السابعة و الاربعون من حكمه عليه السّلام
(47) و قال عليه السّلام: قلوب الرّجال وحشيّة، فمن تألّفها أقبلت عليه.
اللغة
(الوحش) الوحوش و هي حيوان البرّ، الواحد وحشيّ- صحاح.
المعنى
المعروف المتسالم عليه أنّ الانسان مدني بالطّبع و ميال إلى الاجتماع و الانس، و الأكثر على أنّ انسان على وزن فعلان و مأخوذ من انس و الانسي ضدّ الوحشي، فلو شرح كلامه على وجه العموم كان المقصود أنّ قلوب النّاس وحشيّة بناء على أنّ ذكر الرّجال في المقام من باب التّغليب كما في الشرحين قال ابن ميثم: جعل الوحشة هنا أصليّة، و قال المعتزلي بعد نقل شعر عمارة بن عقيل و هي:
و ما النّفس إلّا نطفة بقرارة إذا لم تكدّر كان صفوا غديرها
فيكاد يخالف قول أمير المؤمنين عليه السّلام في الأصل، لأنّ أمير المؤمنين عليه السّلام جعل أصل طبيعة القلوب التوحش، و انّما تستمال لأمر خارج- انتهى.
أقول: جعل التّوحش أصلا في الانسان مشكل لأنه مخالف لكونه مدني بالطبع، و لما يشاهد من استيناس الأطفال بمجرد التّلاقي بعضهم مع بعض فالظّاهر أنّ المقصود من الرّجال العظماء من النّاس بحمل الألف و اللّام على العهد الخارجي فتدبّر.
الترجمة
دل مردان رمنده است، هر كس آنها را رام كند بوى گرايند.
- دل مردان رمنده چون آهو است هر كه رامش كند جهان با او است
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص90و91)
|