نامه 26 نهج البلاغه : جمع آوری زکات توسط کارگزاران

نامه 26 نهج البلاغه : جمع آوری زکات توسط کارگزاران

متن اصلی نامه 26 نهج البلاغه

عنوان نامه 26 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی نامه 26 نهج البلاغه

(26) و من عهد له عليه السلام إلى بعض عماله و قد بعثه على الصدقة

أَمُرُهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سَرَائِرِ أَمْرِهِ وَ خَفِيَّاتِ عَمَلِهِ«» حَيْثُ لَا شَهِيدَ«» غَيْرُهُ وَ لَا وَكِيلَ دُونَهُ وَ أَمُرُهُ أَنْ لَا يَعْمَلَ بِشَيْ ءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فِيمَا ظَهَرَ فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِهِ فِيمَا أَسَرَّ وَ مَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ سِرُّهُ وَ عَلَانِيَتُهُ وَ فِعْلُهُ وَ مَقَالَتُهُ فَقَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ وَ أَمُرُهُ أَنْ لَا يَجْبَهَهُمْ وَ لَا يَعْضَهَهُمْ وَ لَا يَرْغَبَ عَنْهُمْ تَفَضُّلًا بِالْإِمَارَةِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُمُ الْإِخْوَانُ فِي الدِّينِ وَ الْأَعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ وَ إِنَّ لَكَ فِي هَذِهِ الصَّدَقَةِ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَ حَقّاً مَعْلُوماً وَ شُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ وَ ضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ وَ إِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ وَ إِلَّا«» فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً يَوْمَ الْقِيَامَةِ«» وَ بُؤْسًا لِمَنْ خَصْمُهُ عِنْدَ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَ الْمَسَاكِينُ وَ السَّائِلُونَ وَ الْمَدْفُوعُونَ وَ الْغَارِمُ«» وَ ابْنُ السَّبِيلِ وَ مَنِ اسْتَهَانَ بِالْأَمَانَةِ وَ رَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ وَ لَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ وَ دِينَهُ عَنْهَا فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ فِى الدُّنْيَا (الذُّلَّ وَ الْخِزْيَ)«» وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ أَذَلُّ وَ أَخْزَى وَ إِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الْأُمَّةِ وَ أَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الْأَئِمَّةِ وَ السَّلَامُ

عنوان نامه 26 نهج البلاغه

جمع آوری زکات توسط کارگزاران

ترجمه مرحوم فیض

26- از عهد و پيمانهاى آن حضرت عليه السّلام است به يكى از كار گردانانش

(در پرهيزكارى و مهربانى با رعيّت و اداء حقوق زير دستان و مستمندان) هنگامى كه او را براى جمع آورى زكوة فرستاده: 1 كار گردان خود را در نهانيها (انديشه ها) و كردار پوشيده اش به پرهيزكارى و ترس از خدا دستور مى دهم جائيكه غير از خدا حاضر و ناظر نيست، و بجز او نگهبان و كسيكه كار باو واگزار ميشود نمى باشد. 2 و او را امر ميكنم كه در ظاهر كارى از فرمان خدا بجا نياورد كه در باطن غير آنرا انجام دهد (منافق و دو رو نباشد) و كسيكه پنهان و آشكار و كردار و گفتارش دو گونه نبود امانت را اداء كرده (دستور الهىّ را انجام داده) و عبادت و بندگى را با اخلاص و حقيقت (نه از روى رياء و خود نمائى) بجا آورده است. 3 و باو امر نموده دستور مى دهم كه ايشان (رعيّتها و زير دستان) را نرنجاند، و بآنها دروغ نگويد (يا بآنها دروغ نبندد، مانند آنكه بگويد شتر يا درو شده از كشتتان بيش از اين است كه براى گريز از زكوة پنهان كرده ايد) و بسبب فرمانروايى بر آنها از روى سركشى از آنان روى برنگرداند (خود را از ايشان بى نياز نداند) زيرا اينان در دين برادر و هم كيشند، و براى آماده كردن و پيدايش حقوق ياوران هستند (ايشان زمين را آب داده كشت مى نمايند و چهارپايان را تربيت و پرستارى ميكنند تا اين اموال گرد ميشود و ما از آنها زكوة دريافت مى نماييم، بنا بر اين نبايد ايشان را رنجاند). 4 و ترا در اين زكوة بهره ثابت و حقّى آشكارى است، و شريك و انبازهائى دارى از درويشان و ناتوانان نيازمند، و (همانطور كه) ما حقّ ترا تمام مى پردازيم تو (نيز) حقوق ايشان را تمام بپرداز، و اگر چنين نكنى (از حقوقشان بكاهى) در روز رستخيز تو از همه مردم بيشتر دشمن خواهى داشت، 5 و بدا بحال كسيكه دشمن او نزد خدا درويشان و تهى دستان و دريوزه گران و بينوايان رانده شده، و وام دارانى كه در غير معصيت وام گرفته اند و مسافرين و رهگذران درمانده دور از مال و خانه و اهل بيت باشند 6 و كسيكه امانت (دستور الهىّ) را خوار دارد، و در خيانت چرا كند (بى باك باشد) و خود و دينش را از آن پاك نسازد در دنيا رسوايى را بخود روا داشته و در آخرت خوارتر و رسواتر است، 7 و بزرگترين خيانت و نادرستى خيانت بامّت، و زشتترين دغل، دغل با پيشوايان است (و هر كه در حقوق بينوايان و مستمندان دست درازى كند هم بامّت خيانت كرد و هم بامام و پيشواى خود دغل نموده است) و درود بر آنكه شايسته درود است.

( . ترجمه و شرح نهج البلاغه فیض الاسلام، ج5، ص 885و886)

ترجمه مرحوم شهیدی

26 و از نامه آن حضرت است به يكى از مأمورانش، هنگامى كه او را براى گرفتن زكات فرستاد

او را مى فرمايم كه از خدا بترسد در كارهاى نهانش و كرده هاى پنهانش، آنجا كه جز خدا كسى نگرنده نيست و جز او راه برنده، و او را مى فرمايم تا آشكار طاعت خدا را نگزارد و در نهان خلاف آن را آرد، و آن كس كه نهان و آشكار و كردار و گفتار او دو گونه نبود، امانت را گزارده و عبادت را خالص به جاى آورده. و او را مى فرمايم كه- زير دستان خود را- نرنجاند و دروغگوشان نداند، و به خاطر امير بودن روى از ايشان برنگرداند، كه آنان در دين برادرانند- و يار- و در به دست آوردن حقوق- مسلمانان- مددكار. و تو را در اين زكات بهرى معين است و حقّى معلوم و روشن و شريكانى دارى درويش و ناتوان و پريش. ما حقّ تو را به تمام مى پردازيم، پس بايد حقوق آنان را تمام به آنان برسانى و گرنه روز رستاخيز داراى بيشترين خصمانى، و بدا به حال آن كس كه نزد خدا كه خصمان او مستمند باشند و گدا، و دريوزه كنان و رانده شدگان، و وامداران، و تهيدستان در راه ماندگان، و آن كه كار امانت را سبك شمارد، و در آن خيانت روا دارد و جان و دين خود را از خيانت پاك ننمايند، در اين جهان در خوارى و رسوايى را به روى خويش گشايد و به آخرت خوارتر و رسواتر در آيد، و بزرگترين خيانت، خيانت به مسلمانان است و زشت ترين دغلكارى ناراستى كردن با امام ايشان، و السّلام.

( . ترجمه نهج البلاغه مرحوم شهیدی، ص 288)

شرح ابن میثم

26- و من عهد له عليه السّلام إلى بعض عماله، و قد بعثه على الصدقة

آمُرُهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سَرَائِرِ أَمْرِهِ وَ خَفِيَّاتِ عَمَلِهِ- حَيْثُ لَا شَاهِدَ غَيْرُهُ وَ لَا وَكِيلَ دُونَهُ- وَ آمُرُهُ أَلَّا يَعْمَلَ بِشَيْ ءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فِيمَا ظَهَرَ- فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِهِ فِيمَا أَسَرَّ- وَ مَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ سِرُّهُ وَ عَلَانِيَتُهُ وَ فِعْلُهُ وَ مَقَالَتُهُ- فَقَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ- وَ آمُرُهُ أَلَّا يَجْبَهَهُمْ وَ لَا يَعْضَهَهُمْ- وَ لَا يَرْغَبَ عَنْهُمْ تَفَضُّلًا بِالْإِمَارَةِ عَلَيْهِمْ- فَإِنَّهُمُ الْإِخْوَانُ فِي الدِّينِ- وَ الْأَعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ- وَ إِنَّ لَكَ فِي هَذِهِ الصَّدَقَةِ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَ حَقّاً مَعْلُوماً- وَ شُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ وَ ضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ- وَ إِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ- وَ إِلَّا فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً يَوْمَ الْقِيَامَةِ- وَ بُؤْسَى لِمَنْ خَصْمُهُ عِنْدَ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَ الْمَسَاكِينُ- وَ السَّائِلُونَ وَ الْمَدْفُوعُونَ وَ الْغَارِمُونَ وَ ابْنُ السَّبِيلِ- وَ مَنِ اسْتَهَانَ بِالْأَمَانَةِ وَ رَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ- وَ لَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ وَ دِينَهُ عَنْهَا- فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الذُّلَّ وَ الْخِزْيَ فِي الدُّنْيَا- وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ أَذَلُّ وَ أَخْزَى- وَ إِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الْأُمَّةِ- وَ أَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الْأَئِمَّةِ وَ السَّلَامُ

اللغة

أقول: يقال: جبهته بالمكروه: إذا استقبلته به. و عضهته عضها: رميته بالبهتان و الكذب. و الفاقة و البؤس و الفظع: الشدّة.

المعنى

و قد أمر عليه السّلام بأوامر بعضها يتعلّق بأداء حقّ اللّه تعالى و بعضها يتعلّق بأحوال الرعيّة و الشفقّة عليهم لغاية نظام حالهم و تدبير امورهم. فالّذي يتعلّق بحقّ اللّه تعالى أمران: أحدهما: أن يتّقيه فيما يسرّ من اموره و يخفى من أعماله و هى التقوى الحقّة المنتفع بها. و قوله: حيث. إشارة إلى موضع إسرار العمل و إخفاء الامور. و أتى بقوله: لا شهيد غيره و لا وكيل دونه في معرض الوعد له و التخويف باطّلاعه تعالى على سرائر العباد و خفيّات أعمالهم و تولّيه لها دون غيره. و نبّه بكونه هو الشهيد دون غيره على عظمته مع الردّ لما عسى أن يحكم به الوهم مطلقا من أنّ السرائر و الامور الخفيّة لا يطّلع عليها غير من هى له.

الثاني: أن يوافق في طاعته للّه تعالى بين ما أظهره و ما أبطنه، و يخلص أعماله الظاهرة من الرياء و السمعة، و ذلك قوله: و أمره أن لا يعمل. إلى قوله: فيما أسرّ. و- ما- في قوله: فيما. بمعنى الّذي و يحتمل أن تكون مصدريّة. و فيما ظهر: أى للناس من طاعة اللّه. و قوله: و من لم يختلف. إلى قوله: العبادة. ترغيب له فيما أمره به من عدم اختلاف السريرة و العلانية و الفعل و القول بكون ذلك مستلزما لإخلاص عبادة اللّه و لأداء أمانته الّتي كلّفها عباده على ألسنة رسله و أئمّة دينه، و ظاهر كون ذلك مستلزما لثواب اللّه و الأمن من سخطه. و أمّا ما يتعلّق بأحوال الرعيّة و الشفقّة عليهم فمنه ما يتعلّق بحال أرباب الأموال الّتي يستحقّ عليهم الصدقة، و منه ما يتعلّق بأرباب الصدقة المستحقّين لها: أمّا الأوّل فأن لا يلقاهم بمكروه و لا يرميهم ببهتان و كذب و أن لا ينقبض عنهم و يترفّع عليهم تفضيلا لنفسه بالإمارة. و انتصب تفضيلا على المفعول له. و قوله: و إنّهم الإخوان. إلى قوله: الحقوق. إشارة إلى احتجاج بقياس ضمير من الشكل الأوّل يستلزم حسن الانتهاء عمّا أمر بالانتهاء عنه و وجوبه، و المذكور في قوّة صغرى، و تقدير الكبرى: و كلّ من كان أخا في الدين و عونا على استخراج الحقوق فيجب أن لا يفعل في حقّه شي ء ممّا أمرت بالانتهاء عنه، و أمّا أنّهم الأعوان على استخراج الحقوق فلأنّ الحقوق المطلوبة منهم إنّما تحصل بواسطتهم، و حصولها منهم إنّما يتمّ بالشفقّة عليهم و أن لا يفعل معهم شي ء ممّا نهى عنه عليه السّلام فإنّ كلّ تلك الامور ممّا ينفّر طباعهم و يشتّت نظام شملهم و منه يكون قلّة مال الصدقة المستحقّة عليهم، و يحتمل أن يدخل في هؤلاء الجند أيضا، و أمّا ما يتعلّق بالمستحقّين للصدقة فأن يوفّيهم حقوقهم منها، و أشار إلى الحجّة على وجوب ذلك عليه بقوله: و إنّ لك.

إلى قوله: و إنّا موّفوك حقّك، و هو في قوّة صغرى ضمير من الشكل الأوّل، و تقدير كبراه: و كلّ من كان له نصيب مفروض و حقّ معلوم في شي ء و له شركاء فيه بصفة الفقر و المسكنة و هو مستوف لحقّه منه فواجب عليه أن يوفّى شركاؤه حقوقهم: أمّا الصغرى فظاهره. و أمّا الكبرى فأشار إلى بيانها بقياس آخر من الشكل الأوّل مركّب من متّصلين. فأشار إلى الصغرى بقوله: و إلّا. إلى قوله: إلى يوم القيامة. و نبّه على الكبرى بقوله: و لو شاء إلى قوله: و ابن السبيل. و هى في قوّتها إذ الأصناف المذكورون من مستحقّى الصدقة هم الخصوم و هم أكثر الناس و كان الأوسط متّحدا، و صار تقدير القياس و إن لا توفّهم حقّهم فإنّك ممّن خصومه أكثر الناس: أى الفقراء و المساكين و سائر الأصناف يوم القيامة، و كلّ من كان خصومه أكثر الناس و هم الأصناف المذكورة فبؤسا له عند اللّه يوم القيامة، و ينتج متّصلة مركّبة من مقدم الصغرى و تالى الكبرى و هى إن لا توفّهم حقوقهم فبؤسا لك، و هو في معرض التهديد و التنفير له عن ظلمهم و الاستبداد عليهم بشي ء من الصدقة، و شركاء عطف على قوله: حقّا معلوما. و أهل المسكنة صفة له، و بؤسا نصب على المصدر. و أمّا الأصناف المستحقّين للصدقات فهم الثمانية المعدودة في القرآن الكريم بقوله إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ إلى قوله وَ ابْنَ السَّبِيلِ«» فأمّا الفقير فقال ابن عبّاس و جماعة من المفسرين: إنّه المتعفّف الّذي لا يسأل، و المسكين هو الّذي يسأل و عن الأصمعى أنّ الفقير هو الّذي له ما يأكل و المسكين هو الّذي لا شي ء له، و أمّا العاملون عليهم فهم السعاة في جباية الصدقات. و يعطيهم الإمام منها بقدر اجور أمثالهم، و أمّا المؤلّفة قلوبهم فكانوا قوما من أشراف العرب يتألّفهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مبدء الإسلام و يعطيهم سهما من الزكاة ليدفعوا عنه قومهم و يعينوه على العدوّ كالعبّاس بن مرداس و عيينة بن الحصن و غيرهما ثمّ استغنى المسلمون عن ذلك عند قوّتهم، و أمّا في الرقاب: أى في فداء الرقاب. فقال ابن عبّاس: يريد المكاتبين و كانوا يعطون سهما ليعتقوا به، و أمّا الغارمون فهم الّذين لزمتهم الديون في غير معصية و لا إسراف، و أمّا في سبيل اللّه فهم الغزاة و المرابطون، و أمّا ابن السبيل فهو المنقطع به في السفر و يعطى من الصدقة. و إن كان غنيّا في بلده. و قد ذكر عليه السّلام هاهنا في معرض إيجاب الشفقّة و الرحمة له خمسة و هم الفقراء و المساكين و يدخل فيه السائلون ثمّ المدفوعون و يشبه أن يريد بهم العاملين عليها و سمّاهم مدفوعين باعتبار أنّهم يدفعون لجباية الصدقات أو لأنّهم إذا أتوا إلى من لا زكاة عليه فسألوه هل عليه زكاة أم لا دفعهم عن نفسه. ذكرهم هنا بهذا الوصف لكونه وصف ذلّ و انقهار و كونه عليه السّلام في معرض الأمر بالشفقّة عليهم.

قال بعض الشارحين: أراد بهم الفقراء السائلين لكونهم يدفعون عند السؤال. ثمّ الغارم و ابن السبيل. و إنّما ذكر هؤلاء الخمسة أو الأربعة لكونهم أضعف حالا من الباقين. و قوله: و من استهان. إلى قوله: و اخرى. يشبه أن يكون كبرى قياس ضمير احتجّ به في معرض الوعيد و التخويف من الخيانة على لزوم الذلّ و الخزى له في الدارين على تقدير أن لا يوفّيهم حقوقهم و تقدير القياس و إن لا توفّهم حقوقهم تكن مستهينا بالأمانة راتعا في الخيانة غير منزّه نفسك و دينك عنها، و كلّ من كان كذلك فقد أحلّ بنفسه في الدنيا الذلّ و هو في الآخرة أذلّ و أخزى، و روى أخلّ بنفسه: أى ترك ما ينبغي لها، و روي أحلّ نفسه: أى أباحها. و الذلّ على هاتين الروايتين مبتدأ خبره في الدنيا. و الخيانة أعمّ من الغشّ و هى رذيلة التفريط من فضيلة الأمانة. و الغشّ رذيلة تقابل فضيلة النصيحة و هما داخلتان تحت رذيلة الفجور. و قوله: و إنّ أعظم الخيانة. إلى آخره. تنبيه على عظم الخيانة هاهنا. إذ كانت خيانة كلّيّة عامّة الضرر لأكثر المسلمين، و مستلزمة لغشّ الإمام الّذي هو أفضل الناس و أولاهم بالنصيحة فإذا كان مطلق الخيانة و لو في حقّ أقلّ الخلق و أحقر الأشياء منهيّا عنها و يستحقّ العقاب و الخزى عليها فبالأولى مثل هذه الخيانة العظيمة. و كلّ ذلك في معرض الوعيد و التنفير عن الخيانة و الاستهانة بالأمانة. و باللّه التوفيق.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 415-419)

ترجمه شرح ابن میثم

26- عهدنامه امام (ع) به يكى از عاملانش كه او را براى جمع آورى زكات و صدقه مامور كرده بود:

آمُرُهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سَرَائِرِ أَمْرِهِ وَ خَفِيَّاتِ عَمَلِهِ- حَيْثُ لَا شَاهِدَ غَيْرُهُ وَ لَا وَكِيلَ دُونَهُ- وَ آمُرُهُ أَلَّا يَعْمَلَ بِشَيْ ءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فِيمَا ظَهَرَ- فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِهِ فِيمَا أَسَرَّ- وَ مَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ سِرُّهُ وَ عَلَانِيَتُهُ وَ فِعْلُهُ وَ مَقَالَتُهُ- فَقَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ- وَ آمُرُهُ أَلَّا يَجْبَهَهُمْ وَ لَا يَعْضَهَهُمْ- وَ لَا يَرْغَبَ عَنْهُمْ تَفَضُّلًا بِالْإِمَارَةِ عَلَيْهِمْ- فَإِنَّهُمُ الْإِخْوَانُ فِي الدِّينِ- وَ الْأَعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ- وَ إِنَّ لَكَ فِي هَذِهِ الصَّدَقَةِ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَ حَقّاً مَعْلُوماً- وَ شُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ وَ ضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ- وَ إِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ- وَ إِلَّا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً يَوْمَ الْقِيَامَةِ- وَ بُؤْسَى لِمَنْ خَصْمُهُ عِنْدَ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَ الْمَسَاكِينُ- وَ السَّائِلُونَ وَ الْمَدْفُوعُونَ وَ الْغَارِمُونَ وَ ابْنُ السَّبِيلِ- وَ مَنِ اسْتَهَانَ بِالْأَمَانَةِ وَ رَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ- وَ لَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ وَ دِينَهُ عَنْهَا- فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الذُّلَّ وَ الْخِزْيَ فِي الدُّنْيَا- وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ أَذَلُّ وَ أَخْزَى- وَ إِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الْأُمَّةِ- وَ أَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الْأَئِمَّةِ وَ السَّلَامُ

جبهته بالمكروه: او را به كار ناپسند وادار كردم عضهته عضها: دروغ و بهتان را به او نسبت دادم.

فاقه، بؤس و فظع: سختى و شدت

ترجمه

«او را سفارش مى كنم كه در نهانيها و كردارهاى پوشيده اش، پرهيزكارى و ترس از مخالفت خدا را پيشه كند، آن جا كه غير از خدا حاضر و ناظر نيست و جز او نگهبان و وكيلى نمى باشد.

و سفارش مى كنم. چنان نباشد كه در كارهاى آشكار و ظاهر اطاعت از خدا كند و در امور پنهانى مخالفت او را انجام دهد. كسى كه نهان و آشكارايش، كردار و گفتارش با هم اختلاف ندارد حقّا كه امانت را رعايت كرده و عبادت را خالص انجام داده است.

او را سفارش مى كنم كه صاحبان اموال را به زحمت نياندازد و به آنان بهتان نزند و نسبت به دروغ ندهد و به سبب فرمانروايى بر آنها، از روى سركشى از آنان روى برنگرداند، زيرا آنان از نظر دينى، برادر و در تهيه و استخراج حقوق الهى ياورند، و براى تو در اين مال زكات، بهره ثابت و حق آشكارى است و نيز كسانى از بينوايان و ناتوانان در اين اموال با تو شريكند، ما كه حق تو را مى دهيم تو نيز حق آنان را بپرداز، و گرنه روز قيامت تو از همه مردم دشمن دارتر خواهى بود، و بدا بر حال كسى كه خصم او، نزد خداوند تهيدستان و بيچارگان و دريوزه گان و دفع شدگان و بدهكاران و در راه ماندگان باشند«»، و هر كس كه امانت را خوار دارد و به خيانت آلوده شود و نفس خود و ديانتش را از آن پاك نكند، در دنيا خوارى و رسوايى را بر خود، روا داشته و در آخرت نيز خوارتر و رسواتر خواهد بود، و بزرگترين خيانت، خيانت به ملت و سخت ترين حيله گرى و نيرنگ، دغلكارى با پيشوايان است.»

شرح

در اين عهدنامه امام (ع) دستورهايى صادر فرموده است كه بعضى مربوط به اداى حق خداست و بعضى ديگر در باره مهربانى و احترام نسبت به مردم و صاحبان اموال مى باشد تا رضايت آنان را جلب و نظم جامعه را حفظ كند اما آنچه مربوط به حق خداى تعالى است دو امر مى باشد: 1- در امور پنهانى و كارهاى غير آشكار خود از مخالفت فرمان الهى بپرهيزد كه اين است تقواى حقيقى و سودمند.

حيث لا شهيد غيره و لا وكيل دونه،

در اين جمله كه جايگاه و موضع پنهان داشتن عمل، و پوشاندن ك ارها را بيان فرموده و اين كه گواه و صاحب اختيارى بجز خداوند نيست هدف حضرت، هشدار و ترساندن اوست كه حق تعالى به رازهاى پنهانى بندگان و كارهاى پوشيده آنها آگاه است و تو هم نشود كه هر كس مخفيانه عملى انجام داد يا رازى در دل داشت تنها خودش آگاه است و ديگرى از آن خبر ندارد، آرى تنها خداست كه بر تمام اسرار، آگاه و در كليه امور صاحب اختيار است.

2- در فرمانبردارى از دستورهاى خداوند ظاهر و باطن خود را يكى كند و عبادتهايى را كه در آشكار انجام مى دهد خالى از خودنمايى و ريا و سمعه بجاى آورد.

حرف «ما» در عبارت فيما، موصول و به معناى الذى مى باشد و احتمال مى رود كه مصدريه باشد.

و من لم يختلف... العباده،

امام (ع) با ذكر اين جمله نماينده خود را بر اين امر تشويق و وادار مى كند كه حالت نهان و آشكار، و كردار و گفتارش را يگانه كند زيرا اين عمل سبب اخلاص در عبادت خداوند، و اداى امانت او مى شود كه با زبان پيامبرش و پيشوايان دينى بندگان خود را بر آن مكلف كرده و بديهى است كه اين مطلب موجب كسب ثواب از نزد پروردگار و امان يافتن از خشم و عذاب الهى مى باشد.

دستورهايى كه در باره رفتار با مردم و مهربانى كردن نسبت به آنان صادر فرموده، نيز دو قسم مى باشد كه قسمتى به صاحبان اموال تعلق دارد كه بايد زكات بدهند و قسمت ديگر راجع به رفتار با مستحقان است.

آنچه در باره رفتار با زكات دهندگان فرموده آن است كه با آنها برخورد ناروا نكند و نسبت دروغگويى به ايشان ندهد، و به دليل رياست و فرمانروايى كه بر آنها دارد با برتر شمردن خود از آنان رو بر نگرداند و بر آنها فخرفروشى و اظهار بلند مقامى نكند.

نصب تفضيلا از باب مفعول له مى باشد.

انهم الاخوان... الحقوق،

در اين عبارت حضرت براى اثبات فرمايش خود به قياس مضمر از شكل اول استدلال كرده كه صغراى آن جمله متن است و كبرايش چنين است كه: هر كس برادر دينى و ياور و معين در تهيه صدقات و حقوق باشد لازم است امورى كه گفته شد در باره اش رعايت شود.

اين كه صاحبان اموال در استخراج ماليات و صدقات كمك و ياورند، به اين دليل است كه اموال را آنها به دست مى آورند و صدقات را آنها مى دهند و روشن است كه اين مطلب در صورتى تحقق مى يابد كه مورد احترام و مهربانى واقع شوند و كارهاى ناپسندى كه بيان فرمود در باره آنان انجام نگيرد تا ناراضى و از مسير حق منحرف نشوند و از دادن زكات و صدقات خوددارى نكنند كه در مقدار آن كاهش پيدا خواهد شد و ممكن است عبارت فوق را شامل حال لشكريان و سربازان نيز بدانيم. بخش بعدى در باره حقوق مستحقان است:

و إنّ لك... و امّا موفوك حقّك،

در اين عبارت براى حسن رفتار با مستحقان و كمال رعايت حقوق آنها دليل آورده است.

جمله مذكور در متن در حكم صغراى شكل اوّلى است كه تقدير كبرايش اين است: هر كس را كه در مالى بهره اى معين و واجب باشد و در آن بهره، شركايى هم نيازمند و بينوا داشته باشد و حق خود را هم از آن مال بطور كامل بستاند، بر او لازم است كه حق شريكان خود را نيز كاملا پرداخت كند. اين مقدمه كبرى كه تقديرش بيان شد، در سخن امام، با قياس ديگرى كه مركب از دو متصله است مورد استدلال واقع شده كه صغراى اين قياس از اين قرار است: اگر حق اين شركاى خود را ندهى، كسى خواهى بود كه دشمنانش اكثر مردم هستند يعنى فقرا و مساكين و ساير مستحقان و هر كس دشمنانش بيشتر مردم باشند يعنى همه اصناف، پس بدا بر حالش در نزد خداوند، روز قيامت و نتيجه اين قياس، قضيه متصله اى است كه از مقدم صغرى و تالى كبرى تركيب يافته به اين قرار: اگر حق آنان را ندهى بدا به حالت، اين بيان را امام (ع) به منظور تهديد فرموده، و عامل زكات را بيم داده است از آن كه در باره مستحقان از كوچكترين ستمى دورى كند.

كلمه شركاء عطف است بر حقا معلوما، و اهل المسكنه صفت آن است و بؤسا مصدر و مفعول مطلق، گروههايى كه مورد مصرف صدقات هستند هشت گروهند كه در قرآن شمرده شده اند «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ تا وَ ابْنَ السَّبِيلِ«»».

واژه فقير بر طبق قول ابن عباس و جمعى ديگر از مفسران، شخص خوددارى است كه عفت خود را حفظ مى كند و از كسى سؤال نمى كند اما مسكين شخصى است كه سؤال مى كند. اصمعى گفته است: فقير كسى است كه به اندازه خوراكش دارد، اما مسكين آن است كه هيچ ندارد.

عاملون،

كارگزاران كه در جمع آورى صدقات كوشش دارند، و امام مزد كار آنان را به اندازه بقيه گروهها مى پردازد. مولفه قلوبهم: عده اى از اشراف عرب كه پيغمبر در آغاز اسلام از آنها دلجويى مى كرد و سهمى از زكات به آنان مى داد تا در مقابل خويشان خود از پيامبر و اسلام دفاع كنند و در برابر دشمنان آنها را يارى كنند مثل، عباس بن مرداس، و عيينه بن حصن، و جز اينها، و بعدها كه مسلمانان قدرت پيدا كردند، از كمك و يارى آنان بى نياز شدند.

و فى الرقاب،

يعنى در آزاد كردن بندگان، ابن عباس گفته است: منظور بندگان مكاتب مى باشند كه سهمى به آنها داده مى شود تا به صاحبان خود بدهند و آزاد شوند، و قرض داران كسانى هستند كه مديون شده اند در حالى كه نه اسراف و ولخرجى داشته و نه مال را در راه معصيت مصرف كرده اند.

و مراد از فى سبيل اللَّه جنگاوران و مرزداران مى باشد و ابن السبيل: در سفر مانده كه مالى براى مصرف خود ندارد، به او نيز از صدقات داده مى شود اگر چه در وطنش داراى ثروت باشد.

در اين عهدنامه امام (ع) براى كارگزار خود كسانى از مستحقان را كه شفقت و مهربانى در باره آنان را لازم مى داند به يك فرض پنج طايفه و به فرض ديگر چهار گروه ذكر كرده است: فرض نخست آن است كه سائلان را در مساكين داخل بدانيم، و منظور از دفع شدگان هم عاملان زكات باشند و قرضدار و ابن السبيل هم كه در آخر ذكر شده است پس پنج گروه مى شوند، و اين كه امام از عاملان تعبير به دفع شدگان فرموده، يا به اين دليل است كه دفع مى شوند يعنى براى جمع آورى ماليات دور فرستاده مى شوند، و يا به اين علت است كه وقتى پيش صاحبان اموال مى آيند كه زكات بگيرند صاحبان اموال آنها را از خود مى رانند و دور مى كنند و سبب اين كه حضرت جمع كنندگان زكات را به اين صفت ذلّت و خوارى تعبير فرموده اين است كه تواضع داشته باشند و نسبت به صاحبان اموال يا مستحقان زكات دلجويى و مهربانى كنند و رياست و تسلط باعث فخر و تكبرشان نشود.

فرض ديگر كه در سخن امام چهار طايفه ذكر شده، در صورتى است كه منظور از دفع شدگان نيز فقراى سؤال كننده باشند، به دليل اين كه در هنگام سؤال از مردم، مورد طرد و دفع واقع مى شوند، چنان كه يكى از شارحان نهج البلاغه بيان كرده است. در هر حال اين كه حضرت به ذكر همين چند طايفه قناعت كرده و بقيه را ذكر نفرموده است به اين دليل مى باشد كه اينها از بقيه گروهها بيچاره تر و ضعيفتر هستند.

و من استهان.... و اخرى،

اين جمله در حكم كبراى قياس مضمرى است كه به منظور تهديد و بيم دادن از خيانت، در صورتى كه حقوق مستحقان را ندهد، بر لزوم ذلت و خوارى دنيا و آخرت استدلال شده است، و تقدير اصل قياس اين است: اگر حقوق آنها را ندهى، امانت را سبك شمرده اى و به خيانت گراييده اى و هر كس چنين باشد در دنيا خود را خوار و زيانكار كرده و در آخرت ذليلتر و خوارتر خواهد بود.

روايت ديگر در متن سخن امام به جاى احلّ، اخلّ بنفسه آمده يعنى آنچه سزاوار وى بوده ترك كرده است، و روايت ديگر: احلّ نفسه ذكر كرده، يعنى نفس خود را آزاد گذاشته است و بنا بر دو روايت اخير أذلّ مبتداى مؤخر و فى الدنيا خبر مقدم مى باشد.

خيانت يكى از صفات ناپسند و طرف تفريط فضيلت امانت است چنان كه غشّ يكى از خصال ناروا و نقطه مقابل درستى و خيرخواهى مى باشد، البته خيانت اعم از غش است و بالاخره اين دو، رذيله اخلاقى از شاخه هاى صفت زشت فحور و گناهكاريند.

و انّ اعظم الخيانه...،

در اين عبارت كه آخرين مطلب است خيانت به امت و امام را بزرگترين خيانت و دردناكترين نادرستى مى داند، زيرا ضرر آن دامنگير تمام جامعه مسلمين و سبب خيانت خاص نسبت به پيشواى مسلمانان مى شود كه او با فضيلت ترين مردم و سزاوارترين آنان به نصيحت و خيرخواهى مى باشد و هر گاه مطلق خيانت اگر چه در حق كمترين انسان و در باره كوچكترين امرى ممنوع اعلام شود و انجام دهنده آن مستحق كيفر و مجازات باشد، پس چنين خيانت بزرگى به عقاب و كيفر شديد سزاوارتر خواهد بود، و تمام اين وعيدها و بيم دادنها به منظور آن است كه طرف خطاب را از خيانت و سبك شمردن امانت دور و بر حذر دارد. به اميد توفيق الهى.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج4، ص 716-723)

شرح مرحوم مغنیه

الرسالة - 25- أعظم الخيانة خيانة الأمة:

آمره بتقوى اللّه في سرائر أمره و خفيّات عمله، حيث لا شهيد غيره و لا وكيل دونه. و آمره أن لا يعمل بشي ء من طاعة اللّه فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ، و من لم يختلف سرّه و علانيته و فعله و مقالته فقد أدّى الأمانة و أخلص العبادة. و آمره أن لا يجبههم و لا يعضهم، و لا يرغب عنهم تفضّلا بالإمارة عليهم، فإنّهم الإخوان في الدّين و الأعوان على استخراج الحقوق. و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا و حقّا معلوما، و شركاء أهل مسكنة، و ضعفاء ذوي فاقة، و إنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم، و إلّا تفعل فإنّك من أكثر النّاس خصوما يوم القيامة، و بؤسا لمن خصمه عند اللّه الفقراء و المساكين و السّائلون و المدفوعون و الغارم و ابن السّبيل. و من استهان بالأمانة و رتع في الخيانة و لم ينزّه نفسه و دينه عنها فقد أحلّ بنفسه في الدّنيا الخزي و هو في الآخرة أذلّ و أخزى. و إنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة، و أفظع الغشّ غشّ الأئمّة و السّلام.

اللغة:

يجبههم: يستقبلهم و يفاجئهم. و يعضههم: لمرميهم بالزور و البهتان. و البؤس: الفقر و الشدة. و الغارمون: العاجزون عن وفاء ديونهم.

الإعراب:

آمره فعل مضارع، و الفاعل ضمير مستتر يعود الى الإمام أي ان الإمام عبّر عن نفسه بضمير الغائب، و هذا كثير في لغة العرب، و الهاء تعود على العامل، و المصدر من أن لا يعمل مجرور بالباء المحذوفة، و مثله أن لا يجبههم، و شركاء عطف على «نصيبا» أي و ان لك في هذه الصدقة شركاء، و أهل مسكنة صفة لشركاء، و لا يجوز جعل أهل بدلا بحال، لأن بدل الكل يستغنى به عن المبدل منه مثل جاء زيد أخوك، و هنا لا يستغنى من حيث المعنى عن كلمة شركاء. و خصوما تمييز، و بؤسا عطف عليه.

المعنى:

(أمره بتقوى اللّه- الى- دونه). يستطيع الانسان أن يخون و يغدر دون أن يشعر به مخلوق. و في مثل هذه الحال لا رادع و لا زاجر إلا من الداخل، و هو الإيمان باللّه و الخوف من حسابه و عذابه، و الإمام يحذر عماله من الخيانة و معصية اللّه في الخفاء، لأنه بكل شي ء عليم. و في الحديث: خف اللّه كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك (أمره ألا يعمل بشي ء إلخ).. لا تطع اللّه في الظاهر دون الباطن، بل أطعه فيهما معا، و كل ظاهر يخالف باطنا فهو تلبيس و تضليل (و من لم يختلف سره- الى- العبادة). كل من تنسجم أقواله و أفعاله مع حقيقته و واقعه فهو مخلص و أمين، بل و مثل أعلى يجب أن يحتذى في ذلك كائنا من كان. (و أمره أن لا يجبههم إلخ).. على موظف الدولة أن لا يستقبل أحدا من الرعية بما يكره، و يستعلي عليه بالمنصب و المركز، و يلقي اليه الأوامر في عنجهية و عجرفة كتيوس الموظفين، لأنه أجير لا أمير.. و الرعية هي السيد و الأصل و العمود الفقري للدولة و خزينتها (و ان لك في هذه الصدقة- الى- ذوي الفاقة) يشير الى الآية 60 من سورة التوبة: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ» و العاملون الجباة، و الفقراء و المساكين هم الذين أشار اليهم الإمام بقوله: «أهل مسكنة و ضعفاء ذوي فاقة»، و المؤلفة قلوبهم يستعان بهم للذبّ عن الاسلام، و الغارمون العاجزون عن وفاء ديونهم، و في الرقاب تحرير العبيد، و ابن السبيل الغريب بلا نفقة، و في سبيل اللّه و وجوه البر و الإحسان. (و إنا موفوك حقك فوفهم حقوقهم). أبدا لا أدع أحدا يعتدي على سهمك من الصدقات، و يغتصبه منك، فحقيق بك- اذن- أن تحرص على حقوق الآخرين، و لا تخونهم في شي ء (و إلا تفعل إلخ).. فجزاؤك عندنا التأديب، و عند اللّه عذاب الحريق حيث يخاصمك لديه تعالى سائر الشركاء الذين ذكرتهم الآية 60 من سورة التوبة (فقد أحل بنفسه الذل و الخزي إلخ).. لأن كل نفس بما كسبت رهينة. (و ان أعظم الخيانة خيانة الأمة). و قد تكون خيانة الأمة بدرهم يختلسه موظف من مال الدولة، أو رشوة يقبضها من مزوّر كاذب، أو محتكر غاصب، و هذه من أعظم الخيانات، و فساد كبير، ما في ذلك ريب. و أعظم منها و من كل الجرائم مجتمعة التآمر على كيان الأمة و تقويضها من الأساس بالعمالة لسفاحي الشعوب و أعداء اللّه و الانسانية. و ما أكثر العملاء في الشرق، و بالخصوص في بلاد المسلمين، و بالأخص عندنا نحن العرب.. و هل من دليل على ذلك أقوى و أدل من وجود «السيدة اسرائيل» التي تنقضّ ليل نهار بطائراتها و دباباتها علينا تقتل و تدمر، و تحتل و تشرد على مسمع و مرأى من قادة العرب و العروبة.. و ما زادهم هذا و ذاك إلا تناحرا و تثليما.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج3، ص 450-453)

شرح منهاج البراعة خویی

و من عهد له عليه الصلاة و السلام الى بعض عماله و قد بعثه على الصدقة- و هو المختار السادس و العشرون من باب كتبه عليه السّلام و رسائله

أمره بتقوى اللّه في سرائر اموره و خفيّات أعماله حيث لا شهيد غيره، و لا وكيل دونه. و أمره أن لا يعمل بشيى ء من طاعة اللّه فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ، و من لم يختلف سرّه و علانيته و فعله و مقالته فقد أدّى الأمانة، و أخلص العبادة. و أمره ألّا يجبههم و لا يعضههم و لا يرغب عنهم تفضّلا بالإمارة عليهم فإنّهم الإخوان في الدّين، و الأعوان على استخراج الحقوق. و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا، و حقّا معلوما، و شركاء أهل مسكنة، و ضعفاء ذوي فاقة، و إنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم، و إلّا فإنّك من أكثر النّاس خصوما يوم القيامة و بؤسا لمن خصمه عند اللّه الفقراء و المساكين و السّائلون و المدفوعون و الغارم و ابن السّبيل، و من استهان بالأمانة و رتع في الخيانة و لم ينزّه نفسه و دينه عنها فقد أخلّ بنفسه في الدّنيا و هو في الاخرة أذلّ و أخزى، و إنّ أعظم الخيانة خيانة الأمنة، و أفظع الغشّ غشّ الأئمّة.

المصدر

رواه القاضي نعمان المصري رحمه اللّه تعالى المتوفّى 363 ه ق- مسندا في دعائم الاسلام كما في الباب 12 من كتاب الزكاة من مستدرك الوسائل للمحدّث المتضلع الحاج الميرزا حسين النوري الطبرسي- ره- (ص 516 ج 1)، و في باب أدب المصدّق من كتاب الزكاة من البحار للعلّامة المجلسي- ره- (ص 22 ج 20 من الطبع الكمبانى) و نقله من النهج في المجلّد الثامن من البحار (ص 642) و المنقول عن الدعائم أنّ أمير المؤمنين عليا عليه السّلام أوصي مخنف بن سليم الأزدي و قد بعثه علي الصدقة بوصيّة طويلة أمره فيها بتقوى اللّه ربّه في سرائر اموره و خفيات أعماله و أن يتلقاهم (يلقاهم- نسخة) ببسط الوجه و لين الجانب، و أمره أن يلزم التواضع و يجتنب التكبر فانّ اللّه يرفع المتواضعين و يضع المتكبّرين.

ثمّ قال له (و قال له. خ) يا مخنف بن سليم إنّ لك في هذه الصدقة حقا و نصيبا مفروضا (نصيبا و حقا مفروضا. خ) و لك فيها شركاء فقراء و مساكين و غارمون و مجاهدون و أبناء سبيل و مملوكون و متألّفون و إنّا موفّوك حقك فوفّهم حقوقهم و إلّا فانك من أكثر الناس يوم القيامة خصما و بؤسا لامرى ء خصمه مثل هؤلاء. انتهى.

أقول: لم نجد الوصيّة بطولها فيما عندنا من الجوامع الروائية و غيرها مع كثرة الفحص و الجدّ في الطلب، و لم يحضرنا دعائم الاسلام و لعلّ اللّه يحدث بعد ذلك أمرا.

اللغة

(لا يجبههم) أي لا يزجرهم أصله من الجبه بمعنى مقابلة الانسان بما يكرهه. قال ابن الأثير في النهاية: الجبه هو الاستقبال بالمكروه و أصله من اصابة الجبهة يقال: جبهته إذا أصبت جبهته. انتهى قوله. و قال الشارح المعتزلي: و أن لا يجبههم: لا يواجههم بما يكرهونه و أصل الجبه لقاء الجبهة أو ضربها فلما كان المواجه غيره بالكلام القبيح كالضارب جبهته سمّى بذلك جبها. انتهى. و في القاموس: جبهه كمنعه ضرب جبهته و ردّه أو لقيه بما يكره. انتهى. و في منتهى الأرب جبهه (من باب فتح): زد بر پيشانى او و رد كرد آن را، و بمكروه پيش آمد او را و نابايست آورد بر وى. انتهى. و قال اميّة بن أبي الصّلت في ابن له عقّه:«»

غذوتك مولودا و علتك يافعا تعلّ بما ادني إليك و تنهل

إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت

لشكوك إلّا ساهرا أتململ

كأنّي أنا المطروق دونك بالّذي طرقت به دوني و عيني تهمل

فلمّا بلغت السنّ و الغاية الّتي

إليها مدى ما كنت فيك اؤمّل

جعلت جزائي منك جبها و غلظة كأنك أنت المنعم المتفضّل

فليتك إذ لم ترع حقّ ابوّتي

فعلت كما الجار المجاور يفعل

تراه معدّا للخلاف كأنّه بردّ على أهل الصّواب موكّل

(و لا يعضههم) اى لا يرميهم بالبهتان و الكذب و في القاموس عضه كمن عضها و يحرك و عضيهة و عضهة بالكسر كذب و سحر و نمّ و جاء بالإفك و البهتان كأعضه و فلانا بهته و قال فيه ما لم يكن انتهى. و قال المتوكل الليثي (الحماسة 442 من شرح المرزوقي).

احذر وصال اللّئيم إنّ له عضها إذا حبل وصله انقطعا

و قال المرزوقي في شرحه: احذر مواصلة اللئيم و مؤاخاته لأنّه إذا انقطع حبل وصله و انصرم ما يجمعك و إيّاه من ودّه يتكذّب عليك و يخلق من الإفك فيك ما لم تكتسبه لا بيدك و لا لسانك، و العضه ذكر القبيح كذبا و زورا و يقال:

عضهته إذا رميته بالزّور. و أعضه الرجل أتى بالعضيهة و هي الإفك، و من كلامهم يا للعضيهة و يا للأفيكة.

(بؤسا) قال الجوهرى في الصحاح نقلا عن أبي زيد في كتاب الهمزة: بئس الرجل يبأس بؤسا و بئيسا اشتدّت حاجته فهو بائس. أنشد أبو عمرو:

بيضاء من أهل المدينة لم تذق بئسا و لم تتبع حمولة مجحد

و هو اسم وضع موضع المصدر. و قال الشّارح المعتزلي: قال الراوندى بؤسا أى عذابا و شدّة ثمّ خطأه بقوله: فظنّه منوّنا و ليس كذلك بل هو بؤسى على وزن فعلى كفضلى و نعمى و هي لفظة مؤنثة يقال: بؤسى بفلان، قال الشاعر:

أرى الحلم بؤسى للفتى في حياته و لا عيش إلّا ما حباك به الجهل

انتهى قوله. و أقول: نسخة الرّضي تطابق ما اختاره الراوندى و اللّغة أيضا توافقه و انتصابه على المصدر كما يقال سحقا لك و بعدا لك، فما صحّحه الراوندى ليس بخطاء. نعم ما فسّره الراوندي بقوله: أى عذابا و شدّة، مخدوش لأنّ العذاب و الشدّة ليس من معانى البؤس بل هما من معانى البأس.

(الفقراء و المساكين) قال عزّ من قائل: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ» الاية «التوبة 60» قد ذهب جماعة إلى انهما مترادفان، و لكن الحقّ كما هو الظاهر من كلام الحقّ تعالى أنّهما متغايران و ذهب إليه أكثر العلماء و لكنّهم اختلفوا في معناهما على أقوال كثيرة بعد ما اتفقوا على استحقاقهما من الزكاة و الأصح أنّ المسكين أسوأ حالا من الفقير و أنه المحتاج الّذي يسأل و الفقير المحتاج الّذي لا يسأل، لما رواه الكليني قدّس سرّه في الصحيح عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام أنه سأله عن الفقير و المسكين فقال: الفقير الذي لا يسأل و المسكين الذي هو أجهد منه الّذي يسأل.

و عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: قول اللّه عزّ و جلّ: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ»، قال: الفقير الّذي لا يسأل النّاس و المسكين أجهد منه و البائس أجهدهم.

أقول: يعطى معنى المسكين الّذي قاله الامام عليه السّلام من أنه الّذي أجهد منه قوله تعالى: «أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ» و ذكر أهل اللّغة و التفسير: المتربة الحاجة الشديدة. و من أنّه الّذي يسأل قوله تعالى: «فَانْطَلَقُوا وَ هُمْ يَتَخافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ»- القلم- 26»، و قوله تعالى: «وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً- النساء- 10» و قوله تعالى: «وَ لا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَ السَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَ الْمَساكِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» الاية- النور- 23».

و يعطى معنى الفقير من أنه الّذي لا يسأل قوله تعالى: «لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً- البقرة- 277» و قوله تعالى: «إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَ إِنْ تُخْفُوها وَ تُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ»- البقرة- 275»، و قوله تعالى: «لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ رِضْواناً»- الاية- الحشر- 9».

ثمّ إنّ المسكين بحسب النسبة أعمّ من الفقير لأنّ الفقير مقابل الغنى أي الّذي ليس له مال و المسكين من كانت به المسكنة أيضا. و بعد في المقام بحث طويل الذيل أعرضنا عنه لخروجه من موضوع الكتاب و خوفا من الاسهاب و الاطناب، فراجع إلى تفاسير القرآن الكريم و في زكاة الكتب الفقهية، و قد أشبع الكلام السيّد صاحب المدارك عند قول المحقّق- ره- في زكاة الشرائع: أصناف المستحقين للزكاة سبعة: الفقراء و المساكين إلخ. (ص 277 من الطبع الرحلي على الحجر).

(المدفوعون) جمع المدفوع من دفعه إذا نحّاه و أبعده و ردّه. قيل: المراد منه هنا الفقير لأنّ كلّ أحد يكرهه و يدفعه عن نفسه و سيأتي بقيّة الكلام فيه في المعنى.

و قال المجلسي- ره- في البحار (ص 643 ج 8 من الطبع الكمباني) و في بعض النسخ: المدقعون بالقاف، قال في القاموس: المدقع كمحسن الملصق بالدّقعاء و هو التراب. انتهى.

و أقول: منه قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله للنساء: إنّكنّ إذا جعتنّ دقعتنّ و إذا شبعتنّ خجلتنّ، و لكن الصواب ما اخترناه و هو الّذي موافق لنسخة الرضي- ره- .

(الغارم) الّذي علاه الدّين لا يجد القضاء. (رتع) كمنع اى أكل و شرب ما شاء في خصب و سعة. (فقد أخلّ بنفسه في الدّنيا و هو في الاخرة أذلّ و أخزى) هذا هو المطابق للنسخة الّتي قوبلت بنسخة الشريف الرضي- ره- و هو أخلّ بالخاء المعجمة من غير ذكر الخزي كما في بعض النسخ، و من غير ذكر الذلّ و الخزى كما في نسخ اخرى. و في أكثر النسخ المطبوعة فقد أحلّ بنفسه في الدّنيا الذلّ و الخزي بالحاء المهملة في أحلّ، و في بعضها الاخر فقد أذلّ نفسه في الدنيا الخزي.

و في نسخة اخرى مخطوطة، فقد أحلّ بنفسه في الدّنيا الخزي. و جعل بعضهم الخزى بضم الخاء و فتح الزاي جمع الخزية بفتح الخاء أى البليّة و لكن الصواب ما اخترناه موافقا للرضي- ره- .

قال في القاموس: أخلّ بالشي ء أجحف و بالمكان و غيره غاب عنه و تركه و الوالى بالثغور قلّل الجند بها و بالرجل لم يف له و الخلّة الحاجة و الفقر و الخصاصة، و في المثل: الخلّة تدعو إلى السلّة أى إلى السرقة. خلّ و اخلّ بالضم احتاج و رجل مخلّ و مختلّ و خليل و أخلّ معدم فقير و اختلّ إليه احتاج و ما أخلّك اللّه إليه ما أحوجك و الأخلّ الأفقر. و ما يناسب المقام هو المعنى الأوّل أعنى الإجحاف. (الأمنة) قال الجوهرى في الصحاح: الأمنة الأمن و منه أمنة نعاسا و الأمنة أيضا الّذين يثق بكلّ أحد و في منتهى الأرب: أمنة محركة بي بيمي و راستى ضدّ خيانت و بمعنى امنة كهمزه است ثمّ قال: امنة كهمزة آنكه بر هر كس ايمن باشد و اعتماد كند و آنكه بروى هر كس اعتماد كند در هر كارى انتهى.

و هذا المعنى الأخير هو المراد إن قلنا أنّ المصدر مضاف إلى الفاعل، و إن قلنا أنّه مضاف إلى المفعول به فمعناها هو الذي يثق بكلّ أحد كما سيأتي.

و في عدّة نسخ من المخطوطة و المطبوعة الامّة مكان الأمنة إلّا نسخة الرضي رضوان اللّه عليه و هي الّتي اخترناها.

الاعراب

كلمة أمره في المواضع الثلاثة من العهد مشكولة في نسخة عندنا قوبلت بنسخة الرّضي بفتح الهمزة و الميم و الراء، و في غيرها من النسخ الّتي عندنا آمره بمدّ الهمزة و ضمّ الميم و الراء، فعلى الأول فعل ماض مغايب و على الثاني متكلّم من المضارع، و الصواب هو الأوّل و ذلك لأنّ اسلوب كلامه عليه السّلام في هذا العهد على وزان عهده الّذي كتبه إلى محمّد بن أبي بكر حين ولّاه مصر و هو: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هذا ما عهد عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى محمّد بن أبي بكر حين ولّاه مصر أمره بتقوى اللّه و الطاعة في السرّ و العلانية- إلى أن قال عليه السّلام: و أمره أن يدعو من قبله إلى الطاعة و الجماعة- إلى أن قال عليه السّلام: و أمره أن يجبى خراج الأرض- إلى أن قال عليه السّلام: و أمره أن يحكم بين النّاس بالحقّ- إلى آخر العهد. أتي به في جمهرة رسائل العرب (ص 532 ج 1) ناقلا عن تاريخ الطبرى (ص 231 ج 5) و شرح ابن أبي الحديد (ص 25 ج 2) فضمير أمر يرجع إلى الاسم الظاهر و هو عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و كذا الكلام في هذا العهد لأنّه كما دريت طويل و لم يذكره الرضي كاملا، و كانت الكلمة على نسخة الرضى على هيئة الماضي فالمختار هو المتعيّن.

(فيخالف) الفعل منصوب لأنّه وقع بعد الفاء الّتي وقعت جوابا للنّفى أعنى لا يعمل و قد قرّر في النحو أنّ المضارع ينصب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء الّتي وقعت جوابا لنفى أو طلب، قال ابن مالك في باب اعراب الفعل من الألفية:

و بعد فا جواب نفى أو طلب محضين أن و سترها حتم نصب

(تفضلا) انتصب على المفعول له. و الظاهر أنّ قوله بالامارة متعلق بلا يرغب و إن امكن تعلقه بالأفعال الثلاثة جميعا. (فانّهم الأخوان) تعليل لما أمره ثالثا.

قال الشارح الفاضل المعتزلي: انتصب أهل مسكنة لأنّه صفة شركاء و في التحقيق أنّ شركاء صفة أيضا موصوفها محذوف فيكون صفة بعد صفة و قال: قال الراوندي: انتصب أهل مسكنة لأنّه بدل من شركاء. ثمّ خطّأه بقوله: و هذا غلط لأنّه لا يعطي معناه ليكون بدلا منه. انتهى.

و أقول: إنّ ذوي فاقة بدل لقوله ضعفاء و لا ضير في كون أهل مسكنة بدلا لقوله شركاء فانّ أهل مسكنة في المقام هو المقصود بالذّات قال ابن مالك:

التابع المقصود بالحكم بلا واسطة هو المسمّى بدلا

و كونه مقصودا بالذات لا يستلزم أن يكون المتبوع ساقطا رأسا أو يجعل في حكم الساقط كما يشاهد في بعض كتب النحو إلّا في بدل الغلط و ذلك لأنّ في ذكر المتبوع أعنى المبدل منه فائدة لا محالة لم تحصل لو لم يذكر صونا لكلام الفصحاء عن اللغو و لا سيما كلامه تعالى و كلام نبيّه صلّى اللّه عليه و آله فادّعاء كونه غير مقصود بالنسبة مع كونه منسوبا إليه في الظاهر و اشتماله على فائدة يصحّ أن ينسب إليه لأجلها دعوى خلاف الظاهر، كما أفاده العالم الأديب الرضي رحمه اللّه تعالى في شرحه على الكافية. و تلك الفائدة هي تقوية الحكم و تقريره لأنّه بمنزلة إسناد الحكم إلى المحكوم عليه مرّتين كما أفاده الفاضل العالم السيّد عليخان رحمه اللّه تعالى في شرحه على الصمدية.

ثمّ إنّ قول الفاضل الشارح: لأنه لا يعطى معناه ليكون بدلا منه، لا يجرى في بدل الغلط، على أنّ بعض النحاة ذهب إلى أنّ اثنين في قوله تعالى: «لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ» بدل كلّ معللا بقوله: لعدم اشتراط بدل الكلّ أن يكون متحدا مع المبدل في المفهوم بل في المصداق فمن حكم أنّه بدل بعض متمسكا بأنّ مفهومه بعض من مفهوم إلهين فقد أخطأ، أتى به الفاضل الميرزه أبو طالب في تعليقته على باب النعت من شرح السيوطي على الألفية.

(فقد أخلّ) جواب لقوله: و من استهان. (و أفظع) منصوب بأن معطوف على أعظم.

(خيانة الأمنة) مصدر مضاف إلى الفاعل، أو مصدر مضاف إلى المفعول به و إن كان الأوّل أولى، و أمّا إذا كانت الامة مكان الأمنة فالثانى ليس إلّا.

المعنى

قد أوصى أمير المؤمنين عليه السّلام مخنف بن سليم الأزدي بهذه الوصيّة لمّا بعثه على الصّدقة. قال الاسترابادي في كتاب رجاله الكبير: مخنف بن سليم الأزديّ عربي كوفي و في [د] مخنف بن سليم الأزدي [ى- جخ ] من خواصّه عربى. و في [ق ] في أصحابه من اليمن مخنف بن سليم الأزدي و كذا في [صه ] نقلا عنه و في الجامع مخنف بن سليم الأزدي بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن الدول بن سعد بن مناة ابن غامد الغامدى ولّاه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام اصفهان روى عنه ابنه أبو رملة و اسمه عامر عداده في أهل البصرة و قيل في أهل الكعبة. مخنف بكسر الميم و سكون الخاء المعجمة و فتح النون و بالفاء. سليم بضم السين و فتح اللام. و الدول بضم الدّال و باللّام. و غامد بالغين المعجمة و رملة بفتح الراء و باللّام. انتهى كلام الأسترابادي.

و أقول: ما حصل لنا من الجوامع و المجاميع أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام أوصى مخنف بن سليم بهذه الوصيّة لمّا بعثه على الصدقة، و كتب إليه كتابا لمّا كان عامله على اصبهان و همدان و ذلك أنّ الأمير عليه السّلام لمّا أجمع أن يسير إلى الشام لقتال معاوية كتب إلى عمّاله يستفزّهم فكتب إلى مخنف: سلام عليك فانّي أحمد اليك اللّه الّذي لا إله إلّا هو أمّا بعد فإنّ جهاد من صدف عن الحقّ رغبة عنه، و هبّ في نعاس العمي و الضلال اختيارا به، فريضة على العارفين، إنّ اللّه يرضي عمّن أرضاه و يسخط على من عصاه. و إنّا قد هممنا بالسير إلى هؤلاء القوم الّذين عملوا في عباد اللّه بغير ما أنزل اللّه، و استأثروا بالفي ء و عطّلوا الحدود، و أماتوا الحقّ، و أظهروا في الأرض الفساد، و اتّخذوا الفاسقين وليجة من دون المؤمنين، فاذا وليّ اللّه أعظم أحداثهم أبغضوه و أقصوه و حرموه و إذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبّوه و أدنوه و برّوه، فقد أصرّوا على ظلمهم و أجمعوا على الخلاف و قديما صدّوا عن الحقّ و تعاونوا على الاثم و كانوا ظالمين فاذا أتيت بكتابى هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك و أقبل إلينا لعلّك تلقى معنا هذا العدوّ المحلّ فتأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر، و تجامع المحقّ، و تباين المبطل فإنّه لا غنى بنا و لا بك عن أجر الجهاد و حسبنا اللّه و نعم الوكيل.

و كتبه عبيد اللّه بن أبي رافع في سنة سبع و ثلاثين.

فاستخلف مخنف على اصبهان الحارث بن أبي الحارث بن الرّبيع، و استعمل على همدان سعيد بن وهب و كلاهما من قومه، و أقبل حتّى شهد مع على عليه السّلام صفّين.

نقله في جمهرة رسائل العرب (ص 458 ج 1) عن شرح ابن أبي الحديد (ص 282 ج 1).

قوله عليه السّلام: (أمره بتقوى اللّه إلخ) أمره عليه السّلام في هذا الوصيّة بأوامر بعضها يبيّن وظيفته مع الخالق تعالى و بعضها يبيّن وظيفته مع الخلق، و ذكر للأوّل أمرين أحدهما قوله عليه السّلام: أمره بتقوى اللّه إلخ، و قد تقدّم منّا أنّه عليه السّلام كان يوصى في أكثر كتبه و عهوده و وصاياه أوّلا بتقوى اللّه و كان هذا من دأبه عليه السّلام امتثالا لأمر اللّه سبحانه و اقتداء بكلامه حيث قال: «وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ» (النساء 132) فراجع إلى شرح المختار الثاني عشر من باب الكتب (ص 84 ج 18) و إلى شرح المختار الخامس و العشرين.

و قد أفاد بعض الأماجد أنّ جميع خيرات الدّنيا و الاخرة جمعت في كلمة واحدة هي التقوى. انظر إلى القرآن ما علّق عليها من خير و ثواب و أضاف إليها من سعادة و كرامة دنيوية و اخروية: الأوّل الثناء عليها قال اللّه سبحانه: «لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا».

الثاني الحفظ و الحراسة من الأعداء و الماكرين قال اللّه تعالى: «وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً».

الثالث التأييد و النصر قال اللّه تعالى: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا».

الرّابع النجاة من النار قال اللّه سبحانه: «ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا».

الخامس الخلود في الجنّة قال اللّه تعالى: «وَ سارِعُوا».

السّادس النجاة من الشدائد و الرزق الحلال قال اللّه تعالى: «وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ».

السّابع إصلاح العمل قال عزّ شأنه: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ».

الثامن غفران الذّنب قال اللّه جلّ جلاله: «وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ».

التاسع محبّة اللّه تعالى عزّ اسمه: «بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ».

العاشر قبول الأعمال قال اللّه عمّ نواله: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ».

الحادى عشر الاكرام و الإعزاز قال اللّه تبارك و تعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ».

الثاني عشر البشارة عند الموت قال اللّه عظم شأنه: «الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ».

و لأجل اجتماع تلك الخصال قال اللّه سبحانه: «وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ».

و أفاد نحوه مع زيادات من روايات و إشارات الشّيخ العالم الرّباني جمال الدّين أحمد بن فهد الحلّي قدّس سرّه في أواخر كتاب عدّة الداعى و نجاح السّاعى (ص 226) فراجع.

و المرويّ في مجمع البيان في تفسير القرآن عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: جماع التقوى في قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» (النحل 91). قال: و قيل: المتّقي الّذي اتّقى ما حرم عليه و فعل ما أوجب عليه. و قيل: هو الّذي يتّقى بصالح أعماله عذاب اللّه. و سأل عمر بن الخطّاب كعب الأخبار عن التقوى فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك فقال: نعم، قال: فما عملت فيه قال: حذرت و تشمّرت فقال كعب: ذلك التقوى. و نظمه بعض الناس فقال:

خلّ الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التّقى

و اصنع كماش فوق أر

ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرنّ صغيرة إنّ الجبال من الحصى

و روي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: انما سمّي المتّقون لتركهم مالا بأس به حذرا للوقوع فيما به بأس. و قال عمر بن عبد العزيز: التقىّ ملجم كالمحرم في الحرم.

و قال بعضهم: التقوى أن لا يراك اللّه حيث نهاك و لا يفقدك حيث أمرك. انتهى ما في المجمع في المقام، و قد أتي به في أوّل سورة البقرة.

و أقول: ما نقله من سؤال عمر عن التّقوى أتى به السيوطى في الدرّ المنثور أيضا لكنّه قال: أخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب التقوى عن أبي هريرة أنّ رجلا قال له: ما التقوى قال: هل أخذت طريقا ذا شوك قال: نعم قال: فكيف صنعت قال إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه قال: ذاك التقوى انتهى. فليتأمّل.

ثمّ إنّ قول الشاعر: لا تحقرنّ صغيرة إنّ الجبال من الحصى، كأنه يشير إلى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حيث نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ايتونا بحطب فقالوا: يا رسول اللّه نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب قال: فليأت كلّ انسان بما قدر عليه فجاءوا به حتّى رموا بين يديه بعضه على بعض فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: هكذا تجتمع الذّنوب ثمّ قال: إياكم و المحقرات من الذّنوب فانّ لكلّ شي ء طالبا ألا و إنّ طالبها يكتب ما قدّموا و آثارهم و كلّ شي ء أحصيناه في امام مبين. رواه الكليني قدّس سرّه في الكافي. و أتى به الفيض في باب استصغار الذنب و الاصرار عليه من الوافي (ص 168 ج 3).

و في أوّل سورة البقرة من تفسير الدرّ المنثور روايات و حكايات مفيدة في التقوى و لكن رأسها ما وصفه إمام المتقين عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام لهمّام بن شريح بن يزيد بن مرّة رضوان اللّه عليه و هو المختار 191 من باب الخطب من النهج أوّله: روى أنّ صاحبا لأمير المؤمنين عليه السّلام يقال له همّام كان رجلا عابدا- إلخ. و قد رواه ثقة الاسلام الكليني في باب المؤمن و علاماته و صفاته من اصول الكافي ص 979 ج 2 من الكافي المشكول. و رواه الصّدوق- ره- في المجالس أيضا. و الشّيخ الكراجكي- ره- في كنز الفوائد. و هو مرويّ أيضا في كتاب سليم بن قيس الكوفي ص 190 من طبع النجف. و راجع أيضا إلى باب صفات الشيعة و أصنافهم من المجلّد الخامس عشر من البحار (ص 154 من الطبع الكمبانى). و إلى باب صفات المؤمن و علاماته من الوافي (ص 33 ج 3). و مرآة العقول (ص 201 ج 2) من المطبوع على الحجر.

ثمّ أوصى عليه السّلام أن يكون تقواه في سرائر أمره و خفيّات عمله و ذلك لأنّ الانسان يأبى عن إتيان الفواحش في مرئى الناس صونا عن أن يتطرق إليه ما لا يرضى ممّا يضرّه و يمنعه من الوصول إلى ما يهويه و يشتهيه. ثمّ علّل ذلك تنبيها له بقوله: (حيث لا شهيد غيره و لا وكيل دونه) فمن عرف أنّه تعالى شهيد و وكيل لا غير و أنّه بدّه اللازم و معه اينما كان فهو لا يفعل إلّا ما أجازه تعالى و أمره به فهذا العرفان و الشهود أشدّ بمراحل من الحضور مع الناس بل أين هذا من ذلك فلا يرتكب المعاصى إلّا الغافل الّذي لا يدري أنّه من هو و بين يدي من هو و مع من هو، فهو من الّذين قال عزّ من قائل: استحوذ عليهم الشّيطان فأنساهم ذكر اللّه. و بما قدّمناه دريت أنّ ما ذهب إليه الشارح المعتزلي و فسّر كلامه عليه السّلام حيث لا شهيد و لا وكيل بقوله يعنى يوم القيمة و هم، لأنّه تعالى شهيد و وكيل في الدّنيا و الاخرة. و تفسير الكلام هو ما بيّناه لا غير و ما فسّره الشارح المذكور يشابه كلام الظاهريين من المتكلّمين.

و روى ثقة الإسلام الكليني- ره- في الجامع الكافي عن إسحاق بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: يا إسحاق خف اللّه كأنّك تراه و إن كنت لا تراه فانه يراك، و ان كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت و إن كنت تعلم أنّه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك. و ما أجاد قول العارف عبد الرّحمن الجامي في سبحة الأبرار حيث قال:

در مقامي كه كنى قصد گناه گر كند كودكى از دور نگاه

شرم دارى ز گنه در گذرى

پرده عصمت خود را ندرى

شرم بادت ز خداوند جهان كه بود واقف أسرار جهان

بر تو باشد نظرش بيگه و گاه

تو كنى در نظرش قصد گناه

و قد مضى بحثنا عن رؤيته تعالى في المختار الثامن من كتبه عليه السّلام و رسائله (ص 242 ج 17) فراجع. و سيأتي نقل رسالتنا منفردة في لقائه تعالى فارتقب.

قوله: عليه السّلام (و أمره أن لا يعمل- إلخ) هذا ثانى الأمرين الذين ذكرهما بيانا لوظيفة العبد مع خالقه تعالى و حاصله أنّ العبد يجب له الاجتناب من الرياء و السمعة و النفاق، ثمّ عرّف الأمين و المخلص ترغيبا للعباد إليهما بقوله: (و من لم يختلف سرّه- إلخ.) و قد روى ثقة الإسلام الكليني قدّس سرّه في الجامع الكافي باسناده عن مسع بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما زاد خشوع الجسد على القلب فهو عندنا نفاق. رواه في آخر باب صفة النفاق و المنافق من كتاب الايمان و الكفر من اصول الكافي (ص 289 ج 2 من الكافي المشكول).

و الظاهر أنّ المراد بالأمانة في المقام هو أمانة العامل على الصدقات بأن يقال: لمّا كان عليه السّلام بعث مخنف بن سليم على الصّدقة و اتّخذه أمينا على حفظها في غيابه و بعض الناس يخالف سرّهم علانيتهم قال ذلك تحريضا للأمين إلى أداء الأمانة و إخلاص العبادة. و لكلامه هذا أثر تامّ لمن يبعث على عمل و حفظ مال و نحوهما حيث لا يعلم ما يعمل إلّا اللّه الشهيد الحفيظ.

قوله عليه السّلام: (و أمره أن لا يجبههم- إلخ) أخذ عليه السّلام في بيان وظيفة العامل مع الخلق أمره أن لا يواجههم بما يكرهونه و لا يقول فيهم ما لم يكن فيهم بأن يقول مثلا: ما تعلق به الزكاة من أموالكم كان أكثر من ذلك و انّما كتمتموها منّى أو ما تدّعون من أنكم أدّيتم الزكاة لا أتقبّل منكم و إنّما تقولون به فرارا من الزكاة و نحوها، و أن لا يعرض عنهم تفضلا بالإمارة عليهم أى لا يوجب إمارته عليهم هذه الامور كما هو دأب من غرّته الإمارة. ثمّ علّل عليه السّلام ما أمره به بقوله:

(فإنّهم الاخوان في الدّين و الأعوان على استخراج الحقوق) فالاعراض عنهم و مقابلتهم بما يكرهون و الإفك فيهم يوجب تفرّقهم و تنفّر طباعهم، و تعطيل الحقوق و تفرقة الاخوان مستلزمة لتخريب البلدان، و تضييع الحقوق يؤدّى إلى مفاسد كثيرة، و قد أكّد عليه السّلام في مواضع كثيرة بتأدية حقوق الإخوان و مراعاة أحوالهم، و بيّن منزلتهم ببيانات شافية وافية، و كلامه عليه السّلام في ذلك في النهج مشحون.

قوله عليه السّلام: (و إنّ لك في هذه الصّدقة- إلخ) و ذلك لأنّ مخنف كان عامله على الصّدقة و قد قال عزّ من قائل في سورة التوبة: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».

ثمّ قال له: إنّ لك و لغيرك في هذه الصّدقات نصيبا مفروضا فوفّ حقوقهم كما أنّا موفّوك حقك فكما تحبّ أخذ حقك كاملا محفوظا فاحفظ حقوقهم و لا تخنهم و أدّها إليهم، و وصف الشركاء بأهل مسكنة و الضعفاء بذوى فاقة تحريضا للعامل على الشفقة عليهم و حفظ أموالهم و تأدية حقوقهم و عدم خيانته إيّاهم.

ثمّ حذّره عن سوء الخاتمه و نكال الاخرة بقوله: (و إلّا فانك- إلخ) أى و إن لم توفّ حقوقهم فإنك من أكثر الناس خصوما يوم القيامة. اى يكون خصومك أكثر الناس و هم مستحقّوا الزكاة من الفقراء و المساكين و غيرهم من أصناف المستحقّين.

ثمّ شدّد التحذير بقوله (و بؤسا لمن خصمه- إلخ) و الخصم هم أصناف المستحقين للزكاة كما هو الظاهر من كلامه عليه السّلام و هم في القرآن الكريم ثمانية إلّا أنّ المحقّق- ره- مال في الشرائع و جماعة إلى أنّهم سبعة أصناف ظنّا منهم أنّ الفقراء و المساكين صنف واحد و أنّ هذين اللفظين أعنى الفقراء و المساكين مترادفان و قد دريت في بيان اللّغة أنه و هم و الحقّ أنهما متغايران كما اختاره أكثر العلماء.

و ذكر أمير المؤمنين عليه السّلام أربعة أصناف منهم بلفظ القرآن و هم: الفقراء و المساكين و الغارمون و ابن السبيل و أشار إلى العاملين بقوله: و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا، فهؤلاء خمسة أصناف و بقيت ثلاثة أصناف منهم و هم المؤلّفة قلوبهم و الرقاب و في سبيل اللّه، و بقي من كلامه عليه السّلام أيضا السّائلون و المدفوعون.

فقال الشارح البحرينى: أنه عليه السّلام قد ذكر ههنا في معرض ايجاب الشفقة و الرحمة له خمسة: و هم الفقراء و المساكين و يدخل فيه السائلون، ثمّ المدفوعون و يشبه أن يريد بهم العاملين عليها و سمّاهم مدفوعين باعتبار أنّم يدفعون لجباية الصّدقات أو لأنّهم إذا أتوا إلى من لا زكاة عليه فسألوه هل عليه زكاة أم لا دفعهم عن نفسه و ذكرهم هنا بهذا الوصف لكونه وصف ذلّ و انقهار و كونه عليه السّلام في معرض الأمر بالشفقة عليهم. قال بعض الشارحين: أراد بهم الفقراء السائلين لكونهم يدفعون عند السؤال، ثمّ الغارم و ابن السبيل و انما ذكر هؤلاء الخمسة أو الأربعة لكونهم أضعف حالا من الباقين. انتهى كلامه.

و لكنّك علمت بما قدّمنا أنّ الأمير عليه السّلام أشار إلى العاملين عليها بقوله و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا فلا حاجة إلى التكلف الذي ارتكبه.

و قال الشارح المعتزلي: إنّه عليه السّلام إنّما أراد أن يذكر الأصناف المذكورة في الاية فترك ذكر المؤلّفة قلوبهم لأنّ سهمهم سقط بعد موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقد كان يدفع إليهم حين الإسلام ضعيف«» و قد أعزّه اللّه سبحانه فاستغنى عن تأليف قلوب المشركين و بقيت سبعة أصناف و هم الفقراء و المساكين و العاملون عليها و الرقاب و الغارمون و في سبيل اللّه و ابن السبيل، فأما العاملون عليها فقد ذكره عليه السّلام في قوله: و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مفروضا، فبقيت ستّة أصناف أتى عليه السّلام بألفاظ القرآن في أربعه أصناف منها و هى: الفقراء و المساكين و الغارم و ابن السبيل و أبدل لفظتين و هما الرقاب و في سبيل اللّه بلفظتين و هما السائلون و المدفوعون.

و قال: و السائلون ههنا الرقاب المذكورون في الاية و هم المكاتبون يتعذّر عليهم أداء مال الكتابة فيسئلون الناس ليتخلّصوا من ربقة الرّق و قيل: هم الاسارى يطلبون فكاك أنفسهم. و المدفوعون ههناهم الذين عناهم اللّه تعالى في الاية بقوله: و في سبيل اللّه، و هم فقراء الغزاة سمّاهم مدفوعين لفقرهم و المدفوع و المدفع الفقير لأنّ كلّ أحد يكرهه و يدفعه عن نفسه، و قيل: هم الحجيج المنقطع بهم سمّاهم مدفوعين لأنّهم دفعوا عن إتمام حجّهم أو دفعوا عن العود إلى أهلهم.

انتهى كلامه.

و أقول: إنّ في اختصاص سهم المؤلفة قلوبهم بزمان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كلاما أوّلا، و كذا في اختصاص المؤلفة قلوبهم بالمشركين ثانيا، و كذا في اختصاص الرقاب بالمكاتبين ثالثا، و كذا في اختصاص سبيل اللّه بفقراء الغزاة رابعا، و في كلّ واحد منها بحث فقهىّ يطول بالورود فيها الكتاب و ينجرّ إلى الاسهاب و انما الغرض الاشارة إليها حتى يراجع إلى محالها من شاء.

ثمّ إنّ اسلوب كلامه عليه السّلام على نسخة النهج يحكى بأنه ليس في مقام بيان أصناف مستحقّي الزكاة حتى يوجّه كلامه بتلك الوجوه، بل أتى بأربعة أصناف منهم هم أسوء حالا من غيرهم ترغيبا للعامل الى مراعاة أحوالهم و الشفقة عليهم.

و السائلون و المدفوعون الفقراء و المساكين إلّا أنّ السائل و المدفوع أسوء حالا من الفقراء و المسكين و المدفوع هو المطرود الذي يدفعه الناس و يطردونه و هو أسوء حالا من السائل و يؤيّده ما نقلنا من البحار آنفا من أنّ هذه الكلمة في بعض النسخ كانت المدقعين مكان المدفوعين و المدقع الملصق بالتراب. فكأنه عليه السّلام قال: بؤسا لمن خصمه عند اللّه هؤلاء الّذين بلغوا إلى هذا المبلغ من الفقر و الضعف و العجز.

نعم على نسخة الدعائم كما تقدّم في المصدر قد أتى بجميع أصناف المستحقين حيث قال: و إنّ لك في هذه الصّدقة حقا- إلى قوله: و لك فيها شركاء فقراء و مساكين و غارمون و مجاهدون و أبناء سبيل و مملوكون و متألفون- إلخ فعلى نسخة الدعائم معنى العبارة بيّن لا يقبل التأويل و التوجيه. و بعد اللتيّا و الّتي فان أبيت إلّا حمل كلامه في النهج على أصناف المستحقين أيضا فلا بدّ من شمول السائلين و المدفوعين على الأصناف الثلاثة الباقية أعنى المؤلّفة قلوبهم و الرقاب و في سبيل اللّه بأحد الوجوه المتقدّمة أو نحوها، و لا وجه لإخراج المؤلّفة قلوبهم.

ثمّ إنّه عليه السّلام قال في الوصيّة المتقدّمة لعامله: (ثمّ احذر إلينا ما اجتمع عندك نصيّره حيث أمر اللّه به) و قال لعامله في هذه الوصيّة: (و انّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم) و ظاهر كلامه ههنا يشعر بأنّه عليه السّلام أمر عامله هذا أعنى مخنف أن ينقل الصّدقات إلى مستحقّى بلدها اصفهان أو همدان و نواحيهما، و قد مرّ بعض المسائل الفقهية المربوطة في الوصيّة المتقدّمة منها جواز نقل مال الزكاة من بلد إلى بلد آخر فراجع.

قوله عليه السّلام: (و من استهان بالأمانة- إلخ) لا يخفى لطف كلامه عليه السّلام: (و رتع في الخيانة) فكانه عليه السّلام شبّه الخائن بدابّة ترعى في مرعى لا تتدبّر في مأكلها و مشربها و سوء خاتمتها.

قوله عليه السّلام: (فقد أخلّ بنفسه) أى أجحف بنفسها فالخائن لا يخون إلّا نفسه و كلّ نفس بما كسبت رهينة و إذا كشف الغطاء عن هذه النفس الدنية في يوم تبلى السرائر فهى أذلّ و أخزى لأنّها ليست في الاخرة إلّا ما كانت في الاولى و لا نتعبك بالبحث عن الجزاء في المعاد و إن شئت فراجع إلى كتابنا المسمى بالقيامة و نكتفي ههنا بنقل حديث شريف من الكلمة العلياء خاتم الأنبياء محمّد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله يهدى إلى الرشد لمن كان له قلب، رواه حملة الأحاديث في جوامعهم الروائيّة و نحن نأتي به من كتاب الأمالي للعالم الجليل قدوة المحدثين الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي قدّس سرّه و هو الحديث الرّابع من المجلس الأوّل منه رواه باسناده عن العلاء بن محمّد بن الفضل عن أبيه عن جدّه قال قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بنى تميم إلى النّبى صلّى اللّه عليه و آله فدخلت و عنده الصلصال بن الدلهمس فقلت: يا نبيّ اللّه عظنا موعظة ننتفع بها فانا قوم نعبر في البرية، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا قيس إنّ مع العزّ ذلا، و إنّ مع الحياة موتا و إنّ مع الدّنيا آخرة و إنّ لكلّ شي ء حسيبا و على كلّ شي ء رقيبا و إنّ لكلّ حسنة ثوابا و لكلّ سيّئة عقابا، و لكلّ أجل كتابا و إنّه لا بدّ لك يا قيس من قرين يدفن معك و هو حىّ و تدفن معه و أنت ميّت فان كان كريما أكرمك و إن كان لئيما أسلمك ثمّ لا يحشر إلّا معك و لا تبعث إلّا منه و لا تسئل إلّا عنه فلا تجعله إلّا صالحا فانه إن صلح انست به و إن فسد لا تستوحش إلّا منه و هو فعلك. فقال: يا نبىّ اللّه احبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب و ندّخره فأمر النّبيّ صلى اللّه عليه و آله من يأتيه بحسّان قال: فأقبلت افكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجي ء الحسّان فقلت: يا رسول اللّه قد حضرتنى أبيات أحسبها توافق ما تريد فقلت:

تخيّر خليطا من فعالك انما قرين الفتى في القبر ما كان يفعل

و لا بدّ بعد الموت من أن تعدّه

ليوم ينادى المرء فيه فيقبل

فان كنت مشغولا بشي ء فلا تكن بغير الذي يرضى به اللّه تشغل

فلن يصحب الانسان من بعد موته

و من قبله إلّا الّذي كان يعمل

ألا إنّما الانسان ضيف لأهله يقيم قليلا بينهم ثمّ يرحل

و هذا الحديث و إن كان كلّه نورا و كلّ واحدة من جملها تفتح بابا من الحقيقة و تشير إلى سرّ لأهله و مع ذلك فينبغي لك التأمل جدا في قوله صلّى اللّه عليه و آله: و إنّ مع الدّنيا آخرة و لم يقل: و إنّ بعد الدّنيا آخرة حتّى يجعل الاخرة في طول الدّنيا الزمانىّ فافهم، و في قوله: من قرين يدفن معك و هو حىّ، و قوله: لا يحشر إلّا معك، و قوله: لا تستوحش إلّا منه، لا سيما في قوله: و هو فعلك أى ذلك القرين الحىّ المحشور معك هو فعلك. و نعم ما قيل:

نهفته معنى نازك بسى است در خط يار تو فهم آن نكنى اى أديب من دانم

و في آخر الباب الخامس من إرشاد القلوب للديلمى- ره- : قال قيس بن عاصم وفدت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في جماعة من تميم فقال لي: اغتسل بماء و سدر فاغتسلت ثمّ رجعت إليه فقلت: يا رسول اللّه عظنا موعظة ننتفع بها فقال: يا قيس إنّ مع العزّ ذلّا- إلخ، انتهى. و قال ابن الأثير في اسد الغابة: إنه أسلم فأمره النّبي صلى اللّه عليه و آله أن يغتسل بماء و سدر.

و من الحديث يعلم أنّ قيس بن عاصم كان رجلا فهيما عاقلا لائقا بأن يخاطب بهذه الجمل و يلقى إليه تلك الصحيفة المكرّمة و الموعظة الحسنة بل الحكمة العالية المتعالية، و كان وفوده إلى النّبي صلّى اللّه عليه و آله سنة تسع من الهجرة و هو الّذي قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: هذا سيّد أهل الوبر. و كان سيّدا شريفا جوادا عاقلا مشهورا بالحلم، و هو الذي رثاه عبدة الطبيب بقوله:

عليك سلام اللّه قيس بن عاصم و رحمته ما شاء أن يترّحما

تحيّة من أوليته منك نعمة

إذا زار عن شحط بلادك سلّما

فما كان قيس هلكه هلك واحد و لكنّه بنيان قوم تهدّما

و كان قيس بن عاصم قد حرّم على نفسه الخمر في الجاهليّة و كان سبب ذلك أنه غمز عنكة ابنته و هو سكران و سبّ أبويها، و رأى القمر فتكلّم، و أعطى الخمّار كثيرا من ماله، فلمّا أفاق اخبر بذلك فحرّمها على نفسه و قال فيها أشعارا منها قوله:

رأيت الخمر صالحة و فيها خصال تفسد الرجل الحليما

فلا و اللّه أشربها صحيحا

و لا أشفى بها أبدا سقيما

و لا أعطى بها ثمنا حياتى و لا أدعو لها أبدا نديما

فانّ الخمر تفضح شاربيها

و تجنيهم بها الأمر العظيما

و أراد بالرجل الحليم نفسه فإنّه كان بالحلم مشهورا، قيل للأحنف بن قيس ممّن تعلّمت الحلم قال: من قيس بن عاصم المنقرىّ رأيته يوما قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدّث قومه إذ اتي برجل مكتوف، و آخر مقتول فقيل له: هذا ابن أخيك قتل ابنك، قال: فو اللّه ما حلّ حبوته و لا قطع كلامه، فلمّا أتمّه التفت إلى ابن أخيه، فقال: يا ابن أخى بئس ما فعلت أثمت بربّك و قطعت رحمك و قتلت ابن عمّك و رميت نفسك بسهمك ثمّ قال لابن له آخر: قم يا بنىّ فوار أخاك و حلّ كتاف ابن عمّك و سق إلى امّك مائة ناقة دية ابنها فانها غريبة.

و لمّا حضرته الوفاة دعا بنيه فقال: يا بنيّ احفظوا عنّي فلا أحد أنصح لكم منّى إذا متّ فسوّدوا كباركم و لا تسوّدوا صغاركم فيسفّه الناس كباركم و تهونون عليهم، و عليكم بإصلاح المال فإنّه منبهة للكريم و يستغنى به عن اللئيم، و إيّاكم و مسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل و أوصى عند موته فقال: إذا أنا متّ فلا تنوحوا علىّ فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم ينح عليه.

و كان قيس هذا أوّل من وأد و جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال: إنى و أدت ثمانى بنات لي في الجاهلية فقال: اعتق عن كلّ واحدة منهنّ رقبة قال: إنى صاحب إبل قال صلّى اللّه عليه و آله: إن شئت عن كلّ واحدة منهنّ بدنة. كما في الإصابة.

و في اسد الغابة: روي عنه أنّه قال للنّبي صلّى اللّه عليه و آله: إنى و أدت اثنتي عشرة بنتا أو ثلاث عشرة بنتا فقال له النّبي صلّى اللّه عليه و آله: اعتق عن كلّ واحدة منهنّ نسمة. و في المقام ينبغي أن يبحث عن الدّية و لكن الكلام يجرّ الكلام.

و يليق أن ينظر في شأن قيس هذا حيث كان أوّل الأمر ممّن يأد بناته قال عزّ من قائل: «وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ. يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ» (النحل 60) ثمّ هدي بالقرآن الكريم إلى الدّين القويم، نعم إنّ هذا القرآن يهدى للّتي هي أقوم، و كان ممّن حرّم على نفسه الخمر في الجاهلية و من أمره هذا و من حلمه و كلامه يعلم فخامة قدره و قدر ذكائه و فطنته.

و قد كان غير واحد من اولى الدراية حرّموا على أنفسهم الخمر في الجاهلية منهم عثمان بن مظعون و قال: لا أشرب شرابا يذهب عقلى، و يضحك بى من هو أدنى منّى، و يحملني أن أنكح كريمتى.

و منهم العباس بن مرداس فانه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في قوتك و جرأتك، قال: لا اصبح سيّد قومى و أمسى سفيهها لا و اللّه لا يدخل جوفي شي ء يحول بينى و بين عقلى أبدا. و قد أتى بعدّة منهم ابن الأثير في ترجمة العباس هذا من اسد الغابة.

قوله عليه السّلام: (و انّ أعظم الخيانة- إلخ) و ذلك لأنّ الخيانة في نفسها قبيحة و إن كان في حقّ من لا يثق بك، فهى في حقّ من اعتمد عليك و وثق بك و استأمنك أقبح و أفحش و أعظم عقوبة و نكالا في الاولى و الاخرة، و كذلك الكلام في الغشّ.

و كذلك على نسخة الامّة مكان الأمنة و لكن في الأمنة لطفا ليس في الامّة كما هو مختارنا الموافق لنسخة الرضى رضوان اللّه عليه. و معنى العبارة على هذا الوجه يصحّ إن كان المصدر مضافا إلى المفعول و قد اختاره الفاضل الشارح المعتزلي حيث قال: و خيانة الامّة مصدر مضاف إلى المفعول به لأنّ الساعي اذا خان فقد خان الامّة كلّها، و كذلك غشّ الأئمّة مصدر مضاف إلى المفعول أيضا لأنّ الساعى إذا غشّ في الصّدقة فقد غشّ الامام انتهى.

و أقول: قد تقدّم أنّ العبارة إذا كانت الامّة فالجملة الاولى لا تحتمل إلّا إضافة المصدر إلى المفعول به، و تجعل الثّانية على وزانها أيضا حتّى يصير الكلام على نسق واحد. و لكنّ حقّ التدبر في الكلام و سياق العهد و اسلوبه تنادي بأنّ الصواب هو الأمنة و أنّ الاضافة في الجملتين إلى الفاعل أولى إن لم تكن متعيّنة.

و انظريا باغى الرشاد و طالب السداد في هذا العهد الشريف حيث صدّره عليه السّلام بتقوى اللّه في بواطن الامور و الأعمال مشيرا إلى أنّ اللّه هو الشهيد الوكيل فينبغي لعبد اللّه أن يكون عند اللّه مطلقا و لا يكون من الغافلين أوّلا، ثمّ أمر بترك الرياء و النفاق المؤدّى إلى الاخلاص ثانيا، ثمّ أمر بالشفقة على الرعيّة و نهى عن التكبر و التطاول عليهم بسبب الإمارة عليهم ثالثا، ثمّ أوصى في حفظ حقوقهم و تأديتها إليهم إن أحبّ ألّا يكون خصمه عند اللّه يوم القيامة هؤلاء المساكين رابعا، ثمّ حذّر من استهان بالأمانة بعذاب الاخرة، و خيانته لنفسه خامسا، و كما صدّر عهده بتقوى اللّه تعالى كذا عقّبه بالزهد في الدّنيا و تزكية النفس عن الأدران النفسانية و الأوساخ الدّنيوية حيث قال: و لم ينزّه نفسه و دينه عنها إلخ. سادسا، و ختمه بذمّ خيانة الأمنة و غشّ الأئمة سابعا. نعم هكذا و اللّه كلام من اجتباه اللّه تعالى ليستنقذ عباده من الضلالة و الجهالة. و الحمد للّه وليّ التوفيق و بيده أزمّة التحقيق.

ثمّ إنّ لمستحقّى الزكاة من الأصناف الثمانية شروطا مذكورة مشروحة في الكتب الفقهية فلا نتعبك بعنوان نامه 26 نهج البلاغهها و البحث عنها.

الترجمة

از جمله عهد آن حضرت عليه السّلام است كه آنرا به يكى از عمّالش هنگامى كه او را براى جمع زكاة فرستاده مرقوم فرمود: امر كرد او را كه در امور پنهان و اعمال پوشيده اش با تقوى باشد چه گواهى جز خدا و وكيلى سواى او نيست.

و امر كرد او را كه در آشكار طاعتى بجا نياورد كه در پنهان خلاف آنرا مرتكب شود، و هر كه پنهان و آشكارش و كردار و گفتارش دو گونه و خلاف هم نيست امانت را ادا كرد و عبادت را به اخلاص گذرانده.

و امر كرد او را كه دست رد به پيشانى مردم نزند و نابايست و ناخوش بر آنها پيش نياورد، و بدانها بهتان نزند و بر آنها دروغ نبندد. و از جهت إمارت و حكومت بر آنان از ايشان روى برنگرداند چه آنان برادران دينى و ياوران بر گرفتن حقوق هستند.

و همانا كه براى تو در اين زكاة بهره واجب و حقى معلوم است، و مر تو را انبازان درويش، و ناتوان تهيدست در اين مال است، و ما حق تو را بتمام مى دهيم پس تو هم حق ايشان را بتمام و كمال بپرداز، و گرنه خصم تو در روز رستاخيز مردم بسيار خواهند بود. و بدا بكسى كه خصم او نزد خدا فقرا و مساكين و سائلان و رانده شدگان و وامداران و رهگذريان باشند، و آنكه امانت را خوار دارد و در خيانت چرا كند و خودش را و دينش را از آن پاك نسازد بخودش در دنيا ستم كرد و در آخرت هم خويشتن را زبون و رسوا ساخت. و همانا كه بزرگترين خيانت خيانت كسى است كه ديگران بر وى اعتماد دارند، و زشت ترين غشّ كردن غشّ كردن پيشوايان است.

( . منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج17، ص 35-58)

شرح لاهیجی

الكتاب 24

و من عهد له (- ع- ) الى بعض عمّاله و قد بعثه على الصّدقة و از وصيّت امير المؤمنين عليه السّلام است بسوى بعضى از كاركنانش و حال آن كه بر انگيخته بود او را بر جمع كردن زكاة امره بتقوى اللّه فى سرائر اموره و خفيّات اعماله حيث لا شهيد غيره و لا وكيل دونه و امره ان لا يعمل بشي ء من طاعة اللّه فيما ظهر فيخالف الى غيره فيما اسرّ و من لم يختلف سرّه و علانيته و فعله و مقالته فقد ادّى الامانة و اخلص العبادة و امره ان لا يجبههم و لا يرغب عنهم تفضّلا بالإمارة عليهم فانّهم الإخوان فى الدّين و الأعوان على استخراج الحقوق يعنى امر ميكنم او را بترسيدن از خدا در نهايتهاى كارهاى او و پنهانى عملهاى او در جائى كه حاضر نيست غير از خدا و نگاهبانى نيست سواى خدا و امر ميكنم او را باين كه عمل نكند بچيزى از طاعت خدا در وقتى كه آشكار است پس مخالفت كند بسوى غير او در وقتى كه پنهانست از مردم و كسى كه مختلف نيست نهان او و آشكار او و كردار و گفتار او پس بتحقيق كه اداء كرده است امانت خدا را و خالص و پاك گردانيده است عبادت را و امر ميكنم او را باين كه مواجه نشود بنحو بدانيده ايشان را و بهتان نزد ايشان را و رو نگرداند از ايشان از روى زيادتى داشتن بر ايشان بسبب منصب امارت پس بتحقيق كه ايشان برادرانند در دين و يارى گردانند در بيرون آوردن حقّهاى مستحقّين و انّ لك فى هذه نصيبا مفروضا و حقّا معلوما و شركاء اهل مسكنة و ضعفاء ذوى فاقة و انّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم و الّا فانّك من اكثر النّاس خصوما يوم القيمة و بؤسا لمن خصمه عند اللّه الفقراء و المساكين و السّائلون و المدفوعون و الغارم و ابن السّبيل و من استهان بالامانة و رتع فى الخيانة و لم ينزّه نفسه و دينه عنها فقد احلّ بنفسه الخزى فى الدّنيا و هو فى الأخرة اذلّ و اخزى و انّ اعظم الخيانة خيانة الامّة و افظع الغشّ غشّ الأئمّة و السّلام يعنى بتحقيق كه از براى تو است در اين مال زكاة رسد واجبى و حقّ معيّنى و شريكان اهل فقرى و ضعيفان صاحبان احتياجى و بتحقيق كه ما رساننده ايم بتو حقّ تو را پس برسان تو بايشان حقّ ايشان را و اگر نه رسانى پس بتحقيق كه خواهى بود از بيشتر دشمنان دارندگان مردمان در روز قيامت يعنى بيشتر مردمان كه فقراء و مساكين و ضعفاء و ذوى الحقوق باشند دشمنان تو خواهند بود در روز قيامت و شدّت و مضرّت حاصلست از براى كسى كه دشمنى كنند با او در نزد خدا فقيران و مسكينان و سؤال كنندگان و ممنوع شدگان زكاة و قرض داران و از راه واماندگان و كسى كه خوار گرداند امانت را و بچرد و بخورد در خيانت كردن امانت و پاك نسازد نفس خود را و دين خود را از خيانت كردن پس بتحقيق جا داده است نفس خود را در فضيحت و رسوائى در دنيا و حال آن كه او در اخرت خارتر و رسواتر است و بتحقيق كه بزرگتر خيانت كردن خيانت كردن اين امّتست و زشت ترين مغشوش كردن و چشم پوشاندن چشم پوشى امامان و پيشوايانست و سلام بر تو باد

( . شرح نهج البلاغه لاهیجی، ص 245)

شرح ابن ابی الحدید

26 و من عهد له ع إلى بعض عماله- و قد بعثه على الصدقة

آمُرُهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي سَرَائِرِ أَمْرِهِ وَ خَفِيَّاتِ عَمَلِهِ- حَيْثُ لَا شَاهِدَ غَيْرُهُ وَ لَا وَكِيلَ دُونَهُ- وَ آمُرُهُ أَلَّا يَعْمَلَ بِشَيْ ءٍ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فِيمَا ظَهَرَ- فَيُخَالِفَ إِلَى غَيْرِهِ فِيمَا أَسَرَّ- وَ مَنْ لَمْ يَخْتَلِفْ سِرُّهُ وَ عَلَانِيَتُهُ وَ فِعْلُهُ وَ مَقَالَتُهُ- فَقَدْ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ- وَ آمُرُهُ أَلَّا يَجْبَهَهُمْ وَ لَا يَعْضَهَهُمْ- وَ لَا يَرْغَبَ عَنْهُمْ تَفَضُّلًا بِالْإِمَارَةِ عَلَيْهِمْ- فَإِنَّهُمُ الْإِخْوَانُ فِي الدِّينِ- وَ الْأَعْوَانُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الْحُقُوقِ- وَ إِنَّ لَكَ فِي هَذِهِ الصَّدَقَةِ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَ حَقّاً مَعْلُوماً- وَ شُرَكَاءَ أَهْلَ مَسْكَنَةٍ وَ ضُعَفَاءَ ذَوِي فَاقَةٍ- وَ إِنَّا مُوَفُّوكَ حَقَّكَ فَوَفِّهِمْ حُقُوقَهُمْ- وَ إِلَّا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ خُصُوماً يَوْمَ الْقِيَامَةِ- وَ بُؤْسَى لِمَنْ خَصْمُهُ عِنْدَ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَ الْمَسَاكِينُ- وَ السَّائِلُونَ وَ الْمَدْفُوعُونَ وَ الْغَارِمُونَ وَ ابْنُ السَّبِيلِ- وَ مَنِ اسْتَهَانَ بِالْأَمَانَةِ وَ رَتَعَ فِي الْخِيَانَةِ- وَ لَمْ يُنَزِّهْ نَفْسَهُ وَ دِينَهُ عَنْهَا- فَقَدْ أَحَلَّ بِنَفْسِهِ الذُّلَّ وَ الْخِزْيَ فِي الدُّنْيَا- وَ هُوَ فِي الآْخِرَةِ أَذَلُّ وَ أَخْزَى- وَ إِنَّ أَعْظَمَ الْخِيَانَةِ خِيَانَةُ الْأُمَّةِ- وَ أَفْظَعَ الْغِشِّ غِشُّ الْأَئِمَّةِ وَ السَّلَامُ حيث لا شهيد و لا وكيل دونه يعني يوم القيامة- . قوله ألا يعمل بشي ء من طاعة الله فيما ظهر- أي لا ينافق- فيعمل الطاعة في الظاهر و المعصية في الباطن- . ثم ذكر أن الذين يتجنبون النفاق و الرياء هم المخلصون- . و ألا يجبههم لا يواجههم بما يكرهونه- و أصل الجبه لقاء الجبهة أو ضربها- فلما كان المواجه غيره بالكلام القبيح- كالضارب جبهته به سمي بذلك جبها- . قوله و لا يعضههم أي لا يرميهم بالبهتان و الكذب- و هي العضيهة- و عضهت فلانا عضها- و قد عضهت يا فلان أي جئت بالبهتان- قوله و لا يرغب عنهم تفضلا- يقول لا يحقرهم ادعاء لفضله عليهم- و تمييزه عنهم بالولاية و الإمرة- يقال فلان يرغب عن القوم- أي يأنف من الانتماء إليهم أو من المخالطة لهم- .

و كان عمر بن عبد العزيز يدخل إليه سالم مولى بني مخزوم- و عمر في صدر بيته فيتنحى عن الصدر- و كان سالم رجلا صالحا- و كان عمر أراد شراءه و عتقه فأعتقه مواليه- فكان يسميه أخي في الله فقيل له أ تتنحى لسالم- فقال إذا دخل عليك من لا ترى لك عليه فضلا- فلا تأخذ عليه شرف المجلس- و هم السراج ليلة بأن يخمد- فوثب إليه رجاء بن حيوة ليصلحه- فأقسم عليه عمر بن عبد العزيز فجلس- ثم قام عمر فأصلحه- فقال له رجاء أ تقوم أنت يا أمير المؤمنين قال نعم- قمت و أنا عمر بن عبد العزيز- و رجعت و أنا عمر بن عبد العزيز

قال رسول الله ص لا ترفعوني فوق قدري- فتقولوا في ما قالت النصارى في ابن مريم- فإن الله عز و جل اتخذني عبدا- قبل أن يتخذني رسولا

- . ثم قال إن أرباب الأموال- الذين تجب الصدقة عليهم في أموالهم إخوانك في الدين- و أعوانك على استخراج الحقوق- لأن الحق إنما يمكن العامل استيفاؤه- بمعاونة رب المال و اعترافه به و دفعه إليه- فإذا كانوا بهذه الصفة- لم يجز لك عضههم و جبههم و ادعاء الفضل عليهم- . ثم ذكر أن لهذا العامل نصيبا مفروضا من الصدقة- و ذلك بنص الكتاب العزيز- فكما نوفيك نحن حقك- يجب عليك أن توفي شركاءك حقوقهم- و هم الفقراء و المساكين و الغارمون- و سائر الأصناف المذكورة في القرآن- و هذا يدل على أنه ع قد فوضه- في صرف الصدقات إلى الأصناف المعلومة- و لم يأمره بأن يحمل ما اجتمع إليه- ليوزعه هو ع على مستحقيه كما في الوصية الأولى- و يجوز للإمام أن يتولى ذلك بنفسه- و أن يكله إلى من يثق به من عماله- . و انتصب أهل مسكنة لأنه صفة شركاء- و في التحقيق أن شركاء صفة أيضا موصوفها محذوف- فيكون صفة بعد صفة- . و قال الراوندي انتصب أهل مسكنه- لأنه بدل من شركاء- و هذا غلط لأنه لا يعطي معناه ليكون بدلا منه- . و قال أيضا بؤسى أي عذابا و شدة- فظنه منونا و ليس كذلك- بل هو بؤسى على وزن فعلى- كفضلى و نعمى و هي لفظة مؤنثة- يقال بؤسى لفلان- قال الشاعر

أرى الحلم بؤسى للفتى في حياته و لا عيش إلا ما حباك به الجهل

و السائلون هاهنا هم الرقاب المذكورون في الآية- و هم المكاتبون يتعذر عليهم أداء مال الكتابة- فيسألون الناس ليتخلصوا من ربقة الرق- و قيل هم الأسارى يطلبون فكاك أنفسهم- و قيل بل المراد بالرقاب في الآية الرقيق- يسأل أن يبتاعه الأغنياء فيعتقوه- و المدفوعون هاهنا هم الذين عناهم الله تعالى في الآية- بقوله وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ و هم فقراء الغزاة- سماهم مدفوعين لفقرهم- و المدفوع و المدفع الفقير- لأن كل أحد يكرهه و يدفعه عن نفسه- و قيل هم الحجيج المنقطع بهم- سماهم مدفوعين لأنهم دفعوا عن إتمام حجهم- أو دفعوا عن العود إلى أهلهم- . فإن قلت لم حملت كلام أمير المؤمنين ع على ما فسرته به- قلت- لأنه ع إنما أراد أن يذكر الأصناف المذكورة في الآية- فترك ذكر المؤلفة قلوبهم- لأن سهمهم سقط بعد موت رسول الله ص- فقد كان يدفع إليهم حين الإسلام ضعيف- و قد أعزه الله سبحانه- فاستغنى عن تأليف قلوب المشركين- و بقيت سبعة أصناف و هم الفقراء و المساكين- و العاملون عليها و الرقاب- و الغارمون و في سبيل الله و ابن السبيل- . فأما العاملون عليها فقد ذكرهم ع في قوله- و إن لك في هذه الصدقة نصيبا مفروضا- فبقيت ستة أصناف- أتى ع بألفاظ القرآن في أربعة أصناف منها- و هي الفقراء و المساكين و الغارم و ابن السبيل- و أبدل لفظتين و هما الرقاب و في سبيل الله بلفظتين- و هما السائلون و المدفوعون- . فإن قلت ما يقوله الفقهاء في الصدقات- هل تصرف إلى الأصناف كلها- أم يجوز صرفها إلى واحد منها- . قلت أما أبو حنيفة فإنه يقول- الآية قصر لجنس الصدقات على الأصناف المعدودة- فهي مختصة بها لا تتجاوزها إلى غيرها- كأنه تعالى قال إنما هي لهم لا لغيرهم- كقولك إنما الخلافة لقريش- فيجوز أن تصرف الصدقة إلى الأصناف كلها- و يجوز أن تصرف إلى بعضها- و هو مذهب ابن عباس و حذيفة- و جماعة من الصحابة و التابعين- و أما الشافعي- فلا يرى صرفها إلا إلى الأصناف المعدودة كلها- و به قال الزهري و عكرمة- . فإن قلت فمن الغارم و ابن السبيل- . قلت الغارمون الذين ركبتهم الديون- و لا يملكون بعدها ما يبلغ النصاب- و قيل هم الذين يحملون الحمالات فدينوا فيها و غرموا- و ابن السبيل المسافر المنقطع عن ماله- فهو و إن كان غنيا حيث ماله موجود- فقير حيث هو بعيد- . و قد سبق تفسير الفقير و المسكين فيما تقدم- . قوله فقد أحل بنفسه الذل و الخزي- أي جعل نفسه محلا لهما- و يروى فقد أخل بنفسه بالخاء المعجمة- و لم يذكر الذل و الخزي أي جعل نفسه مخلا- و معناه جعل نفسه فقيرا- يقال خل الرجل إذا افتقر- و أخل به غيره و بغيره أي جعل غيره فقيرا- و روي أحل بنفسه بالحاء المهملة- و لم يذكر الذل و الخزي- و معنى أحل بنفسه أباح دمه- و الرواية الأولى أصح- لأنه قال بعدها و هو في الآخرة أذل و أخزى- . و خيانة الأمة مصدر مضاف إلى المفعول به- لأن الساعي إذا خان فقد خان الأمة كلها- و كذلك غش الأئمة مصدر مضاف إلى المفعول أيضا- لأن الساعي إذا غش في الصدقة فقد غش الإمام

( . شرح نهج البلاغه ابن ابی الحدید، ج15، ص 158-162)

شرح نهج البلاغه منظوم

(26) و من عهد لّه عليه السّلام (إلى بعض عمّاله، و قد بعثه على الصّدقة:)

امره بتقوى اللَّه في سرائر أمره و خفيّات عمله، حيث لا شاهد غيره، و لا وكيل دونه.

و امره أن لّا يعمل بشي ء مّن طاعة اللَّه فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ، و من لّم يختلف سرّه و علانيته و فعله و مقالته فقد أدّى الأمانة، و أخلص العبادة.

و امره أن لّا يجبههم و لا يعضههم، و لا يرغب عنهم تفضّلا بالإمارة عليهم، فإنّهم الأخوان في الدّين، و الأعوان على استخراج الحقوق.

و إنّ لك في هذه الصّدقة نصيبا مّفروضا، وّ حقّا مّعلوما، و شركاء أهل مسكنة، وّ ضعفاء ذوى فاقة، و إنّا موفّوك حقّك فوفّهم حقوقهم، و إلّا فإنّك من أكثر النّاس خصوما يّوم القيامة، و بؤسا لّمن خصمه عند اللَّه الفقراء و المساكين، و السّائلون و المدفوعون و الغارم و ابن السّبيل و من استهان بالأمانة، و رتع في الخيانة و لم ينزّه نفسه و دينه عنها، فقد أحلّ بنفسه في الدّنيا الذّلّ و الخزى، و هو في الأخرة أذلّ و أخزى، و إنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة و أفظع الغشّ غشّ الأئمّة، و السّلام.

ترجمه

از پيمانى است كه آن حضرت عليه السّلام بر برخى از كاركنانش نهاد، هنگامى كه او را براى گرد آوردن زكاة (واجبه بسوى مردم) مى فرستاد.

(اكنون كه يكى از كارگذاران خويش را براى جمع كردن صدقات مى فرستم) او را امر ميكنم بترس و پرهيز از خداوند، در نهانيها و پوشيدگيهاى كارهايش، آنجا كه بغير خدا گواهى، و بجز او نگهبانى نيست (او بايد قيامت را نصب العين خويش قرار داده، و بداند كه خدا جزاى نيك و بد كارهايش را بزودى بوى خواهد داد) و نيز او را فرمان مى دهم كه چيزى از طاعت خداى را بهنگام پيدائى بجاى نياورد، در صورتى كه به پنهانى خلاف كرده، و جز آنرا بجاى مى آورد (دست از ريا و سمعه و دغلكارى كشيده، در ظاهر براى فريب مردم خود را زاهد وانمود نكرده، و در پنهان طورى ديگر باشد زيرا) هر كه نهان و پيدا و كردار و گفتارش با هم اختلاف نداشته باشد، البتّه چنين كس عبادت را پاكيزه و خالص گذارده است و نيز او را فرمان ميرانيم كه (در برخورد با مردمى كه در حوزه مأموريّت وى واقع اند) با آنان بطرزى زشت برخورد نكرده، و بباد دشنامشان نگرفته، و بواسطه برترى فرمانروائى، و رياستى كه بر آنان دارد، (از روى حقارت و تندى) روى از آنان بر نتابد، زيرا آنان برادران و ياريگران و حقوق، (مستحقّين) را استخراج كنندگانند (اين كارگرانند كه با كارفرما در حكم واحد و هر دو لازم و ملزوم يكديگراند و كار فرمايان و رؤساء هيچگاه نبايستى از روى كبر و عجب در آنان بنگرند، زيرا كه كاخهاى آسمان خراش آنان در اثر زحمات ساليان دراز اينان سرپا و بساط زندگانيشان از خون دل آنها رنگين است اى مرد مامور) بايد بدانى كه در اين صدقه و زكاة (كه آن را از مردم مى گيرى) براى تو نيز سهمى واجب و حقّى معيّن و معلوم ميباشد، بايد بدانى كه تو هم يكى از شركاء فقرا، و ناتوانان نيازمند مى باشى (و در حقوق خدائى كه از مردم مى گيرى) البّته ما نيز حقّ ترا خواهيم پرداخت، پس تو نيز حق را بآنان بپرداز، و گر نه در فرداى قيامت پردشمن ترين مردم خواهى بود، و اى (صد واى) بر آن كسى كه بهنگام رستاخيز در نزد خداوند (جهان) فقراء و بينوايان و بيچارگان و ممنوعان از حق و مقروضان، و واماندگانش دشمن باشند (اى كسى كه امين من هستى دانسته باش) هر آنكه امانت را خوار شمرد و (عرصه گاه) خيانت را چراگاه خودش قرار داد، خودش و دينش را از آن خيانت پاكيزه ننمود، بديهى است چنين كسى رسوائى جهان را بخودش راه داده، و اين كس در آن جهان خوارتر و رسواتر است، براستى كه بزرگترين خيانت خيانت امّت (در باره يكديگر) است، و زشت ترين غشّها و آميختگيها غش و چشم پوشى پيشوايان (از خيانتها و زشت كاريهاى امّت) است.

نظم

  • براى جمع حقّ حق يكى سال يكى را شاه دين مى داشت ارسال
  • گهر از لعلهاى شكّرين سفتبدو بنهاد پيمان و چنين گفت
  • بتقوايت دهم من امر و دستور به پرهيز از خداوندى تو مأمور
  • بهر كار ار هويدا ور نهان استبدان آن نزد حق نيكو عيان است
  • هويدا هست بر وى راز كونين پس آن را داشت بايد نصب عينين
  • بهر كارى ز خير و شرّ به محشرچو بدهد مزد و كيفر ذات داور
  • پس آن بهتر كه گر طاعت گذارد كسى جز از براى حق نيارد
  • بتن برد رياكارى نپوشد براه خود نماياندن نكوشد
  • نباشد مشرك و نبود منافقدرون را با برون سازد مطابق
  • نگردد در عمل سوى تفاخر دغلكارى نباشد پر تظاهر
  • ره حق را رود با خير و نيكىنگيرد از براى حق شريكى
  • هويدا و نهان گفتار و كردار كند با هم يكى اندر همه كار
  • زبان و دل كس ار با هم يكى داشتعبادت كرد و تخم بندگى كاشت
  • ز كشت خود بفردا خوشه چيند بتخت شاهى از طاعت نشيند
  • بدست آنكه از من هست فرمانببايد بشنود فرمانم از جان
  • بروى زير دستان خوش بخندد تطاول را برخشان در به بندد
  • نگيردشان به بهتان و نكوهشنسازد قلبشان از كين پر آتش
  • بمردم چون ورا باشد امارت نه بيندشان بجز دىّ و حقارت
  • نتابد چهره از آنان به تندىنخيزد بهر حاجتشان به كندى
  • كه با وى جمله هم پشت اند و ياور برابر در حق و در دين برادر
  • بياريشان بكارش هست محتاجكنند از بهر وى هر مال اخراج
  • بدانكه كارگر با كار فرما ز يكديگر نباشندى مجزّا
  • بهم هستند چون ملزوم و لازمحقوق هر دو تا با هم ملازم
  • ببايد در ره نيكى بكوشند نه فخر و نازها بر هم فروشند
  • از آن يك مال و زين يك دست و بازو استبجسم اجتماع از اين دو نيرو است
  • جهان را زين دو برپا زندگانى است خوش و رنگين بساط كامرانى است
  • سوى آن مردمى كاكنون روانىتو اين نكته ز من بايد بدانى
  • رعايا كه باتيان صلاتند ز ديندارى بايتاء زكات اند
  • از آنان سيم و زر هر چه ستاندىبمن بى كاهش و نقصش رساندى
  • شريك استى تو هم با بينوايان حقوقى نزد من دارى چو آنان
  • فقيران را كنم هر قدر پرداختبدان اندازه خواهم كار تو ساخت
  • نه سهم تو از آنان كم نه بيش است على (ع) از هر كس اندر عدل پيش است
  • خودت را از حق گذاران نزد ما كنبنا بر اين تو هم حقشان ادا كن
  • حقوق بينوايان را به پرداز به رخشان بيجهت پنجه مينداز
  • كز آنان گر كه حق را باز گيرىخودت را با ستم انباز گيرى
  • فقيران جملگى در نزد ذو المن بجان فردا تو را خصم اند و دشمن
  • هلا هر كس حقوق قرض دارانربود و برد مال بينوايان
  • بجان زير دستان آتش افروخت كه تا اندر چراغش روغنى سوخت
  • به پيكرشان بسى چوب ستم آختستونى تا بزير قصرش افراخت
  • هزاران نقش باطل كرد ترسيم بهم شد تا ز برقش تار هر سيم
  • جگرها شد از او در خون دل غرقمنوّر تا كه آمد كاخش از برق
  • برستاخيز و فردا فرد قهّار كشد زو سخت كيفرهاى بسيار
  • سر پل ذات ايزد را مقام استستمگر را بكار انتقام است
  • امانت را هر آن كس خوار بشمرد بصحراى خيانت روى آورد
  • ز بدبختى تن و جان را بفرسوداز آن زشتى خودش پاكيزه ننمود
  • چنين كس در دو گيتى خوار و رسوا است ز هر كس خوارتر اين كس بفردا است
  • هلا بدتر خيانت نزد داوركه باشد كيفرش از هر چه بدتر
  • خيانتهاى امّت هست با هم وز اين ره هر چه بدبختى فراهم
  • خيانت رشته ها را بگسلاندبروى خاك هر امّت نشاند
  • نمايد بر طرف حسن تفاهم كند ايجاد دورىّ و تخاصم
  • در آميزد بهم هر زشت زيباكند در بين مردم كينه برپا
  • ز هر غشى بگيتى زشت تر غش كه اندر جان خلق افروزد آتش
  • بود آن غش كه پوشد پيشوا چشمنگيرد بر ستمگر بهر حق خشم
  • ستمكش را چو او ننمود يارى شود در ملك پيدا زشت كارى
  • ز نيكى بسته گردد درگه و بابشود عدل از ميان يكباره ناياب

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج7، ص 99-104)

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

جدیدترین ها در این موضوع

No image

نامه 69 نهج البلاغه : نامه به حارث هَمْدانى در پند و اندرز

نامه 69 نهج البلاغه اشاره دارد به "نامه به حارث هَمْدانى در پند و اندرز " .
No image

نامه 70 نهج البلاغه : روش برخورد با پديده فرار

موضوع نامه 70 نهج البلاغه درباره "روش برخورد با پديده فرار" است.
No image

نامه 71 نهج البلاغه : سرزنش از خيانت اقتصادى

نامه 71 نهج البلاغه به موضوع "سرزنش از خيانت اقتصادى" می پردازد.
No image

نامه 72 نهج البلاغه : انسان و مقدّرات الهى

نامه 72 نهج البلاغه موضوع "انسان و مقدّرات الهى" را بررسی می کند.
No image

نامه 73 نهج البلاغه : افشاى سيماى دروغين معاويه

نامه 73 نهج البلاغه موضوع "افشاى سيماى دروغين معاويه" را بررسی می کند.

پر بازدیدترین ها

No image

نامه 45 نهج البلاغه : نامه به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره

نامه 45 نهج البلاغه "به عثمان ابن حنيف انصارىّ حاکم بصره" می باشد.
No image

نامه 28 نهج البلاغه : پاسخ به نامه معاویه

نامه 28 نهج البلاغه به موضوع " پاسخ به نامه معاویه" می پردازد.
No image

نامه 41 نهج البلاغه : نکوهش یکی از فرمانداران

نامه 41 نهج البلاغه به "نکوهش یکی از فرمانداران" اشاره می کند.
Powered by TayaCMS