنه لحقّ من لا يقضي حقّه لا يكون لوصول نفع منه و لا دفع مضرّة المرء- كذا في النسخة و الظاهر عنه مكان المرء- لأنه هو أو- كذا في النسخة و الظاهر مكان هو أو قضاه- خوفا منه أو طمعا فيه، و ذلك صورة عبادة انتهى.
و الظاهر أنّه قرأ عبده من الثلاثي المجرّد، و مقصوده أنّ قاضي الحقّ عبد المقضي عنه التارك للحقّ على تشويش في تعبيره زاده غلط النسخة الّتي عندي.
و قال الشارح المعتزلي: عبّده بالتشديد، أى اتّخذه عبدا يقال: عبده و استعبده بمعنى واحد، و المعنى بهذا الكلام مدح من لا يقضى حقه- بصيغة المجهول و الأولى التعبير بمدح قاضي الحق- أي من فعل ذلك بانسان فقد استعبد ذلك الانسان لأنّه لم يفعل معه ذلك مكافاة له عن حقّ قضاه إيّاه، بل فعل ذلك إنعاما مبتدأ فقد استعبده بذلك.
أقول: ما ذكره الشارح المعتزلي أوضح لفظا و معنى، فتدبّر.
الترجمة
كسى كه بحق دوست بيوفا وفا كند او را رهين منّت و بنده خود ساخته.
- گر وفا داري بيار بيوفا بندگى اوست از بهرت سزا
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص244و245)
|