413- مسكين ابن آدم مكتوم الأجل، مكنون العلل، محفوظ العمل، تؤلمه البقّة، و تقتله الشّرقة، و تنتنه العرقة.
المعنى
كل كائن ممكن فيه جانبان: سلب و إيجاب، قوة و ضعف، و أشار الإمام في حكمته هذه الى بعض جوانب الضعف في الانسان، و هي: 1- انه لا يدري في أي زمان أو مكان يموت.
2- ان علله و أمراضه النفسية و الجسمية لا يحصى عديدها، و الكثير منها مجهول السبب و الدواء.
3- انه مسئول عن كل ما يفعل و مجازى عليه.
4- إن أحقر مخلوق كالبقة تؤلمه و تمرضه، و انه بالقياس اليها ضئيل من هذه الجهة كما انها ضيئلة بالقياس الى عقله و مواهبه.
5- إن الماء قد يخنق أنفاسه، و يودي بحياته مع العلم بأن الماء سبب الحياة.
و تقدم مثله في الحكمة 275.
6- انه اذا عرق أنتن. و هذا منتهى العجز و الضعف.
و غرض الإمام في من هذا البيان ان الانسان قد يأخذه الغرور و يتعالى على غيره من الكائنات لا لشي ء إلا لأنه اخترق المجهول بعقله، و اخترع آلة توصله الى القمر و المريخ، و ثانية أطلعته على أسرار الخلائق، و رابعة ضبطت له الألوف في ثانية، و تنبأت ببعض الأحداث.. الى ما لا نهاية.. قد يتعالى الانسان و يشمخ و يرى نفسه أعظم من سائر المخلوقات لهذه الغاية، فنبهه الإمام الى ان ما من مخلوق حتى النملة و البقة إلا و فيه جهة ايجابية تجعله أشد و أقوى المخلوقات من هذه الجهة. و قديما قيل: «إن البعوضة تدمي مقلة الأسد».
و الخلاصة ان الازدواجية بين الضعف و القوة تشمل جميع الكائنات دون استثناء و هي القاسم المشترك بين الجميع.
( . فی ضلال نهج البلاغه، ج 4، ص 458 و 459)
|