الثانية عشرة بعد المائة من حكمه عليه السّلام
(112) و قال عليه السّلام: كم من مستدرج بالإحسان إليه، و مغرور بالسّتر عليه، و مفتون بحسن القول فيه، و ما ابتلى اللَّه أحدا بمثل الإملاء له.
اللغة
(المستدرج): المأخوذ بالغرّة (الاملاء): الامهال و تأخير المدّة.
الاعراب
كم، خبريّة و تشير إلى عدد مبهم يشعر بالكثرة، من مستدرج، تميز لها و بهذا الاعتبار يصحّ أن يكون مبتدأ، و بالاحسان إليه ظرف مستقرّ خبر له و معرور و مفتون عطف على مستدرج.
المعنى
الاستدراج، تسامح من اللَّه في عقوبة العاصي المتمرّد المصرّ على عصيانه تثبيتا لاستحقاقه العذاب الأشدّ، و هو مأخوذ من قوله تعالى «172- الاعراف- «وَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ».
و ربّما يقارن الاستدراج بمزيد من النعمة و الاحسان فيغترّ به العاصي و يزيد طغيانه و عصيانه، كما أنّه ربّما يكون الاستدراج بالستر و الاخفاء لما ارتكبه من المعاصي، فيغترّ بذلك.
و قد يمتحن الانسان بحسن الشهرة و مدح النّاس له و اعتقادهم بأنّه محسن أو زاهد أو عابد فيدخله العجب و الرياء من ناحية، و يتجرّء على ارتكاب المعاصي من ناحية اخرى.
و قوله عليه السّلام: (و ما ابتلى اللَّه أحدا بمثل الاملاء له) مأخوذ من قوله تعالى «178- آل عمران- «وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ».
قال في مجمع البيان: نزلت في مشركي مكّة- إلى أن قال: ثمّ بين سبحانه أنّ إمهال الكفار لا ينفعهم إذا كان يؤدّي إلى العقاب، فقال: و لا يحسبنّ، أي لا يظنّ الّذين كفروا أنّما نملي لهم خير لأنفسهم، أي أنّ إطالتنا لأعمارهم و إمهالنا إيّاهم خير من القتل في سبيل اللَّه- انتهى.
الترجمة
فرمود: بسا كسى كه بغفلت كشانده شود بوسيله احسان بوى، و بسا فريفته بوسيله نهان كردن گناهش، و بسا شيفته و آزموده شده بوسيله حسن شهرت، و خدا هيچ كس را امتحان نكند بمانند اين كه بأو مهلت دهد.
- بسا كس كه مغرور احسان اوست كه ستار بهر گناهان او است
- و يا حسن شهرت فريبش دهدبدام خلاف عظيمش كشد
- خدا گر كه مهلت ببدكار داد در اين آزمايش بدامش نهاد
( منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه(الخوئی) ج 21 ص178و179)
|