209- و قال عليه السّلام:
بِكَثْرَةِ الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ- وَ بِالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الْمُوَاصِلُونَ- وَ بِالْإِفْضَالِ تَعْظُمُ الْأَقْدَارُ- وَ بِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ وَ بِاحْتِمَالِ الْمُؤَنِ يَجِبُ السُّؤْدُدُ- وَ بِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمُنَاوِئُ- وَ بِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيهِ تَكْثُرُ الْأَنْصَارُ عَلَيْهِ
أشار عليه السّلام إلى سبع فضائل و رغّب في كلّ منها بما يستلزمه من الخير.
إحداها: كثرة الصمت.
و ما يلزمها كون الصامت مهابا في أعين الناس لأنّ الصمت من توابع العقل غالبا و مهابة أهل العقل ظاهرة. فإن عرف أنّ كثرة صمت الصامت عن عقل كانت مهابته أوكد، و إن لم تعرف حاله كانت لتجويز أن تكون عن كمال عقله. و قد يعرف أنّه لنقصان في غريزته و عيّه في الكلام و يحترم مع ذلك لعدم اختلاطه في القول.
الثانية: النصفة
و هى فضيلة العدل. و رغّب فيها بما يلزمها من كثرة الواصلين لأنّ قلّة الإنصاف مستلزمة للفرقة و قطع الالفة كما قال أبو الطيب:
و لم تزل قلّة الإنصاف قاطعة بين الرجال و إن كانوا ذوى رحم
الثالثة: الإفضال
على الخلق بما يحتاجون إليه. و يلزمه علوّ الأقدار و عظمها لتعيين الحاجة إلى المتفضّل و محبّته.
الرابعة: التواضع.
و يلزم تمام النعمة بكثرة الإخوان و أهل المودّة لأنّ فضيلة التواضع نعمة و ما يلزمها كالتمام لها.
الخامسة: احتمال المؤن. و يلزمه السؤدد
لأنّ احتمال مؤن الخلق يستلزمه فضيلة سعة الصدر و احتمال المكروه و بحسب ذلك تحصل مطالب الخلق من المتحمّل غير مشوبة بشى ء من كدر المقابلة بردّ و منّة و نحوهما. فيكثر تعبّدهم له، و يقوى أمره و سؤدده فيهم.
السادسة: السيرة العادلة.
و يلزمها قهر المناوي. و المناواة: المعاداة. و ذلك أنّ العدوّ لا يجد لصاحب السيرة العادلة عيبا يستظهر به عليه و يسعى به في فساد أمره فيبقى مقهورا مأمورا.
السابعة: الحلم عن السفيه.
و يلزمه كثرة الأنصار عليه. و قد مرّ بيانه.
( شرح ابن میثم، ج 5 ص 354 و 355)
|