(257) و قال عليه السّلام: أحبب حبيبك هوناما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، و أبغض بغيضك هوناما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
اللغة
(الهون): الرفق و اللين- مجمع البحرين- .
الاعراب
هونا: منصوب على أنه صفة لمفعول مطلق محذوف أي حبّا هونا، و لفظة ما اسميّة إبهاميّة يوما، منصوب على الظرفيّة لقوله: بغيضك.
المعنى
قد أمر عليه السّلام في هذه الحكمة برعاية العدالة في إظهار المحبّة و العداوة و حفظهما في حدّ لائق بكلّ حبيب و عدوّ، و الاجتناب من الإفراط في إظهار المحبّة بالنسبة إلى الحبيب و كشف جميع الأسرار لديه و تسليطه على ما لا ينبغي تسليط العدوّ عليه، و عدم الاصرار على إظهار العداوة بالنسبة على العدوّ و انتهاك جميع الحرمات بينه و بينه.
فانّ المحبّة و العداوة عارضتان مفارقتان ربما تزول المحبّة، و ربما تنقلب إلى العداوة، كما أنّ العداوة ربما تزول و ربما تتبدّل بالمحبّة، فاظهار المحبّة لا بدّ و أن يقتصر على درجة لو انقلب الحبيب عدوّا لا يقدر على الاستفادة منها بضرر الحبيب كما أنّ إظهار العداوة لا بدّ و أن يقتصر على درجة لو انقلب العدوّ حبيبا لا تصير سببا للخجل و الوجل منها.
و التعبير بلفظة هونا ما الدّالة على الابهام المطلق إشارة إلى أنّ لهذه العدالة درجات متفاوتة بالنظر إلى كلّ صنف من الأحبّاء و الأعداء، و بالنظر إلى مختلف المسائل و القضايا.
فربّ حبيب لا بدّ و أن يقتصر معه على تحيّة و لطف كلام، و لا ينبغي المعاشرة معه و دعوته إلى البيت و مأدبة الطعام، و رب عدوّ لا ينبغي مشافهته، بكلام سوء و عمل يخلّ بالاحترام، فضلا عن ارتكاب سبّه و الجهر عليه بالشماتة و الملام.
الترجمة
فرمود: با دوستت تا هر اندازه ملايم إظهار دوستى كن چه بسا روزى دشمنت گردد، و با دشمنت تا هر اندازه ملايم إظهار دشمنى كن چه بسا روزى دوستت شود.
- دوستى ميكن چنان گر دوست دشمن گرددت از خودت تيغي نگيرد تا بكوبد بر سرت
- دشمنى ميكن چنان گر دشمنت گرديد دوستمى نباشي شرمگين كايد نشيند در برت
( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 353 و 354)
|