نامه 11 نهج البلاغه : آموزش نظامى به لشكريان

نامه 11 نهج البلاغه : آموزش نظامى به لشكريان

متن اصلی

عنوان نامه 11 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی

(11) و من وصية له عليه السلام وصى بها جيشا بعثه إلى العدو

فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي قُبُلِ الْأَشْرَافِ أَوْ سِفَاحِ الْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ الْأَنْهَارِ كَيْمَا يَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ أَوِ اثْنَيْنِ وَ اجْعَلُوا لَكُمْ رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي الْجِبَالِ وَ مَنَاكِبِ الْهِضَابِ لِئَلَّا يَأْتِيَكُمُ الْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ وَ عُيُونَ الْمُقَدِّمَةِ طَلَائِعُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا ارْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا غَشِيَكُمُ اللَّيْلُ فَاجْعَلُوا الرِّمَاحَ كِفَّةً وَ لَا تَذُوقُوا النَّوْمَ إِلَّا غِرَاراً أَوْ مَضْمَضَةً

عنوان نامه 11 نهج البلاغه

آموزش نظامى به لشكريان

ترجمه مرحوم فیض

11- از وصيّتهاى آن حضرت عليه السّلام است كه لشگرى را كه بسوى دشمن فرستاده بود بآن سفارش مى فرمايد

(و آن قسمتى از نامه ايست كه در پاسخ نامه زياد ابن نصر و شريح ابن هانى كه هر دو از نيكان اصحاب امام عليه السّلام بودند نوشته زمانيكه ايشان را با دوازده هزار تن از لشگر عراق براى جنگ با لشگر شام فرستاده در بين راه با يكديگر مخالفت نموده هر كدام نامه اى به كوفه نزد آن بزرگوار فرستاده از ديگرى شكايت نمودند، آن حضرت در پاسخ هر دو نامه اى نوشت كه از جمله آن قسمتى است كه دستور جنگ با دشمن را بآنان گوشزد مى نمايد): 1 پس هرگاه به دشمن برخورديد يا دشمن بشما برخورد بايد لشگرگاه شما در جاهاى بلند (تپّه ها) يا دامنه كوهها يا كنار رودخانه ها باشد تا براى شما كمك بوده (از دسترسى آنان) جلوگير باشد، 2 و بايد جنگ شما (با دشمن) از يكسو يا دو سو باشد (زيرا لازمه جنگيدن از چند طرف پراكندگى و ضعف و شكست است) و براى خودتان در بلندى كوهها و لاى تپّه هاى مسطّح پاسبانان و ديدبانان بگذاريد تا دشمن بطرف شما نيايد از جائيكه مى ترسيد (مبادا بيايد) يا از جائيكه ايمن هستيد (كه از آنجا نمى آيد، و ممكن است ناگهان از آنجا بيايد كه ديدبانان آمدن دشمن را از دور ديده شما را آگهى مى دهند تا درصدد جلوگيرى بر آئيد) و بدانيد جلوداران لشگر ديدبانان ايشانند و ديدبانان جلوداران لشگر (چند تنى كه جلو لشگر مى روند) جاسوسان هستند (خلاصه بايد چند تن جاسوس جلو و ديدبانان لشگر دنبال آنها و لشگر پس از ايشان بروند تا از كار دشمن آگاه بوده در هر موضوع نامه 11 نهج البلاغه دانسته اقدام نمايند) 3 و از جدا شدن و پراكندگى بپرهيزيد، پس هر گاه (در مكانى) فرود آمديد همگى فرود آئيد، و هرگاه كوچ نموديد همگى كوچ نمائيد، و چون شب شما را فرا گرفت نيزه ها را (در اطراف خويش) گرداگرد (دائره مانند) قرار دهيد (تا اگر دشمن شبيخون زند وسائل دفاع در دسترس باشد) و خواب را نچشيد (به خواب راحت نرويد) مگر اندك يا مانند آب در دهان گردانيدن و بيرون ريختن (چرت بزنيد نه به آسوده بخوابيد شايد دشمن بيدار و درصدد شبيخون باشد).

( . ترجمه و شرح نهج البلاغه فیض الاسلام، ج5، ص 854و855)

ترجمه مرحوم شهیدی

11 و از سفارش آن حضرت است به لشكرى كه آنان را به سر وقت دشمن فرستاد

چون به سر وقت دشمن رفتيد يا دشمن بر سر شما آمد، لشكرگاهتان را برفراز بلنديها، يا دامنه كوهها، يا بين رودخانه ها قرار دهيد تا شما را پناه و دشمن را مانعى بر سر راه بود، و جنگتان از يك سو يا دو سو آغاز شود، و در ستيغ كوهها و فراز پشته ها، ديده بانها بگماريد، مبادا دشمن از جايى آيد كه مى ترسيد يا جايى كه از آن بيم نداريد، و بدانيد كه پيشروان لشكر، ديده هاى آنانند و ديده هاى پيشروان جاسوسانند. مبادا پراكنده شويد و چون فرود مى آييد، با هم فرود آييد، و چون كوچ كرديد، با هم كوچ كنيد، و چون شب شما را فرا گرفت، نيزه ها را گرداگرد خود بر پا داريد و مخوابيد جز اندك، يا لختى بخوابيد و لختى بيدار مانيد.

( . ترجمه نهج البلاغه مرحوم شهیدی، ص 278)

شرح ابن میثم

11- و من وصيّة له عليه السّلام وصى بها جيشا بعثه إلى العدو

فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ- فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي قُبُلِ الْأَشْرَافِ- أَوْ سِفَاحِ الْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ الْأَنْهَارِ- كَيْمَا يَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً- وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ- وَ اجْعَلُوا لَكُمْ رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي الْجِبَالِ- وَ مَنَاكِبِ الْهِضَابِ- لِئَلَّا يَأْتِيَكُمُ الْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ- وَ اعْلَمُوا أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ- وَ عُيُونَ الْمُقَدِّمَةِ طَلَائِعُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ- فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِيعاً- وَ إِذَا ارْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَمِيعاً- وَ إِذَا غَشِيَكُمُ اللَّيْلُ فَاجْعَلُوا الرِّمَاحَ كِفَّةً- وَ لَا تَذُوقُوا النَّوْمَ إِلَّا غِرَاراً أَوْ مَضْمَضَةً أقول: و هذا الفصل ملتقط من كتاب كتبه عليه السّلام إلى زياد بن النضر الحارثى حين سرّحه على مقدّمته إلى الشام من النخيلة لمّا أراد الخروج من الكوفة إليها، و كان قد بعث معه شريح بن هانى و اختلفا فكتب كلّ منهما إليه يشكو من صاحبه فكتب عليه السّلام إليهما: أمّا بعد فإنّى ولّيت زياد بن النضر مقدّمتى و أمّرته عليها، و شريح على طايفة منها أمير فإن جمعكما بأس فزياد على الناس و إن افترقتما فكلّ واحد منكما أمير على الطايفة الّتي ولّيته عليها. و اعلما أنّ مقدّمة القوم عيونهم و عيون المقدّمة طلايعهم فإذا أنتما خرجتما من بلاد كما و دنوتما من بلاد عدوّكما فلا تسكنا من توجيه الطلايع و نفّض الشعاب و الشجر و الخمر في كلّ جانب كيلا يغترّ كما عدوّ أو يكون لهم كمين و لا تسيرا الكتائب إلّا من لدن الصباح إلى المساء إلّا على تعبية فإن دهمكم دهم أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدّمتم في التعبية. ثمّ يتّصل بقوله: فإذا نزلتم.

إلى قوله: أو أمن. ثمّ يتّصل بقوله: و إيّاكم و التفرّق فإذا نزلتم فانزلوا جميعا و إذا رحلتم فارحلوا جميعا و إذا غشيكم الليل فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرماح و الترسة، و رماتكم تكون ترستكم و رماحكم و ما أقمتم فكذلك فافعلوا كيلا يصاب لكم غفلة و لا يلقى لكم غرّة فما من قوم يحفّون عسكرهم برماحهم و ترستهم من ليل أو نهار إلّا كأنّهم في حصون، و احرسا عسكر كما بأنفسكما و إيّاكما أن تذوقا النوم حتّى تصبحا إلّا غرارا أو مضمضة. ثمّ ليكن ذلك شأنكما و رأيكما إلى أن تنتهيا إلى عدوّ كما و ليكن عندى كلّ يوم خبركما و رسول من قبلكما فإنّى و لا شي ء إلّا ما شاء اللّه حثيث السير في آثاركما. و عليكما في حربكما بالتؤودة. و إيّاكما و العجلة إلّا أن تمكّنكما فرصة بعد الإعذار و الحجّة، و إيّاكما أن تقاتلا حتّى أقدم عليكما إلّا أن تبدئا أو يأتيكما أمرى إن شاء اللّه، و لنرجع إلى الشرح فنقول:

اللغة

العين: الجاسوس. و طليعة الجيش: الّذي يبعث ليطّلع على العدوّ. و نفض الشعاب: استقراؤها. و الخمر: ما واراك من شجر أو جبل و نحوهما. و الكمين: الواحد أو الجمع يستخفون في الحرب حيلة للإيقاع بالعدوّ. و الكتيبة: الجيش. و تعبيته: جمعه و إعداده. و الدهم: العدد الكثير. و المعسكر- بفتح الكاف- : موضع العسكر. و الأشراف: جمع شرف بفتح الراء و هو المكان العالى. و قبلها- بضمّتين أو ضمّة و سكون- : هو قدّامها. و سفح الجبل: أسفله حيث يسفح فيه الماء. و أثناء الأنهار: جمع ثنى و هو منعطفها [منقطعها خ ] و الردء: العون في المقاتلة. و الرقباء: الحفظة على صياصى الجبال و هي أعاليها و أطرافها. و الهضاب: جمع هضبة و هي الجبل المنبسط على وجه الأرض. و كفّة بالكسر: أى مستديرة. و الغرار: النوم القليل. و المضمضة: حركة النعاس في العين و هو كناية عن قلّة النوم أيضا. و الترسة: جمع ترس.

المعنى

و اعلم أنّ صدر الكتاب ظاهر إلّا أنّ فيه نكتة و هى أنّه كرّر لفظ إلّا عقيب النهى عن تسيرا الكتايب و هما يفيدان الحصر أمّا الاولى فتفيد حصر السير في الوقت المشار إليه، و أمّا الثانية فتفيد حصره في حال التعبية. و في هذا الكتاب من تعليم كيفيّة الحرب قوانين كلّيّة عظيمة النفع يستلزم استعمالها الظفر بالعدوّ و تفصح عن تكذيب من ادّعى أنّه لا علم له بالحرب كما حكاه عليه السّلام عن قريش فيما مضى، و في هذا الفصل جملة منها: أحدها: أن يختاروا لمعسكرهم عند منازلة العدوّ قدّام الأماكن العالية و سفاح الجبال و أثناء الأنهار. و كشف عن العلّة في ذلك و وجه المصلحة فيه بقوله: كيما يكون ردءا لهم: أى تكون هذه الأماكن حافظة لكم من ورائكم مانعة من العدوّ أن يأتيكم من تلك الجهة و بذلك كانت معينة. الثاني: أن يكون مقاتلتهم من وجه واحد فإن لم يكن فمن وجهين حيث يحفظ بعضهم ظهر بعض، و سرّه أنّه يستلزم البقاء على الجمعيّة، و أمّا المقاتلة من وجوه كثيرة فمستلزمة للتفرّق و الضعف. الثالث: أن يجعلوا لهم حفظة في الأماكن العالية و علّته ما ذكر و هو أن لا يأتيهم العدوّ من مكان يخافون منهم، أو يأمنون على غرّة و غفلة من الاستعداد له. الرابع: أن يعلموا أنّ مقدّمة القوم عيون لهم و عيون المقدّمة طلايعهم فلا يهملوا التأهّب عند رؤية المقدّمة و الطليعة و إن قلّ عددهم لأنّ رؤيتهم ممّا تشعر بهجوم العدوّ و قربه. الخامس: التحذير من التفرّق، و من لوازمه الأمر بالاجتماع حالتى النزول و الارتحال، و سرّه ظاهر. السادس: أن يجعلوا الرماح مستديرة عليهم و أن لا يستغرقوا في النوم كما يفعله القارّ المطمئنّ. و سرّهما الحراسة و التحفّظ خوف هجوم العدوّ على الغرّة و حال النوم.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 376-379)

ترجمه شرح ابن میثم

11- از سفارشهاى امام كه به جمعى از لشكريانش فرمود، هنگامى كه آنها را به سوى دشمن فرستاده بود:

فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ- فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي قُبُلِ الْأَشْرَافِ- أَوْ سِفَاحِ الْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ الْأَنْهَارِ- كَيْمَا يَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً- وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ- وَ اجْعَلُوا لَكُمْ رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي الْجِبَالِ- وَ مَنَاكِبِ الْهِضَابِ- لِئَلَّا يَأْتِيَكُمُ الْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ- وَ اعْلَمُوا أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ- وَ عُيُونَ الْمُقَدِّمَةِ طَلَائِعُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ- فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِيعاً- وَ إِذَا ارْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَمِيعاً- وَ إِذَا غَشِيَكُمُ اللَّيْلُ فَاجْعَلُوا الرِّمَاحَ كِفَّةً- وَ لَا تَذُوقُوا النَّوْمَ إِلَّا غِرَاراً أَوْ مَضْمَضَةً

لغات

عين: جاسوس طليعه الجيش: كسى كه براى اطّلاع از حال دشمن فرستاده مى شود نفض الشعاب: جستجو كردن شكافهاى كوه خمر: چيزى كه تو را مخفى كند از قبيل درخت و كوه غير آن أشراف، جمع شرف: مكان مرتفع.

صياصى الجبال: بلنديها و اطراف كوهها.

قبلها: حرف اول و دوم مضموم يا اول مضموم و دوم ساكن: جلو مكانهاى مرتفع.

كمين: فرد، يا جمعيتى كه در حيله جنگى خود را پنهان مى كند تا غفلة بر دشمن فرود آيد.

كتيبه: لشكر تعبية: گردآورى و آماده كردن لشكر دهم: تعداد زياد معسكر: به فتح كاف: لشكرگاه هضاب، جمع هضبه: كوه پهن شده بر روى زمين كفّه: دايره اى شكل غرار: خواب اندك مضمضه: پيدايش چرت در چشم و كنايه از كم خوابى است.

ترسه، جمع ترس: سپر رقباء: حافظان سفح الجبل: پايين كوه، جايى كه آب در آن، مى ريزد اثناء الانهار، جمع ثنى: محل تلاقى رودخانه ها ردء: ياور در جنگ

ترجمه

«هنگامى كه بر دشمن فرود آمديد، يا او بر شما فرود آمد، بايد لشكرگاهتان را در جاهاى بلند، يا پايين كوهها، و كنار رودخانه ها قرار دهيد، تا شما را كمك باشد و ديگران را از دسترسى به شما باز دارد، بايد از يكسو يا دو سو بر دشمن بتازيد، و در بلندى كوهها، و لاى تپه هاى مسطّح براى خود نگهبانان و ديدبانها بگذاريد، تا دشمن به سوى شما چه از جايى كه مى ترسيد و چه از جايى كه ايمن هستيد نتواند بيايد.

آگاه باشيد كه جلوداران لشكر ديدبانهاى ايشانند و ديدبانهاى جلو داران، جاسوسانشان مى باشند، از پراكندگى بر حذر باشيد، پس هر گاه خواستيد به جايى فرود آييد و هر گاه كوچ كنيد به اتفاق كوچ كنيد، و هر گاه شب شما را فرا گرفت، نيزه ها را دايره وار قرار دهيد و به خواب نرويد مگر اندكى، يا تنها چرتى كه فقط چشمتان گرم شود.»

شرح

هنگامى كه امام (ع) لشكرى به سر كردگى زياد بن نضر حارثى و همراه شريح بن هانى از نخيله كوفه به سوى شام فرستاد، در بين راه ميان آن دو نفر اختلاف افتاد و هر كدام به شكايت از ديگرى براى حضرت نامه اى نوشتند، حضرت در پاسخ هر دو اين نامه را نوشتند كه برگزيده اش ترجمه شد، ولى آغازش اين بود: «پس از حمد خدا و نعت رسول، من زياد بن نضر را جلودار و فرمانده لشكر و شريح را بر قسمتى از آن امير قرار داده ام، حال اگر هر دو با هم باشيد زياد فرمانده كل است و اگر از هم جدا شديد هر كدامتان فرمانده گروهى هستيد كه براى شما مشخص كرده ام، و بدانيد كه جلوداران جمعيت جاسوسان آنان و جاسوسان جلوداران، آنها هستند كه براى اطلاع بر دشمن فرستاده مى شوند، پس وقتى كه از بلاد خود بيرون شديد و به سرزمين دشمن نزديك، پس غفلت نكنيد از اين كه اشخاصى را جلو بفرستيد كه شكاف كوهها و لاى درختان و مخفيگاهها از هر طرف را جستجو كنند، كه مبادا دشمن، شما را فريب بدهد، يا در كمين شما قرار گيرد، و لشكر را به راه نياندازيد مگر از طرف صبح تا شب و آمادگى كامل، كه اگر گروهى به شما حمله آوردند يا مكروهى شما را فرا گرفت خودتان را قبلا مجهز و آماده كرده باشيد. سپس به دنبال اين عبارت، جمله اول سخن بالا، مى آيد: فاذا نزلتم... او أمن، و بعد مى فرمايد: شما را از تفرقه و جدايى بر حذر مى دارم، پس اگر خواستيد به جايى فرود آييد، با هم فرود آييد و هر گاه بخواهيد كوچ كنيد به اتفاق كوچ كنيد و موقعى كه شب شما را فرا گرفت و فرود آمديد، لشكر خود را در حصار نيزه و سپرها قرار دهيد پس آنها كه در اطراف لشكر نصب كرده ايد به جاى مدافعان و تيراندازان خواهند بود، آرى اين كار را انجام دهيد تا شما را غفلت فرا نگيرد و فريب دشمن را نخوريد زيرا هيچ قومى در شب يا روز، لشكر خود را در احاطه نيزه ها و سپر قرار نداد مگر اين كه گويى لشكر در دژهاى محكم قرار گرفته است، لشكرتان را خودتان حراست كنيد، تا هنگام صبح جز اندكى نخوابيد يا فقط چرتى بزنيد كه چشمتان گرم شود و پيوسته چنين باشيد تا با دشمن روبرو شويد، هر روز كسى را بفرستيد كه مرا از حالتان آگاه كند زيرا من به سرعت در پى شما مى آيم، البته آنچه خدا مى خواهد همان مى شود، آرامش خود را در جنگ حفظ كنيد و عجله نداشته باشيد مگر پس از اتمام حجت و فرصت دادن به دشمن، تا من به شما نرسيده ام جنگ نكنيد مگر، فرمان من به شما برسد و يا اين كه دشمن آغاز به حمله كند، ان شاء اللَّه.

اول اين نامه كه پس از ترجمه نامه متن ذكر شد، واضح و روشن است جز اين كه در عبارت نكته اى است كه بايد مورد توجه واقع شود، آن جا كه از راه انداختن لشكر در غير وقت صبح نهى مى كند، حرف الّا را با فاصله كوتاه، تكرار كرده و هر دو مفيد حصر هستند اولى حصر در وقت و دومى حصر در حالت آمادگى و نظم كامل مى باشد.

در مجموع اين نامه قوانين كلى و بسيار سودمندى از تعاليم و چگونگى فنون جنگى وجود دارد كه اولا دليل روشنى بر دروغگويى كسانى است كه مدّعى آگاه نبودن امام از رموز جنگ بوده اند، چنان كه در خطبه هاى گذشته خود حضرت اين جريان را از طايفه قريش حكايت فرمود، و ثانيا كاربرد اين تعاليم در جنگ، مستلزم پيروزى بر دشمن است و در اين فصل از خطبه كه در متن آمده مقدارى از آنها ذكر شده است كه اكنون شرح مى دهيم: 1- نخست اين كه هنگام برخورد با دشمن، لشكرگاه خود را جلو مكانهاى بلند و پايين كوهها و محل تلاقى رودخانه ها قرار دهند، و علت اين امر را چنين فرموده است كه اين اماكن شما را از ناحيه پشت سر محافظت مى كند و از حمله دشمن بر شما جلوگيرى مى كند.

2- دوم آن كه تماما از يك سو بر دشمن حمله كنند و اگر نشد دو نيمه شوند و از دو سوى متقابل آغاز به جنگ كنند چنان كه هر گروه در مقابله با دشمن، طرف پشت گروه ديگر را هم حفظ مى كند، زيرا در اين صورت اجتماعشان محفوظ مى ماند، اما اگر از جهات مختلف حمله كنند از هم ديگر دور و متفرق مى شوند و اين امر باعث ضعف و زبونى آنها مى شود.

3- براى محافظت خودشان اشخاصى را در مكانهاى بلندى قرار دهند تا دشمن از جايى كه گمان مى رود و از جايى كه گمان نمى رود بر آنان نتازد.

4- بايد بدانند كه جلو داران لشكر دشمن، جاسوس آنها مى باشند و جاسوسهاى جلوداران، ماموران اطلاعاتى آنها هستند پس وقتى كه مقدمه و ماموران اطلاعاتى را ديدند، غافل نباشند بلكه خود را مهيا كنند، زيرا پيدا شدن آنان نشانه نزديك بودن دشمن و هجوم است.

5- لشكريان خود را از به هم پاشيدگى بر حذر مى دارد و امر مى كند كه در دو حالت فرود آمدن و كوچ كردن با هم باشند و از هم ديگر جدا نشوند، كه علتش روشن است.

6- به آنان دستور مى دهد كه هنگام استراحت در لشكرگاه، شمشيرها و نيزه هاى خود را در اطرافشان دايره وار بر زمين نصب كنند و مانند اشخاص مطمئن و بى خطر به خواب راحت نروند تا بتوانند با اين دو دستور العمل، خود را حفظ كنند و دشمن براى حمله غافلگيرانه، از خواب آنان استفاده نكند.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 643-647)

شرح مرحوم مغنیه

الرسالة - 11- فن الحرب:

فإذا نزلتم بعدوّ أو نزل بكم فليكن معسكركم في قبيل الأشراف أو سفاح الجبال، أو أثناء الأنهار كيما يكون لكم ردءا و دونكم مردّا. و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين. و اجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال و مناكب الهضاب لئلّا يأتيكم العدوّ من مكان مخافة أو أمن. و اعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدّمة طلائعهم. و إيّاكم و التّفرّق، فإذا نزلتم فانزلوا جميعا، و إذا ارتحلتم فارتحلوا جميعا، و إذا غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كفّة، و لا تذوقوا النّوم إلّا غرارا أو مضمضة.

اللغة:

المعسكر: موضع العسكر. و الأشراف: الأماكن العالية. و قبلها: ما استقبلك

منها. و سفاح الجبال- بكسر السين- أسافلها. و أثناء الأنهار: ما انعطف منها.

و الردء- بكسر الراء- العون. و المرد: من الرد و الدفع. و الصياصي: الأعالي.

و المناكب: المرتفعات. و الهضاب: الجبال. و الكفة- بكسر الكاف- المستديرة.

و غرارا: قليلا أو خفيفا. و نوم المضمضة: أن تنام ثم تستيقظ ثم تنام، تماما كما تأخذ الماء بفمك ثم ترميه.

الإعراب:

إياكم و التفرّق «إياكم» مفعول لفعل محذوف وجوبا أي إياكم احذّر، و جميعا حال، و غرارا صفة لمفعول مطلق محذوف أي ذوقا غرارا.

المعنى:

ليست الحرب مجرد رجال و سلاح.. انها عدة و عدد، و تخطيط و دهاء، و تحصين و تمويه، و هجوم و انسحاب، و مناورات و استنزاف طاقات.. الى غير ذلك من الأسباب التي لا بد منها للانتصار و كسب المعرفة، و قد أشار الإمام في وصيته هذه لبعض جنوده، أشار الى طرف من هذه الأسباب: 1- أن ينزلوا في مكان حصين يأمنون فيه مباغتة العدو، و إليه أشار بقوله: (فليكن معسكركم في قبيل الأشراف) أي في مكان مرتفع يحمي ظهوركم، و تشرفون منه على العدو (أو سفاح الجبال، أو أثناء الأنهار) أو في مكان منخفض كسفح جبل، أو ما يجري مجرى الخنادق بحيث لا يراكم العدو، و لا تصل سهامه اليكم و ضرباته لكم عن بعد.

2- ان يقاتلوا العدو كفرقة واحدة أو فرقتين على الأكثر حسبما تستدعيه الظروف، لأن توزيع القوة يعرضها للخطر، و توحيدها أدعى للنصر. و أشار الإمام الى ذلك بقوله: (و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين).

3- ان يتابعوا أخبار العدو، و يتجسّسوا على قوته و تحركاته، لأن عمليات الاستطلاع هي التي تقرر نتيجة الحرب، و الذي لا يعرف شيئا عن عدوه يقاتله، و هو مغمض العينين. و الى هذا أشار بقوله: (و اجعلوا لكم رقباء إلخ).

4- ان يكونوا في آرائهم و أفعالهم، و في حلهم و ترحالهم كرجل واحد، فإن ذلك يبعث الهيبة و الرعب في نفس العدوّ، و يجنّب العسكر الكثير من المخاطر.

و هذا ما أراده بقوله: (و إياكم و التفرّق).

5- أن يقيموا عليهم في الليل حراسا، و ان يكون سلاحهم معدا و مهيئا، و أن لا يناموا إلا بقدر الحاجة و الضرورة كيلا يهاجمهم العدو بغتة، و هم لا يشعرون. و اليه أومأ بقوله: (و إذا غشيكم الليل).

و بعد فإن هذه الوصايا أو التعليمات أفضل ما يمكن أن يوجّهه قائد لرجاله و جنوده في العصر القديم و الحديث.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج3، ص 408-410)

شرح منهاج البراعة خویی

و من وصية له عليه السّلام وصى بها جيشا بعثه الى العدو

و كلامه هذا هو المختار الحادى عشر من باب الكتب و الرسائل فإذا نزلتم بعدوّ أو نزل بكم فليكن معسكركم في قبل الأشراف أو سفاح الجبال، أو أثناء الأنهار كيما يكون لكم ردءا و دونكم مردّا. و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين. و اجعلوا لكم رقباء في صياصي الجبال، و مناكب الهضاب لئلّا يأتيكم العدوّ من مكان مخافة أو أمن.

و اعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدّمة طلائعهم. و إيّاكم و التّفرّق فإذا نزلتم فانزلوا جميعا، و إذا ارتحلتم فارتحلوا جميعا، و إذا غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كفّة و لا تذوقوا النّوم إلّا غرارا أو مضمضة.

سندها و نقلها على صورتها الكاملة على رواية نصرفى صفين، و الحسن بن على بن شعبة في تحف العقول

قد روى كلامه هذا نصر بن مزاحم المنقري الكوفي في كتابه في صفين مسندا (ص 66 من الطبع الناصري) و ما أتى به الرضيّ في النهج فملتقط ممّا أتى به نصر في صفين و أشرنا غير مرّة إلى أنّ عادة الرضيّ التقاط الفصيح و البليغ من كلامه عليه السّلام و إن كان هذا الكتاب على صورته الكاملة من محاسن كتبه عليه السّلام. و قد دريت في شروح الكتب السالفة أنّ نضرا في نفسه ثقة، و في نقله ثبت و أنّه كان يعيش قبل الرضيّ بمائتي سنة تقريبا فدونك الوصيّة على ما رواها نصر: نصر: عمر بن سعد، حدّثني يزيد بن خالد بن قطن أنّ عليّا عليه السّلام حين أراد المسير إلى النخيلة دعا زياد بن النضر و شريح بن هاني و كانا على مذحج و الأشعريين فقال: يا زياد اتّق اللّه في كلّ ممسى و مصبح و خفف على نفسك الدّنيا الغرور و لا تأمنها على حال من البلاء. و اعلم أنّك إن لم ترع نفسك عن كثير ممّا يجب مخافة مكروهة سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرّ فكن لنفسك مانعا و ادعا من البغى و الظلم و العدوان فإنّي قد وليّتك هذا الجند فلا تستطيلنّ عليهم و إنّ خيركم عند اللّه أتقيكم، و تعلّم من عاملهم [علّم ] جاهلهم و احلم عن سفيههم فإنّك إنّما تدرك الخير بالحلم و كفّ الأذى و الجهد.

أقول: كلامه هذا مذكور في النهج المعنون بقول الرضيّ: و من وصيّة له عليه السّلام وصّى به شريح بن هاني لمّا جعله على مقدّمته إلى الشام: اتّق اللّه في كلّ صباح و مساء و خف على نفسك الدّنيا- إلخ. و هو المختار 56 من باب الكتب و الرسائل و بين النسختين أعني بين ما في النهج و كتاب صفين لنصر اختلاف في الجملة و سيأتي شرحها و تحقيقها في محلّها إن شاء اللّه تعالى، فلنرجع إلى ما أتى به نصر في كتاب صفين.

فقال زياد: أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيّتك مؤدّبا بأدبك، يرى الرشد في نفاذ امرك، و الغيّ في تضييع عهدك.

فأمرهما أن يأخذا في طريق واحد و لا يختلفا. و بعثهما في اثنى عشر ألفا، على مقدّمته شريح بن هاني على طائفة من الجند و زياد على جماعة. فأخذ شريح يعتزل بمن معه من أصحابه على حدة و لا يقرب بزياد بن النضر. فكتب زياد مع غلام له أو مولى يقال له شوذب:

كتاب زياد بن النضر الى أمير المؤمنين على عليه السلام

لعبد اللّه عليّ أمير المؤمنين من زياد بن النضر سلام عليك فانّي أحمد إليك اللّه الّذي لا إله إلّا هو أمّا بعد فانّك ولّيتني أمر النّاس و انّ شريحا لا يرى لي عليه طاعة و لا حقّا و ذلك من فعله بي استخفافا بأمرك و تركا لعهدك.

كتاب شريح بن هانى اليه عليه السلام

و كتب شريح بن هاني- إليه عليه السّلام- سلام عليك فإنّي أحمد إليك اللّه الّذي لا إله إلّا هو أمّا بعد فانّ زياد بن النضر حين أشركته في أمرك و ولّيته جندا من جنودك تنكّر و استكبر و مال به العجب و الخيلاء و الزهو إلى ما لا يرضاه الربّ تبارك و تعالى من القول و الفعل فان رأى أمير المؤمنين أن يعزله عنّا و يبعث مكانه من يحبّ فليفعل فإنّا له كارهون و السلام.

كتابه عليه السلام الى زياد بن النضر و شريح بن هانى في جواب كتابهما

و هذا الكتاب هو الذى أتى به الرضى في النهج و عنونه بقوله و من وصية له عليه السلام وصى بها جيشا بعثه الى العدو أعنى تلك الوصية التي نحن بصدد شرحها الان على صورته الكاملة على رواية نصر فكتب إليهما عليّ عليه السّلام: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، من عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى زياد بن النضر و شريح بن هاني، سلام عليكما فإنّي أحمد إليكما اللّه الّذي لا إله إلّا هو أمّا بعد فانّي قد ولّيت مقدمتى زياد بن النضر و أمّرته عليها و شريح على طائفة منها أمير، فان أنتما جمعكهما بأس فزياد بن النضر على الناس، و إن افترقتما فكلّ واحد منكما أمير على الطائفة الّتي وليّناه أمرها.

فاعلما أنّ مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدمة طلائعهم. فإذا أنتما خرجتما من بلاد كما فلا تسأما من توجيه الطّلائع، من نقض (نفض- ظ) الشعاب و الشجر و الخمر في كلّ جانب كيلا يغترّ كما عدوّ، أو يكون لهم كمين.

و لا تسيّرنّ الكتائب إلّا من لدن الصباح إلى المساء إلّا على تعبية فإن دهمكم دهم، أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدّمتم في التعبية.

و إذا نزلتم بعدوّ أو نزل بكم فليكن معسكر كم في قبل الأشراف أو سفاح الجبال أو أثناء الأنهار كي ما يكون ذلك لكم ردءا، و تكون مقاتلتكم من وجه أو اثنين.

و اجعلوا رقباءكم في صياصي الجبال، و بأعالى الأشراف، و مناكب الأنهار يرون لكم لئلا يأتيكم عدوّ من مكان مخافة أو أمن.

و إيّاكم و التفرّق فإذا نزلتم فانزلوا جميعا، و إذا رحلتم فارحلوا جميعا و إذا غشيكم ليل فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرماح و الأترسة (و الترسة) و رماتكم يلون ترستكم و رماحكم و ما أقمتم فكذلك فافعلوا كيلا تصاب لكم غفلة، و لا تلفى لكم غرة فما قوم حفّوا عسكرهم برماحهم و ترستهم من ليل أو نهار إلّا كانوا كأنّهم في حصون.

و احرسا عسكر كما بأنفسكما، و إيّاكما أن تذوقا نوما حتّى تصبحا إلّا غرارا أو مضمضة، ثمّ ليكن ذلك شأنكما و دأبكما حتّى تنتهيا إلى عدوّ كما، و ليكن عندي كلّ يوم خبر كما، و رسول من قبلكما فانّي و لا شي ء إلّا ما شاء اللّه حثيث السير في آثاركما، عليكما في حربكما بالتّؤدة، و إيّاكم و العجلة إلّا أن تمكّنكم فرصة بعد الإعذار و الحجّة، و إيّاكما أن تقاتلا حتى أقدم عليكما إلّا أن تبديا، أو يأتيكما أمرى إن شاء اللّه و السّلام.

صورة الكتاب على رواية ابن شعبة

قد رواه أيضا الشيخ العالم الجليل أبو محمّد الحسن بن عليّ بن شعبة الحرّاني المتوفّى 332 ه في تحف العقول عن آل الرسول (ص 44 طبع ايران 1303 ه) لكنّه رحمه اللّه نقل أنّ هذا الكتاب كتبه إلى زياد بن النضر فقط فانّه بعد ما أتى بالوصيّة الّتي وصىّ بها زياد بن النضر حين أنفذه على مقدّمته إلى صفين و هي قوله عليه السّلام: اتّق اللّه في كل ممسى و مصبح- إلى قوله: و كفّ الأذى و الجهد- كما رواها نصر قال: ثمّ أردفه بكتاب يوصيه فيه و يحذّره.

اعلم أنّ مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدّمة طلائعهم، فإذا أنت خرجت من بلادك، و دنوت من عدوّك فلا تسأم من توجيه الطلائع في كلّ ناحية و في بعض الشعاب و الشجر و الخمر و في كلّ جانب حتّى لا يغيّركم عدوّكم و يكون لكم كمين، و لا تسير الكتائب و القنابل من لدن الصباح إلى المساء إلّا تعبية، فان دهمكم أمر أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدّمتم في التعبية، و إذا نزلتم بعدوّ فليكن معسكركم في اقبال الاشراف، أو في سفاح الجبال، أو أثناء الأنهار كى ما تكون لكم ردءا و دونكم مردا. و لتكن مقاتلتكم من وجه واحد و اثنين، و اجعلوا رقباءكم في صياصى الجبال، و بأعلى الأشراف، و بمناكب الأنهار يريئون لكم لئلّا يأتيكم عدوّ من مكان مخافة أو أمن، و إذا نزلتم فانزلوا جميعا، و إذا رحلتم فارحلوا جميعا. و إذا غشيكم اللّيل فنزلتم فحفّوا عسكركم بالرماح و الترسة، و اجعلوا رماتكم يلون ترستكم كيلا تصاب لكم غرّة، و لا تلقى لكم غفلة. و احرس عسكرك بنفسك. و إيّاك أن ترقد أو تصبح إلّا غرارا أو مضمضة، ثمّ ليكن ذلك شأنك و دأبك حتّى تنتهي إلى عدوّك. و عليك بالتأنّي في حربك. و إيّاك و العجلة إلّا أن تمكنك فرصة. و إيّاك أن تقاتل إلّا أن يبدءوك أو يأتيك أمري و السّلام عليك و رحمة اللّه.

ثمّ إنّ كتابه هذا على رواية تحف العقول منقول في أبواب الجهاد من البحار (ص 98 ج 21 من الطبع الكمباني و في ص 627 ج 8 منه أيضا) و على رواية صفين لنصر منقول في باب بغي معاوية و امتناع أمير المؤمنين عليه السّلام تأميره من البحار (ص 477 ج 8 من ذلك الطبع).

اللغة

«أحمد إليكما اللّه» قال المرزوقيّ في شرح الحماسة 93: الحمد: الثناء على الرجل بما فيه من الخصال المرتضاة، و بهذا المعنى فارق الشّكر، لأنّ الشكر لا يكون إلّا على صنيعة، انتهى.

أقول: الظاهر من قوله و بهذا المعنى فارق الشكر أنّه أراد أن يبيّن مورد افتراق معنيي الحمد و الشكر و إلّا فالحمد أعمّ من الشكر لأنّك تحمد الانسان على صفاته الذاتية و على عطائه و لا تشكره على صفاته.

و أمّا معنى قوله: أحمد إليكما اللّه فقال: ابن الأثير في النهاية: و في كتابه عليه السّلام أمّا بعد فانّي أحمد إليك اللّه أي أحمده معك فأقام إلى مقام مع. و قيل: معناه أحمد إليك نعمة اللّه بتحديثك إيّاها.

«ولّيت» من التولية يقال: ولّى الأمير فلانا الأمر إذا جعله واليا عليه.

و في صحاح الجوهريّ: ولّاه الأمير عمل كذا، و ولّاه بيع الشي ء و تولّى العمل أي تقلّد.

«مقدّمتي» في الصحاح: مقدّمة الجيش بكسر الدال: أوّله. و في النهاية الأثيريّة و في كتاب معاوية إلى ملك الروم: لأكوننّ مقدّمته إليك أي الجماعة الّتي يتقدّم الجيش من قدّم بمعنى تقدّم و قد استعيرت لكلّ شي ء فقيل: مقدّمة الكتاب و مقدّمة الكلام بكسر الدال و قد يفتح. «أمّرته عليها» أى جعلته أميرا عليها يقال: أمّره إذا ولّاه الإمارة و حكّمه.

«عيونهم» العيون واحد العين بفتح العين، و معناه ههنا: الجاسوس و الراصد و يقال بالفارسية ديدبان ففي الصحاح: العين: الديدبان و الجاسوس. و في النهاية الأثيريّة: و في الحديث أنّه بعث بسبسة عينا يوم بدر أي جاسوسا. و اعتان له إذا أتاه بالخبر و منه حديث الحديبيّة كان اللّه قد قطع عينا من المشركين أي كفى اللّه منهم من كان يرصدنا و يتجسّس علينا أخبارنا.

«طلائعهم» جمع طليعة و طليعة الجيش هم القوم الّذين يبعثون ليطّلعوا طلع العدوّ كالجواسيس. «لا تسأما» أي لا تملا، يقال سئم الشي ء يسئم سامة من باب علم أى ملّه و ضجر منه و السامة: الملل و الضجر.

«نقض» النقض بالقاف: الهدم، و لكنّي أرى أنّ النقض مصحّف و الصواب النقض بالفاء ففي صحاح الجوهريّ: و قد نقضت المكان و استنفضته و تنفّضته أى نظرت جميع ما فيه قال زهير:

  • و تنقض عنها غيب كلّ حميلةو تخشى رماة الغوث من كلّ مرصد

و في النهاية الأثيريّة: و في حديث أبي بكر و الغار: أنا أنفض لك ما حولك أي أحرسك و أطوف هل ترى طلبا. يقال: نفضت المكان و استنفضته و تنفّضته إذا نظرت جميع ما فيه. و النفضة بفتح الفاء و سكونها، و النفيضة قوم يبعثون متحسّسين هل يرون عدوّا أو خوفا.

«الشعاب» بكسر الشين جمع الشعب بكسرها أيضا أي الطريق في الجبل.

و ما انفرج بين الجبلين، و مسيل الماء في بطن أرض.

«الخمر» بالتحريك كلّما سترك و واراك من الشجر و الجبال و نحوها قال ابن الأثير في النهاية: و منه حديث أبي قتادة فابغنا مكانا خمرا أي ساترا بتكاثف شجره. و في الصحاح: تقول: توارى الصيد منّي في خمر الوادي. و في البيان و التبيين للجاحظ ص 210 ج 3 قال الشاعر:

  • ثمّ أرميكم بوجه بارزلست أمشي لعدوّي بخمر

«الكتائب» جمع الكتيبة من كتبت أي جمعت، تقول: فلان كتّب الكتائب تكتيبا أي عبّى كتيبة كتيبة، و تكتّبت الخيل أي تجمعّت فالكتيبة من الجيش ما جمع فلم ينتشر الحق الهاء بها لأنّه جعل اسما. و في النهاية الأثيريّة: في حديث السقيفة نحن أنصار اللّه و كتيبة الإسلام، الكتيبة: القطعة العظيمة من الجيش، و الجمع الكتائب.

قال الفرّار السّلمي (الحماسة 38):

  • و كتيبة لبّستها بكتيبةحتّى إذا التبست نفضت لها يدي

من بين منعفر و آخر مسند

في شرح المرزوقي عليها: هذا يتبجّج بأنّه مهياج شرّ و أذى، و جمّاع بين كتائب شتّى تتقاتل من دونه، ثمّ يخرج هو من بينهم غير مبال بما يجرون إليه، و لا مفكّر فيما ينتج من الشّر فيهم، فيقول: ربّ كتيبة خلطتها بكتيبة.

فلما اختلطت نفضت يدي منهم و لهم و خلّيتهم و شأنهم.

«فان دهمكم دهم» دهمه أمر أي فاجأه و غشيه من بابي منع و علم و في الحماسة 71:

  • و كم دهمتني من خطوب ملمّةصبرت عليها ثمّ لم أتخشّع
  • جئنا بدهم يدهم الدّهومامجر كأنّ فوقه النجوما

«معسكر» على هيئة المفعول: موضع العسكر أي الجيش و يقال بالفارسية: لشكرگاه.

«قبل» في الصحاح: القبل- بضمّ القاف و سكون الباء- و القبل- بضمّهما- : نقيض الدّبر و الدّبر- كذلك و يقال: أنزل بقبل هذا الجبل أي بسفحه. انتهى قوله. و في النهاية: القبل: ما استقبلك من الشي ء، فقبل الأشراف ما استقبلك منها.

و جاء في بعض النسخ قبيل مصغّرا و في بعضها الاخر: قبل بكسر القاف و فتح الباء و لكن الأوّل هو الصواب.

«الأشراف» جمع الشرف محرّكة ففي الصحاح: الشّرف: العلوّ و المكان العالي. و قال الشاعر:

  • آتي النديّ فلا يقرّب مجلسيو أقود للشّرف الرفيع حماري

«سفاح» بكسر أوّله جمع السفح بالفتح. و في الصحاح: سفح الجبل أسفله حيث يسفح فيه الماء و هو مضطجعه، و قال المرزوقيّ في شرح الحماسة 33:

  • فلما أتينا السفح من بطن حائلبحيث تلاقي طلحها و سيالها

كأسد الشرى إقدامها و نزالها

ما هذا لفظه: و السفح أسفل الجبل و لاشتهاره بما وضع له أغنى عن إضافته إلى الجبل.

«أثناء الأنهار» منعطفاتها، جمع الثني بكسر الأوّل و سكون الثاني.

و في الصحاح: قال أبو عبيد: الثّني من الوادي و الجبل منعطفه.

«ردءا» الرّدء بالكسر فالسكون: العون و الناصر، تقول: ردأت الرجل ردءا من باب منع، و أردأته بمعنى أعنته. و أردأته بنفسي: إذا كنت له ردءا. و في القرآن الكريم: وَ أَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (القصص- 36) و جمع الردء أرداء.

«رقباء» جمع الرقيب، و الرقيب الحافظ و الراصد و الحارس تقول رقبه رقوبا من باب نصر إذا رصده و حرسه، و رقيب الجيش طليعتهم و عينهم أيضا.

«صياصي» جمع الصيصة و الصيصة و في الصحاح: الصيصة: شوكة الحائك الّتي يسوّى بها السداة و اللحمة و منه صيصة الديك الّتي في رجله، و صياصي البقر قرونها، و ربما كانت تركّب في الرماح مكان الأسنّة. و الصياصي: الحصون. انتهى.

و في النهاية الأثيريّة: فيه- يعني في الحديث- انه ذكر فتنة تكون في أقطار الأرض كأنّها صياصي بقر أي قرونها، واحدها صيصية بالتخفيف. و قيل: شبّه الرماح الّتي تشرع في الفتنة و ما يشبهها من سائر السلاح بقرون بقر مجتمعة و منه حديث أبي هريرة أصحاب الدّجال شواربهم كالصياصي يعني أنّها أطالوها و فتلوها حتّى صارت كأنّها قرون بقر، و الصيصة أيضا الوتد الّذي يقلع به التمر، و الصنارة الّتي يغزل بها و ينسج.

أقول: فبما ذكرنا من معاني الصياصي يمكن أن يكون معنى صياصى الجبال رؤوسها لأنّ أحد معانيها القرون و أحد معاني القرون رءوس الجبال، كما يمكن أن تكون الاضافة من قبيل لجين الماء أي الجبال الّتي كالحصون أو أنّها حصون لأنّه يمتنع بها كما أنّ ذا القرن يمتنع بقرنه.

«مناكب» جمع المنكب بفتح الميم و كسر الكاف، و في الصحاح: المنكب من الأرض: الموضع المرتفع.

«الهضاب» بكسر الهاء جمع الهضبة بفتحها، و في الصحاح: الهضبة: الجبل المنبسط على وجه الأرض و الجمع هضب و هضاب.

«الأترسة» الصواب الترسة، و الاولى مصحّفة. و الترسة جمع التّرس و هي صفحة من الفولاد تحمل للوقاية من السيف و نحوه و يقال بالفارسيّة: سپر، و في الصحاح: التّرس جمعه ترسة و تراس و أتراس و تروس قال يعقوب: و لا تقل أترسة. انتهى.

«رماتكم» الرّماة جمع الرامي كالمشاة جمع الماشي. و أصلها الرمية كالطلبة أبدلت ياؤها ألفا.

«لا تلفى» أي لا توجد. تقول: ألفيت الشي ء إذا وجدته. قال تعالى: وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ (البقرة- 167).

«كفّة» بكسر الكاف أي مستديرة بحيث تحفّ العسكر و تصير حصنا لهم.

و في الصحاح: كفّة القميص بالضمّ: ما استدار حول الذيل. و كان الأصمعي يقول: كلّ ما استطال فهو كفّة بالضمّ نحو كفّة الثوب و هي حاشيته، و كفّة الرّمل و جمعه كفاف و كلّ ما استدار فهو كفّة بالكسر نحو كفّة الميزان، و كفّة الصائد و هي حبالته، و كفّة اللثة و هي ما انحدر منها. قال: و يقال: كفّة الميزان أيضا بالفتح و الجمع كفف. انتهى.

و قال المرزوقي في شرح الحماسة 56:

  • ملأت عليه الأرض حتّى كأنّهامن الضّيق في عينيه كفّة حابل

أقول: المراد منها ههنا أن يحفّوا العسكر بالرماح و الترسة حتّى تكون حصناء لهم كما بين في نسخة نصر و سيتّضح في المعنى أيضا. و قد غلط بعض الشراح حيث فسّر قوله عليه السّلام فاجعلوا الرّماح كفّة بقوله: ليكون الرماح حولكم ككفّة الميزان أي مجموعة.

«غرارا» الغرار بالكسر، أحد معانيه: النوم القليل، تقول العرب: ما نومه إلاغرار. و قال تأبّط شرّا كما في ديوان الحماسة من اختيار أبي تمّام (حماسة 165):

  • و قالوا لها لا تنكحيه فإنّهلأوّل نصل أن تلاقى مجمعا

دم الثار أو يلقى كميّا مسفّعا

«مضمضة» ههنا كناية عن قلّة النوم، و الأصل في المضمضة: تحريك الماء في الفم و المضمضة في النوم أن تنام خفيفا ثمّ تستيقظ ثمّ تنام خفيفا و هكذا تشبّها بمضمضة الماء في الفم، و في الصحاح: يقال: ما مضمضت عيني بنوم أي ما نمت، و تمضمض النعاس في عينه، قال الراجز:

  • و صاحب نبّهته لينهضاإذا الكرى في عينه تمضمضا
  • إنّي امرؤ مكرم نفسي و متّئدمن أن اقاذعها حتّى اجازيها

مقدّمتي و زياد مفعولان لقوله ولّيت فإذا أنتما خرجتما، الفاء فصيحة، و في كلّ جانب متعلّق بكلّ واحد من التوجيه و النفض فإن دهمكم الفاء تعليلية لقوله إلّا على تعبية و ضمير يرون يرجع إلى الرقباء و الفاء في فإذا نزلتم فصيحة، فحفّوا جواب إذا الثالثة، و الفاء في فنزلتم تفريع على غشيكم فما قوم حفّوا الفاء تعليلية لقوله: فحفّوا عسكر كم بالرماح إلخ. و قوله عليه السّلام: كيلا تصاب- إلى قوله: غرّة، يمكن أن يكون تعليلا لقوله حفّوا كما يمكن أن يكون تعليلا لقوله: و ما أقمتم و إن كان بالأوّل أوفق، حثيث السير خبر إنّ، و قوله عليه السّلام و لا شي ء إلّا ما شاء اللّه جملة معترضة وقعت بين اسم إنّ و خبرها.

المعنى

كتابه هذا من محاسن كتبه عليه السّلام لفظا و معنى و يا ليت الشريف الرضيّ رضوان اللّه عليه أتى بصورته الكاملة في النهج من دون التقاط بعضه و رفض بعضه الاخر.

ثمّ إنّ الكتاب مشتمل على قوانين كليّة أصيلة لا بدّ لمن تولّى إمارة جيش أن يستعملها في الحرب كي يظفر على الخصم. و لا تختصّ تلك القوانين بعصر دون عصر بل تعمّ الأعصار و الدّهور فلا مجال لأحد في أن يقول: إنّ الكتاب يتضمّن على قوانين الحرب في تلك الأعصار السالفة دون هذه الأزمان غاية الأمر أنّ أدوات الحرب تغيّرت، و لو تأمّل في الكتاب من تدرب في فنون المحاربة يجد قائله بطلا محاميا و محاربا خرّيتا في فنون الحرب، و أميرا لم يكن له في طول دهره إلّا تعبية العساكر و تهيئة سلاح الحرب و تعليم فنون القتال، و اعمال الروية في كيفية مقابلة المقاتل في المعارك مع أنّه عليه السّلام كان في جميع الصفات الكماليّة إماما و قدوة، فدونك بما تضمّن الكتاب: قوله عليه السّلام: «و إن افترقتما فكلّ واحد منكما أمير على الطائفة الّتي وليّناه أمرها» و قد دريت أنّه عليه السّلام كتب إليهما هذا الكتاب بعد اعتزال شريح بن زياد و تنحّى زياد عنه، ثمّ إنّ الشركة في أمثال هذه الامور قلّما تتّفق على أنّ الاجتماع على راية واحدة و أمير واحد أقرب إلى الظفر على الخصم من التساند في الحرب و قد أجمعوا على أنّ الشركة ردّية في ثلاثة أشياء: في الملك، و الحرب و الزّوجة.

قوله عليه السّلام: «فاعلما أنّ مقدّمة القوم عيونهم- إلخ» قد أتى عليه السّلام في هذا الكتاب بأحد و عشرين دستورا ممّا لا بدّ أن يراعيها أمير الجيش طلبا للظفر على الخصم و هي ما يلي: الاول: أنّ القوم لا بدّ لهم من مقدّمة.

الثاني: أنّ المقدّمة لا بدّ من أن يكونوا أكياسا حذّاقا بصراء لأنّهم عيون القوم فالمقدّمة من القوم بمنزلة العين من الجسد و كما أنّ العين جاسوس للبدن تحفظه من المهالك و تراقبه عن المهاوي كذلك المقدّمة للقوم، ففي كتاب الحرب من عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوريّ (ص 117 ج 1 طبع مصر): ذكر عبد الملك بن صالح الهاشمي أنّ خالد بن برمك حين فصل مع قحطبة من خراسان، بينا هو على سطح بيت في قرية قد نزلاها و هم يتغدّون نظر إلى الصحراء فرأى أقاطيع ظباء قد أقبلت من جهة الصحاري حتّى كادت تخالط العسكر، فقال لقحطبة: أيّها الأمير ناد في النّاس: يا خيل اللّه اركبي، فانّ العدوّ قد نهد إليك و حثّ، و غاية أصحابك أن يسرجوا و يلجموا قبل أن يروا سرعان الخيل، فقام قحطبة مذعورا فلم ير شيئا يروعه و لم يعاين غبارا، فقال لخالد: ما هذا الرأى فقال خالد: أيّها الأمير لا تتشاغل بي و ناد في النّاس، أما ترى أقاطيع الوحش قد أقبلت و فارقت مواضعها حتّى خالطت النّاس إنّ وراءها لجمعا كثيفا، قال: فواللّه ما أسرجوا و لا ألجموا حتّى رأوا ساطع الغبار فسلموا، و لو لا ذلك لكان الجيش قد اصطلم.

الثالث: أنّ للمقدّمة لا بدّ من طلائع.

الرابع: أنّ الطلائع عيون المقدّمة فالكلام في المقدّمة كالكلام في الطلائع بل الطلائع يجب أن يكونوا أكيس من المقدّمة لأنّهم عيون العيون.

الخامس: أن يوجّهوا الطلائع في كلّ جانب يظنّ فيه كمين مرّة بعد مرّة كما يستفاد من قوله عليه السّلام فلا تسأما أي لا تملّا من كثرة توجيه الطلائع.

السادس: أن يبعثوا النفيضة كرّة بعد كرّة كما يستفاد من قوله عليه السّلام فلا تسأما أيضا في كلّ جانب يظنّ فيه عدوّ في مكمن و اغترار لينظروا في الشعاب و في وراء الشجر و الخمر. و علّل هذين القسمين بقوله كيلا يغترّ كما عدوّ، أو يكون لهم كمين و هذان القسمان في الحقيقة متفرّعان على ما قبلهما و لذا أتى بفاء الفصيحة بعد قوله فاعلما أنّ مقدّمة القوم عيونهم و عيون المقدّمة طلائعهم.

السابع: أن لا تسيّر الكتائب في اللّيل لما في اللّيل من خوف الوقوع إلى التهلكة فحصر السير في النهار بقوله إلّا من لدن الصباح إلى المساء.

الثامن: أنّ سير الكتائب إذا كان في اللّيل فلا بدّ من أن يكونوا على تعية أي على تهيئة و تجهيز من قبل أن تسير الكتائب و علّل ذلك بقوله: فإن دهمكم دهم أو غشيكم مكروه كنتم قد تقدّمتم في التعبية.

التاسع: إذا نزلوا بعدوّ أو نزل العدوّ بهم فليكن المعسكر في قبل الأماكن العالية أو أسافل الجبال، أو منعطفات الأنهار و علّل ذلك بقوله كيما يكون لكم ردءا و دونكم مردّا.

العاشر: أن تكون المقاتلة من وجه واحد أو اثنين و ذلك لأنّ المقاتلة إذ، كانت من وجوه شتّى تشتّتت القوى فيتطرّق الوهن و الضعف في الجند فيستلزم ظفر الخصم عليهم. و الغرض من هذا الكلام أنّ الجيش ينبغي لهم أن يجعلوا معسكرهم في قبل الأشراف أو سفاح الجبال أو أثناء الأنهار كي لا يحمل عليهم الخصم من كلّ جانب بل من جانب واحد أو من جانبين و الجوانب الاخر تكون مصونة بالجبال و الأنهار. و إن لم توجد الجبال و الأنهار فيحفر الخندق حول العسكر كما فعله الامام سيّد الشهداء أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في كربلاء.

الحادى عشر: لا بدّ للقوم من رقباء.

الثاني عشر: أن يجعل الرقباء في رءوس الجبال و التلال و نحوهما من موضع مرتفع بحيث يرون للقوم و السرّ في ذلك أنّهم إذا كانوا في مواضع مرتفعة على مرئى قومهم يرون الخصم عن بعيد فيخبرون قومهم فلا ينزل الخصم عليهم بغتة كما صرّح عليه السّلام بذلك لئلّا يأتيكم عدوّ من مكان مخافة أو أمن.

الثالث عشر: أن يحذروا من التفرّق لأنّ الاجتماع يوجب الهيبة و العظمة تجاه الخصم فيستلزم وهنه و انكساره. و في القرآن الكريم: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ (آخر الفتح). و فرّع على التحذير من التفرّق قوله: فاذا نزلتم و أتى بالفاء الفصيحة أي إذا كان التفرّق محذورا منه فانزلوا جميعا و ارحلوا جميعا.

الرابع عشر: أن يحفّ العسكر بالرماح و الترسة كي تصير الرماح و الترسة حصنا لهم و علّل ذلك بقوله فما قوم حفّوا عسكرهم برماحهم و ترستهم من ليل أو نهار إلّا كانوا كأنّهم في حصون.

الخامس عشر: أنّ الرّماة يلون الترسة و الرّماح. و المراد أنّ كلّ من تدرب في فنّ من فنون الحرب يلي أمره و لما أمرهم بأن يحفّوا العسكر بالرماح و الترسة أشار إلى أنّ الرماة يلون الترسة و الرماح لأنّ ذلك أربط للجاش و أتقن و آكد في الحراسة.

السادس عشر: إذا أقام الجيش في منزل و إن كانت الإقامة في النهار فكذلك عليهم أن يحفّوا العسكر بالترسة و الرماح و يجعلوا شأن الترسة و الرماح على الرماة و أشار إلى هذا الدستور بقوله و ما أقمتم فكذلك فافعلوا، و إنّما قيدنا الإقامة بالنّهار لأنّه عليه السّلام بعد ما أمر بعمله في اللّيل بقوله: و إذا غشيكم ليل- إلخ أتى بقوله: هذا و ما أقمتم- إلخ. ثمّ إنّه عليه السّلام بعد ذلك يقول: فما قوم حفّوا عسكرهم برماح و ترستهم من ليل أو نهار إلّا كانوا كأنّهم في حصون فأتى باللّيل و النهار على سبيل اللفّ و النشر المرتّبين فقوله: من ليل يشير إلى قوله: و إذا غشيكم ليل، و قوله عليه السّلام: أو نهار يشير إلى قوله: فما أقمتم فكذلك فافعلوا غاية الأمر أن يقال فما أقمتم يعمّ الجديدين. فلا ضير أيضا، ثمّ علّله بقوله كيلا تصاب لكم غفلة و لا تلفى لكم غرّة. و ذلك لأنّهم إذا اعتادوا أن يحفّوا العسكر بالرماح و الترسة مهما أقاموا لا تفوتهم الكفّة في اللّيل و لذا قال عليه السّلام: كيلا تصاب بكم غفلة و لا تلفى لكم غرّة، و ان جعل قوله عليه السّلام: كيلا تصاب دليلا لقوله فحفّوا عسكركم فالأمر أوضح.

السابع عشر: أن يحفظ الأمير قومهم بنفسه و لا يحمله على غيره لأنّه إذا جانب العسكر لا يراقبهم غيره من أفراد الجند كما ينبغي فربّما ينجرّ إلى فرار بعض أو استيلاء الخصم على غفلة و غيرهما من المفاسد.

و في نوادر الراونديّ بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السّلام قال: قال الحسن بن عليّ عليهما السّلام: كان عليّ عليه السّلام يباشر القتال بنفسه و لا يأخذ السلب (البحار الكمبانيّ ص 100 ج 21).

الثامن عشر: أن يجتنبوا من النوم الطويل بل من القليل أيضا إلّا غرارا أو مضمضة لئلّا يدهمهم الخصم و هم نيام.

التاسع عشر: أنّ عليهم التأنّي و الرفق في الحرب و التحذّر من العجلة.

ثمّ استثنى الحكم بالتأنّي بقوله إلّا أن تمكنكم فرصة بعد الاعذار و الحجّة.

العشرون: أن يقدّموا الإعذار و الحجّة و النصح قبل الحرب.

الواحد و العشرون: أنّ لا يقدّموا في الحرب و لا يبتدءوا فيه و سيجي ء الكلام في هذين الوجهين في المختارين 14 و 15 من هذا الباب إن شاء اللّه تعالى.

ثمّ إنّ في الفصل السابع و الثلاثين من الباب الثالث من مقدّمة ابن خلدون مطالب مفيدة في الحروب و سياستها و ما يتعلّق بها و مذاهب الامم فيها و أقسامها، و قال فيه: و انظر وصيّة عليّ رضي اللّه عنه و تحريضه لأصحابه يوم صفين تجد كثيرا من علم الحرب و لم يكن أحد أبصر بها منه قال في كلام له: فسوّوا صفوفكم كالبنيان المرصوص- إلخ. فمن شاء فليطلبها (ص 270 طبع مصر).

الترجمة

اين كتاب يازدهم از باب مختار كتب و رسائل أمير عليه السّلام است كه در آن لشكرى را كه بسوى دشمني گسيل داشت بدستورهايى وصيت كرده است.

أمير عليه السّلام أين نامه را به شريح بن هانى و زياد بن نضر نوشت گاهى كه آن دو را بر لشكرى امارت داد و در اثناى راه بمخالفت يكديگر اقدام كردند و هر يك نامه اى بأمير المؤمنين عليه السّلام نوشت و از مخالفت ديگري حضرتش را اعلام كرد. و زياد نامه نوشت كه شريح از طاعت من سر باز زد و براى من حقى روا نمى دارد و أمر أمير را سبك شمرده و پيمانش را ترك گفت، و شريح نامه نوشت كه زياد تكبّر نمود و بدخويى كرد و عجب و خودبينى و فخر او را به گفتار و كردارى كه خداوند از آن خرسند نيست كشانيد، و از أمير عليه السّلام عزلش را درخواست كرد. چون نامه آن دو بان بزرگوار رسيد در جوابشان مرقوم فرمود: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم از بنده خدا عليّ أمير المؤمنين به زياد بن نضر و شريح بن هانى درود بر شما، من با شما حمد ميكنم خدايى را كه نيست جز او خدايى أمّا بعد همانا كه توليت مقدّمه لشكر را به زياد برگزار كرده ام و او را أمير بر آنان گردانيدم. و شريح بر طائفه اى از ايشان أمير است. پس اگر كار شما به وفاق كشيد زياد بر مردم أمير است، و اگر به خلاف انجاميد هر يكى بر طائفه اى كه شما را بر آنها والى گردانيدم أمير خواهد بود.

بدانيد كه مقدّمه لشكر ديد بانشانند و طليعه ديدبان مقدّمه اند (مقدّمه گروهى هستند كه پيشاپيش لشكرند و جاسوسشان، و طليعه نفرى چند كه جاسوس مقدّمه اند) از اين روى چون از شهر خود بدر رفتيد از فرستادن طليعه ها بگوشه و كنار و اين سوى و آن سوى خوددارى نكنيد و از تفتيش و تجسّس در درّه ها و پشت درختها و كوهها و مانند آنها از هر سوى كوتاهى نكنيد و از كثرت اين كار ملال نگيريد كه مبادا دشمن در كمين باشد و ناگهان شما را بفريبد و غفلت گير كند.

و بايد كه سپاه از شبروى بر حذر باشند و فقط از بامداد تا شامگاه راه بپيمايند مگر اين كه اگر بخواهند شبروى كنند از پيش آمادگى داشته و خود را مجهّز كرده باشند كه اگر دشمن نابهنگام روى آورد شما نيز آماده و از پيش براى دفاع در تعبيه بوده و تهيّه ديده باشيد.

پس هر گاه بر سر دشمن فرود آييد يا دشمن بر شما فرود آيد بايد لشكرگاه شما در پيش جاهاى بلند يا دامنه كوهها يا در خم جويها باشد تا شما را از شرّ دشمنان مددى و در پيش رويتان از آنان سدّ و مانعى بود، و بايد كه كارزارتان از يك روى يا دو روى باشد (يعنى جهات ديگر بايد بكوه يا به نهر محفوظ باشد كه دشمن از هر طرف دست نيابد و حمله نكند).

و ديده بانها و پاسبانهاى لشكر را بر سر كوهها و بر بلندى پشته ها قرار دهيد تا دشمن از رهگذر خوف يا أمن بر سر شما ناگهان فرود نيايد.

و بايد كه از پراكندگى بپرهيزيد از اين روى هر گاه فرود مى آييد همگى يك بار فرود آييد، و اگر كوچ مى كنيد همگى يك بار كوچ كنيد.

و هر گاه شب فرا رسد و فرود آمديد نيزه ها و سپرها را در گرداگرد لشكر ديوار لشكر كنيد، و كار نيزه ها و سپرها را به تيراندازان واگذاريد. و اگر روز هم در جايى فرود آمديد همين كار كنيد تا مبادا كه در غفلت باشيد و ناگهان دشمن بر شما بتازد چه هيچ لشكرى خواه در شب جايى فرود آيند و خواه در روز گرداگرد خود را به نيزه ها و سپرها نگرفتند مگر اين كه گويى در ديوارى قرار گرفتند.

و بايد خودتان لشكر را بپاييد، و بپرهيزيد از خواب تا بيدارى شب بروز آوريد مگر اين كه خواب اندكى مضمضه كنيد. و بايد بدينسان كه گفته ام خوى كنيد و پايدار باشيد تا با دشمن روبروى شويد. و بايد هر روز از شما خبر داشته باشم. و من بخواست خدا بسرعت از پى شما خواهم آمد و بايد در جنگ تأنّي كنيد و از شتاب دورى جوييد مگر اين كه گاهي فرصت شما را بشتاب در جنگ پس از آنكه حجّت را بر خصم به پند و اندرز تمام كرده باشيد دست دهد. و مبادا تا من نيامدم اقدام بجنگ كنيد. مگر اين كه دشمن افتتاح و ابتداى به جنگ كند، يا اين كه دستور من بخواست خدا برسد. و السلام.

( . منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج17، ص 60-78)

شرح لاهیجی

الكتاب 11

و من وصيّة وصّى بها عليه السّلام جيشا بعثه الى العدوّ يعنى از وصيّتى است كه وصيّت كرد امير المؤمنين عليه السّلام بان وصيّت سپاهى را كه بر انگيخت انرا بسوى دشمن فاذا نزلتم بعدوّ او نزل بكم فليكن معسكركم فى قبل الاشراف او سفاح الجبال او اثناء الأنهار كيما تكون لكم رداء و دونكم مردّا و لتكن مقاتلتكم من وجه او اثنين و اجعلوا لكم رقباء فى صياصى الجبال و مناكب المضاب لئلّا يأتيكم العدوّ من مكان مخافة او امن يعنى پس در وقتى كه وارد شديد بدشمنى يا وارد شد دشمن بشما پس هر اينه بايد باشد مكان لشكر شما در نزد بلنديها يا دامن كوهها يا كنار رودخانها تا اين كه بوده باشد از براى شما معين و پيش روى شما مانع ميان شما و دشمن و هر اينه بايد باشد محاربه شما از يك دسته يا دو دسته و بگردانيد از براى شما ديده با نان بجهة قلعهاى كوهها و بالاى تلّها تا اين كه نيابد شما را دشمن از جاى خوفناك يا جاى سلامتگاه و اعلموا انّ مقدّمة القوم عيونهم و عيون المقدّمة طلائعهم و ايّاكم و التّفرّق فاذا نزلتم فانزلوا جميعا و اذا ارتحلتم فارتحلوا جميعا و اذا غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كفّة و لا تذوقوا النّوم الّا غرارا او مضمضة يعنى بدانيد كه بتحقيق كه پيشرو طايفه ديده بان ايشانست و ديده بان پيشرو و قراولان ايشان است و دور داريد نفسهاى شما را از متفرّق شدن پس در وقتى كه فرود ميائيد فرود ائيد همگى و در وقتى كه كوچ مى كنيد كوچ كنيد همگى و در وقتى كه فرو گيرد شما را شب بگردانيد نيزها را مستدير يعنى بزنيد در دور شما مانند دائره و نچشيد خواب را مگر اندك از اوقات يا بعنوان نامه 11 نهج البلاغه مضمضه كردن يعنى بعنوان نامه 11 نهج البلاغه نعاس و چرت زدن كه غلبه نكند شما را مانند مضمضه كه بحلق نمى رسد

( . شرح نهج البلاغه لاهیجی، ص 239و240)

شرح ابن ابی الحدید

11 و من وصية له ع وصى بها جيشا بعثه إلى العدو

فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ- فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي قُبُلِ الْأَشْرَافِ- أَوْ سِفَاحِ الْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ الْأَنْهَارِ- كَيْمَا يَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً- وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ- وَ اجْعَلُوا لَكُمْ رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي الْجِبَالِ- وَ مَنَاكِبِ الْهِضَابِ- لِئَلَّا يَأْتِيَكُمُ الْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ- وَ اعْلَمُوا أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ- وَ عُيُونَ الْمُقَدِّمَةِ طَلَائِعُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّفَرُّقَ- فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِيعاً- وَ إِذَا ارْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَمِيعاً- وَ إِذَا غَشِيكُمُ اللَّيْلُ فَاجْعَلُوا الرِّمَاحَ كِفَّةً- وَ لَا تَذُوقُوا النَّوْمَ إِلَّا غِرَاراً أَوْ مَضْمَضَةً المعسكر بفتح الكاف موضع العسكر و حيث ينزل- . الأشراف الأماكن العالية و قبلها- ما استقبلك منها و ضده الدبر- . و سفاح الجبال أسافلها حيث يسفح منها الماء- . و أثناء الأنهار ما انعطف منها واحدها ثني- و المعنى أنه أمرهم أن ينزلوا مسندين ظهورهم- إلى مكان عال كالهضاب العظيمة أو الجبال- أو منعطف الأنهار التي تجري مجرى الخنادق على العسكر- ليأمنوا بذلك من البيات- و ليأمنوا أيضا من إتيان العدو لهم من خلفهم- و قد فسر ذلك بقوله كيما يكون لكم ردءا- و الردء العون- قال الله تعالى فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي- . و دونكم مردا أي حاجزا بينكم و بين العدو- . ثم أمرهم بأن يكون مقاتلتهم بفتح التاء- و هي مصدر قاتل- من وجه واحد أو اثنين أي لا تتفرقوا- و لا يكن قتالكم العدو في جهات متشعبة- فإن ذلك أدعى إلى الوهن- و اجتماعكم أدعى إلى الظفر- ثم أمرهم أن يجعلوا رقباء في صياصي الجبال- و صياصي الجبال أعاليها و ما جرى مجرى الحصون منها- و أصل الصياصي القرون- ثم استعير ذلك للحصون- لأنه يمتنع بها كما يمتنع ذو القرن بقرنه- و مناكب الهضاب أعاليها- لئلا يأتيكم العدو إما من حيث تأمنون- أو من حيث تخافون- .

قوله ع مقدمة القوم عيونهم- المقدمة بكسر الدال و هم الذين يتقدمون الجيش- أصله مقدمة القوم أي الفرقة المتقدمة- و الطلائع طائفة من الجيش تبعث ليعلم منها أحوال العدو- و قال ع المقدمة عيون الجيش- و الطلائع عيون المقدمة- فالطلائع إذا عيون الجيش- . ثم نهاهم عن التفرق- و أمرهم أن ينزلوا جميعا و يرحلوا جميعا- لئلا يفجأهم العدو بغتة على غير تعبئة و اجتماع فيستأصلهم- ثم أمرهم أن يجعلوا الرماح كفة إذا غشيهم الليل- و الكاف مكسورة- أي اجعلوها مستديرة حولكم كالدائرة- و كل ما استدار كفة بالكسر نحو كفة الميزان- و كل ما استطال كفة بالضم نحو كفة الثوب و هي حاشيته- و كفة الرمل و هو ما كان منه كالحبل- . ثم نهاهم عن النوم إلا غرارا أو مضمضة- و كلا اللفظتين ما قل من النوم- . و قال شبيب الخارجي- الليل يكفيك الجبان و يصف الشجاع- . و كان إذا أمسى قال لأصحابه أتاكم المدد يعني الليل- . قيل لبعض الملوك بيت عدوك- قال أكره أن أجعل غلبتي سرقة- . و لما فصل قحطبة من خراسان- و في جملته خالد بن برمك- بينا هو على سطح بيت في قرية نزلاها- و هم يتغدون نظر إلى الصحراء- فرأى أقاطيع ظباء قد أقبلت من جهة الصحاري- حتى كادت تخالط العسكر- فقال خالد لقحطبة أيها الأمير- ناد في الناس يا خيل الله اركبي- فإن العدو قد قرب منك- و عامة أصحابك لن يسرجوا- و يلجموا حتى يروا سرعان الخيل- فقام قحطبة مذعورا- فلم ير شيئا يروعه و لم يعاين غبارا- فقال لخالد ما هذا الرأي- فقال أيها الأمير لا تتشاغل بي- و ناد في الناس أ ما ترى أقاطيع الوحوش قد أقبلت- و فارقت مواضعها حتى خالطت الناس- و إن وراءها لجمعا كثيفا- قال فو الله ما أسرجوا و لا ألجموا- حتى رأوا النقع و ساطع الغبار فسلموا- و لو لا ذلك لكان الجيش قد اصطلم

( . شرح نهج البلاغه ابن ابی الحدید، ج15، ص 89-91)

شرح نهج البلاغه منظوم

(11) و من وّصيّة لّه عليه السّلام (وصّى بها جيشا بعثه إلى العدوّ:)

فإذا نزلتم بعدوّ أو نزل بكم فليكن معسكركم في قبل الأشراف، أو سفاح الجبال، أو أثناء الأنهار كما بكور لكم ردءا، وّ دونكم مّردّا، و لتكن مّقاتلتكم من وّجه وّاحد أو اثنين، و اجعلوا لكم رقباء في صياصى الجبال، و مناكب الهضات لئلّا يأتيكم العدوّ من مّكان مخافة أو أمن، و اعلموا أنّ مقدّمة القوم عيونهم، و عيون المقدّمة طلائعهم، و إيّاكم و التّفرّق، فإذا نزلتم فانزلوا جميعا، وّ إذا ارتحلتم فارتحلوا جميعا، وّ إذا غشيكم اللّيل فاجعلوا الرّماح كفّة، وّ لا تذوقوا النّوم إلّا غرارا أو مضمضة.

ترجمه

سفارشى است كه هنگامى كه هنگى (از سپاهيان خويش) را به جنگ مى فرستاد بآنان فرموده اند: هنگامى كه شما و دشمن، و دشمن و شما بهم در افتاديد (هشيار و بيدار باشيد، و جاهائى كه مشرف بر ميدان جنگ است زودتر اشغال كنيد) لشكرگاه شما بايستى پيشاپيش بلندى، و دامنه كهسارها، يا كنار رودخانه ها باشد، تا اين كه (آن دامن كوهها، و كنار رود براى شما بمنزله دژها، و يا سنگرها، و يا خندقهائى كه براى دشمن حفر ميكنند بوده و) شما را پشتيبان، و پيش پاى دشمن سدّى باشد، و زد و خوردتان با آنها بايد از يك يا دو راه بيشتر نباشد (چرا كه در غير اين صورت عمده لشكر پراكنده شده، و كار شكست شما و پيروزى دشمن را بهم نزديك مى سازد) در فراز كوهها، و بالاى بلنديها، و پشته ها ديده بانانى براى خود بگماريد (تا اطراف و جوانبتان را با دقّت تمام مراقب باشند) مبادا كه دشمن بناگاه از كمينگاه، يا از جايگاه امن (كه احتمال يورش آنها را از آنجا نمى داديد) بر شما بتازد (و كار آسانتان از همان جا بدشوارى گرايد، هميشه در جنگها عدّه را بعنوان نامه 11 نهج البلاغه جاسوسى و آگاهى از كمّ و كيف سپاهيان خصم پيش بفرستيد و) بدانيد كه پيشرو سپاه ديده بانان ايشان، و ديده بانان ايشان پيشروان سپاه اند، زنهار كه خويش را از پراكندگى سخت وا پائيد (كه پايان پراكندگى پراكندگى است) بهنگام فرود آمدن با هم فرود آئيد، و بهنگام كوچيدن همگان بكوچيد، همين كه پرده سياه شب شما را پوشاند، نيزه ها را دائره وار گرد خود بكوبيد (و خود بيدار و خواب بحال انتظار در ميان آن دائره قرار گيريد) و بايد (طعم) خواب را نچشيد جز اندكى بعنوان نامه 11 نهج البلاغه مضمضه كردن (همانطورى كه بهنگام مضمضه آب دهان را تازه كرده، و تشنگى را بر طرف نمى سازد، همان طور شما بخواب سنگين فرو نرفته، با چرت زدن ديدگان را از خستگى دريابيد)

نظم

  • براى جنگى آن فرزانه سرهنگروان مى داشت هنگى از پى جنگ
  • مگر دشمن ز پيروى كند دوربجيش خويش اينسان داد دستور
  • بهر دشتى براى جنگ و پيكاردو دشمن چون ز هم گرديد ديدار
  • هر آن مركز كه در ميدان بلند استبدشمن مشرف و دور از گزند است
  • فراز قلّه ها يا دامن كوهكنار رود پر سيلاب انبوه
  • كه آن ماننده دژ استوار استهم اين چون خندقى دشمن شكار است
  • بود آن قلّه چون روئينه سنگرمر اين نهر است با صد سدّ برابر
  • شما را اين دو نيكو پشتبانندز بد افراد لشكر در امانند
  • ز يك يا كه دو ره بر خصم تازيدپراكنده همه لشكر مسازيد
  • سپه را گر ز هم سرهنگ بگسيختبدست خويش بر سر خاك غم بيخت
  • فراز قلّه هاى كوهسارانبهر تلّ بلندى ديده بانان
  • بروز و شب ببايدتان نشايندز هر سو گرد راه خصم را ديد
  • مبادا كز پى پيكار ناگاهبرون دشمن بتازد از كمينگاه
  • و يا ز آنجا كه آسانش گرفتيداز آن آسان بدشوارى در افتيد
  • هماره راد مردان دلاورببايد پيشرو باشد بلشكر
  • كه بنمايد سپه را ديده بانىز هر پيش آمد بد پاسبانى
  • چون آن هنگ از شما باشد مقدّمبداند حال خصم از كيف و از كم
  • شود آگاه ز أعداد و شمارهز افراد پياده و ز سواره
  • كجا دشمن بآسايش نشستهكجا بر خنگ زين جنگ بسته
  • به پيروزى چه نقشى كرده ترسيمبمغز او چه فكر است و چه تصميم
  • يكايك اين خبرها باز دانندشما را آگهى ز آنها رسانند
  • بدانيد اين كه از پركندگيهاشود پيدا بسى آشفتگيها
  • سپه را منقسم بر چند دستهمسازيد آنكه مى گردد شكسته
  • نظامى چون بهم هم پشت باشدصفوف دشمنان از هم بپاشد
  • تمامى همدل و همفكر و هم رأىفرود آئيد و برخيزيد از جاى
  • عطار و مشگ چون از زلف افشاندشما را شب بمشگين پرده پوشاند
  • بگرد خويش بر شكل مدوّرببايد نيزه ها كوبيد يك سر
  • ميان دائره مكمن بگيريدبدينسان راه بر دشمن بگيريد
  • ز خواب خوش بپرهيزيد زنهاركه كار لشكر و كشور شود زار
  • بگاه جنگ سرباز ار بخواب استبناى ميهنش را پى بر آب است
  • چو خيل خواب بر چشمش بتازدسپاه خصم هم كارش بسازد
  • برفع خستگى خواب ار گزيندگشايد ديده خود را كشته بيند
  • ز خواب و لذّت آن ديده پوشيدبه بيدارى ز نوشين خواب كوشيد
  • چنانكه مضمضه عطشان كند آبچنين بايست در چشمان شود خواب
  • گهى خواب و گهى بيدار باشيدز شبيخون عدو هشيار باشيد
  • چو دست دشمن از كشور بتابدنظامى آن زمان راحت بخوابد

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج7، ص 43-47)

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

نامه 69 نهج البلاغه : نامه به حارث هَمْدانى در پند و اندرز

نامه 69 نهج البلاغه اشاره دارد به "نامه به حارث هَمْدانى در پند و اندرز " .
No image

نامه 70 نهج البلاغه : روش برخورد با پديده فرار

موضوع نامه 70 نهج البلاغه درباره "روش برخورد با پديده فرار" است.
No image

نامه 71 نهج البلاغه : سرزنش از خيانت اقتصادى

نامه 71 نهج البلاغه به موضوع "سرزنش از خيانت اقتصادى" می پردازد.
No image

نامه 72 نهج البلاغه : انسان و مقدّرات الهى

نامه 72 نهج البلاغه موضوع "انسان و مقدّرات الهى" را بررسی می کند.
No image

نامه 73 نهج البلاغه : افشاى سيماى دروغين معاويه

نامه 73 نهج البلاغه موضوع "افشاى سيماى دروغين معاويه" را بررسی می کند.

پر بازدیدترین ها

No image

نامه 45 نهج البلاغه : نامه به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره

نامه 45 نهج البلاغه "به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره" می باشد.
No image

نامه 28 نهج البلاغه : پاسخ به نامه معاویه

نامه 28 نهج البلاغه به موضوع " پاسخ به نامه معاویه" می پردازد.
نامه 9 نهج البلاغه

نامه 9 نهج البلاغه

Powered by TayaCMS