376- و قال عليه السّلام كلمات أربعا:
الْمَنِيَّةُ وَ لَا الدَّنِيَّةُ وَ التَّقَلُّلُ وَ لَا التَّوَسُّلُ وَ مَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً وَ الدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَ يَوْمٌ عَلَيْكَ- فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ- وَ إِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ
إحداها: المنيّة و لا الدنيّة
فالمنيّة مبتدأ دلّ على خبره بقوله: و لا الدنيّة.
أى أسهل من الدنيّة، و يحتمل أن يكون التقدير يحتمل المنيّة و لا يحتمل الدينّة و هى الخسيسة من الأمر ترتكب في طلب الدنيا. و كثير من الكرام يختارون الموت على ذلك.
و الثانية: و التقلّل و لا التوسّل
أى القناعة بالقليل من العيش و التبلّغ به خير من التوسّل إلى أهل الدنيا في طلبها.
الثالثة: و من لم يعط قاعدا لم يعط قائما.
كنّى بالقعود عن الطلب السهل و بالقيام عن الطلب الصعب بتعسّف: أى من لم يرزق بالطلب السهل لم ينفعه التشديد في الطلب. و هذا الحكم أكثرىّ كما هو حكم الخطيب حثّ به على الإجمال في الطلب.
الرابعة: و الدهر يومان يوم لك و يوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر و إذا كان عليك فاصبر.
فاليوم الّذي هو زمان الضيق و البلاء يجب فيه الصبر للاستعداد به لقبول رحمة اللّه تعالى كما قال «وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ» الآية.
( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 438 و 439)
|