حکمت 447 نهج البلاغه : بهای جان آدمی

حکمت 447 نهج البلاغه : بهای جان آدمی

متن اصلی حکمت 447 نهج البلاغه

موضوع حکمت 447 نهج البلاغه

ترجمه مرحوم فیض

ترجمه مرحوم شهیدی

شرح ابن میثم

ترجمه شرح ابن میثم

شرح مرحوم مغنیه

شرح شیخ عباس قمی

شرح منهاج البراعة خویی

شرح لاهیجی

شرح ابن ابی الحدید

شرح نهج البلاغه منظوم

متن اصلی حکمت 447 نهج البلاغه

447 وَ سُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ يريد إمرأ القيس

موضوع حکمت 447 نهج البلاغه

بهاى جان آدمى

(اخلاقى)

ترجمه مرحوم فیض

447- از امام عليه السّلام پرسيدند بزرگترين شعراء كيست آن حضرت (در باره امرء القيس) فرمود 1 شعراء نتاخته اند در يك دسته اسبهاى گروبرى تا پايان كمال آنها نزد ربودن نى گرو شناخته شود (شعر شعراء بيك روش نيست كه بتوان يكى را بر ديگرى برترى داد) و اگر ناگزير بوده و چاره نباشد جز برترى دادن پس پادشاه گمراه برتر است (سيّد رضىّ «رحمه اللّه» فرمايد:) مراد حضرت از ملك ضلّيل امرء القيس است (و اينكه او را پادشاه خوانده براى خوبى شعر او است، و اينكه او را گمراه خوانده بجهت آنست كه كافر و فاسق بوده).

( . ترجمه وشرح نهج البلاغه(فیض الاسلام)، ج 6 ، صفحه ی 1295)

ترجمه مرحوم شهیدی

455 [و از او پرسيدند بهترين شاعران كيست فرمود:] شاعران در مى دانى نتاخته اند كه آن را نهايتى بود و خط پايانش شناخته شود، و اگر در اين باره داورى كردن بايد پادشاه گمراه را اين لقب شايد (امرء القيس مقصود اوست.)

( . ترجمه نهج البلاغه شهیدی، ص 441)

شرح ابن میثم

428- و سئل عليه السّلام عن أشعر الشعراء

فقال عليه السّلام: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ- تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا- فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ (يريد امرأ القيس).

المعنى

أراد أنّهم لهم يقولوا الشعر على منهاج واحد حتّى يفاضل بينهم بل كان لكلّ منهم حالة خاصّة يجيد فيها و ينبعث فيها قريحته. فواحد يجيد في الرغبة، و آخر في الرهبة، و آخر في النشاط و الطرب. و لذلك قيل: أشعر العرب امرء القيس إذا ركب، و الأعشى إذا رغب، و النابغة إذا رهب. و استعار لفظ الحلبة و هى القطعة من الخيل يقرن للسباق للطريقه الواحدة، و رشّح بذكر الإجراء و الغاية و قصبتها و ذلك أنّ عادة العرب أن يضع قصبة في آخر المدى فمن سبق إليها و أخذها فاز بالسبق و الغلب.

و قوله: فإن كان و لابدّ. أى من الحكم. و إنّما حكم له بذلك باعتبار جودة شعره في أكثر حالاته دون غيره كما روى عنه برواية اخرى أنّ أبا الأسود سأله عن أشعر العرب. فقال: لو رفعت للقوم غاية علمنا من السابق منهم و لكن إن لم يكن فالّذى لم يقل عن رغبة و لا رهبة و هو الملك الضليل. و سمّى ضليلا لكثرة ضلالته و قوّتها، و قيل: لأنّه تنصّر في آخر عمره. و قيل: لأنّه كان كثير التهتّك و إعلان الفسق كما في شعره. و روى عن المتنبّى: أنّ امرء القيس استدرّ الناقة و ركبها، و أخذ طرفة ما طاب من لحمها، و أخذ لبيد بأمعائها و أكبادها، و بقيت عظامها و أرواثها فاقتسمناها نحن. قيل للبيد بن ربيعة: من أشعر العرب فقال: الملك الضليل. فقيل: ثمّ من قال: الفتى القليل يعنى طرفة. فقيل: ثمّ من فقال: الشيخ أبو عقيل يعنى نفسه.

( . شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 458 و 459)

ترجمه شرح ابن میثم

428- از امام (ع) پرسيدند: بزرگترين شاعران كيست فرمود:

إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ- تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا- فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ يريد إمرأ القيس

ترجمه

«آن گروه در يك رديف اسب تازى نكرده اند تا در پايان ربودن نى، كمال آنها شناخته شود، و اگر ناگزير بايد برترين آنها تعيين شود، پس پادشاه بسيار گمراه برتر است».

شرح

مقصود امام (ع) امرؤ القيس است.

منظور آن است كه شاعران به يك سبك شعر نسروده اند تا ميان آنها بالا و پايين تعيين شود بلكه هر كدام از آنها حالت مخصوصى دارند كه در آن حال شعر نيكو مى سرايند و ذوق آنها به كار مى افتد، يكى وقت نشاط، و ديگرى در هنگام ترس، و آن ديگرى در حال خوشى و شادمانى شعر خوب مى سرايد. و از اين رو گفته اند: بهترين شاعر عرب امرؤ القيس است وقتى كه سوار بر اسب باشد، اعشى است آن گاه كه بخواهد و با نشاط باشد، و نابغه است وقتى كه بترسد. كلمه حلبه، يعنى دسته اى از اسبان كه در كنار هم براى مسابقه يك نواخت ايستاده اند، با ذكر كلمات: إجراء و غايت و قصبتها ترشيح به كار برده است با اين توضيح كه عادت عرب بر اين بود كه نى را در انتهاى مسافتى قرار مى دادند، هر كس زودتر مى رسيد و آن نى را بر مى داشت، برنده مسابقه محسوب مى شد.

عبارت: فان كان و لا بدّ...

يعنى اگر بايد و ناگزير از داورى هستم.

امام (ع) در باره امرؤ القيس نظر داد، چون او برخلاف ديگران در بيشترين حالات خود شعر نيكو مى سرود همان طورى كه در روايت ديگرى از امام (ع) رسيده است كه ابوالاسود از آن بزرگوار در باره بهترين شاعر عرب پرسيد، فرمود: اگر اينان را در يك جهت و هدفى بسنجند، بهترين آنها را مى شناسيم، امّا اگر معيار يكى نباشد، پس آن كه نه از روى شوق و نه تنها از روى ترس شعر خوب مى گفت، پادشاه گمراه [امرؤا القيس ] است. او را «ضلّيل» گفته اند به دليل گمراهى زياد، و شدّت گمراهى، و بعضى گفته اند: از آن جهت كه وى در آخر عمرش نصرانى شد، و بعضى گفته اند: به دليل پرده درى زياد، و اظهار فسق و فجور، چنان كه در شعرش پيداست.

از متنّبى نقل كرده اند: إمرؤ القيس شتر را، هم دوشيد و هم سوار شد، و هم قسمت خوب گوشت آن را برداشت، و لبيد، جگر و دل و قلوه آن را سهم برد و استخوانها و فضولاتش ماند، ما [شاعران ديگر] آنها را بين خود تقسيم كرديم. از لبيد«» بن ربيعه پرسيدند: بهترين شاعر عرب كيست گفت: پادشاه بسيار گمراه [إمرؤ القيس ]، گفتند: بعد از آن چه كسى گفت: جوانى كم شعر يعنى طرفه«»، پرسيدند: بعد از او چه كسى گفت: پيرمرد، ابو عقيل، يعنى خودش.

( . ترجمه شرح نهج البلاغه ابن میثم، ج 5، ص 775 - 777)

شرح مرحوم مغنیه

447- (و سئل من أشعر الشّعراء) فقال: إنّ القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان و لا بدّ فالملك الضّلّيل (يريد امرأ القيس).

المعنى

الحلبة: الدفعة من سباق الخيل، و المراد بالقصبة هنا ما تنصب في السباق، و يأخذها السابق كعلامة على انه الرابح الفائز.. و سمي امرؤ القيس بالضليل، لأنه كان إباحيا يستحل جميع المحرمات كأبي نواس.

و يقول الإمام: إن من شرط التفاضل بين شاعرين أن ينظما في موضوع واحد تماما كفرسي الرهان يجريان في ميدان واحد، أما إذا نظم أحدهما في معنى، و الثاني في معنى آخر، فيصعب التفاضل بينهما.. و اذا لم ننظر الى هذا الشرط بعين الاعتبار فامرؤ القيس هو المقدم. هذا هو المعنى المفهوم من كلام الإمام.

و ليس من شك ان الشرط الذي ذكره لا بد منه للتمييز بين شاعرين أو ناثرين فيما يعود الى الفكر و الإبداع، و الإلهام و الابتكار، أما التفاضل في الأسلوب و البيان فلا يفتقر الى هذا الشرط، لأن فن الأداء و التعبير يدل بنفسه على نفسه أينما كان.. بخلاف الفكر و العلم. و بمثال للتوضيح: لا يقال: هذا في الطب أعلم من ذاك في الهندسة، و يقال: هذا أفصح بيانا و أحسن تعبيرا من ذاك حتى و لو كان أحدهما طبيبا و الآخر مهندسا. و عليه يكون غرض الإمام التفاضل من حيث الفكر و الإلهام لا من حيث التعبير و البيان.

( . فی ضلال نهج البلاغه، ج 4، ص 475)

شرح شیخ عباس قمی

شرح منهاج البراعة خویی

(432) و سئل عليه السّلام عن أشعر الشعراء فقال عليه السّلام: إنّ القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان و لا بدّ فالملك الضّلّيل. «يريد امرأ القيس».

اللغة

(الحلبة): القطعة من الخيل يقرن للسباق للطريقة الواحدة. (الغاية): الراية. و (القصبة) ما توضع في آخر المدى، فمن سبق إليها و أخذها فاز بالسبق.

المعنى

للشعر عند العرب مقاصد عديدة من الحماسة، و المدح، و الذم، و النسيب و الرثاء، و بيان قصّة، أو حكاية، و له بحور تزيد على خمسة عشر، و أوزان تزيد على السّتين، فالمفاضلة بين الشعراء تتحقق إذا نظموا الشعر في مقصد واحد و على وزن مخصوص مثلا و لكن شعراء العرب نظموا الشعر في مقاصد شتّى و أكثر كلّ واحد منهم في بعضها و اختار كلّ واحد منهم أوزانا خاصة تلائم ذوقه، فيصعب القضاوة و الحكم في المفاضلة بينهم و تشخيص الأشعر منهم، فانّ بعضهم أشعر من بعض في مقصد أو في وزن كما قيل: أشعر العرب امرء القيس إذا ركب، و الأعشى إذا رغب، و النابغة إذا رهب، و قد مال عليه السّلام الى الجواب بترجيح امرء القيس صاحب المعلّقة المعروفة الّذي ابتدأ معلّقته بقوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل بسقط اللّوى بين الدخول فحومل بحسب ضرورة الجواب على هذا السئوال، و يظهر منه عليه السّلام الكراهة للبحث عن الشعر و الشاعر الجاهلي خصوصا في مجلسه المنعقد للارشاد الدّيني كما حكى قال الشارح المعتزلي نقلا عن أمالى ابن دريد مسندا إلى ابن عرادة قال: كان عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام يعشّي الناس في شهر رمضان باللّحم و لا يتعشّى معهم فاذا فرغوا خطبهم و وعظهم، فأفاضوا ليلة في الشعراء و هم على عشائهم فلمّا فرغوا خطبهم عليه السّلام و قال في خطبته: اعلموا أنّ ملاك أمركم الدّين، و عصمتكم التقوى، و زينتكم الأدب و حصون أعراضكم الحلم- إلخ.

الترجمة

پرسش شد از أشعر شعراء عرب در پاسخ فرمود: شاعران عرب در ميدان مسابقه شعر يك راه را تا نشانه طى نكرده اند كه پيشتاز آنها شناخته شود، و اگر بناچار بايد جواب گفت أشعر آنان همان پادشاه گمراه است كه مقصود امرء القيس است.

( . منهاج البراعه فی شرح نهج البلاغه، ج 21، ص 522 و 523)

شرح لاهیجی

(484) و سئل عن اشعر الشّعراء فقال (- ع- ) انّ القوم لم يجروا فى حلبة تعرف الغاية عند قصبتها فان كان و لا بدّ فالملك الضّلل يريد امرء القيس يعنى و پرسيده شد از او (- ع- ) از شاعرترين شاعرها كه كيست پس گفت (- ع- ) كه بتحقيق جماعت شعراء حركت داده نشدند در يك دسته اسبهاى گرو بردن يعنى شعر شعراء بيك طرز جارى نيست تا شناخته شود نهايت كمال انها در نزد ربودن نى گرو بردن يعنى چون شعرهاى شعراء متفاوتست در اسلوب سخن ترجيح در ميان ايشان درست نيست پس اگر لا بدّ و ناچار باشد ترجيح پس ملك ضلّيل است سيّد رحمة اللّه مى گويد كه اراده كرد (- ع- ) به ملك ضلّيل امرء القيس را زيرا كه اين لقب لقب او است و او پادشاه شعراء بود در فنّ شعر و لكن فاسق فاجر گمراه

( . شرح نهج البلاغه نواب لاهیجی، ص 331 و 332)

شرح ابن ابی الحدید

464: وَ سُئِلَ عَنْ أَشْعَرِ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ ع- إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ- تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا- فَإِنْ كَانَ وَ لَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ قال يريد إمرأ القيس

في مجلس علي بن أبي طالب

قرأت في أمالي ابن دريد قال أخبرنا الجرموزي عن ابن المهلبي عن ابن الكلبي عن شداد بن إبراهيم عن عبيد الله بن الحسن العنبري عن ابن عرادة قال كان علي بن أبي طالب ع- يعشي الناس في شهر رمضان باللحم و لا يتعشى معهم- فإذا فرغوا خطبهم و وعظهم- فأفاضوا ليلة في الشعراء و هم على عشائهم- فلما فرغوا خطبهم ع و قال في خطبته- اعلموا أن ملاك أمركم الدين و عصمتكم التقوى- و زينتكم الأدب و حصون أعراضكم الحلم- ثم قال قل يا أبا الأسود- فيم كنتم تفيضون فيه- أي الشعراء أشعر فقال يا أمير المؤمنين الذي يقول-

و لقد أغتدي يدافع ركني أعوجي ذو ميعة إضريج

مخلط مزيل معن مفن منفح مطرح سبوح خروج

- . يعني أبا دواد الإيادي- فقال ع ليس به- قالوا فمن يا أمير المؤمنين- فقال لو رفعت للقوم غاية- فجروا إليها معا علمنا من السابق منهم- و لكن إن يكن فالذي لم يقل عن رغبة و لا رهبة- قيل من هو يا أمير المؤمنين- قال هو الملك الضليل ذو القروح- قيل إمرؤ القيس يا أمير المؤمنين- قال هو قيل فأخبرنا عن ليلة القدر- قال ما أخلو من أن أكون أعلمها فأستر علمها- و لست أشك أن الله إنما يسترها عنكم نظرا لكم- لأنه لو أعلمكموها عملتم فيها و تركتم غيرها- و أرجو أن لا تخطئكم إن شاء الله انهضوا رحمكم الله- . و قال ابن دريد لما فرغ من الخبر- إضريج ينبثق في عدوه- و قيل واسع الصدر و منفح يخرج الصيد من مواضعه- و مطرح يطرح ببصره- و خروج سابق- . و الغاية بالغين المعجمة الراية قال الشاعر-

و إذا غاية مجد رفعت نهض الصلت إليها فحواها

- . و يروى قول الشماخ-

إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها غرابة باليمين

- . بالغين و الراء أكثر- فأما البيت الأول فبالغين لا غير- أنشده الخليل في عروضه- و في حديث طويل في الصحيح فيأتونكم تحت ثمانين غاية- تحت كل غاية اثنا عشر ألفا- و الميعة أول جري الفرس- و قيل الجري بعد الجري

اختلاف العلماء في تفضيل بعض الشعراء على بعض

و أنا أذكر في هذا الموضع ما اختلف فيه العلماء- من تفضيل بعض الشعراء على بعض- و أبتدئ في ذلك- بما ذكره أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني- في كتاب الأغاني- قال أبو الفرج- الثلاثة المقدمون على الشعراء- إمرؤ القيس و زهير و النابغة- لا اختلاف في أنهم مقدمون على الشعراء كلهم- و إنما اختلف في تقديم بعض الثلاثة على بعض- . قال فأخبرني أبو خليفة- عن محمد بن سلام عن أبي قبيس- عن عكرمة بن جرير عن أبيه- قال شاعر أهل الجاهلية زهير- . قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري- قال حدثني عمر بن شبة- عن هارون بن عمر عن أيوب بن سويد- عن يحيى بن زياد عن عمر بن عبد الله الليثي قال- قال عمر بن الخطاب ليلة في مسيره إلى الجابية- أين عبد الله بن عباس فأتي به- فشكا إليه تخلف علي بن أبي طالب ع عنه- قال ابن عباس فقلت له أ و لم يعتذر إليك- قال بلى قلت فهو ما اعتذر به- قال ثم أنشأ يحدثني فقال- إن أول من راثكم عن هذا الأمر أبو بكر- إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة و النبوة- قال أبو الفرج- ثم ذكر قصة طويلة ليست من هذا الباب- فكرهت ذكرها ثم قال- يا ابن عباس هل تروي لشاعر الشعراء- قلت و من هو قال ويحك شاعر الشعراء- الذي يقول-

فلو أن حمدا يخلد الناس خلدوا و لكن حمد الناس ليس بمخلد

- .فقلت ذاك زهير- فقال ذاك شاعر الشعراء- قلت و بم كان شاعر الشعراء- قال إنه كان لا يعاظل الكلام- و يتجنب وحشيه و لا يمدح أحدا إلا بما فيه- . قال أبو الفرج و أخبرني أبو خليفة- قال ابن سلام و أخبرني عمر بن موسى الجمحي- عن أخيه قدامة بن موسى و كان من أهل العلم- أنه كان يقدم زهيرا قال فقلت له- أي شعره كان أعجب إليه فقال- الذي يقول فيه-

قد جعل المبتغون الخير في هرم و السائلون إلى أبوابه طرقا

- . قال ابن سلام- و أخبرني أبو قيس العنبري- و لم أر بدويا يفي به- عن عكرمة بن جرير- قال قلت لأبي يا أبت من أشعر الناس- قال أ عن أهل الجاهلية تسألني أم عن أهل الإسلام- قال قلت ما أردت إلا الإسلام- فإذا كنت قد ذكرت الجاهلية فأخبرني عن أهلها- فقال زهير أشعر أهلها- قلت فالإسلام قال الفرزدق نبعة الشعر- قلت فالأخطل قال يجيد مدح الملوك- و يصيب وصف الخمر- قلت فما تركت لنفسك- قال إني نحرت الشعر نحرا- . قال و أخبرني الحسن بن علي قال- أخبرنا الحارث بن محمد عن المدائني- عن عيسى بن يزيد قال- سأل معاوية الأحنف عن أشعر الشعراء- فقال زهير قال و كيف ذاك- قال ألقى على المادحين فضول الكلام- و أخذ خالصه و صفوته- قال مثل ما ذا قال مثل قوله-

و ما يك من خير أتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل

و هل ينبت الخطي إلا وشيجه

و تغرس إلا في منابتها النخل

- . قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز- قال حدثنا عمر بن شبة- قال حدثنا عبد الله بن عمرو القيسي- قال حدثنا خارجة بن عبد الله بن أبي سفيان- عن أبيه عن ابن عباس- قال خرجت مع عمر في أول غزاة غزاها- فقال لي ليلة يا ابن عباس أنشدني لشاعر الشعراء- قلت من هو قال ابن أبي سلمى- قلت و لم صار كذلك- قال لأنه لا يتبع حوشي الكلام- و لا يعاظل في منطقه- و لا يقول إلا ما يعرف و لا يمدح الرجل إلا بما فيه- أ ليس هو الذي يقول-

إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية إلى المجد من يسبق إليها يسود

سبقت إليها كل طلق مبرز

سبوق إلى الغايات غير مزند

- . قال أي لا يحتاج إلى أن يجلد الفرس بالسوط- .

كفعل جواد يسبق الخيل عفوه السراع و إن يجهد و يجهدن يبعد

فلو كان حمدا يخلد الناس لم تمت

و لكن حمد الناس ليس بمخلد

- . أنشدني له فأنشدته حتى برق الفجر- فقال حسبك الآن اقرأ القرآن- قلت ما أقرأ قال الواقعة فقرأتها- و نزل فأذن و صلى- . و قال محمد بن سلام في كتاب طبقات الشعراء- دخل الحطيئة على سعيد بن العاص متنكرا- فلما قام الناس و بقي الخواص أراد الحاجب أن يقيمه- فأبى أن يقوم- فقال سعيد دعه- و تذاكروا أيام العرب و أشعارها- فلما أسهبوا قال الحطيئة ما صنعتم شيئا- فقال سعيد فهل عندك علم من ذلك قال نعم- قال فمن أشعر العرب قال الذي يقول-

قد جعل المبتغون الخير في هرم و السائلون إلى أبوابه طرقا

- . قال ثم من قال الذي يقول-

فإنك شمس و الملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

- . يعني زهيرا ثم النابغة- ثم قال و حسبك بي إذا وضعت إحدى رجلي على الأخرى- ثم عويت في أثر القوافي كما يعوي الفصيل في أثر أمه- قال فمن أنت قال أنا الحطيئة- فرحب به سعيد و أمر له بألف دينار- . قال و قال من احتج لزهير- كان أحسنهم شعرا و أبعدهم من سخف- و أجمعهم لكثير من المعنى في قليل من المنطق- و أشدهم مبالغة في المدح و أبعدهم تكلفا و عجرفية- و أكثرهم حكمة و مثلا سائرا في شعره- . و

قد روى ابن عباس عن النبي ص أنه قال أفضل شعرائكم القائل و من من

يعني زهيرا- و ذلك في قصيدته التي أولها أ من أم أوفى يقول فيها-

و من يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه و يذمم

و من لم يذد عن حوضه بسلاحه

يهدم و من لا يظلم الناس يظلم

و من هاب أسباب المنايا ينلنه و لو نال أسباب السماء بسلم

و من يجعل المعروف من دون عرضه

يفره و من لا يتق الشتم يشتم

- . فأما القول في النابغة الذبياني- فإن أبا الفرج الأصفهاني قال في كتاب الأغاني- كنية النابغة أبو أمامة- و اسمه زياد بن معاوية و لقب بالنابغة لقوله-

فقد نبغت لهم منا شئون

- . و هو أحد الأشراف الذين غض الشعر منهم- و هو من الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء- .

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري و حبيب بن نصر- قالا حدثنا عمر بن شبة قال حدثني أبو نعيم- قال شريك عن مجالد عن الشعبي- عن ربعي بن حراش- قال قال لنا عمر يا معشر غطفان من الذي يقول-

أتيتك عاريا خلقا ثيابي على خوف تظن بي الظنون

- . قلنا النابغة قال ذاك أشعر شعرائكم- . قلت قوله أشعر شعرائكم- لا يدل على أنه أشعر العرب- لأنه جعله أشعر شعراء غطفان- فليس كقوله في زهير شاعر الشعراء- و لكن أبا الفرج قد روى بعد هذا خبرا آخر صريحا- في أن النابغة عند عمر أشعر العرب- قال حدثني أحمد و حبيب عن عمر بن شبة- قال حدثنا عبيد بن جناد- قال حدثنا معن بن عبد الرحمن- عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن جده عن الشعبي- قال قال عمر يوما من أشعر الشعراء- فقيل له أنت أعلم يا أمير المؤمنين- قال من الذي يقول-

إلا سليمان إذ قال المليك له قم في البرية فاحددها عن الفند

و خيس الجن إني قد أذنت لهم

يبنون تدمر بالصفاح و العمد

- قالوا النابغة قال فمن الذي يقول-

أتيتك عاريا خلقا ثيابي على خوف تظن بي الظنون

- قالوا النابغة قال فمن الذي يقول-

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة و ليس وراء الله للمرء مذهب

لئن كنت قد بلغت عني خيانة

لمبلغك الواشي أغش و أكذب

- قالوا النابغة قال فهو أشعر العرب- . قال و أخبرني أحمد قال حدثنا عمر- قال حدثني علي بن محمد المدائني- قال قام رجل إلى ابن عباس- فقال له أي الناس أشعر قال أخبره يا أبا الأسود- فقال أبو الأسود الذي يقول-

فإنك كالليل الذي هو مدركي و إن خلت أن المنتأى عنك واسع

- يعني النابغة- . قال أبو الفرج- و أخبرني أحمد و حبيب عن عمر عن أبي بكر العليمي- عن الأصمعي قال كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ- فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها- فأنشده مرة الأعشى ثم حسان بن ثابت- ثم قوم من الشعراء ثم جاءت الخنساء فأنشدته-

و إن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار

- . فقال لو لا أن أبا بصير يعني الأعشى- أنشدني آنفا لقلت إنك أشعر الإنس و الجن- فقام حسان بن ثابت- فقال أنا و الله أشعر منها و من أبيك- فقال له النابغة يا ابن أخي أنت لا تحسن أن تقول-

فإنك كالليل الذي هو مدركي و إن خلت أن المنتأى عنك واسع

خطاطيف حجن في حبال متينة

تمد بها أيد إليك نوازع

- . قال فخنس حسان لقوله- . قال و أخبرني أحمد و حبيب عن عمر عن الأصمعي- عن أبي عمرو بن العلاء-

قال حدثني رجل سماه أبو عمرو و أنسيته- قال بينما نحن نسير بين أنقاء من الأرض- فتذاكرنا الشعر فإذا راكب أطيلس- يقول أشعر الناس زياد بن معاوية- ثم تملس فلم نره- . قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز- عن عمر بن شبة عن الأصمعي- قال سمعت أبا عمرو بن العلاء- يقول ما ينبغي لزهير إلا أن يكون أجيرا للنابغة- . قال أبو الفرج- و أخبرنا أحمد عن عمر- قال قال عمرو بن المنتشر المرادي- وفدنا على عبد الملك بن مروان- فدخلنا عليه فقام رجل فاعتذر من أمر و حلف عليه- فقال له عبد الملك- ما كنت حريا أن تفعل و لا تعتذر- ثم أقبل على أهل الشام فقال- أيكم يروي اعتذار النابغة إلى النعمان في قوله-

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة و ليس وراء الله للمرء مذهب

- . فلم يجد فيهم من يرويه- فأقبل علي و قال أ ترويه قلت نعم- فأنشدته القصيدة كلها فقال هذا أشعر العرب- . قال و أخبرني أحمد و حبيب عن عمر- عن معاوية بن بكر الباهلي- قال قلت لحماد الراوية- لم قدمت النابغة قال لاكتفائك بالبيت الواحد من شعره- لا بل بنصف البيت لا بل بربع البيت- مثل قوله-

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة و ليس وراء الله للمرء مذهب

و لست بمستبق أخا لا تلمه

على شعث أي الرجال المهذب

- ربع البيت يغنيك عن غيره- فلو تمثلت به لم تحتج إلى غيره- . قال و أخبرني أحمد بن عبد العزيز- عن عمر بن شبة عن هارون بن عبد الله الزبيري- قال حدثني شيخ يكنى أبا داود عن الشعبي- قال دخلت على عبد الملك و عنده الأخطل و أنا لا أعرفه- و ذلك أول يوم وفدت فيه من العراق على عبد الملك- فقلت حين دخلت- عامر بن شراحيل الشعبي يا أمير المؤمنين- فقال على علم ما أذنا لك- فقلت هذه واحدة على وافد أهل العراق- يعني أنه أخطأ- قال ثم إن عبد الملك سأل الأخطل- من أشعر الناس فقال أنا- فعجلت و قلت لعبد الملك- من هذا يا أمير المؤمنين فتبسم و قال الأخطل- فقلت في نفسي اثنتان على وافد أهل العراق- فقلت له أشعر منك الذي يقول-

هذا غلام حسن وجهه مستقبل الخير سريع التمام

للحارث الأكبر و الحارث

الأصغر فالأعرج خير الأنام

ثم لعمرو و لعمرو و قد أسرع في الخيرات منه أمام

- قال هي أمامة أم عمرو الأصغر بن المنذر- بن إمرئ القيس بن النعمان بن الشقيقة-

خمسة آباء هم ما هم أفضل من يشرب صوب الغمام

- . و الشعر للنابغة- فالتفت إلي الأخطل- فقال إن أمير المؤمنين إنما سألني عن أشعر أهل زمانه- و لو سألني عن أشعر أهل الجاهلية- كنت حريا أن أقول كما قلت أو شبيها به- فقلت في نفسي ثلاث على وافد أهل العراق- . قال أبو الفرج- و قد وجدت هذا الخبر أتم من هذه الرواية- ذكره أحمد بن الحارث الخراز في كتابه- عن المدائني عن عبد الملك بن مسلم- قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج- أنه ليس شي ء من لذة الدنيا إلا و قد أصبت منه- و لم يبق عندي شي ء ألذ من مناقلة الإخوان الحديث- و قبلك عامر الشعبي فابعث به إلي- فدعا الحجاج الشعبي فجهزه و بعث به إليه- و قرظه و أطراه في كتابه- فخرج الشعبي حتى إذا كان بباب عبد الملك- قال للحاجب استأذن لي- قال من أنت قال أنا عامر الشعبي- قال يرحمك الله- قال ثم نهض فأجلسني على كرسيه- فلم يلبث أن خرج إلي فقال ادخل يرحمك الله- فدخلت فإذا عبد الملك جالس على كرسي- و بين يديه رجل أبيض الرأس و اللحية- جالس على كرسي فسلمت فرد علي السلام- فأومأ إلي بقضيبه فجلست عن يساره- ثم أقبل على ذلك الإنسان الذي بين يديه فقال له- من أشعر الناس فقال أنا يا أمير المؤمنين- قال الشعبي فأظلم ما بيني و بين عبد الملك- فلم أصبر أن قلت- و من هذا الذي يزعم أنه أشعر الناس يا أمير المؤمنين- فعجب عبد الملك من عجلتي قبل أن يسألني عن حالي- فقال هذا الأخطل- فقلت يا أخطل أشعر و الله منك الذي يقول-

هذا غلام حسن وجهه مستقبل الخير سريع التمام

- الأبيات- قال فاستحسنها عبد الملك ثم رددتها عليه حتى حفظها- فقال الأخطل من هذا يا أمير المؤمنين- قال هذا الشعبي- فقال و الجيلون ما استعذت بالله من شر إلا من هذا- أي و الإنجيل- صدق و الله يا أمير المؤمنين النابغة أشعر مني- قال الشعبي فأقبل عبد الملك حينئذ علي- فقال كيف أنت يا شعبي- قلت بخير يا أمير المؤمنين- فلا زلت به ثم ذهبت لأصنع معاذير- لما كان من خلافي مع ابن الأشعث على الحجاج- فقال مه إنا لا نحتاج إلى هذا المنطق- و لا تراه منا في قول و لا فعل حتى تفارقنا- ثم أقبل علي فقال ما تقول في النابغة- قلت يا أمير المؤمنين قد فضله عمر بن الخطاب-  في غير موطن على جميع الشعراء- ثم أنشدته الشعر الذي كان عمر يعجب به من شعره- و قد تقدم ذكره- قال فأقبل عبد الملك على الأخطل فقال له- أ تحب أن لك قياضا بشعرك شعر أحد من العرب- أم تحب أنك قلته- قال لا و الله يا أمير المؤمنين- إلا أني وددت أني كنت قلت أبياتا قالها رجل منا- ثم أنشده قول القطامي-

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل و إن بليت و إن طالت بك الطيل

ليس الجديد به تبقى بشاشته

إلا قليلا و لا ذو خلة يصل

و العيش لا عيش إلا ما تقر به عين و لا حال إلا سوف تنتقل

إن ترجعي من أبي عثمان منجحة

فقد يهون على المستنجح العمل

و الناس من يلق خيرا قائلون له ما يشتهي و لأم المخطئ الهبل

قد يدرك المتأني بعض حاجته

و قد يكون مع المستعجل الزلل

- . قال الشعبي- فقلت قد قال القطامي أفضل من هذا- قال و ما قال قلت قال-

طرقت جنوب رحالنا من مطرق ما كنت أحسبها قريب المعنق

إلى آخرها- فقال عبد الملك ثكلت القطامي أمه- هذا و الله الشعر- قال فالتفت إلى الأخطل- فقال يا شعبي إن لك فنونا في الأحاديث- و إنما لي فن واحد- فإن رأيت ألا تحملني على أكتاف قومك فأدعهم حرضا- فقلت لا أعرض لك في شي ء من الشعر أبدا- فأقلني هذه المرة- فقال من يتكفل بك قلت أمير المؤمنين- فقال عبد الملك هو علي أنه لا يعرض لك أبدا- ثم قال عبد الملك يا شعبي أي نساء الجاهلية أشعر- قلت الخنساء قال و لم فضلتها على غيرها- قلت لقولها-

و قائلة و النعش قد فات خطوها لتدركه يا لهف نفسي على صخر

ألا هبلت أم الذين غدوا به

إلى القبر ما ذا يحملون إلى القبر

فقال عبد الملك أشعر منها و الله التي تقول-

مهفهف أهضم الكشحين منخرق عنه القميص بسير الليل محتقر

لا يأمن الدهر ممساه و مصبحه

من كل أوب و إن يغز ينتظر

- . قال ثم تبسم عبد الملك و قال لا يشقن عليك يا شعبي- فإنما أعلمتك هذا- لأنه بلغني أن أهل العراق يتطاولون على أهل الشام- و يقولون إن كان غلبونا على الدولة- فلم يغلبونا على العلم و الرواية- و أهل الشام أعلم بعلم أهل العراق من أهل العراق- ثم ردد علي أبيات ليلى حتى حفظتها- ثم لم أزل عنده أول داخل و آخر خارج- فكنت كذلك سنين و جعلني في ألفين من العطاء- و جعل عشرين رجلا من ولدي و أهل بيتي في ألف ألف- ثم بعثني إلى أخيه عبد العزيز بمصر- و كتب إليه يا أخي قد بعثت إليك بالشعبي- فانظر هل رأيت قط مثله- . قال أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أوس بن حجر- إن أبا عبيدة قال كان أوس شاعر مضر حتى أسقطه النابغة- قال و قد ذكر الأصمعي- أنه سمع أبا عمرو بن العلاء يقول- كان أوس بن حجر فحل العرب- فلما نشأ النابغة طأطأ منه- . و قال محمد بن سلام في كتاب طبقات الشعراء- و قال من احتج للنابغة كان أحسنهم ديباجة شعر- و أكثرهم رونق كلام و أجزلهم بيتا- كأن شعره كلام ليس بتكلف- و المنطق على المتكلم أوسع منه على الشاعر- لأن الشاعر يحتاج إلى البناء و العروض و القوافي- و المتكلم مطلق يتخير الكلام كيف شاء- قالوا و النابغة نبغ بالشعر بعد أن احتنك و هلك قبل أن يهتر- . قلت و كان أبو جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد- العلوي البصري- يفضل النابغة- و استقرأني يوما و بيدي ديوان النابغة- قصيدته التي يمدح بها النعمان بن المنذر- و يذكر مرضه- و يعتذر إليه مما كان اتهم به و قذفه به أعداؤه- و أولها-

كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا و همين هما مستكنا و ظاهرا

أحاديث نفس تشتكي ما يريبها

و ورد هموم لو يجدن مصادرا

تكلفني أن يغفل الدهر همها و هل وجدت قبلي على الدهر ناصرا

- . يقول هذه النفس تكلفني ألا يحدث لها الدهر هما و لا حزنا- و ذلك مما لم يستطعه أحد قبلي- .

أ لم تر خير الناس أصبح نعشه على فتية قد جاوز الحي سائرا

- . كان الملك منهم إذا مرض حمل على نعش- و طيف به على أكتاف الرجال- بين الحيرة و الخورنق و النجف ينزهونه- .

و نحن لديه نسأل الله خلده يرد لنا ملكا و للأرض عامرا

و نحن نرجي الخير إن فاز قدحنا

و نرهب قدح الدهر إن جاء قامرا

لك الخير إن وارت بك الأرض واحدا و أصبح جد الناس بعدك عاثرا

و ردت مطايا الراغبين و عريت

جيادك لا يحفي لها الدهر حافرا

رأيتك ترعاني بعين بصيرة و تبعث حراسا علي و ناظرا

و ذلك من قول أتاك أقوله

و من دس أعداء إليك المآبرا

فآليت لا آتيك إن كنت مجرما و لا أبتغي جارا سواك مجاورا

- . أي لا آتيك حتى يثبت عندك أني غير مجرم- .

فأهلي فداء لامرئ إن أتيته تقبل معروفي و سد المفاقرا

سأربط كلبي إن يريبك نبحه

و إن كنت أرعى مسحلان و حامرا

- . أي سأمسك لساني عن هجائك- و إن كنت بالشام في هذين الواديين البعيدين عنك- .

و حلت بيوتي في يفاع ممنع تخال به راعي الحمولة طائرا

تزل الوعول العصم عن قذفاته

و يضحي ذراه بالسحاب كوافرا

حذارا على ألا تنال مقادتي و لا نسوتي حتى يمتن حرائرا

- يقول أنا لا أهجرك- و إن كنت من المنعة و العصمة على هذه الصفة- .

أقول و قد شطت بي الدار عنكم إذا ما لقيت من معد مسافرا

ألا أبلغ النعمان حيث لقيته

فأهدى له الله الغيوث البواكرا

و أصبحه فلجا و لا زال كعبه على كل من عادى من الناس ظاهرا

و رب عليه الله أحسن صنعه

و كان على كل المعادين ناصرا

- . فجعل أبو جعفر رحمه الله يهتز و يطرب- ثم قال و الله لو مزجت هذه القصيدة بشعر البحتري- لكادت تمتزج لسهولتها و سلامة ألفاظها- و ما عليها من الديباجة و الرونق- من يقول إن إمرأ القيس و زهيرا أشعر من هذا- هلموا فليحاكموني- .

فأما إمرؤ القيس بن حجر- فقال محمد بن سلام الجمحي في كتاب طبقات الشعراء- أخبرني يونس بن حبيب- أن علماء البصرة كانوا يقدمونه على الشعراء كلهم- و أن أهل الكوفة كانوا يقدمون الأعشى- و أن أهل الحجاز و البادية يقدمون زهيرا و النابغة- . قال ابن سلام- فالطبقة الأولى إذن أربعة- قال و أخبرني شعيب بن صخر عن هارون بن إبراهيم- قال سمعت قائلا يقول للفرزدق- من أشعر الناس يا أبا فراس- فقال ذو القروح يعني إمرأ القيس- قال حين يقول ما ذا قال حين يقول-

وقاهم جدهم ببني أبيهم و بالأشقين ما كان العقاب

- . قال و أخبرني أبان بن عثمان البجلي- قال مر لبيد بالكوفة في بني نهد- فأتبعوه رسول يسأله من أشعر الناس- فقال الملك الضليل فأعادوه إليه- فقال ثم من فقال الغلام القتيل- يعنى طرفة بن العبد- و قال غير أبان قال ثم ابن العشرين- قال ثم من قال الشيخ أبو عقيل يعني نفسه- . قال ابن سلام- و احتج لإمرئ القيس من يقدمه- فقال إنه ليس قال ما لم يقولوه- و لكنه سبق العرب إلى أشياء- ابتدعها استحسنتها العرب- فاتبعه فيها الشعراء- منها استيقاف صحبه و البكاء في الديار- و رقة النسيب و قرب المأخذ- و تشبيه النساء بالظباء و بالبيض- و تشبيه الخيل بالعقبان و العصي- و قيد الأوابد و أجاد في النسيب- و فصل بين النسيب و بين المعنى- و كان أحسن الطبقة تشبيها- . قال و حدثني معلم لبني داود بن علي- قال بينا أنا أسير في البادية إذا أنا برجل على ظليم- قد زمه و خطمة و هو يقول-

هل يبلغنيهم إلى الصباح هقل كأن رأسه جماح

- . قال فما زال يذهب به ظليمه و يجي ء- حتى أنست به و علمت أنه ليس بإنسي- فقلت يا هذا من أشعر العرب- فقال الذي يقول-

أ غرك مني أن حبك قاتلي و أنك مهما تأمري القلب يفعل

- يعني إمرأ القيس- قلت ثم من قال الذي يقول-

و يبرد برد رداء العروس بالصيف رقرقت فيه العبيرا

و يسخن ليلة لا يستطيع

نباحا بها الكلب إلا هريرا

- . ثم ذهب به ظليمه فلم أره- . قال و حدث عوانة عن الحسن- أن رسول الله ص قال لحسان بن ثابت- من أشعر العرب قال الزرق العيون من بني قيس- قال لست أسألك عن القبيلة- إنما أسألك عن رجل واحد- فقال حسان يا رسول الله- إن مثل الشعراء و الشعر كمثل ناقة نحرت- فجاء إمرؤ القيس بن حجر فأخذ سنامها و أطائبها- ثم جاء المتجاوران من الأوس و الخزرج- فأخذا ما والى ذلك منها- ثم جعلت العرب تمزعها- حتى إذا بقي الفرث و الدم- جاء عمرو بن تميم و النمر بن قاسط فأخذاه-

فقال رسول الله ص ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها خامل يوم القيامة- معه لواء الشعراء إلى النار

- . فأما الأعشى- فقد احتج أصحابه لتفضيله بأنه كان أكثرهم عروضا- و أذهبهم في فنون الشعر- و أكثرهم قصيدة طويلة جيدة- و أكثرهم مدحا و هجاء- و كان أول من سأل بشعره- و إن لم يكن له بيت نادر- على أفواه الناس كأبيات أصحابه الثلاثة- . و قد سئل خلف الأحمر من أشعر الناس- فقال ما ينتهى إلى واحد يجمع عليه- كما لا ينتهى إلى واحد هو أشجع الناس- و لا أخطب الناس و لا أجمل الناس- فقيل له يا أبا محرز فأيهم أعجب إليك- فقال الأعشى كان أجمعهم- . قال ابن سلام- و كان أبو الخطاب الأخفش مستهترا به يقدمه- و كان أبو عمرو بن العلاء يقول- مثله مثل البازي يضرب كبير الطير و صغيره- و يقول نظيره في الإسلام جرير- و نظير النابغة الأخطل و نظير زهير الفرزدق- . فأما قول أمير المؤمنين ع الملك الضليل- فإنما سمي إمرؤ القيس ضليلا- لما يعلن به في شعره من الفسق- و الضليل الكثير الضلال- كالشريب و الخمير و السكير و الفسيق- للكثير الشرب و إدمان الخمر و السكر و الفسق- فمن ذلك قوله-

فمثلك حبلى قد طرقت و مرضعا فألهيتها عن ذي تمائم محول

إذا ما بكى من خلفها انصرفت له

بشق و تحتي شقها لم يحول

- . و قوله-

سموت إليها بعد ما نام أهلها سمو حباب الماء حالا على حال

فقالت لحاك الله إنك فاضحي

أ لست ترى السمار و الناس أحوالي

فقلت لها تالله أبرح قاعدا و لو قطعوا رأسي لديك و أوصالي

فلما تنازعنا الحديث و أسمحت هصرت بغصن ذي شماريخ ميال

فصرنا إلى الحسنى و رق كلامنا

و رضت فذلت صعبة أي إذلال

حلفت لها بالله حلفة فاجر لناموا فما إن من حديث و لا صالي

فأصبحت معشوقا و أصبح بعلها

عليه القتام كاسف الوجه و البال

- . و قوله في اللامية الأولى-

و بيضة خدر لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل

تخطيت أبوابا إليها و معشرا

علي حراصا لو يسرون مقتلي

فجئت و قد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل

فقالت يمين الله ما لك حيلة

و ما إن أرى عنك الغواية تنجلي

فقمت بها أمشي نجر وراءنا على إثرنا أذيال مرط مرجل

فلما أجزنا ساحة الحي و انتحى

بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل

هصرت بفودي رأسها فتمايلت علي هضيم الكشح ريا المخلخل

- . و قوله-

فبت أكابد ليل التمام و القلب من خشية مقشعر

فلما دنوت تسديتها

فثوبا نسيت و ثوابا أجر

و لم يرنا كالئ كاشح و لم يبد منا لدى البيت سر

و قد رابني قولها يا هناه

ويحك ألحقت شرا بشر

- .و قوله-

تقول و قد جردتها من ثيابها كما رعت مكحول المدامع أتلعا

لعمرك لو شي ء أتانا رسوله

سواك و لكن لم نجد لك مدفعا

فبتنا نصد الوحش عنا كأننا قتيلان لم يعلم لنا الناس مصرعا

تجافى عن المأثور بيني و بينها

و تدني علي السابري المضلعا

و في شعر إمرئ القيس من هذا الفن كثير- فمن أراده فليطلبه من مجموع شعره

( . شرح نهج البلاغه (ابن ابی الحدید) ج 20، ص 153 - 172)

شرح نهج البلاغه منظوم

[446] و سئل عليه السّلام عن أشعر الشّعرآء فقال: إنّ القوم لم يجروا فى حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان و لا بدّ فالملك الضّليل. يريد امرأ القيس.

ترجمه

آن حضرت عليه السّلام را پرسيدند در ميان شعرا از همه كس برتر كيست فرمودند: شعرا در ميدان اسب دوانى براى بردن گوى سبقت بيك راه نتاخته اند (و اشعارشان بيك نواخت نيست) و ما اگر ناگزير از برترى دادن باشيم در اين صورت پادشاه گمراه (يعنى امرء القيس) بر ديگران برترى دارد. سيّد رضى ره فرمايد: مراد حضرت از ملك ضلّيل امرء القيس است (حضرت پادشاهش خواندند براى اين كه ملك الشّعرآء است، گمراهش خوانده اند براى اين كه فاسق و كافر از جهان رفت).

نظم

  • يكى از آن اديب در جهان فردسؤال از برترىّ شاعران كرد
  • كه گوى از شاعرانى كه بنام اندكدام استاد و با جاه و مقام اند
  • چه كس را فكر روشنتر فتادهسخن را پايه والاتر نهاده
  • بگفتا هر يكى را فرّ و جاهى استروان هر يك براى خود براهيست
  • يكى عاشق بگلها شد چو بلبلشده در راه تشبيب و تغزّل
  • ز دلها زنگ با منطق زدودهيكى شيوا قصيدتها سروده
  • يكى از نظم نيكو پايدار استرجز را شعر آن دائر مداراست
  • يكى اخطل يكى مانند اعشى استيكى سعدى است ديگر يك چو وحشى است
  • ز طبع هر يكى بينى درخشىبيك ميدان نتازيد ندرخشى
  • به يك دشت از فرسها مى دواندندبه سبقت جائزترا مى ستاندند
  • حكومت بين آنان بود آسانبگفتم كيست شاعرتر ز آنان
  • از اين پرسش اگر لا بدّ و ناچارفشارى پى نباشى دست بردار
  • بگلّه شاعران ماننده تيسبود سالار و سرور امرء القيس
  • بدين هر چند او گمراه باشدبخيل نكته سنجان شاه باشد

( . شرح نهج البلاغه منظوم، ج 10، صفحه ی 224 و 225)

این موضوعات را نیز بررسی کنید:

پر بازدیدترین ها

No image

حکمت 443 نهج البلاغه : روش برخورد با مردم

حکمت 443 نهج البلاغه به روش برخورد با مردم اشاره می کند.
No image

حکمت 436 نهج البلاغه : ارزش تداوم کار

حکمت 436 نهج البلاغه به موضوع "ارزش تداوم کار" اشاره می کند.
No image

حکمت 74 نهج البلاغه : دنيا شناسى

حکمت 74 نهج البلاغه به موضوع "دنيا شناسى" می پردازد.
No image

حکمت 114 نهج البلاغه : استفاده از فرصت ها

حکمت 114 نهج البلاغه موضوع "استفاده از فرصت‏ها" را بیان می کند.
No image

حکمت 11 نهج البلاغه : آيين دوست يابى

حکمت 11 نهج البلاغه موضوع "آيين دوست يابى" را مطرح می کند.
Powered by TayaCMS