7: مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ- وَ الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ- وَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ هذه فصول ثلاثة الفصل الأول- قوله من رضي عن نفسه كثر الساخط عليه- قال بعض الفضلاء لرجل كان يرضى عن نفسه- و يدعي التميز على الناس بالعلم- عليك بقوم تروقهم بزبرجك و تروعهم بزخرفك- فإنك لا تعدم عزا و لا تفقد غمرا- لا يبلغ مسبارهما غورك و لا تستغرق أقدارهما طورك- . و قال الشاعر
أرى كل إنسان يرى عيب غيره و يعمى عن العيب الذي هو فيه
و ما خير من تخفى عليه عيوبه
و يبدو له العيب الذي بأخيه
- . و قال بعضهم- دخلت على ابن منارة و بين يديه كتاب قد صنفه- فقلت ما هذا- قال كتاب عملته مدخلا إلى التوراة- فقلت إن الناس ينكرون هذا- فلو قطعت الوقت بغيره- قال الناس جهال قلت و أنت ضدهم قال نعم- قلت
فينبغي أن يكون ضدهم جاهلا عندهم قال كذاك هو- قلت فقد بقيت أنت جاهلا بإجماع الناس- و الناس جهال بقولك وحدك- و مثل هذا المعنى قول الشاعر-
إذا كنت تقضي أن عقلك كامل و أن بني حواء غيرك جاهل
و أن مفيض العلم صدرك كله
فمن ذا الذي يدري بأنك عاقل
- . الفصل الثاني الصدقة دواء منجح- قد جاء في الصدقة فضل كثير و ذكرنا بعض ذلك فيما تقدم- و
في الحديث المرفوع تاجروا الله بالصدقة تربحوا
- و قيل الصدقة صداق الجنة- . و قيل للشبلي ما يجب في مائتي درهم- فقال أما من جهة الشرع فخمسة دراهم- و أما من جهة الإخلاص فالكل- . و
روى أبو هريرة عن النبي ص أنه سئل فقيل أي الصدقة أفضل- فقال أن تعطي و أنت صحيح شحيح تأمل البقاء- و تخشى الفقر- و لا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم- قلت لفلان كذا و لفلان كذا
- . و مثل قوله ع الصدقة دواء منجح-
قول النبي ص داووا مرضاكم بالصدقة
- . الفصل الثالث قوله- أعمال العباد في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم- هذا من قوله تعالى يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً- وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ
لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً- و قال تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ- وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ- . و من كلام بعضهم إنما تقدم على ما قدمت- و لست تقدم على ما تركت- فآثر ما تلقاه غدا على ما لا تراه أبدا- . و من حكمة أفلاطون- اكتم حسن صنيعك عن أعين البشر- فإن له ممن بيده ملكوت السماء أعينا- ترمقه فتجازي عليه
( شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد)، ج 18 ، صفحه ى 100-102)
|