خطبه 79 نهج البلاغه بخش 1 : پرهيز از توجّه به غير خدا

خطبه 79 نهج البلاغه بخش 1 : پرهيز از توجّه به غير خدا

موضوع خطبه 79 نهج البلاغه بخش 1

متن خطبه 79 نهج البلاغه بخش 1

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

ترجمه مرحوم خویی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

موضوع خطبه 79 نهج البلاغه بخش 1

پرهيز از توجّه به غير خدا

متن خطبه 79 نهج البلاغه بخش 1

و من كلام له (عليه السلام) قاله لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج و قد قال له إن سرت يا أمير المؤمنين، في هذا الوقت، خشيت ألا تظفر بمرادك، من طريق علم النجوم فقال (عليه السلام)

أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدِي إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ وَ تُخَوِّفُ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُّ فَمَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْآنَ وَ اسْتَغْنَى عَنِ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ فِي نَيْلِ الْمَحْبُوبِ وَ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ وَ تَبْتَغِي فِي قَوْلِكَ لِلْعَامِلِ بِأَمْرِكَ أَنْ يُولِيَكَ الْحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ لِأَنَّكَ بِزَعْمِكَ أَنْتَ هَدَيْتَهُ إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي نَالَ فِيهَا النَّفْعَ وَ أَمِنَ الضُّرَّ

ترجمه مرحوم فیض

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است كه به بعضى از اصحاب خود (عفيف برادر اشعث ابن قيس) فرمود آنگاه كه عازم رفتن بجنگ با خوارج بود او بآن بزرگوار عرض كرد: يا امير المؤمنين اگر در اين هنگام (بسوى خوارج) روانه شوى مى ترسم ظفر نيافته بمقصود خويش نرسى، و اين اطّلاع را از علم نجوم دانسته ام، حضرت فرمود: آيا گمان دارى كه تو ساعتى را نشان مى دهى كه هر كه در آن سفر كند بلاء و بدى از او دور گردد و بر حذر مى دارى از ساعتى كه هر كه در آن روانه شود زيان و سختى او را فرا گيرد كسيكه اين سخنان تو را باور نمايد قرآن را دروغ پنداشته (در قرآن كريم س 27 ى 65 مى فرمايد: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ يعنى بگو هر كه در آسمانها و زمين است نا آمده و پوشيده را نمى داند مگر خدا) و براى بدست آوردن آنچه دوست دارد و دورى از ناپسنديها از طلب يارى از خدا بى نياز گرديده، و سزاى گفتار تو آنست كه هر كه به فرمانت رفتار نمايد بايد تو را حمد و سپاس گزارد نه پروردگارش را، زيرا تو گمان دارى كه تويى آنكه او را به ساعتى راهنمائى كرده اى كه در آن سود بدست آورده و از زيان ايمن گشته است.

ترجمه مرحوم شهیدی

و از سخنان آن حضرت است [چون آهنگ جنگ خوارج كرد يكى از اصحاب گفت: «اى امير مؤمنان از راه علم ستارگان گويم كه اگر در اين هنگام به راه افتى، ترسم به مراد خود نرسى»، امام (ع) فرمود:] پندارى تو ساعتى را نشان مى دهى كه هر كه در آن به سفر رود بدى به وى نرسد، و از ساعتى مى ترسانى كه اگر در آن، راه سفر پيش بگيرد، زيان وى را در ميان خويش گيرد هر كه تو را در اين سخن راستگو پندارد، قرآن را دروغ انگارد، و در رسيدن به مطلوب و دور كردن آنچه ناخوش است و نامحبوب، خود را از خدا بى نياز شمارد. تو، از آنكه سخنت را كار بندد، چشم دارى كه تو را سپاس دارد و پروردگارش را به حساب نيارد، چه به گمان خويش، ساعتى را بدو نشان داده اى كه در آن به سودى رسيده و از زيانى رهيده است.

ترجمه مرحوم خویی

از جمله كلام هدايت نظام آن حضرتست كه فرموده است آن را از براى بعض اصحاب خود در حينى كه عزم فرموده بود بر رفتن بسوى خوارج نهروان، پس گفت آن حضرت را بعض اصحاب او اى أمير مؤمنان اگر سير بفرمائى در اين وقت مى ترسم كه نرسى بمقصود خويش از طريقه و قاعده علم نجوم پس فرمود او را كه: آيا گمان مى كني كه تو راه مى يابى بساعتى. كه هر كه سفر كند در آن بگردد از او بدى و مى ترسانى از ساعتى كه هر كه سير نمايد در آن احاطه كند باو ضرر هر كه تصديق كند تو را باين سخنان پس بتحقيق كه تكذيب نموده است بر قرآن و مستغني شده است از يارى جستن بخدا در رسيدن بأمر محبوب و در دفع كردن مكروه و سزاوار است در گفتار تو اين كه تو را حمد نمايد نه پروردگار خود را از جهة اين كه تو بگمان خود راه نما شدى او را بساعتي كه رسيده در آن بمنفعت، خواطر جمع شد در آن از مضرّت

شرح ابن میثم

و من كلام له عليه السّلام

قاله لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج، فقال له: يا أمير المؤمنين، إن سرت فى هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك، من طريق علم النجوم.

فقال عليه السّلام: أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدِي إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ وَ تُخَوِّفُ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُّ فَمَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْآنَ وَ اسْتَغْنَى عَنِ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ فِي نَيْلِ الْمَحْبُوبِ وَ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ وَ تَبْتَغِي فِي قَوْلِكَ لِلْعَامِلِ بِأَمْرِكَ أَنْ يُولِيَكَ الْحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ لِأَنَّكَ بِزَعْمِكَ أَنْتَ هَدَيْتَهُ إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي نَالَ فِيهَا النَّفْعَ وَ أَمِنَ الضُّرَّ

اللغة

أقول: حاق به: أحاط. و يوليه كذا: يعطيه إيّاه و يجعله أولى به.

المعنى

و روى أنّ المشير عليه بذلك كان عفيف بن قيس أخا لأشعث بن قيس و كان يتعاطى علم النجوم. و اعلم أنّ الّذي يلوح من سرّ نهى الحكمة النبوّية عن تعلّم النجوم أمران: أحدها: اشتغال متعلّمها بها، و اعتماد كثير من الخلق السامعين لأحكامها فيما يرجون و يخافون عليه فيما يسنده إلى الكواكب و الأوقات، و الاشتغال بالفزع إليه و إلى ملاحظة الكواكب عن الفزع إلى اللّه و الغفلة عن الرجوع إليه فيمايهمّ من الأحوال و قد علمت أنّ ذلك يضادّ مطلوب الشارع إذ كان غرضه ليس إلّا دوام التفات الخلق إلى اللّه و تذكّرهم لمعبودهم بدوام حاجتهم إليه.

الثاني: أنّ الأحكام النجوميّة إخبارات عن امور سيكون و هى تشبه الاطّلاع على الامور الغيبيّة. و أكثر الخلق من العوامّ و النساء و الصبيّان لا يتميّزون بينها و بين علم الغيب و الإخبار به. فكان تعلّم تلك الأحكام و الحكم بها سببا لضلال كثير من الخلق موهنا لاعتقاداتهم في المعجزات إذ الإخبار عن الكائنات منها، و كذلك في عظمة بارئهم. و يسلكهم في عموم صدق قوله تعالى قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ و عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ«» و قوله إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ«» فالمنجّم إذا حكم لنفسه بأنّه يصيب كذا في وقت كذا فقد ادّعى أنّ نفسه تعلم ما تكسب غدا و بأىّ أرض تموت. و ذلك عين التكذيب للقرآن، و كأنّ هذين الوجهين هما المقتضيان لتحريم الكهانة و السحر و العزائم و نحوها، و أمّا مطابقة لسان الشريعة للعقل في تكذيب هذه الأحكام فبيانها أنّ أهل النظر أمّا متكلّمون فإمّا معتزلة أو أشعريّة.

أمّا المعتزلة فاعتمادهم في تكذيب المنجّم على أحد أمرين: أحدهما: أنّ الشريعة كذّبته. و عندهم أنّ كلّ حكم شرعىّ فيشتمل على وجه عقلىّ و إن لم يعلم عين ذلك الوجه، و الثاني مناقشته في ضبطه لأسباب ما اخبر عنه من كون أو فساد.

و أمّا الاشعريّة فهم و إن قالوا: إنّه لا مؤثّر له إلّا اللّه و زعم بعضهم أنّهم خلصوا بذلك من إسناد التأثيرات إلى الكواكب إلّا أنّه لا مانع على مذهبهم أن يجعل اللّه تعالى اتّصال نجم بنجم أو حركته علامة على كون كاين أو فساده و ذلك ممّا لا يبطل على منجّم قاعدة. فيرجعون أيضا إلى بيان عدم إحاطته بأسباب كون ما اخبر عنه. و مناقشته في ذلك.

و أمّا الحكماء فاعلم أنّه قد ثبت في اصولهم أنّ كلّ كائن فاسد في هذا العالم فلا بدّ له من أسباب أربعة: فاعلىّ، و مادّىّ، و صورىّ، و غائىّ: أمّا السبب الفاعلىّ القريب فالحركات السماوية و الّذي هو أسبق منها فالمحرّك لها إلى أن ينتهى إلى الجود الإلهىّ المعطى لكلّ قابل ما يستحقّه، و أمّا سببه المادىّ فهو القابل لصورته و تنتهى القوابل إلى القابل الأوّل و هو مادّة العناصر المشتركة بينها، و أمّا الصورىّ فصورته الّتي يقبلها مادّته، و أمّا الغائىّ فهى الّتي لأجلها وجد. أمّا الحركات السماويّة فإنّ من الكاينات ما يحتاج في كونه إلى دورة واحدة للفلك، و منها ما يحتاج إلى جملة من أدواره و اتّصالاته. و أمّا القوابل للكائنات فقد تقرّر عندهم أيضا أنّ قبولها لكلّ كاين معيّن مشروط باستعداد معيّن له و ذلك الاستعداد يكون بحصول صورة سابقة عليه و هكذا قبل كلّ صورة صورة معدّة لحصول الصورة بعدها و كلّ صورة منها أيضا تستند إلى الاتّصالات و الحركات الفلكيّة، و لكلّ استعداد معيّن زمان معيّن و حركة معيّنة و اتّصال معيّن يخصّه لا يفي بدركها القوّة البشريّة.

إذا عرفت ذلك فنقول: الأحكام النجوميّة إمّا أن تكون جزئيّة و إمّا كلّيّة.

أمّا الجزئيّة فأن يحكم مثلا بأنّ هذا الإنسان يكون من حاله كذا و كذا، و ظاهر أنّ مثل هذا الحكم لا سبيل إلى معرفته إذ العلم به إنّما هو من جهة أسبابه أمّا الفاعليّة فأن يعلم أنّ الدورة المعيّنة و الاتّصال المعيّن سبب لملك هذا الرجل البلد المعيّن مثلا و أنّه لا سبب فاعلىّ لذلك إلّا هو، و الأوّل باطل لجواز أن يكون السبب غير ذلك الاتّصال أو هو مع غيره. أقصى ما في الباب أن يقال: إنّما كانت هذه الدورة و هذه الاتّصال سببا لهذا الكاين لأنّها كانت سببا لمثله فى الوقت الفلانىّ لكن هذا أيضا باطل لأنّ كونها سببا للكائن السابق لا يجب أن يكون لكونها مطلق دورة و اتّصال بل لعلّه أن يكون لخصوصيّة كونه تلك المعيّنة الّتى لا تعود بعينها فيما بعد، و حينئذ لا يمكن الاستدلال بحصولها على كون هذا الكاين لأنّ المؤثرات المختلفة لا يجب تشابه آثارها، و الثاني أيضا باطل لأنّ العقل يجزم بأنّه لا اطّلاع له على أنّه لا يقتضى لذلك الكاين من الأسباب الفاعلة إلّا الاتّصال المعيّن. كيف و قد ثبت أنّ من الكاينات ما يفتقر إلى أكثر من اتّصال واحد و دورة واحدة أو أقلّ، و أمّا القابليّة فأن يعلم أنّ المادّة قد استعدّت لقبول مثل هذا الكاين و استجمعت جميع شرائط قبوله الزمانيّة و المكانيّة و السماويّة و الأرضيّة. و ظاهر أنّ الإحاطة بذلك ممّا لا يفي به القوّة البشريّة، و أمّا الصوريّة و الغائيّة فأن يعلم ما يقتضيه استعداد مادّة ذلك المعيّن و قبولها من الصورة و ما يستلزمه من الشكل و المقدار، و أن يعلم ما غاية وجوده و ما أعدّته العناية له، و ظاهر أنّ الإحاطة بذلك غير ممكنة للإنسان.

و أمّا أحكامهم الكلّيّة فكأن يقال كلّما حصلت الدورة الفلانيّة كان كذا. و المنجّم إنّما يحكم بذلك الحكم من جزئيّات من الدورات تشابهت آثارها فظنّها متكرّرة و لذلك يعدلون إذا حقّق القول عليهم إلى دعوى التجربة، و قد علمت أنّ التجربة تعود إلى تكرّر مشاهدات يضبطها الحسّ. و العقل يحصل منها حكما كليّا كحكمه بأنّ كلّ نار محرقة فإنّه لمّا أمكن العقل استبتات الإحراق بواسطة الحسّ أمكنه الجزم الكلّى بذلك. فأمّا التشكّلات الفلكيّة و الاتّصالات الكوكبيّة المقتضية لكون ما يكون فليس شي ء منها يعود بعينه كما علمت و إن جاز أن يكون تشكّلات و عودات متقاربة الأحوال و متشابهة إلّا أنّه لا يمكن الإنسان ضبطها و لا الاطّلاع على مقدار ما بينها من المشابهة و التفاوت، و ذلك أنّ حساب المنجّم مبنىّ على قسمة الزمان بالشهور و الأيّام و الساعات و الدرج و الدقايق و أجزائها، و تقسيم الحركة بإزائها و رفعهم بينها نسبة عدديّة و كلّ هذه امور غير حقيقيّة و إنّما تؤخذ على سبيل التقريب. أقصى ما في الباب أنّ التفاوت فيها لا يظهر في المدد المتقاربة لكنّه يشبه أن يظهر في المدد المتباعدة، و مع ظهور التفاوت في الأسباب كيف يمكن دعوى التجربة و حصول العلم الكلّى الثابت الّذي لا يتغيّر باستمرار أثرها على و تيرة واحدة. ثمّ لو سلّمنا أنّه لا يظهر تفاوت أصلا إلّا أنّ العلم بعود مثل الدورة لا يقتضى بمجرّده العلم بعود مثل الأثر السابق لتوقّف العلم بذلك على عود أمثال الباقية للأثر السابق من الاستعداد و ساير أسبابه العلويّة و السفليّة، و على ضبطها فإنّ العلم التجربىّ إنّما يحصل بعد حصرها ليعلم عودها و تكرّرها و كلّ ذلك ممّا لا سبيل للقوّة البشريّة إلى ضبطه فكيف يمكن دعوى التجربة.

إذا عرفت ذلك فنقول: قوله: أ تزعم إلى قوله: الضرّ. استثبات لما في العادة أن يدّعيه الأحكاميّون كما ادّعاه المنجّم المشير بعدم المسير في ذلك الوقت. و قوله: فمن صدّقك [صدّق خ ] بهذا إلى قوله: الضرر. إلزامات له على ما يعتقده عن نفرتها عن قبول أحكام المنجّم و الاعتقاد فيه.

أوّلها: أنّ من صدّقه فقد كذّب القرآن، و وجه التكذيب ما ذكرناه. الثاني: كون مصدّقه يستغنى عن الاستعانة باللّه في نيل محبوبه و رفع مكروهه: أى يفزع إليه في كلّ أمريهمّ به و يجعلهم عمدة له فيعرض عن الفزع إلى اللّه كما سبق. الثالث: أنّه ينبغي للعامل أن يوليه الحمد دون ربّه. و علّل هذا الإلزام بقياس ضمير من الشكل الأوّل. صورته: تزعم أنّك تهدى إلى ساعة النفع و الضرر، و كلّ من زعم ذلك فقد أهّل نفسه لاستحقاق الحمد من مصدّقه دون اللّه. فينتج أنّه قد أهّل نفسه لاستحقاق الحمد من مصدّقه دون اللّه. و الكبرى من المخيّلات، و قد يستعملها الخطيب للتنفير عن بعض الامور الّتى يقصد النهى عنها.

ترجمه شرح ابن میثم

از خطبه هاى آن حضرت (ع) است اين گفتار را امام (ع) به هنگام حركت به سوى خوارج در پاسخ فردى از اصحاب كه معتقد بود از علم نجوم دريافته است كه زمان براى حركت مناسب نيست و پيروزى نصيب نمى شود ايراد فرموده است

فقال عليه السلام:

أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدِي إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ وَ تُخَوِّفُ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُّ فَمَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْآنَ وَ اسْتَغْنَى عَنِ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ فِي نَيْلِ الْمَحْبُوبِ وَ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ وَ تَبْتَغِي فِي قَوْلِكَ لِلْعَامِلِ بِأَمْرِكَ أَنْ يُولِيَكَ الْحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ لِأَنَّكَ بِزَعْمِكَ أَنْتَ هَدَيْتَهُ إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي نَالَ فِيهَا النَّفْعَ وَ أَمِنَ الضُّرَّ

لغات

حاق به: بر آن احاطه كرد.

يوليه كذا: شيئى مورد تقاضايش را بدو ببخشد، و او را سزاوار بخشش داند.

ترجمه

امام (ع) خطاب به آن مرد چنين فرمود: «آيا پندار تو اين است كه مردم را به ساعت سعدى هدايت مى كنى، كه هر كس در آن سفر كند بديها از او دور شود و مى ترسانى از ساعتى كه هرگاه در آن به مسافرت رود. ضرر ببيند هر كس كه تو را در اين ادّعا تصديق كند قرآن را تكذيب كرده است. (قرآن نسبت علم غيب را به خدا داده مى فرمايد: در آسمانها و زمين هيچ كس جز خدا علم غيب نمى داند) و در دستيابى به مقصود و دفع مكروه و ناپسند براى خود نيازى به كمك و يارى خداوند نمى بيند. تو انتظار دارى، كسى كه به فرمانت عمل كند. به عوض پروردگارش تو را سپاس گويد زيرا به گمانت تو او را به ساعتى راهنمايى كرده اى كه در آن به نفعى رسيده و از ضررى ايمن شده است.»

شرح

روايت شده است كه اشاره كننده به اين موضوع خطبه 79 نهج البلاغه بخش 1، شخصى بنام عفيف و برادر اشعث بن قيس بود كه بدان هنگام، علم نجوم مى آموخته است.

آنچه از راز حكمت نبوى در نهى از آموختن علم نجوم تاكنون روشن شده است دو امر است بشرح زير: 1 آموزنده علم نجوم بدان شديدا سرگرم مى شود و بسيارى از شنوندگان به دستورات و پيشگوييهاى منجّم اعتماد پيدا مى كنند و از آنچه به گردش سيّارات نسبت داده مى شود ترسان شده و يا بدان دل مى بندند. در اين رابطه از توجّه به خدا بازمانده نظرشان را گردش ستارگان به خود جلب مى كند. در انجام كارهاى مهم كه بايد به خدا رجوع كنند. دچار غفلت مى شوند، و اين امر با مقصود شارع مقدس اسلام منافات دارد چه منظور صاحب شريعت جز توجّه مدام خلق به سوى خدا و به يادداشتن معبود براى روا كردن نيازشان چيز ديگرى نيست.

2 احكام نجوم، خبر دادن از امورى است كه در آينده تحقّق مى يابد و اين شبيه آگاهى داشتن از امور غيبى است و از طرفى بيشتر مردم مانند عوام، زنها، و بچّه ها فرقى ميان علم غيب و خبر دادن از غيب نمى گذارند. بنا بر اين آموختن اين احكام و مطابق آنها دستور دادن موجب گمراهى بيشتر مردم، و سستى اعتقادشان در باره معجزات مى شود، چون احكام نجومى نوعى خبر دادن از كاينات جهان مى باشد. بعلاوه همه اينها سبب مى شود، تا مردم در باره عظمت خداوند بى اعتقاد شوند و در باره آيات كريمه قرآن كه ذيلا نقل مى كنيم ترديد كنند. خداوند تعالى در باره علم غيب مى فرمايد: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ«» وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ«» و باز مى فرمايد: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ«».

وقتى كه منّجم چنين تصوّر كند كه حوادث آينده را مى تواند كشف كند، پس ادّعا كرده است كه پيشامدها را مى داند، و قادر است كه بداند در چه محلّى از دنيا روى مى دهند و اين عين تكذيب قرآن است. اين دو وجه كه توضيح داده شد، دليل حرام بودن كهانت، سحر و جادو، فال و امثال آنها از لحاظ عقلى است. مطابق دليل عقلى در تكذيب احكام سحر و جادو كهانت و علم نجوم از ديدگاه شريعت نيز نقل شده است و صاحب نظرانى كه در اين باره بحث كرده اند دو گروهند.

1 متكلّمان 2 حكما و فلاسفه. متكلّمان نيز بدو دسته و به ترتيب زير تقسيم مى شوند: الف معتزله: استدلال معتزله در تكذيب منجّمين به يكى از دو امر است.

1 شريعت منجّم را تكذيب كرده است. و به اعتقاد معتزله هر حكم شرعى در بردارنده جهتى عقلى است، هر چند براى ما آن جنبه عقلانى واضح و آشكار نباشد. بنا بر اين چون شريعت منجّم را تكذيب كرده است عقلا بايد داراى ضرر و خطرى باشد.

2 احكامى كه منجّم بيان مى كند. چون در رابطه با اسباب و ابزارى است كه به وسيله آنها خبر مى دهد و در آن اسباب كون و فساد راه مى يابد و به دليل اين كه صحت و درستى آنها مورد مناقشه و اختلاف است قابل پيروى و اعتماد نمى باشد.

ب اشاعرة: هر چند اينان معتقدند كه مؤثّرى در وجود جز خداوند نمى باشد، و پندار بعضى از آنها اين است كه با اين طرز تفكّر از نسبت دادن تأثيرات جوّى به ستارگان رهايى يافته و اشكالى بر آنها وارد نيست. امّا طبق عقيده اشاعره اشكالى ندارد كه خداوند متعال نزديك شدن ستاره اى به ستاره ديگرى يا حركت آن را نشانه وقوع حادثه اى قرار دهد. با در نظر گرفتن اين اعتقاد كه ستارگان مى توانند علامت حوادث باشند بطلان قواعد نجومى ثابت نمى شود. مگر اين كه بگوييم، اسباب و ابزار منجّم كامل نيست و احاطه كامل بر شناخت ستارگان ندارد. بنا بر اين احكامى كه صادر مى كند مورد مناقشه است.

2 حكما: در اصول عقلى حكما ثابت شده است، كه هر چه در اين جهان فسادپذير باشد، ناگزير داراى چهار علت و سبب است «علت فاعلى مادّى، صورى و غايى» علّت فاعلى نزديك به تحقّق پديده ها حركات آسمانى است و از آن جلوتر، نيروى محرّك آسمانها قرار دارد و بدين سان تا به وجود خداوندى كه، به هر چيزى استحقاق وجودى اش را مى بخشد، منتهى شود.

علّت مادّى آن چيزى است، كه صورتها را مى پذيرد. هر صورت پذيرى به صورت پذير ما قبل خود تكيه دارد تا به قابل اوّل كه مادّه عناصر مشتركه است منتهى شود.

علّت صورى شكلى است كه علّت مادّى آن را مى پذيرد.

علّت غايى چيزى است كه فعل براى آن، انجام مى گيرد.

در توضيح علّت فاعلى، كه ما در اين جا آن را حركات آسمانى ناميديم، لازم است شرحى بياوريم. بعضى از موجودات اين جهان در تحقّق وجودى خود، نيازمند گردش يك مرتبه فلك هستند. و بعضى ديگر نيازمند گردشهاى مكرّر و پيوسته فلك مى باشند.

حكما براى هر يك از اجزاى اثرپذير اين جهان در اثرپذيرى، شرايط و استعدادهايى را لازم مى دانند كه هر استعداد در شكل مخصوص پديده تحقّق مى يابد، و به همين ترتيب هر صورت قبلى، نوعى استعداد براى رسيدن به صورت بعدى پديده خواهد بود و با زهر صورتى در تحقّق خود نيازمند حركات متّصله فلك مى باشد.

بروز هر استعدادى، زمان معيّن، حركت مشخّص، و پيوستگى خاصّى را مى طلبد، كه درك بشرى از تشخيص همه آنها عاجز است.

با روشن شدن نظر حكما مى گوييم: احكامى كه علم نجوم صادر مى كند، جزئى و يا كلّى هستند. حكم جزئى، مثل اين كه بگويد فلان شخص در آينده چنين و چنان خواهد شد. روشن است كه شناخت چنين حكمى براى انسان ميسّر نيست، زيرا اطّلاع يافتن بر حكمى ممكن است به دليل آگاهى يافتن بر علّت فاعلى آن باشد، چنان كه مثلا فهميده شود، گردش معين فلان ستاره، يا پيوستگى آن به فلان ستاره، موجب پادشاهى شخصى بر كشورى شده است و هيچ علّت فاعلى ديگر جز همان گردش معيّن و پيوستگى خاصّ نداشته است چنين ادّعا و استدلالى باطل است چه ممكن است كه علّت فاعلى ناشناخته ديگرى داشته باشد. بلى نهايت سخنى كه در اين مورد مى توان گفت، اين است. كه گردش معين همين ستاره و يا پيوستگى خاصّ آن، در فلان زمان حادثه مشابهى را كه پادشاهى شخص ديگرى بوده، تحقّق بخشيده است. اين سخن را مى توان گفت و قياس گرفت ولى اين ادّعا را عقل نمى تواند بپذيرد چون بعيد نيست كه خصوصيّت ديگرى در آن مورد مشابه وجود داشته است، كه حال نيست، چون وقايع بطور كامل تكرار نمى شوند. بنا بر اين از حادثه معيّنى نمى توان بر واقعه مشابه آن، استدلال كرد به اين دليل كه واجب نيست تأثيرات گوناگون، اثرات مشابه داشته باشند. مضافا بر اين كه عقل نظر قطعى مى دهد كه از علّتهاى فاعلى جز پيوستگى ستارگان و نزديكى آنان به يكديگر، آگاهى ديگرى ندارد با وجودى كه پديده هاى عالم وجود به گردش خاصى يا اتّصال واحدى تكيه ندارند و بعضا معلول چندين گردش و اتّصالند كه رويهم رفته سلسله علت فاعلى را تشكيل مى دهند. نتيجه بحث اين كه، حكم جزئى را منجّم از طريق شناخت علت فاعلى نمى تواند به دست آورد. و نيز ممكن است منجّم بخواهد از طريق شناخت علّت مادّى پديده حكم چيزى را بفهمد.

منجّم از طريق علّت مادّى نيز نمى تواند وقوع حادثه اى را اطّلاع بدهد،زيرا درك استعداد مادّه اى براى تحقّق يافتن چيزى و فراهم بودن همه شرائط زمانى، مكانى، آسمانى و زمينى در محدوده شناخت ما، قطعيّت صدور حكم را ايجاب نمى كند، زيرا بشر قادر نيست كه بر تمام شرايط و ويژگيهاى آن احاطه كامل پيدا كند از طريق علّت صورى و غايى نيز منجّم نمى تواند بر علّت حكم وقوف يابد، زيرا نهايت چيزى كه از اين طريق قابل درك است اين است كه فلان ماده استعداد پذيرفتن فلان صورت، شكل و مقدار را دارد. يا فايده وجودى آن چيست و چه مقدار بدان توجّه و عنايت شده است. بديهى است كه احاطه بر تمام استعدادها و پذيرش كليّه صور براى انسان مقدور نيست. نتيجه آن كه منجّم قادر به كشف حكم جزئى از مسير علل چهارگانه نمى باشد.

با توضيح فوق روشن شد كه منجّم نمى تواند درك كند، ولى آيا حكم كلّى را مى تواند بفهمد مثلا گفته شود كه هرگاه فلان حركت خاص در افلاك پديد آمده است فلان حادثه اتفاق افتاده است و منجّم از رؤيت جزئيّات متشابه مكرّر و آثار و نتايج آنها كه فراوان صورت گرفته است يك حكم كلّى به دست آورد و تجربه وقوع آن را تأييد كند و در چنين زمينه اى حكم كلّى قابل تطبيق بر موارد جزئى را بيان دارد. در اين صورت حكم كلّى منجّم به تجربه باز مى گردد و اين فرض قابل قبول است چون تجربه از تكرار امور متشابهى كه حسّ آنها را ضبط كند حاصل مى شود. و عقل بر پايه اين ادراكات حسّى مبادرت به استنباط حكم كلى مى كند. مثل اين كه با تكرار صور احساسى فراوان بر سوزان بودن آتش، حكم مى دهد كه آتش سوزنده است. سوزنده بودن آتش حكمى است كلّى كه بر اثر تكرار فراوان و احساسات بى شمار بدان قطع حاصل شده است. امّا كيفيت گردش افلاك و روابط ستارگان به امور محسوس يقين آور باز نمى گردد هر چند مشابهتها و نزديك بودن بعضى با بعضى را تا حدّى مى توان فهميد ولى انسان نمى تواند بر تمام جزئيات آگاهى بيابد و تمام شباهتها و تفاوتها را دريابد. زيرا چنان كه مى دانيم كار منجم اين است كه زمان را به ماه، هفته، ساعت، و دقيقه و ثانيه تقسيم مى كند. و حركت افلاك و ستارگان را در برابر زمان، نسبت سنجى مى كند. و همه اين امور تقريبى است و مبنائى حقيقى ندارند. نهايت چيزى كه در اين مورد مى توان گفت. اين است كه اثرات جوّى، در بلند مدّت بهتر آشكار مى شود و به اثبات مى رسد. ولى به هر حال چون اسباب و علل در تحقّق يك حادثه متفاوت است. نمى توان ادّعاى تجربه، و حصول علم كلّى ثابت بى تغيير و داراى نتيجه دايمى به سبك واحد را داشت. بر فرض كه تفاوتى در بعضى حوادث تاكنون ديده نشده باشد، باز هم علم آور نيست، كه يقين داشته باشيم در آينده به شكل گذشته امور جريان خواهد يافت، چون تضمينى براى بقاى آمادگى و ديگر علل جوّى و زمينى، وجود ندارد در حالى كه علم تجربى بر محور بقاى اسباب و تكرار آنها دور زده و تحقّق مى يابد. امّا در حوادث آينده جهان، به دليل عدم قدرت انسان بر درك همه اسباب و تكرار آنها علم تجربى حاصل نمى شود. بنا بر اين منجم حكم كلّى را نمى تواند كشف كند، چون تجربه اى در كار نيست.

قوله عليه السلام: أ تزعم إلى قوله الضّرّ

آيا گمان تو اين است كه ساعت نيك را براى حركت مى دانى... امام (ع) با بيان اين جمله درجه ثبات و صحّت اين ادّعا را مى پرسند، كه براستى چقدر به گفته خود اعتماد دارد. چون در عرف، عادت بر اين بوده است كه كاهنان با قاطعيّت از آينده خبر مى داده اند. اين منجّم نيز ادّعاى فهم خطر را داشته و حركت براى جهاد را در آن ساعت مناسب نمى ديده است

قوله عليه السلام: فمن صدّقك بهذا إلى قوله الضرر

اين سخن امام (ع) نهايت تنفّرش را از پذيرش احكام منجّمان و اعتقاد به گفته آنان مى رساند. بدين توضيح كه هر كس ادّعاى آنان را قبول كند ملتزم چند امر بشرح زير شده است: 1 كسى كه گفته منجّمان را تصديق كند، لازمه اش اين است كه قرآن را تكذيب كند و چه تكذيب قرآن را قبلا توضيح داده ايم.

2 تصديق كننده منجّم از يارى خدا، در رسيدن به مقصود، و جلوگيرى از ضرر بى نياز خواهد بود. يعنى در هر مشكلى كه فرارويش قرار گيرد به جاى اين كه به درگاه خداوند در رفع آن مشكل تضرّع كند، به منجّم متوسّل مى شود و چاره كار را از او مى خواهد.

3 كسى كه در امور خود به منجّم رجوع كند، حمد و سپاس خويش را نثار منجم مى كند، چه او را در كار خود مفيد و مؤثّر مى داند. اعتقاد به اين كه جز خداوند مؤثّرى در جهان نيست از ميان مى رود.

پذيرفتن پيشگوييهاى منجّم و تصديق كلام وى، مستلزم شدن به امور سه گانه فوق مى باشد، كه امام (ع) به صورت برهانى مطابق شكل اوّل و به شرح زير آورده اند خطاب به منجّم.

پندار تو اين است كه ساعت نفع و ضرر را تشخيص مى دهى صغرى هر كه پندارش اين باشد، خود را به جاى خدا سزاوار ستايش، تصديق كننده اش مى داند كبرى نتيجه اين كه. منجّم نفس خود را شايسته ستايش تصديق كننده اش مى داند.

در اين قياس چون كبرى، از امور خيالى است، گاهى شخص سخنور و خطيب از آن استفاده مى كند تا مخاطب خود را از امورى كه مورد نهى است متنفّر كند. امام (ع) نيز آن را براى تنفّر خود، در زمينه نهى از پذيرفتن سخن منجّم به كار برده اند.

شرح مرحوم مغنیه

المنجّم كاذب:

أ تزعم أنّك تهدي إلى السّاعة التّي من سار فيها صرف عنه السّوء و تخوّف من السّاعة الّتي من سار فيها حاق به الضّرّ. فمن صدّق بهذا فقد كذّب القرآن و استغنى عن الاستعانة باللّه في نيل المحبوب و دفع المكروه. و تبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربّه لأنّك بزعمك أنت هديته إلى السّاعة الّتي نال فيها النّفع و أمن الضّرّ.

اللغة:

حاق به: أحاط به. يوليك الحمد: يمطرك الحمد أو يقلدك الحمد أو يجعلك جديرا به، كل هذه من معاني الولاية.

الإعراب:

التي من سار صفة للساعة، و المصدر من ان يوليك مفعول تبغي، و دون متعلق بمحذوف حالا من كاف يوليك

المعنى:

حين عزم الإمام (ع) على السير الى تأديب الخوارج قال له بعض أصحابه: ان سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال له الإمام: (أ تزعم انك تهدي الى الساعة الى حاق به الضرر). الإسلام إيمان باللّه و بالعلم و العمل لحياة أفضل، و بالقيم التي لا ينكر شيئا منها عاقل على وجه الأرض من حيث هي قيم و مثل عليا، و من البداهة و هذه هي حقيقة الاسلام أن يرفض الكهانة و لا يقبلها بحال، كيف و الاسلام يدعو الى تحرير الانسان من الأغلال و العقل من الأوهام، و يأمر باتباع العقل و العلم و لو أقر الاسلام الكهانة و الخرافة لم يكن له تاريخ و لا حضارة، و لا أتباع يعدون بمئات الملايين في شرق الأرض و غربها.

(فمن صدق بهذا فقد كذّب القرآن). لأنه يربط الأحداث بأسبابها، و النتائج بمقدماتها طبيعية كانت أم اجتماعية، و قد صرح القرآن بهذا في العديد من الآيات، منها: وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً 2 الفرقان. إِنَّا كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ 49 القمر. فهذا المبدأ إلهي كوني لا يقبل التبديل و التعديل: سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا 62 الأحزاب. و معنى هذا ان كل شي ء يأتي وفقا لقوانين مطردة، و معناه أيضا ان القرآن يقر مبدأ التطور. و قال الإمام الصادق (ع): أبى اللّه الا أن يجري الأمور على أسبابها.

و حث الإسلام على طلب العلم بهذه الأسباب و لو في الصين، و أمر بالرجوع الى العلماء فيما يعود الى اختصاصهم.. و من جملة ما قرأت: ان سائلا قال لبعض الشيوخ: هل في القرآن آية تشير الى عدد الأرغفة التي تخبز من كيس الطحين فقال له الشيخ: نعم. و اتصل تلفونيا بمدير المخابز و سأله عن ذلك فأعطاه، فقال السائل: و لكن هذا ليس من القرآن، ورد الشيخ: ألم تقرأ: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» و قد فعلت.

(و استغنى عن الاستعانة باللّه) الذي ربط الأحداث بأسبابها الطبيعية، و جعل من العمل و الجهاد و العزم و التوكل عليه تعالى سببا ضروريا (في نيل المحبوب و دفع المكروه). قال سبحانه: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ 59 آل عمران لا على أقوال المنجمين.

(و تبغي من قولك إلى أمن الضر). أي انك تحب أن تحمد من دون اللّه بما لا أثر لك فيه إلا الكذب و الرياء

شرح منهاج البراعة خویی

و من كلام له عليه السلام

و هو الثامن و السبعون من المختار فى باب الخطب و هو مرويّ في غير واحد من الكتب المعتبرة باختلافات كثيرة على ما ستطلع عليها، و في الاحتجاج مثل الكتاب قاله عليه السّلام لبعض أصحابه لمّا عزم على المسير إلى الخوارج فقال له بعض أصحابه: يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النّجوم فقال:

تزعم أنّك تهدي إلى السّاعة الّتي من سار فيها صرف عنه السوء و تخوّف السّاعة الّتي من سار فيها حاق به الضّرّ، فمن صدّقك بهذا فقد كذّب القرآن و استغنى عن الاستعانة باللّه في نيل المحبوب و دفع المكروه، و ينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يولّيك الحمد دون ربّه، لأنّك بزعمك أنت هديته إلى السّاعة الّتي نال فيها النّفع و أمن الضّرّ

اللغة

(حاق به الضرّ) أحاط قال تعالى: و لا يحيق المكر السّي ء إلّا بأهله، و الضرّ بالضمّ و في بعض النّسخ بالفتح ضدّ النّفع أو بالفتح مصدر و بالضمّ اسم أو بالفتح ضدّ النفع و بالضمّ سوء الحال قال تعالى: ربّ إنّي مسّنى الضّرّ، و (يوليك) مضارع باب الافعال أو من باب التّفعيل يقال أوليته الأمر وليته ايّاه أى جعلته واليا له و متسلّطا عليه

الاعراب

الفاء في قوله فمن صدقك فصيحة اى أنت إذا زعمت هذا فمن صدّقك بهذا اه، و قوله: و ينبغي في قولك أى على قولك أو بسبب قولك أو هى للظرفيّة المجازية، و قوله دون ربّه، ظرف مستقرّ متعلّق بمحذوف وقع حالا من فاعل يولى أى متجاوزا ربه و دون ممّا يتوسّع فيه و يستعمل في كلّ مجاوز حدّ الى حدّ و تخطى أمر إلى أمر، و قوله أنت هديته، لفظ أنت إمّا تأكيد لكاف انّك أو ضمير فصل بين الاسم و الخبر على حدّ قوله: إنك أنت السّميع العليم.

المعنى

اعلم أنّ هذا الكلام قاله (لمّا عزم إلى المسير إلى) حرب (الخوارج فقال له بعض أصحابه) و هو عفيف بن قيس أخو أشعث بن القيس الكندى الملعون رأس المنافقين و مثير الفتن في أيّام خلافة أمير المؤمنين و لا سيّما وقعة صفّين حسبما عرفت فيما سبق.

و كيف كان فقال له عفيف (يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك) الذي هو الغلبة على أهل النهر (من طريق علم النّجوم) فقال له على سبيل الاستفهام التقريرى (تزعم أنّك تهدى إلى السّاعة التي من سار فيها صرف عنه السّوء) لسعود السّاعة (و تخوف) من (الساعة التي من سار فيها حاق به الضرّ) و أحاط به سوء الحال بملاحظة نحوس السّاعة (فمن صدّقك بهذا فقد كذّب القرآن) أى من صدّقك بدعواك العلم بالسّاعتين فقد كذّب كتاب اللّه لأنّ اللّه تعالى يقول: وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً و قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ.

إلى غير ذلك ممّا أفاد انحصار العلوم الغيبيّة في اللّه سبحانه.

و قال العلامة المجلسي (ره): و يمكن حمل الكلام على وجه آخر و هو أنّ قول المنجم بأنّ صرف السّوء و نزول الضرّ تابع للسّاعة سواء قال إنّ الأوضاع العلويّة مؤثرة تامة في السّفليات و لا يجوز تخلّف الآثار عنها أو قال بأنّها مؤثرات ناقصة و لكن باقى المؤثرات امور لا يتطرّق إليها التغيير أو قال بأنّها علامات تدلّ على وقوع الحوادث حتما فهو مخالف لما ثبت من الدين من أنّه سبحانه يمحو ما يشاء و يثبت و أنّه يقبض و يبسط و يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد، و لم يفرغ من الأمر و هو تعالى كلّ يوم في شأن.

و الظاهر من أحوال المنجّمين السّابقين و كلماتهم جلّهم بل كلّهم أنّهم لا يقولون بالتّخلف وقوعا أو إمكانا فيكون تصديقهم مخالفا لتصديق القرآن و ما علم من الدّين و الايمان من هذا الوجه.

و لو كان منهم من يقول بجواز التخلّف و وقوعه بقدرة اللّه و اختياره و أنّه تزول نحوسة السّاعة بالتوكل و الدّعاء و التوسل و التصدّق و ينقلب السّعد نحسا و النّحس سعدا و بأنّ الحوادث لا يعلم وقوعها إلّا إذا علم أنّ اللّه سبحانه لم تتعلّق حكمته بتبديل أحكامها، كان كلامه عليه السّلام مخصوصا بمن لم يكن كذلك، فالمراد بقوله صرف عنه السّوء و حاق به الضّر أى حتما هذا.

و لمّا نبّه على فساد زعم المنجّم بكون تصديقه موجبا لتكذيب كلام اللّه سبحانه نبّه على فساده ثانيا بقوله (و استغنى) أى مصدّقك و متّبعك (عن الاستعانة باللّه) تعالى (في نيل المحبوب و دفع المكروه) لأنك اذا كنت عارفا بالسّاعة السّعد و السّاعة النّحس و هاديا إليهما فيهتدى بك التابعون لك و المصدّقون بك و يتراقبون بعد السّاعات فينالون الخير و السّعادة و يتّقون نحسها فيسلمون من النحوسة و الكراهة فيلزم على ذلك استغنائهم بك عن اللّه و غناهم برأيك عن اللجأ إلى اللّه و الفزع إليه سبحانه.

(و) أيضا (ينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربّه لانّك بزعمك أنت هديته إلى السّاعة التي نال فيها النفع و آمن فيها الضرّ) فكنت أنت المنعم عليه بتلك النعمة فلا بدّ أن تستحقّ الحمد و الثّناء بذلك و لزم أن يكون حمده على تلك النعمة راجعا إليك.

شرح لاهیجی

و من كلام له (علیه السلام) قال لبعض اصحابه لما عزم على المسير الى الخوارج فقال له يا امير المؤمنين (علیه السلام) ان سرت فى هذا الوقت خشيت ان لا تظفر بمرادك من طريق علم النّجوم يعنى از كلام امير المؤمنين عليه السّلام است كه گفت از براى بعض اصحاب در وقتى كه عازم سفر جنگ خوارج بود و گفته بود يا امير المؤمنين (علیه السلام) اگر سفر بكنى در اين وقت مى ترسم كه ظفر بمراد تو نيابى و بمقصود نرسى اين كه گفتم از راه علم نجوم گفتم فقال عليه السّلام ا تزعم انّك تهدى الى السّاعة الّتى من سار فيها صرف عنه السّوء و تخوّف السّاعة الّتى من سار فيها حاق به الضّرّ فمن صدّقك بهذا فقد كذّب القران و استغنى عن الاستعانة باللّه فى نيل المحبوب و دفع المكروه يعنى پس گفت امير المؤمنين (علیه السلام) ايا تو گمان ميكنى كه راه مى نمائى بسوى ان ساعتى كه كسى در ان سفر كند بگردد از او بدى و مى ترسانى از ساعتى كه كسى در او سفر كند فرو گيرد او را ضرر پس هر كه تصديق تو كند تكذيب كرده است قرآن را از جهة قول خدا قل لا يعلم من فى السّموات و من فى الارض الغيب الّا اللّه و قوله (تعالى) وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ و بى نياز شده باشد از يارى خواستن بخدا در رسيدن بمحبوب مطلوب و در دفع كردن مكروه نامرغوب و ينبغي فى قولك للعامل بامرك ان يوليّك الحمد دون ربّه لانّك بزعمك انت هديته الى السّاعة الّتى نال فيها النّفع و امن الضّرّ و سزاوار است از جهة سخن تو مر كسيرا كه عمل بامر تو كند اين كه تو را ولىّ و مستحقّ ستايش گرداند غير از پروردگار خود را از جهة آن كه تو بگمان خود او را راه نموده بسوى ساعتى كه در ان رسيده است بمنفعت و ايمن شده است از مضرّت

شرح ابن ابی الحدید

و من كلام له ع قاله لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج و قد قال له إن سرت يا أمير المؤمنين في هذا الوقت خشيت ألا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فَقَالَ ع: أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدِي إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ وَ تُخَوِّفُ مِنَ السَّاعَةِ الَّتِي مَنْ سَارَ فِيهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُّ فَمَنْ صَدَّقَكَ بِهَذَا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْآنَ وَ اسْتَغْنَى عَنِ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ فِي نَيْلِ الْمَحْبُوبِ وَ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ وَ تَبْتَغِي فِي قَوْلِكَ لِلْعَامِلِ بِأَمْرِكَ أَنْ يُولِيَكَ الْحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ لِأَنَّكَ بِزَعْمِكَ أَنْتَ هَدَيْتَهُ إِلَى السَّاعَةِ الَّتِي نَالَ فِيهَا النَّفْعَ وَ أَمِنَ الضُّرَّ

و يوليك الحمد مضارع أولاك و أولاك معدى بالهمزة من ولي يقال ولي الشي ء ولاية و أوليته ذلك أي جعلته واليا له و متسلطا عليه و الكاهن واحد الكهان و هم الذين كانوا يخبرون عن الشياطين بكثير من الغائبات

القول في أحكام النجوم

و اعلم أن الناس قد اختلفوا في أحكام النجوم فأنكرها جمهور المسلمين و المحققون من الحكماء و نحن نتكلم هاهنا في ذلك و نبحث فيه بحثين بحثا كلاميا و بحثا حكميا . أما البحث الكلامي هو أن يقال أما أن يذهب المنجمون إلى أن النجوم مؤثرة أو أمارات . و الوجه الأول ينقسم قسمين أحدهما أن يقال إنها تفعل بالاختيار و الثاني أن تفعل بالإيجاب . و القول بأنها تفعل بالاختيار باطل لأن المختار لا بد أن يكون قادرا حيا و الإجماع من المسلمين حاصل على أن الكواكب ليست حية و لا قادرة و الإجماع حجة و قد بين المتكلمون أيضا أن من شرط الحياة الرطوبة و أن تكون الحرارة على قدر مخصوص متى أفرط امتنع حلول الحياة في ذلك الجسم فإن النار على صرافتها يستحيل أن تكون حية و أن تحلها الحياة لعدم الرطوبة و إفراط الحرارة فيها و اليبس و الشمس أشد حرارة من النار لأنها على بعدها تؤثره النار على قربها و ذلك دليل على أن حرارتها أضعاف حرارة النار و بينوا أيضا أنها لو كانت حية قادرة لم يجز أن تفعل في غيرها ابتداء لأن القادر بقدرة لا يصح منه الاختراع و إنما يفعل في غيره على سبيل التوليد و لا بد من وصلة بين الفاعل و المفعول فيه و الكواكب غير مماسة لنا فلا وصلة بينها و بيننا فيستحيل أن تكون فاعلة فينا .

فإن ادعى مدع أن الوصلة هي الهواء فعن ذلك أجوبة أحدها أن الهواء لا يجوز أن يكون وصلة و آلة في الحركات الشديدة و حمل الأثقال لا سيما إذا لم يتموج . و الثاني أنه كان يجب أن نحس بذلك و نعلم أن الهواء يحركنا و يصرفنا كما نعلم في الجسم إذا حركنا و صرفنا بآلة موضع تحريكه لنا بتلك الآلة .

و الثالث أن في الأفعال الحادثة فينا ما لا يجوز أن يفعل بآلة و لا يتولد عن سبب كالإرادات و الاعتقادات و نحوها . و قد دلل أصحابنا أيضا على إبطال كون الكواكب فاعلة للأفعال فينا بأن ذلك يقتضي سقوط الأمر و النهي و المدح و الذم و يلزمهم ما يلزم المجبرة و هذا الوجه يبطل كون الكواكب فاعلة فينا بالإيجاب كما يبطل كونها فاعلة بالاختيار . و أما القول بأنها أمارات على ما يحدث و يتجدد فيمكن أن ينصر بأن يقال لم لا يجوز أن يكون الله تعالى أجرى العادة بأن يفعل أفعالا مخصوصة عند طلوع كوكب أو غروبه أو اتصاله بكوكب آخر . و الكلام على ذلك بأن يقال هذا غير ممتنع لو ثبت سمع مقطوع به يقتضي ذلك فإن هذا مما لا يعلم بالعقل . فإن قالوا نعلم بالتجربة . قيل لهم التجربة إنما تكون حجة إذا استمرت و اطردت و أنتم خطؤكم فيما تحكمون به أكثر من صوابكم فهلا نسبتم الصواب الذي يقع منكم إلى الاتفاق و التخمين فقد رأينا من أصحاب الزرق و التخمين من يصيب أكثر مما يصيب المنجم و هو من غير أصل صحيح و لا قاعدة معتمدة و متى قلتم إنما أخطأ المنجم لغلطه في تسيير الكواكب قيل لكم و لم لا يكون سبب الإصابة اتفاقا و إنما يصح لكم هذا التأويل و التخريج لو كان على صحة أحكام النجوم دليل قاطع هو غير إصابة المنجم . فأما إذا كان دليل صحة الأحكام الإصابة فهلا كان دليل فسادها الخطاء فما أحدهما إلا في مقابلة صاحبه . و مما قيل على أصحاب الأحكام إن قيل لهم في شي ء بعينه خذوا الطالع و احكموا أ يؤخذ أم يترك فإن حكموا بأحدهما خولفوا و فعل خلاف ما أخبروا به و هذه المسألة قد أعضل عليهم جوابها .

و قال بعض المتكلمين لبعض المنجمين أخبرني لو فرضنا جادة مسلوكة و طريقا يمشي فيها الناس نهارا و ليلا و في تلك المحجة آبار متقاربة و بين بعضها و بعض طريق يحتاج سالكه إلى تأمل و توقف حتى يتخلص من السقوط في بعض تلك الآبار هل يجوز أن تكون سلامة من يمشي بهذا الطريق من العميان كسلامة من يمشي فيه من البصراء و المفروض أن الطريق لا يخلو طرفة عين من مشاة فيها عميان و مبصرون و هل يجوز أن يكون عطب البصراء مقاربا لعطب العميان . فقال المنجم هذا مما لا يجوز بل الواجب أن تكون سلامة البصراء أكثر من سلامة العميان . فقال المتكلم فقد بطل قولكم لأن مسألتنا نظير هذه الصورة فإن مثال البصراء هم الذين يعرفون أحكام النجوم و يميزون مساعدها من مناحسها و يتوقون بهذه المعرفة مضار الوقت و الحركات و يتخطونها و يعتمدون منافعها و يقصدونها و مثال العميان كل من لا يحسن علم النجوم و لا يقولون به من أهل العلم و العامة و هم أضعاف أضعاف عدد المنجمين .

و مثال الطريق الذي فيه الآبار الزمان الذي مضى و مر على الخلق أجمعين و مثال آباره مصائبه و محنه . و قد كان يجب لو صح علم أحكام النجوم أن سلامة المنجمين أكثر و مصائبهم أقل لأنهم يتوقون المحن و يتخطونها لعلمهم بها قبل كونها و أن تكون محن المعرضين عن علم أحكام النجوم على كثرتهم أوفر و أظهر حتى تكون سلامة كل واحد منهم هي الطريقة الغريبة و المعلوم خلاف ذلك فإن السلامة و المحن في الجميع متقاربة متناسبة غير متفاوتة . و أما البحث الحكمي في هذا الموضع فهو أن الحادث في عالم العناصر عند حلول الكوكب المخصوص في البرج المخصوص إما أن يكون المقتضي له مجرد ذلك الكوكب أو مجرد ذلك البرج أو حلول ذلك الكوكب في ذلك البرج فالأولان باطلان و إلا لوجب أن يحدث ذلك الأمر قبل أن يحدث و الثالث باطل أيضا لأنه إما أن يكون ذلك البرج مساويا لغيره من البروج في الماهية أو مخالفا و الأول يقتضي حدوث ذلك الحادث حال ما كان ذلك الكوكب حالا في غيره من البروج لأن حكم الشي ء حكم مثله و الثاني يقتضي كون كرة البروج متخالفة الأجزاء في أنفسها و يلزم في ذلك كونها مركبة و قد قامت الدلالة على أنه لا شي ء من الأفلاك بمركب .

و قد اعترض على هذا الدليل بوجهين أحدهما أنه لم لا يجوز أن تختلف أفعال الكواكب المتحيرة عند حلولها في البروج لا لاختلاف البروج في نفسها بل لاختلاف ما في تلك البروج من الكواكب الثابتة المختلفة الطبائع . الوجه الثاني لم لا يجوز أن يقال الفلك التاسع مكوكب بكواكب صغار لا نراها لغاية بعدها عنا فإذا تحركت في كرات تداويرها سامتت مواضع مخصوصة من كرة الكواكب الثابتة و هي فلك البروج فاختلفت آثار الكواكب المتحيرة عند حلولها في البروج باعتبار اختلاف تلك الكواكب الصغيرة و لم لا يجوز إثبات كرة بين الكرة الثامنة و بين الفلك الأطلس المدبر لجميع الأفلاك من المشرق إلى المغرب و تكون تلك الكرة المتوسطة بينهما بطيئة الحركة بحيث لا تفي أعمارنا بالوقوف على حركتها و هي مكوكبة بتلك الكواكب الصغار المختلفة الطبائع . و أجيب عن الأول بأنه لو كان الأمر كما ذكر لوجب أن تختلف بيوت الكواكب و أشرافها و حدودها عند حركة الثوابت بحركة فلكها حتى أنها تتقدم على مواضعها في كل مائة سنة على رأي المتقدمين أو في كل ست و ستين سنة على رأي المتأخرين درجة واحدة لكن ليس الأمر كذلك فإن شرف القمر كما أنه في زماننا في درجة الثالثة من الثور فكذلك كان عند الذين كانوا قبلنا بألف سنة و بألفي سنة . و أما الوجه الثاني فلا جواب عنه . و اعلم أن الفلاسفة قد عولت في إبطال القول بأحكام النجوم على وجه واحد و هو أن مبنى هذا العلم على التجربة و لم توجد التجربة فيما يدعيه أرباب علم النجوم فإن هاهنا أمورا لا تتكرر إلا في الأعمار المتطاولة مثل الأدوار و الألوف التي زعم أبو معشر أنها هي الأصل في هذا العلم و مثل مماسة جرم زحل للكرة المكوكبة و مثل انطباق معدل النهار على دائرة فلك البروج فإنهم يزعمون أن ذلك يقتضي حدوث طوفان الماء و إحاطته بالأرض من جميع الجوانب مع أن هذه الأمور لا توجد إلا في ألوف الألوف من السنين فكيف تصح أمثال هذه الأمور بالتجربة .

و أيضا فإنا إذا رأينا حادثا حدث عند حلول كوكب مخصوص في برج مخصوص فكيف نعلم استناد حدوثه إلى ذلك الحلول فإن في الفلك كواكب لا تحصى فما الذي خصص حدوث ذلك الحدوث بحلول ذلك الكوكب في ذلك البرج لا غيره و بتقدير أن يكون لحلوله تأثير في ذلك فلا يمكن الجزم قبل حلوله بأنه إذا حل في البرج المذكور لا بد أن يحدث ذلك الحادث لجواز أن يوجد ما يبطل تأثيره نحو أن يحل كوكب آخر في برج آخر فيدفع تأثيره و يبطل عمله أو لعل المادة الأرضية لا تكون مستعدة لقبول تلك الصورة و حدوث الحادث كما يتوقف على حصول الفاعل يتوقف على حصول القابل و إذا وقع الشك في هذه الأمور بطل القول بالجزم بعلم أحكام النجوم و هذه الحجة جيدة إن كان المنجمون يطلبون القطع في علمهم . فإما أن كانوا يطلبون الظن فإن هذه الحجة لا تفسد قولهم . فأما أبو البركات بن ملكا البغدادي صاحب كتاب المعتبر فإنه أبطل أحكام النجوم من وجه و أثبته من وجه . قال أما من يريد تطبيق علم أحكام النجوم على قاعدة العلم الطبيعي فإنه لا سبيل له إلى ذلك فإنا لا نتعلق من أقوالهم إلا بأحكام يحكمون بها من غير دليل نحو القول بحر الكواكب و بردها أو رطوبتها و يبوستها و اعتدالها كقولهم إن زحل بارد يابس و المشتري معتدل و الاعتدال خير و الإفراط شر و ينتجون من ذلك أن الخير يوجب سعادة و الشر يوجب منحسة و ما جانس ذلك مما لم يقل به علماء الطبيعيين و لم تنتجه مقدماتهم في أنظارهم و إنما الذي أنتجته هو أن الأجرام السماوية فعالة فيما تحويه و تشتمل عليه و تتحرك حوله فعلا على الإطلاق غير محدود بوقت و لا مقدر بتقدير و القائلون بالأحكام ادعوا حصول علمهم بذلك من توقيف و تجربة لا يطابق نظر الطبيعي .

و إذا قلت بقول الطبيعي بحسب أنظاره أن المشتري سعد و المريخ نحس أو أن زحل بارد يابس و المريخ حار يابس و الحار و البارد من الملموسات و ما دل على هذا المس و ما استدل عليه بلمس كتأثيره فيما يلمسه فإن ذلك لم يظهر للحس في غير الشمس حيث تسخن الأرض بشعاعها و لو كان في السمائيات شي ء من طبائع الأضداد لكان الأولى أن تكون كلها حارة لأن كواكبها كلها منيرة . و متى يقول الطبيعي بتقطيع الفلك و تقسيمه إلى أجزاء كما قسمه المنجمون قسمة وهمية إلى بروج و درج و دقائق و ذلك جائز للمتوهم كجواز غيره و ليس بواجب في الوجود و لا حاصل فنقلوا ذلك التوهم الجائز إلى الوجود الواجب في أحكامهم و كان الأصل فيه على زعمهم حركة الشمس و الأيام و الشهور فحصلوا منها قسمة وهمية و جعلوها كالحاصلة الوجودية المثمرة بحدود و خطوط كان الشمس بحركتها من وقت إلى مثله خطت في السماء خطوطا و أقامت فيها جدرا أو حدودا أو غيرت في أجزائها طباعا تغييرا يبقى فيتقى به القسمة إلى تلك الدرج و الدقائق مع جواز الشمس عنها و ليس في جوهر الفلك اختلاف يتميز به موضع عن موضع سوى الكواكب و الكواكب تتحرك عن أمكنتها فبقيت الأمكنة على التشابه فبما ذا تتميز بروجه و درجه و يبقى اختلافها بعد حركة المتحرك في سمتها و كيف يقيس الطبيعي على هذه الأصول و ينتج منها نتائج و يحكم بحسبها أحكاما و كيف له أن يقول بالحدود و يجعل خمس درجات من برج الكوكب و ستا لآخر و أربعا لآخر و يختلف فيها البابليون و المصريون و جعلوا أرباب البيوت كأنها ملاك و البيوت كأنها أملاك تثبت لأربابها بصكوك و أحكام الأسد للشمس و السرطان للقمر و إذا نظر الناظر وجد الأسد أسدا من جهة كواكب شكلوها بشكل الأسد ثم انقلبت عن مواضعها و بقي الموضع أسدا و جعلوا الأسد للشمس و قد ذهبت منه الكواكب التي كان بها أسدا كان ذلك الملك بيت للشمس مع انتقال الساكن و كذلك السرطان للقمر . و من الدقائق في العلم النجومي الدرجات المدارة و الغربية و المظلمة و النيرة و الزائدة في السعادة و درجات الآثار من جهة أنها أجزاء الفلك إن قطعوها و ما انقطعت و مع انتقال ما ينتقل من الكواكب إليها و عنها ثم أنتجوا من ذلك نتائج أنظارهم من أعداد الدرج و أقسام الفلك فقالوا إن الكوكب ينظر إلى الكواكب من ستين درجة نظر تسديس لأنه سدس من الفلك و لا ينظر إليه من خمسين و لا من سبعين و قد كان قبل الستين بعشر درج و هو أقرب من ستين و بعدها بعشر درج و هو أبعد من ستين لا ينظر . فليت شعري ما هذا النظر أ ترى الكواكب تظهر للكوكب ثم تحتجب عنه ثم شعاعه يختلط بشعاعه عند حد لا يختلط به قبله و لا بعده . و كذلك التربيع من الربع الذي هو تسعون درجة و التثليث من الثلث الذي هو مائة و عشرون درجة فلم لا يكون التخميس و التسبيع و التعشير على هذا القياس ثم يقولون الحمل حار يابس ناري و الثور بارد يابس أرضي و الجوزاء حار رطب هوائي و السرطان بارد رطب مائي ما قال الطبيعي هذا قط و لا يقول به . و إذا احتجوا و قاسوا كانت مبادئ قياساتهم الحمل برج ينقلب لأن الشمس إذا نزلت فيه ينقلب الزمان من الشتاء إلى الربيع و الثور برج ثابت لأن الشمس إذا نزلت فيه ثبت الربيع على ربيعيته . و الحق أنه لا ينقلب الحمل و لا يثبت الثور بل هما على حالهما في كل وقت ثم كيف يبقى دهره منقلبا مع خروج الشمس منه و حلولها فيه أ تراها تخلف فيه أثرا أو تحيل منه طباعا و تبقى تلك الاستحالة إلى أن تعود فتجددها و لم لا يقول قائل إن السرطان حار يابس لأن الشمس إذا نزلت فيه يشتد حر الزمان و ما يجانس هذا مما لا يلزم لا هو و لا ضده فليس في الفلك اختلاف يعرفه الطبيعي إلا بما فيه من الكواكب و هو في نفسه واحد متشابه الجوهر و الطبع و لكنها أقوال قال بها قائل فقبلها قائل و نقلها ناقل فحسن فيها ظن السامع و اغتر بها من لا خبرة له و لا قدرة له على النظر . ثم حكم بها الحاكمون بجيد و ردي ء و سلب و إيجاب و بت و تجوز فصادف بعضه موافقة الوجود فصدق فيعتبر به المعتبرون و لم يلتفتوا إلى ما كذب منه فيكذبوه بل عذروا و قالوا إنما هو منجم و ليس بنبي حتى يصدق في كل ما يقول و اعتذروا له بأن العلم أوسع من أن يحيط به أحد و لو أحاط به أحد لصدق في كل شي ء و لعمر الله إنه لو أحاط به علما صادقا لصدق و الشأن في أن يحيط به على الحقيقة لا أن يفرض فرضا و يتوهم وهما فينقله إلى الوجود و ينسب إليه و يقيس عليه . قال و الذي يصح من هذا العلم و يلتفت إليه العقلاء هي أشياء غير هذه الخرافات التي لا أصل لها فما حصل توقيف أو تجربة حقيقة كالقرانات و المقابلة فإنها أيضا من جملة الاتصالات كالمقارنة من جهة أن تلك غاية القرب و هذه غاية البعد و نحو ممر كوكب من المتحيرة تحت كوكب من الثابتة و نحوه ما يعرض للمتحيرة من رجوع و استقامة و ارتفاع في شمال و انخفاض في جنوب و أمثال ذلك . فهذا كلام ابن ملكا كما تراه يبطل هذا الفن من وجه و يقول به من وجه . و قد وقفت لأبي جعفر محمد بن الحسين الصنعاني المعروف بالخازن صاحب كتاب زيج الصفائح على كلام في هذا الباب مختصر له سماه كتاب العالمين أنا ذاكره في هذا الموضع على وجهه لأنه كلام لا بأس به قال إن بعض المصدقين بأحكام النجوم و كل المكذبين بها قد زاغوا عن طريق الحق و الصواب فيها فإن الكثير من المصدقين بها قد أدخلوا فيها ما ليس منها و ادعوا ما لم يمكن إدراكه بها حتى كثر فيها خطؤهم و ظهر كذبهم و صار ذلك سببا لتكذيب أكثر الناس بهذا العلم . فأما المكذبون به فقد بلغوا من إنكار صحيحه و رد ظاهره إلى أن قالوا إنه لا يصح منه شي ء أصلا و نسبوا أهله إلى الرزق و الاحتيال و الخداع و التمويه فلذلك رأينا أن نبتدئ بتبيين صحة هذه الصناعة ليظهر فساد قول المكذبين لها بأسرها ثم نبين ما يمكن إدراكه بها ليبطل دعوى المدعين فيها ما يمتنع وجوده بها .

أما الوجوه التي بها تصح صناعة الأحكام فهي كثيرة منها ما يظهر لجميع الناس من قبل الشمس فإن حدوث الصيف و الشتاء و ما يعرض فيهما من الحر و البرد و الأمطار و الرياح و نبات الأرض و خروج وقت الأشجار و حملها الثمار و حركة الحيوان إلى النسل و التوالد و غير ذلك مما يشاكله من الأحوال إنما يكون أكثر ذلك بحسب دنو الشمس من سمت الرءوس في ناحية الشمال و تباعدها منه إلى ناحية الجنوب و بفضل قوة الشمس على قوة القمر و قوى سائر الكواكب ظهر ما قلنا لجميع الناس . و قد ظهر لهم أيضا من قبل الشمس في تغيير الهواء كل يوم عند طلوعها و عند توسطها السماء و عند غروبها ما لا خفاء به من الآثار . و من هذه الوجوه ما يظهر للفلاحين و الملاحين بأدنى تفقد للأشياء التي تحدث فإنهم يعلمون أشياء كثيرة من الآثار التي يؤثرها القمر و أنوار الكواكب الثابتة كالمد و الجزر و حركات الرياح و الأمطار و أوقاتها عند الحدوث و ما يوافق من أوقات الزراعات و ما لا يوافق و أوقات اللقاح و النتاج . و قد يظهر من آثار القمر في الحيوان الذي يتوالد في الماء و الرطوبات ما هو مشهور لا ينكر .

و منها جهات أخرى يعرفها المنجمون فقط على حسب فضل علمهم و دقة نظرهم في هذا العلم و إذ قد وصفنا على سبيل الإجمال ما يوجب حقيقة هذا العلم فإنا نصف ما يمكن إدراكه به أو لا يمكن فنقول لما كانت تغيرات الهواء إنما تحدث بحسب أحوال الشمس و القمر و الكواكب المتحيرة و الثابتة صارت معرفة هذه التغيرات قد تدرك من النجوم مع سائر ما يتبعها من الرياح و السحاب و الأمطار و الثلج و البرد و الرعد و البرق لأن الأشياء التي تلي الأرض و تصل إليها هذه الآثار من الهواء المحيط بها كانت الأعراض العامية التي تعرض في هذه الأشياء تابعة لتلك الآثار مثل كثرة مياه الأنهار و قلتها و كثرة الثمار و قلتها و كثرة خصب الحيوان و قلته و الجدوبة و القحط و الوباء و الأمراض التي تحدث في الأجناس و الأنواع أو في جنس دون جنس أو في نوع دون نوع و سائر ما يشاكل ذلك من الأحداث . و لما كانت أخلاق النفس تابعة لمزاج البدن و كانت الأحداث التي ذكرناها مغيرة لمزاج البدن صارت أيضا مغيرة للأخلاق و لأن المزاج الأول الأصلي هو الغالب على الإنسان في الأمر الأكثر و كان المزاج الأصلي هو الذي طبع عليه الإنسان في وقت كونه في الرحم و في وقت مولده و خروجه إلى جو العالم صار وقت الكون و وقت المولد أدل الأشياء على مزاج الإنسان و على أحواله التابعة للمزاج مثل خلقة البدن و خلق النفس و المرض و الصحة و سائر ما يتبع ذلك فهذه الأشياء و ما يشبهها من الأمور التي لا تشارك شيئا من الأفعال الإرادية فيه مما يمكن معرفته بالنجوم و أما الأشياء التي تشارك الأمور الإرادية بعض المشاركة فقد يمكن أن يصدق فيها هذا العلم على الأمر الأكثر و إذا لم يستعمل فيه الإرادة جرى على ما تقود إليه الطبيعة .

على أنه قد يعرض الخطاء و الغلط لأصحاب هذه الصناعة من أسباب كثيرة بعضها يختص بهذه الصناعة دون غيرها و بعضها يعمها و غيرها من الصنائع .

فأما ما يعم فهو من قصور طبيعة الناس في معرفة الصنائع أيا كانت عن بلوغ الغاية فيها حتى لا يبقى وراءها غاية أخرى فكثرة الخطإ و قلته على حسب تقصير واحد واحد من الناس . و أما ما يخص هذه الصناعة فهو كثير ما يحتاج صاحبها إلى معرفته مما لا يمكنه أن يعلم كثيرا منه إلا بالحدس و التخمين فضلا عن لطف الاستنباط و حسن القياس و مما يحتاج إلى معرفة علم أحوال الفلك و مما يحدث في كل واحد من تلك الأحوال فإن كل واحد منها له فعل خاص ثم يؤلف تلك الأحوال بعضها مع بعض على كثرة فنونها و اختلافاتها ليحصل من جميع ذلك قوة واحدة و فعل واحد يكون عنه الحادث في هذا العالم و ذلك أمر عسير فمتى أغفل من ذلك شي ء كان الخطأ الواقع بحسب الشي ء الذي سها عنه و ترك استعماله . ثم من بعد تحصيل ما وصفناه ينبغي أن يعلم الحال التي عليها يوافي في تلك القوة الواحدة الأشياء التي تعرض فيها تلك الأحداث كأنه مثلا إذا دل ما في الفلك على حدوث حر و كانت الأشياء التي يعرض فيها ما يعرض قد مر بها قبل ذلك حر فحميت و سخنت أثر ذلك فيها أثرا قويا فإن كان قد مر بها برد قبل ذلك أثر ذلك فيها أثرا ضعيفا و هذا شي ء يحتاج إليه في جميع الأحداث التي تعمل في غيرها مما يناسب هذه المعرفة . و أما الأحداث التي تخص ناحية ناحية أو قوما قوما أو جنسا جنسا أو مولودا واحدا من الناس فيحتاج مع معرفتها إلى أن يعلم أيضا أحوال البلاد و العادات و الأغذية و الأوباء و سائر ما يشبه ذلك مما له فيه أثر و شركة مثل ما يفعل الطبيب في المعالجة و في تقدمه المعرفة ثم من بعد تحصيل هذه الأشياء كلها ينبغي أن ينظر في الأمر الذي قد استدل على حدوثه هل هو مما يمكن أن يرد أو يتلافى بما يبطله أو بغيره من جهة الطب و الحيل أم لا كأنه مثلا استدل على أنه يصيب هذا الإنسان حرارة يحم منها فينبغي أن يحكم بأنه يحم أن لم يتلاف تلك الحرارة بالتبريد فإنه إذا فعل ذلك أنزل الأمور منازلها و أجراها مجاريها . ثم إن كان الحادث قويا لا يمكن دفعه ببعض ما ذكرنا فليس يلزم الحاجة إلى ما قلنا فإن الأمر يحدث لا محالة و ما قوي و شمل الناس فإنه لا يمكن دفعه و لا فسخه و إن أمكن فإنما يمكن في بعض الناس دون بعض . و أما أكثرهم فإنه يجري أمره على ما قد شمل و عم فقد يعم الناس حر الصيف و إن كان بعضهم يحتال في صرفه بالأشياء التي تبرد و تنفى الحر . فهذه جملة ما ينبغي أن يعلم و يعمل عليه أمور هذه الصناعة . قلت هذا اعتراف بأن جميع الأحداث المتعلقة باختيار الإنسان و غيره من الحيوان لا مدخل لعلم أحكام النجوم فيه فعلى هذا لا يصح قول من يقول منهم لزيد مثلا إنك تتزوج أو تشتري فرسا أو تقتل عدوا أو تسافر إلى بلد و نحو ذلك و هو أكثر ما يقولونه و يحكمون به .

شرح نهج البلاغه منظوم

و من كلام لّه عليه السّلام قاله لبعض اصحابه لمّا عزم على المسير الى الخوارج

و قد قال له: يا امير المؤمنين ان سرت فى هذا الوقت خشيت ان لا تظفر بمرادك من طريق علم النّجوم. فقال (عليه السّلام): أ تزعم انّك تهدى الى السّاعة التّى من سار فيها صرف عنه السّوء و تخوّف من السّاعة الّتى من سار فيها حاق به الضّرّ فمن صدّقك بهذا فقد كذّب القرآن، و استغنى عن الاستعانة باللّه فى نيل المحبوب و دفع المكروه، و ينبغي فى قولك للعامل بأمرك ان يوليك الحمد دون ربّه لأنّك بزعمك انت هديته الى السّاعة الّتى نال فيها النّفع، و امن الضّرّ

ترجمه

از سخنان آن حضرت عليه السّلام است هنگامى كه اراده جنگ خوارج را فرموده بود عفيف ابن قيس برادر اشعث به آن حضرت عرض كرد اگر در اين هنگام حركت كنى مى ترسم بمراد خويش دست نيابى و اين مطلب را من از علم نجوم دانسته (و استخراج كرده ام) حضرت فرمودند: آيا تو گمان دارى كه انسان را بساعتى هدايت مى نمائى كه هرگاه در آن سفر كند بديها از او بگردد، و مى ترسانى (او را) از ساعتى كه هرگاه در آن سفرى كند ضررى باو برسد، پس هركس تو را تصديق كند قرآن را تكذيب كرده (زيرا كه قرآن كريم فرمايد: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ بگو نمى دانند كسانى كه در آسمانها و زمينها، هستند غيب را مگر خدا) و در دفع مكروه و نيل محبوب از يارى خداوند تعالى بى نياز گرديده است، و سزاى گفته تو آنست كه هر كه بفرمانت عمل كند، بايد تو را سپاس گذارد، نه پروردگارش را، زيرا تو بگمان خودت آن شخص را بساعتى راهنمائى كرده كه در آن به نفعى رسيده، و از ضرر ايمن گشته است.

نظم

  • سوى خيل خوارج از پى جنگامير المؤمنين چون كرد آهنگ
  • (عفيف قيس) اينسان اين خرف سفتبآن داناى راز آسمان گفت
  • كه گر آرى در اين دم روى در راهشود صيد مراد از دست ناگاه
  • نيارى شاهد مقصد در آغوش مكن اين گفته را از من فراموش
  • كه استخراج كردم با متاعبمن اين مطلب ز دوران كواكب
  • زحل نحس و كنون در برج خويش است مسافر در سفر حالش پريش است
  • بپاسخ شاه ماه و چرخ و كوكبچنين افشاند مرواريد از لب
  • گمان دارى ز رأى پر اسائت كه هر كس اندر اين هنگام و ساعت
  • گذارد روبراه گردد مسافرشود جانش به نيكوئى مجاور
  • تنش سالم دلش مشعوف گردداز او رنج و بدى مصروف گردد
  • دگر دارى گمان از بد قياسىكه ديگر ساعتى را مى شناسى
  • در آن كس در سفر گر روى آردتنش را از بلا ايمن ندارد
  • خورد در آن سفر اندوه بسياربانواع بلا گردد گرفتار
  • سخنهاى تو را هركس كه باوركند تكذيب كرد از حىّ داور
  • بپشت سر بيفكنده است قرآن شده گم در ره نسيان و خذلان
  • براى نيل مقصدها و مطلوببدفع مكرهات غير محبوب
  • در يارىّ تو بروى فراز است دگر از يارى حق بى نياز است
  • سزاوار است آن كس را كه عاملبقول تو شد و بر فعل فاعل
  • ستايش آردت دون خداوندكه آزادش نمودى از غم و بند
  • از ايرا كه بزعم خود هدايتبنفعش كردى و از ضرّ كفايت

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

خطبه 236 نهج البلاغه : ياد مشكلات هجرت

خطبه 236 نهج البلاغه موضوع "ياد مشكلات هجرت" را مطرح می کند.
No image

خطبه 237 نهج البلاغه : سفارش به نيكوكارى

خطبه 237 نهج البلاغه موضوع "سفارش به نيكوكارى" را بررسی می کند.
No image

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 : وصف شاميان

خطبه 238 نهج البلاغه بخش 1 موضوع "وصف شاميان" را مطرح می کند.
No image

خطبه 240 نهج البلاغه : نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان

خطبه 240 نهج البلاغه موضوع "نكوهش از موضع گيرى‏ هاى نارواى عثمان" را بررسی می کند.
No image

خطبه 241 نهج البلاغه : تشويق براى جهاد

خطبه 241 نهج البلاغه به موضوع "تشويق براى جهاد" می پردازد.
Powered by TayaCMS