المختار الستون
و من كتاب له عليه السلام الى كميل بن زياد النخعي، و هو عامله على هيت: ينكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالبا الغارة أمّا بعد، فإنّ تضييع المرء ما ولّى، و تكلّفه ما كفى، لعجز حاضر، و رأى متبّر، و إنّ تعاطيك الغارة على أهل قرقيسا، و تعطيلك مسالحك الّتي ولّيناك ليس بها [لها] من يمنعها و لا يردّ الجيش عنها، لرأى شعاع، فقد سرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك غير شديد المنكب، و لا مهيب الجانب، و لا سادّ ثغرة، و لا كاسر لعدوّ شوكة، و لا مغن عن أهل مصره، و لا مجز عن أميره، و السّلام.
اللغة
(المتبّر): الهالك و الفاسد، قال تعالى: «إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ 139- الاعراف»، (التعاطي): تفاعل من العطاء يفيد معنى التناول، (قرقيسا): من القرى الّتي على الفرات ملحقة بالشام في ذلك الزمان، (المسالح) جمع مسلحة: الموضع الّذي يقام فيه طائفة من الجند لحمايتها، (شعاع): المتفرّق المبعثر، (الثغرة): الثلمة، (مجز): كاف و مغن و أصله مجزئ فخفّفت الهمزة فصار مجزي و اعلّ إعلال الناقص فصار مجز.
المعنى
قال الوحيد البهبهاني في حاشيته على الرجال الكبير: كميل هذا هو المنسوب إليه الدعاء المشهور، قتله الحجّاج و كان أمير المؤمنين عليه السّلام قد أخبره بأنّه سيقتله و هو من أعاظم خواصّه، قال شيخنا البهائي في أربعينه و غيره: و العجب من الوجيزة أنّه قال فيه: م ا و ح فتأمّل، قال جدّى رحمه اللّه: و في النهج ما يدلّ على أنّه كان من ولاته على بعض نواحي العراق.
أقول: و مقصوده- رحمه اللّه- هذا الكتاب الّذي كتبه إليه و هو عامل له على هيت.
و قال الشارح المعتزلي في «ص 149 ج 17 ط مصر»: هو كميل بن زياد ابن سهيل، و سرد نسبه إلى مالك بن أدد، ثمّ قال: كان من أصحاب علي عليه السّلام و شيعته و خاصّته، قتله الحجّاج على المذهب فيمن قتل من الشيعة، و كان كميل ابن زياد عامل علي عليه السّلام على هيت، و كان ضعيفا يمرّ عليه سرايا معاوية تنهب أطراف العراق و لا يردّها، و يحاول أن يجبر ما عنده من الضعف بأن يغير على أطراف أعمال معاوية مثل قرقيسيا و ما يجري مجراها من القرى الّتي على الفرات.
أقول: الظاهر أنّ هذا الكتاب التوبيخي الحادّ صدر من ديوان عليّ عليه السّلام إلى كميل بن زياد- عليه الرحمة- بعد إغارة أعوان معاوية على الأنبار و قتل حسّان ابن حسّان البكرى فأصاب لهيب قلبه الشريف كميلا، و الهدف أمران: 1- التوصية على عمّاله عليه السّلام خصوصا من كان منهم عاملا في الثغور المتأخمة لعدوّ حيّال كمعاوية على شدّة الانضباط و اليقظة تجاه تنقّلات العدوّ و مهاجمتهم على أعمال ولايتهم و من دونها من الولايات الّتي كانت يحميها عليّ عليه السّلام.
2- إشعاره عليه السّلام بأنّ مجاوبة الإغارة بالإغارة في البلاد الاسلاميّة لا يناسب شأن الحكومة العادلة الاسلاميّة لأنّ في كلّ بلد جمع من الأطفال و النساء و الضعفاء و من لا يد له على تغيير المظالم و لا يرضى بها و الإغارة تشمل الحيف على بعض هذه الجماعات الّتي لا يصحّ التعرّض لهم، و ليس من دأبه عليه السّلام الانتقام من الظلم بالظلم بل ردّ الظالم من ظلمه و إلزامه بالعدل مع أنّ أهل قرقيسيا كأهل أنبار رعاياه مسلمهم و ذمّيهم و إن تسلّط عليهم معاوية ظلما و عدوانا.
الترجمة
از نامه اى كه بكميل بن زياد نخعي عامل خود در هيت نوشته و مسامحه او را در جلوگيرى از عبور لشكر دشمن بر قلمرو حكمرانى او براى غارت بر قلمرو حكومت علي عليه السّلام و پرداختن بغارت در قلمرو دشمن را بر او زشت شمرده است: أمّا بعد، براستى كه سستي مرد در نگهدارى آنچه بر او حكمفرما شده است و تكلف آنچه از او خواسته نشده و مسئول آن نيست يك ناتوانى روبرو است و يك نظريّه باطل و گسيخته، و راستى كه دست اندازى تو براى چپاول بر مردم شهرستان قرقيسيا و بى سرپرست گذاردن پاسگاه خود كه ما بتو واگذار كرديم در حالى كه نيروى دفاع نداشته و كسى نبوده تا لشكر دشمن را از آن براند و جلوگيرى كند محقّقا رأى بى بنياديست.
راستى كه تو پلى شدى براى هر دشمنى كه مى خواهد بر دوستانت چپاول كند و مال آنها را ببرد، نه بازوى نيرومندى براى دفع دشمن دارى و نه از تو حسابى برده مى شود و نه هيبتى در قلمروت دارى و نه رازى را نگه ميدارى و نه شوكت دشمن را مى شكنى، و نه از مردم شهر خود دفاع مى كنى و نه از فرمانده و پيشواى خود كفايت مى نمائى، و السلام.
( . منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغه، ج17، ص 352-355)
|