(289) و سئل عليه السّلام: كيف يحاسب اللَّه الخلق على كثرتهم فقال عليه السّلام: كما يرزقهم على كثرتهم، فقيل: كيف يحاسبهم و لا يرونه فقال عليه السّلام: كما يرزقهم و لا يرونه.
المعنى
محاسبة اللَّه خلقه كرزقه إيّاهم من فعل اللَّه العامّ التامّ الّذي لا يدرك العقل كنهه و لا يحيط به الانسان علما مثل إبداع اللَّه لوجود العالم، و خلقه لبني آدم، فطرح هذه المسائل ربما كان من أهل النفاق المتعنتين الّذين ابتلى بهم أمير المؤمنين عليه السّلام فكان جوابه إفحاما لهم و إقناعا للعامّة و للحاضرين في محضر السؤال.
قال الشارح المعتزلي: هذا جواب صحيح لأنّه تعالى لا يرزقهم على الترتيب أعنى واحدا بعد واحد، و إنما يرزقهم جميعا دفعة واحدة، و كذلك تكون محاسبتهم يوم القيامة- إلى أن قال: فان قلت: فقد ورد أنهم يمكثون في الحساب ألف سنة و قيل أكثر من ذلك فكيف يجمع بين ما ورد في الخبر و بين قولكم «إنّ حسابهم يكون ضربة واحدة» و لا ريب أنّ الأخبار تدلّ على أنّ الحساب يكون لواحد بعد واحد.
قلت: إنّ أخبار الاحاد لا يعمل عليها، لا سيّما الأخبار الواردة في حديث الحساب و النار و الجنّة، فانّ المحدّثين طعنوا في أكثرها، و قالوا: إنها موضوعة- إلخ.
أقول: يرد عليه ما يلي: 1- لا يدلّ كلامه عليه السّلام على أنّ الحساب لجميع الخلائق يقع دفعة واحدة كما أنّ رزق اللَّه لهم لا يقع دفعة واحدة، فانّ الخلق و الرزق أمر تدريجي من بدو خلق آدم إلى فناء آخر امّة من بني آدم، يقدّر مدّته بمائة ألف سنة، و اللَّه بحقيقتها أعلم و الخلائق كلّهم مجموعون ليوم الدّين فان كان حسابهم كرزقهم فلا بدّ و أن يقع المحاسبة بمقدار طول مدّة الرزق، و هو مقدار عمر بقاء البشر في الدّنيا.
2- أنّ مدّة يوم القيامة قدّرت بخمسين ألف سنة في قوله تعالى: «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ»- 4- المعارج».
الترجمة
از حضرتش سؤال شد خداوند چگونه همه مردم را با اين كثرت محاسبه كند در پاسخ فرمود: چنانچه با اين كثرت به آنها روزى دهد، گفته شد: چگونه آنها را حساب رسد با اين كه وى را نتوانند ديد فرمود: چنانچه ناديده به آنها روزي دهد.
- شد سؤال از علي چگونه خدابحساب بشر رسد يكجا
- گفت: چونان كه بر گروه بشررزق و روزي رسانده سرتاسر
- گفته شد: چون رسد حساب بشر از پس غيب بى نگاه و نظر
- گفت: چونان كه هر دم از پس غيبروزي آرد بخلق بي شك و ريب
( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 390 - 392)
|