السابعة و التسعون بعد المائة من حكمه عليه السّلام
(197) و قال عليه السّلام: من حاسب نفسه ربح، و من غفل عنها خسر، و من خاف أمن، و من اعتبر أبصر، و من أبصر فهم و من فهم علم.
المعنى
من أهمّ المسائل في حياة الإنسان المادّية و المعنويّة المحاسبة على أعماله و معاشه و معاده.
و قد نبّه اللَّه في آيات من القرآن فقال «5- يونس: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ» فجعل الشمس و القمر المحسوسين لمحاسبة الأعمال و تنظيم البرامج للمعاش و الامور المادّية، فمن لم يحاسب معاشه و يقاس نفعه على ضرّه في مكاسبه و خرجه على دخله في معاشه فقد خسر في أمر دنياه.
و جعل الشرائع مقائيس لحساب النفس و السّعادة الاخروية، و بعث الأنبياء و نصب الأوصياء مصابيح في طريق هذه المحاسبة المعنويّة، و قرّر الوظائف و الأحكام ميزانا عدلا للأنام في هذا المقام.
فمن لم يحاسب نفسه مع هذا الميزان فقد خسر، و إن حاسب نفسه و عرضها عليه يخاف من اللَّه و يتدارك أمر آخرته فيأمن من العذاب و ينظر إلى الدّنيا و ما فيها نظر العبرة، فتفتح عين بصيرته، و يفهم حقيقة حياته و يعلم ما ينجيه من الشقاوة و يصله إلى السعادة.
الترجمة
هر كه خود را محاسبه كرد بهره برد، و هر كه از آن غفلت ورزيد زيان ديد هر كس بيم كرد امنيّت يافت، و هر كس عبرت گرفت بينا شد، و هر كه بينا شد حق را فهميد، و هر كه حق را فهميد دانشمند گرديد.
- هر كس برسد حساب خود را سودى ببرد ز زشت و زيبا
- غافل ز حساب در زيانستخائف ز خداى در امانست
- بينا شود آنكه يافت عبرت فهميد و بعلم يافت و صلت
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص278و279)
|