157- العفاف زينة الفقر، و الشّكر زينة الغنى.
العفاف: العفّة. و هي فضيلة القوّة الشهويّة، و الفقير إذا ضبط شهوته بزمام عقله عن ميولها الطبيعيّة، كملت نفسه بفضيلة العفّة، و زان فقره بفضيلته في أعين المعتبرين، و إذا أهملها و أسلس قيادها تقّحمت به في موارد الهلكة، و قادته إلى الحرص و الهلع، و الحسد و المنى و الكدية، و حصل بسببها في أقبح صورة.
و أنشد الأصمعيّ لبعضهم:
أقسم باللّه لمصّ النوى و شرب ماء القلب المالحه
أحسن بالإنسان من ذلّه
و من سؤال الأوجه الكالحه
فاستغن باللّه تكن ذا غنى مغتبطا بالصفقة الرابحه
طوبى لمن يصبح ميزانه
يوم يلاقي ربّه راجحه
و قال بعضهم: وقفت على كنيف و في أسفله كنّاف، و هو ينشد:
و أكرم نفسي عن أمور كثيرة ألّا إنّ إكرام النفوس من العقل
و أبخل بالفضل المبين على الأولى
رأيتهم لا يكرمون ذوي الفضل
و ما شانني كنس الكنيف و إنّما يشين الفتى أن يجتدي نائل النذل
و أقبح ممّا بي وقوفي مؤمّلا
نوال فتى مثلي، و أيّ فتى مثلي
و نظير قوله عليه السلام: «و الشكر زينة الغنى»، قولهم: العلم بغير عمل قول باطل، و النعمة بغير شكر جيّد عاطل.
( شرح حکم نهج البلاغه شیخ عباس قمی، ص135)
|